الفصل السادس

2.2K 103 5
                                    

أغنياء الروح هم أسياد الحياة..

مُفعمون بالحرية والبساطة والرحمة

وتلك الروح الغنية يلزمها التغيير طبقًا لقوانينك الخاصة.

فالسير على خطى الآخرين مضيعة للوقت

لأنه في النهاية لا وصول أبعد مما وصلوا إليه

بل يجب أن نشق طريقنا الخاص في الحياة

حتّى تكون النهاية مُرضية للأهداف.

نظراتها مرآة للكره الذي يملأ قلبها

يقابله هدوء يزيد من تأججه

وجهها محتقن بدماء الغضب

ككرة لهب قُذفت من جوف البركان

وبروده أمامها كان كالماء المتلقي لتلك النيران

وشراستها تنضح من قاموس لسانها تخترق الصميم

وعبثه كحائط الصد المنيع لسيل كلماتها.

رفعت إحدى حاجبيها بسخرية تقترب منه بتهديد وعيناها تقدح شذرًا يعكس نيران قلبها، بعد أن اقتحم خلوتها تسأله :

- "هل عمرك بخس هكذا لتدخل دون استئذان؟!"

ألقت نظرة على الباب خلفه ثم نظرت له باستهزاء تشير له بعينيها :

- "لديك فرصة أخرى لتخرج من هنا قبل أن يقل كرمي تجاهك وأقرر خروجك بنفسي"

لمعت عيناه بإثارة للتحديات التي ترميها بوجهه.. تلك الفتاة تثير حاسة الصياد بداخله

وكذئب مخضرم التقط رائحة التحدي من فريسته فازداد إصرارًا عليها؛

أجابها بتنهيدة ساخرة :

- "احترسي مما تنطقين به، فأنتِ هنا تحت رحمتي.. لا أنتِ ولا أبيكِ ولا أحد سيمنعني من أخذك حتى ولو رغمًا عنكِ، وفي النهاية ستركعين أمامي باستسلام وخضوع حينها سأكون في قمة استمتاعي"

ضغطت على شفتيها بقوة..

اشتعلت النيران في مقلتيها لو لمسها أحد سينصهر كما ينصهر الثلج، وبصوت خفيض يقطر كرهًا من كل كلمة:

- "خلقني الله حرة فمن أنت لتجعلني أركع؟

ما أنت إلا جبان لا تتجبر إلا على النساء!

لكن أنا لستُ كغيري، واليوم الذي سأسقط فيه عند قدميك سيكون يوم وفاتي.. فانتظر كما شئت"

رفعت كتفيها بلامبالاة في جملتها الأخيرة..

لتلمع عيناه بغضب من كلماتها وهتف بعنفوان بعد أن اكتست الثورة وجهه :

- "لا تثيري غضبي قبل أن آخذك هنا والآن، ولنرى من الضعيف عندها"

اقتربت منه بشراسة والغضب والاشتعال يزداد في صوتها متجاهلة الخوف الذي دب بداخلها من نبراته وتهديده :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now