الفصل الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

- "ما الذي فعلته بنفسك يا جاد لتقع بها!"

ثم استدارت لها هاتفة بها ممسكة بمعصميها تهزها:

- "رجل مثل جاد عندما يهتم بشخص هذا يعني أنه أصبح من عائلته.. فما بالك لو كانت فتاة دق قلبه لها؟!"

تأملت انكماشها وعلامات التوتر والخوف لاحت على وجهها ، فعقدت حاجبيها بتعجب قبل أن تجذبها لتجلسا على الأريكة :

- "أخبريني وسام ما الأمر؟

لمَ كل هذا الخوف؟"

غطت وجهها بكفيها تحني رأسها مجيبة بخفوت ونبرة باكية :

- "لا سارية هذه العلاقة لن تكتمل.. فكري بواقعية هو الوزير لزوجك والرجل الثاني في الجيش بعده ، وأنا ماذا؟

أنا مجرد ....."

لم تجعلها تكمل حديثها جاذبة كفيها من فوق وجهها لتجبرها على النظر إليها وهتفت بها بحدة تلعن ذلك الحذاء الموضوع في رأسها بدلًا من العقل :

- "إذا أكملتِ تلك الترهات التي تتفوهين بها أقسم سأذيقك الأمرين.. يا غبية لماذا تفكرين بهذه الطريقة؟

هل تعتقدين أن جاد ولد وزير يعيش في القصور؟

جاد تربى معي وسام حتى أصبح في سن السادسة عشرة وبعدها انضم إلى الجيش، ولد في قريتنا البسيطة وسط أناس لم يرتقوا حتى للطبقة المتوسطة، ذاق المر ليصل إلى ما هو عليه"

تأملتها بصمت وأنفاسها هدأت قليلًا وهي تستمع لها، لتشعر بكفيها على عضديها مكملة :

- "وسام.. الحب ليس له تخطيط، هو مثل السهم المارق، إما أن يصيب أو يخيب..

الوجه الآخر للموت لكنه الموت الحي، هو الذي يصيبك ولن تستطيعي منعه لا بالقوة ولا برضاك، فـخذي فرصتك من الحياة ومنه يا فتاة أنتِ تستحقين هذا"

قالت كلمتها الأخيرة معانقة وسام التي بادلتها بشدة كأنها تستمد قوتها منها لتربت على ظهرها وهمست بأذنها :

- "أنا سعيدة لكما، لكن لا تستسلمي له مرة أخرى ليعرف حدوده حتى نزوجكما"

ضربتها على كتفها بغيظ ونهضت تخرج من الجناح هاتفة بتشفي ترد لها غيظها وهي مولية لها ظهرها:

- "قولي هذا الكلام لك يا فتاة، تنصحين وتفعلين عكسه"

نظرت لها رافعة حاجبها بمكر مشيرة بسبابتها لها:

- "تذكريني بمن يهتف أن الخمر من المحرمات وفي الليل يظل يتجرع حتى يفقد وعيه"

قالتها ثم أسرعت راكضة إلى الخارج عندما وجدتها تتحول من الهدوء إلى الدهشة ثم الغيظ منها لتنهض تريد اللحاق بها تقطع لها هذا اللسان.

كادت أن تصطدم بأروى التي كانت تسير بشرود قادمة من الاتجاه المعاكس، لكنها وقفت في اللحظة الأخيرة فكادت الاثنتان تقعا أرضًا لكنهما تمسكتا بذراع بعضهما، فنظرت كل منهما للأخرى بدهشة ثم ضحكتا بقوة، فسارعت أروى بالاعتذار تعدل من ثوبها الذي التف حولها :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now