الفصل الخامس عشر

1.7K 88 3
                                    

الحياة كالسرداب الطويل..

بابه الرغبة

وجدرانه اللؤم والشك!

حجارته الكذب تبرز منها سنون الغدر والخداع

تُدمي قدميك كلما دعست عليها وما زلت تمضي..

سقفه الغرور والجشع

مغطى بخيوط الحقد أشبه بخيوط العنكبوت.

الكذب.. الخداع.. الغش

ثلاث حفر إذا سقط القائد في أحدهم

سقطت الثقة من قلوب أتباعه!

وهما لم يسقطا بل من قاما بالحفر ووقفا على الحافة يتابعان سقوط الجميع بانتصار!

متناسيان أن ذَلة صغيرة ويحتويهم القاع!

نهضت من جانبه ترتدي مئزرها تواري عُري جسدها، تتقدم نحو قنينة الشراب تصب كأسها واستدارت للمضطجع على الفراش عاري الجسد سوى من الفراش الذي يداري نصفه السفلي.

رفعت كأسها تشرب منه وقالت بسخرية:

- "أتعلم يا كهرمان!"

أولاها انتباهه فأكملت بابتسامة جانبية:

- "أنت كالحصان الأسود في لعبة الشطرنج.. تقف وتنظر.. تجمع خيوط اللعبة في يدك، وفي لحظة معينة تتجاوز وتقفز"

أسندت ظهرها على الحائط خلفها، مكتفة ذراعيها أسفل صدرها، رافعة حاجبها بمكر :

- "وفجأة تحكم الخناق على الجميع"

قهقه بصوت أجش وغرور ثم نهض من مكانه يلف الفراش حول خصره واستند بكتفه على عمود فراشه:

- "عزيزتي.. إن لم تعرفي قوة خصمك ستدهسين تحت أقدامهم"

ثم غامت عيناه بسواد حقده وامتلأت نظراته بالكره الدفين:

- "وإلياس ليس بالخصم السهل، إن علم ما فعلتيه لن يكون في عمرك يومًا آخر"

عقدت حاجبيه بعدم فهم واشتد جسدها بتوتر، فابتسم في نفسه ثم تقدم منها ببطء حتى وقف أمامها يعيد خصلة خلف أذنها، يستند بكفه الآخر على الحائط خلفها هامسًا:

- "تُرى ماذا سيكون رد فعله عندما يعلم بخيانتك له خديجة؟

ومع من؟

مع ألد أعدائه!"

راقب اتساع مقلتيها باشتعال فهو للمرة الأولى يتطرق لهذا الأمر.

إن كان هو ملك الخديعة فهي حرباءة تجيد التلون وبرعت فيه.

هتفت به بشراسة في حين تربت بنوع من العنف على صدره:

- "لن يكون أقل مما سيفعله بك، وإن علم لن يكون إلا عن طريقك..

حينها لن أبقي على شيء"

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now