داكن | Dark

By EsFaLtim

110K 13.2K 2.1K

يتم اختطاف مغني الروك الشهير بهاري ستايلز في وسط إحدى حفلاته بكندا ليكتشف بعدها أنه وقع في يد مجموعة خارجة عن... More

مقدمة
2- بائع البطيخ
3- ناكرٌ للجميل
4- اسمكِ يليق بكِ
5- فتاة مدللة
6- الإله لا يخطئ أبدًا
7- شيطان داكن
8- أنتِ ودالت
9- شعوران
10- صدمة الصوت الأول
11- رايش غاضب
12- رفيقكِ
13- لماذا ليس أنا؟
14- استراتيجية جديدة
15- أنا في السيطرة
16- حبيب لشهرٍ ونصف
17- موعد أول
18- حالة مستعصية
19- لا يخصك
20- أمٌ غير مناسبة
21- حصل على إجابته
22- عائلة سعيدة مزيفة
23- لا تنخدع بدموع النساء
23- الجزء الجيد من دارك
25- ثلاثة أطفال
26- إلى أجلٍ غير مسمى
27- النهاية

1- مدينة من الوحوش

7.4K 552 152
By EsFaLtim

كان يقف على المسرح يتحرك هنا وهناك بنشاط ويؤدي حركات عشوائية راقصة، الموسيقى العالية قادمة من كل اتجاه، صرخات الجمهور المستمتعون بغناءه والألعاب النارية والمفرقعات تشتعل من حينٍ إلى آخر لتزيد من الأجواء الحماسية للحفل الذي بدأ منذ الساعة فقط

كان الحراس ملتفون حول المسرح بطريقة تمنع أي شخص من الصعود لكن وبالرغم من هذا فور اشتعال الألعاب النارية بطريقة تحجب الرؤية عن من يقف على المسرح وجد الحراس فجأة ثلاثة أشخاص ملثمين يهاجمونهم، ونجح واحدٍ منهم بالفعل بالصعود على المسرح،

استدار هاري ممسكًا بمكبر الصوت لكنه صُدم بشيءٍ آخر أمامه، كانت ملثمة سوى من عينيها الرمادية اللتان حدقتا في عينيه، لوهلة شعر بالزمن يتوقف عند ذلك ونسي بأنه في وسط حفل وهناك متسللة ملثمة تقف أمامه على المسرح الآن تحدق فيه بأعين ماكرة!

لم يأخذ ثانية أخرى للتفكير لأنها قد وضعت منديل على فمه وأنفه وبعدها غاب عن الوعي تمامًا.

حملته بسهولة لتجد أن معاونيها قد أخلوا الطريق بالكامل من الحراس بعد أن أبرحوهم ضربًا ولم يكن الأمر بالصعب عليهم، مستذئبان ضد عشرون حارس بشري؟ القتال يميل للكفة الأولى ..

بعد ربع ساعة فقط كانوا في السيارة، إثنان يقودان وهي تجلس بالخلف برفقة النائم ولا يدري بأي شيء حوله بعد أن خدرته بمخدر قوي لا يمكن لأسدٍ حتى بمقاومته.

" واو، لقد استمتعت حقًا! " قال الذي يقود السيارة بطريقة حماسية فأومأت التي بجانبه وهي تسحب التلثيمة عن وجهها وتهندم من خصلات شعرها البنية وضحكت عاليًا " لا أستطيع تخيل أننا نجحنا بهذا وبتلك السهولة! ظننتنا سنُعتقل من قبل الشرطة. "

" الأمر كان أسرع من أن تستوعبه الشرطة، " أردفت التي تجلس بالخلف بهدوء وهي تتأمل وجهه النائم

قفزت الفتاة في المقدمة واستدارت لتنظر إليها بأعين سوداء لامعة " دارك، ما هو شعوركِ وأنتِ تجلسين بجانبه؟ "

رجعت بعينيها إليه لتلقي عليه نظرة خاطفة، رمقته من أعلى إلى أسفل، ثم عادت بعينيها إلى صديقتها

" فالي، الأمر منتهي .. لقد أخبرتكِ. "

جعدت فالي وجهها بدون تصديق ثم غمزت نحو دارك بطريقة لعوبة وهمست " على الأقل لا تدعي الأمر يمر هكذا، ستندمين ... جيمي لن يعرف. "

علت قهقهات الذي يجلس في مكان القيادة ثم نظر لها من خلال المرآة وغمز لها بزرقاوتيه مؤيدًا " اسمعي كلام فالي، ستكون تجربة رائعة لن تتخيليها. "

عقدت دارك حاجبيها ثم نظرت لهاري من جديد لكنها سرعان ما عادت برأسها للفتى والفتاة وصرخت عليهما " روس، فالي .. توقفا عن العبث بعقلي واللعنة! "

قلب روس عينيه وتذمر " مفسدة للذات. "

ثم عادت فالي لتجلس على كرسيها وهي تسخر " على كل حال لا أظنها ستصمد، ولا أظنه سيصمد أيضًا. "

ألقى روس عليها بنظرة خاطفة وعاد برأسه للطريق أمامه وتساءل " جيمي؟ " لتصحح له وهي تنظر إلى دارك من المرآة " هاري. "

دحرجت دارك عينيها بعيدًا بضيق لتنظر من نافذة السيارة محاولةً بكل طريقة تجاهل كل شيء يحدث ويقال ويتواجد حولها بما فيهم رفيقها الذي ولأول مرة على بُعد بضع سنتيمترات منها، ولا تنظر له من خلف شاشة إلكترونية

" روس، هل أنت متأكد من أن لا أحد يتتبعنا؟ " سألت فالي فجأة فأومأ روس بهدوء ورفع كتفيه بغرور مبالغ فيه لكنه مُعتادٌ منه

" حتى أنني رميت هاتفه قبل أن نصعد للسيارة، لن يعرف مكانه أحدًا .. لا تقلقي، الأمر كله تحت سيطرة البيتا روس ابن البيتا ألكساندر بيتا مجموعة الدماء البيضاء الرائع جدًا والأكثر وسامة وقوة. "

" توقف عن الفخر هكذا، " سخرت دارك من الخلف فرفع كتفيه من جديد وأجاب ببساطة " لا أستطيع. "

استدارت فالي لدارك من جديد وسخرت من روس " فقط اجعلي أباكِ يعزل أباه وحينها سيتوقف. "

" في أحلامكِ يا فالي يا لعينة، " نكزها روس بخفة فاستدارت ودفعته في كتفه لتجده ينكزها من جديد فأمسكت بخصلاته الشقراء وشدتها وبدأوا في التقاتل كالأطفال

في حين قلبت دارك عينيها وهمست لنفسها " أنا مُحاطة بمجموعة من الأغبياء. ".

استيقظ هاري في اليوم التالي ليجد نفسه مُكبل الأيدي على مقعد خشبي والسواد يحيط به من كل مكان، فزع تمامًا وبدأ بالصراخ عل أحدًا يسمعه لكن لا شيء ..

حاول جاهدًا فك قيده لكن للمرة الثانية .. لا شيء

تعب من كثرة الصراخ وخاف على أحباله الصوتية فآثر الصمت وركز على فك قيده من جديد لكن الأمر لم يكن ممكنًا،

قفزت إلى رأسه صورة الفتاة الملثمة ذات الأعين الرمادية وبدأ يربط كل شيء ببعضه ليدرك بأنه قد خُطف!

لكنه فقط لم يستطع إدراك كيف حدث هذا؟

لقد كان هناك العشرات من الحراس وعمال الأمن والشرطة يحيطون بالحفل وبالمسرح .. إذًا كيف وصلت تلك الملثمة إلى مسرحه بتلك السهولة!!

شعر بالتعب يتملك منه بعد محاولاتٍ مستميتة بتخليص نفسه وجميعها بائت بالفشل، أغمض عينيه وأستسلم للمخدر الذي ما زالت أثاره تلعب بعقله.

استيقظ في اليوم التالي صباحًا .. أو هكذا هو توقع لأن ضوء الشمس تسلل من نافذتان ليضيء له المكان حوله

وهذا أصابه بالصدمة، لقد كان متواجدًا في غرفة متوسطة الحجم يوجد فيها بعض الأشياء القديمة التي لا تساوي شيء

يشعر بأنه يتواجد في غرفة فوق سطح منزل، لأن الشمس كانت متعامدة على سطح غرفته

بدأ بالصياح والصراخ من جديد وهذه المرة لعن أحباله الصوتية؛ فمباذا ستفيده لو تم قتله هنا؟ وهذا جعله يكمل صراخه بدون كلل أو ملل عل أحدًا يسمعه ويأتي لإنقاذه

" أنا هاري ستايلز .. مخطوفٌ هنا، حرروني ... " صاح بعلو صوته وأكمل " من سيحررني سأكافئه بعشرون ألف دولار .. أرجوكم .. " ظهر صوته متعبًا وهمس بنبرة مبحوحة وبيأس " لم أفعل شيء. ".

بدأ الضوء حوله يخفُت والليل حل عليه ليعم الظلام من جديد ومزال هو يصيح مستنجدًا لكن لا أثر لأي نجدة قريبة

سمع صوت صرير الباب يُفتح فانتفض وصاح بسرعة " اخرجوني أنا هاري ستايلز مخطوفٌ هنا. "

سمع صوت نقرة ثم ظهر ضوء خافت يأتي من مصباح صغير في زاوية الغرفة ثم ظهرت هيئتها

وجد فتاة متوسطة الطول بيضاء البشرة ذات شعرٍ أسود حالك وأعين رمادية تتقدم منه لتسحب كرسي وتجلس أمامه بضجر، ودون أن يدقق في معالم وجهها هو قد آتاه شعورٌ قوي بأنها نفس الملثمة رمادية الأعين التي تسللت نحو مسرحه والتي بالتأكيد كانت فردًا في جريمة اختطافه

" من أنتِ؟ أنا هاري ستايلز كيف تجرؤين وتختطفينني هذه جريمة يُحاسب عليها القانون ولن أصمت! " صاح من جديد لكنها قلبت عينيها بضجرٍ من جديد

" أعلم من أنت، توقف عن الصراخ هكذا!! " تذمرت وهي ترفع يدها لتحك عنقها أثناء تفحصه من أعلى إلى أسفل بدون رضا

" وإذا كنتِ تعلمين لماذا قمتِ بخطفي! " صرخ بغيظ ليجدها تتأفف وهي تقلب عينيها ثم تجاهلت سؤاله ولم تجيبه

نظر لها بيأس ثم نظر حوله بخوف ورجع بعينيه لها وهو يبتلع لعابه

" يا آنسة .. أرجوكِ دعيني أرحل ! أنا رجلٌ مسالم ولم أفعل أي شيءٍ سيء لأي مخلوق، إن شعاري في الحياة هو *عامل الناس بالإحسان* .. أنا حقًا رجلٌ طيب القلب ولم أقم بأذية حيوان حتى! "

تجعدت ملامح وجهها ونظرت له بقرف ثم سخرت " نعم أعرف للأسف. "

" إذًا لماذا قمتِ بخطفي من وسط حفلتي؟ أنا لم أفعل شيء! "

" الأمر ليس وكأنني واقعة في سحر هواك، أنا قد تورطت بك منذ مدة طويلة. " قالت وهي تضع قدمًا فوق أخرى فعقد حاجبيه بدون فهم

" كيف؟ "

" هاري إدوارد ستايلز أنت للأسف الشديد رفيقي، " تمتمت بضيق وهي تحاول رسم ابتسامة مزيفة على وجهها علها تداري بها تقززها من الجملة التي قد قالتها

" لكنني لم أركِ من قبل! كيف نكون أصدقاء؟ " سأل بطريقة بلهاء أو هكذا هي شعرت ولم تستطع عدم الضحك باستهزاء على جملته

" يا إلهي الصبر أو سأقتله، " همهمت وهي تهز رأسها يمينًا ويسارًا بدون تصديق

" اسمعني، أنا لا أقبل بك رفيق على أي حال .. على جثتي أن أقبل بمغني يضع طلاء الأظافر ويصفف شعره بالمكواة ويضع أحمر الشفاة! " سخرت فاشتعلت ملامحه وصرخ عليها بكل غضب

" لا أضع أحمر الشفاة إن شفتاي ورديتان هكذا خلقة الإله!! "

" لا تنفعلي هكذا يا باربي! " سخرت وهي تقلب عينيها للجهة الأخرى فأحتقن وجهه بالدماء وزمجر من تحت أسنانه بكل غِل وحقد " أكرهكِ دون حتى أن أعرف اسمكِ. "

" جيد، هذا سيسهل مهمتنا، اثبت على موقفك هذا وسنكون جيدان سويًا، " قالت وهي ترفع كتفيها ثم اقتربت بكرسيها منه وحكت يديها معًا لتنظر إلى عينيه في استعداد للكلام

لكنها تشتت وبقيت سارحة في عينيه حتى أفاقها صوته " لو سبب الخطف هو كونكِ تحبينني وتريدين اغتصابي فلا لن يحدث على جثتي! "

" اغتصابك؟ لا لن أغتصبكِ يا باربي!! " سخرت فاشتعلت ملامحه بالغضب أكثر وصرخ عليها بعلو صوته " توقفي عن تلقيبي بباربي أنا لست باربي!! "

لكنها ضحكت باستهزاء واستفزته أكثر " أنت تتصرف وتصرخ كباربي! "

" يا لعينة! " صرخ من جديد فقلبت عينيها وكأنها لا تهتم مما جعله يكمل صراخه " قولي ما الذي تريدينه مني ودعيني أرحل عن هنا. "

وحينها نظرت له وابتسمت بحماس " حسنًا، وصلنا للشيء المهم، ما أريده منك أن تغلق فمك وتستمع. "

صمت على مضض

" هاري، هل تقرأ روايات؟ "

أومأ بصمت فأكملت " هل قرأت روايات عن المستذئبين من قبل؟ "

نفى برأسه وحمحم " لا أحب الروايات القتالية، أحب الروايات الرومانسية العاطفية ال... " قاطعته بضحكتها الساخر " بالطبع، كان يجب أن أعرف! "

" حسنًا دعك من الروايات، هل شاهدت أي فيلم عن المستذئبين؟ "

رفع عينيه للسقف يتذكر ثم لمعت عينيه وعاد لها مردفًا " نعم، شاهدت واحدًا كان هناك مستذئبين بشعين المنظر في حرب مع مصاصي الدماء، لكن في الحقيقة أنا كنت في صف مصاصي الدماء، المستذئبين يبدون كالكلاب المسعو ... "

توقفت الكلمات في حلقه عندما تجهم وجهها بشدة فحمحم من جديد وسأل بتردد

" ماذا؟ ألا تحبين مصاصي الدماء؟! أعني إنهم كانوا وسيمون بشدة هل رأيتِ ذلك الفتى إدوارد من فيلم توايلايت؟ لقد كان أوسم من جيكوب، جيكوب يبدو كالكلاب! "

تجهمت ملامح وجهها أكتر فابتلع لعابه وتمتم بقلق " لكنه بدى ككلاب الهاسكي، تعلمين .. الهاسكي كلاب جميلة وغالية! أنا أريد شراء واحدًا. "

ذمت شفتيها معًا وهي تحاول تهدئة نفسها لكنه لم يعطها الفرصة وقال بضحكة بلهاء " أو يمكنني شراء مستذئب فهو لن يفرق عن كلاب الهاسكي ويمكنه التحول لإنسان ويمكنني ترويضه أو ترويضها لو كانت .. "

قاطعه صرختها الغاضبة " اغلق فمك اللعين لدقيقة!! "

ابتلع لعابه وأكمل " أنثى. "

" أنت لا فائدة منك!! " صرخت في وجهه فابتسم بسعادة لأنه أغضبها كما أغضبته

" اسمعني واللعنة لأنني أريد إنهاء هذا الأمر بسرعة. " رفعت سبابتها في وجهه فأومأ بضيق

" أنا مستذئبة وأنت رفيقي ورفيق يعني أننا زوج ومتصلان برابطٍ روحي، لكنني لا أحبك أنا أحب جيمي ألفا قطيع التنين وسنتزوج لكنني لا أستطيع التزوج به وأنت مازلت رفيقي وفي نفس الوقت لو رفضتك ستموت لأنك بشري لعين ضعيف ولن تتحمل قطع الرابط لذا فأنا سأحولك وبعدها سنقطع الرابط سويًا وأتزوج بجيمي. "

كان يحاول استيعاب ما تقول لكنه لم يلاحق الكلمات وكل ما فهمه هو أنها تحب شخصًا يدعى جيمي وهذا جعله يبتسم باتساع وهو يردف

" حسنًا مبارك لكِ وكان الله في عون جيمي! لكن ما دخلي أنا بالموضوع؟! "

رفعت عينيها إلى السقف بيأس وحاولت تهدئة نفسها بشتى الطرق، لا تريد ضربه لكنه يجر قدميها نحو الأسلوب العنيف بشدة.

أخذت شهيقًا عميقًا وأخرجته ببطء ورسمت ابتسامة مزيفة على وجهها من جديد ثم نطقت بنبرة لطيفة مصنطعة " عزيزي هاري .. أنا مستذئبة. "

تلاشت ابتسامته ونظر لها وكأنها مجنونة أو تتفوه ببعض الهراء فرفعت إحدى حاجبيها " لا تصدقني؟ "

ارتسمت ملامح ساخرة على وجهه خاصةً عندما خرجت وبعدها عادت برفقة فتىً أشقر في منتصف العشرينات وحادثته " روس، هلا تثبت لهاري أننا مستذئبون لأنه لا يصدقني؟ "

أومأ روس ثم قفز في الهواء ونزل بذئبه ذو الفراء الذهبية أمام أعين هاري الذي جحظ وتوقفت أنفاسه وأصابته الصدمة تمامًا وفي نفس الوقت هلع بشدة حتى كاد يبلل سرواله

كان سيصرخ لكنه وجد الفتاة تتقدم منه وأمالت برأسها لها ثم همست بتهديد " اهدأ، لن يصيبك مكروه إذا تعاونت معنا ونفذت ما أريده منك، حسنًا؟ "

سارع بالأيماء برعب فأشارت الفتاة للذئب بالرحيل ثم جلست من جديد وأردفت " حسنًا، سأشرح لك الأمر مرة أخرى بطريقة سهلة، شغل عقلك إن استخدامه بالمجان. ".

أعادت شرح كل شيء وهو بدى ساكن تمامًا وموافقًا على كل شيء تقوله، مما دفعها للنهوض لفك قيده بعد أن عرفت بأن هاري قد أستسلم أخيرًا للأمر الواقع

فور أن فكت قيده كور يده على شكل قبضة وسارع بمحاولة لكمها لكنه فوجئ بها تمسك بيده بكل سهولة ولم يستطع تحريك يده أو سحبها، نظرت إلى عينيه بتحدي وشددت قبضتها على ساعده لدرجة أنه شعر ببعض الألم يتسلل إلى عظمه، جحظت عينيه على قوتها تلك ليدرك بعدها بأنها ليست بشرية عادية وبالتأكيد تتحول لتصبح وحش مثل الفتى الآخر

كانت ستشدد على يده أكثر بغية كسرها لتلقنه درسًا قاسيًا بألا يتجرأ على فعل هذا مرة ثانية لكنها شعرت بالألم يصيبها في نفس المكان فاستوعبت بأن أي ألم سيحل به سيصيبها أيضًا .. وهذا جعلها تتراجع عن فكرتها بكسر يده وأفرجت عن ساعده بهدوء

سحب يده بجانبه بسرعة وابتلع لعابه بصمت وهي أيضًا لم تتكلم بل تحركت فتحرك خلفها

" سنذهب لأبي .. يجب أن يحولك هو بنفسه، " قالت فجأة عندما كانا ينزلان عن الدرج فتذمر " ولماذا أبيكِ؟ "

" لأنني لونا، وأنت يجب أن تكون قوي لتتحمل آثار كسر الرابط بيننا دون أن تموت، وهذا يعني أنه يجب أن تكون من فصيلة الألفا أو بيتا رئيسي أو أوميجا رئيسي على أقل تقدير. "

" ما الفرق بين البيتا والبيتا الرئيسي؟ "

" عالم الذئاب مكون من أربعة طبقات، أعلاهم طبقة الألفا ... والأقوى بينهم هم أصحاب الدماء الأصلية، أي الذين ولدوا لأب ألفا وليس الذين تم تحويلهم، وأقواهم هو الألفا الرئيسي وأولياء عهده من أبناءه ... الطبقة التي تليها هي طبقة البيتا وينطبق عليهم نفس الشيء، والطبقة التي تليها طبقة الأوميجا وينطبق عليهم أيضًا نفس الشيء .. ثم آخر طبقة وهي الأضعف وهم مستذئبون من فصيلة الآيوس وهم مستذئبون عاديون وينطبق عليهم أيضًا نفس الشيء. "

" لذا لكي تصمد أمامي ولا تخسر حياتك يجب أن تكون إما ألفا أو بيتا رئيسي أو على الأقل أوميجا رئيسي، لكنك لا تستطيع أن تكون بيتا أو أوميجا رئيسي لأنك لست أصلي وسيتم تحويلك، والحل هنا أن تكون من فصيلة الألفا .. لذلك سيحولك أبي بنفسه لأنه منع تحويل البشر لفصيلة الألفا منذ مدة طويلة، لكنني ترجيته بما فيه الكفاية. "

" أنا لا أريد التحول، أريد البقاء كما أنا، " ترجاها من جديد ثم امتدت يده ليمسك بيدها وهمس " أرجوكِ. "

شعرت بقشعريرة تصيبها وسحبت يدها من يده بسرعة ثم استدارت له لتردف بهدوء " هاري، أعرف أن الأمر صعب، لكنه صعبٌ على كلانا، كنت أستطيع التضحية بحياتك ورفضك دون كل هذا، لكنني لم أستطع التسبب بقتلك .. أنت لست مدركًا لما سيحدث لك لو رفضتك الآن هاري! "

" ألا يمكننا أن يرجع كل فردٍ منا لحياته ويعيشها دون أن نرفض بعضنا؟ وكأننا لم نلتقي؟ " سأل فصمتت وابتلعت لعابها ثم نفت برأسها

" لا أستطيع، آسفة، يجب أن نرفض بعضنا، لا أستطيع عيش حياتي ولي رفيق. "

أومأ بيأس وتحرك خلفها من جديد حتى وصلا إلى السيارة المركونة أمام ذلك المبنى السكني، نظر حوله ليجد أنها منطقة سكنية عادية، وهنا واتته فكرة الهرب فأطلق قدميه للرياح بأقصى سرعة ودون حتى النظر خلفه

هو لن يضيع فرصة كهذه للهروب، وجد أمامه متجر فدخل يلهث بقوة وهو يشير للبائع بأنفاسٍ متقطعة نحو الهاتف

" اتصل بالشرطة ... اتصل بالشرطة بسرعة .. اخبرهم اخبرهم أنني هاري ستايلز وتم خطفي بواسطة بعض المستذئبين الخارجين عن القانون إحداهم تدعى دارك .. بسرعة نفذ ما أقول!! " صرخ في وجه البائع فتحرك البائع من مكانه وربت على كتفيه

" اهدأ قليلًا ... " دفعه الآخر بعيدا وصرخ فيه وجهه " ما اللعنة معك! قلت لك اتصل بالشرطة!!! "

ابتسم الرجل وأعطاه زجاجة من المياه وهو يستفهم " تقصد اللونا دارك دايمون؟ "

ابتلع هاري لعابه ونظر ليد الرجل الممدودة بالمياه ثم رفع رأسه لينظر للابتسامة التي على محياه ليفهم فورًا بأنه بالتأكيد واحدٌ منهم؛ فهو قد لقبها باللونا وهي أيضًا قد اخبرته بأنها لونا ...

دفع الرجل وهرب بسرعة من المتجر ليهرول بكل قوته بحثًا عن مقر للشرطة، إن هذه البلدة تبدو صغيرة بالفعل غير أنها لم تبدو بدائية بل هناك الكثير من المنازل الفخمة والأبنية السكنية والمتاجر

كان يتساءل لماذا دارك لم تلحق به وتقتله؟ لكنه رمى بكل ذلك فور وقوفه أمام رجل آخر وهو يلهث " أين قسم الشرطة هنا؟ "

" يمكنك أخذ سيارة إلى شارع ثمانية، هناك مقرٌ للشرطة، " أجابه الرجل وتحرك في سبيله فنظر هاري حوله، أين سيجد سيارة أجرة؟ هناك سيارات مركونة لكنه لم يلمح أي سيارة أجرة تمر!!

هرول من جديد وهو يبحث بعينيه يمينًا ويسارًا حتى وجد سيارة تمر فوقف أمامها وهو يصيح " توقفي أرجوكِ أحتاج للمساعدة .. "

فرملت السيارة بسرعة وحركت مسارها لكي لا تدهسه فتحرك نحوها بتعب وفتح الباب ليجلس بسرعة وهو يصيح " أرجوكِ وصليني إلى شارع ثمانية، أنا قد ضللت طريقي. "

أومأت له المرأة الأربعينية وهي تجيب " بيتي هناك بالفعل، لحسن حظك. "

هدأ والتقط أنفاسه ثم أسند رأسه على ظهر المقعد، ألقت المراة عليه نظرة خاطفة وسألت " ما الذي جلبك إلى هنا؟! لا يجب أن تمشي بمفردك في ذلك الوقت! "

بدأ يشعر بأنه لا يجب الثقة في أي شخص فآثر الكذب " جئت مع صديقة، لكنني ضيعتها. "

أومأت المرأة بهدوء وهي تجيب " لا بأس، أحيانًا يتواجد بعض الزوار هنا .. يأتون لأجل أقربائهم ... "

" ما اسم هذه المدينة؟ " سأل باندفاع فعقدت حاجبيها ونظرت له نظرة لم تريحه ولم تجيب

شعر فجأة بأنها أيضًا وحشٌ مثلهم وفردًا منهم، وهذا جعله يقضم لسانه ويخرس تمامًا

توقفت السيارة بعد عشرة دقائق ووجد المرأة تقول " وصلنا، المدينة ليست بالكبيرة. "

شكرها بسرعة ونزل يبحث بعينيه يمينًا ويسارًا حتى وقعت عينيه على مقر للشرطة فهرول نحوه وكأنه يهرول نحو طوق النجاة، وهو مازال يتساءل، لماذا لم تلحق به دارك؟ هل لأنه أسرع منها؟

دخل إلى قسم الشرطة ليجد شرطيان بالفعل بالداخل فرمى بجسده على أقرب مقعد وهو يقول بصعوبة " انقدوني. لقد خُطفت .. مجموعة من الوحوش .. أرجوكم ساعدوني، اتصلوا بوكيل أعمالي والشرطة بسرعة يجب أن تقبضوا عليهم. "

تحرك له أحدهما ليجلس بجانبه وهو ينظر له باستغراب " اهدأ اهدأ، أنت بأمان الآن .. فقط التقط أنفاسك حتى نستطيع الفهم. "

ووجد الآخر يعطيه زجاجة من المياه فالتقطها منه وتجرعها بسرعة وهو يمسح بعض التراب العالق بجبهته

" لقد خطفتني فتاة وهي وحش، تتحول لذئب .. تدعى دارك .. وهي تريد قتلي، لقد خطفتني من وسط حفلتي أنا هاري ستايلز ... " قال بعد أن هدأ قليلًا فتبادل الشرطيان النظرات المستغربة

" حسنًا لا تقلق .. سنتولى الأمر هاري .. " قال أحدهما وتحرك إلى سماعة الهاتف

" هل سيتصل بالأخبار والصحافة لتخبروهم بأنني هنا؟ " وجه هاري سؤاله نحو الشرطي الآخر الذي حك عنقه وأومأ

" إذًا ما اسم تلك الفتاة بالكامل لو تعرف؟ وهل تعرف لماذا كانت تريد قتلك؟ هل فعلت لها شيء؟ "

" اسمها دارك دايمون .. تقول أنني رفيقها وبعض الهراء الذي لن يصدقه عاقل. "

عقد الشرطي حاجبيه وصمت في حين كان الآخر يتحدث عبر الهاتف

" نعم سيدي، إنه هنا .. نعم، إنه سليم لا تقلقوا .. حسنًا. ".

بعد عشرة دقائق صُدم هاري بدارك تترجل نحو قسم الشرطة بهدوء فارتعب من جديد ونظر للشرطيان بدون فهم لكنه فهم كل شيء فور مصافحة الضابطان لها وهما يتكلمان بطريقة رسمية

" عفوًا لونا، عندما عرفنا أنه رفيقكِ اتصلنا بالألفا لنخبره فورًا لكننا لم نكن نريد إزعاج الألفا، اوصلي له إعتذارنا. "

" لا بأس، " قالت دارك بهدوء ثم استدارت لهاري المنكمش على نفسه بصدمة وابتسمت " هيا لنرحل أو تريد أن تبقى في السجن؟ "

نهض مغلوبٌ على أمره حينما عرف أن لا مفر له من هنا سوى بمجارتها وربما كسب ثقتها كي تثق فيه وبعدها سيخدعها وسيجد وسيلة للهروب من تلك المدينة التي لا يعرف اسمها حتى .. هو لن يطلب مساعدة أحدًا مرة أخرى لأنه بشكل أو بآخر أدرك بأن جميع السكان هنا وحوش مثل تلك اللعينة التي خطفته.

_________________________________

افتكرت عائشة في ١٦٢٢ 😂💔

Continue Reading

You'll Also Like

89.6K 6.6K 44
عندما تجِدي أن كُل شئ حولكِ أصبح واحداً. تهوري.. نصيحة: يُرجي عدم تأخير الصلاة لقراءة الفصول، لقاء ربكَ أهم. Cover by: Karmaphopic
563K 23.9K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
6.3K 378 6
مذكرات شخص يتعرض لموقف يجعل خوفه يخرج عن سيطرته ، يتحول إلي شيزوفرينيا حادة ...... كان ضمن حملة تم إختيارها لدراسة نفق فرعوني قد يؤدي إلي مقبرة فرعون...
594 68 15
اجتمع اربع اشخاص من اربع بلدان مختلفة لاكتشاف جزيرة ليسوا متأكدين بوجودها هل سيكتشفوها؟ هل سيكون الأمر سهل؟ هل مهجورة ام مسكونة؟ هل سينتهي بهم الأم...