عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

By Anabell_rain

563K 13.5K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... More

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرين
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء الخامس

18.8K 520 256
By Anabell_rain

اذا التفاعل ما كان كبير حيتأخر البارت القادم حمسوني معاك محتاجة دعم كبير عشان اقدر  اكتب ذي زمان البارت طويل جدا 16 الف كلمة اذا ما ظهرت لكم كلمة النهاية هاد بيعني ان تطبيق الواتباد اخاص فيك معلق حلك انك تقرأ البارت من متصفح عادي من جهازك استمتعوا بالقراءة  البنت تشبه كلارا الي حد كبير في الصورة

اخذت كلار تستمع الي صوت رنين الهاتف بطوق علها تسمع إجابة متمثلة في صوت والدها الذي تحاول الاتصال به منذ ساعات  لكنه لم يكن يجيب  عليها  ، تركت الهاتف ينزل  عن اذنها  باحباط كما اخذت ذاتها تنهار مع دموعها التي أضحت لا تفارق خدها منذ ساعات الليل الاولي ، نهضت  عن فراشها وتوجهت نحو الحمام  لكن رنين هاتفها  اوقفها في منتصف الطريق  عادت اليه بسرعة والتقطته  وكم استهلت حين قرأت اسم ابيها يرسم علي لوحته ، ردت عليه  لتصيح به فرحة وان كانت  بنبرة  مختنقة

"ابي كيف حالك  لما لا ترد علي اتصالتي لقد. خفت ان ."

قاطها قبل ان تكمل قاىْلا بصوت متكاسل  وكأنه استيقظ من النوم للتو 

"لما تتصلين علي في  مثل هذا الوقت كلارا ان لم يكن الامر مهما فلافضل ان تغلقي "

شعرت ببعض الانزعاج من رده الجاف فلابد من انه لاحظ تغير صوتها  الذي بح  من كثرة بكائها ولا تجد له مبرر لان يتجاهل هذه النقطة ،رغم ذلك الا انها  قررت تخطي الامر بسرعة  و اخباره بسبب اتصالها به 

"اسفة ان ازعجتك لكني اتصلت لاخبرك  بامر مهم للغاية وهو انني انوي الانفصال  عن بيتر"

"ماذا"

صرخ بها بصوت مدوي لدرجة جعل جسدها يرتجف من هوله ليكمل بنرة حادة لم تره يخاطبها بها من قبل

"هل جننت ام ماذا لم تحاولين افساد  كل شيء  مرة  اخري بعد ان اقتربت من  إصلاحه ،هل تكرهينني لهذه الدرجة حتي يسرك رؤيتي متحطما من وراء رأسك  انظري كلارا لن يحدث ما تفكرين به حتي يعلن زواجك منه بطريقة رسمية عي الأقل خمسة اشهر وحينها تستطيعين فعل ما تشائين  فلن يهمني امرك بعدها "

هبطت كلامته عليها كخنجر مسموم زادت الامها ضعف ما كانت عليه وما كان منها الا ان تقول له 

"لما تحدثني بهذه الطريقة انا ابنتك ولست سعلة تغياضها بصفقة ،لقد خانني بيتر هل تريد مني المواصلة معه وكأني لم اره بين زراعي امرأة اخري تكون اعز صديقاتي انا لن استطيع الموصلة في هذه العلاقة ليس بعد ما حدث لذا سأنفصل عنه "

سمعت لعناته تتسرب بصوت خافض عبر سماعة الهاتف قبل ان يرد بصوت خشن لم يحمل أي مشاعر 

"هذا خطاؤك بالتأكيد لم يكن سيبحث عن مؤخرة اخري ان كانت  خاصتك كافية بالنسبة اليه  ستظلين دائما غبية في هذه الأمور  الا يمكنك حقا الابقاء علي طفل اذعر كهذا بين ساقيك لشهر علي الاقل دون ان يلتفت الي غيرك ، اسمعيني جيدا ان تركتي بيتر قبل توثيق زواجكما وانقاذ معاملي  فجدي لك منزل اخر تذهبين اليه انا لن استقبلك اهذا واضح، ضعي عقلك  في رأسك وحاولي لفت نظره نحوك من جديد والا اعتبري ان علاقتي بك انتهت "

اغلق الخط بوجهها دون ان يدع لها مجالا للرد ، تاركا اياها تعيش في صدمة حرمتها حتي من التنفس.... كيف باستطاعته قول ما قاله الا تعني له شيئا البتة اكثر من انها منفذ سيصلح له حاله هل حقا لم يعد يعبئ بها للحد الذي لا يري انه من الخطأ اذا تصرفت كعاهرة رخيصة تبيع جسدها وتتخلي عن مبادئها فقط من اجل ان تتحقق مصالحه. اسقطت الهاتف من يدها وتجهت نحو الحمام بخطوات مثقلة كثقل انفاسها التي باتت تتمني لو تتوقف فحسب وتنهي مهزلة حياتها السخيفة هذه ،نظرت في انعكاس صورتها بلا حياة في حين ظل عقلها  لا يفتئ عن تكرار كلمات والدها باستمرار حتي فقدت صوابها وشرعت في البكاء بصوت متهدج ولم تكن تكترث ان سمعها احدهم،  لقد خسرت كل شئ ،كل من تحبهم خسرتهم  دفعة واحدة، هذه الحقيقة دفعتها للصراخ بحرقة قادتها الي  تهشيم  المرآة التي امامها  الي قطع صغيرة غير عابهة للشاظيا التي اخترقت اناملها ولا بألمها الذي سببته لها فلم يكن يوازي شعور الخيبة الكريه الذي تملكها.
لما لا يحبها احد لما لا يكترث بها احد،لما حظها في العلاقات دائم الحال عاثر وينتهي بخسارتها هي ، هل الخطأ بهم ام بها.
نشأت منذ نوعمة اظافرها وهي تستفقد  الحب الذي يضم اقرانها ، ذاك الحنان والعطف اللذان تبذلهما اي ام لطفلها بسخاء ولا تنتظر منه اي مقابل ، كل اصدقائها نعموا بدفئ الامومة وحنانه الا هي فقد كانت  نشاذاً لم تراه او تشعر به في كامل  حياتها .
لقد كرهتها امها حد الموت  حتي حين ولدتها لم ترضي ان تري وجهها او تحملها بين ذراعيها، اعتبرتها عدوتها ،مفسدة حياتها وطموحاتها التي لطالما حلمت بتحقيقها منذ مراهقتها، كابنة لاب يملك امولا طائلة ارادت ان تعكس ذلك الثراء في حياتها بانقي صوره ، لذا دخلت عالم الموضة والازياء من اوسع ابوابه وساعدها في ذلك  جمالها اللافت الذي مكنها من ان  تحجز مقعدا في الصفوف الاولي متفوقة بذلك علي المئات من الذين بدأو معها السباق ،لتحظي  بشهرة واسعة في ذلك الوسط  خاصة بعد ان منحت لقب ملكة جمال امريكا وهي انثي يانعة  لم تتعدي ال ١٨ عشرة من عمرها ، ولم يطل الوقت حتي حصدت ثمار نجاحها في اقل من سنة بعد ان عرضت عليها ادوار في افلام مهمة حطمت ارقام قياسية في شبابيك التزاكر جاعلةً منها ايقونة عصرها ولا تكاد تخلو جميع طرقات المدينة من صورة تظهر فيها ابتسامتها الساحرة ،عاشت حياتها بلا هموم تستمع بحياة العذوبية والبذخ بعد ان حققت ما كانت تسعي اليه وتحلم به  حتي تقابلت في يوم من الايام  مع سبستيان بحفل خيري دعت اليه ، واستطاع ان يسحرها بوسامته وجعلها تقع في عشقه منذ الموعد الاول بينهما ، و شهران اضافيان حتي يقيما حفل ضخما احتفائا بزواجهما السعيد الذي ظل براقا متوهجا لسنتين قبل ان  يظلم فجأة  ما ان علمت فاني  بامر حملها في شهرها الثاني، ليبدأ كابوس حياتها من هناك ، حاولت مرارا وتكرارا  اجهاضه لكنها لم تفلح حتي سبب لها مضاعفات حادة  وضعتها امام خيارين اما ان تلدها وتعيشان معا او ان تخاطر و تجهضها  وقد  تموتان  معا .

وبالطبع اختارات الخيار الثاني تحت كرهها التام لان تصبح ام لطفلة لاترغب بها وحين ولدتها كان الكره والنفور هما المشاعر الوحيدة التي منحتها لها
في البداية  ظن الاطباء انه اكتئاب ما بعد الولادة  لكن بعد مرور اشهر من انجابها اياها و استمرار عدم تقبلها لكلارا  باي شكل كان توصل الجميع الي حقيقة انها الام الوحيدة التي تكره طفلة تحمل نصف روحها  .
ترعرعت كلارا  بين احضان المربيات في حين استغرقت فاني وقتها في نوادي الرياضة واروقت مستشفيات التجميل في محاولة منها لان تخسر وزنها الزائد و لتعود كما كانت في السابق تلك الممثلة المشهورة والمعروفة لدي الجميع ،لكن مالم تحسب له حسابا ان تتحول تلك الرغبة الي هوس اتاها بنتائج عكسية ، حتي اصابت بمرض فقدان الشهية  صاحبه خطأ طبي تم اثناء اجراء جراحة في انفها ادي الي حدوث اعوجاج فيه لم تتمكن الست عمليات التالية من اصالحه بل ذات الامر سوءا فحسب، اصابها ذلك بالإحباط  واليأس الذي ظل يتكاثر داخلها متزامننا مع تفشي صارخ للكره والحقد بطريقة متطرفة  نحو كلارا واصبحت كل خسارة لاقتها فاني في حياتها  منذ ولادتها اياها واحيانا قبل ذلك بكثير علي المستوي المهني ، الإجتماعي ،النفسي ، والجسدي يتم  نسبها  الي كلارا، حملتها ذنوب العالم اجمعها وهي طفلة  بالكاد كانت  تستطيع نطق حرفين مع بعضهما او الخطو خطوتين دون ان تتعثر وتسقط .
لم تحظ  علاقتها بطابع جيد علي الاطلاق، ولم تكن يوما علاقة طبيعية بين اي ام و ابنتها  بل اتسمت دائما بالكراهية العمياء والبغض الخالص الذي يربط بين امرأة تعتبر الاخري عدوتها.   واستمرت علي هذا المنوال في التدهور علي مر السنوات التالية دون اي تحسن بها  .حتي ان سبستيان قرر  في النهاية  اخضاع  فاني للعلاج النفسي ومن ثم  ايداعها في مركز اعادة تأهيل بعد معرفته بامر ادمانها للمهدئات وتبعتها المخدرات ،لكن والدها رفض ذلك وقرر ان يتم علاجها في المنزل  خوفا من الفضيحة وحفظا لسيطه وسط الناس،
وحتي بعد موته اضطر سبستيان لتنفيذ وصيته التي نصت علي ذلك وظل دائما يفصلها عنهم باب غرفتها الذي كان يحرص علي ابقائه مغلقا طوال الوقت.

الي ان  اتي ذلك اليوم المشؤوم الذي ترك فيه سبستيان كلارا وحدها في المنزل وهي بعمر الست سنوات تلعب في الحديقة بمفردها بعد مغادرت مربيتها الي منزلها وانتهاء دوامها .ظلت تطارد الفراش بسلام حتي نظرت نحو شرفة والدتها  لتري  فاني تلوح لها من خلف القطبات  وتخبرها بان تفتح لها باب الغرفة بصوت واسلوب عذب جعل كلارا تنفذ ما طلبته دون تفكير بما انها تعرف اين يخبأ والدها المفتاح وليتها لم تفعل فبالكاد أدارت مقبض الباب حتي سحبتها فاني الي داخل الغرفة  وبدأت في خنقها بكل قوتها وعلي عينيها شر يشرح بوضوح نيتها في قتلها واخماد روحها الي الابد،  و كادت ان تنجح في ذلك لولا دخول سبستيان الي الغرفة في الوقت المناسب  ليخلصها من بين يديها في اخر انفاسها و لكن وعلي وجه السرعة سحبت فاني مسدسه وصوبته نحوها ولم تتردد ولا للحظة في ان تطلق النار عليها،  وكانت الرصاصة ستصيبها فقط لو نالت  هدفها دون تدخل يد  والدها التي ضربت المسدس واسقتطه ارضا في اللحظة المناسبة، لكن ذلك لم يخمد رغبة فاني في اكمال ما عزمت عليه و هجمت بشراسة صوب المسدس من جديد واخذت تعافر بكل قوتها للتخلص من ذراعي سبستيان التي تمسك بها بغرض منعها من  الحصول باي طريقة مرة اخري، في حين  ظلت كلارا تراقب المشهد بنفس منقطع ورعب مطلق لم تحس بمثله في حياتها ، ارتجف جسدها كالهلام وسط  صياح سبستيان  وهو يخبرها بان  تمرر اليه مسدسه ولا تسمح لفاني بالتقاطه قبلها  حتي ضاعت في نقطة ما ولم تفق الا وهي تسمع دوي الرصاص يخترق طبلة اذنها ومن ثم التقطت عينها مشهد مرعب لم تنساه في حياتها
تقسم بكل شئ احبته وبكل شئ  عزيز امتلكته يوما  انها لم تقصد ان تضغط  علي الزناد يومها  حتي اللحظة هي لا تعلم كيف حدث الامر بالضبط لكن لم تشعر  الا و بوالدتها مرمية علي الارض ودمائها تلطخ ارضية الغرفة  من حدها الي حدها  ... صراخ والدها  وسؤاله الذي رن في اذنها مرارا وتكرارا كالصدي لسنوات تالية

" لما قتلتها  " حفر في نفسها  ابشع ذكري لم يقدر حتي الزمن علي محوها  ولا تظن انها ستنساها حتي بعد موتها.
الطفلة التي قلت امها ، نعم لطالما التصق بها هذا الاسم في كل مكان هبطت فيه قدميها وهذا اثر عليها وعلي  حياتها بصورة عميقة ، انزوت بعيدا عن الانظار وابتعدت عن كل شخص كان قريبا منها حتي اصبحت لا تميز من الاموات وكان المنفذ الوحيد لها لتعبر عن ذاتها من خلال الدراسة التي برزت فيها بشكل ملحوظ منذ الابتدائية وحتي يومها هذا.
لم تسمح لاحد بان يقترب منها او ان يكون بينهما اي رابط  ظلت وحيدة متقوقعة في عالمها الخاص الذي صنعت حولها حصنا لا يعيش بداخله سوي والدها  ، حتي اتت اميليا  وطرقت بابها متحدية كل تلك القوانين التي باتت تحكمها لسنوات، تلك الفتاة الشقية التي تعرفت عليها في الجامعة بعد ان خلصتها من تنمر بعض الفتيات بها،ومن هناك بدأت محاولتها لتجعلها صديقة لها، صدتها وجربت إقصائها من حياتها كما كانت تفعل مع البقية لكن وبطريقة ما اخترقتها واصبحت جزءا من عالمها رغما عن انفها ، وهذا شئ ظلت كلارا تشكرها عليه علي مر السنوات التالية ، فقد ساهمت في صنع شخصيتها الجديدة التي تقف  امامها اليوم ، أكسبتها   الأمل والشجاعة ،اعطتها القوة  لتخرج مسلحة  الي العالم و تري ما فيه ، أن تتعرف علي الأشخاص من حولها وأن تكون كأي إنسان طبيعي  يصيب أحيانا ويخطئ في الكثير من الأحيان وكانت أولي أخطائها تلك  يوم ادخلت فيه سيلفيا الي حياتها وسرعان ما أدركت أي حماقة ارتكبتها .
لتؤمن بعدها أن هناك ثلاث أشخاص فقط  في هذا  العالم يستحقون أن تحبهم غابي بعد أن ولدت  اميليا و والدها وفي وقت ما دخل بيتر إلي تلك القائمة لكن الآن ها قد تلقت صفعة أخري وخسارة  إثنان  منهم دفعة واحدة ،  حتي والدها صحيح ان حبه وتعامله معها  لم يتغير كثيرا في البدايات لكن مؤخرا باتت تحس  انه لا  يعتبرها  سوي استثمار  شخص يملك عقلا عقبري  يمكن ان يدر عليه الملايين في وقت ما لذا عامله جيدا الان ليشاركك حصاده  في المستقبل   ... واظن أن مواقفه خلال الأحداث الأخيرة اصبحت  تميل كفة المصلحة في ميزانها اكثر من الحب  بكثير  .

رشقت المياه  الباردة علي وجهها   لتصحو من ذكرياتها القاسية علي واقع لا يقل قساوة منها
حتي وان كان قرارها يعني خسارة والدها،لكنها لن تستطيع التعايش مع ما حدث و كأن شيئا لم يكن، هي تحبهم وهذا أمر مفروغ منه لكن هم قتلوها  ولم يهتموا وعليهم الان  علي الاقل اعطائها   ايجابة  علي ابسط اسئلتها وهو  
"لماذا ؟

خرجت من غرفتها نحو قاعة الطعام والظلام يخيم علي ملامحها المجهدة،انفاسها متصاعدة وعينيها محمرة كل شئ بها ينذر بعاصفة من البكاء باتت وشيكةان تعصف بها باي لحظة ،لكنها تماسكت وأقسمت ان تتحامل علي نفسها حتي تري كيف ستسير الامور.
وقفت امام الباب لتطرق عليه كما جرت العادة  وما هي الا لحظات  حتي فتحه لها  الحارس  ، لكن قبل ان تخطو خطوتين نحو الداخل تيبست في مكانها وهي تري الثنائي يجلس بقرب بعضه علي طاولة الطعام والوان السعادة تتراقص عليهما يثرثران حول امر ما في حين ظلت سيلين تستمع اليهم بشرود وكأن مفصولة في عالم اخر غير الذي يعيشون فيه .
لم يتواجد هناك  اي من  غوميز او كين  وهذا اراحها نسبيا فبذات الوقت كانت النيران تنهشها و حرقتها وصلت الي حد لم تستطع احتماله وهي تري اللامبالاة والغدر يصحاب اناس كانت قد منحتهم سمت الصدق والاخلاص في يوما ما يكافئونها بالخيانة ،
كم تمنت لو تستدير وتغادر المكان  فحسب فقد بدأت دموعها تخنقها، لكن التفات اميليا نحوها بابتسامة عريضة كرهتها حد الموت  هو ما اوقفها  لتردفتها بصياح مرح قائلة

"كلارا متي اتيت ولما تقفين عندك هناك هيا تعالي و اجلسي لدي الكثير لاقوله لك "

كيف باستطعتها التصرف بطريقة طبيعية امامها والبارحة كانت تنام بين احضان زوجها ايعقل انها تتقن الخداع لهذه الدرجة ام انني  هي وحدها التي كانت غبية  والان فقط  حصلت علي ذكاء كافي لتريها علي حقيقتها.
ظل هذا  التسأل يشع وهي ترمقها بألم تشبع في عينيها ، تبحث في ملامحها التي تبدو بريئة عن خيط  يخبرها بالحقيقة حتي لاحظت غمز بيتر لها وهو يقول

"ربما هي مصدومة من تواجدك هنا اميليا  .. اذا دعيني اخبرك حبيبتي ان ابي سمح لها اليوم بالتواجد معنا بقوله انهااصبحت فرد من العائلة اليس هذا شيئا جميلا ."

ضربت كلماته قلبها بقوة حطمت من خلالها تلك الشظايا القليلة التي ظلت  صامدة منه لتحولها الي فتات اختفي بين الضباب الذي يحيطها وحرفيا تستطيع القول بانها باتت تعيش من دون قلب.
من العائلة اذا ، هل عليها  الان يا تري  المغادرة من هنا  بكرامتها من تلقاء نفسها ، ام عليها الانتظار حتي يأتي كين و  يطردها  ، ها قد وضحت كافة الامور ،  فهذا هو قصده البارحة اذا، ارادها ان تري ما رأته لتعلم انه قد تم استبدالها وانه لم يعد مرحب بها هنا  بعد الان ، يالها من طريقة لبقة لتطرد بها احدهم من منزلك، و لما لا  ربما هذا هو الحل الانسب لما تمر به لا يبدو الرحيل فكرة سيئة قد تلجأ لها في وضع كهذا.
ظلت شاردة في الفراغ لمدة لم تكن ستنتهي قريبا لولا يد بيتر التي امسكت بيدها وسحبتها نحو كرسي وقع ملاصق له

"لما تتصرفين بغرابة اليوم تتجاهليننا وكأنك لا تسمعين اصواتنا هيا اجلسي واخبريني ما خطبك"

فقط لو يعلم كم تمنت دفع يده بعيدا عنها   و ربما صفعه لاحقا والصراخ به  بكل الوجع الذي يكتزن داخلها لكن هناك شيئا ما منعها من ان تتفوه باي بحرف ، شئ ما كبلها حتي فتح الباب ودخل عبره كين ومعه ذاك السكون المخيف الذي يرافقه في كل مرة تراه، سار كأي ملك نحو عرشه بغطرسة و هيبة لم يكلف نفسه حتي عناء القاء التحية علي احد منهم  وعلي قرار ذلك صمت الجميع واخذ كل منهم موقعه، صامتون يرمق كل منهم صحنه الذي  شرع الخدم في تخبط ليقوموا بملئه بأفضل صورة والا تلقو لعنة من الغضب متمثلة في ذلك المغرور كين فقط لو يعرف كم باتت تكرهه  ربما لدرجة اوصلتها  للظن  بانها  ستحب سماع خبر موته .
نظرت الي صحنها مطولا وكل ذرة بها كان تعاف ان تحصل منه علي  شئ حتي شعرت بنكذة علي خاصرتها  لتجدها من اميليا،  سألتها بصوت خافت

"لما لا تأكلين "

اعادت عينيها الي صحنها و تجاهلتها تماما كما فعلت ذات الشئ مع بيتر الذي بدي مهتما بسكب الطعام في صحن اميليا اكثر من ان يرمقها هي بنظرة حتي وهذا بالطبع اثر سلبا عليها  . لقد كانت تتداعى ولا تعلم الي متي سيصمد السد الهش الذي بنته ليحبس فيضان المشاعر الكريهة التي اغرقتها ،الي متي ولما تحبسها اسئلة تائهة بلا اجوبة ظلت تزن في اذنها بلا توقف ،باتت تشعر بالاختنقاق ودموعها نجحت في كسر حصن جفونها لتنهمر حارة كحرارة روحها التي تحترق ،تبكي بصمت وقد فقدت السيطرة علي عواطفها وانزوت في عالمها الخاص حتي قرر كين اختراقه قائلا باستهزاء واضح

"ان لم تحضري الي هنا لتاكلي فالافضل ان تغادري  مائدة طعامي الان وفورا  اظن ان حمام غرفتك  انسب مكان  لهدر دموعك بدلا عن تعكير مزاج الكل هنا بطاقتك السلبية"

جذب حديثه انظار الجميع نحوها بلا استثناء حتي سيلين التي كانت بعيدة كل البعد عنهم منذ بداية الافطار  .
صاح بها بيتر ما ان رأي دموعها مع قلق اعربه في ملامحه

"حبيبتي مابك.."

حاول لمس خدها  لكنها ضربت يده بعيدا عنها وانتفض جسدها بعنف حتي  وقفت علي قدميها دون ان تقدر علي التحكم بردة فعلها ،  نظرت اليه بإنكسار وبالكاد كانت صورته واضحة بالنسبة لها،شعرت بالغثيان والقرف من نفسها اكثر منه فإن كان هناك احد ستلموه علي ادخال شخص مثله لحياتها فلن تجد غيرها هي.
وقف بيتر علي قدميه بسرعة وثبت علي ملامحة صدمة  ارفقها مع عدد من الاسئلة التي توقعتها  وعلمت مسبقا محتواها  ،الا انها لم تمهله  فرصة لينطق بحرف منها  ، استدارت ثم ركضت مسرعة  خارج القاعة ومنه الي غرفتها مباشرة دون ان تتوقف ولا لحظة  نهضت اميليا وتبعتها سيلين  ليلحقا بيتر الذي خرج خلف كلارا هرعا في حين  ظل كين هادئا في مكانه يراقب المشهد بنظرات غامضة وكأن شئ لم يحدث ، اخذ يأكل طعامه مستمتعا بالسكون الذي خلفوه خلفهم بلامبالة نسخت  بكل شبر من ملامحة المتحجرة الا عينيه ، كانت الجحيم تشتعل فيهما لسبب لم يكن يعلمه الا هو.
  اخذت اميليا  تطرق الباب مع سيلين وحالهما كحال بيتر الذي ظل يحاول فتحه  لفترة حتي خارت قواه ليتبين في الاخير انها اوصدته  من الداخل ، اتجهت كلارا نحو خزانة ثيابها لم تكن تدرك تماما ما تفعله لكن استمرت في فعله دون تفكير، جمعت اغراضها في حقيبتها  متجاهلة كل تلك الاصوات التي تصرخ خلف باب غرفتها حتي اوقفت الحقيبة علي قدميها واخذت تنظر اليها باعين محمرة وقلب  ينذف دما ، ربما هي   لا تعرف ماذا ستكون الخطوة التالية  بعد رحيلها  او الي ستذهب او ان كانت حقا ستتحمل عواقبها لاحقا لكن جل ما باتت  تعرفه ان فعل هذه الخطوة اصبح امر ضرورياً لا مهرب منه.

"كلارا افتحي الباب..ماذا يحدث معك "

اتاها صوت بيتر مخترقا الباب ويبد عليه القلق والخوف بصورة دفعتها للانفجار ضاحكة بهستيرية لدقائق صمت فيها الجميع وكرسوها في سماعها هي فقط  حتي هدء صوتها ، مسحت دموعها التي شكت في ان انهمارها سيتوقف واتجهت نحو الباب باغرب تعبير يمكن ان يرسمه بشر ، عينان قد جفت من البكاء ، وفم كاد ان يتشقق من ابتسامة ساخرة لم تنتمي للسعادة بشئ
ادارت مقبض الباب وسحبته قبل ان  تقول  بمرح مصطنع الصقته في صوتها المبوح

"اوه هل انت قلق علي حبيبي، انا اسفة لا تجزع  انا بخير كما تري لا شئ بي اطلاقا هيا  ادخلوا وتأكدوا  بانفسكم ثقو باني لم اكن احاول الانتحار لا سكين  عليها دمي،ولا حبل مربوط بسقف الغرفة  ينتظر ان يلف رقبتي "

أفسحت لهم مجالا ليدخلوا عبره بانحنائة ساخرة  لكن لم يتحرك اي منهم فقط رمقوها بصدمة بدت ظاهرة علي وجههم المجعدة
سالتها اميليا بصوت متقطع وقدت تجمعت الدموع في عينيها

"كلارا انت لست بخير ماذا يحدث معك ولما حقيبتك هناك "

جعدت كلارا وجهها بطريقة درامية  واجابتها  بذات نبرتها المتصنعة

"اوه اميليا لا داعي للبكاء  حتي تثبتي لي تضامنك معي و اظهار احساسك العالي بي فمنذ البارحة بت اعرفه اكثر من نفسي، صدقيني لا داعي للنفاق بعد الان فقد  اصبحت عارية بالنسبة تماما كما نمت البارحة علي ما اظن  "

رمقتها بدهشة اردفتها في صوتها الذي بات ضعيفا ومهزوزا

"ماذا تقصدين كلارا انا لا افهمك ما .."

قاطعها بيتر قبل ان تكمل  قائلا بحدة

"كلارا لما تحدثينها  بهذا الاسلوب وما الكلام الغريب الذي تقولينه ، ادرك  انك ربما متضايقة مني بسبب ما حدث البارحة وربما ظلال صدمة زواجنا لا تزال  تطيل باثارها عليك لكن ردت فعلك هذه تنذرني بانك وافقتي علي فقط من اجل والدك وان لا شئ بيننا حقيقي وانني مجرد شخص سيضمن مستقبل عائلتك لا اكثر  "

انفجرت ضاحكة للمرة الثانية وسارت بسرعة لتجلس قرب حقيبتها علي الارض قبل ان تجيبه بصوت ضاحك

"اوه اسفة زوجي العزيز  لقد تخطيت حدودي معها اعني من انا لاكلمها هكذا علي ايتي حال، حبيبي قل لي هل اخبرتك من قبل  كم انت بارع في التمثيل "

صمت قليلا مدعية التفكير لتكمل بذات اسلوبها

"،لا، لا اظن انني فعلت ، اتعلم  لطالما تسألت لما اخترتني انا بالذات من بين كل عاهراتك لاكون حبيبتك، لما تزوجتني انا بدون تردد رغم ان علاقتي بك لم تتخطي الشهران ، لما لم تختر آشلي مثلا او لما اذهب كل هذا البعد اميليا كانت موجودة بجانبك  طوال الوقت ايضا لما انتقيتني انا ها وكما قالت سيلين بدون ان يكون لعضوك دخل في الربط بيننا وانت المشهور عالميا كونك زير نساء و قليل منهن من لم يقعن في شراكك ، من بين جميع نساء الارض المثيرات وخارقات الجمال ،نساء علي استعداد ان يبعن الغالي والنفيس في سبيل ارضائك حتي ان عني ذلك بيع  اجسادهن لك  انتقيتني انا، فتاة  تخاف حتي من ان تحضن كف احدهم ،ترتبك من مجرد ان تقول لطفل لا يكبر عمر الخامسة مرحبا،  ومع ذلك تزوجتني وكنت اشبه بسوبر مان الذي انقذني وانقذ عائلتي من دمار محقق، ظننت في البدء انه ربما بسبب الحب لكن الان واخيرا تجلي لي السبب  بوضوح وهو ليس اكثر من  انني فتاة ساذجة، غبية ، حمقاء و بلهاء تستطيع حبسها في قصرك تحت شعار الزوجية، فتاة   جميلة تحولها الي لوحة ليعجب بها  الناس ، تحبك وتحترمك دون ان تلاحظ فسادك و خيناتك مع عشيقاتك اللائي قد يكن حتي اقرب صديقاتها "

ختمت جملتها بمرارة منعتها من ان تكمل قصدها للنهاية ، هطلت دموعها من جديد  وهي تنظر في وجههم المتهكمة باعين قتلها  النحيب تعكس الم يتضخم حجمه بكل ثانية تقطع عليها وبكل مرة يزداد فيها وعيها ان ما رأته وفكرت به هو الحقيقة للاسف.
شهقت سيلين ما ان ادركت الي اين ترمي كلارا بحديثها ليتلون وجهها بصدمة لم ترسم اطلاقا علي اي من ملامح اميليا التي شحبت او بيتر الذي بهت لونه
تنفست كلارا بعمق وكأن الاكسجين لم يعد يكفيها لتعيش  لتكمل بكلمات تعلم جيدا انها قد تكون بمثابة النهاية لعلاقتها بهما

"لقد كنت هناك بيتر ورأيتكما انا كنت هناك وانت وهي..  "

غلبها البكاء عند هذه النقطة ولم تستطع الخوض اكثر في التفاصيل فالالم الذي تلقته هنا كان كفيل لان يخبرها بانها ستموت ان اكملت، فقط انتظرت اي استنكار علي ملامحهما ارادت ان تري ان كان هناك امل بان تكون مخطئة او انها اسأت الظن بهما، إنها المرة الاولي التي تصلي بان تكون علي  خطأ ولا بأس ان تتحمل تبعات ما قالته فقط فليثبتوا العكس وستفعل المستحيل لتراضيهم  بعدها لكن املها ذاك ذهب ادراج الريح وتبعثر  ما ان رأت انهيار اميليا  وهي تجهش باكية علي الارض مرددة بصوت متقطع وعينيها  تنظر باي مكان عداها هي

"انا أسفة كلارا أنا أسفة حقا علمت ان الامر لن ينجح علمت ذلك   "

دفنت كلارا وجهها بين كفيها واخذت تبكي بحرقة عل البكاء يطفئ النار التي اشتد لهيبا واصبح المها فظيعا يهدد بقاءها حية 
مرت دقائق من الصمت الكئيب وكأن العالم قد تبخر من حولها لا تسمع و لا  تري شيئا غير المها حتي احست بيد بيتر  تقبض علي معصمها  ليقول بغموض

"تعالي معي "

وقبل ان تفهم معني ما قاله بالضبط كان قد سحبها خلفه  وسار بها خارج الغرفة ..لم تحتاج الي الكثير من الوقت قبل ان تدرك انه يود اخذها الي غرفة اميليا وهذا دفعها للصياح به

"افلتني بيتر ماذا تحاول ان تفعل لقد اصبح كل شئ واضحا ولن يغير اي شئ تفعله حقيقة خيانتك لي معها "

لم ينطق ولا بحرف فقط فتح باب الغرفة ودفعها بقوة حتي  وقفت بوسطها وهنا انفجر بها والغضب يتطاير من عينيه

"اوه حقا كلارا اذا ما رأيك بهذا "

اشار لها بيده حول الغرفة التي كانت قد تغيرت تماما ببوالين وردية و بيضاء  الصقت بكل شبر  بها مع عدد لا يحصي  من باقات الورد وزعت بتنسيق علي مزهريات تم بعثرتها في ارجاء الغرفة لتحولها الي حديقة صغيرة رائة الجمال .
هذا الشئ لم يفاجئها اطلاقا لكن ما ان  ادرات رأسها نحو الشرفة  شعرت بان قلبها قد توقف للحظة  حيث وضع علي مقربة من الستائر مجسمان لرجل يرتدي بزلة  وامراةترتدي ثوب زفاف  و الاهم من ذلك انهما يقبلان بعضهما  هنا بالضبط اختلطت جميع اورقها ولم تعرف من اين ستبدأ تجميعها حتي اختصر بيتر عليها الوقت بصراخه بها

"لقد قضينا ليلتنا اللعينة ونحن نفعل هذا كلارا ، لقد اردنا ان نعد لك مفاجئة في عيد ميلادك ،انا فقط اردت ان افعل نحوك شيئا لطيفا عله يخفف عنك هول ما مرت به ولم اجد شئ افضل من مفاجئتك بحفلة صغيرة اخبرك من خلالها اني معك واني ادعمك ،اردت ان يكون يوما مميزا بالنسبة لك لكن صدقا لم اتخيل ان وساويسك قد اعدت لي مفاجئة اكثر فتكا لن اتوقع ان تصدر منك انت بالذات كلارا  "

تمتت بذهول وهي تحاول معرفة ما هو تاريخ اليوم

"عيد ميلادي هل اليوم هو "

قاطعها بحدة مضيفا

" ...اوه لا تقولي لي انك نسيت موعده ، بالطبع كيف ستفعلين ان كنت قد  قضيت ساعات وربما ايام من يدري  و عقلك يصور لك مشاهد حميمية بيني وبين اميليا، هل حقا ظننت اننا قادران علي فعل امرا دنئ كهذا بك انا لا اكاد اصدق انك تسيئين بنا الظن الي هذا الحد كلار انا حقا متفاجئ"

هزت رأسها باستنكار فواقع ان يكون كل ما مرت به البارحة هو ليس سوي وهم نسجه خيالها كان قاسي جدا لا يمكنها  تقبله او تحمله لذا تمسكت بقشتها حتي اخر نفس

"هذا غير صحيح انا رأيتكما هل تفهم لقد كذبت علي قلت انك في المدينة وانت كنت هناك معها في تلك الشرفة بالتحديد وبعدها..."

قاطعها بحدة

"وبعدها ماذا كلارا ها هل اكمل لك ام انك اكتشفت بنفسك  اي حماقة كنت تظنينها ها.. ان كنا  انا واميليا نحب بعضنا لما ادخلتك حياتي منذ البداية ولما تزوجتك البارحة وانا اعلم انك لا تحبينني حتي اللحظة كما يجب وكنت علي امل ان تفعلي ذلك ذاتي يوم وتبادلليني احساسي اتجاهك .ان كنت انا  استحق ظنك بي سوءا بسبب ماضي المظلم مع النساء قبلك  فاميليا لا تفعل ، سأذهب اليها واري اي جرح حفرتيه بها وفقط صلي ان تقبل بصداقتك بعد ما قلتيه عنها  قبل قليل ، ولا تظني ان ما حدث سيمر مرور الكرام كلارا "

غادر الغرفة بسرعة صافعا الباب خلفه  ليترك خلفه الفراغ في روحها  لم تفهم شيئا ولم ترد ان تفهم ،  عقلها توقف عن العمل عند هذه النقطة ولم تود ان يعمل ابدا فلا تظن انها قادرة علي استيعاب ما توصلت اليه من ظنون خاطئة و بالتأكيد ستكون اخف نتائجها خسارة صديقتها الوحيدة...

اخذ جسد اميليا في الارتجاف كورقة وسط العاصفة  وهي تجلس علي الكرسي بعد ان ساعدتها سيلين علي النهوض عن الارض ، تبكي بجنون  ترك سيلين  حائرة اتجاهها حتي فتح باب الغرفة مجددا ليعبر من خلاله بيتر والغضب مسيطر علي كل انش في وجهه
ليصيح بحدة وهو يقف بالقرب من اميليا

"سيلين اتركينا لوحدنا "

لم تود المعاندة والوقف مكانها لوقت اطول و فضلت اشباع فضولها عن طريق كلارا فيبدو ان بيتر ليس بمزاج معتدل ليقص عليها قصة حياته.
وما ان اغلقت الباب خلفها حتي تنهد بيتر بارتياح ليتمتم بصوت خافت بعد ان جلس علي ركبته  وبدأ في مسح دموعها
"اميليا لا تبكي"
ابعدت يده عنها والحزن يسيطر عليها ثم قالت كلماتها المتقطعة بشهقات بكائها

"انه امر بشع بيتر انا لا استطيع احتماله  انا.. لست بهذا السوء انه احساس مريع للغاية، انا لم اتوقع ان اشعر هكذا ، انني شخص  وضيع بلا اخلاق،
، انا... "

صمتت لوهلة حين عانقها دون ان ينطق بكلمة لكنها عادت لتكمل ما تحس به بمجرد تركه لها

"الافضل ان اغادر فانا لا اريد ان افسد عليك ..."

وهنا قاطعها بسرعة مؤكدا علي ما يقوله بنظراته التحذيرية التي رمقها بها

"اميليا انت لن تذهبي الي اي مكان... وان كان هناك شخص ما سيغادر فهي كلارا   ولا تقولي عنك مثل هذه الاقاويل انت ملاكي هل هذا واضح "

حاولت مقاطعته لكنه اوقفها قبل ان تخرج حرفها الاول

"دعيني اكمل اولا،ما حدث قبل قليل لن يغير شيئا اميليا علاقتنا ستستمر كما كانت قبل سنوات ولن اسمح لموقف سخيف كهذا بان يفرقني عنك ، ما خططنا له سننجزه بدون ادني تغيير "

تركت البكاء جانبا  واخذت ترمقه بذهول ترجمته في قولها
"ما بك بيتر ما
بالك تتحدث وكأنها لم تعرف كل شئ بخصوننا واننا لسنا مجرد صديقين  فحسب  ،ان كنت تظن ان كلارا ستتخطي ما حدث وتغفر لي كأن شيئا لم يكن وتعود علاقتنا  كما كانت علي سابق عهدها فانت مخطئ لقد عشت معها لثلاث سنوات وبت اعرفها اكثر من نفسي، حتي انني الي اللحظة لازلت مستغربة كيف انها لم تغادر المكسيك وتشاركنا ذات سقف المنزل،لذلك بيتر  حتي ينجح ما بدأنها عليك قطع علاقتك بي ."

ابتسم لها بخبث استهجنته لكنه اوضح قصده به سريعا ولم يترك مجالا للتخمينات

"لا تقلقي لقد حللت الامر و اؤكد لك انها الان تجلس في مكان ما بهذا القصر تفكر كيف ستجد طريقة تحول دون ان تخسرك "

عقدت حاجبيها باستغراب وقبل ان تسأل سؤالها اجابها عليه حين اكمل قائلا

"البارحة بعد ان اتت الي الغرفة وانت استقبلتها في حين كنت انا مختبيء بشرفتك الي ان تأكدت انها غادرة ولن تعود ، في تلك الاثناء هي لم تذهب الي غرفتها  بل ذهبت الي الحديقة ولانشغالنا لم نلمحها لكن احد الحراس فعل وهو من ارسل لي رسالة بانها رأتنا وكان علي ايجاد ذريعة تبرر ما رأته ،ويال حظي اذ صادف اليوم عيد ميلادها، اتصلت بمحل تنظيم الحفلات هذا الصباح وتركتهم يقمون بتزين غرفتك  ومن ضمن تلك الاشياء التي احضروها  ملكانان لرجل وامرأة يقبلان بعضهما حتي يعطها انطباع ان الانعكاس الذي كان علي الشرفة هو ظل الملكان ولسنا نحن واننا كنا ببساطة نقوم باعداد الغرفة لحفل ميلادها   "

عقبت علي قوله بتعجب

"ولما لم تخبرني بهذا "

اجابها بسرعة

"لكي تتصرفي بدون توتر امامها ، لو اخبرتك انها كشفتنا لما اتتك الجرأة حتي تشاركيننا طعام الافطار  او كانت ستفضحك  تصرفاتك  و التي هي بالفعل باتت تجعلها تشك بك منذ قدومك الي المكسيك ومرورا بردة فعلك حين علمت بزواجي منها ، جيد انك لم تتفوهي بشئ يشير الي وجود علاقة بيننا  قبل قليل، فهذا ساعدني حقا في نسج قصة وهمية محكمة  لها "

مسحت اميليا علي وجهها لتزيل دموعها  لكن ظل بعض التوتر حليفا يشارك في ملامحها ولا تظن انه سيغادرها قريبا

"هل تحسب انها صدقتك واقتنعت بما قلته لها فكلارا ذكية "

"اجل معك حق  اظن ان هذا سيقنعها لفترة الي ان نحصل منها علي تركيبة الدواء و نحل مشكلتها  اعدك اننا سنتخلص منها ومن عبئها قريبا ، لكي ينجح حبنا علينا التضحية باحدهم اميليا،وانا واثق من اننا سنظفر بما نريد في النهاية اليس معي حق"

هزت رأسها ايجابا مع ابتسامة طفيفة رسمتها علي فمها  قبل ان تعانقه مرة اخري وهي تقول :

"انا احبك بيتر و اريد لهذا الكابوس ان ينتهي ،اخبرني متي سيحدث ذلك هذا الوضع لم يعد يطاق "

شد علي عناقها اكثر واخذ وقتا اطول مما يجب حتي اجابها بصوت ناعم

"قريبا، قريبا جدا حبيبتي لكن عليك اولا  عليك فعل ما سأطلبه منك بحزافيره دون ان تنقصي منه شيئا  "

نظرت سيلين عبر حافة السطح نحو الاسفل بحزن والدموع التي تبرق في عينيها كانت خير دليل عليه، لقد مر شهر منذ ان غادر جوشوا القصر ومن حينها لم يكلف نفسه عناء الاتصال بها، لقد اشتاقت اليه فلم يمر عليها منذ ان التقت به ان افتقدته لهذا الحد ربما لانه لم يكن يتركها خلفه من الاساس، لطالما ظل بقربها يدللها كأميرة في قصره، لكن منذ ان تعرف علي عمتها ناز بدأ اهتمامه ذاك يخف تدريجا حتي اختفي ، هي سعيدة من اجلهما لكن بذات الوقت لديها شعور ان ما بينهما سيجلب لها التعاسة يوما ما.
تنهدت بعمق عل التنفس يفرغ منها ما يختلج بصدرها وحين لم يفعل قررت العودة الي غرفتها والانزواء  في ركن ما متدثرة بمشاعرها الخواية  او ربما الانهيار باكية لما تبقي من اليوم.
التفت الي الوراء وكادت ان تأخذ خطوات نحو المخرج لتتوقف فجأة في مكانها مصدومة من ما رأته
تأملت انف ذلك الذي يقف علي بعد انشين عنها وقد ثبت علي عينيه نظرة حادة حارقة تقذف حمما من الغضب  بان بوضح في خشونة صوته وهو بصرخ عليها بصوت عالي

"لما لا تجيبين علي هاتفك اللعين سيلين ، و الم احذرك من الصعود الي هنا مجددا ، هل علي كسر ساقيك  ام ماذا حتي تنصتي الي الهراء اللعين  الذي القنه لك بكل مرة "

حرفيا هي لم تسمع حرفا مما نطق به ولم تكبد عقلها عناء فهمه فقط اهتمت بمسح الدموع من عينيها والسيطرة علي دقات قلبها الفرحة التي باتت تستطيع سمعاها دون الحاجة الي سماعة طبية  ، تبا لقد اعدت الكثير من السيناريوهات الدرامية لكي تمثلها في حفل استقباله لكن الان  ومع حجم السعادة التي تشعر بها اصبحت كل تلك الافكار بلا معني وكان حضوره  اقوي من كل شئ عرفته يوما ، لم ترد شيئا لحظتها غير احتضانه وهذا ما فعلته بالضبط دون ادني تفكير ،  قفزت بقامتها القصيرة مقارنة بطوله الفارع  لتتعلق بعنقه ، و خبأت وجهها في صدره العريض بينما  خللت اصابعها بين خصال شعره الاشقر الناعم  لتصيح به بنبرة مختنقة

"انا اكرهك جوشوا  انا حقا اكرهك ، و لما ارد علي اتصالك اليوم ان كنت لم تكلف نفسك عناء الاتصال بي لشهر باكمله، انا اكرهك هل تسمعني "

لم يأتها رد ولم يبادلها عناقها ايضا، الا انها لم تهتم وظلت متعلقة به تاركة   لتيار السعادة  الذي ظل يضرب قلبها من كل الاتجاهات حرية اقتيادها الي حيث يريد  ، ظلت علي تلك الحال لدقائق الي ان قررت  تركه في النهاية  و الابتعاد   حين لمحت معالمه الجامدة وبرودة نظراته التي تقيمها بغموض لم تفمه جعلها تحول  نظراتها المحبة الي اخري تميل الي الاستياء الذي يعبر عن  اغتيظها من تصرفه ذاك ،عدلت شعرها واخذت تمتم باقتضاب

"انظرو كيف يرمقني  عديم الاحساس هذا، يختفي لشهر و حين يعود يقابلني كصخرة من القطب الشمالي غبي احمق "

اشاحت عينيها بعيدا عنه وكل تركيزها حولته نحو منع  نفسها من معانقته وتحريم انهيارها عليه للمرة الثانية، وصلت ان لايظل متهكما لوقت اطول حتي تظل متماسكة ، لكن مشاعر الاستياء تغلبت عليها  وجعلتها تشعر بالحزن العميق الذي دفع دمعةً حارة من مقلتبها المحمرتين نزولا علي رمشها لكن وقبل ان تلامس خدها التقطها اصبع جوشوا وما لبث ان اعتصرها في قبضته بقوة خالت ان عظامه ستتحطم من اثرها.
حولت بصرها نحو وجهه لتجد ان الغضب قد تبخر عن ملامحه و تبدلت ملامحه الي اخري احن واكثر عطفا ليردد بنبرة قلل حدتها الي نحو كبير
" لا احب رؤيت دموعك ، اكرهك حين تبكين ، الامر يثير جنوني لدرجة افكر بجعل احدهم ضحية له"
اجابته بصزت متقطع  وهي تكفكف عينيها

" وانا لا احب ان ابدو خرقاء، لكن انت من اجبرني جو حين قررت الغائي من حياتك"

رد عليها بتعصب قفز الي صوته فجأة

"بل انت من لم تودي الحديث الّي، لقد كمت  اتصل بك مرارا و وتكررا حتي ينطفئ شحن هاتفي وفي كل مرة كنت تغلقين الاتصال بوجهي "

انتفخ خداها بانزعاج  من نفسها  اكثر منه قبل ان تجيبه

"هذا غير صحيح انا فقط اردت ان القنك درسا لعدم سماحك لي بمرافقتكما في شهر العسل،لقد امتنعت عن الحديث اليك في اليومين الاوائل فقط ، و كان عليك ان تبذل جهدا اكبر في مراضاتي بدلا عن هجري لشهر "

تنفس بصوت مسموع معربا لها عن انفجار صغير من الغضب قد حدث داخله

"تبا لك هل حقا  كنت تتوقعين ان اصطحيك معي في اجازة عرسي، ان جننت فاخبريني، لدي طرق فعالة لعلاجك قبل ان تتطور حالتك "

صمت حتي يهدء من انفعاله و ما ان استكان  اضاف بسرعة

" سيلين انت لم تعودي طفلة بعد الان ويتوجب عليك التصرف علي هذا الاساس اقتراحك لم يكن منطقي لهذا رفضته،وان اردتي الاستمرار في تمثلية  غضبك مني، فلك هذا سأعود الي باريس الليلة ولن اعود الا بعد شهر لعين اخر، وانا الغبي الذي يترك عروسه من اجل الاطمئنان علي مشاغبة لم ترد علي هاتفها،"
شهقت بصوت عالي لتمسك بكم قميصه قبل ان يلتف  ويسير بعيدا عنها 

"لحظة، الم تأتي ناز معك"

رمقها ببرود عرفت عن طريقه جوابه لذا اكملت بذهول امتزج مع فرح لم تعرف سبب

"  مهلا توقف،هل حقا اتيت الي هنا فقط  لتطمئن علي  وتركت عمتي هناك وحدها  ؟"

تعلم انه سؤال غبي وجوابه تم منحها لها قبل ان تسأله لكنها اردت ان تنطقه فحسب ليصدق معناه عقلها الذي يحاول الانتحار  وقلبها الذي جن فرحا  ، اتسعت ابتسامتها و ظهرت ادلة صدقها في لمعان عينيها البنيتين وهي ترمق زرقتاه   ،انتظرت بلهفة ردة فعله التي لم يدم طويلا زمن ظهورها للعلن متمثلة في ابتسامة طفيفة وهو يرمق ملامحا ما طال ان تحولت الي  عناق حار  دام لدقائق لم يتحدثا اثنائه بكلمة فلم يجد اي منها حروف  قد تعبر عما يحسانه ، حتي قرر الاخير انهائبه ،ابعدها  عنه برفق قائلا

"علي الاعتراف باني افتقدتك سيلين، لم اتوقع ان  البقاء بعيدا عنك لشهر قد يكون بشعا لهذه الدرجة ، لا تكرري تجاهل اتصالاتي بك مجددا  فلن اسامحك المرة المقبلة  "

اتسعت ابتسامتها اكثر لدرجة احست فيها بأن شفتيها ستتشققان  ، سحقا كم باتت تحب هذا الرجل لدرجة اصبحت تحمد ربها علي جعل تلك العصابة تقوم بخطفها حتي تلتقيه وتعيش بين احضانه، و لا تظن ان والديها كانا سيعطيانها كل هذا الدفئ والامان  الذي تحسه حين تكون قريبة منه .
تعلم انها مكشوفة امامه وان كل ما تفكر به قد وصل اليه عبر عينيها  لكنه كعادته سيتجاهلها دون تعقيب وهذا ليس مهما مادام هي وهو  مدركان تماما انها تعنيها بحق و والاهم انها حقيقة  وليست باوهام.
تنهد بامتعاض مصطنع معلنا من خلاله عودته اي شرنقته ثم اردف قائلا بجمود

"سأذهب لاري  كين  وبعدها سنتحدث بخصوص ما فاتني هنا عودي الي الغرفة ولا تبقي هنا  "

اومئت له ايجابا بسرعة كردها الذي صدح

"حسنا انا بانتظارك"

رمقها لثواني قبل ان يستدير ويغادر المكان ، هي ايضا لم تحبذ البقاء مطولا هناك  وقررت اللحاق به وتنفيذ اوامره فاخر ما تريده هو نشوب شجار بنهما  اليوم

اخذ كين ينظر الي بيتر  عبر زجاجة شرابه بتركيز   وكأنها تكشف له اشياء لا تستطيع عينيه المجردة اظهارها ،ظل هناك  واقفا  امامه منذ ساعات متوترا حد اللعنة وهو ينتظر ان يقرر كين انهاء معاناته، لكنه تريث ولسبب غريب احس بلذة تدعوه الي المواصلة في تقلبيه ببطئ فوق الجحيم لساعات اضافية لكن للاسف وقته اثمن من ان ينفقه عليه
انزل الكأس من يده ليستبدلها بسجارة اشعلها واخذ يشربها بشارهة وما هي الا دقائق حتي انتهي منها ومن ثم اخذ اختها لكن هذه المرة قرر ان يصحب غمام دخانها بكلمات خرجت صلدة بنبرة جافة غلظة

"متي ستنهي هذه المهزلة لن يطول صبري قبل ان افجر دماغ تلك العاهرة  ولن تهمني نتائج ما سيحدث بعدها ، هل ستخبرني لما انت حريص علي حياة تلك اللعينة ام تريدني معرفة السبب بنفسي"

هز بيتر رأسه نفيا قبل ان يجب بنبرة مترددة

"لا تقتلها،انها زوجتي وانا احبها..."

ضرب كين طاولة المكتب بقوة جعلت بيتر يشهق رعبا خصوصا بعد التعابير المميتة التي رمقه بها وكانت بمثابة تحذير له

"تعلم انني اكره الكذب وتعلم ايضا مصير كل من فعلو ذلك قبل اليوم ، وصدقتني انت لن تكون استثناءاً لعين، هل ستخبرني بالسبب ام اعرف انا بنفسي اختر واحدا"

ابتلع بيتر ريقه بعسر وبدأت حبات الخوف تتلئ في جبينه علي هيئة عرق  بارد فهو اكثر الناس علما بان حياته قد تنتهي بعد دقيقة او اقل ان قال كلمة واحد  لم تنل اعجاب كين وشك في صحتها لذا قرر قول الحقيقة فهي ارحم من رصاصة تخترق رأسه   

"لديها، كلارا لديها دواء، اردت في البداية اخذه منها لانه مهم للغاية  ويشفي عدت انواع مستعصة من مرض السرطان مثل سرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية بدون الاضرار  التي يحدثها العلاج الكيمياوي حتي وان وصل المريض الي مرحلة متأخرة  من المرض فان تناوله لهذا العقار قد يزيد فرصة نجاته الضعف من التداوي بالعلاج التقليدي"

توقف عند هذا الحد متأملا ان يكتفي كين بهذا القدر لكن النظرة الثاقبة علي عينيه اجبرته علي الاكمال

"انا اردت ان انشئ لي عملا منفصلا عن اعمال العائلة لذا كانت فرصة الحصول علي العقار لا تقدر بثمن  كنت سأبيعه  للشركات المنتجة للادوية الكيمياوية وبالتأكيد كانوا سيدفعون الملايين فقط للحصول عليه لغرض بيعه او منع انتشاره من الاساس وبتلك الاموال كنت سأفتح بها عملا خاصا بي  "

اخذ كين كأس شرابه ليفرغه داخل جوفه دفعة واحدة وبعدها تلي الاجواء سكون مخيف صادقت خلاله عيناه الارض وهنا كانت انفاس بيتر تأبي الخروج من بيتها  مترقبة رده  فعله
عاد كين بجسده الي الوراء تاركا ظهره ينام علي الكرسي براحة لم تحظي بها يداه اللتي ظلتا تبعثر شعر رأسه بعصبية حتي توقف فجأة وقرر ان  يبوح ببعض من تلك الافكار التي جمعها

"حسنا،  هل انت تحاول اقناعي ان تلك الفتاة الساذجة لها عقل يمكنه تركيب دواءا بالموصفات التي تقولها "

لم يمهله الكثير من الوقت حتي رد عليه بثقة

"بل اكثر مم ذلك بكثير انها عبقرية قد لا يبدو الامر ظاهرا عليها لكنها كذلك "

اومئ له بالايجاب   لكن عينيه كانت تحمل شكا لذا واصل في تقصيه

"لن اسألك لما لم تخبرني بهذا مسبقا لان الجواب بالنسبة لي واضح لكن  ان كنت صادقا لما  تأخر حتي اللحظة من الحصول عليه علما بان علاقتك بها تتخطي اشهر ،و لا اظن ان خبرتها في الفراش ممتازة للحد الذي يجعلك تتمادي معها الي اليوم    "

لم يكن لبيتر خيارا غير الاعتراف بباقي الحقيقة والتي كان يفضل ان يحتفظ بها لنفسه ولم يجد ذاته الا وهو يقول:

" حاولت اخذه منها بالحيل وضعت لها جاسوسا في مخبرها حتي يتقرب منها ويحصل في النهاية  علي التركيبة الداوئية لكنه فشل وكلارا تمكنت من صده لذا كان علي تولي الامر بنفسي  ولم اجد شئ قد يمكنني منها غير  علاقة حب اجعلها تثق فيّ من خلالها وبعدها اسحب العقار من بين يدها برضاها التام ودون جهد يذكر،لكن وبعد محاولات متكررة مني رفضت النطق باي  حرف يخصه ،  وكنت قبل ذلك قد ابتكرت مؤتمرا مزيفا لكي اجعلها تقوم  بعرض دوائها  فيه ظننا منها بانها تعرضه علي العالم  و بالتالي كنت سأحصل عليه بطريقة غير مباشرة، وخلت  انها خطة مضمونة ستنجح بالتأكيد لكن للاسف في هذه المرة ايضا فشلت من تحقيق هدفي ووجدت نفسي مضطرا لدعمها في قرارها ذاك حتي لا تشك بي ،لكن  بذات الوقت كنت محظوظا لحدوث ذلك، لانه اذا كان دوائها الذي لم اتوفق في  الحصول عليه   سيدر علي الملايين ، فإن سبب منعها لاصداره سيجلب لي مليارات وربما بلايين في وقت وجيز، تلك الفتاة التي تستخف بها  استطاعت تحويل داوئها الي كوكايين خام هل تعي كم سأجني من جراء انتاج نصف كيلو  منه بمبلغ 400 دولار فقط  ،والاجمل من ذلك انه يصنع بخلط ادوية يمكن ايجادها في اي صيدلية وباي بلد بالعالم ولن تستطيع اي حكومة منع التداوي بها لاهميتها كما تقول هي،  فقط لهذا السبب جلبتها الي هنا ولهذا السبب قبلت ان اتزوجها  ولهذا السبب احاول ابقائها حية علي الاقل حتي احصل علي الكنز الذي يقبع في رأسها وحينها يمكنك ان تفعل بها ما تشاء فلن يهمني امرها بعدها "

نهض كين علي استقامته وسار نحوه بعينان مظلمتان لم يستطع معرفة الي اي شئ ترمزان  حتي وقف علي بعد قدم منه ليظهر الفرق الصارخ بين كاريزما الاثنين  مرددا سؤاله المختصر

"سجلاتها ، ان لكل مخترع اوراق يحفظ بها تراكيبه وكيف توصل الي نتيجته الاخيرة اين هي"

اجابه بسرعة

"لم اجدها لم تملك اي سجلات لا في مختبرها او حاسوبها او باي مكان اخر لهذا اعتمد هذه الطريقة البدائية للظفر بما اريده "

تنفس جوليان بعمق وكانه يفكر بشئ اعمق بكثير بان في سؤاله

" اميليا هل لها يد في خططك تلك"

انقطعت انفاس بيتر رعبا  وبات يلتقطها بصعوبة ما ان ذكر اسمها  وهذا ظهر بوضوح  في نبرته اللاهثة

"نعم هي تعرف ولقد ساعدتني كثير  من لكن...."

قاطعه كين قائلا بنبرة هادئة

"اذا ستموت هي الاخري لا احب ان تتجاهل خلفك ادلة قد تستخدم  في لف حبل مشنقة برقبتك في  يوم من الايام لا اريد لما حدث قبل عام  ان يتكرر اهذا واضح"

صرخ به بيتر بهلع

" لا تقتلها اميليا لن تخونني"

ضاقت حدقتا كين بسخط  وهو يكرر ما قاله

"ستقتلها او سأفعل ذلك بنفسي بعد ان اذيق تلك المعتوهة كلارا ماذا يعني ان  ان يتطاول احدهم علي كين لوسفر بيبيتشي، ان كانت قد باعت اعز صديقاتها  اليوم  من اجلك فما ضمانك علي انها لن تفعل المثل معك غدا من اجل شخص اخر ، و لا تذكر لي تراهات الحب فهي لن تفيدك حين تزج في تابوت لعين "

ازاح بذلته جانبا ليسحب مسدسه المثبت في خصره ووضعه علي كف  بيتر مضيفا له

"امامك يومان للحصول علي ذلك العقار اللعين ويوم لتتخلص من اميليا اما كلارا فهي سيكون لها الشرف  ان تموت تحت اشرافي  ،و اياك ان تتصرف مستقبلا بخصوص اي شئ لعين دون اذن مني  ، فلازلت اذكر اخفاقك في ملهي سالسا ، و لن ادع ميغيل يقوم بانقاذك كما فعل في المرة السابقة   سادعك تواجه مصائبك كرجلٍ تأبي ان تكون عليه رغم محاولاتي اللعينة معك ، حتي و إن عني ذلك موتك لن ادعك تأخذ دور عاهرة هذه المرة  ...يمكنك ان تغادر "

نفذ امره دون اعتراض يذكر فلم يولد من يخالف كين في اوامره بعد، اغلق  الباب  خلفه واخذ يسير علي الممر بقلب مثلج وكل تركيزه صب علي المسدس الذي تمسكه اصابعه بصعوبة ، ومن ثم انزاح نحو اميليا،اما ان يقتلها برحمة او يدع كين ينفذ فيها اكثر الطرق جنونا وتطرفا قد تستخدم لقتل احدهم وتقاسي ذات مصير كلارا الذي بات محتما عليها  ان تعيشه،  لهذا السبب هو لم يرد لكين الالمام بشئ مما كان ينوي فعله ، علي الاقل حتي ينتهي من انجازه ويضعه امام الامر الواقع .

طرق جوشوا علي باب المكتب مرتين قبل ان يدخل دون حصوله علي اذن حتي ليجد كين معتكفا علي كرسيه يفكر في شرود قطع ما ان احس بوجوده

" ما به بيتر يبدو كمن كان يتحدث الي شبح هل ارتكب مصيبة جديدة تجاهلني دون ان يرد التحية وكأني لست مرئيا "

تقدم ليجلس قبالته بينما اكتفي كين بمراقبته فحسب وهذا لم ينل اعجابه لذا اردف بحنق

"ما بك يا رجل الن تقول لي اهلا بعودتك تبا ان تراني سلين لقت اني مت وهذا شبحي يطاردكم "

قاطعه بامتعاض

"بربك يا رجل فقط اغلق فمك اللعين او دعني اخرسك بطريقتي"

لم يفاجئ كثيرا فالغربان الذي يحلق فوق رأسه كان كفيل بتعرفيه ان بركاين غاضبة تتفجر بداخله

"تبدو حالك سيئة، بما اخطأ هذا الاهوج هذه المرة  "

رد عليه  كين بجمود

"لا شأن لك "

رفع حاجبه باستهزاء تحول الي نبرته

"اوه حسنا، لا شأن لي به وكنت ترغمني كاي عاهرة وضيعة  لاقوم بتغير حفظاته النتنة حين كان طفلا  لا شأن لي به وكنت"

قاطعه بنرفزة

"  لن اعيد ماقلته لك سابقا  للمرة الثالثة،  فقط اغلق فمك واللعين ،اخبرتك الامر لا يعينك وكفي"

عدل جوشوا جكت الجلد الاسود الذي يرتديه فوق قميصه الابيض  قبل ان يقف قائلا ببرود

"اظن انني سأعود اليك  حين تهدء "
اكتفي بهذا ومن ثم غادر  المكتب تاركا كين في افكاره الظلامية والتي يعلم انهت لن تنتهي قريبا لذا  قرر البحث عن صغيرته عله يفهم منها ما يحدث  فليس من الحكمة حصار اسد هائج في الزواية وانت لا تحمل سوي دبوسا.
لم يكن عليه البحث مطولا عنها فمكانها معلوم البنسبة اليه بما انه عاد فبالتأكيد ستتطفل علي فراشه  وهناك  وجدها بالفعل ،متكورة اسفل اغطيته تستمتع الي الموسيقي وابتسامة بعرض متران تزين ثغرها
ما ان رأته جلست باستقامة نازعة سماعتي اذنها  لتنصت الي حديثه الذي لم  يقله الي ان قررت ان تبادر هي
"لقد عدت سريعا ظننت انك ستعقد اجتمعا طويل الامد مع كين  لن ينتهي قبل الغداء "

تسطح قربها بانهاك تربع علي عرش ملامحه قبل ان يجيبها وعينه تتأملها

"لم يكن في مزاج مستقر هل تعلمين ماذا حدث معه "

تركت وسادتها واتت لترخي رأسها علي كتفه  ومن ثم تنهدت بعمق واخذت تقص عليه ما حدث في القصر  منذ رحيله وقبل ساعة من وصوله بكل تفصيل ممل رغم علمها انه ملم بمعظمها فهو دائم الاتصال برجال الامن هنا ويعرف كل صغيرة وكبيرة تحدث داخل القصر وخارجه حتي وان  لم يكن متوجدا فيه
صمت لمدة تزيد عن الخمسة دقائق بعد ان انتهت من ثرد تقريرها عليه، حتي ظنت انه غفي اثناء حديثها اليه لذا تفقدته بسرعة لتجد عينيه مثبتة عليها بشرود

"جو ما بك لما ترمقني هكذا "

منحها ابتسامة باهتة قبل ان يرد عليها

"لاني مذهول بك سيلين فقط قبل سنوات قليلة كنت طفلة لا حول لها ولا قوة كنت كقطة صغيرة تلبس معطفا رماديا اكبر منها باضعاف ، حين شاركتني فراشي هذا لاول مرة كنت بشعة للغاية والاوساخ  تملئ كل انش بك حتي تحول لونك الي الاسود  ،كنت خائفة وجسدك النحيل يهتز بعنف سببه خوف امتزج مع برد الشتاء  ،نمت بقربي وعيناك دمعتان ، شفتاك متشققتان وكل شئ بك يوحي انك لن تعيشي حتي يحل الصباح، الجميع اخبرني بذلك وطلبو مني حفر قبر لك لكي ادفنك فيه ، لكنيّ امنت بك و قلت في نفسي انك ستصمدين وستعيشين الي يوم تصبحين فيه  امرأة،اجمل امرأة في العالم وانا اليوم اري ذلك بك سيلين ..."

صلبت عيناها بعينيه لتفهم ماذا يود ان يقول لها  خلفه مقدمته هذه  ولما حدسها يخبرها بأنه لن ينال اعجابها ،انتظرته  بخوف لم تخفيه ولعله فهمه ورأه يتبختر في مقلتيها لذا عزف عن تكملته وبدلا عن ذلك نهض علي قدميه بسرعة فجأتها مضيفا وهو يبتعد عن الفراش

  "سأذهب لاستحم  وبعدها ساعود اليك  "

لاول مرة بحياتها لم تملك فضولا لتعرف ما كان سيقوله فقط اكتفت بالتنفس  وتهدئت  هواجسها المظلمة التي بدأت تتبلور في مخيلتها حتي سمعت صوت  هاتفه يرن  برسالة
وهنا بالضبط انتصر عليها فضولها ولم تفق الا وهي تنتشله عن المننضدة وقبل ان تؤنب نفسها كانت عينيها تشاهد فحواها ،فيديو جعل عينيها تجحظان من هول الصدمة وجبينها يتصبب عرقا وكل ما فكرت به هو مغادرة الغرفة والرسو في مكان هادئ تستوعب فيه ما شاهدته بتأني 

توقفت كلارا في منتصف ممر لا تعلم اين موقعه بالضبط في هذه المتاهة فمنذ ان غادر بيتر لحقت به لكنها لم تمتلك الشجاعة لتقول له او لاميليا شيئا لذا قررت الهرب ،و من هنا بدأت رحلتها في اروقت هذا القصر العملاق حتي ابتلعها في مكان وحده الله يعلم اين هو.
وقوفها هنا لن يفيدها بشئ لذا عادت تخطو و عينيها تبحث عن مخرج الي ان وقع بصرها علي باب وحيد سد نهاية  الرواق تقدمت نحوه ولم تتردد في فتحه  لكن ما فاجئها هو وجود سلم يتجه نحو الاسفل بعده ، انتابها بعض الخوف هنا لكن دافع الفضول قادها لاتباعه  حتي انكشفت لها قاعة صغيرة نسبيا طغي عليها ديكور بلون اسود واحمر وضع علي احد اطرافها  عدد من الارئك ملتصقة بالحائط، و توسطها عمود فضي علمت كلارا ماهيته فهو يستخدم للرقص الجريئ عادة، مع طاولة عملاقة احتلت  الطرف الاخر من القاعة رصت عليها عدد لا يحصي من الزجاجات الكحولية  لتكسبه  هيئة بار مصغر .
سيطر هدوء رهيب علي  المكان ولم يكن به احد غيرها علي ما يبدو، و رغم رغبتها التي باتت تدعوها للبقاء فيه وحدها لبعض الوقت الا انها قررت العودة من حيث اتت و استثمار وقتها في ايجاد طريقها لغرفتها  ، استدارت علي عقبيها وقبل ان تأخذ الخطوة الاولي قفزة فزعة مع شهقة لم تتحكم بها حين سمعت صوت الباب يغلق تراجعت الي الخلف خطوة حتي تستطيع تميز ملامح صاحب الجسد الضخم الذي يسد الباب ويحول بينها وبينه ،لم تستنذف الكثير من الوقت لتعلم انه كين فرائحة عطرة القوية وحدها كانت كفيلة لتعريفه لها
نظر  اليها بحدة  اتمزجت مع ملامح جامدة بثت الرعب في اوصلاها لسبب تتمني ان تعرفه، لما تخاف منه لهذا الحد ما الشئ الذي يرعبها  فيه لدرجة تثلج قلبها وتجعله يتوقف فقط لمجرد النظر الي عينيه.

سحبت اكبر قدر من الهواء لتثبت بها كيانها وذفرته بهدوء وكاد ذلك ان ينجح في الوصول الي اتزان  لولا مشاهدتها اياه ياخذ خطوات واسعة صوبها وهو ينزل علي الدرج تيبست بمكانها وحاولت الابقاء علي تماسكها علي الاقل حتي وان كان سطحي فقط، .

احست بان ثقتها بنفسها تنهار بكل مرة تقصر فيها المسافة بينهما الي ان اتت اللحظة التي اصبحت تساوي صفر  تقريبا لكنه لم يتوقف عندها و واصل سيره وكأنها شبح لا يراه ، تخطاها ببساطة  ليسحب كرسي  من طاولة البار  ، جلس عليه قبل ان يأخذ كأس وضع فيه بعض الثلج ثم اغرقه بشارب كحولي بني اللون واخذ يتجرعه باسترخاء.في حين انفجرت كلارا هنا غيظا تبا لك  قالتها لنفسها غاضبة من شجاعتها الهشة امامه ارتجفت كالهلام امامه وهو م يكن يقيم لك وزنا من الاثاث تبا لك كلارا سحقا لك.
تنهدت بعمق بعد ان انتهت من تأنيب نفسها لا تظن ان المكان بات ساحرا كما كان قبل قدومه وبث فيه كل هذا الكم من الظلام خلال دقيقة من الزمن، الافضل لها ان تغادر  فحسب، وبدون ان تنطق اي كلمة اكملت سيرها حتي وصلت الي الباب وادارات القفل استعداد للخروج لكن  تجمد قلبها للمرة الثانية حين لم يفتح معها، حاولت مرارا وتكرار الا ان جميع محاولاتها فاشلت، لا تذكر انها رأته  او سمعته يغلقه بالمفتاح اذا ما السبب هل صدئ القفل يا تري وانتزع
وقبل ان تكمل اسئلتها اتتها الايجابة من اللوحة الرقمية الموضعة علي الحائط ، ما هذا بحق السماء لا بد ان من وضعه هنا مجنون اي شخص يستطيع الدخول الي القاعة لكن لا احد سيخرج منها الا بكلمة سر لابد ان صممه كان منتشي او ماشابه هذا هو التفسير الوحيد
سحقا كم تكره حقيقة انها مجبرة علي اخذ كلمة السر تلك من اكثر البشر غلاظتا، التفتت نحوه لتسأله بصوت خفضت حدته

"المعذرة ما هي كلمة السر ليفتح الباب "

لم يلتفت نحوها حتي ، وكأنها لم تقل شيئا وهذا اضطرها لترديد من قالته سابقا

"سيد كين اريد معرفة كلمة السر لاخرج "

صمت كان هو جوابه، تجاهلها جملة وتفصيلا لدرجة باتت تشك انها شبح او ما شابه ام انه فقط يحاول اغضابها واثارة سخطها

نزلت عبر الدرج و تقدمت نحوه حتي باتت تستطيع النظر الي وجهه، هادئ كمصاصي الدماء يتجرع شرابه وكأنه اكسير حياة وبالطبع يتجاهل وجودها من عدمه  فقط لو تعرف ما الذي يفكر فيه

"سيد كين."

نظر اليها بطريقة اخرستها قبل ان يردد بهدوء لم يخفي التهديد الضمني في كلماته

"اششش اجلسي واياك ان تصدري صوتا والا فلن يسرك ما سيحدث"

حسنا هذا ارعبها بحق، لقد نجح في سحق شجاعتها هذه المرة وها هي ذي تحضر جنازتها،فعلت ما طلبه بالضبط فلم تجد من الحكمة معارضته في مكان ضيق كهذا والاهم انه لا يوجد فيه مخرج تستطيع الهروب منه ان حاول اذيتها فبعد ما فعله معها ذاك اليوم عند البركة تستطيع ان تجزم بانه قادر علي  تنفيذ تهديداته اي كانت هي

التزمت الصمت كما طلب وكانت هالة القوي التي تشع منه تسيطر علي كل ركن من تلك القاعة حتي هي بطريقة جعلتها تنسي امر بيتر واميليا من الاساس،مرت عليها ساعة وهي علي تلك الحال تتأمل اظافرها تارة واحاينا جانب وجهه الذي يقابلها حتي سمعت  صوت كوب ذجاجي يطرق علي المننضدة بصوت عالي رفعت بصرها نحو لتجد يدها تمد لها كأسا كخاصته تماما تركه بالقرب من يدها ، مملؤلا بشراب كحولي كالذي يشرب منه

"بثلج ام بدون ثلج "

سألها سؤاله هذا لتجيبه باستغراب

"لم افهم ثلج لماذا انا لا اشرب "

وكأنها لم تقل شيئاً  كرر سؤاله لكن هذه المرة بصوت اكثر غلظة

"بثلج ام بدون ثلج "

حسنا الي اين يود ان يصل  بها سحقا له انه خطئك فقط لانك جاريته منذ البداية واعطيته احساس انه استطاع اخافتك ها هو ذي صار يتمادي ويعاملك كعبد عنده ،كلارا عليك به،شحنت نفسها بمدخر الشجاعة المتبقية لديها لتصيح به

"قلت لك انا لا اشرب خ.."

لكن ما لم تعلمه ان طاقتها تلك ضئيلة لهذا الحد الذي لم تسعفها لاكمال جملتها حتي حين لمحت النظرة التي رمقها بها للحظة ومن دون مبالغة احست بان دمائها جفت وكل شعر جسدها استقام علي طوله من هول القشعريرة التي ضربت عمودها الفقري 

"بثلج ام بدون ثلج"

كرر سؤاله للمرة الثالثة وحدثها يخبرها انه في المرة الرابعة سيكسر عنقها  ان لم تجب علي سؤاله وعليها الاعتراف بان حياتها ليست سيئة لهذه الدرجة حتي تفضل الموت عليها لذا رددت بسرعة

" مع ثلج"

كم كرهت لمعت النصر علي عينيه وهو يرمي مكعبات الثلج في كأسها ،فقط لو بامكنها رشق  محتوي الكأس في وجهه والبذق عليه لكن خوفها منعها ومنحها شر هزيمة ، لتسمعه يقول باختصار

"اشربيه"

لم يعد لها طاقة لتقاومه اكثر وبدلا عن صب لجام غضبها عليه افرغته علي كأسها ، فتحت جوفها وسكبت محتوياته فيه ولم تمر سوي ثواني قبل ان يهاجم سيل من الحرقة حلقها لدرجة جعلت ملامحها تتجعد  صرت علي اسنانها لتحملها لكن المها كان قوي لدرجة جعلها تسعل بقوة حتي احمر لونها تبا ما هذا هل جعلها تشرب سما ام ماذا ،كيف يستطيع تجرعه وكأنه كأس ماء بملامح جامدة بينما هي كادت ان تموت من جرعة واحدة فحسب
رمقته بعينان محمرتان دامعتان بعد ان هدئت  علها تلمح شفقة نحوها لكن ما قاله امات كل امالها

"ان اعجبك سأسكب لك المزيد "

احست لوهلة بانها ستنفجر باكية لكن كبريائها منعها وخلاصة ما قاله

"ستشربينه حتي لو قتلك "

اخذت كأسها لتقضي الساعة التالية وهي تحاول افارغه رغم انه لم يكن سوي في ربعه فقط  لتتنهد بارتياح وهي تضعه فارغا علي المننضدة مع ترانيم وقشعريرة اصبحت تضربها بلا سبب لتعطيها نوع من الراحة وربما شعور يقلد
السعادة

"خذي هذا  انه مناسب لك "

رمقت الكأس الصغيرة التي مدها لها وحوت علي شئ ازرق اللون ولا تظن ان خبرتها في الكحول غزيرة لتعرف ماهيته لذا سألت بعفوية لا تعرف سرها

"ما هذا كين هل تنوي قتلي بمشروب اخر "

رمقها لثوان معدودة بطريقة مختلفة او ربما عقلها اصبح تفكيره مختلفا 
انتظرت رده الذي طال  لكن الاهم انها حصلت عليه في النهاية

"شراب مخفف لن يحرقك كالسابق جربيه "

اجابته بهدوء

"حسنا اظن اني سأثق بك هذه المرة "

سحقا كلارا لم تتصرفين ببلاهة اين عدوانيتك ام انك دخلت في حالة سكر من اول كأس.
ظلت تأنب نفسها و بذات الوقت كانت  تحاول التبرير لها بطريقة  جعلتها تجزم بانها جنت ، حتي وضعت الكأس علي فمها واكتشفت انه اصبح فارغا ،
وضعته من يدها لتسمعه يسألها

"هل اعجبك"

لم تكن تملك اجابة دقيقة لسؤاله هذا لكنها  اومئت له ايجابا لتراه يملئه لها للمرة الثانية ثم الثلاثة،الرابعة والخامسة لم تستطع تحديد عددهم بالضبط فعقلها كان مشغول بتثبيت فكرة واحدة فحسب كلما شربت اكثر تلاشئ خوفها من كين حتي لم يعد له وجود،اخذت ترمقه بنظرات متفحصة لكنها لم تكن تعرف كم تبدو تعابير وجهها مضحكة وهي تفعل ذلك.

"لما فعلت ذلك بي لما تركتني اري كذبا واصدقه هما لم يخونناني لكن انت اردتني ان اظن ذلك،لما كين اخبرني "

خرج هذا السؤال منها بتلقائية فعلي ما يبدو انها فقدت السيطرة علي افعالها ،
وعلي غير المتوقع اجابها ببساطة

"حتي تتألمين "

هزت رأسها وكأنها تثبت اجابته وتعتمدها،  قبل ان تسأله للمرة الثانية بما خطر علي بالها

"ولما قبلتني يومها اذا "

اعتصر كأسه لدرجة احس بأنه سيتشقق
قبل ان يرخيه في الاخير ويعود الهدوء اليه وهو يجيبها 
"كنت اود اغتصابك كما اخبرتك "

"وقح"

قالتها قبل ان تدرك معناها وتبدو انها لن تفعل لساعات قادمة فعقلها الان موقف عن الخدمة ، حتي الرؤية عندها باتت مشوشة لدرجة لا تدعها تميز الاشياء حولها بوضوح لكن لم تود منع سيل الكلمات التي تزاحم فمها من ان تغمره بها

"انت اوقح انسان قابلته في حياتي، اكثرهم غلاظتا واكثر شخص عديم الاحساس  اتعلم انت خليط من كله شئ كرهته يوما ، وايضا عليك ان تعرف انني  كرهتك من النظرة الاولي اجل صحيح انا اكرهك كين،صحيح انا لا اعرفك لكني اكرهك هكذا فقط اكرهك دون مقابل هل تسمع ما اقول جيدا سينور كين"

صرخت باسمه لتتبعه بضحكة  اوقفتها مرغمة حتي تقول

"اريد ان انام سأذهب الي غرفتي "

اعتدلت علي قدميها  وحاولت الخطو نحو الباب لكن قدمها تعثرت وكادت ان تقع ارضا
استطاعت التوازن بصعوبة دون ان يميل جسدها الي الامام او الخلف،تبا لم تظن ان السير علي الارض يتطلب مهارات خاصة  .
التفتت نحوه لتري نظرات التسلية التي يرمقها بها، لكنها لم تهتم ولسبب غريب ارتمت علي زراعه وتشبثت بها قائلة  بصوت ناعس

"اخرجني من هنا كين ،هيا اريد ان انام "

تأمل شعرها الذي غطي وجهها ويستطيع التأكد من انها قد غفت وهي واقفة عندها هناك  ، تمتم ببعض الشتأئم والتي علم ان جلها موجه اليه.
اذا سنيورا كلارا ظهر انك تكرهينني في النهاية   ،ويسرني اخبارك بان هذه المشاعر متبادلة من طرفي اضعاف مضاعفة،فقط انتظري فلن يطول الوقت  قبل ان اريك اياها في العلن .

تنهدت اميليا بضيق عبرت عنه عينيها وهي تنظر الي بيتر الغارق في التفكير  منذ ساعات ويأبي الانضمام اليها في عالمها

"حبيبي فيما تفكر هل لك ان تخبرني ما يحدث هنا "

مسح علي جبنه براحة يده معيدا الي نفسه التركيز المطلوب ليفهم ماذا قالت

"انا اسف اميليا لكني افكر في كلارا "

بهت لونها وظهر ت الصدمة علي ملامحها بطريقة جعلته يسارع في القول
"اقصد في حل لمشكلتها اود ان اجد طريقة تنهي ما نحن فيه خلال اليومين القادمين بلا اضرار "

صرت امليا حاجبيها بتعجب

"ولما يومان بالتحديد وماذا سيحل بما اخبرتني به صباحا "

قاطعها رنين هاتفه  وما ان قرأ اسم المتصل حتي نهض علي قدميه قبل ان يجيب بسرعة

"اخبرني كال هل وجدتها "

"اجل سيدي لقد كانت في القبو مع الزعيم وهما الان يتجهان نحو الطابق الثاني "

اصفر لونه وظهر الخوف جليا علي ملامحه من رهابة ما استنتجه انزل هاتفه بسرعة واخذ يمسح حبات العرق عن جبينه هل يعقل انه قتلها ،ارعبه هذا السؤال اكثر من اي شئ فإن حدث ذلك فهذا سيعني نهايته بالتأكيد  ونهاية كل خططه التي وضعها لحياته وستكون محطته التالية في تابوت نتن ربما لن يكون هناك احد ليدفنه حتي

"بيتر ماذا هنا هل وجدت كلارا "

لم يجبها الا حين فتح باب الغرفة مرددا
"لا تغادري الغرفة ولا تفتحي الباب لئ احداي كان حتي وان كانت سيلين
اغلق الباب وتأكد من فعالية قفله قبل ان يتحرك مسرعا نحو غرفة كلارا وما ان ظهرت له حتي تسمر في مكانه وهو يري كين يحملها كجثة هامدة امام بابها،ركض نحوه والرعب يسطير عليه حتي دفعه الي الصراخ به

" ماذا فعلت بها  يا احمق هل قتل"

قاطعه بنظرة مظلمة حذرته من ان يتفوه باي حرف اخر  اخرق  وكانت الرسالة اكثر من واضحة بالنسبة له

"افتح الباب "

اشار نحو مقبضه ليفهم بيتر ما عليه فعله فتح الباب له وتركه يتقدم عليه اولا الي الداخل ثم لحق به من فوره
اتجه كين نحو الفراش ليضع عليه كلارا وما ان فعل ذلك حتي تمتمت بانزعاج

"غبي"

وهنا استطاع بيتر التقاط انفاسه الي الحد الذي سبق اللتفاف كين نحوه بملامح لا تحمل شيئا سوي الغضب  ،وكان عليه ان يبرر هفوة لسانه قبل ان يبتره له في الدقيقة التالية

"انا اسف لم اقصد ما قلت لكن حين رأيتها بين ذراعيك خفت ان تكون ميتة وانك قتلتها..لذلك قلت ما قلت "

لم يبدو ان ما قاله قد شفع له لكن الي حد ما سيذيد فرصة نجاته من العيش كأبكم الي ما تبقي من عمره
تقدم كين نحوه ليهمس له بصوت منخفض

"اتبعني "

لم يزد حرفا وانطلق خارج الغرفة سابقا بيتر الذي وقف لوهلة يتأمل ملامح كلارا النائمة في سلام قبل ان يسير نحوها بخطئ هادئة حتي اصبحي قريبا منها بما يكفي ليسمع صوت تنفسها،فتحت عينيها ببطئ واخذت تحدق به  ببراءة تحولت الي الحزن في لحظات معبرة عنها دموع حارة ملئت حجر عينيها لتمتم له بصوت خافت

"بيتر،انا اسفة....انا اسفة ارجوك لا

تتركني ابقي معي الليلة انا بحاجة اليك اتعلم ربما ابي كان محقا انا فتاة باردة اليس كذلك ربما بسبب خلو علاقتنا من الجنس ظننت انك تخونني...انا لا اعلم اي هراء دفعني الي قول ما قلته لكنني اسفة انا حقا اسفة  "

مدت نحوه اناملها وعلي عينيها نظرة متألمة جعلته يشفق عليها،ويشعر ببعض الضيق من نفسه،ربما تكون اطيب فتاة قبالها واكثرهم برءاة هي بكل تأكيد لا تستحق ما يفعله وما سيفعله بها كين لاحقا لكن هو لا يملك خيارا اخر عليه اكمال ما بدأه والا دفع الثمن بحياته
تراجع نحو الخلف بخطوات مسرعة قبل ان يستدير علي عقيبه ويغادر الغرفة تاركا اياها سابحة في عالمها المظلم وبالكاد تستيطع تذكر اسمها من يكون
،ليحلق بكين الذي انتظره في مكتبه .
   عادت كلارا من الحمام الي غرفتها  بعد ان افرغت كل الشراب الذي تجرعته خلال ساعات قضتها وهي تتقيئ هناك . استلقت علي فراشها ترمق الفراغ وهي بالكاد تستطيع النظر ابعد من انفها بوضوح تفكر في اللاشئ حتي فتح الباب ودخل عبره احدهم وكانت رائحة عطره مألوفة لها بطريقة جعلتها تبتسم وهي تذكر اسمه

"بيتر هل عدت من اجلي "

تقدم نحوها لكنه فجأة غير مساره وتخطي الفراش ليصبح مقابلا ظهرها،تملكها الفضول لتعرف ماذا يريد ان يفعل لكن ثقل رأسها منعها من ذلك لتحصل علي ايجابتها الشافية ما ان احست بذرعان تتطوقان خصرها ،سحبها نحوه لتغوص اكملها بين اضلاعه لم يتلكم بحرف فقط غرس راسه في عنقها واخذ يتنفسها
مررت اناملها علي اصابعه برجفة ولسبب غريب بدأ جسدها يرتعش وبذات الوقت كانت حرارته ترتفع انفاسها،انها المرة الاولي التي تختبر فيها شعورا كهذا،ولم تكن تملك اي فكرة عن ماهيته

"بيتر..انا اريد..."

