الفصل السابع

1.9K 98 6
                                    

كنا صغارًا حين أخبرنا أجدادنا ألا نفتح الأبواب المغلقة!

ألا ندخل الأماكن المهجورة!

وألا نسير بمفردنا في طريق مظلم خالٍ!

لا أحد يعلم ماذا يُخبَئ لنا؟

وهل هذا المجهول سيسرنا أم يفزعنا؟

لكن الإنسان خُلق فضوليًا تجاه المجهول!

عناده يقوده كي يكشف الممنوع!

لكن بعض الأبواب المنغلقة والدفاتر القديمة لابد أن تبقى كما هي..

ولا يجب التحدث فيها حتى!

كالساحر الذي يزيح عقله ويزداد جشعه بأن يغوص في العالم السفلي رغمًا عن أصحابه..

فينقلب السحر عليه وينال ما صنعته يده.

مرت عدة دقائق بعدما ألقت باعترافها الصريح بأنها كانت تكن مشاعر الحب له، بل مازالت تحملها بقلبها إلى الآن!

وقعت كلماتها على مسامعه كضربة مطرقة ترددت صداها في عقله..

كان يعطيها ظهره ويشد بقبضته على طرف عمامته المنسدل على كتفه، وعاد بذاكرته إلى ما مضى..

****

كان في اجتماع مع تقي الدين للاتفاق على ما سيتم في الحرب المقدمين عليها، وبعدما انتهى خرج ينادي أحد الحراس كي يلقي عليه أوامره، ويعد ما يلزم لها.

كاد أن يذهب لكن استوقفه صوت أنثوي رقيق يأتي من خلفه، فوجدها قادمة بثوب أخضر جميل، وخصلاتها الشقراء منسدلة على ظهرها في تموجات.

راقب اقترابها فوقف يضع يده خلف ظهره، ينظر لها بحاجبين معقودين حتى وقفت أمامه فسألها :

- "ما الأمر رقية؟"

لاحظ غضبها الطفيف على تعبيرات وجهها وبالأخص في عينيها الزرقاء قبل أن ينتقل إلى نبراتها :

- "لماذا لا تريد رؤيتي بدر الدين؟

كلما أطلب رؤيتك إما مشغولًا أو ترفض مقابلتي لأمر ما"

تأملها قليلًا قبل أن يتنهد يريد إنهاء الحوار سريعًا :

- "رقية أعلم ما تنوين قوله..

ولكن هذا لن يحدث، فحافظي على ما بقيّ وانسي الأمر برمته"

استدار ليذهب لكنها منعته بوضع يدها على مرفقه تديره إليها من جديد تناظره بقوة تهتف بشراسة :

- "أنسى ماذا؟

أنسى أنني أحبك"

اقتربت تضع كفها على وجنته وهمست واضعة اليد الأخرى على قلبها تربت عليه :

- "أخبرني كيف آمر هذا القلب أن يتوقف عن النبض لك؟

أنا أحبك يا بدر الدين لمَ لا تفهم ذلك؟"

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن