عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

Galing kay Anabell_rain

563K 13.5K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... Higit pa

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرين
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء السادس

16.2K 469 174
Galing kay Anabell_rain

#ملحوظة البارت طويل اكثر من 13 الف كلمة اذا لم تظهر لك كلمة تكملة في النهاية فهذا يعني ان تطبيقك الهاص معلق روح اقرء البارت من اي متصفح عندك
وتذكرو تعليقاتكم هي قوتي واكتر حاجة تفرحني خلوني اصحي الصبح  واشرب الشاي وانا اقرئها بنفس وانشاء الله ارد عليكم كلكم قراءة ممتعة 🙌🙏

هدوء صارخ تسلل خفية تحت الضباب الذي بات يعمي عينيها،لتغرق في دوامة من نكرانٍ سرق منها عقلها وكل احسايس قلبها،تاركا اياها هائمة كقطعة ثلج باردة شاحبة حيث لا حياة تدب فيها  تتسكع بين  الخيال والواقع .

تشبست بالمسدس الذي تمسكه  بكل قوتها علها تتجنب السقوط في الهاوية التي تحاول ابتلاعها حتي تثبت لها حقيقة واحدة وهي

"كلارا انت بت الان قاتلة "

مرت دقائق وهي علي تلك الحال تري دون ان تفهم ما تراه ، وقعت جثت بيتر تحت اقدامها مباشرة وعلي بعد متر واحد رقد جسد اميليا و كلاهما ملطخ بدماء اندثرت علي الارض الرخامية البيضاء مشكلة لوحة عنوانها نهاية الغدر والخيانة  .

حركت جفنيها ببطئ لتكون اول استجابة جسدية لها بعد دقائق قضتها وهي لا تفعل شيئا غير ان تري اشياء لا تفهم معناها ،لتتبعها اذناها التي اخذت تستقطب اصواتاً نسبتها لاقدام راكضة  وبكل مرة كانت تقترب منها ببطئ حتي توقفت فجأة ، لتكون الخاتمة من نصيب  عقلها الذي استنار ومكنها من ان  تستوعب كل شئ في اللحظة التي فتح بها الباب ودخل عبره كين وليته لم يفعل ،وقف مكانه مصدوما وقد نزع اللون من ملامحه لتستبدل بظلام مخيف لم تكسرها سوي النيران المستعرة في عينه وقد ثبتهما في جسد بيتر الملقي علي بعد انشات منها وكمن توقف الوقت لديه لم يكن يتحرك او ينتفس الشئ الوحيد الذي كان يدل علي انه  حي   هو وقوفه علي قدميه .

لم تستطع كلارا نزع عينيها عنه للتحول الثواني الي سنوات شعرت خلالها بانها تسقط في قاع عميق لم تصل الي نهايته بعد، لم تتمكن من  معرفة شعورها و لم تستطع الجزم حتي ان كانت لا تزال حية
لكن باللحظة التي حول فيها عينيه لتلتقي بخاصتها  احست برعب جعل كل خلية منها تحاول الفرار من جسدها، تتمني لو تنشق الارض وتبتلعها، وكل ما ادركته وامنت به حينها ان الشيء الذي تنظر اليه هو ملك الموت بذات نفسه .

"كين هل وجدتها..."

انطلق صوت جوشوا ليكسر ذاك الصمت الذي لم تكن تحكمه سوي الكراهية  العمياء والخوف المطلق  لكن سرعان ما اختفي حين ثبتت عينيه في المشهد الدامي الذي مثل امامه بابشع ما يكون  الا انه استطاع الافاقة من نصف صدمته تلك في وقت وجيز قبل ان يتحرك بتثاقل صوب  بيتر  حتي وصل اليه ركع علي ركبته وانحي اكثر  لمستواه ورغم كل مظاهر الموت التي تبدو عليه الا انه فضل تحسس نبضه،ولحظتها فقط سقطت دموعه بحزن لم يخفيه حين التفت نحو كين ليؤكد له صحته ما يراه قائلا بصوت مخنوق

"لقد رحل "

تزللت قدما الاخير وانها المرة الاولي التي لم تستطع حمل ثقل جسده ،هبط علي الارض ليستقر عليها كما استقرت عينيه كلارا التي بدي انها علي بعد خطوان من ان تفقد عقلها  وهي لا تزال ممسكة بالمسدس بذات الطريقة التي اطلقت بها النار علي بيتر.
لم يتحرك احد ولم تقل كلمة ، صمت رهيب ظل شاغرا الاجواء الظلامية التي حاوطتهم ثلاثتهم الي ان اعدمته اصوات اقدام مجهولة لم تطل حتي عرفت عن اصحابها وهم رجال شرطة تخطي عددهم الخمسة اخترقو الباب وهم يصوبون اسلحتهم عليهم  ، ليقول احدهم بصوت جهور

"ارفعو ايديكم "

لم يعبره احد او حتي يكلف نفسه عناء النظر اليه وظل كل منهم في عالمه الخاص يشحذ نيران الكراهية داخله بصورة متطرفة.
انتظر الشرطي لوهلة عله يلقي استجابة منهم وحين لم يفعلوا اخذ جهاز لاسلكي ليتحدث عبره 

"لقد وجدناهم سيدي البلاغ صحيح هناك جثتان لرجل وامرأة داخل غرفة بالطابق الاول، لكن يجلس بجوراهما ثلاث اشخاص احياء رجلين وامرأة ولم يتجاوب اي احد منهم ظعي  وقد يكون

القاتل احد منهم  لذا سأعتقلهم جميعا "

"انا هي القاتلة "

ردد لسان كلارا قولها هذا بتلقا رز ية ما ان وصلت عبارة الشرطي الي اذنها لتكون بمثابة فرقعة الاصبع التي اعادت لها ادراكها لما حولها لتردد بصورة هستيرية

"انا هي القاتلة انا قاتلة، انا هي،نعم انا قاتلة"

اخفضت بصرها نحو المسدس الذي تحمله وما كان منها الا ان تقذفه بعيدا منها ومع كل ثانية اصبحت تعي ما يوجود حولها كانت حرفيا تجن ،غرست اظافرها في فروة رأسها واخذت تبكي بصمت تحول الي الصراخ بعد اقل من دقيقة

"انا قاتلة انا من قتله انا من قتله "

تقدم نحوها احد الضباط وانحي لمستواها ليسألها

"هل انت تعين ما تقولينه "

بلعت ريقها بصعوبة لتومئ له ايجابا فلم تثق ان صوتها قد يسمع 
نهض جوشوا من مكانه وسار نحو كين الذي لم يكن يرمش حتي وهو يرمق كلارا ليهمس له

"هل اصرفهم "

هز رأسه نفيا بحركة بطيئةليردد بصوت بارد مخيف

"لا اريد قتلها ،لا اريدها ان تموت لا استطيع  هل تفهمني عليها ان تري الجحيم اولا، عليها ان تعاني  "

استطاع جوشوا حل كلماته وفهم قصده جيدا  فان ذهبت معهم القصر اليوم هناك احتمال ضئيل ان يتحكم كين في نفسه ويمتنع من سحق رأسها وهذا ليس جيدا بالمرة فكما قال عليها ان تعاني عليها ان تري الجحيم اولا.

خرج من الحمام ليرتدي ثيابه ومن ثم وقف امام نافذة غرفته الزجاجية التي تطل علي المسبح،دبس ساعته علي اقل من مهله واخذ ينظر الي انعكاس صورته شعر مرتب ذقن محلوق فك حاد وانف مستقيم قائم بين عينان سوداوتين حالكتين كحال شعر القصير الذي ثبت متموجا ومرفعا باناقة مائلا نحو اليسار ضد شق رأسه الايمن، طرق باب غرفته بصوت ناعم منبها اياه ليقول

"ادخل "

دلفت الخادمة ااي الغرفة وعلي وجهها علامات الارتباك ليسألها بسرعة

"هل اتت"

"اجل سيدي ويبدو انها غاضبة لعدم سماحي لها بالدخول "

ابتسم باستهزاء وصل الي عينيه التي لمعت بوميض غريب قبل ان يقول

"حسنا يمكن الذهاب سأتولي الامر من هنا"

ظهر الامتنان علي ملاح الخادمة فلا احد يحب ان يكون بوجه المدفع حين تغضب صوفيا الا هو بالطبع
خرج من غرفته واخذ يتسكع في اقل من مهله يدندن بلحن اغنيته المفضلة  حتي وصل الي الردة التي كانت واجهتها زجاجية بالكامل،ابتسم بخبث ما ان رأها تقف هناك خارج  المنزل بملابس مبتلة من الامطار التي تهطل عليها  تشهر اصبعها الاوسط في وجهه ويطلق فمها المزموم اوسخ الالقاب التي بالطبع عرف معظمها دون الحاجة لسماع صوتها الحاد
فتح الباب لها وما كاد ان يفعل حتي هجمت عليه بكافة قواها ولولا امساكه بكلتا يدها لكان الوحل الذي فيهما قد شوه ملابس الجميلة لكنها بالتاكيد لم توفر فرصة لسبه

"حقير،كيف تأمر الخدم بعدم الانصياع لاوامري من تحسب نفسك يا هذا انت مجرد كلب وضيع عينه اخي لحراستي انصح ان لا تتخطي حدودك معي "

ضغط علي يدها بقوة المتها في حين حافظ علي ثبات ملامحه وهو يجيبها
"لا تتخطي حدودك معي صوفيا انا قادر علي اخراس لسانك السليط هذا الي الابد لولا ان اخي سيحب بالتأكيد الاحساس به وهو يلعق عضوه كاي عاهرة لعينة"
صرت اسنانه بغضب لتهجم عليها في محاولة يائسة منها للوصول الي وجهه وتشويهه باظافرها

"سحقا انا حقا اكرهك ميغيل من اين تأتي بكل هذا القل نحوي ،كم اتمني ان تختفي من الوجود فحسب "

اعطاها ابتسامة كريهة وهو يرد عليها

" ان خدع بك اخي فانا لن افعل هل تتفضلين وتخبريني اين قضيت اليومين السابقين، انتهزت فرصة ان خطيبك خارج المدينة لاسبوع فقلت لنفسك لما لا  افسح المجال لعدد من الرجال للمكوث بين ساقي الي حين عودته اليس كذلك "

ركلته  بقدمها وقد فقدت السيطرة علي اعصابها

"لن اسمح لك بمعاملتي هكذا عليك ان تحترمني وتكف عن الاساءة الي كلما سنحت لك الفرصة،اتعلم سأخبر سواريز بكل ما يجري وعليه ان يتخذ قرارا بشأنك الحياة معك في هذا القصر لا تطاق انا عائدة الي مكيسكو حتي ان اغضب الامر سواريز لكن لن ابقي هنا لدقيقة اخري "

سحبت يدها من بين يديه وانطلقت مسرعة نحو الدرج صاعدة الي غرفتها لتتوقف في منتصف الدرج حين نظرت الي الخادمة تسحب حقائبها وهي قادمة باتجهها التفتت نحوه لترمقه بصدمة رد عليها بسخرية

"لا عليك صوفيا لقد وفرت عليك عناء توضيب اغراضك فانا لا احب انا تعيش تحت سقفي عاهرة خالية من الاخلاق "

فتحت فمها متران من هول صدمتها وكما توقع تماما انهارت باكية وما كان منها الا الركض نحوه ومحاولة النيل منه بطريقة مثيرة للشفقة
اخذ يضحك عليها بشماتة كرهتها حد الموت ولم يجد صعوبة في تفادي جميع ضربتها فهو ملاكم ممتاز اشتهر صيته عالميا بالاضافة لكونه عضوا في منظمة لوسفر و احد قداتها كان عليه ان يتدرب علي القتال جيدا قبل ان يحصل علي منصب كهذا رغم انه فرد من عائلة ببيتشي لكن يتوجب علي اي احد نيل مركزه بجدارته كحال البقية
جلس علي الاريكة يراقبها بسخرية بعد ان اعترفت بهزيمتها وجلست علي احد الارئك ترمقه بمغت

"هل ستخبريني اين كنت ام تغادرين ودعيني اوضح لك انك لن تأخذ ولا قرش معك "

اكتفت بالصمت واشعال حدة بكائها اكثر عله يجعله يمل ويتركها وشأنها، رغم ان ملامحه لا تدل ان سيستسلم قريبا ااي ان  رن هاتفه  فجأة وما ان رأي اسم جوشوا حتي لعن في سره قبل ان يخرجه الي العلن

"تبا لك،لما تتصل بي هل لتتأكد من ان لعنت صوفيا لا تزال سارية المفعول ، بسببك جعلني كين مرافقا لها في خمسة اشهر لعينة حتي تكمل فصلها الدراسي، تبا لكما انت وسواريز اخر عمري اصبح مربي لطفلة منحرفة "

جملته الاخيرة لم تزد بكائها الا حدة لتصرخ به

"انا في ال24من عمري يا هذا وغد حقير وانا لست منحرفة  "

كان ميغيل علي وشك الرد عليها لولا سمعاه صوت جوشوا المبوح

"ان كانت صوفيا بقربك فلا تبدي ردت فعل حتي تعودا "

اشعره قوله ذلك بالقلق ليقول بسرعة وهو ينهض من محله ويتوجه نحو غرفة المعيشة

"حسنا ،ماذا هناك هل الامر خطير "

صمت جوشوا لوهلة قبل ان يكمل

" لا اعرف ماذا اقول لك ميغيل، لكن بيتر قتل البارحة"

شد ميغيل علي قبضته بقوة جعلته يسمه صوت تشقق شاشة  الهاتف ليصيح به

"ماذا تعني بانه قتل لقد كان يتحدث الي قبل ساعات فقط من الان...لقد اخبرني..... "

قاطعه جوشوا بسرعة فقد شعر بان الاخير سيفقد عقله

" لقد مات ميغيل حتي انا لا استوعب ما حدث ولا استطيع اخبارك بشئ الان فقط تعال اللعنة كين سيحرق المدينة قريبا وانا لا استيطيع التحكم فيه طويلا لذا عليك الحضور في اسرع وقت ولا تخبر صوفيا شيئا حتي تصلا غوميز في طريقه الي هنا وكذلك سواريز تعال نحن بانتظارك "

اغلق الخط بملامح شاحبه ازداد بهتانها ما ان التف و وجد صوفيا واقفة خلفه ومن الصدمة التي رسمت علي وجهها علم انها سمعت كل شئ ولم يكن بيده حل سوي الاعتراف لها بكامل الحقيقة فهي اذكي من ان يستطع خداعها بقصة مذيفة تنتمي لشخص اخر غير بيتر لوسفر بيبتشي

فتحت كلارا عينيها اثر ضربات مؤلمة تلقتها علي رأسها جعلتها تفيق من كابوس مخيف لتواجه واقع يفوقه رعبا باضعاف، ابعدت وجهها عن ركبتيها لتري تلك المرأة الواقفة امامها وعلي عينيها نظرة ساخرة ويبدو جليا انها تنوي علي فعل  شيء فعلوه بها معظم السجينات اللائي يشاركنها الزنزانة منذ احضارها قبل يومين وهو التنمر

"هي انت هل اخبرك احدهم انك في فندق خمسة نجوم "

لم يكن لكلارا قوة حتي ترد عليها بالاضافة الي الخوف الذي بات ملازما لها ويبث الرعب فيها من كل ما يحدث حولها ،انكمش جسدها بتلقائية  ما ان انحنت المرأة الي مستواها واخذت تقترب منها بنظرات تحمل شرا مريض حاولت لمس وجهها باصبعها لكن كلارا ادارته عنها بسرعة لتسمعها تقول

"ما الذي يخيفيك يا صغيرة ان يتشوه وجهك الجميل هذا ، هاندا ما رئيك ان نوشم عليه بعض اسماء اقربائنا الذين ماتو الا ترين ان خامة بشرتها مناسبة لنصب تذكاري، رقيقة ،و بيضاء كالثلج "

في كل مرة تظن بها ان دموعها قد جفت يأتي موقف يجبرها علي ذرف المزيد منها،اخذت تبكي بصوت ضعيف حمل السجينات الي الضحك بسخرية وهم يرون جسدها يرتجف وسط ثياب السجن الواسعة التي ترتديها

"بربك جي كفي عن ارعاب القطة ودعيها تقوم بعملها ليس لدي مزاج حتي اتعارك مع موظفات السجن لعدم تنظيفنا اليوم "

اومئت لها ايجابا لتنهض بعدها قبل ان تقول موجهة حديثها الي كلارا

"هيا انهضي وامسحي الارضية اريد ان اري انعكاس وجهي بها هل هذا واضح ولا تنسي تنظيف الحمام ايضا  "

تعلم كلارا جيدا اي عقاب سيحل بها ان رفضت او تقعاست عن فعل ما طلبته فقد ذاقت الويل منهم خلال الايام السابقة ولم يكفو عن جعلها تتألم طوال الوقت.

تشبثت بالحائط خلفها حتي استطاعت ان تقف فمنذ ان اتت الي هنا  لم تذق طعاما او تشرب قدح ماء في امل ان تأتي لحظة ما وتنتهي حياتها اللعينة فلا تظن انها قادرة علي التعايش مع ما حدث معها او مع ما سيحدث ،لكن ما ان وقفت باستقامة حتي سددت لها جي لكمة قاسية جعلتها تبذق دما و انفاسها تتوقف ،لم تسطتع احتمال الالم وتركت لقدماها حرية التخلي عن جسدها لينهار مجددا علي الارض
بذقت عليها جي مع نظرات اشمئزاز

"حين اطلب منك شيئا تجيبنني بحاضر هل هذا مفهوم "

اومئت لها بانكسار انعكس في ارتجاف صوتها المختنق بدموعها

"حسنا "

انبسطت ملامح جي بابتسامة مريضة علي شفتيها قبل ان تدعها وشأنها ما ان فتح الباب ودخلت عبره حارسة السجن وهي لم تكن اقل اختلالا من السجينات اعطتها نظرة شماته قبل تقول

"يبدوا ان احدهم يسقضي اليوم ايضا من دون طعام ،هيا اسطففن في صف واحد والحقن بي لا اريد اية مشاكل اهذا واضح "

نظرة اليها السجينات بعدم اكتراث كالذي منحته اليهم  ليتبعنها وسط ضحكات علمت ان جلها موجه اليها ، سحبت نفسا عميقا وشعرت بامان جزئي ما ان اغلق الباب ، فسحة الطعام هي الدقائق الوحيدة التي تتنفس بها براحة حين يتركنها وحدها بالغرفة، في اليومين الماضيين اصبحت هي البرنامج الترفهي الذي يتسلي به خمس سجينات ذوات خلفية اجرامية  حالكة بالمصائب والكوارث التي ارتكبنها بحق اشخاص برئين   لكن هي هنا بسبب شخص اقل شئ يمكن وصفه به هو سمة حقير كاذب ومنافق، واخري لا تعرف حتي ماذا تقول عنها جرحها من اميليا لا يضاهيه اطلاقا جرحها من بيتر،لقد ائتمنتها ووثقت بها احبتها واخلصت نحوها بكل جوارحها وما كان ردها في المقابل الخيانة،صحيح انها لا تعلم كل دوفعهما من فعلتهما تلك ولا تفهم معظم اجوبة  لاسئلتها  لما؟ و لماذا فعلا ذلك  بها ؟ لكن ما تفهمه وتعيه جيدا انها تتألم ،انها تحترق من واقع  خسرتهما مرة بالخيانة و مرة بالقتل حتي اصابتها الحيرة وباتت تتوه حين تحاول معرفة اي السبين يؤلمها اكثر ، لكن النتيجة في النهاية دائما ما تكون  واحدة بالنسبة لها وهي انها تتألم

لعن جوشوا بعصبية وهو ينزل هاتفه عن اذنه ليقول

"تبا اللعين لا يجب اين اختفي بحق الجحيم "

نهض سواريز عن كرسيه ولم يعد باستطاعته الجلوس اكثر عكس غوميز الذي ظل قابعا علي كرسيه بنفس الهيئة لم يحركا اصبعا من محله لساعات تصل الي الثامنة يرمق مسدسه الموضوع علي الطاولة بعينان محمرتان مليئتان بالدموع التي لم يسمح لها ان تنزل قبل ان ينفذ ما رأسه
مسح سواريز رأسه باصابعه قائلا لجو الذي سكب كأسا واخذ يتجرعه

"حاول مجددا انت الوحيد الذي يجيب عليه كين حين يكون غاضبا "
خرج صوت غوميز محشرجا لاول مرة منذ ان جلس علي كرسيه هذا

"لكنه يتألم هذه المرة غي انه يتألم وليس غاضبا،دعه جوشوا حين يتعامل مع مشاعره سيعود ربما سيكون وحشا اسواء من كين الذي نعرفه لكني واثق من انه سيعود"

مسح عبرة عنيدة لم تأبي الا ان تسقط علي خده قبل ان يراها احد وساعدة صوت الكعب النسائي من تشتيت الانظار عنه لتتوجه جميع الانظار نحوصوفيا التي ركضت مسرعة نحو احضان سواريز  وسرعان ما انفجرة باكية وهي تردد بيأس

"ارجوك اخبرني ان  هذا كذب بيتر لم يمت اليس كذلك "

اكتفي بضمها اليه في حين استقبل غوميز اخاه قائلا

"اهلا بعودتك ميغيل لا اظن ان الوضع يدعم ان قول لك كلمة سعيد "

لم يجب عليه فقط اقترب من جوشوا وسدد له لكمة جعلته يترنح

"تبا لك كيف سمحت لهذا ان يحدث كيف"

علم جوشوا  انه غاضب او ربما كما قال غوميز انه يتألم فلم يكن هناك احدا قريبا من بيتر اكثر من ميغيل هو كان بمثابة امه اعتني به منذ ان كان بعمر اسبوع حتي اصبح الرجل الذي يرقد الان في ثلاجة جثث لعينة ينتظر دفنه في تابوت لعين اخر

"اين هي تلك الحقيرة، انا حقا لا افهم كيف تتركونها حية حتي اليوم  باي سجن لعين تمكث "

ردد ميغيل جملته الاخيرة مع طابع تهددي واضح ليتلقي اجابته في اقل من ثانية 

"هذا ليس من اختصاصك ميغيل ابقي بعيدا عنها  انها تخصني انا وحدي "

جذب صوت كين البارد انظار الجميع اليه وهو يدخل عبر باب القصر بملامح مجردة من المشاعر ،صلبة وكأنها حجر منحوت منبهة اياهم بوضوح انه عني كل كلمة قالها لكن هذا التحذير لم ينل اعجاب ميغيل الذي صرخ به  معترضا 

"اسمع  يا هذا قد تكون والده العين لكن انا من رباه وستكون مخطئا ان تركت تلك العاهرة تعيش حتي ساعة اضافية  ستموت بين يدي هاتين "

اقترب منه جوشوا بسرعة ليقول له  بصوت خافت 

"ميغيل أهدئ انه ليس الوقت المناسب..."

"الا تسمع ما يقوله.."

قاطعه بسرعة مع إصرار 

"ميغيل لا تدعني اتوسلك الصمت "

من نظرات كين الظلامية علم انه لن يتردد في افراغ مسدسه به ان اضاف حرف اضافي، ربما هو مخطئ من الاساس في نعت ذلك الكائن الذي دخل مكتبه للتو بكين ، ربما يشبه في الشكل لكن ما يوجود داخله هو وحش مجرد من الرحمة شخص سيحرق كل شئ امامه حتي ان عني ذلك قتلهم فعلي ما يبدو ان موت بيتر نجح في قطع اخر خيط كان يربط كين بالانسانية.
ساد صمت صارخ الاجواء بعد ان غادرت صوفيا الي غرفتها حتي ترتاح ، ليغرق كل منهم في عالمه الخاص، مرت ساعات اضافية  وهم علي تلك الحال لم يخرج كين من مكتبه ولم يسمح لاحد بالدخول اليه واحترم الجميع رغبته تلك ورغبة الاخرين في الحفاظ علي ذلك الهدوء الذي نشب بينهم حتي قرر غوميز كسره قائلا

"هناك شيئا لا افهمه هناك قطعة مفقودة، لا تبدو لي القصة منطقية اطلاقا بيتر لا يتصرف هكذا ما حاجته الي تلك الساقطة اذا كان يريد صديقتها،وحسب اقوالها ان بيتر هو من قتل اميليا وليست هي  لما قتلها"

سأله غي مستفسرا

"هل كان بيتر مع علاقة بصديقة تلك الساقطة هل تريد  اخباري انه بسبب سخيف كهذا قتلته "

اجابه بحيرة

"لا اعلم،لقد التقيت بها قبل اسافر وتحدثت اليها لقد اخبرتني ان علاقتها بصديقتها علي وشك الانتهاء بسبب انها لم تعد تثق بها وهي تريد منع ذلك ،وبعد تفكير استطعت استخلاص ان بيتر كان يخونها مع صديقتها، فتاة كاكلارا لن تقوي علي قتله بسبب خيانة نوعها يفضل الهروب بدلا عن المواجهة هناك سبب اخر اريد ان اعرف جوشوا هل ... "

قاطعه ميغيل بصوت يرعد غضبا
"اي كان السبب اللعين فالنتيجة واحدة انها قتلت بيتر،اي كان عذرها اللعين فلن يشفع لها جريمتها الشنعاء  لقد قتلت ابني  وهي ستدفع ثمن هذا غاليا ستبكي دما تلك الحقيرة وتتمني لو انها لم تولد "

رن هاتف جوشوا ليجب عليها بتهكم
"اجل ماذا هناك "

تصلبت قسمات وجهه بطريقة لفتت الانظار نحوه لكنه لم يهتم فقط التقط معطفه وغادر ركب سيارته  وقادها باقصي سرعة قبل ان يخرج من البوابة حتي ليتوقف فجأة معترضا طريق سيارة اخري كانت تريد الدخول الي القصر فتح الباب ونزل غاضبا حد الجحيم وكان يعلم جيدا من يريد ما ان فتح باب السيارة الاخري حتي صرخت به ناز
"حبيبي اهدء ارجوك انا صاحبة فكرة احضارها... "

لم يرمقها حتي فقط مد يده ليمسك بتلك التي تختبئ خلفها ليسحبها  بعنف وسط بكائها هي

"جو اتركني "

لم يلتفت نحوها فقط فتح باب سيارته ودفعها لتجلس في الكرسي الملاصق للسائق ليتف مسرعا نحو مقعده وما ان اغلق الباب حتي يمح للجام غضبه بالانصاب عليها

"يحقا لك سيلين انت انت بلها ام انت دللتك اكثرمن اللازم يبدو ان ااخيار الثاتي بات اقرب الي "

مسحت دموعها المتراكمةلتقول له بصوت متقطع

"انا لم اقصد اقسم انني لم اكن اعرف انها ستقتله ،انا اسفة جو "

التفت نحوها بنظرات حارقة قذفها بها قبل ان يتولي لسانه الحديث

"اسفك لن يفيد احد سيلين لقد مات بيتر وانتهي، لقد قتل  و انا لا اريد يقتل احد اخر  بسببك مرة اخري ستعودين حالا الي باريس ولن تعودي هذه المرة  الي هنا ابداً"

رمقته بصدمة ولم يكن يبالغ لو قال ان روحها غادرة جسدها ولم تعد الا حين لمس وجهها، وردد اسمها مرارا وتكرار الا ان استجابت له عبر دموعها التي عادة تجري علي خدها وكانت حقا بحاجة لان تتأكد مما قاله

"لن اعود مرة اخري "

نجحت نبرتها المصدومة في جعل غضبه يهدأ لكن قرر المضي في عزمه لذا اجابها

"اجل سأنقل دراستك الي هناك ولن اسمح لقدميك بدعس عتبة باب هذا القصر مجددا "

بدت له كمن تحتضر، انها المرة الاولي التي ترمقه بهذه الطريقة وهذا لم يطمئنة اطلاقا واخذ ينتظر ردت فعلها بفارق الصبر وكل شئ يخبره انه ربما بالغ فيما قاله لكن الاوان حينها كان قد فات،لم تقل حرفا فقط فعلت اخر شئ كان يتوقعه منها فتحت باب السيارة وركضت نحو القصر بكل طاقتها وكم كانت اللحظة لعينة حين توقفت فجأة امام كين وجهها لوجه ،هنا بالضبط احس جوشوا ان عالمه اظلم

"سيلين"

اعطتعه نظرة اخيرة ثم  اشاحت بوجها عنه لتمسح عينيها الدامعتان بكم قميصها قبل ان تردد بسرعة 

"تستطيع الانتقام لابنك مني لو انني لم اخبر كلارا بالحقيقة لما حدث ما حدث وربما كان حيا الان هيا اطلق النار علي فحسب وارح الجميع عبئي"

سحب كين مسدسه من حزامه ومن دون ان يرمش حتي اطلق رصاصة اخترقت بطنها وما هي الا لحظات حتي سقطت ارضا
ربما من بشاعة ما يراه جوشوا وصل لمرحلة انه بدأ يتوسل ان يكون ما يعيشه بتلك اللحظة كابوس لعين،لكن وبكل اسف كان ذلك هو الواقع،ركض بسرعة ليرتمي بالقرب من رأسها وكانت تستعد للدخول في اغماء ليصيح بها بهلع

"سيلين هي  صغيرتي انظري الي ستكونين بخير ففط لا تغلقي عينيك  "

نزع سترته ورمها الي ناز التي وقفت بقربه و اخذت تبكي بهسترية

"اضغطي علي بطنها هيا ليس هنا وقت لنضيعه "

حملها ليركض بها مسرعا نحو سيارته  وترك ناز تجلس بقربها في المقعد الخلفي حتي تتولي مهمة الضغط علي جرحها فقد كانت تنذف بشدة

"حبيبي ارجوك اسرع لا استطيع خسارتها مرة اخري "

لم يكن جوشوا بحاجة الي دافع يدفعه لان يسابق الريح الي اقرب مستشفي اكثر من الدماء التي لطخت كلتا يديه وانعكاس صورتها علي المرأة وهي تعافر حتي تلقط انفاسها لكي تحيا ،وكل خلية فيه اخبرته انه لن يستطيع باي شكل كان التسامح مع فكرة خسارتها الي الابد.

سعلت كلارا  عدت  مرات وبكل مرة كانت احشائها تتقطع الما اثر الركلات القوية التي تلقتها في معدتها من قدم هاندا يبدو ان مناوبتها قد بدأت  في ضربها، غرست اظافرها في البلاط  ولم يكن لها لا حول وقوة سوي البكاء والتوسل الي السماء بان تقبض روحها وتريحها من هذا العذاب الذي يأبي ان ينتهي ، بكت بحرقة و لا يعبر عنها اطلاقا صوتها الضعيف الذي بح وبالكاد بات يعلي بدرجة او درجتين من صوت تنفسها المتقطع ، دفعت بجسدها بما تبقي من مقدار القوي الضئيل الذي تملكه لتعادة  الجلوس علي  تاركة الحائط يتولي مهمة  اسنادها بما ان هاندا قررت تركها والذهاب حتي تنام.
طوت ركبتيها لتسند رأسها عليهما قبل ان تغمض عينيها و كلها امل ان يحل الصباح ولا يجد روحها داخل هذا  الجسد، لكن صوت قفل الباب وهو يدور قبل ان يفتح اجبرها علي فتح عينينها لتري ماذا يجري،دخلت احدي موظفات السجن لتقابلها هاندا علي الفور بنبرة ساخرة

"خير بيبس ماذا هناك ما سر زيارتك لنا في هذا الوقت  ام هناك برتكول جديد يقضي بان تتمني لنا ليلة سعيدة "

سارت بيبس بصمت متجاهلة الرد عليها لكن ذلك  لم يخفي الاضطراب الفاحش الذي رسم علي ملامحها  ولم يمر الكثير من الوقت حتي ادركت كلارا انها تقصدها هي بالذات   ،ما ان وصلت اليها انحت بسرعة  لتمسك بذراعها ساحبة جسدها المتهالك بقوة حتي تقف قائلة بصوت مرتجف

"انهضي "

لكن قبل ان تتم جملتها تقدمت جي و فصلت يدها عنها مخاطبة اياها بحدة

"هذه الدمية تخصني عليك اخذ الاذن حتي  تلمسيها ناهيك عن اخذها معك "

رمقتها ماريا بنظرات يتطاير منها الشرر قبل ان تقول بحزم مصطنع

"انا المؤمرة هنا وانت تنفذين ما اطلبه اتركي يدي ودعيني اقوم بعملي "

سحبت يدها بسرعة لتعاود جر كلارا من محلها وهذا المرة تمكنت من جعلها تقف علي قدميها ومن ثم  سحبتها خلفها لكن وبطريقة مفاجئة وقفت هاندا امامهما معترضة الباب

"انت مؤمرة لهذا السجن باكمله لكن حين يتعلق الامر بزنزانتنا فجي هي الزعيمة عليك حفظ هذا الدرس جيدا بيبس حتي لا تتعرضي للضرر "

انهت هاندا جملتها والتفتت لتغلق الباب  لكن تلك اليد القوبة المليئة بالعروق المتضخمة  اوقفتها دون جهد يذكر من فعل ما كانت تنوي عليه ، ارتعشت كلارا  برعب خالص   ما ان رأتها ولحظتها خارت قواها حتي يدا بيبيس لم تمنعاها من السقوط وكل خلية بها علمت انه هو من قبل ان يظهر باقي جسده الضخم حتي دفع الباب ليفتحه علي مصرعيه وما ان رأته هاندا حتي تراجعت الي الخلف بخوف لم تخفيه وظهر علي كل من وجد بتلك الزنزانة  لتهرع بيبيس بالقول بارتباك صارخ

"سي سيدي انا اسفة كنت في طريقي لجلبها لكن"

قطعت جملتها عند هذا الحد لتجهش باكية لكن ذلك لم يمنعها من ترديد

"، اتوسل اليك  لا تقتلني انا لدي طفلة ارجوك   "

لم يكن حرفيا يكترث لما تقوله فقط اخرج مسدسه وكمن يعلب لعبة فديو اطلق النار علي كل الموجودين في الزنزانة  ليوقف فوهته مصوبة نحوها  ويبدو انه كان يحارب كل شياطنيه ويحاول جاهد ابقاء اصبع  سبابته ثابتا في مكانه  لوهلة احست انها النهاية وانها ميتة لا محال لكن  نظرات الكراهية  التي رمقها بها اخبرتها بانه لا ينوي تركها تموت بتلك البساطة وانها ستعاني قبل ان تحصل علي ما تريد.
اقترب منها  حتي جثي علي ركبته وهو يقابلها وجها لوجه والبكاد كانت تفصل بينهما مسافة تحسب،اغمضت عينيها بقوة وهي تشعر باصابعه تحسس مكان الجرح في عنقها  قبل ان يردد بصوت هادئ

"لما انت خائفة كيارا انظري الي "

انتظر لدقيقة حتي تنفذ امره بطواعيتها وحين لم تفعل ضغط علي عظام فكها بقوة جعلتها تجزم بانه سيحطمها ان لم تفعل ما تقوله فتحت عينيها لتقع مباشرة في مصدية خاصته كانت مغارة مظلمة باردة موحشة  ماتت فيها الحياة منذ زمن حتي الرمال رحلت ولم يتبقي سوي قطع من الصخور المتناثر التي لن تفعل شيئا غير صنع الاذي للاخرين،هل ظنت حقا انها تتألم،اذا ماذا ستسمي الذي تراه في عينيه،تلك المقبرة الخالية من الجثث انه يعاني بطريقة جعلتها تخجل من وصف ما تشعر به بكلمة  الم .
حدثها بصوت اجوف خالي من اي مشاعر تنتمي للبشر

" اكره نظرة الشفقة التي في عينيك كيارا ،او دعيني اوضح لك اكثر  انا اكره كل شئ متعلق بك ، لقد سلبت فلز كبدي من بين يدي وحرمتني منه الي الابد  ،  اخر تعوذية تمكنت من  اقناعي  باني انسان انت ابطلتها وحولتني الي ما انا عليه  لذا احب ان تكوني اول شخص يجرب بطش هذا الوحش الجديد "

لم يكذب ولا بكلمة تستطيع رؤيت الصدق متعلقا بكلماته لقد عناها اجمعها والان باتت تري بوصح مستقبلها الاسود وهو يعرص عليها في ثواني علمت انها الاخيرة التي ستعيشها بألم لا يقتل ومع هذا شعرت بانها تود ان تفعل شيئا فلا تظن انها قادرة علي احتمال المزيد  لذا نطقت بكل ما فكرت به وان كان بصوت ضعيف حتي هي لاقت صعوبة في سماعه

"انا اسفة، هو اراد قتلي لقد توسلت اليه ان لا يفعل لكنه اجبرني علي اطلاق النار عليه صدقني انا لم اود قتله  "

تسللت يده الاخري عبر خصال شعرها وماهي الا ثواني حتي شدها   بقوة راحت ضحيتها الكثير منها، ليردد بنبرة مختنقة

"اذا كان عليك تركه يقتلك،صدقيني اي كان ما ينوي فعله فهو ارحم بمليون مرة مما اريد ان انفذه بحقك"

بطريقة ما استطاع اقناعها بان هذا هو مصيرها وعليها القبول به فحسب فلا مهرب من حدوثه مهما قالت او فعلت  اخفضت عينيها عنه بانكسار واخذت تنظر الي الارض لمسافة قبل ان تقول

"حسنا افعل ما تريد لكن اخرجني من هنا ارجوك  لا اريد المكوث هنا  "

وبهذا اعلنت انهزامها وخسرت كل كفاحها فقط اصبحت كأي شخص ما  خالي من الهوية ينظر  فقط  ان ينفذ حكم اعدامه .

لم يرد عليها فقط انتشلها من الارض حاملا اياها وكم شكرته علي ذلك فلم تعد لديها طاقة حتي تحافظ علي عينيها مفتوفتين نهايك عن المشي بهما ، سار  بها وسط ظلام  الليل حتي خرج من السجن دون ان يجرء احد علي اعتراض طريقه فيبدو ان الجميع هنا يهابه حتي الموت نفيه وهي بتلك اللحظة لم تكن استثناءا، وضعها علي كرسي السيارة ليتولي القيادة لساعات تالية استغرقتها كلارا في النوم وهي علي يقين انها المرة الاخيرة التي ستحظي به

نهض جوشوا من كرسيه وسار مسرعا نحو الطبيب الذي خرج للتو من غرفة العمليات لتحلق به ناز وهي بذات الشغف حتي تسمع اجابة لسؤال جوشوا الذي سأله

"سيلين هي بخير اليس كذلك "

اومئ له الطبيب مع ابتسامة رضا اردفها بقوله

" لقد نجحت العملية وتمكنا من انتشال الرصاصة ،انها محظوظة بما يكفي بكون  الرصاصة لم تخترق  احد اعضاء جسمها الحيوية وتتسبب لها في  نذيف يصعب السيطرة عليه ،سيتم نقلها الي غرفة العناية المشددة الي ان نتأكد من استقرار حالتها لل24 ساعة القادمة و حتي ذلك الوقت لن تتمكنوت من رؤيتها الا عبر الزجاج ضمانا لصحتها "

تركهما الطبيب في وقفتهما تلك لتصيح به ناز

"كنت سأموت ان حدث لها مكروها جوشوا "

احتضنها الاخير  بقوة وعينيها لا تكاد تري من دموع الفرح ليتمتم لها
"لن يحدث لها شئ صغيرتي قوية وهي ستتخطي هذا انا واثق من انها ستفعل "

ابعدته ناز عنها لتردد له بنبرة جافة
"لقد تطلق عليها النار امامك اراد قتلها وانا لا اجد مانعا يردعه من تكرار ذلك مجددا بها، انا لن اسكن بذلك المنزل ولن ادع سيلين تعود اليه جوشوا ربمااحبك لكن حياة سيلين اهم  ..وانا "

قاطعها بسرعة ليكمل

"انت لن تتركيني ناز، هل مفهموم كين ان ارد قتلها لما ترك لها فرصة حتي تنجو بها صدقيني هو لم يكن سيطلق النار علي بطنها بل كان سيوجه مباشرة نحو رأسها"

صاحت به بغضب

"لا اصدق انت لا تزال تدافع عنه رغم ما فعله "

انجي بسرعة ليتقط يدها

"انا لا افعل انا اخبرك ،ناز لا احد في هذا العالم يخاف علي سيلين بقدري انا، اقسم لك بحياتي ان ما حدث اليوم لن يتكرر سيلين ستعيش وستكبر في امان  وانت ستبقين معي ولن تتركيني اليس كذلك "

لم تجبه من فورها لكن مع اصرار نظراته استسلمت له واقتربت لتحضنه قائلة

" انا احبك جوشوا "

رد عليها بعد مسافة تفكير

"وانا احبك....".

اصوات متداخلة تصرخ باسمها لعنات وشجار طاحن يجري وكأنه  بين مئات الاشخاص الذين  يحاوطونها دون ان تفهم سببه يقتربون منها واعينهم حمراء كلون الدماء التي لطختهم  وكادو ان يصلو اليها ،حتي جلست بوسط الفراش بانفاس لاهاثة لتدرك بعد ثواني انه كابوس لعين اخر،مسحت وجهها بانمالها لتتحسس التعب الذي التصق به قبل ان يحثها عقلها علي استشكاف ما حولها
دارت بنظرات مندهشة خلال تلك الغرفة التي لم تكن تتعدي مساحتها المتران  وكأنها كهف من النتوئات الصخرية المتعرجة التي ميزت جدرانها ليسهدها باب حديدي ضخم لم يكن به اي منفذ سوي شباك صغير وضع في قمته كانت خالية من كل شئ  سوي الفراش النحيف الذي تنام عليه وبالكاد يتسع لحجم جسدها بالاضافة الي مقعد حمام  وضع في احد اركانها ، ازاحت الغطاء عنها قبل ان تقف علي قدميها والدهشة تسيطر علي ملامحها المرهقة، اين هي بحق السماء ، حاولت تهدئة روعها والعودة الي الفراش فلم يكن لها طاقة كافية تمكنها من الوقف لفترة اطول، جعلت رأسها يتكل علي الحائط واخذت تستمع الي الصمت الذي يحيط بها وكأنها في مكان معزول عن العالم باكمله 
حتي كسر ذلك السكون حين فتح شباك صغير لم تلحظه  وجد اسفل الباب ليدفع خلاله صحن وضع به قطعة خبز مع كوب ماء ملئ حتي نصفه فقط
قبل ان ينغلق مجددا ليعود الصمت يحكم عالمها ،رغم جوعها الذي انهك جسدها  الا انها لم تستطع مضغ اكثر من لقمتين قبل ان تلفظ الثالثة وعينيها ملبدة بالدموع  ليس لان طعمها  سيئا بل لان الخبز نكهة كانت هي النوع  المفضل لدي اميليا ،حفتها غمامة من الحزن العميق وهي  تستذكر كل ذكرياتها معها ورغم ما فعلته بها وما اكتشفته عنها مؤخرا، الا انها لا تزال تحبها و لاتزال تتألم من اجلها ومن اجل خسارتها  لا من اجل خيانتها، والاغرب من ذلك ان عقلها وقلبها لا يزلان يحتفظان بذاك الطابع البريئ عنها ولم يرضخا بعد لواقع انها لا تستحق ذلك فقط لو اعلم لما اميليا فقط لو اعلم

مرت علي وجودها داخل تلك الغرفة اكثر من اسبوع حسب اعتقادها  والوضع ظل علي حاله يأتي احدهم مرة واحدة في اليوم  ليعطيها بعض الخبز الذي لم تقدر علي اكله ابدا ومن ثم تظل لساعات اضافية تستمع الي الصمت من حولها  تارة ومن مواساة روحها التي كال بها الالم و استفحل عليها تارة اخري ، ظالما  بذلك كل مشاعر السعادة التي تكاثرت داخلها في يوم من الايام
استيقظت فجأة علي صوت صرير عالي صدر من الباب وهو يفتح لاول مرة منذ ان استيقظت هنا لاول مرة، احتاجت لوقت اكثر من المعتاد لكي تميز هوية الواقف عند الباب حتي بعد اتضاح الرؤية لديها فعقلها مشوش بدرجة كبيرة ،كين اجل لقد كان هو وقف عنده ينظر اليه بحقد لم تستغربه،اختلط مع كراهية فاشية برزت علي عينيه البنيتين  ، دفعت بجسدها بعيدا عن الفراش حتي تجلس ومررت اناملها لتمسح بقع الدمع التي تلطخ خدها المحمر ،لم تدري ماذا تقول لذا التزمت الصمت وانتظرته باستسلام كحال مصيرها الذي باتت تعلم اي سواد يحمله

"هل تبكين لانك حزينة علي قتلك زوجك ام خائفة من رغبة اباه في قتلك   "

رغم غرابة سؤاله لكنها لم تجد مانعا في الايجابة عنه وترك فمها يخرج بعض الحروف التي ظلت حبيسة داخل جوفها لاسابيع لذا كان صوتها احرش غير واضح وهي تنطقها

"لا، ليس  اي منها ،ابنك لا يستحق ان اذرف دموعي عليه ولا انت ايضا تفعل، انا ابكي من اجلها فقط رغم علمي بانها كذلك لا تستحق،انا ببساطة ابكي لانني اتألم، وليس لدي مانع ان قتلتني  حتي فانا قد وقعت علي فرمان اعدامي مسبقا حين ضغطت علي ذلك الزناد  "

لم يقل حرفا فقط تقدم نحوها وما ان وصل اليها حتي سحبها من شعرها بقوة اجبرت جسدها علي اتباعه وهو يشدها لتقف وكم كان الالم فظيعا لا يحتمل خاصة وان جسدها كان ضعيفا ولا يقوي علي الوقف وحده
امسك فكها بيده الاخري ليجبرها علي النظر الي عينيه مباشرة قبل ان يردد لها

"تتألمين،هذا لا يكفيني كيارا انا اريدك ان تعاني،ان تشعري بما جعلت كل فرد لعين بهذه العائلة يشعره به اريدك ان تحترقي في الجحيم وانت حية، الموت رحمة وانا لا انوي منحك اياه بهذه السرعة، علي رؤيتك اولا تبكين دما.هل تسمعييني كيارا"

شد علي شعرها بقوة اكبر لتقول مجبرة

"اجل "

ارخي اصابعه قليلا لدرجة مكنتها من تخفيف تجعد عينيها من بسبب  الالم المبرح الذي تلقته ليقول بصوت ازداد خشونة

"جيد،فتاة مطيعة،والان تعالي معي لقد اعددت لك مفاجئة وانا متحمس لاريك اياها لقد بزلت سبوعا وانا اعدها من اجلك  "

سحبها  خلفه بهمجية وهي بالكاد تستطيع مجارات خطواته الواسعة، لم يتوقف ولا للحظة حتي حين كانت تتعثر وتقع ارضا ظل يواصل سيره جارا اياها علي طول المرر الذي بين لها من نقش جدرانه انه بقلب القصر  لا بمكان اخر، هي لا تملك ادني فكرة الي اين ياخدها وما المفاجئة التي تحدث عنها  لكن ما هي واثقة منه جزما انها لن تكون سارة.

مرت خمس دقائق وهو يجبرها علي السير خلفه حتي وصلا الي غرفة اتضح انها صالة للسينما فيما بعد وضع بداخلها كرسيان فقط مع شاشة عملاقة علقت علي الحائط المقابل لهما،دفعها بلا اكتراث لتسقط علي الارض بالقرب من الكرسي الذي جلس عليه ليرمقها بنظرات احتقار قابتلها بالخوف الذي اخذ ينتعش داخالها وحدثها يخبرها ان ما يخطط له هذا امر قذر للغاية وسيتخطي كل توقعاتها
اشتبكت نظراته الحادة باخري متوجسة اصدرتها عينيها لتسلب تلك اللحظة كل حواسها ولم تعد الا حين سمعت صوتا مؤلوفا وهو يضحك عبر مكبر الصوت وهذا دفعها للف رأسها بسرعة وهي تردد اسم صاحبته

"غابي..."

وقبل ان تكمل اسمها اكددت لها عينيها صحت ذلك وهي تراها تركض بالقرب من سلفيا وسط حديقة منزلها للحظة احست ببعض الانشراح يجتاح يصدرها المكبوت وهي تسمع صوت ضحكاتها البريئة  لكن ما ان مرت ثواني واخذ وعيها يدرك ان من كان يصورها هو هذا الوحش الذي يجلس بجوارها غزاها الذعر بطريقة جففت حلقها وتوقف ادق شعيرات جسدها وخطر في بالها سؤال واحد نطقته بحرقة وهي تقف علي طولها
"ما الذي كنت تفعله هناك، "
نهض بدروه وتقدم نحوها حتي احتضن خديها ليتمتم لها بهدوء لم تعكسه عينيه

"ظننت ان رؤيتها ستسرك الم تفعل كيارا ، حسنا ما دامت تذعجك تلك الصغيرة  فلا اظن انك ستتضايقين مما ستشاهدينه تاليا "

مجرد سمعها بكلماته الاخيرة انهار جسدها لكنها اصر علي اسنداها بخاصته وحرص ان تثبت عينيها علي الشاشة وهي تري سلفيا تدخل مع غابي الي المنزل بعد ان لوح لهما سبيستيان من بعيد لتمر دقيقة لم يحدث بها  شيئا فقط صورة متوقفة للمنزلها الذي عاشت به جل حياتها بلونه الابيض الناصع ليتحول في لحظة الي فتاة متناثر بين السنت اللهب ارفقها صوت مدوي كان بمثابة الرصاصة التي تمكنت حقا من قتل كلارا .

لم يستوعب عقلها شيئا ولم يكن يجرء علي جعلها تفهم ما رئته عينيها وسمعته اذنيها،فقط صنع حائلا بين قلبها وروحها في محاولة لجعلها تنجو من العاصفة الفتاكة  التي ضربته،ويبدو حين ترحل لن يكون لقلبها اي اثر . صرخت بصوت عاصف جعل كل فرد في القصر يسمعه وماهي الالحظات حتي وقعت مغمي عليها كأي جثة هامدة لا يحفظها من التحلل سوي انفاسها المتباطئة
ولم تنجح لا ركلاته ولا صفعاته القوية في جعلها تستيقظ فلم يكن هناك شئ قد تبقي لها  بهذه الحياة يشهدها الي العودة

ضرب مبغيل كف يده بتعصيب و يبدوا حاله  غير مستقر وهو يقطع الردة جيئة وذهابا  لم يوقفه سوي حديث سواريز الموجه نحوه

" حبا بالله اجلس في ذلك الكرسي اللعين ودعنا نرتاح من مظهرك لثوان فقط  الم تفتر من السير طوال الليل حتي بت تريد الاكمال نهارا "

اكتفي بمنحه نظرة حادة كانت اكثر من كافية لتخبر الاخير انه ليس في مزاج سلسل ليتعاطي مع احدهم

"ما رأيك ان تذهب الي عاهرتك سواريز، لن احاول ابعاد يدي عن زناد مسدسي طويلا ، لذا ان اردت ان لا تدفن كما دفنت جثة بيتر اليوم اخرجني من رأسك "

دخل غوميز عبر بوابة القصر واتجه نحو طاولة الشراب مباشرة دون ان يتحدث الي احد الا بعد ان تجرع ثلاث كؤوس وهو واقف عنده

"الم يحضر جو بعد "

اجابه سواريز وهو يستلم الكأس الذي مده اليه

"لا بعد الجنازة اختفي ولم يعد حتي اللحظة حاولت ان اعرف محله من زوجته ناز لكن الاخيرة لم تخرج من غرفتها حتي  ،وانت اين ذهبت  "

جلس علي كرسيه والقي نظرة عبارة نحو ميغيل الذي بات اشبه بالثور الهائج منذ ان سمع بخبر وفاة بيتر ولا اظن انه سيهدأ الا بعد ان يفرم جسد كلارا بعد قتلها باشع طريقة  والشئ الوحيد الذي يمنعه من فعل ذلك  هو كين 
اخذ جرعة من شرابه واعاد تركيزه نحو سواريز بعد ان قرر اجابته

"انا ذهبت لامنع فيرا من الحضور الي هنا  تلك الحمقاء ارادت القدوم الي الجنازة حمدلله ان  كين لم يعلم بهذا والا كنا الان  نحضر جنازة اخري لها "

جذب ما قاله غوميز اهتمام ميغيل الذي اتجه نحوه فورا ليردد بتعجب

"فيرا هنا  ،سحقا لابد انك تمزح،فقط قل لي انك لم تأتي الي هنا الا بعد ان تأكدت من صعودها الطائرة وتوجها نحو باريس  "

اكتفي غوميز بالايماء له بدون ان يضيف حرفا  موجها نظراته نحو كين الذي ظهر اسفل السلم  ليفهم  ميغيل ان عليه تغيبر الموضوع

"واخيرا روميوو قرر الظهور  ، الي متي تنوي ابقاء تلك العاهرة حية ها."

حاول ميغيل التقدم نحو كين لكن يد غوميز سارعة في الامساك  بقبضته المكورة التي بالتأكد كان قد جهزها للكم احدهم ليزيد من حدة صوته وهو يكمل

"قل لي ان صرختها قبل قليل كانت اخر صوت تخرجه في حياتها"

عدل كين من معطفه الذي ارتداه ليردد بجزم

"لقد خسرت بسببها ابني ميغيل،لا تدعها تجعلني اخسر اخي ايضا،ابقي بعيدا عنها قدر ما استطعت فقط ابتعد عنها "

اخفض ميغيل بصره باستلام فهناك اكثر من تأكيد وصل اليه من كين مفادها انه لم يمزح ولا في اي حرف قاله وانه عني كل معني استخلصه من تهديده الضمني ووعيده بقتله اذا خطي خطوة واحدة اتجاه كلارا
دخل كين الي مكتبه تاركا اياه واقفا عنده لفترة قبل ان يقتنع ويقرر اخيرا اراحة قدماه بالجلوس علي كرسي وما ان فعل ذلك حتي قدم له سواريز كأسا ليبل به جوفه قائلا

"انسي امرها اخي ثق في ان كين لن يدعها تموت قبل ان يذيقها الجحيم بكأس واحدة "

اخذه منه دون ان يعقب بحرف وهكذا عاد الصمت سيدا للاجواء الي ان مل اجمعهم وقررو استكمال تأملهم في غرفهم الخاصة
اشارات الساعة الي  التاسعة ليلا  واخذ الخدم يقومون بتوضيب السفرة التي بقت علي حالها دون ان يمس احد قضمة من اكوام الطعام المرصوصة عليها  حتي كسر صوت صراخ احدهم اجواء السكون الطاغية علي القصر ترك كل ساكنيه بالاجتماع في الردة وكانت اولهم صوفيا التي سألت ناز ما ان انضمت اليها

"هناك صوت صراخ اليس كذلك "

"اجل اظن ذلك انا ايضا سمعته لذلك انا هنا "

ظهر ميغيل علي السلم ليردد بسرعة

"عودا الي غرفتيكما ليس من اللائق وقفكما وسط القصر بثياب نوم "

بمجرد ان سمعته ناز سارعت في الصعود الي غرفتها في حين وقفت  صوفيا عندها متحدية اياه بنظرات  حادة وللمرة الاولي في حياتها تجاهلها وعاد ادراجه وكأنه لم يعد يراها وهذا بالطبع لم يسرها لذا لحقت به مسرعة  قبل ان تقول ما ان ادركته 

"ميغيل توقف ما بك اليوم لا تبدو علي عادتك  "

رمقها ببرود وربما شرارة من الغضب  الذي لم تفهم سببه وهو يجيبها 

"عودي الي غرفتك صوفيا "

ردد كلماته هذه قبل ان يختفي خلف باب غرفته تاركا اياها واقفة عندها لثواني شاردة الذهن حتي استردت وعيها وهي تسمع صوت سواريز يخاطبها

"حبيبتي ماذا تفعلين عندك "

تقدمته نحوه لتمسك بيده قائلة

"لاشئ سمعتت صوت صراخ واردت ان اتحقق منه دعنا نعود الي غرفتنا "
طاوعها في مطلبها ذلك دون ان يتعمق في استفساره اكثر وما ان اغلقا الباب حتي فتح ميغيل باب غرفته وهم بالسير مسرعا ولم يتوقف حتي وصوله  امام مكتب كين طرق الباب لاكثر من عشرة مرات لكنه لم يحصل علي رد حتي قرر فتح الباب بالاخير وليحدث ما يحدث

"هل كنت انت السبب "

هاجمه صوت كين بسؤال  ما ان راه ليعلم ميغيل  معناه دون جهد يذكر لذا اجاب عليه بسرعة

"لا اتيت لاستفسر منك ان كنت انت الفاعل وانا لا اظنك غادرت مكتبك هذا منذ ساعات  وهذا يؤكد شوككي ان شئ اخر يجعلها تصرخ بهذه الطريقة، انظر انا ساحترم قرارك في الانتقام منها وحدك لكن ان علمت انك افسحت المجال لاحد غيري لفعل ذلك لن يمر الامر علي خير "

نهض كين عن كرسيه وتوجه نحوه قبل ان يرد عليه بجمود

"عد الي غرفتك ميغيل سأتولي الامر من هنا"

غادر كين المكتب دون ان يهتم لسماع المزيد منه ، سار  بخطي بطيئة نحو القبو حيث تمكث كلارا و اخذت في التسارع  ما ان سمع صوت صراخ مدوي علم انه يخصها هي لا احد غيرها
فتح قفل الباب وسحبه نحوه في حين امسكت يده الاخري مسدسه وهيئه علي وضع التسديد لكن  المنظر الذي راه ما ان ظهرت له متكورة علي نفسها في فراشها الذي تحول الي اللون الاحمر  وكان مسببه معروفا بالنسبة له  انها دماء
اصابه الزهول من كميتها التي كانت تخضب ثيابها واول ما خطر في باله انها مصابة بجرح ما  رغم يقينه انه لم يترك لها  شيئا بهذه الغرفة قد تستخدمه في ايذاء نفسها  لكن ما ان وصل اليها حتي عرف  مصدر نذيفها لكنه كان بحاجة لان يتأكد

"هل جرحت نفسك هناك "

هزت رأسها بسرعة قبل ان تطلق صرخت الم ثانية ويداها تمسك بمحسنها لتتمتم بيأس

"لا،"

لم يفكر كين كثيرا قبل ان ينتشلها من محلها ويهرع بها مسرعا خارج الغرفة  ومنه نحو سيارته علي الفور  فنذيفها هذا لا يقول سوي انها حامل وهي تجهض جنينها الان
وضعها علي المقعد الملاصق له وترك عناء مسابقة الرياح لسيارته التي حتما ستحتاج الي تغير ايطارتها التي انسحكت من قوة احتكها بالطريق
ما ان وصل بها الي المستشفي استقبله فوج من المسعفين الذين نقولها الي غرفة الطوارئ تاركين اياه واقفا وحده في المرر ينتظر خروج احدهم ليخبره ماذا حل بها

"كين

التفت بسرعة ما ان سمع اسمه يردد بصوت يعرفه وكان جوشوا  هوالقائل . نظر اليه باستغراب ممزوج بالقلق ما ان  لمح بقع الدم التي تلطخ قميصه

"مابك يا رجل لمن تلك الدماء التي تلطخك وماذا تفعل هنا "

مسح شعره بعصبية غير مكترث الي تلك الدماء التي في اصابعه

"انها كيارا،اظنها حامل وهذه الدماء تعود  اليها "

ظهرت علامات الدهشة جلية علي جوشوا الذي صاح به
" ماذا انت قلت ان علاقتها بي بيتر لم تكن حقيقة هل يمكن ان..."

قاطعته بسرعة

"هي كذلك جو والدليل عليها بات واضح علي ما اظن  يبدو انه استمع الي ونفذ ما طلبته منه "

ربت جوشوا علي كتفه قائلا

"تعال واجلس سيأخذون وقتا قبل ان ينتهو من اسعافها "

جلسا علي كرسيين بالمرر ليردف جو

"ماذا سيحدث الان هل انت قلل عليها من ان تفقد الطفل،رغم كل شئ سيكون حفيدك  كين وهو ابن بيتر  هذا ان عاش طبعا "

ظل الغموض يجول حول ملامح كين التي لم تكن تفسر ويبد انه لم يود التصريح ما يفكر به وهذا احترمه جوشوا حتي حين خرج الطبيب من غرفةالاسعافات ظل هادئا ولم يكلف نفسه عناء الوقف وسؤاله ماذا حل بها وتولي جوشوا طرح هذا السؤال  ومن الابتسامة العريضة التي زينت فمه حين ارتد صوبه وصلته الايجابة قبل ان يرددها جوشوا قائلا

"مبارك ستصبح جدا بعد 8 اشهر وثلاثة اسابيع علي العموم واحدا خير من لاشئ "

جذب ما قاله فضول كين الذي سأله بسرعة

"ماذا تعني "

اجابه بسرعة

"لقد كانت حاملا بتوأم وتسبب النذيف باجهاض احدهما وتبقي واحد،انها في اسبوعها الاول من الحمل ومن يعلم قد تفقد هذا ايضا فجسدها ضعيف لذا اقترح عليك تأجيل انتقامك حتي تلد وتجلب لك حفيدك سالما غانما هذا بالطبع  ان كنت تريده ، انا لن اخبر غوميز بهذا حتي تحسم قرارك  فجوابه سيكون معروفا ،  لذا اطمئن من هذا الناحية، حسنا، اراك لاحقا بما انك... "

"كيف حالها "

قاطعه بسؤاله هذا ليجيبه الاخير باستغراب

"لقد اخبرتك قبل قليل ما قاله الطبيب...."

قاطعه مجددا وهو يضيف

"اقصد سيلين،اعلم ان ما فعلته اذعجك لكن تذكر انني وجدت صعوبة جمة وانا احاول عدم توجيه فوهة مسدسي نحو رأسها اتمني ان تقدر هذا "

رغم رغبته الدامية في لكمه وكسر فكه  لكنه فضل في الاخير  الايجابة بهدوء

"انا اقدره،هي بخير ربما هي لم تفق من غيبوتها تلك بعد لكني اثق في انها ستفعل قريبا "

غادر ميغيل المكان ما ان اكمل جملته تلك ليستغرق كين ثواني  وهو يفكر فيما
سيفعله تاليا
اخرج هاتف ليتصل برقم احدهم

"مات اصطحب معك اثنين من رجالنا وتعالي الي الموقع الذي سأعبثه لك في الحال "

انهي الاتصال سريعا وسار نحو الممرضة التي وقفت بقرب غرفة الاسعافات ليسألها عن مكان كلارا وما ان اخبرته توجه اليها و وقف قرب الباب لبعض الوقت  قبل ان يدخل ويجدها مستيقظة ترمق سقف الغرفة بشرود ودموع عينيها لاتزال تهطل  بغزارة ولم يكن ليوقفها شئ
تقدم نحوها وسحب الكرسي الذي وضع بجوار سريرها ليجلس عليه واخذ يتأملها بصمت وهي تتصرف كأنها لا تراه او حقا هي لم تكن تفعل   ،  فقط ظلت تائهة في عالمها الخاص حبيسة لذكريات الماضي الذي تحولت الي سكاكين لا تفعل شئيل غير تشويهها وجعلها تتألم

"انت حامل كيارا "

حركت رأسها نحوه لترمقه بعينان لا تحملان سوي الفراغ  ظلت ملامحها جامدة كقطعة ثلج خالية من المشاعر وكأنها باتت فقط جسد يتنفس بلا روح
لم ترد عليه ولم تكن لها نية لتواصل النظر اليه لذا عادت الي سقفها  والي احلامها حتي اضطر الي ان يردف

"ستنجبينه كيارا والي ذلك الوقت سأدعك وشأنك ستمكثين هنا حتي موعد ولادتك وحينها لكل حدث حديث "

نهض علي قدميه واستعد الي  للمغادرة لكن صوتها المحشرج اوقفه قبل ان يفتح الباب

"لا اريده لا اريد شيئا منه لقد اذاني بما يكفي ولا اريد طفل يذكرني به "

رمقها بنظرات قاتمة لم تفسرها ولم يكن لها رغبة في تفسيرها فلم يعد هناك شئ ذات معني بالنسبة لها ولا حتي ذلك الذي ينمو في بطنها فقط ارادت احدهم يستطيع قطع اخر خيط يربط روحها بهذا الجسد ولا تظن انها ستجد انسب من كين

"لن تعيشي حتي تتذكريه لذا اطمئني حياة هذا الطفل او عدم لن تزيد او تنقص منك "

صفع الباب خلفه ليعم الفراغ عالمها من جديد لم تكن تقوي حتي علي البكاء فقط سحق الالم كل قواها واصابتها الحيرة لائ شئ هي الان  تبكي  للخيانة ام للغدر لخسراتها حلمها ام لخسارتها اسرتها  هويتها و كل من عرفتهم يوما حتي لم يتبقي لها احد ، لقد اصبحت كغصن قطع من شجرة ولن يطول الوقت حتي يموت ويتعفن  و هذا المصير سيشمل تلك الاوراق الملتصقة به ايضا لذا لم تسمح  ابدا لنفسها بان تصنع املا يقوم علي ذلك البرعم الصغير الذي ينمو بداخلها
وهكذا قضت الستة اشهر التالية  من حياتها ،ظلت حبيسة لغرفتها لم تتحرك لمكان سوي الحمام وبقت اغلب الاحيان طريحة الفراش ليس بسبب انها ترغب في ذلك و لكن تلك الاغلال التي احاطت بيديها وقدميها طوال فترة مكوثها هنا في المستشفي  كانت تمنعها من الحركة ولم يكن يتم فكها فقط الا  خلال اوقات معينة لقضاء حاجتها او للوقف لنصف  ساعة امام شباك غرفتها الذي اصبح مسدودة بشبكة من القطبان الفولازية لتحول غرفة المستشفي تلك  الي زنزانة صغيرة حبست بداخلها   ، حدث كل هذا فقط لانها حاولت الانتحار مراتات  وتمكن طاقم التمريض من انقاذها حتي بدلهم كين بمساعدتين تابعتين لمنظمته  نانا و فرونكا اصبحتا هذين الاثنتين ملازمتان لها طوال الوقت ولا يفارقانها حتي حين تكون مكبلة بالاصفاد ، لم يزرها خلال فترة اقامتها هنا احد ولا حتي كين الذي كانت تسمع صوته فقط وهو  يحدث احدي الفتاتين  عبر الهاتف عن تطور الاوضاع عندها و لكن البارحة حضرت اليها سيلين التي لم تبقي سوي دقيقة واحدة فقط  وقد علمت منها انها تمكث في ذات المستشفي لتتلقي علاجها الطبيعي بعد ان تعرضت لصدمة اثناء غيبوتها وفقدت خلالها القدرة علي السير باحدي قدميها بصورة طبيعية،لكن مظهرها يدل انها تتعافي بسرعة وهذا طمئنها
فتحت عينيها المتورمتين من كثر النمو لتطلق صرخة مكبوته من الالم الذي هاجم ظهرها اثر النوم وهذا الانزار حث نانا للقول بسرعة

"مابك هل احضر الطبيب لازال الوقت مبكرا لتلدي "

رمقتها باستياء لم يفارق وجهها ابدا

"لا انه ظهري فحسب "

حاولت ان تتحرك عل الالم يخف لكن يبدو انها زادت الامر سوءا وهذا ظهر جليا في تكشيرة وجهها

"يبدو انك تتألمين حقا اتمني لو استطيع فك تلك الاصفاد لكن ان فعلت هذا لن يرحمني الزعيم "

لم تكن كلارا بحاجة لان تخبرها بهذا حتي تعلم مصيرها ان خالفت اوامر كين  فما هي فيه الان خير دليل علي قسوته وخلوه من الرحمة، وهذا هو السبب الاول والاخير الذي يدفعها لتحمل الالم وعدم الضغط علي الفتاتين لتحريرها لبعض الوقت دون علمه
رن هاتف نانا ومن الجدية التي ظهرت علي وجهها علمت ان المتصل هو كين لا احد غيره

"اجل سيدي الزعيم..."

صمتت لوهلة  واخذت تستمع الي ما يقوله بهتمام حتي ردت عليه باختصار

"حسنا امرك ايها الزعيم سافعل ما طلبته "

اغلقت الاتصال لترمقها بملاح مستهلة ترجمها قولها

"يبدو ان اليوم هو يوم حظك السعيد انسة كلارا "

لم تفهم قصدها لذا سألتها

" ماذا تعنين "

لم ترد عليها فقط اقتربت منها وفكت لها اصفاد يدها اولا لتساعدها علي الجلوس ومن ثم فكت لها اصفاد قدميها اللتي اصبحتا متورمتين من كثرة الرقاد

"لم تفعلين ذلك نانا ستعاقبين ان خالفت امر سيدك "

اجابتها نانا وهي تمسك ذراعها

"لا عليك انا لم اخالفه هو من طلب مني تحريرك بالاضافة لمساعدتك علي السير من هنا حتي الحديقة ومن الحديقة الي هنا قبل ان تأتي الطبيبة  وتفحصك "

لن تستطع ان تصف ما شعرت به بكلمة سعادة لكنها استطاعت وصفه بالارتياح
وهذا ترجم في انبساط ملامحها المتعبة
وضعت يدها علي بطنها التي اصبحت منتفخةو مكورة اسفل ذيها الواسع الذي ترتديه بكونها الان تستعد للدخول الي الشهر السابع لتستشعر تلك الركلات الخفيفة التي تطرق بطنها حتي هدئت

"اتعلمين اظن انه حتي طفلك شعر بالفرح حين سمع بالخبر "

لم تكن قادرة علي الابتسام لذا اكتفت بالوقف علي قدميها وكم كانت لحظة لعينة حيث هاجمها فوج من الالم شمل كل كل عظمة كونت جسدها ولم يهدء الا بعد ان اخذت عدة خطوات نحو الباب

"ان كنت متعبة ساحضر كرسي.."

قاطعتها كلارا قبل ان تكمل

"لا انا بخير فقط امسكي بي جيدا في حال اردت السقوط "

رغم القلق الذي رمقته بها لكنها وافقت في النهاية

" حسنا لكن سأخبر  مات بان يلحق بنا بواحد في حال لم تتمكني من اكمال الطريق "

وهذا ما حدث بالضبط،لكن لهفت كلارا لرؤيت الشمس بلا وسيط والاحساس بحرارتها وبنسيم الهواء  النقي اعطاها الدافع حتي تتمالك علي نفسها ااي ان وصلت الي الحديقة التي رغم صغر مساحتها لكنها كانت خلاقة من روعة جمالها تمكنت من ادخال السكينة الي روحها لبعض الوقت لكن ما ان رئت طفلة صغيرة تركض بفرح علي العشب الاخضر عادت لها كوابيسها تلك الذكريات المرة التي عاشتها في اللحظة التي تحولت فيها اكثر المخلوقات براءة متمثلة في اختها غابي الي فتات بكبسة زر ضغط عليه كائن لا يعرف الرحمة انتقاما لمقتل شخص لم يستحق الحياة ابدا، لتتحول تلك الحديقة الجميلة الي بيت رعب قادها للهرب منه سريعا رغم اصرار نانا عليها للبقاء قليلا فقد لا تجد فرصة اخري كهذا لشهور قادمة
جلست علي فراشها من جديد ويبدو ان دموعها حقا قد جفت لعدم بكائها للمرة الاولي حين تتذكر حياتها في الماضي او ما حل بعائلتها .

فتح الباب لتدخل عبره الطبيبة ولحق بها مات وهو يدفع جهاز الموجات خلفها قبل ان يغادر مجددا ما ان وضعه بجوارها، لطالما عاملتها هذه الطبيبة  بلطف لكن كلارا دائما ما كانت تحاول تجنبها وذلك لسبب بسيط و هو محاولاتها لخلق مشاعر تربطها بذلك الطفل الذي  ينمو داخلها وهي ترفض هذا تماما  وتريد تجنب حدوثه
لذا اختصرت عليها ما ستطلبه منها قبل ان تطلبه  ،استلقت علي ظهرها وسحبت فستانها حتي صدرها ومن ثم غطاء السرير لتستر به جزءها السفلي وكعادتها اشاحت بنظرها بعيدا  عن شاشة العرض حتي لا تري ما تحاول الطبيبة دائما جعلها تراه لكن ذاك الصوت الذي تحدث اليها جعلها تلتفت بسرعة نحو الباب
"تستطيعين ان تبدئي عملك الان "
وقف كين علي بعد مترين عنها ويبدو ان كل من بالغرفة كان يعلم بامر قدومه فلم تبدو الدهشة عليهم  الا هي بالطبع ،اشاحت بنظرها بعيدا عنه لكنه استطاع رغم ذلك في تحريك بعض المشاعر الكارهة داخلها، لوهلة تمنت لو تسطيع النهوض وخنقه حتي الموت لكن و لعلمها المسبق ان هذا لن يتحقق الا في احلامها فقط اختارات سلاح التجاهل وعدم الاكتراث الذي ظل   فعالا حتي اللحظة التي وضعت بها الطبيبة ذراع جهاز الموجات علي بطنها واخذت بالحديث

"ها انت ذا انظرو كيف ازداد حجمه منذ اخر مرة ،تبدو بصحة جيدة صغيري وايضا كثير الشغب  "

لم تقدر كلارا علي منع تلك المشاعر من ان تتداعب قلبها والتي باتت تحاول جعله ينبض منذ شهور مضت لكن الي الان لم تنجح في ذلك، لتسمع نانا تحدثها بلهفة دون ان تشعر

"يمكنك النظر اليه لمرة واحدة انسة كلارا  انا متأكدة من انك ستحبينه "

سكتت بسرعة ما ان انتبهت الي نظرات كين الحارقة التي رمقها بها لتلوز  بالصمت  الذي كسر سؤال الطبيبة

" هل تودين سماع صوته "

لم تجبها فقط وجهت كل قوتها لتمنع رأسها من اللتفاف نحو  الشاشة التي تعرضه ولكبت رغبتها التي تحاول دفعها حتي تراه  وظنت انها حقا نجحت في ذلك ككل مرة  لكن ما ان سمعت صوت تلك النبضات يخترق اذنها لم تتحمل حتي شد قبضتها علي الفراش لم يمنعها من اللتفاف بلهفة وبدي انها حقا تخوض حربا طاحنة ضد صغيرها لكنه وبطريقة ما استطاع هزيمتها شر هزيمة لتقع عينيها الملبدة بالدموع علي تلك الصورة التي لم تكن واضحة  لها وهي تراه يحرك ذراعيه تزامنا مع قدميه 
الي هذه اللحظة  هي لا تعلم كيف استطاعت تمالك اعصابها وعدم الانفجار باكية حتي غادر الجميع الغرفة تاركين اياها وحدها تحاول التعامل مع مشاعر خنقتها حتي الموت ، ربما  كان صوت دقات  قلبيه عادية بالنسبة للجميع لكن لها هي  حملت رسالة خاصة  علمتها في صميمها وهي " لا تكرهينني امي انا لا ذنب لي "، كيف كانت تنوي جعله يعش ذات الكابوس الذي عاشت فيه ، كيف سمحت لنفسها بالتفكير بمعاقبته علي شئ لم يكن له يد فيه ان كان هناك شخص يستحق العقاب فهي  انت بالتأكيد ولا احد غيرك ، في لحظة عادت اليها كل تلك الذكريات المزعجة لطفولتها شعورها بالوحدة ورغبتها في جعل امها تحبها وتمنحها الاهتمام كغيرها من اقرانها، عاشت اسوء طفولة يمكن ان يحظي بها طفل وهي لا تريد ان يحصل طفلها بالمقابل علي ذات مصيرها 
مسحت خدها بسرعة في محاولة منها للسيطرة علي ملامحها التي يبدو عليها التأثر ما ان سمعت صوت الباب يفتح وازاد كبت نفسها ما ان علمت ان القادم هو كين لا احد غيره  تقدم نحوها كما فعل في اول مرة حين جلبها الي هنا لكنه هذه المرة لم يسحب كرسيا ليجلس عليه فقط ظل واقفا بعد ان تاكد من التصاق ساقيه بفراشها وبلحظة انحني نحوها بطريقة اخافتها اكثر من النيران التي انعكست في عينيه وهو يفعل ذلك ليقول لها بنبرة غليظة محذرة

"لا تحبيه كيارا ما تفعلينه هو الصواب انصحك لا تتعلقي به ابدا اياك ان تفعلي هذا "

ارتعش جسدها بخوف خالص والغريب انه لم يكن علي نفسها  بل للذي يمكث في بطنها التي  شدت عليها  الغطاء دون ان تحس وكأنها تحاول حمايته  لترد عليه بثقة مزعزعة ظهرت في تهدج صوتها

"وماذا ان فعلت،انه حفيدك في النهاية انت لن تؤذيه صحيح "

اعطاها نظرة ثقابة مجهولة بلا عنوان لم يكسرها سوي ابتسامته الساخرة التي  اخافتها اكثر

"ها قد  بدأتي تظهرين مهارات العاهرة التي تسكنك، تحاولين استغلاله حتي قبل ان يولد كما توقعت بالضبط ، اذا دعيني اخيب امالك واحبط خططك باخبرك  رغم انه حفيدي وابن بيتر لكنه في النهاية ايضا يكون  ابنك انت وكرهي لك يتخطي حبي له باضعاف  فلا تحسبي يوما انه قد يشفع لك او ان بامكانك استخدامه لتنجي من العذاب الذي اعده لكي ، فان كان قتله سيؤلمك فلن اتردد للحظة في تكوميه امامك كقطع لحم قبل ان افصل راسه وارميه للكلاب  "

اتسعت ابتسامته مع اتساع بؤبئ عينيها  وهو يري اشباح الرعب تحوم بداخلها وبدي ذلك جليا في شحوب لونها وتعرق جبينها وهذا قاده ليردف قائلا بعد ان انحني لمستوي قريب من اذنها

"لذا خذيها نصيحة مني اكرهيه ولا تتعلقي به ابدا  اياك ثم اياك ان تفعلي ذلك.......كيارا "

لم تكن تستطيع حتي التنفس خصوصا وهي تعلم بانه لم يكن يمزح وانه كان مدركا تماما لئ حرف قاله،وانه يمتلك الشر والكره الكافي نحوها لينفذه بادق التفاصيل،
غزاها الاحباط ودب اليأس داخلها فبعد ثواني قضتها في صنع روابط مع طفلها اتاها هذا الحقير ليريها الجانب المظلم مما تحاول فعله ليذكرها بواقعها البشع وليرها ان الاحلام ليس لها مكان هنا

مر اسبوعان عليها بعد تلك الحادثة اخذت سيلين تتردد اليها من حين الي اخر  ،ولم يعد كين لزيارتها منذ ذلك اليوم، حاولت بشتي الطرق منع قلبها من التعلق بصغيرها فقد نجح كين في ايصال تهديده بوضوح لها لكنها ببساطة فشلت وجهد ستة اشهر في شحذ نفسها لتكره تبخر في اللحظة التي رأته يتحرك علي شاشة الايكو.
طرق باب الحمام بصوت عالي لتفيق من شرودها وهي تحاول ايجاد طريقة لتخلص بها صغيرها من شر جده ،قبل ان يخترق صوت نانا مسامعها

"انسة كلارا هل تحتاجين الي مساعدة "

"لا لقد انتنهيت "

ردت عليها بسرعة فيبد انها قد اطالت المكوث هنا تحت عذر قضاء حاجتها، نهضت من مقعد الحمام لتقوم بتشغيل المصرف وانتظرت دقيقة قبل ان تخرج من مكانها الي الغرفة  ،جلست علي كرسي تم احضاره لتجلس عليه بعد ان سمح لها بالتحرك بحرية داخل الغرفة واخذت تظرت الي نانا مطولا حتي احست الاخيرة باضطراب دفعها لسؤالها

"انسة كلارا هل هناك شئ خاطئ بي "

جفلت من سؤالها وكأنها فوجئت به لترد عليها بسرعة

"لا ، لا شئ، اين فرونكا لما لم  تأتي هذا  الاسبوع "

اجابتها باستغراب

"انها المرة الرابعة التي تسألينني عنها ، لقد قلت لك انها مريضة بزكام  هل انت بخير انسة لا تبدين لي علي مايرام "
من يأتي الخير وسط الزوبعة المظلمة التي تحفها من اي جانب عقلها سينفجر من التفكير قريبا ان لم تتوصل الي حل والاهم ايجاد وسيلة لكبت رغبتها في رؤيت صغيرها مرة اخري قبيل موعد الفحص في الشهر القادم
نهضت نانا من كرسيها واقتربت منها  لتجثو علي ركبتها  قبل ان تردد

"هل تريد ان افعل شيئا لك انسة كلارا "

حدثها يخبرها انها تعلم ما تفكر به ، ولن تنكر حقيقة انها قد راودتها افكار تحثها علي طلب المساعدة منها لكنها خائفة من ان تفضحها امام كين فهي مخلصة له وكأنه اله تخاف غضبه لذا ردت عليه بيأس

"لا شكرا لك ، اظن انني  سأنام لبعض الوقت  "

نهضت من كرسيها   واتجهت صوب  فراشها ولم يكن لها اي نية في النوم وومع ذلك كانت علي وشك الاستلقاء علي فراشة لولا  صوت نانا الباكي الذي  اوقفها متحيرية مما يحدث  وهي تسمعها تردد

"انا اعرف ما تشعرين به حقا "

نظرت اليها باستغراب وهي تشهدها تمسح في دموعها  التي هطلت فجأة بلا  توقف قبل ان تكمل

"رغم محاولاتك لان تدعي كراهيتك له لكنك تحبينه،انا كنت مثلك  قلت انني اكره  وعاملته علي هذا الاساس،حملته ذنب والده الحقير الذي لم يخجل من اغتصاب ابنته  بكل همجية وهي لم تتخطي عمر الثانية عشرة الي ان حملت بطفل منه  ، لم اظن اني قد اكن له مشاعر امومة ظننت اني ساكره الي الابد  حتي مرض فجأة وتدهورت صحته الي حد كبير  وهنا اختلطت حسابتي ،حاولت ان لا اهتم بامره لكني لم استطع تحمل رؤيته وهو يتألم طوال الوقت لا  اخبرت والدي بان يأخذه الي المستشفي  لكنه ابي ان يعيطيني فلسا وحدا واخبرني انه ييتحسن لو يموت..."
ابتسمت بسخرية جعلت كلارا تشفق عليها وتشعر بالاسي نحوها فلم تظن ان هناك بشر قد يمرون بمثل ما مرت به هي
تنهدت نانا بعمق لتسنطيع المضي فيما تقوله 

"سرقت منه بعض من ماله كان قد خبأئه لينفقها علي العاهرات  واخذته به الي المستشفي وهناك علمت انه  يعاني من سرطان في الدم ولم يكن هناك املا ان يشفي فقد تأخرت كثيرا حينها، اتعلمين ربما ارادت السماء ان تقتص مني لمعاملتي القاسية له بجعلي اشاهده يموت ببطئ دون ان استطيع مساعدته ،شهران كانا كالاحتراق في الجحيم ولازلت احترق في كل مرة  اتذكره بها، اعض اصابعي ندما لاني تأخرت في فهم مشاعري اتجاهه، ندمت لاني كرهته وهو حي واحببته حين مات، وما اصعب ان تحب ذكري شخص لم تفعل شيئا له في حياته سوي ان تؤذيه، لذا اتوسل اليك احبيه ما دمت قادرة علي فعل ذلك "

لم تشعر كلارا بنفسها الا وهي تتقدم لتحتضنها

"انا اسفة نانا لقد عانيت كثيرا في ماضيك،لكن لا تلومي نفسك انت كنت طفلة حينيها،انت ضحية ولست مجرمة،حاولي ان تغفري لنفسك "

هزت رأسها نفيا قبل تقول

"ليت الامر سهل كالحديث الغفران شيء صعب لاةيقدر ان يتحمل تكالفيه الكثيرون،حسنا ، هناك امر اخر علي اخبارك به، وهو انني قد  استمعت الي  حديث  الزعيم معك  واظن انني بامكاني مساعدتك في هذا ،لن ادع امرأة غيري تعيش ما عشته في الماضي،ليس حينما يخص الامر طفل لا ذنب له   "

ابتعدت كلارا عنها وكانها وبختها لتقف علي قدميها  بسرعة ونظرات مشككة هي كل ما منحتها لنانا قبل تقول لها بدون تفكير 

"لا، انا لا اريد مساعدة  احد استطيع الاعتناء بنفسي وحدي "

نسبتا لما مرت به خلال الشهور الماضية لا تظن انها قادرة علي ان تثق باحد،علي الاقل ليس فردا يكن الاخلاص التام لكين مالذي يثبت لها انها  لا تختبرها الان تحت اومر  صادرة منه، لا لن تخاطر ابدا ليس بحياة طفلها علي الاقل .

عادت الي سريرها لتلحق بها نانا قائلة

"انسة كلارا اعلم انك لا تثقين بي لكن اقسم لك انني اريد مساعدتك فقط، اسمعيني لقد عملت في هذه المنظمة لعشر سنوات ،و اعلم ان ماقاله لك الزعيم  ليس بعيدا عن الحدوث ان انتظرتي حتي تلدينه هنا فلن يحدث الا واحد من اثنين، اما سيقتلك وياخذ طفلك ليعيش في جحيم اسوء من الموت فقط لانه طفلك ، او سيقلته كما قال ومن ثم سيقتلك، صدقيني لا خيار لك ولا يوجد حل سوي واحد يتلخص في هروبك من هنا الي مكان لن يجدك فيه،وعليك الحرص انه لن يجدك ما حييت "

اصابها الذعر مما قالته لدرجة دفعتها الي التنحي بعيدا عنها وهي تجيبها 

"لا، قلت لك لا اريد مساعدتك لما لا تفهمين،انا ساحميه، هو حفيده انا متأكده من انه لن يؤذيه اما بخصوصي فلن تفرق معي ان مت او حييت لكن صغيري سيعيش وسيكون سعيدا في حياته "

"علي رسلك انسة كلارا ، لا تجزعي انا فقط عرضت عليك مساعدتي لا اكثر لست مضطرة لقبولها،بالاخير هو ابنك وانت ادري بمصلحته، لكن ارجوك ان تبقي حديثنا هذا سرا فان علم الزعيم بامره لن يتواني في قتلي "

اكتفت بالايماء فقط لتعود نانا الي كرسيها مع ذات الجمود الذي اعتادت ان تراه عليها 

مر اسبوع اخر عليها وجدت خلاله صعوبة جمة في التنفس بارتياح فقد زارها كين ثلاث مرات خلاله  لم يقل لها ولا حرف فقط ظل  يقف عنده امام باب غرفتها يطالعها بنظرات غامضة  قبل ان يغادر تاركا خلفه مئات الاسئلة التي دفعتها لي تصديق ما قالته نانا لها حتي لم تعد تبدو خطوة الهروب سيئة بالنسبة لها ،  ، لم تبدو لها نانا كاذبة فيما قالته خصوصا بعد التزامها الصمت امام كين رغم معرفتها بحقيقة ان امر طفلها بات يهمها وانها فعليلا تحبه لكنها فقط تحاول اظهار العكس في حضرته حتي لا يتأذي بسببها   لذلك قررت ان  تعطيها القليل من الثقة وتخبرها احسايسها من حين لاخر وبكل مرة كان يزيد اطمئنانها نحوها حتي انها باتت تسمح لها بزيارة سيلين والحديث معها لعدة دقائق دون ان يعطيها كين اي اوامر بذلك
وضعت ملعقة الطعام علي الطاولة قبل ان يأخذها مات حال رؤيته  الصحن ليغادر الغرفة تاركا اياها وحدها مع فيرونكا التي استعدت للمغادرة فمنوابتها  انتهت وستسلم نانا بدلا عنها
وهي لن تكذب بانها تنتظرها بفارق الصبر
ما ان حضرت القت عليها التحية لتغادر فرونكا مسرعة الغرفة فيبدو ان لديها موعد لا تود تفويته وما ان اغلقت الباب حتي ركضت نانا نحوها لتقول

"انسة كلارا لقد وجدت طريقة لاخراجك من هنا وتهريبك من المكسيك  "

انتشر  التردد في ذات كلارا من الاقدام علي خطوة كهذه قد تكون سبب هلاكهما هي وطفلها لكن لن تستطيع  منع نفسها من الاستفسار اكثر عن مخاوفها

"وكم نسبة ضمان نجاح ذلك اعني انا..."

قاطعتها نانا  قائلة

"اعلم انك مترددة بخصوص ذلك وانت لا تزالين غير قادرة علي ان تثقي بي بالكامل، لكن صدقيتي انها الطريقة الوحيدة ،حتي يحي طفلك امانا عليك ان تحافظي علي حياتك  ،عليك ان تعيشي لتقويه،فهذا العالم لا يصمد فيه الا الاقوياء هل تفهمينني "

اومئت لها ايجابا لكن ما قالته لم ينجح في تهدئتها بشكل كامل

"اعلم هذا لكن....، انا خائفة من ان يفشل كل هذا ولست واثقة من نجاحه انا اخاطر بحياته ان اقدمت علي هذا "

"ليس لديك شئ لتخسيره مصيره ان بقيت هنا بات محتوما  وانت تعرفينه جيدا، في حين انك قد تتجنبينه ان نجحنا في ما سنفعله، لا تستلمي لقدرك بلا مقاومة"

وضعت يدها علي بطنها لتضيف

"انه يستحق ان تقاتلي من اجله"

اعطتها وقتا حتي تستوعب فيه ما قالته لها وحين فعلت  سألتها بنبرة خائفة
"حسنا ،وكيف سيتم هذا، اعني كيف سأغادر المستشفي دون ان يلحظني احد  "

منحتها نانا ابتسامة دافئة تمكنت من زرع الامان بها

"حسنا عليك ان تنصتي الي جيدا وتنفذي ما سأقوله بالحرف الواحد لانه خطأ صغير سيساوي حياتكما "

مرت الساعات التالية علي كلارا ببطئ وكان الوقت قرر ان يستريح ويتسكع علي اقل من مهله، قضت طوال النهار في التفكير في خطة نانا فلم تخلو من المخاطر ولاتزال تجهل حتي اللحظة كيف ستبرر الاخيرة اخافقها في ابقائها هنا والتأكد من عدم هروبها
طرق الباب لتدخل عبره سيلين مع ابتسامة باهتة  علت فمها 

"عمت مساء كلارا "

"اهلا سيلين سررت برؤيتك "

نظرت  الي قدميها اللتين عادتا طبعيتين في الحركة بابتسامة عكستها في اضافتها

"اري انك تعافيت بالكامل "

سارت لتقف بقربها قائلة وهي تحرك ساقيها

"اجل صحيح، حتي انني اتيت لاودعك "

"حقا هل انت عائدة الي القصر "

بمجرد سؤال كيلارا اياها لاحظت ظلال الحزن تتربص بعينيها اللتين ادمعتا ما ان سمعت كلماتها  لكن هذا لم يؤثر علي ابتسامتها المصطنعة التي ثبتتها علي فمها

"لا،لم يعد لي مكان فيه، سانضم الي مدرسة داخلية  انهي بها تعليم الثانوية "

شعرت كلارا بالاسف نحوها فيبدو انها غير راضية تماما لما يحدث معها لذا قالت لها

"انا اسفة بسببي انا انت تبتعدين عن..."

قاطعتها بضحكة مصطنعة

"لا تعتذري بربك كلارا،كفي عن صنع الدرما انت لم يكن لك ءنب وبيتر كان حقيرا بما يكفي ليستحق القتل،لا تلومي نفسك علي اخطاء غيرك انت الوحيدة البريئة هنا، حسنا لن اعطيك محاضرة علي الذهاب الان فموعد طائرتي بعد نصف ساعة الان وانا قد افوتها "

نهضت كلارا من محلها  لتحضنها قائلة

"اتمني ان تصلي امنة اعتني بنفسك جيدا "

"وانت كذلك لديك طفل الان حافظي عليه "

اومئت لها ايجابا مع ابتسامة طفيفة
"حسنا سأفعل،نانا هل استطيع ايصالها لباب الغرفة "

لم تردد في السماح لها بايمائة اخري  شرعت كلارا بعدها مباشرة في دفع سيلين من كتفها واوصلتها حتي منتصف الممر، وانتظرت عندها حتي اختفت عند نهاية الرواق، التفتت لتخطو عائدة لكن وخذة الالم التي هاجمتها اجبرتها علي التصلب عندها واتطلاق انين خافت تمكن مات من سماعه وجعله يهرع اليها بعد ان نادي علي نانا

"انسة كلارا هل انت بخير "

تنفست بعمق في محاولة منها لكبح جماح الالم وكاد ذلك ان ينجح لولا مهاجمتها بوخذة اخري كانت اشد ايلاما من الاولي جعلتها تصرخ بصوت عالي

"لا،بطني يؤلمني "

ظهر الهلع علي ملامح مات الذي اخرج هاتفه في الحال واتصل بكين  ليخبره بما يجري وما ان انهي اتصاله حتي عاد اليهما ليجد نانا تحاول اسنادها مع الممرضة والطبيبة  التي وصلت هرعة  ليضعونها علي الكرسي المتحرك

"ماذا تفعلين "

طرح مات هذا السؤال لتجيبة نانا  بسرعة

"نحاول اسعافها الا تري انها تتألم، لا اظن ان الزعيم سيسر ان اتي ورا ان مكروها قد اصابها سيقطع رؤسنا بلا تردد هيا تعال معي الي حيث سيأخذونها "
وهذا ما فعله بالضبط  وقف قربها امام غرفة الفحص وما هي الا دقائق حتي حضر كين مسرعا يجر خلفه جوشوا

"ما الذي حدث معها "

بحلق مات عينيه و كانه يري شبحا امامه من الخوف ليردد بصوت متقطع

"لقد..لقد ارادت السنيورا سيلين توديعها وحين غادرت شعرة الانسة كلارا بوخزات  وهذا.."

