الفصل الثامن عشر

1.7K 100 2
                                    


كل ما يتعلق بالأمس ذهب معه.

اليوم حان الوقت لقول أشياء جديدة!

فلا جدوى أن نجعل أشباح الماضي تلاحقنا وتبدد كل جميل يشاء أن يبدأ

يجب فتح الأبواب لأحلام وحياة جديدة!

ونأخذ من الماضي ما يساعدنا على تجميل هذه الحياة.

واقفان كأسدان شامخان

ينظران في الأفق البعيد عند نقطة التقاء السماء بالأرض بينهما قرص الشمس الأحمر يختفي نصفه في ساعة غروب صافية.

تذكر نيار ما حدث بعد عودته برفقة ليان تلك الليلة وقد قطع عهدًا أن يزيل كافة الحواجز المتبقية بينه وبين أخيه..

ذهب لجناح أخيه الذي أسرع نحوه مجرد أن رآه بقلق لاختفائه طوال اليوم بعد موت مأمون.

يعلم صعوبة وقع الأمر عليه لشدة العلاقة بينهما.

شد على عضديه يشمله بعينيه بحنان فقدوه بينهما منذ سنوات ليعود ويراه الآن مرة أخرى..

ليصدح صوته مطمئنًا :

- "هل أنت بخير نيار؟!"

ابتلع ببطء وربت على كتفه يومئ برأسه يطمئنه :

- "أطمئن أخي أنا بخير.

ليس فقدان خائن مثل هذا سيكسر شوكتي"

ابتسم إلياس بحبور وفخر فأخيه ليس بالضعيف.

يعلم أنه يتألم، قلبه يحترق بنيران الخيانة التي طالما تلظى بها!

لكنه يعلم أيضًا أنه سيجتازها بقوة طالما رآها بداخله!

استمع إليه يقول فجأة كمن يحمل همًا يريد إلقائه :

- "حقيقةً أود إخبارك أمر ما..

أمر لابد من مناقشته حتى أبرئ ذمتي أمام الله وأمامك ليعود كل شيء في مساره الصحيح"

لاحظ نيار تجمد ملامحه وكأنه فطن إلى مغزى حديثه، ليهز رأسه كمن يرفض الحديث في هذا الأمر قائلًا يوشك أن يوليه ظهره مشيحًا بكفه برفض :

- "ما حدث في الماضي أصبح ماضي، لا أريد التحدث فيه..

لقد انتهى وتغاضيت عما حدث وها نحن عدنا كما السابق وأفضل، فأنا...."

لم يكمل حديثه جراء جذب نيار من مرفقه كي يلتفت إليه يناظره بغيظ وأعين مشتعلة من الغضب يهتف مستنكرًا :

- "حقًا تريد إقناعي أن قلبك هذا نسي كل ما حدث دون أن تعلم الحقيقة؟

تريد إقناعي أن الأمور بيننا أفضل من السابق ومازالت تلك الحادثة عائق بيني وبينك؟"

اشتعلت عيناه بغضب وقد عادت الذكريات تتدفق في عقله كالسيل الجامح كأنها حدثت بالأمس، يضغط على أسنانه بقوة.

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα