الفصل الأول

Start from the beginning
                                    

- "ككبش فداء حتى تسير الأمور بسلاسة"

وضعت أروى كفيها فوق بعضهما أمامها تتنهد بعمق لكن نظراتها مليئة بالمعاني المبطنة التي لا يفهمها غير ملكتها :

- "منذ متى والأميرة ليان ابنة الملك سليم كبش فداء لشيء؟

لا أحد يستطيع إجبارك على شيء، ولا أحد يمكنه التحكم بكِ"

اقتربت ليان من المرآة مرة أخرى تحمل تاجها الماسي تضعه فوق رأسها ثم ألقت نظرة على نفسها قبل أن تحيل حدقتيها إلى وصيفتها بنظرة غامضة تشوبها المكر:

- "أتظنين هذا حتى ولو كان النِد هو المغوار؟"

أخفضت أروى أنظارها إلى أطراف ثوبها بنوع من التفكير:

- "لا أحد يعلم ما يخبئه القدر يا مولاتي"

شردت للحظات قصيرة في تلك الجملة التي ألقتها بفلسفة، ثم ابتسمت بهدوء تومئ برأسها بإعجاب لها، تفكر بأنها لا تُعد وصيفتها فقط بل صديقتها منذ نعومة أظافرها.

الفتاة الوحيدة للملك سليم ملك مملكة الشرق، ليس لديها أخوة لتكن أروى صديقتها الوحيدة.

عدّلت من هندامها ثم خرجت من غرفتها متجهة إلى حيث سيقام الحفل تمسك بيد أروى لعلها تستمد منها القوة.

*****

الصمت احتراق القلب في مقبرة الجسد..

تتلقفه خطايا الذاكرة ولا شارة للتوبة.

نحب من صميم قلبنا، نهب الروح والنفس، ونعشق كل ما يتعلق به..

لكن قد تتزايد جروحنا مع الوقت ولا أحد يشعر!!

يقف برفقة الملك سليم يتحدثان في أمور المملكة قبل أن يجذب انتباهه الهرج الخافت من حوله فزوى ما بين حاجبيه ونظر باتجاه الباب الذي فُتح، وطلت منه تلك الهالة الهادئة، تسير رافعة رأسها بشموخ يليق بها وخلفها العديد من الفتيات.

عيناه شملتها بنظرات متفحصة من أعلى لأسفل، يتأمل جمالها وقد ازداد بثوبها القرمزي المرصع بالماس، ذو أكمام ضيقة بطول ذراعيها وتهبط باتساع، وتاجها الماسي فوق رأسها مثبت به وشاح بطول ظهرها، وشعرها يهبط بتموجات جميلة أعطتها هدوء وجمال.

جمال ممزوج بخضار عينها الهادئ، وصفاء بشرتها، وذهبية خصلاتها البراقة.

تلاقت الأعين للحظات وهي تقترب منه فرفع حاجبه بإعجاب يلتقط القوة بين خُضرة حدقتيها، قوة جذبته كالمغناطيس جعلته لم يحدْ عن نظراتها إلى أن وصلت إليه.

انحنت بتحية فمد يده يمسك كفها وجعلها تستقيم، قبّل ظاهره ناظرًا لها، وابتسامة صغيرة ظهرت على جانب شفتيه.

وجدته يقف بهالته وهيبته العظيمة، يرفع أنفه بكبرياء يليق به ولا يليق بغيره.

كانت تتأمله بشرود..

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now