الفصل الثالث عشر

2.2K 91 14
                                    

على أرصفة الماضي ستجد بقايا الحقيقة مترامية على الأطراف.

في انتظار رياح القوة تزيل أتربة الجُبن من عليها، وكفوف الشجاعة تلملم أجزاءها فتعيد تركيبها من جديد.

لتضعها أمام مرآة الحاضر عسى أن تُصلح الآتي من المستقبل!

فحقيقة مرة خير من خداع ناعم!

دلفت إلى جناح سارية ومازالت منفعلة بقوة مما حدث، وقفت تنظر إلى انعكاسها في المرآة فصرخت واضعة كفيها فوق وجنتيها عندما رأت احمرار وجهها، خرجت سارية من حمامها على صرختها رافعة حاجبها بدهشة من وقفتها.

ألقت المنشفة بإهمال على الكرسي واتجهت إلى المتسمرة كأنها تكتشف نفسها من جديد، أشاحت بكفها أمام وجهها فلم تتلقَ أي إجابة، فنظرت إلى انعكاسها في المرآة بدهشة وتفكير ممسكة بذقنها ليجذب انتباهها احمرار وجهها، ابتسمت بمكر قبل أن تلوي خصرها بأصابعها مما جعلها تفيق من غيبوبتها تصرخ ممسكة بكتفيها تضغط عليهما بقوة تهزها :

- "لقد قبلني يا سارية.. لم يجرؤ أحد على الاقتراب مني من قبل ليأتي بهذه البساطة ويفعلها"

توسعت عينا الأخرى بدهشة من حديثها وحاولت أن تتحدث لتفهم منها ما حدث، لكنها أكملت بثورة :

- "وبعد كل هذا يخبرني أنه أصدر أمره بالنسبة لي وكأنني من ممتلكاته، وأنه لن يسمح لغيره بالاقتراب"

كتمت ضحكاتها بصعوبة وحاولت التحدث وعندما لم تجد الفرصة لوت كاحل وسام بقدمها لتسقطها جالسة على الكرسي خلفها، ثم أمسكت بحافتيه منحنية عليها هاتفة بقوة :

- "هل صمتِ وأخبرتني ما الذي حدث بالضبط؟

من الذي تجرأ وقبلك؟"

أجابتها من بين لهاثها الشديد ضاغطة على أسنانها بغيظ:

- "جاد"

تراجعت سارية خطوتين للخلف بصدمة وكأنها أخبرتها بكارثة.. جاد قبّلها؟!

لا تستطيع أن تتخيل ذلك الجلف الذي لم يشغله غير السيف والقتال يُقبّل فتاة كباقي البشر!

و ما لبثت أن تعالت ضحكاتها بهستيرية قوية أشعلت غيظ التي تراقبها بثورة تريد الانقضاض عليها لتجعلها تصمت، فصرخت تشيح بيدها في الهواء :

- "لا تضحكي سارية أنا غاضبة.. ثم أخبريني ماذا يقصد أنه أصدر أمره بي؟!"

كبحت لجام ضحكاتها بصعوبة تسعل قليلًا لتقول غامزة بمكر وهي تتجه إلى المزينة تحمل فرشاتها :

- "يعني أنك أصبحتِ تخصينه، فلن يجرؤ غيره على الاقتراب منك ولن يسمح لك بالابتعاد"

حالة من الغباء استحوذت عليها وهي تقف خلفها:

- "لم أفهم"

ضربت كفها على جبهتها بيأس من كتلة الغباء التي ابتلاها الله بها وقالت في نفسها :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now