الفصل الخامس: صورة..

ابدأ من البداية
                                    

- أووه سيد أنطونيو أعلم بأن الخير لا يُقارن بي لذلك لا داعي للمجاملة..

نظر نحوها بإستنكار لِتقابله إبتسامتها المستفزة, تحركت عينها اليسرى لترسل له غمزة مما جعله يقلب عينيه بملل, أنزل نظره نحو كوبها لِيردف بتساؤل:

-ما الذي تشربينه؟

قهقهت بخفة لترتشف من كوبها مجددا ثم قالت بثقة:

- إنه مشروب خاص بي, لا أعتقد بأنه سيروق لك..

إمتدت يديه نحو كوبها ليختطفه من بين كفيها مقربا إياه إليه ليتشرف منه تحت نظراتها المدهوشة, مسح شفتيه بطرف لسانه ليتأكد من عدم هروب أي قطرة متلذذا بذوقه..

- ليس سيئ, لقد أحببته..

إرتشف مجددا منه تحت عينيها الساخطة لتردف بإستنكار:

- ما الذي أعجبك بمشروب صحي؟!

- هل هذا ما تشربينه يوميا؟

- نعم, هل لديك مانع؟

- لا, فقط أريد أن أخبرك بأن تحضري كوبين منه..

- هل حقا أحببته إلى هذه الدرجة؟ أم أنكَ تريد أن تحافظ على صحتكَ أنت أيضا؟

- لا ضرر من إتباع برنامج طبيبة فأنتم في النهاية الملائكة الحارسة أليس كذلك؟

إبتسمت بسخرية قبل أن تضم يديها إلى صدرها مردفة بغموض:

-و لكن الطب لا يعني الحياة, فليس كل طبيب ينقذ الأرواح هناك أيضا من يسلبها..

- و أي نوع أنتِ؟

- ما رأيك أنت؟ هل أنا حاصدة أم منقذة أرواح؟

هقهقه بخفة ليرتشف مجددا من الكوب بينما هي إكتفت بالإبتسام و إشاحة نظرها بعيدا عنه مرمقة النافذة بهدوء..

- أنا لا أزال لا أصدق بأنكِ طبيبة حقا..

-كما أنني لا أصدق بأنكَ النار الباردة حقا..

رمقها بجمود بينما يديه تضغط على الكوب الفارغ بين يديه, إبتسم بخفة محاولا تبديد غضبه ليردف بهدوء:

- المظاهر خادعة أليس كذلك؟

- بالطبع إنها كذلك فقط الأحمق الذي لا يعرف هذا..

ساد صمت مميت بعد جملتها تلك, ليقطعه هو بقوله:

- أتمنى بأن غرفتكِ قد نالت إعجابك آنسة ڤيكتوريا؟

سمع صوت قهقهتها ليتفت نحوها بأعين مستنكرة لتقول بسخرية:

- أجل لقد أعجبتني للغاية إلا أن لوني المفضل ليس البنفسجي بل الرمادي و أيضا ألا تعتقد بأنها صغيرة جدا مقارنة بباقي غرف الضيوف؟ أعني بعد جولتي مع لورينزو إستنتجت بأن غرف الضيوف عبارة عن جناح بإستثناء الغرفة التي أقطنها..

أرواح مشوهة | distorted soulsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن