الفصل الحادي والعشرون

1.6K 83 0
                                    

لا تقف كثيرًا على الأطلال بكل يأس

خاصةً إن كانت الخفافيش قد سكنتها

وغربان اليأس أقامت بيوتها بها وأصحبت محطتها.

أبحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفُق يرسم بهجتها!

أبحث عن قبس من نور وسط سرداب حالك فكان منارتها!

امتطت سارية مهرتها وبجانبها نيار يمتطي جواده بعد أن أمر الحراس بعدم إتباعهما، تومئ أنها جاهزة، ثم انحنت لأذن مهرتها هامسة :

- "مهرتي أريدك لكي ننقذه.. هيا أريني ما لديك يا صديقتي"

ركلتها بقدمها ليسرعا الاثنان إلى الخارج باتجاه البحيرة، فهي الليلة الثالثة في ليالي البدر وفرصتها الأخيرة كي تأتي بهذا النبات قبل أن يختفي.

تركض بأقصى ما لديها، وبين الحين والآخر تحث مهرتها على الركض والتحمل حتى وصلت إلى البحيرة لتهبط بسرعة وهبط نيار هو الآخر.

نزعت القلنسوة من فوق رأسها واندفعت تبحث عنه فأوقفها هاتفًا بتعجب وعيناه تحوم في المكان بغرابة:

- "ماذا نفعل هنا يا سارية؟!"

أشارت إلى ضفاف البحيرة هاتفة بلهفة وعينيها تحول بين عينيه والبحيرة :

- "كنا هنا عندما أصيب، أخبرني أن في ليلة البدر يخرج نبات على ضفافها فيه القدرة على شفاء السموم"

ثم انخفض صوتها بتهدج :

- "هذه آخر فرصة لدينا كي ننقذه"

هتف باطمئنان وهو يتخطاها نحو البحيرة :

- "أهدأي إن كان أخبرك بهذا فهو محق، هيا نبحث عنه"

ذهبا للبحث عنه فأخذا وقتًا طويلًا، ظلت تدور حول نفسها ولم تجده فكل ما على الضفة ما هي إلا حشائش صغيرة، يئست بشدة وسقطت على ركبتيها واضعة كفيها فوق فخذيها ثم رفعت رأسها للسماء تهمس :

- "ساعدنا يا الله، لم أعد أحتمل هذا العذاب"

انتبهت على صراخ نيار باسمها لتنهض مسرعة باتجاهه تراه ممسكًا بيده نبات غريب الشكل عبارة عن فرع رفيع به عدة فروع صغيرة منتهية بما يشبه الجعبة مليئة بحبيبات صغيرة حمراء.

نظرت له بدهشة ثم ما لبست ابتسمت بسعادة لينهضا بعدها يأخذان كمية كبيرة معهما ثم استعدا لطريق العودة.. هتفت له :

- "هيا نيار علينا أن نسرع"

التفتت أمامها فتسمرت وهي ترى مجموعة من الملثمين برداء أسود يقطعون عليهما الطريق، صهل الخيلان عاليًا وسارية تجذب لجام مهرتها بقوة وكذلك نيار ليقفا على ساقهما الخلفية ويلتفا حول نفسهما، نظرت إلى نيار بدهشة ليهتف بقوة إلى هؤلاء الملثمين :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now