الفصل الأول

10.4K 160 4
                                    

هناك لحظة تمر تطرح موقفًا

يتطلب الاختيار بين عدة بدائل..

اختيار يكشف عن نفسك ودواخلك دون أن تدري!!

ولكل خَيار منهم مقابل ستخسره في سبيل تحقيقه

لكن أقسى ما يمكن خسارته هو المجهول!!

دخول معركة ولا تعرف أقصى ما يمكن خسارته

أهو حريتك..

مبادئك..

أم نفسك!

صمت الإحساس، المشاعر، والقلوب

صمت يجعلك تشعر أن الزمان غير الزمان..

الوقت يمر وكأن العقارب صنعت من ملل

أن الحياة بلا شعور وبلا أمل

وكل ما تتمناه حلم لكنه لم يكتمل.

- "مولاتي.. الملك سليم يخبرك أن الملك نيار حضر إلى قاعة الاحتفال، ويطلب منكِ الإسراع بالهبوط حتى تتم مراسم الخطبة"

قالتها أروى منحنية أمام مخدومتها واضعة كفيها فوق بعضهما أمامها وابتسامة هادئة مرسومة على محياها.. فتنهدت تنظر إليها بالمرآة ترى نظراتها الراضية وإعجاب من جمالها!

لكن نظراتها هي خليط من القوة مشوبة بالتردد والانفعال، خضار مقلتيها اشتد في عادة منها عندما ينشغل تفكيرها بشيء ما!

استدارت تعطيها نظرة طويلة كمن تسألها، هل ما ستفعله صحيح؟

هل قبولها بالخطبة في صالحها أم ألقت بنفسها في بؤرة لا تعلم مداها؟

كصحراء قاحلة خطت فيها برضاها عازمة على إيجاد نهر جارٍ وسطها وداخلها يهز رأسه أسفًا على هذه المجازفة.

التقطت أروى قلقها فاقتربت مُمسِدة على ذراعيها، تهمس بابتسامة وعيناها تناظر خاصتها في المرآة :

- "دومًا تكونين أيقونة الجمال، أراهن أن الملك سيخر صريعًا عندما يرى فتنتك"

ابتسامة ساخرة رُسِمت على مَحياها، تتقدم خطوات للأمام مولية ظهرها لها وأناملها تتشابك معًا ببرود وبنبرة هادئة ذات بحّة مميزة :

- "أخبرتك مرارًا أروى ألا تبالغي في حديثك.."

ثم استدارت تنظر إلى وجهها رافعة حاجبها الأيسر ومازالت سخريتها في حديثها :

- "عن أي ملك تتحدثين؟

كل ما ترينه أمامك ما هو إلا زيف يُخفي خلفه مصالح كثيرة فقط"

ابتسامة جانبية ارتسمت واهتز كتفيها بقهقهة مستهزئة ناظرة لأسفل تهز رأسها بيأس هامسة بنوع من خيبة الأمل :

- "مصالح لا وجود لي في أي طرف من الأطراف"

رفعت رأسها بشموخ تنظر لوصيفتها مكملة بجمود :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now