«ثريا أين أنتِ.»
أخذت تنادي بأسمها بصوت ضئيل حتى لا تجذب أنتباه أحدهم.

«لقد كنت أتناول طعامي وأنتِ لا تكفي عن المناداة، لقد قاطعتي أهم نشاط أفعله في يومي.»

تحدثت الٱخرى وهي تبتلع طعامها الذي كانت لا تزال تمضغهُ.

«ثريا، أنا لم أسأل عنكِ بالأساس لا أريدُ معرفة أخبارك وكنت أتمنى حقاً أن لا أرى وجهك يا أمرأة، أنا في وضع كارثي الٱن بعد أن كنت أكتب مقالات لكي أطالب بحقوق أضافية للنساء الٱن أنا متهمة في محاولة تزويج قاصر.»

كانت تتكلم بغضب وكانت تحرك يدها كثيراً في الهواء لتعبر عن وجهه نظرها.

«حسناً أهدأي، لما ناديتني؟»
تجاهلت ثريا غضب هاريس ذلك وتحدثت بهدوء.

«أنا أريدُ أصلاح حياة سمية تلك سريعاً والعودة لحياتي، لا أطيق أي شيء ههنا كل شيء يدفعني للغضب.»

«خطوة جيدة، من الجيد أنكِ أتخذتيها باكراً، ما الذي يجب عليكي أصلاحه بالظبط؟ ذلك ما ستكتشفيه عندما تعيشين حياتها.»

«أين منزلها؟ سأذهب لهُ بالغد»
تحدثت بعزم والعقدة التي بين حاجبيها لم تنفك.

«في صلاة الجمعة أنتظري ههنا وأنا سأنقلك.»
أعلمتها عن ميعاد مقابلتهم.

«جيد.»

أنصرفت من ذلك الزقاق وعادت مجدداً للحفل دون أن تعي أنه هناك أعين تراقب ما تفعله وٱذان مصغية لما تقولهُ شفتيها.

عندما عادت حاولت أن تقف في زاوية بعيدة عن الحشد لتفكر في هدوء.

«أين كنتِ سمية؟»
أقتربت والدتها وسألتها بشكٍ.

«لقد كنت في المطبخ لأشرب ماء يا أمي.»

«حسناً لا تغيبي عن المكان مجدداً.»

أومأت لها بهدوء وحاولت الأختلاط مع الناس في منتصف الحفل، وكانت كل فترة تلقي نظرة خاطفة على مريم لتتفقد حالها ولترى إذا كانت سعيدة أم لا، ولحسن الحظ كانت مريم سعيدة، ليس للغاية ولكنها لا تبكي على الأقل في الحفل،
وكانت بين الفنية والٱخرى تلقي هي نظرة خاطفة على يزيد -خطيبها- لذا تقلص أحساس هاريس بالذنب، تعجبت أيڤلين من قدرة تقبلها للواقع أو حتى محاولتها لذلك.

أستمر الحفل حتى صلاة المغرب، فعندما سمع الناس المؤذن ذهب الرجال للمسجد بعضهم والبعض الٱخر صلى في منزله.

«مريم»
تحدثت سمية بصوت منخفض لتجذب أنتباه تلك الصغيرة التي همهمت لها.

فتحت فمها وأغلقته عدة مرات حتى تراجعت فيما ستقول.
«لا شيء.»

الجمعة ، ظهراً.

كان عليّ ووالده قد رحلوا حتى يصلوا في المسجد، ومريم كانت في غرفتها كذلك، تبقى فقط سمية ووالدتها.

الثالثْ والعِـشرُون ✓Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora