الفصل الرابع عشر

1.8K 80 7
                                    

الحياة عقبات

وبين كل لحظة والثانية تعطيك الحياة ضربة حتى تفيق وتراجع أمورك مرة أخرى.

هي بالفعل تشعرك بالوجع.. لكن هناك مقولة "إذا انكسر لك ضلع فسينمو لك أربعة وعشرون آخرون"

لكن ما هو الشعور إذا جاءت الضربة من أقرب الناس لك؟!

وجع.. ضعف.. أم انكسار؟!

ثمة حكمة تقول

من الصعب القبض على قطة سوداء في غرفة مظلمة!

ولا سيما إذ لم يكن ثمة قطة في الغرفة من الأساس!

ولهذا ليس من السهل كشف الحقيقة بسهولة سوى بالتفكير بعقل عدوك!

حينها ستتمكن بالإمساك بكافة الأدلة على وجودها..

وقف نيار في مجلسه وأمامه مجوعة الطهاة المسئولين عن طعام الملوك في القصر بعدما أمر بإحضارهم للتحقيق في واقعة تسميم سارية بنفسه.

كان يسير أمامهم جيئةً وذهابًا بهدوء يثير الرجفة في أطرافهم، واقفون يضعون أيديهم فوق بعضها ورؤوسهم منحنية بخوف لكنهم ينظرون لخطواته من أسفل أهدابهم، ثم حبسوا أنفاسهم عندما وقف أمامهم مباشرة وخاصة أمام كبير الطهاة يأمره :

- "أرفع رأسك وانظر إليّ سيد محمد"

ابتلع ريقه بتوتر ملبّيًا أمره، ليصطدم بنظراته الجامدة فخرج صوته محشرج :

- "أمرك مولاي!"

أجابه بصوت عميق هادئ :

- "منذ يومين أصيبت الملكة بتسمم بعدما تناولت طعامها..

والطبيب قال أن هناك كمية لا بأس بها من السم وضعت فيه"

ثم هبط إلى أذنه هامسًا :

- "ولا أحد غيرك مسئول عن تحضيره والإشراف عليه"

ابتعد عنه يراقب ملامح وجهه التي ازدادت توتر وخوف وحبيبات العرق التي طفت على جبهته، وتيرة أنفاسه تسارعت قليلًا من الاتهام المبطن الذي ألقاه سيده ليجيب بتلعثم :

- "مولاي.. أقسم لك لا أحد سيتجرأ على فعل شيء كهذا.. فما غايتنا من تسميم الملكة؟"

استدار له فجأة وهتف بالجميع ونظراته تجول بينهم بغضب وشراسة :

- "لكن الحقيقة تقول أن هناك من تجرأ وفعل ذلك"

صمت يستمع لفتاة كانت من ضمن الطهاة :

- "مولاي نقسم لك أننا لم نضع أي شيء للملكة فأنا من قمت بتحضير العشاء لها تلك الليلة ووضعته بجانب الموائد الأخرى حتى جاءت وسام وأخذته لها"

نظر لها بدون تعليق وبهدوء حتى قال بلامبالاة :

- "حسنًا طالما الجميع يؤكد أنه بريء، فسأعتبر أنكم المسئولين عن الحادث وسأجعلكم عبرة للمملكة بأكملها"

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now