الفصل التاسع

1.9K 109 0
                                    

تباينت الأنفس واختلفت القلوب..

لتكون خطيئة الأنقياء ظنهم بأن الجميع مثلهم

فيفاجئون بطعنات أقرب الناس إليهم

في الشدة يظهر معدن الجميع تجاهك

وحينما تتأكد من نوايا خصومك

تجد نفسك تلتزم الصمت وتتركهم يعتقدون أنك ضعيف وخائر القوى.

فلا يكترثون لمواجهتك ويظنون المعركة مجرد نزهة يسهل الفوز بها.

ونسوا أن لكل جواد كبوة وعندما يفيق سيجعلهم يعضون أناملهم من الندم.

ليعلموا حينها أنهم لم يقدروا قوتك ففشل مخططهم

الصمت والذهول ارتسما على ملامح سارية بعد إعلان خبر زواجها منه.

وقفت متسمرة وليس هناك ما يقطع تواصل الأعين بينهما.. غموض ونصر من تجاهه

ذهول وعدم استيعاب من ناحيتها!

صدمة سيطرت على الجميع لكن الكبرى كانت من نصيب رقية التي انتفضت من مجلسها تمسك حافة المنصة بقوة حتى ابيضت مفاصلها تنظر لابنها غير مصدقة أن الفتاة التي توعدتها بأقوى الأفاعيل أصبحت ملكة!

من كانت تخطط لجعلها جارية تذيقها الذل والهوان على تحديها لها ، أصبحت كنتها!

ضغطت بقبضتيها بغضب وحقد ترفع نظرها للمنصة المقابلة لها لتراها تنظر إلى إلياس بأعين متسعة غير مصدقة.

رفعت الاثنتان عينيهما في نفس الوقت لتتقابل الأنظار.. اضطربت جنبات سارية وهي تشعر بلهيب نظراتها الذي كاد يحولها لرماد!

همست رقية لنفسها :

- "أهذه لعبتك أيتها الحقيرة؟

أكنتِ تخططين للإيقاع بابني حتى تصبحي الملكة؟!"

ثم انتقلت بنظرها إلى بدر الدين الذي يتطلع بمسبحته في يده وابتسامة هادئة على شفتيه :

- "لست بالسهل يا بدر الدين، إن كنت تظن أنك بهذا تنتقم ، فلم تعرف بعد من هي رقية!"

استدارت برأسها إلى خديجة ناظرة لها بغموض لتجدها مازالت جالسة عيونها شاخصة تحدق في الفراغ بلا تصديق، لترفع رأسها إليها تسألها بتيه كأنها انفصلت عن العالم :

- "هذا ليس صحيح أليس كذلك؟

هو لم يتزوج تلك الحقيرة.. هي لن تكون ملكته"

إعلانه بالزواج من غيرها بمثابة صفعة قوية هبطت على وجنتيها، منذ لحظات كانت تمني نفسها أنها زوجته والآن؟!

رفعت أنظارها إليه فوجدته ينظر لغريمتها فبدأت نيران الحقد تشتعل في مقلتيها.

رفعت رقية رأسها بنوع من الشموخ تتنفس بعمق ونظراتها غامضة ترسلها إليها.

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now