انقطعت انفاسها ولم تسعفها الكلمات فقط شهقت بصوت مهزوز وهي تحس بيده بدأت تتسلل اسفل تنورتها وبدأت تصعد نحو الاعلي علي استقرت علي محسنها،انهار جسدها تحت وطائت الرعشة العارمة التي تملكتها  و تضعافت دقات قلبها بصورة لم تعهدها يوما لتسمع صوته يهمس في اذنها مصحوب ببحة

"انا اريدك،وهذه الرغبة باتت تحرقني اكثر مما يجب، اخبرني كلارا هل انت مستعدة لان احصل علي جسدك برضاك "

لم تجد كلمات لتقولها له حتي، فالمنطق كان قد توقف عندها وبطريقة ما كانت قد فقدت السيطرة علي جسدها ربما بسبب المشروب او بسبب لمساته التي ازدادت جراءتها  حتي تخطت مرحلة مداعبتها فوق ثيابها ،وكل ما استطاعت فعله هو اصدار تؤوهات خافتة تعبر عن استماتعها بما يفعله  اغمضت عينيها  خجلا و هي تحس بيده تنزع عنها قطع ثيابها واحد تلو الاخر حتي ظلت في الاخير عارية يلفحها الهواء بكل جانب لا يسترها شئ امامه، رغم حيائها الا انها  ظلت مستلقية علي ظهرها تنتظره ان يعود اليها بعد ان ابتعد عنها لفترة شعرت خلالها بالقلق  والاضطراب ورودتها افكار بانه قرر تركها  او انها فعلت شئ خاطئ اذعجه  ،غذاها التوتر  حتي كادت ان تفتح عينيها لتري اين هو وما سبب ابتعاده عنها ام انه ترك الغرفة ببساطة ورحل، لكن ارتضام صدره العاري بصدرها  شرح لها عذره بما يكفي لتعود بطمئنينة  الي العالم الذي اكتشفته للتو عالم ملئ باحساس لم تتعرف عليها الا الان ولازالت تكتشف المزيد منها  مع مرور كل ثانية، ردد بكلمات متقطعة وهي يزرع فمه في عنقها مجدا بينما تشابكت اصابعه مع خاصتها مثبته ايها في مكانها

"اعطني جوابا اريد ان اسمع ردك،هل انت مستعدة "

فتحت عينيها لتري خصال شعره المتناثرة علي عنقه وهذا زاد اطمئنانها نحوه و رغم خوفها مما سيحدث لكنها  لكن اجابتها تحلت بقدر كبير من الثقة 

"انا مستعدة،دعنا نفعلها حبيبي، اريد تجربته الامر معك ، انا اريد لهذه العلاقة ان تكتمل  "

وكانت كلماتها بمثابة الضوء الاخضر له، ما ان وقعت علي مسمعه تحركت شفتيه بتلقائية واخذ يوذع قبلاته علي عنقها وصدرها حتي   وصل الي فمها، اخذها بلطف  وصبر عليها حتي اعتادت علي شفتيه وشرعت في مجارته لتتحول كل احساسيها نحو ما تفعله شاغلا ايها عما يحاول فعله هناك بين ساقيها ،الا ان اتت اللحظة المناسبة،ومن دون انذار منه دفع بعضوه داخلها في لحظة صرخت بها بحرقة من الالم اللذع الذي شعرت به جراء ما فعله ولو وهلة ظنت انه لن يختفي واتتها رغبة بان تبعده عنها لكن ما ان بدأ في محاولة تحريكه داخلها هنا بالضبط نست من تكون بحق وحقيقة،وكل ما كانت تحاول معرفته ماهية   تلك الرعشات التي تضرب جسدها  ، ما بها انفاسها باتت تحرق من شدة حرارتها، تصرخ وتأن من المتعة حتي بح صوتها ربما استمر الوضع علي تلك الحال لساعة لا تظن انها ستنساها ما حيت، لكن تلك الرعشة الاخير تلك اللسعة التي اوقدت  فيها بركانا انفجر في لحظة جعلتها تري النعيم لثواني قبل ان تعود الي الارض حفرت عميقا في روحها اثرا سيظل واضح المعالم  في كيانها الي الابد، اهتز جسدها بعنف مستهلكا كل قواها المكتزنة بطريقة لم  تبقي لها سوي مقدا ضئيل يضمن تنفسها،و ما هي الا ثواني اخري حتي خلدت في ثبات عميق

فتحت  عينيها  صباحا  وقد تربع علي وجهها ملامح هادئة ما لبثت ان جعدتها بسبب الالم الحاد الذي هاجم رأسها ، دفعت بالغطاء عنها  لتجلس وكانت المفاجئة انها عارية بلا ثياب ولا يكاد يخلو اي شبر من جسدها من علامة زرقاء او حمراء،سحبت الغطاء بسرعة حتي مستوي عنقها ، و اخذت في الدقائق العشرة القادمة تحاول تذكر ما حدث ، تلك اللمسات الناعمة والاحساس المرهفة  التي اختلجتها البارحة عادت اليها بتفاصيلها مع ذكريات اذابتها خجلا لمجرد استحضارها  تبا كيف ستواجه بيتر اليوم وجها لوجه  ،نظرت الي الفراش و الي جوانب الغرفة حتي تبحث عنه لكنه لم يكن له اي اثر سحبت الغطاء معها وهي تقف علي قدميها وما كادت تفعل ذلك حتي اتاها صوته مبتهجا من ناحية الحمام

"صباح الخير "

التفتت نحوه بخدان متوردان ولم تكن تقدر حرفيا الي النظر في عينيه  وان كانت الحياء يقتل لكانت ميتة لحظتها لا محالة،اجابته بصوت متردد وهي تراه يسير نحوها

"صباح النور "

شدت الغطاء نحوها اكثر وتأكدت من احكامه حين وقف علي بعد متر عنها ليقول بنبرة شقية

"اظن ان علي تركك هذا الصباح دون جولة اضافية تكملة لليلة البارحة فعلي ما يبدو انك تمرين بأزمة قلبية من الخوف والخجل "

تعلم ان ملامحها تفضحها لذا لم تجتهد في الانكار وامئت له بابتسامة رسمتها وهي مطئطئة الرأس
لتسمعه يضيف

"هذا الامتياز ستحصلين عليه اليوم فقط حبي ولا تحسبي بانه سيتكرر غدا اهذا واضح "

اجابته بإمائة اخري مع ذات الابتسامة وهي تقول

"حسنا"

رغم ترددها من القدم بما تفكر به الا انها نفذته، اقتربت منه بسرعة لتضبع قبلة خاطفة علي شفتيه فصلتها قبل ان يبادلها اياه حتي، لتستغل ما تبقي من شجاعتها  لكيي تقول له

"سيعدني اننا اصبحنا زوجين حقيقين بيتر، وانا ممتنة لانك تخطيت غبائي في تصرفي الكريه معك البارحة انت واميليا اعلم انك تأذيت من ادعائي ذاك، لكن انت عليك ايضا ان  اعلم بانني اسفة وكل ما فعلته كان فقط من جراء افكار حمقاء سمحت لها بان تنمو داخلي"
ابتسامة خفيفة كانت رده مع قبلة طبعها علي جبينها قبل ان يقول

"اقبل اعتذارك كلارا ولا داعي لان تفكري بهذا الان ، هناك قرص دواء ستجدينه بجانب السرير تناوليه سيخفف عنك الم الصداع  وحين تشعرين بتحسن الحقي بي  اتفقنا"

اتسعت ابتسامتها اكثر مع ايجابتها 

"حسنا للمرة الثانية "

غادر الغرفة تاركا اياها وهي تكاد تطير من فرط سعادتها فجأة ازدهرت روحها وتلون عالمها،واصبح كل شئ تراه عبر باب مشرق يعكس جمال المشاعر التي احتلتها اغتسلت بسرعة واردت ثياب شددت في اختيارها علي ان تعكس فرحتها تلك لذا وقعت اناملها علي فستان ابيض  طويل التصق بمنتصف ساقها  ،انها المرة الاولي التي ترتديه فيها فهي عادة تفضل الملابس الرياضية المريحة ومعظم فساتينها التي لا تتخطي الخمس لم تمسها منذ اقتنائها اياها الا واحد او اثنين فقط ،سارت نحو باب غرفتها بطاقة ايجابة ظلت متشبثة بها حتي فتحته لتجد سيلين في وجهها بملامح اشبه بالاشباح، يبدو انها قضت الليل اجمعه مستيقظة من الهالات الداكنة التي حفت عينيها وهذا دفعها لان تقول لها بقلق

"صباح الخير سيلين ما بك تبدين شاحبة هكذا هل انت مريضة او مشابه "

تجاهلت الرد عليها وبدلا عن ذلك سألتها

"هل استطيع التحدث اليك  "

ومن دون تردد اجابتها كلارا

"بالطبع هيا تفضلي بالدخول "

جلست كلارا بجانب سيلين علي فراشها واخذت تتأمل ملامحها المنهكة لقد لاحظت عليها في ايامها الاخيرة قلت تفاؤلها لكن اليوم يكاد يكون معدوما وهذا شئ غريب فطبيعة سيلين مرحة ولا تمد للنكد بصلة ، انتظرتها مطولا لتبدأ حديثها وحين لم تفعل قرت ان تتولي زمام الامور

"تحدثي انا اسمعك هل الامر خطير"

تنهدت سيلين واخذت تتنفس بعمق لفترة من الوقت تفكر حرفيا فيما تريد ان تقوله فتركيزها مشتت بسبب عدم نومها البارحة، لقد ظلت مستيقظة تراقب اللعين وهو ينعم في سباته تحاول ان تخمن ماذا اراد ان يقوله لها في المقام الاول و السبب الذي منعه من قوله في المقام الثاني وايضا لم تنسي امر ذلك الفيديو اللعين الذي ضرب كل دوائر عقلها،
تنفست بعمق لتبدأ في طرح ما ات من اجله

"لا اريدك ان تعتبري سؤالي تطفلا في حياتك الخاصة لكن اود ان اعرف ما حدث معك البارحة ، مافهمته انا من فحوي حديثك ان بيتر  و اميليا ..ربما علي علاقة اكثر عمقا من سطح الصداقة ارجوك لا تنزعجي مني فقط اريد ان اعرف قصدك"

لم تفكر كلارا كثيرا قبل ان تشرح لها ما تعرفه

"اسفة لاني خلقت زوبعة من دون سبب،لقد تصرفت بغباء البارحة اعني لقد سمحت لعقلي بان يقنعني ان احب شخصين الي قلبي قد يقدران علي خيانتي واعترف انني اخطأت في ذلك وكان الامر برمته سوء فهم مني فسرته بطريقة مغلوطة هذا كل مافي الامر،لكن لا تقلقي لقد حلت المشكلة او علي الاقل نصفها لقد تصالحنا انا وبيتر البارحة واخيرا اتخذنا قرار  جعل علاقتنا حقيقة "

بدت الدهشة علي ملامح سيلين تتبلور بوضح سطع في سؤالها

"حقا اانت جادة اعني انت وبيتر هل "

اومئت لها كلارا بالايجاب قبل ان تقاطعها

"اظن انه اخذ وقتا اكثر من اللازم ليحدث وانا اريد ان امضي قدما في حياتي معه.."

"ماذا"

التفتت كلارا بسرعة نحو مصدر الصوت الثالث الذي صدر لتتفاجئ  باميليا واقفة هناك بالقرب من الباب ولم تبدو لها بخير ابدا، وقبل ان تتسألها  عن اي شئ  ركضت بسرعة خارج الغرفة صافعة الباب خلفها.....،لم تفهم كلارا ماذا حدث و لم تكن تملك وقتا لتفعل ذلك، فقط لحقت بها علي عجل حتي الطابق السفلي

"اميليا توقفي ارجوك استمعي الي "

ذهب حديثها ادراج الريح وكانت اميليا لاتزال تركض حتي خرجت خارج القصر باكمله وهناك فقط استطاعت كلارا الامساك بذراعها في وسط الحديقة لتصيح بها

"اميليا توقفي ارجوك "

التفتت نحوها بعيننا باكية و ولون شاحب كانت تتألم لكن بالطبع ليس من جراء السبب الذي كانت تتخيله كلارا

" اميليا انا حقا اسفة اعلم اني تسببت لك في جرح عميق البارحة واعي جيدا انني كنت اغبي انسان حين فكرت بك بتلك الطريقة ،لكن كانت لي اسبابي حتي وان كانت مجرد اوهام لكنها تجمعت معا  حتي اصبحت تقلد الحقيقة بطريقة جعلتني اخطئ التمييز بينهما، ربما لان خبرتي في العلاقات كانت صفراً قبل ان التقي بكما انت وبيتر وربما لاني  فقط فتاة حمقاء ،او ربما.."

قاطعتها هنا بصوت حاد محشرج

"او ربما انت ببساطة لم تثقي بي يوما،انت لم تفعلي ذلك بحياتك كلارا كل شئ يخصك تحتفظين به سرا حتي اعلمه انا بالصدفة كل شئ تحاولين ابقائه في دائرة عالمك بقدر المستطاع دون ان يكون لي دخل به ولم اتخيل ان بيتر سيكون واحدا منهم،انت لم تأتمنيني علي اي  شئ  لانك لا تثقين بي وما حدث البارحة كان خير دليل "

شعرت كلارا بالاستنكار اتجاه ما قالته امليا فلم تحسب يوما انها قد تفكر بها هكذا

"ما الذي تقولينه هذا غير صحيح انا اثق بك وكل شئ اشاركه معك حتي بيتر اميليا مالذي تقولينه"

ضحكت بمرارة وبدت كمن يشتعل الجحيم بداخله

"حقا كلارا ،اذا دعيني التفت نظرك لاولي اسرارك ،كيف ماتت امك "

صمت لوهلة معطية فرصة لكلارا بان تجيب لكن الاخير فقط انفجرت باكية ولم تستطع حبس دموعها لذا اكملت حديثها بسخرية مؤلمة

"هل رأيت لا اجابة ببساطة لانك لا ترينني علي اهلية بان احفظ سرك حقيقة انك اطلقت النار عليها بدون قصد "

شعرت كلارا بالصدمة فهي لا تذكر انها قالت شيئا كهذا لئ احد ولا يعلم بالامر سوي سلفيا وابيها فمن اين عرفت اذا
واتاه الجواب في تكملت حديثها الذي ذادت حدته

"بالطبع انت تتسألين عن مصدر علمي اليس كذلك ، اذ دعيني ازيل عنك هذا الجهد و اخبرك لقد اتصلت بي زوجة ابيك واخبرتني بانك قتلت امك وانك فتاة سيئة علي الابتعاد عنها كان ذلك حين نشأة علاقتنا في بدياتها ، لكني لم اصدقها اتعلمين لماذا لاني اثق بك ويقيننا مني ادركت انك فعلت ذلك مرغمة ومن دون قصدك وهذا ما حدث بالفعل اليس كذلك كلارا ،تبا لطالما حسبت انك اخفيت الحقيقة عني لخوفك من خسارتي او اعتقادك باني سأهجرك لكن الان فقط بت ادرك السبب الرئيسي وهو انك لا تثقين في اطلاقا  "
اخفضت كلار بصرها الي الارض وباتت تفكر جديا ان كانت امليا محقة فيما قالته حتي سمعتها تردف

"ماذا اليس لديك جواب لي حتي انا لا اجد ردا عليك كلارا لازلت مصدومة منك ومن ما توصلت اليه ،ولم اتخيل ان تصل بك الانانية الي هنا يوما"

مسحت كلارا عينيها بيأس فلم تظن بحياتها ان شخص ما يسرها بتلك الطريقة علي الاقل ليس اميليا

"انا لا اعرف ما اقوله لك، اعني انا لم اكن مدركة لتلك الحقائق التي قلتها ولم التفت لها يوما او اتعمدها صدقيني، طوال سنوات صدقاتنا حسبت ان الامور بيننا علي ما يرام وانك مرتاحة معي بالقدر الذي اجده بصحبتك...انا اعتذر ان سبب لك هذا ضررا لكن اعلمي انه من دون قصدي كما ان ما حدث البارحة ه خطأ بت نادمة عليه واتمني ان تسامحيني كما فعل بيتر "

قاطعتها ضحكة امليا الساخرة قبل ان تحولها الي كلمات

"خطأ قلت لي اذا، هل اتهامي بمضاجعة زوجك يعتبر خطأ عاديا اتركه خلفي كأن شئ لم يكن، اسفة لكن انا اشعر باني لا استطيع، لذا من الافضل ان اغادر حياتكما فحسب "

صرخت بها كلارا بهلع قائلة وهي تتشبث بيدها

"لا ارجوك لا تقولي ذلك امليا لا تفعلي بي هذا انت صديقتي الوحيدة، لا تعاقبيني بهذه القسوة اتوسل اليك "

رمقتها باستخفاف عبرة عنه نبرة صوتها

"انا لا اجد لك مبررا كلارا لذا انا.."

قطعتها بسرعة والخوف ينعكس في مقلتيها

"بلي لدي مبرر انها تصرفاتك اميليا هل لاحظت كم تغيرت في الفترة الاخيرة، انت لم تعودي اميليا التي اعرفها تلك التي تنزوي لي غرفتها لساعات ولا تحب مشاركتنا الحفلات ولا السهر في مشاهدة الافلام كنت دائما منعزلة منذ ان اتيت الي المكسيك بت تتصرفين وكأنك تتحاشينني لهذا فقط فكرة انه ربما..علاقتي ببيتر هي السبب وحين رأيتك وحين رأيتكما  علي تلك الشرفة لم استطع منع نفسي من تثيبت شكوكي "

نظرت اليها بحرقة مملوءة  بالالم الذي لم تفهمه كلارا بطريقة صحيحة حتي سمعتها تقول

"انا اسفة لكني لا استطيع  صداقتنا تؤذي الجميع وبات محتم علي انهائها "

القت كلماتها  هذه وعادت الي الداخل تاركة كلارا تقف هناك وحدها  بحزن يغلف عالمها وقد عاد اظلام اليه بعد ان مسح كل الألوان التي في طريقه ، شاركت طعام الإفطار مع بيتر في الحديقة وحدهما  والذي لم تكن تملك له ادني شهية ،ظلت متهكمة رغم  محاولات بيتر اليائسة لاخراجها من ذاك الغمام الأسود الذي يحوم فوق رأسها حتي استدعاه كين في عمل مفاجئ جعله يهرع اليه فورا بينما ظلت كلارا تجلس  في محلها لساعات تفكر بما قالته اميليا حتي سمعت صوت يخاطبها 

"الشمس ستؤذي بشرتك "

التفتت بسرعة نحو مصدر الصوت لتجد غوميز واقفا خلفها مع ابتسامة طفيفة  وهذا دفعها للقول بارتباك 

"سنيور غوميز اسفة انا لم انتبه لوجودك كيف حالك "

اجابها ساخرا 

"انا بخير لكن انت علي وسك الإصابة بضربة شمس لقد انتصف النهار ووحده اليأس من نفسه يستمتع بكل هذا الحر "

امسكها من يده وسحبها لتقف مضيفا 

"تعالي معي "

لم تمانع كلارا في سحبه إياه خلفه فقد كنت تدرك الي اين يأخذها ،وصل بها الي داخل المظلة التي لم تكن تبعد عنهما سوي خطوات وتركها تجلس علي الاريكة والن فقط لاحظت احمرار بشرتها وهذا دفعها لان تقول شاكرة 

" شكرا لك سنيور غوميز ان لم تأتي فعلي الاغلب كنت سأصاب بحرق جلدي"

ابتسم لها بعفوية قائلا 

"علي الرحب والسعة ، لكن القاعدة الاولي التي يتوجب عليك معرفتها  بما انك أصبحت كلارا بيبتشي  انه   لا رسمية بين افراد العائلة  غوميز فقط  يكفي ،لكن  علي ان ابارك لك الزواج أولا رغم استيائي من عدم دعوتي اليه "

 حين نطق اسمها  متبوعا بكنية ببيتشي  شعرت بالغرابة  ،فحتي هي لم تفكر في حقيقة انها لم تعد كارا غيتس بل باتت تنتمي الي عائلة اخري عليها التأقلم معها  

"لقد حدث الامر بسرعة حتي اللحظة انا غير قادرة علي استيعاب الفكرة بالكامل لكن بت فعليا وقانونيا زوجة بيتر واظن ان سأعتاد علي ذلك قريبا "

هز لها رأسه إيجابا  قبل ان يعقب عليها 

"لقد اخبرني بيتر ظروف زواجكما لكن انت الن تخبرني ما الذي جناه ذاك الأحمق بحقك حتي قررت الانتحار حرقا بالشمس "

لم تستطع منع ابتسامتها من الظهور لكن سرعان م اخفتها خلف ردها 

"هو لم يفعل لي شيئا انا هي التي فعلت  والان احاو إيجاد طريقة اصلح بها خطأي "

نهض من كرسيه وتوجه نحو طاولة وضعت عليها مشروبات كحولية كتلك التي كانت البارحة في ذاك  البار المخفي بمكان ما بهذا القصر ،مجرد تذكرها ما حدث جعلها تشعر بالغثين والكراهية نحو كين لكن بذات الوقت عليها ان تكون شاكرة له فلولا اجباره إياها علي تناول الكحول وجعلها تسكر فلا تظن انها كانت ستسمح لبيتر بان يمارس الجنس معها 

"هل اسكب لك واحدا "

اجابته بسرعة 

"لا شكرا لك "

اخذ كأسه واتي ليجلس قبالتها من جديد تجرع من مشروبه القليل قبل ان يميل الي المام واضعا الكأس في الطاولة ومن ثم قال بنبرة جادة 

"كلارا هل تعلمين ما هو اللقب الذي اشغله في هذه العائلة "

هزت رأسها نفيا فل تظن انها احتكت به كثيرا لتعم عنه معلومات كافية منذ قدومها ظل دائم الحال يسافر من مكان الي اخر وبالكاد تراه حين يجلسون لتناول الإفطار 

"اسمي العراب ،كل شخص ينتمي لهذه العائلة او يعم لصالحها في هذه المدينة او خارجها لا يقمون باي شيء في حياتهم قبل ان يعرضوه علي أولا ويستشيرونني بخصوصه هم يعتقدون انني املك الحكمة الكافية التي تمكنني من التمييز بين الصالح والطالح وبالتالي تجنبهم من الخسارة ونادر ما اخطئ في رأي ،يعتقدون انني استطيع إيجاد حلولا لجميع مشاكهم "

صمت  ليري تأثير م قاله لها ورغم تأكده من انه فهمت قصده لكنه أضاف 

"كلارا يمكنك الوثوق بي  ولا تظني انني احتم عليك فعل ذلك ،انت حرة ان اردت شاركيني مخاوفك وانا سأحلها لك اثق في اني سأقدم لك الدواء الشافي للحزن الذي في عينيك ،مهمتي في هذه العائلة ان احافظ علي افردها متوازنين ان احرص علي ان يصيب افردها أي ضرر وانت الان أصبحت واحدة منها "

لم تحتاج كلارا الي الكثير من الوقت حتي تحسم قررها فهي علي يقين انها ستحتاج شهورا قبل ان تصل الي حل فخبرتها في العلاقات ضعيفة وتكاد تكون صفرا في مشكلات كهذا علي عكس غوميز فمظهره يدل علي الفطنة والخبرة الغزيرة في حلها  ، لن تخسر شيئا ان اخبرته  لذا تنهدت بارتياح استبق كلماتها 

"علاقتي باميليا علي وشك الانهيار وانا لا اعرف ماذا علي ان افعل حتي احول دون حدوث ذلك ،هي تظن انني لا اثق بها وانا بت عاجزة عن اثبات العكس لها  اريد إيجاد طريقة تمكنني من ان انفي كل التهم التي  رشقتها في ، انا لا استطيع خسارتها انها اكثر من اخت لي "

ظل  غوميز صامتا لفترة يظهر علي ملامح التعمق في التفكير في حين كلارا الوقت بتوتر سبب لها تشنجات في معدتها  مع ازدياد خوفها من  من ان  يفشل كما فشلت هي حتي سمعت يردد

"احترم رغبتك في عدم ذكر السبب الذي دفع صديقتك للقطع بنتيجة رفع الثقة عنك ،لكن اريدك ان تعلمي شيئا العلاقات أيضا تنصاع لقوانين الطبيعة كلارا كل ما تقدمينه للطرف الاخر يعود اليك بنفس المقدار وقوة المشاعر ،اعتقد انك شككت بها لسبب ما في الماضي وهي بالتالي ردت عليك بالشك لذا حلك انت تثقي بها مستقبلا  لتثق بك  فكري في كلامي وانا ادرك انك ذكية كفاية لتستخرجي الح النهائي من نصها "

انتصب علي قدميه ليتمتم بسرعة 

"موعد طائرتي قد حان علي اللحاق بالمطار واتمني حين اعود ان اجدك قد حللت مشكلتك "

وقفت بدورها هي أيضا لترد عليه بابتسامة 

"تصحبك السلامة  وانا أيضا اتمني ذلك "

رد عليها بابتسامة قبل ان يغادر المظلة لكنه تقف في منتصف المسافة ليقول

"وداعا سنيورا "

ضربت اميليا هاتفها بقوة في فراشها حتي ارتد مرتان قبل ان يستقر في الأخير بطرف الفراش ،نهذت علي قدميها واخذت تجوب الغرفة وشعور بالضيق يخنقها 

"تبا لك بيتر تبا لك "

خللت اناملها بين خصال شعرها لتعيده الي الوراء لكن سرعان ما حولته الي عينيها لتزيل الدموع عنها حين سمعت صوت الباب يفتح لترسم ابتسامة زائفة سرعان ما ذبلت حين علمت هوية القادم لتصرخ مكفهرة 

"لما لا ترد علي اتصالاتي اللعينة ام بت لا اهمك ولا اعني لك شيئا بعد ن اصبح زواجك حقيقا "

اقترب منها بسرعة ليهمس بصوت خافت لم يخلو من الحدة 

"اخفضي صوتك ماذا ان سمعنا احدهم "

ردت عليه بحدة مماثلة 

"هل بت خائفا ان تخسرها ،تبا لك لقد وعتني بيتر وغتني انك لن تتمادي في لمسك أيها اكثر من تقبيلها  اللعنة كيف وثقت بزير نساء مثلك "

حول الإمساك بها لكنها نفرت منه بنظرات محذرة 

"اياك ان تلمسني انت .."

قاطعها بسرعة 

"لقد كنت مضطرا اميليا انت لا تفهمين ..."

قاطعته بدورها 

"بلي افعل ربما مالقته صحيا لكن لم اعد اطيق هذا الوضع بيتر ،لن استطيع احتمال ما يحدث هل تفهمنني ،انا سأغادر وان كنت حقا تحبني كما تقول انهي هذه المسخرة التي بينك وبين كلارا وحين تفعل انت تعرف اين تجدني 

"اميليا .."

قطع حديثه ما ان سمع طرق علي الباب قبل ان يدفع لتظهر خلفه كلارا بملامح شاحبة جعلت التوتر يغذو ملامح كل من اميليا وبيتر دافعا الأخير للقول بارتباك 

"كلارا اهذه انت لقد كنا نتحدث عنك منذ.."

رمقته بملامح لا تحمل تعبيرا سوي الألم لتعقب علي ما قاله بنبرة مهزوزة 

"بل كنتما تتشجران بسببي "

سار نحوها لتقلص المسافة لأقل من متر  ومن ثم اضافت 

"اميليا ان اسفة لا اعلم الي متي سأظل اردد هذه العبارة حتي تصفحي عني لكن ما انا واثقة منه انني لن ايأس حتي تصدقيها وتصدقيني من جديد ، لقد أخطأت اقر بذلك لكن اقسم انني نادمة علي خطئي ذاك  واتمني ان تغفري لي  اتوسل اليك ان تبقي علي صداقتنا حية فانا لا اقدر من دونك "

لم تستطع اميليا النظر في عينيها وهي تعلم جيدا انها ليست المذنبة وانها لم تخطئ بشيء وكذلك كان حال بيتر لك كلار بالطبع فهمت الامر علي انه رفض لتوسلها وهذا جعل دموعها تتزاحم علي خدها وشعور بالخسارة يساورها ،أدخلت يدها في جيبها لتخرج منها سوار  عرضتها علي اميليا قائلة بصوت مبوح 

"هل تذكرين هذه "

لم تأخذ اميليا الكثير من الوقت حتي تتعرف عليها فقد اعطتها أيها في نهاية الفصل الدراسي السابق كما منتحها كلارا واحدة بالمقابل 

لكن المغذي التي تود كلارا الوصول اليه من خلالها هو مالم تتعرف عليه حتي شرعت الأخيرة في اخبارها 

"قلت لي يومها انها عربون محبتك لي ووانا عطيتك واحدة بالمقابل واخبرتك انها عربون ثقتي بك  وان جميع اساري ستكون بين يديك فقط  وتعاهدنا اننا سنحتفظ بتلك الاساور الي الابد ونحافظ عليها كما سنحافظ علي صداقتنا ،انا يومها لم اكن مزح امليا انا حقا كنت  اعنيها ،لطالما شجعتني لان اغتنم خزنة في بنك ما لأحفظ فيها بحوثي واضمن عدم الاستحواذ عليها من قبل احدهم لكن انا دائما كنت أقول لك اني لا اثق بهم واني سأضع جميع اسرار في اكثر الأماكن امننا في هذا العالم  والتي اثق فيها اكثر من نفسي وام اجد موضع يحمل هذه الصفات غيرك انت لذا رهنت  كل ما توصلت اليه في حياتي بين يديك انت فقط ،هل تعلمين لماذا لاني اثق بك ولطالما كنت علي يقين انك لن تخذليني ما حييت ،الا تعقدين اني استحق منك فرصة لمجرد اني اسأت بك الظن لمرة واحدة ه حقا لا استحق منك فرصة"

جحت اميليا عينها بذهول وصدمة لم تخلو من ملامح بيتر وتطلب منها الامر الكثير من الوقت حتي استطاعت تفكيك طلاسم ما قاته كلارا لتصيح بها منفعلة 

"هل تقصدين ان بحثك كان دئما في أسواري "

هزت لها رأسها إيجابا 

"اجل هذه صحيح ان لم اكن اثق بك لما كنت سأعطيك شيئا بالغ الأهمية كهذا فكري فيما قلته حتي الغد واتمني ان تظلميني في قرارك "

غادرت كلارا  الغرفة لتترك حلفها مئات التساؤلات وما ان أغلقت الباب حتي شرع بيتر في طرحها 

"هل ما قالته صحيح"

هزت اميليا كتفيها بحيرة 

"لا اعرف انا لم اظن يوما ان كلارا قد تثق بي لهذا القدر ،انا حقا مصدومة ،ظننتها تمزح لم اخال انها كانت جادة فيما قالته "

"تبا لقد ضيعنا كل هذا الوقت والجهد في شيء كان بين أيدينا منذ البداية ،حسنا اعطيني السوار الان فلن يفيدنا التحسر علي الماضي  "

اجابته بصوت مرتبك 

"انها ليست معي لقد تركتها في الفندق الذي مكثنا فيه فترة الأسبوع هنا بميكسكو "

صرخ بها بهلع 

"ماذا ولما فعلت ذلك بحق السماء "

صاحت به بدورها ويبدو انا اعصابها بدأت تتلف 

"لا اعلم انا في الفترة الأخير كنت احس بالكراهية نحو أي شيء يخصها فكرة انها تشاركني بك تثير جنوني لذا تعمد التخلص من أي شيء اعطته لي اردت ان امحوها من حياتنا انت ا تفهم شعوري وانا اراها بجانبك "

ربت علي خديها  بلطف  ليتمتم لها 

"انت كنت تعلمين الغرض الذي من اجله تقربت منها والان هو انتهي انت لم تعودي مضطرة لاخفاء حبنا بعد الان فقط امامنا خطوة اخيرة علينا خطوة معا وهو إيجاد ذلك السوار "

مسحت كلارا دموعها  التي تأبي ان تتوقف حتي تورمت عينيها لساعات بعد ان خبرها بيتر برحيل اميليا دون ان تقابلها حتي  إحساس اخسارة كان صعبا عليها وحتي اللحظة هي قادرة علي استيعاب فكرة انا علاقتها باميليا قد انتهت بكل بساطة 

طرق الباب مرتان قبل ان تسمع صوت  سيلين يطلب الاذن منها للدخول لتجيبها  بنبرة  مبوحة 

"ادخلي سيلين "

لم تأخذ الأخيرة وقتا حتي  دخلت الغرفة سارت نحوها لتجلس بجانب جسدها الراقد علي الفراش بنظرات قلقة 

"هل أنت بخير اخبرني جوشوا ان اميليا قد غادرت "

هزت له راسها لتجيبها بصوت متقطع بعد ان عاد البكاء ليزاحكم كلماتها 

"اجل لقد رحلت نهي لم تسامحني "

"وأين بيتر "

اجابتها كلارا بسرعة 

"لحق بها عله يستطيع اقناعها  ،لا استطيع ان الموها فلو كنت محلها ربما  تصرفت بنفس طريقتها "

صمتت سيلين لوقت طويل  قبل ان تقول تردد بصوت حنون حين ارتفع صوت بكائها

"انا اسفة كلارا لا تلومي نفسك انه ليس خطأك "

"بلي هو كذلك الامر برمته حدث من جراء غبائي انا المذنبة الوحيدة هنا "

تساقطت دموع سيلين علي خدها بغزارة استغربتها كلارا وبدي عليها الألم   والتأثر العميق ،تطلب الامر منها عدة دقائق حتي تتمكن ما تود طرحة 

"بل انت وحدك البريئة هنا كلارا و  جميعنا مذنبون بحقك "

اعتدلت كلارا في جلستها لتسألها باستغراب 

"مالذي تقولينه سيلين  الم اخبرك .."

قاطعتها لتكمل ما بدأته

"بيتر حقا يخونك مع اميليا وانت لم تتوهمي ذلك "

رمقتها ببلاهة وكأن عقلها رفض تفسير ما قالته 

"سيلين لم تقولين ذلك بيتر شرح لي ..."

قاطعتها بصوت مهزوز

"لقد كذب عليك كل شيء كان خدعة  كل شيء ،لا اعلم لما قما بذلك وما هدفهما لكن عليك ان تعرفي  انهما "

كل خلية بكلارا كانت تدفعها الي استنكار ما تقوله سيلين فما يعينه حديثها امر مهول  لا تظن انها قادرة علي احتماله 

"لما تكذبين بيتر صديقك وانت بالكاد تعرفينني اذا لما تحاولين تشويه صورته بأوهام اخترعتها انا  لقد اخبرني بانه يعد لي مفاجأة وما رأيته كان ظل المان انا "

صمتت حين اشهرت سيلين هاتفها امام عينها قبل ان تقوم بتشغيل فيديو قام بتدميرها ولم يترك بها حتي بقايا تسند عليها  ما احست به لا يقارن اطلاقا ولا باي شكل كان مع احساسها حين رأت الامر بأم عينيها ،لقد كذبا ،حقيقة انها دائما كانت تلوم نفسها علي خيانتهما لها وتصديق انها الطرف الشرير بالقصة كسرها، في لحظة واحدة اعتم كل شيء  وساد الظلام  جسدها الاجوف الذي بات حي بلا قلب 

"كلارا انا اسفة ، لكن لم استطع ان اراك مخدوعة  انت فتاة طيبة ولا احب ان يستغلك  احدهم بتلك الشناعة حتي وان كان بيتر  "

لم ترد ولم تجب فقط ركزت عينيها علي تلك المشاهد الغزيرة التي تعرض امامها وهي حرفيا بالكاد  تستطيع التنفس وملايين الأسئلة التي بات الحصول علي إجابة عليها غير مهما البتة وكل ما تتمني حدوثه هو مواجهتهم فحسب 

نهضت من ففراشها وقدمها غير قدرتين علي حملها سارت  بخطي بطيئة كمن يجر الي منصة إعدامه التقطت هاتفها ولم تكن تعبئ بتفسير ما تحاول سلين قوله لها فقط اتصلت ببيتر وانتظرت رده 

"حبيتي انا لا استطيع الحديث اليك  الان حاول تهدئة اميليا .."

قاطعته ببرود خافها هي قبل سيلين التي وقفت بقربه 

"اسفة حبيبي ، حبيبي فقط  اردت ان اطمئن عليك هل اميليا بخير "

"اجل هي كذلك وأريد ان خبرك باني سأقضي معه الليلة هنا لا اريد تركها وحدها "

"حسنا لا عليك  اعلم انها بحاجتك اكثر مني  ل تتركها حتي تتحسن  لكن فقط اخبرني بعنوانكما لاتي الي هناك بعد ان تهدأ اعتقد ان ثلاثة ايم كافية اليس كذلك حبيبي "

"اجل معك حق  ... حين تريدن القدوم اتصلي بي وسأخبر كال ان يقلك فهو يعرف المكان "

ابتسمت بخبس تولد في ذاتها للتو 

"حسنا وداعا اتصل بي وطمئني عنكما "

أغلقت الاتصال لتنظر الي سيلين بقلب يكاد يكون قد تحجر ممثلة بذلك النقيض لكلارا التي كانت منهارة قبل قليل مسحت دموعها بظهر يدها  لتوجه لها سؤالها التالي 

"هل  ظل هناك شيء لا اعرفه  سيلين"

هزت رأسه نفيا مضيفة 

"لا لا شيء انا ما عرفته اليوم خبرته بك رغم ان المر لا يبدو منطقي بالنسبة لي ان كان يحبها منذ البداية اذا لما ادخلك حياته ،لا اعرف انا حقا لا اعلم ماذا أقول لك ،لطالما أحببت فيه كون انه شخص فريد من نوعه احترمته لانه ابي ان ينضم الي المنظمة واحتار ان يعيش كإنسان يحس ويشعر بالخرين لكن الان.."

قاطعتها كلارا بسرعة 

"عن أي منظمة تتحدثين سيلين "

نظرت أيها الأخيرة باستغراب 

"منظمة عائلتنا ،لحظة الم يخبرك بيتر "

هزت كلارا رأسها نفيا واعدت نفسها للأسواء لكن ما قالته سيلين تخطي توقعاتها 

"تبا ،كلارا ه حقا انت لا تعلمين ان العم كين يكون احد زعماء المافيا "

هنا بالضبط احست بان الأرض تتداعي اسفل قدميها  وكل حلقات قصتها مع بيتر ارتبطت مع بعضها في ثانية واحدة لما اقترب منها ولما تزوجها  لما اختارها هي بالذات كل اسئلتها وشككوها تمت الإجابة عنها بكلمة واحدة مافيا ، اميليا لا تصدق هل كانت علي دراية بذلك هل خططت معه هل ساعدته ،لم تكن بحاجة للكثير تسلم بتلك الحقيقة المرة  فكل الاحداث تشير الي انها متورطة معه حتي النخاع ،غبية اجل انها الكلمة الوحيدة اتي تجدها ملائمة لتصف بها نفسها كيف استطاعا خداعها كل هذا الوقت كيف صدقت ك اكاذبيها وحيلهما كيف 

استدارت بسرعة ولم تجد نفسها الا وهي تركض باقصي سرعتها  تحاول الخروج من القصر كل شيء بهذا المكان بات يخنقها كل شيء بات كريها ونتنا بطريقة لا تحتمل ركضت بأنفاس منقطعة وكان جدران القصر تود ابتلاعها حصارها داخله مع محيطات من الغدر ولخيانة  وكل شيء كريه عرفته يوما توقفت في الحديقة بأنفاس لاهثة لكن سرعان ما عادت للركض مجددا اتجاه البوابة التي كانت تعد عنها ميل علي الأقل ولم يقوفها شيء سوي القطبان الحديدة التي انطبقت مع بعدها مانعة أيها من التقدم اكثر لتسمع صوت الحارس يخاطبها 

"سنيورا الي اين انت ذاهبة "

التفتت بحوه لتجده كال وقف عنده يرقبها باستغراب بادي علي ملامحه 

"انا اريد الذهاب لرؤيت اميليا انها  تريد رؤيتي وكنت ابحث عنك هو ..هو اخبرني انك تعرف العنوان "

"حسنا سنيورة انتظري هنا حتي اجلب السيارة "

وقفت عندها خوف عارم وكل خلية منها تهتز بعنف وكأنها تري ملك الموت متربصا بها لكن باللحظة التي اخفضت بصرها لتقع علي السوار لذي ترتديه ازداد رعبها

"يا اللهي لا مالذي فعلته  انا ما لذي فعلته "

هدأت من روعها حين توقفت سيارة بقربها نزل منها كال ليفتح لها بابها قائلا بتهذيب 

"تفضلي سنيورا "

شعرت بالتردد في البادي ماذا ان كان متفقا معهم أيضا ماذا ان لم يود اخذها اليهما بالفعل،  لكن  بذات الوقت لم تكن تملك حلا سوي المخاطرة فهو فرصتها الوحيدة للوصل اليهما ،صعدت السيارة لتجلس بحذر وما هي الا ثواني حتي انطلقت بهما السيارة ،لتظل كلارا طوال الطريق منكمشة وخائفة تترتجف كورقة في مهب الريح لكن خوفها ذاك ذا ما ان دخلت بهما السيارة الي فيلا صغيرة ورأت سيارة بيتر مركونة في فنائها الامامي ،توقف كال عن القيادة ما ان ادخل اسيارة داخل البوابة قائلا 

"ليس مصرحا لي للدخول اعمق من هذا سنيورا "

اومئت له بالإيجاب لتترجل عن السيارة لتراه يغادر المنزل من فوره ،لم تكن المسافة بين البوابة الرئيسة والمنزل كبيرة لذا قطعتها في اقل من خمس دقائق لتقف امام باب المبني مترددة ومهزوزة خاسرة وكل شعور كريه في العام استقطب واستقر في قلبها حتي تحول الي حجر ،في البداية كان تود القدوم لتواجهما لكن الان باتت مضطرة لمجارتهما فقط حتي تسترد منهما تركيبة الدواء قبل ان تحول حياة أناس اخرين الي جحيم بسبب غبائها وحماقتها طرقت علي الباب عدت مرات لكن لم يكن هناك رد ولم يأتي احدهم ليفتح ها الباب لذا اخذت تبحث عن مكان اخر تدخل منه لفت حول المنزل لكنها لم تلمح أي باب قد يدخلها حتي وقعت عينها علي شبا غير مغلق لم تفكر كثيرا حتي قررت  الدخول عبره أدخلت جزئها العلوي أولا ومن ثم ساقيها وقبل ان تضع قدمه علي ارض انزلقت يدها التي تمسك باطار الشباك لتسق ارضا بقوة جعلتها تفقد الوعي 

ضرب جوشوا الحائط بيدة عدة مرات حتي نزفت لكن لم يهتم فقد كان غاضبا وحين يغضب تنتهي الإنسانية من داخله في انزوت سيلين بركن الغرفة تراقبه بخوف بعد ان حطم كل شيء وجد داخلها 

"غبية غبية ، سحقا لك سيلين الم حذرك الم اخبرك ان تغلقي فمك اللعين ما الذي قادك أي اخبارها ها هل تعلمين أي لعنة ستحل عليك ما ا يعرف كين حالا والان وضبي اغراضك ستسافرين الي عمتك ناز ولن تعودي حتي اقرر انا خلاف ذلك "

"انا لا اري.."

صرخ بها بحدة 

"ليس بعد ما تفوهتي به سيلين لن ابقيك هنا حتي يأتي كين ويفصل رأسك عن رقبتك ،لقد  حسم الامر "

اخرج هاتفه واتصل باحدهم قائلا 

"جون تعال الي هنا بسرعة ،واترك كل لعنة بين يدك ،ستسافر بصحبة سيلين الي باريس ،لا اريد لكما اثر هنا بعد نصف ساعة اهذا واضح "

اغلق الاتصال ليقي عليها نظرة خاطفة قبل ان يخرج صافعا الباب خلفه 

وما كاد ان يفعل ذلك حتي ورد اتصال من كين ،تبا هذا اللعين سيحرقني حي 

"مرحبا "

"اين هي جوشوا اين هي "

اجابه بسرعة 

"لقد ذهبت الي لتري بيتر كال اصلها الي هناك لقد اخبرني بذلك قبل قليل "

 من أنفاسه فقط علم انه ينصهر غضبا و حمد لله انه لا يقف امامه والا كان ميتا الان 

"اسبقني الي هناك "

لم يمنحه فرصة حتي يرد عليه فقط اغلق الاتصال بوجهه ليتنهد الأخير هنا بارتياح  نسبي قبل ان يقرر الذهاب الي حيث امر كين 

فتحت كلارا عينيها بوهن ليهاجم الما  حاد استمر لدقيقة رأسها ن ،ظرا لدموع التي لا تزال حارة في عينيها يبدو انها لم تفقد الوعي سوي لدقائق  انها بالمطبخ  ولم تحب البقاء وقافة هناك مطولة وقررت البحث عن الغرض الذي أتت من اجله فتحت الباب بمقدار ضئيل لتري ان كان هناك احد في الصالة انتظرت عدة دقائق واقفة عندها هناك وما ان تأكدة من خلوها  تقدمت ببطئ خارجا حارصة ان لا تصدر صوتا حتي وصت الي السلم وبدأت  تصعد درجاته بحزر وبكل مرة كانت تقترب من الطابق الثاني شد سمعها لصوت انين مختلط مع شهقات متقطعه تستطيع تميز هذا الصوت انه يعود الي اميليا اقتربت اكثر من مصدره لتقف في الأخير امام غرفة بابها مفتوح امسكت بمقبضها لفترة وهي تحاول معرفة ان كانت تملك الشجاعة لتري ما يوجد خلفها هل تستطيع احتماله يا تري هل رؤية الامر علي شاشة كرؤيته في الواقع لم تكن واثقة من شيء لكن قلبها أعطاها دافعا لتنفذ خطوتها التالية دفعت اباب بدون تفكير وما ان وقعت عينيها علي اميليا يبست بمكانها ،فلم يكن انيها بسبب الشيء لذي فكرت فيه بل سكين ضخمة غرست في صدرها جعلة أيها تسبح في بحر من الدماء لشهق بفزع اصحبه رعب خالص وبلحظة نست كل شيء فقط كل ما تذكرته انها اميليا رغم ما فعلته بحقها فهي اميليا هرعت صوبها بدون تفكير لتجثي قربها وعقلها بالكاد يستوعب ما تراه حدثتها بنبرة مختنقة عبر صوت ضعيف بالكاد يسمع 

"اميليا من فعل بك هذا اميليا "

ابعدت شعرها الأشقر المتناثر علي وجهها بيد مرتجفة لتسمها تقول بصوت خافض 

"انا اسفة ،اهربي من هنا ،غادري ولا تدعيهم يعثرون عليك ابدا انجي بحياتك "

انفجرت كلارا باكية وهي تري نظرات اميليا لها المتوسلة اليها 

"لا لن اتركك وحدك انتظري سأتصل  بالإسعاف "

امسكتها بقوة قبل ان تتمنك من الابتعاد عنها 

"ابعد كل ما فعته بحقك تحاولين مساعدتي ،لا تعبهي بي اهربي  اتوسل عليك  لا فائدة لقد فاتت الأوان "

شعرت بثقل يدها التي تمسك بها حتي بدأت ترتخي الي ان سقطت بجانب جسدها  وشخير عالي أصدرته اميليا استمر لثوان بعدها سكن جسدها الي الابد لم تحررك ولم تكن تتنفس هزت جسدها بخفة 

"اميليا ، اميليا ما بك "

وضعت يدها علي فمها ولم تكترث لتلك الدماء التي خضبتها حاولت اسكات عقلها الذي بات يصرخ بها معلنا عن وفات تلك التي كانت تحدثها قبل ثواني معدودة هزت رأسها نفيا لتلك الحقيقة  ولم تعي حتي لبيتر الذي وقف امام باب الغرفة بنظرات لا تحمل سوي الموت تقدم بهدوء صوب جثت اميليا ولم تشعر به كلارا الا وهو ينحني امامه وجه لوجه لم تعرف ماذا تقول ا ماذا تفعل فهي لا تستطيع حتي اللحظة استيعاب ما تراه نهايك عن وصف شعورها بكلمات فقد اخذت في الزحف بعيدا عنها فلا تظن ان قدماه قادرتان علي حملها تبكي بصمت وقد اختفي صوتها كليا في الحظة التي شاهدت يد بيتر تمسك بتلك السكين وتسحبها من يمليا بل برود ومن دون  رحمة ، لم تجد كلمة في هذا العالم تصف البشاعة التي احست بها   او تصف شعورها نحو ما تراه 

وقف علي قدميه وعلمت كل ذرة بها أي خطوة تالية سيتخذها فعينيه تولت اخبارها بكل شيء ذاك الكره الخالص الذي تبلور في عينيه كان كفيل بجعلها تدرك انه يود قتلها نعم فقبل اليوم رأته في عينا شخصا اخر  ،ربما مالم تستطع ولدتها اكماله ذلك اليوم سيتمه بيتر بالنيابة عنها

اخذ جسدها في الارتجاف  وهي تنظر اليه يقلص المسافة بينهما ورغم يقينها انه لا مهرب لها منه ظلت تتراجع الي الخلف  الي الخلف حتي اصدم ظهرها بقائمة السرير الخضم اغمضت عينها بقوة وفقط تركت العنان لجسدها لن يرتجف ما يريد حتي توقفت أنفاسها عن الصدور حين احسب بنصل السكين الحاد يلامس عنقها جاعلا إياها  تنفضت فذعت لتسمع يردد

"ه تظنين ا نح عنقك سيعذبك كفاية قبل ان تموتي "

انهمرت دموعها غزيرة   ولم تجد ما تقوله وكادت ان تستلم الي الواقع لولا امساك يدها بشيء اسفل السرير كان صلبا وصغيرا لم تجتهد حتي تعرف ماهيته وبسرعة خاطفة وجدت نفسه تشهر مسدا بوجه بيتر الذي لم يكن يبعد عنها سوي انشات لتردد بصوت متقطع 

"ابتعد عني ..."

منحها ابتسامة كريهة  ولم يبدو عليه أي علامات التأثر بتهديدها  

"انت جبانة كلارا لن تجرئي علي  ضغط زناد مسدس مرة اخري لذا كوني عاقلة ودعيني اقتلك بهدوء كما قررت سلفا والا اخترت لك اكثر الطرق ايلاما سأفصل اجزء جسدك جزء جزء حتي تذوقي عذابا لن تجديه حتي في الجحيم "

"لا تفعل "

قالت بصوت ضعيف ن تتمكن حتي هس من سمعها لكن حين قاته كان قد فات الوان ولم تجد سوي نص السكين يخترق عنقها ليضطرها الي فع اخر شيء كانت تتمني ان تفعله وهو اطلاق النار عليه 

.......................................

..نهاية البارات 

اها ارئكم الجميلة يا حلوين 

واشوفك بعد 5 أيام للبارت القادم 

love you 

Continue Reading

You'll Also Like

160K 7.4K 19
ماذا سيحدث اذا تقطعت السبل برجل لديه رهاب المثلية ورجل مثلي الجنس معا في جزيرة صحراوية بلا أمل للإنقاذ؟! ↜محتوى مثلي اقراء على مسؤليتك! cover by @Re...
85.1K 1.6K 28
"تنفسي بعمق ،اغمضي عينكِ، احتضنيني اقرب لكِ ، قبليني ، اشعري بي ,فـ انا ادمنتك "
617K 8.6K 50
"يمكن التعافي من كل شي الا الإدمان والهوس بشخص لا علاج له ولا سبيل للسيطره عليه سوى طريقتين اما اقتلاع جمجمتك اللعينه لتنساه او حبسه وكسر ساقيه ليبقى...
57.4K 773 13
الحب شيء فطري زرع في الانسان منذ خلقه .. فماذا لو تحول هذا الحب الى عشق ثم الى هوس مريض وتملك يجعلك سجينا لشخص فتصبح خاضعا لسيطرته مجرد التفكير في...