الفصل السابع

Start from the beginning
                                    

أمسكها من رسغها يبعد كفها عن وجهه، ليقربها منه حتى اصطدمت به، ونظر في عينيها بغموض هامسًا يضغط على كل كلمة تخرج منه :

- "وأنا أخبرتك مرارًا يا رقية.. أنني لا أكن لكِ أي نوع من المشاعر، حافظي على ما بقيّ من كرامتك فأنا أعلم ماذا تريدين"

ضيقت بين عينيها هامسة بحدة :

- "وما الذي أريده؟"

ابتسم بجانب فمه يسير بنظراته عليها من أسفل لأعلى حتى وصل لزرقتيها :

- "أنا أعرفك جيدًا رقية فأنا من جئت بكِ إلى هنا..

منذ أن نظرت في عينيكِ رأيت الجشع، السلطة، الغرور"

اقترب منها خطوة ينحني برأسه نحوها ونظراته تحتد بشدة يحيلها بين مقلتيها :

- "حينها تأكدت أنكِ أفعى متجسدة في قالب أنثى، لكنني لن أعيد الخطأ مرتين، لن أُدخل أفعى لحياتي..

لولا الملك تقي الدين لكنت تخلصت منكِ للأبد"

لهثت من فرط غضبها ولون وجنتيها يستحيل للون الأحمر، أهانها ودعس كرامتها بحذائه!

رفضها زوجة وألقى بحبها عرض الحائط ناعتًا إياها بالطامعة للملك!!

أعماها غضبها وجذبتها فوهة الانتقام، فتحولت وتيرة صوتها للتهديد والحقد :

- "أنت ترفضني!

تُهين كرامتي وتنعتني أنا بتلك الصفات؟"

ابتعدت خطوة للخلف تشهر سبابتها نحو نفسها بوعد ولسانها يشدد على كل كلمة تخرج منها :

- "أقسم لكَ يا بدر الدين قسمًا أحاسب عليه..

أن تلك الجارية ستكون سيدة هذا القصر والمملكة بأكملها"

ثم وجّهت سبابتها نحوه مكملة بحقد :

- "وأنت بالأخص أيها الوزير سأجعلك تنحني لي احترامًا وإجلالًا"

أنهت كلماتها ثم استدارت تدب الأرض بغضب وحقد كبيرين، وتركته يتأمل ذهابها بلامبالاة وكأن شيء لم يكن.

وبعد عدة أشهر قليلة ذاع في القصر نبأ حمل رقية من الملك، وعلى حسب القوانين فإن الجارية التي يقرر الملك أن تحمل في أحشائها طفلًا منه بمثابة إشارة أو إعلان عن زواجه منها.

ومضت الأيام وبالفعل تم زواج تقي الدين من رقية، وبهذا تحولت الجارية إلى ملكة القصر.. وتم تنفيذ الوعد الذي قطعته إلى بدر الدين الذي كانت ترمقه بغرور وحقد تقف بجوار زوجها بعدما ألبسها التاج الملكي وكأنها تقول له بلغة العيون :

- "لقد نفذت وعدي لك يا بدر الدين!

حان الوقت الذي تنحني لي فيه وليس أنا!

الآن تبدلت الأدوار كي تصبح الجارية هي السيدة، والسيد تابع لها"

وكأن بدر الدين تلقى رسالتها فرفع رأسه لها بشموخ وابتسامة جانبية على شفتيه ملقيًا رسالته :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now