"اغبياء "

صرخ به كين  بصوت عاصف انتفض اثره ابدان الجميع عدا جوشوا الذي سارع في سؤاله

"هل قلت سيلين "

اجابه مات بتردد

"اجل سيدي"

تراجع جوشوا الي الوراء خطواتان قبل ان ينسحب تدريجيا تاركا نانا ومات وحدهما ليتلقيا لعنت كين و الذي بات غاضبا حد الجحيم لمخالفتهما اومره

انزل جوشوا هاتفه عن اذنه بعصيبة ليعلن في سره عدت مرات

"،تبا لك  اجيبي علي الاتصال اللعين "

في حين ان في الطرف الاخر نظرت سلين الي اسمه في شاشة هاتفها بعينان ملئها اللالم ومشاعر لا تعرف كيف ستصفها طوال خمسة اشهر لعينة تجاهل وجودها ولم يكلف نفسه عناء زيارتها حتي، والان يحاول الاتصال بها لان الامر يخص عائلته اللعينة  اخذت الهاتف وتنهدت بعمق قبل ان ترد عليه وما ان فعلت حتي هاجمها بصراخ طن اذنيها

"اين انت اللعنة "

اخذت وقتا اكثر من المعتاد حتي تتمكن من ان تجيب عليه بنبرة هادئة لا تمد الي حقيقة ما تشعر به بصلة

"انا حيث تريدني ان اكون بالضبط اجلس في مقعد طائرة التي ستقلني من هنا بلا عودة "

اختفي صوته تماما من مسامعها ولم تعد تسمع سوي صوت انفاسه التي تصاعدت حدتها الي نحو غير اعتيادي  حتي قال لها

"هذا جيد اتمني ان لا اري وجهك هنا ثانيا"

وقعت كلماته عليها كرمح استغر في منتصف قلبها لكنها لم تهتم لن تفعل علي الاقل ليس وهي تحدثه

"لن تري وجهي مادمت ترسلي مالا كافيا يغطي نفقاتي،ماذا ستكون حاجتي لرؤيت وجهك غير حسابك البنكي ، فقط ضع تلك الارقام المليئة بالاصفار في رصيد عند نهاية كل شهر ولن تضطر الي رؤيتي في جنازتك حتي "

رد عليها باستهزاء

"حسنا، ان كان هذا سيبعدك ليس لدي مانع، فقط لا اود ان استيقظ صباحا واراك امامي في يوما ما ، سابعث لك 10 ملايين  الان لكن تذكري ان قبلتها ستحصلين علي مثلها وفي المقابل ستقطعين كافة علاقتك بنا وهذا يشمل ناز "

لم تستطع كبت شهقت بكاءها التي صدرت منها لكنها سرعان ما تمالكت نفسها،لتكمل ما بدأته

"حسنا، اطمئن لا اظن ان بعد ما فعلته اليوم قد تكون لي  فرصة في العودة دون قطع رأسي ...لذا اقول لك بملئ فمي وداعا "

"سيلين ماذا تق..."

قطعت الاتصال به قبل ان تدع له فرصة للاستفسار عما يدور في رأسه من تساؤلات ولدتها جملتها الاخيرة " وبعد  دقيقة قضاها في التفكير مليا هرع
عائدا الي الممر حيث وقف كين هناك اعلي جسد مات الذي بدي انه قد فقد الوعي اثر لكمة تلقاها علي جمجمته  هذا ان لم يكن قد توفي بحق وحقيقة 
وكل ذلك يشير ان ما يريد قوله قد يؤدي الي قتله هو الاخر لكن لا مفر من قوله

"كين هل كلارا لا تزال بالداخل "

لم يرد عليه فقط اكتفي بلكم الجدار قبل ان يعاود ركل جسد مات بقسوة دفعت نانا للارتجاف رعبا من ان يحل دورها قريبا
لذا قرر جو تكرار سؤاله

"كين هل.."

صاح به مقاطعا اياه

"لا تبا لا.. الا تري ان الضوء لا يزال احمر "

تنفس بعمق عدت مرات في محاولة لتهدئت نفسه لكن ملامح جو اامشدودة قادته لسؤاله

"ماذا هنا جوشوا ايوجد شئ علي معرفته "

حسنا الان بدي  الامر مرعبا  ولم يتصور يوما انه قد يجد صعوبة في قول افكاره لكين فان كان ما استنتجه من حديث سيلين الغامض صحيحا فمقر الجحيم الجديد سينتقل الي مكيسكو لا محالة
ازدادت نظرات كين الحادة له واصبحت تتخذ منحي اكثر خطورة اجبره علي الحديث

"اسمعني ربما اكون مخطئا لكن اظن ان كلارا قد "

لم ينتظره كين او يمهله حتي ينهي جملته قبل ان يتوحه نحو باب غرفة الطورائ ويشرع في لكمه بكلتا يده ولم يطل الامر حتي تدخلت قدماه الي ان فتح دون الحاجة الي بطاقة تعريف لعينة  ومكان منه الا ان تقدم بخطي واسعة حتي وصل الي الغرفة الرئسية ليقف عنده مذهولا فقد كان كل طاقم التمريض ومن ضمنهم الطبيبة فاقدين للوعي لتشرع عيناه في البحث عنها لكن لم يطل الوقت حتي ادرك انها لم تكن هناك.
ضغط جوشوا كيش الثلج علي عينيه التي بات يشك في صلاحيتها للرؤية بعد اللكمة التي سددها بها كين حين خرج من غرفة الاسعافات والشرر يتطاير منه لا يعلم حتي اللحظة كيف خرج من ذلك المأذق حيا بلاكسور او جروح بليغة عكس نانا التي رقد جسدها علي الارض تحت اقدام كين ، ويراهن انه الي الان قام بكسر ما يقل عن 10 عظم مختلف بجسدها اللعينة لم تعد ملامحها تمييز حتي
انحني كن ليصل الي مستواها وما كان منه سوي ان شدها من شعرها ليجبرها علي ان تراه

"الي اين ستذهب كيارا بعد رحيلها من هنا اين ستكونوخطوتها التالية،اجيبي علي اسئلتي اللعينة حتي انهي حياتك بدولار"

هبطت دموعها شلالات لتحدثه بصعوبة

"اقسم لك ليس لي علاقة بما حدث سيدي، انا لم اساعدهت في خذا ارجوك، صدقيني،انا لا اعرف اين هي اقسم لك ليس لي علاقة بما حدث اتوسل اليك لا تقتلني ارجوك سيدي تفع..."

وكانت تلك اخر كلمة نطقت بها قبل ان يعيد تخترق جمتها رصاصة اطلقها مسدسه، اعاده الي مكانه بهدوء مرعب سيطر علي ملامحه  ويبدو ان بنهاية هذا اليوم سيلقي الكثيرون ذات مصير نانا

ابتسمت سيلين رغم خط الدموع المرسوم علي خدها لتقول
"علي الاقل هناك شئ جيد سيحدث هذا اليوم في حياتي ،وهو انقاذك كلارا"
ربتت كلارا علي كتفها بمتان ظهر في صوتها

" انا اشكرك حقا سيلين اشكرك علي مساعدتي و مخاطرتك بكل شئ في سبيل تخليصي انا وطفلي، لا اعرف كيف سارد لك جميلك هذا معي "

ابتسمت لها بعفوية قبل ان السيارة التي تقودها بجانب مرائب للحاويات

" حافظي علي حياتك وهكذا ستردين لي دينك، "

"لا اظن ان هذا سيفيك حقك انت انذقذت حياتي وحياة ابني لولاك لكنت الان اتبع نانا  بثقة عمياء حتي توقعني في فخها وتحول كواببسي ااي حقيقة
"اظنك حقا اخطأت حين وثقت بعاهرة مثلها كانت ستسلمك الي كين بطبق من ذهب بعد ان توهمك بخطة هرب خاسرة،وهذا كله فقط من اجل ان تحصل علي ترقية في عملها اللعين  حسنا اتركينا منها اعقد ان كين سيقوم لها بالواجب ويمنحها ما تستحق، هيا لقد وصلنا الي وجهتنا دعينا ننزل "
ترجلت كلار عن السيارة لتحلق بسيلين التي تخطت السور الخاص بالمراب واخذت تسير عبر ممراته المتعرجة حتي توقفت فجأة بمنتصف الطريق حين ظهر لها شاب يبدو في مقنبل عمره يحمل مصباحا يدويا سال سلين بسرعة." هل هذه هي المقصودة

"اجل صحيح "

التفتت نحوها لتخاطبها قائلة

"لا تخافي هذا ماركو انه من سيتولي مهمة تهريبك من المكسيك داخل احدي هذه الحاويات حين تصلين الي كلومبيا سيوصلك الي مكان امن تمكثين فيه حتي موعد ولادتك وبعدها سيعطونك المال اللازم حتي  تعيشي مع طفلك بامان دون ان تحتاجي لي شئ ومن ثم عليك المغادرة والبحث عن مكان لن يجدك فيه احد تذكري كلارا لا تخبري احد عن مكان ذهابك فقط ابتعدي الي اقصي مكان تستطعين الاختباء به فان اليوم الذي سيتكن فيه كين ما ايجادك اعتبري ان ابواب الجحيم قد فتحت بمصرعيها لاستقبالك "

بذات القدر الذي شحذت به كلماتها اصرارها وعزيمتهتا، زادات الخوف بداخلها ايضا فما تنوي فعله خطير للغاية لكن وقت التراجع قد فات علي ذلك

"حسنا ساعمل بما قلتيه...شكرا لك لمرة الثانية "

احتضنتها سيلين لبعض الوقت قبل ان تبعدها عنها وقد بدي التأثر واضحا عليها

"لا عليك هيا عليك الاختباء داخل الحاوية فلكين اعين بكل مكان  قد يرونك وحينها سيضيع كل جهدنا سدي "

اومئت لها كلارا ايجابا لتصيح سيلين قائلة لماركو

"انتبه عليها جيدا لن اوصيك ستسلم حصة المال الثانية ما ان توصلها الي وجهتها سالمة "

رد عليها بسرعة

"حسنا،سنيورا تعالي معي من هنا  "

تنهدت كلارا بعمق لتعطي نفسها قوة تجبر قدميها علي التحرك خلف مايكو عبر متاهة من الطرقة المتعرجة صنعتها الحاويات  حتي فتح لها باب حاوية بدت خالية من اي شئ،

" هيا ادخلي معي "

طاوعته كلارا علي الفور لتتوقف في منتصف المسافة وهي تراه يقوم بفتح باب مخفي بالحاوية عند نهايتها في اتجاه مقصورة السائق، لتظهر حجرة صغيرة في شكل  صندوق وضع به فراش نحيف تشك في انه سيتسع لها
" ستمكثين هنا طوال الرحلة وضعت لك طعاما وماءا كافيين لك حتي وصلونا الي بنما وهناك بامكانك الخروج منها والجلوسةفي الحاوية باريحية  ،اما الان عليك الدخول لاننا ننوي تحميل العفش فهذه الحاوية ستغادر بعد ساعتين علي متن احد شاحنتنا "

اومئت له كلارا ايجابا وتقدمت لتتخذ موضعها في المكان المخصص لها وسرعان ما اغلق الباب ، و هنا فقط اجتاحتها موجة من الرهاب التي احتاجت فيها الي ساعة ربما حتي تمكنت من تهدئت روعها والتأقلم علي ضيق المساحة التي تشغلها

حاولت ان تسترخي وتدع الامور تسير بطريقتها الخاصة لكن التوتر هزمها شر هزيمة ولم  يهدء لها بال حتي سمعت صوت محرك الشاحنة يعمل واحست بحركتها تزامنا مع استشعارها ركلات صغيرها القوية
تحسست بطنها ولاول مرة سمحت لابتسامتها ان تري النور بعد شهور سيطر فيها العبوس علي ملامحها الناعمة، تاركة لقلبها مجلا ليعبر عن نفسه وسط كئابة تفكير عقلها

"مرحبا صغيري، انها المرة الاولي التي احدثك بها،واعلم انه كان يجب علي فعل ذلك مبكرا ، ارجو ان تسامحني لاني تصرفت بانينة نحوك ، لكن الان كل ما سأفعله هو من اجلك فقط صغيري ساعيش من اجلك وسأحارب من اجل سأقبل ان احترق فقط لاحافظ علي النور في حياتك، واعلم ان هذا كله فقط لان ماما تحبك وتريد ان تعيش بسعادة "

...........
التكملة غدا
خلاص النعاس غلبني 6:0
ارئكم في التعليقات
ولا تنسو تصتو
Love you😘
ده اسم  حسابي علي ال تيك توك  فيه موجود كين لوسفر بيبتشي كما تخيلته تماما باخر فيديو نزلته

للعندهم فضول يعرفو اشكال الشخصيات لا توفرو وادخلو شاهدوه اسم الحساب 😍lozastyl@😍

Ipagpatuloy ang Pagbabasa

Magugustuhan mo rin

1.7K 150 7
الموسم الثاني لرواية lost spring. ___ مترجم ولست الكاتب.
2.4M 53.7K 46
تحذير:🔞🔞 اصيب بهوسه بها في ليلة توقفت فيها الشمس عن احتضان القمر ليقتلها به، فبدى له العالم كأرضية كئيبة مزدانة بلون احمر شبيه بذاك الذي بالحروب، ل...
116K 5.4K 22
" أرجوكِ سامحيني.. أنا أحبُكِ." هو بكى بعنف، يتوسلها. " أحبُكَ أكثر. أذهب، أذهب أرجوك.. فلتُصبح نادماً! " هي توسلتهُ وهيَ تنهار بكاءاً.. حازت على #...
2.2K 421 42
ماذا ان كان دوما هو «رأيتك فصرخ قلبي اريدها» start in 3/9/2022 finished in 5/7/2023