كاد أن ينادي على حراسه ليأخذوهم ويضعونهم في السجن، لكن الفتاة هتفت بخوف لتهبط ممسكة بيده تبكي بقوة وهبطت كي تقبلها لكنه جذبها بدهشة وهو يستمع لها :
- "مولاي أرجوك لا.. أقسم لك أنه لا ذنب لي ولا لأحد منا، سأحكي لك عما حدث في تلك الليلة لكن حبًا في الله ارحمنا"
نظر لها من علو بغموض وأمرها بالنهوض ثم بدأت تتحدث :
- "دلفت السيدة حكيمة إلى المطبخ، ككل ليلة تشرف على الطعام، لكنها ولأول مرة تسأل عن طعام الملكة سارية فهي كانت لا تلقي بال إلا للملكة رقية وجلالتك فقط، فأجبتها بصفاء نية فأومأت لي ثم انتظرت قليلًا وخرجت مثلما جاءت"
رفعت نظرها له برجاء ودموع وقالت بصدق :
- "أقسم أن هذا كل ما حدث"
- "السيدة حكيمة!"
همس بها في نفسه ليلمع في عقله اسم آخر تمنى ألا يكون خلف كل هذا وإلا يقسم أنها ستكون النهاية لصاحبه.
أرسل حارسه إلى جناح سارية يخبر أخيه بضرورة المجيء إليه لأمر هام في الساحة الخارجية للقصر.
لبى الآخر الأمر ليجده في انتظاره.
فتقدم منه واضعًا يده خلف ظهره والأخرى بجانبه ليقف بمحاذاة كتفه :
- "ما الأمر نيار؟
بعثت لي حارسك للقائك هنا فماذا حدث؟!"
تنهد بقوة قبل أن يلتفت إلى أخيه وقال بهدوء :
- "لقد وعدتك بالنظر في حادث التسمم لكن ما توصلت إليه أُبقيه لكْ فأنا لن أكبح زمام غضبي إن تحققت شكوكي"
عقد حاجبيه بعدم فهم وتساؤل ليترجم سؤاله في حديثه :
- "إلى ماذا توصلت؟!"
أشار برأسه إلى شيء خلفه فرأى الحارس ممسكًا بسيدة تبدو في العقد الرابع من عمرها تحاول الإفلات منه وعلى وجهها الخوف والتوتر تقترب منهما.. لم يتعرف عليها فسأله :
- "من تكون؟"
أجابه ينظر لها :
- "السيدة حكيمة كبيرة الخدم"
نظر له إلياس مرة أخرى بذات التعابير المتسائلة :
- "لماذا أتيت بها لم أفهمك؟!"
امتدت يده لتأخذ بكف أخيه ووضع بها القنينة المليئة بالسم التي وجدها في غرفتها بين ملابسها، عندما أمر الجنود بالتفتيش في كل إنش من مضجعها للعثور على أي شيء غريب أو يتعلق بالأمر.. نظر إلياس للقنينة بملامح جامدة يستمع لحديث أخيه :
- "الطهاة قالوا أنها كانت هناك وسألت عن طعام سارية بالأخص.. وهذه القنينة وجدت في جناحها"
ضغط عليها في كفه بقوة وملامحه تتحول للثورة والغضب، فوضع نيار كفه فوق قبضته واقترب منه:
YOU ARE READING
سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجدي
Romanceكل الحقوق محفوظه للكاتبه هدير مجدي إلى الّذين يجيدون السّباحة فوق السّطور والغرق بين الكلمات والإبصار في الأعماق. إلى الّذين تحفلُ السّعادة بعيشهم. إلى الّذين يسبّبون الموتَ والحياة بموتهم. وإلى أولئك الّذين لم يحظوا بحكايات قبلَ النّوم يوما... أعتذ...
الفصل الرابع عشر
Start from the beginning