الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو

ابدأ من البداية
                                    

- أعتذر يا آنسِتِي إلا أننَي سَأضْطَر لِلإنصِراف الآن لِحدوث أمَر طَارئ للِغاية..

عَبِسَت مَلامحها لِتومئ لَه بِهدوء, أخرَج مِن جَيبه مَبلَغ مِن المَال لِيضَعَه فَوق المِنضَدة مُحَدثا المُحاسِب:

- هَذا مِن أجلِ مَا أخَذتُه و مِن أجْلِ مَا طَلبته الآنسَة و صَديقَاتها اللَواتي يَجلِسن عَلى تلكَ الطَاولَة

ثُم إستَدار لِيخرُج مِن المَقهَى بِهدُوء تَام كَما لَو أنَه لَم يَكُن مَوجُودا مِن الأسَاس..

وَقَفت مِن مَكَانها حَال خُروجِه لِتعُود إلَى الطَاولة حَيث صَديقَاتها مُردفة بِحنق:

- لَم يَطلب رَقم هَاتفي! كَما أنَه لَم يُخبِرني بِإسمِه حتَى ! كَما أن بِسَبب تِلكَ القُبعة الغَبِية لَم أتمَكن مِن رُؤية وَجهه جَيدا !

لِتُردِف إحدَى صَديقَاتها بِسُخرِية:

- رُبما لِأنك مُنذ أن جَلستِ مُلتَصِقة بِه و أنتِ تتَحدثين عَن نَفسكِ إلى دَرجة أنَكِ لَم تَتركي لَه المَجال لِتَعرِيف بِنفسِه أو التَنفُس حَتى!

قَرنَت المَقصودة حَاجِبَيها بِغضَب لِتُردف بِإنزعَاج:

-لَستُ في مِزاج لِأتحمل سُخريَتكِ نيلسي

قَاطع حِديثُهما صَوت صَدِيقة أخُرى و هِي تَقُول بِإستِغرَاب:

-مَهلا كَامِيلا..! كَيف علمَ أنَنا صَديقاتكِ؟ عِندَ دُخُوله كنتِ في الحَمام و بَعد خُروجكِ إتَجهتِ لِلجُلوسِ بِجانبه فَورا بَعد رُؤيتكِ له دُون التَحدث إلَينا حَتى!

لِتظَهر مَعالم الصَدمة عَلى وَجه كِامِيلا بَعد إنتِبَاهها لِلأمر

- معكِ حَق! هو لم يَلمحني بِرفقَتكُن! إذا كَيف عَلِم بِأنني عَلى مَعرِفة بِكن؟! هَل يُعقَلُ أنَه إنتَبَه إلَى النَظرَات الخَاطِفة التِي تبَادَلتُها معَكن قَبل جُلوسِي إلَى جَانِبه؟!

لِتنطِق نِيلسي مُجددا بِإعجَاب ظَاهِر عَلى نَبرة صَوتِها:

- يِبدو أنَه يَنتمي إلَى ذلك النَوع النَادر مِن الأشخَاص الذِين يَتمتَعون بِالفِطنَة و سُرعة البَداهَة و دِقة المُلاحظَة غَير إطلَالَته الأنِيقة و نَبرَة صَوتِه المُغريَة أوه يا إلهي مَن يَكون ذَلك الرَجل يَا ترى؟!

حَال أن وَطَئت قَدمه خَارِج المَقهَى زَالَت إبتِسَامته بِرفقة مَعالم السُرور لِيحل مَحلها الجُمود...الجُمُود فَحسب, رَفَع يداء المُغطاة بِقفَازات سَوداء مَاثل لَونُها ثِيَابَه لِتعدِيل قُبعَته,تَقدم بِخطُواته المُتنزِنة نَحو تِلك السَيَارة ذَات اللون الأسوَد و مَا هِي إلا ثَواني حَتى غَادر المَكَان..

بَعد قِيادة لِمدة قَصيرة أوقَف سَيارتَه عَلَى جَانِب الطَرِيق حَيث كَانَت تَنتَظِره سَيَارة أخرَى, تَرجل مِن سَيارَته لِيُسَلمَ المِفتَاح لِلرَجل الذِي قَام بِأخذِها راحلا مِن المكان, فَتح الكابو البَاب الخَلفي لِلسيَارة التِي كَانت تَنتظره لِيجلِس فِي مَكانه فَإنطَلقت السَيارة فَورا نَحو وِجَهتِها الفِعلِية..

أرواح مشوهة | distorted soulsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن