و احترق غصن الزيتون

By asmaa61allam

203K 8.5K 711

الجزء التاني من أختان في العاصفة ٣٠ فصل + خاتمة اقتباس -فما تكلمنيش على الخوف ... عشان أنا عارفة ... ما تج... More

مقدمة
١
٢
٣
٤
٥
٦
تحالف
حرب بنكهة الحب
حرب بلا قانون
كوميك
عصبية ابن زهران
مريم في ورطة
عصام الحامي
اختطاف جزء واحد
حل اللغر
لعبة
فرار
عقد قران إجباري
" و نحشره يوم القيامة أعمى "
فرسة جامحة
حرب عصابات على وشك البدء
لقد عاد!!!
ملحوظة
بحر عينيها يدعوني لأغرق فيه
حرب عصابات
و انهار صرح آل ثابت
كأنه انتقام
جنون سامي حجازي
اقتباس
زرعت قلبي حبا
ركض ثم ركض
سقطت من عينيه
فخ
كانت خطة
ثأر
الفصل الثلاثين و الأخير .. رصاصتين
الأخير الجزء الثاني
الخاتمة
ملحوظة
مواعيد الجزء الثالث
الجزء الثالث

نهاية بشعة

4.8K 222 17
By asmaa61allam

-الحقنا يا فندم
أسامة و حسين ريأكت


الفصل السادس عشر


" نهاية بشعة "


بعد مرور أربعة أيام كانوا الأطول و الأصعب في حياة جنا !


بعيدة عن أحضان والدتها ، لم تفق بعد من الحادث البشع الذي تعرضت له منذ أيام !


ملطخة السمعة ، و الآن متزوجة من رجل لا يكن لها سوى البغض و الازدراء!


لن تنسى أبدا نظراته لها في مكتب المأذون.. و كأنه يدينها على كل ما يحدث له !


تشعر بالشفقة على نفسها ، و على الجميع !


كلما تذكرت كيف اجبروا جميعا على القبول في هذا الزواج بسبب تلك الصور التي نالت من سمعتها !


لهذه اللحظة لا تستطيع النظر في وجه أخويها.. تشعر بأنها مرغت وجههما في التراب !


عصام المتباهي ذو الكبرياء وقع شاهدا على وثيقة زواج أخته و عيناه في الأرض ..


و أسامة ! لكم تمنت أن يكون وكيلها و يسلمها بيده لعريسها بفخر و كأنه أبيها، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن !


..............


ساعدتها شذى في حزم حقائها ، حاولت رسم روح الدعابة هاتفة :..


-يلا يا بت المحظوظة خلصتي امتحانك قبلنا... و كمان دخلتي عش الزوجية قبلي.. عارفة لو الفرح تم ، قبل أما أنزل هعلقك.. هما يومين و هنزلك .


لم تجب جنى ، فهي لا تجد صوتها منذ تلك الليلة !


ضمتها شذى بحنان دون أن تجد بالفعل ما يواسيها ! اربعة ايام تحاول مواساتها بشتى الطرق لكن لا فائدة !


جنى اختارت الهروب من الناس و من الواقع و لا تفعل شيء سوى أنها تؤدى ما فرض عليها فعله.. سواء امتحان أو استعداد لزواج قريب.. قريب جدا !


و هذه المرة هي لا تلومها ! عندما تهان في شرفك أكثر من مرة و لم يعد هناك مجال اكثر للشرح .. فالكل يلجأ للصمت و الاختباء !


و يبقى الحال كما هو عليه ! و تبقى حرامات الناس تحت وطأة لسان ألستنا ! و ألسنتهم كانت كالسوط لا يرحم !


و يبقى السؤال إلي متى؟


ألم يعرفوا أن هذا قذف محصنة ، مالم يشهدوا الواقعة و بأربعة شهداء!


ألا يعلمون أن عقاب القذف أقوى من أن يحتملوه !


لعنة الله و الحد الشرعي - الذي لم يعد يطبق في بلاد المسلمين - و لحظة اجتماع الخصوم يوم لا ينفع مال و لا بنون ..


تذكروا ذلك فقط ! وقتها سوف تتعلمون ترويض ألسنتكم..


هتفت شذى قبل أت تغادر جنى جاعلة الأخيرة تلتفت لها :..


-"و عسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا ".. صدق الله العظيم ، يمكن ربنا أراد يجمع بينكم ..


قاطعتها جنى بيأس :..


-حازم لو كان بيكرهني قبل كدة قراط.. هو دلوقتي بيكرهني اربعة و عشرين .. احنا مجبورين على بعض .. حياتنا هتكون جحيم !


نظمت شذى أنفاسها ، هاتفة بثقة :..


-" فما ظنكم برب العالمين" " و ما أنا بظلام العبيد " افتكري الآيتين دون على طول... ماشي يا جنى.. دول راحة نفسيه لوحدهم.. قولي ديما رب الخير لا يأتي إلا بالخير.. خلي ايمانك دا من جواكي و اصبري.. و هتتحل ثقي إنها هتتحل !


نظرت لها جنى محاولة التمسك بالأمل ، ثم خرجت ، لتجد حسين أول من يستقبلها و أعطى حقيبتها لعامل ؛ يحملها لها..


لاحظ نظراتها المطرقة ، فربت على رأسها بحزم حانِ و هتف :..


-اهلا بيكي في عيلتنا.. أنتي بقيتي زي بنتي..


ثم همس لها هاتفا :...


-أضعت الجنة أم خُبرت بعدم القبول هون عليك فكل ما دون الجنة دون!


نظرت له مندهشة و ابتسامة تجاهد للظهور على ثغرها ، بينما هو تابع سيره ، و من المفترض عليها السير خلفه !


انضم لهم أسامة ، و اقترب من أخته ، أمسك كف يدها ، و ضمها برفق !


نظرت لعينيه تنتظر الدعم ، و هو لم يبخل به ، ثم هتفت متسائلة :..


-هو عصام فين مختفي؟


-سافر .. عنده شغل مهم أنا بعته..


قالها حسين مقاطعا ليوفر عناء السؤال و الشرح .


خرجوا من بهو الفندق وجدوا حازم في استقبالهم جوار السيارة ، متجهم الوجه ، يرتدى نظاراته الشمسية التي تخفي عصبية عينيه عن الجميع..


هتف حسين :..


-خرجت ليه قبلنا ؟


أجابه حازم دون النظر :..


-خلصت قولت أستناكم..


-بعد كدة ما تتحركش لوحدك بدون الحراسة الوضع مش أمان.. افتح لمراتك الباب يلا و اقعد جنبها ورا .


زم فمه بغير رضى ، فتح الباب لها هامسا :..


-كانت اتشلت؟!


جلست في الداخل بصمت.. بينما ركب هو جوارها في انتظار ركوب والده و أسامة!


لكن ركب سائق و فرج .. بينما استقل والده و أسامة سيارة أخرى ، و انطلقت السيارة نحو طريقها للمطار!


تبادل حازم و جنى النظرات لثوان ، بعدها أدار كل منهما وجهه للجهة الأخرى في نفور، و كأنهما عدوين و ليسا زوجا أو زوجة..


نست أنه قد شغفها حبا !


و نسى أنه كاد يموت عليها قلقا !


و خلف ستار الإكراه و الفرض ينتظر العشق الإذن ..


--------------------------------


- بجد عايز اعرف عصام فين ؟ كتبنا الكتاب و اختفى.. و حتى لو مضايق ماينفعش يسيب الدنيا كدة و يهرب.. أخته محتجاه .. غير كدة والدتي متعرفش اي حاجة.. ماحدش يعرف حاجة خالص و أنا..


قاطعه حسين الذي يجلس بهدوء جواره :..


-عصام مش هربان و لا حاجة.. أنا فعلا بعته فشغل ، أنت بس اللي موقوف عن العمل انما باقي الفرقة بشتغل عادي ..


-دا نظام ذل يعني .. بس هانت و هعرف سلاحي فين و مين اللي عمل كدة.


هتف حسين برزانة مؤكدا :..


-دي أول خطوة فعلا لازم تتعمل.. و بعد كدة الخيوط اللي وصلنالها نشبكها في بعضها و بعدها سهل نعرف مين بيلعبنا كدة ..


-بردو مفهمتش شغل ايه بتاع عصام ؟! عصام وافق بسهولة كدة ينزل في الظروف دي ؟!


زفر حسين بعمق :..


-كان لازم يوافق ! لأني مش حمل أي لعبه قذرة من دي مرة تانية.. مرتين في يوم واحد .. تخليني اشك انه ممكن يفكر فيها تاني و بصراحة مبقتش أأمن لأي حد.


-فكرة اني مقدرتش اوصل لمين اللي نشر الصور مخليه دمي يفور.. بس اللي مصبرني ان مروان تحت اديا و هـ ..


قاطعه حسين :..


-مروان دا سيبه عليا.. هو و تجهيزات الفرح .. انت مهمتك تتلخص في انك تقنع والدتك و تخلص قضية سلاحك دي في اسرع وقت.


-والدتي! اعتقد انها مش..


قاطعه حسين بزفرة حارة ، ثم هتف :..


-والدتك مش ست بسيطة زي ما أنت متخيل يا أسامة.. كل ما تفكيرك يخونك اتجاهها.. افتكر انها اتعاملت و استحملت سامح زهران المدة دي كلها..


ثم صمت مرجعا رأسه للوراء.


بينما ضج رأس أسامة بأفكاره ، و ما الذي تعنيه كلمات حسين ! و لما يمكن أن تعارض والدته ؟ و الأهم أين عصام حاليا ؟


-----------------------


في الطائرة المتوجهة للعاصمة الإنجليزية،،


جلست بريهان تدرس في بعض الأوراق أمامها بتركيز شديد !


و بعد برهة و عندما أشوكت الطائرة على الهبوط في مطار لندن ، دست الأوراق في حقيبتها ، و خلعت نظارات حفظ نظارها ، أرجعت رأسها للوراء تحاول الاسترخاء ، ثم شرعت في تدليك رأسها لتخفف من حدة الصداع الذي أصابها بسبب المجهود الزائد الذي بذلته.. للتأكد من سلامة الرسالة .. و لتكون طالعت على أحدث ما نشر في المجلات العلمية !


و بهذا تكون مستعدة ، لكن ينقصها بعض الراحة ، فهي تقريبا منعزلة عن العالم منذ خمسة أيام !


معتكفة في غرفتها ، حتى الافطار و السحور تطلب أن يأتيها في غرفتها !


أغمضت عينيها لسِنة قصيرة ، غافلة عن زوج الأعين التي تراقبها متربصة.


هبطت الطائرة في المطار، و نزلت بريهان تتهادي في ثوبها الأنيق المحتشم ، أتمت الإجراءات و أخدت حقيبتها و غادرت إلي الفندق الذي حجزت فيه مسبقا !


دخلت غرفتها و استراحت قليلا قبل أن تذهب للجامعة !


..............................


هبطت الطائرة الخاصة في مطار القاهرة ، بعدها ترجل كل من حسين و أسامة و جنا و حازم و الحرس!


كانت السيارات في انتظارهم ، و قبل أن يعترض أحد ، دفع حسين أسامة برفق ليستقل معه السيارة التي بها عزيز و السائق الخاص !


و ترك جنا و حازم مع فرج و سائق أخر و سيارة حراسة مجهزة خلفهم.


..


حمحم عزيز عدة مرات فانتبه حسين و هتف متسائلا :..


-فيه حاجة يا عزيز عايز تقولها؟!


-حسين باشا ! أنا آسف..


قالها بخزي ، ثم تابع تحت توتر حسين و أسامة كذلك :...


-مريم هانم هربت من البيت .


هتف كلا من حسين و أسامة في ذات الوقت :..


-ايه؟


-صدقني معرفش هربت إزاي؟ بس فيه واحد ساعدها و شخص مش عادي لأنه ضرب الحارس اللي برا و هيا خدعت اللي واقف جوا.. و أنا ملحقتش أوقفها هربت من ع السوار..


هتف حسين بعصبية :..


-قدرت تخدعكم إزاي ؟ و يضرب الهفأ اللي برا كدة من غير ما حد يحس.. هو أنا معين إيه نسوان..


-يافندم صدقني شخص مش عادي مدرب.. الحارس خد منه ثواني و بدون صوت.


هنا هتف أسامة بهدوء زائف :..


-حد من دول؟


ثم ناوله هاتفه الذي يحمل صورة للفرقة كاملة.


أشار عزيز لأحدهم هاتفا :..


-هو ده .


زفر أسامة بضيق مشوب ببعض الاطمئنان .. هكذا أسهل أن يصل لها ، بدلا من البحث عن المجهول !


هتف حسين بقلق أبوي خالص :..


-مين دا يا أسامة شكله مش غريب عليا.. دا من فرقة العاصفة ؟


-دا مجاهد..


بعدها حاول أسامة الاتصال به ، بينما هتف حسين في عزيز :..


-و هي هربت من امتى و إزاي محدش عرفني؟


-من ٤ ايام؟ طول الوقت ده مسبتش مكان إلا أما دورت فيه... كنت فاكر إني هقدر أوصلها أسف..


-هحاسبك على ده صدقني يا عزيز ، و حساب عسير ..


أحنى عزيز رأسه هامسا بغيظ :..


-الهانم عايزة تنتقم مني عشان كدة نطت قدام عيني عايزة تتحداني عشان حسين بيه يعاقبني .. و هو هيحققلها ده ... أنا مالي أنا بنفذ الأوامر و بس !!


بعدها وجه حسين حديثه لأسامة :..


-هاه يا أسامة ؟


-مابيردش عليا .. ماشي .


قام أسامة ببعث رسالة صوتية قائلا فيها :..


-على أساس كدة مش هوصلك يعني يا مجاهد أفندي و مش هعرف هربت مريم فين ؟ و مش هعرف أوصلك أنا كدة .. و أنت ولاءك لمين عايزة أفهم ؟!!


بعدة دقائق جاءته رسالة و لكن ليست بصوت مجاهد ..


-ولاءنا للقائد طبعا .. إحنا رجالة أوووي في علمك ..


فبعث أسامة برسالة أخرى :..


-سااامح .. أنت بترد ليه أنت اتشليت في لسانك يا مجاهد و لا أنتو عملين عصابة عليا .. رد على تليفونك يالا ..


وصلته رسالة صوتيه و هذه المرة بصوت مجاهد ..


-بص يا أسامة مش هرد عليك .. عشان هتجررني في ثواني و هعترف ، و أنا واخد أوامر مشددة إني مااقولش ليك أنت بالذات ..


و تداخل معها صوت سامح :..


-و انت برا الخدمة .. مالكيش كلمة علينا ..


-ماليش كلمة عليكم يا ******* .. أنتم مع بعض يبقى يبقى أنا عارف أنتو فين يا كلب منك ليه .. أنا جاي و هفرجكم ..


-يالهووواي .. ما تجيش ماتجيش .. طور هايج في عنبر سبعااااا .. أسامة البلطجي عاد لينتقم ..


بعدها جاء ظهر صوت رءوف :..


-أسامة صدقني هما مش عندي ..


-يبقى زي ما كنت شاكك عندك يا رءوف ..أنا جاي يا كلاب ..


ثوانِ و اتصل مجاهد بأسامة ، فابتسم أسامة بغرور .. لم يجب أسامة في المرة الأولى ، أجاب بعد عدة مرات هاتفا :...


-بتتصلوا ليه ؟ أنا في الطريق جيلكم بنفسي ..


هتف مجاهد بتقرير :..


-بص يا أسامة هي اتصلت بيا من تليفون دكتورة بريهان و طلبت مني أساعدها تهرب من الفيلا .. أنا طلبت مساعدة من سامح ، أنا اتسللت و ضربت الحارس اللي عند الحته اللي هتهرب منها من برا و سامح شغل باقي الحرس عننا ... و رمتلها خطاف و هي نزلت و هربنا .. و وصلتها على النيابة .. أنا كنت عايز أساعدها بس .. فاتصرفوا مع بعض بعيد عننا .. مالناش دعوة ..


-بس كدة مفيش حاجة تانية ؟ مش مخبيبين عني حاجة تانية يا مجاهد ؟


قالها أسامة بشك ، فازدرد مجاهد لعابه بقلق ، ثم هتف كاذبا :..


-لا مفيش .. دا اللي عندي .


ثم أغلق الهاتف ، التفت أسامة لحسين هاتفا بحيرة :..


-راحت النيابة .. ليه راحت النيابة ؟


-معرفش يا أسامة .. أنا عزيز كلمني من 4 تيام و قالي إن فيه بوليس .. و مريم قالتلي إن فيه حد شاكة فيه لقضية جدها و طلبتله البوليس .. بس مكنتش في وضع يسمح إني افهم منها و هي أصلا بتتعمد تستفزني أصلا عشان تخرج أسود ما فيا و أخرتها فعلا هلطشها قلم أعدلها ..


-على فكرة بقت مراتي ..


-و على فكرة معملناش فرح ... و أنا لسه ماسلمتهالكشي ... و ما تتحدنيش أحسن أحلف ماهو معمول .. دلوقتي اعرفلي هي فين ؟


نظر له أسامة بغيظ ، ثم همس بسخرية :..


-دلوقتي بقى اعرفلي ... إحنا ممكن نكلم أستاذ عباس .


-كلمه .. أنا مش هكلمه .


-هو أنت كنت تعرفه .. حاسس إنكم فيه حساسية بنكم ..


زفر حسين بضيق :..


-أنا عارفك مش هتسكت .. كنا صحاب زمان ... ارتحت ... ما بكلموش إلا في الضروري و أضيق الحدود .


-كنتم ؟!!! و ليه كدة ..


-أسامة دا وقت رغي ... كلمه يلا .


تأفف أسامة بغضب و أدار وجهه طالبا الرقم ، أجابه بعد لحظات :..


-السلام عليك يا أستاذ عباس ..


-و عليكم السلام .. أسامة أنت رجعت ..


-لسه حالا راجع من المطار .. ما روحتش لسه ! بس أنا عرفت الأخبار و كنت عايز أعرف من حضرتك ....


كان أسامة يقصد من هم الذين أبلغت عنهم مريم ، قبل أن يسأله عن مريم كتمهيد ، لكن عباس هتف :....


-و الله يا أسامة مكنتش أعرف بس هي مريم اتسرعت .. أنت عارف .. بس أكيد هطلعها النهاردة ، و هي أصلا مش فالحبس هي في أوضة ظابط ... يعـــ


قاطعه أسامة بصدمة :..


-حبس !!! حبس إيه ؟


ارتبك عباس للحظة قبل أن يردف :..


-هو أنت بتكلمني عشان إيه بالظبط ؟


-كنت بكلمك عشان اللي اتقبض عليهم في قضية جدو سامي و أنت بتقولي مريم في الحبس .. فاهمني يا متر ..


قال أسامة الأخيرة بعصبية ، فزفر عباس بصدمة يلعن زلة لسانه ، ثم أردف بتقرير :...


-دول الحارس اللي بيحرس سامي باشا و مراته ، مريم اكتشفت إنه متورطين و دا طلع حقيقة فعلا .. و مريم دخلت النيابة لوحدها قبل ما أوصل ، فاتحبست أربع أيام على ذمة التحقيق .. لحين اثبات حالة الدفاع الشرعي عن النفس .. و فحص الأدلة .. و أنا النهاردة هروح معاها وقت النيابة و أكيد هخرجها ..


-يا الله يا ولي الصابرين ..


_______________


في لندن ,,


اغتسلت بريهان ، و انتعشت ، ثم أبدلث ثيابها و توجهت إلي الجامعة ، لكن حالما خرجت من باب غرفة الفندن ، حتى وجدت عصام أمامها يرتدى بذلة رسمية سوداء ، يرتدي سماعات بلوتوث في أذنيه كهيئة ضباط الحراسات الخاصة ..


هتفت بريهان متعجبة :..


-هاه ؟


-المقدم عصام تحت أمرك يا فندم ..


-و ده إيه أنتي كدة بدي جارد يعني .. جاي ورايا من لندن عشان تراقبني دا أنت فاضي بقى !!


كز على أسنانه من سخريتها و أردف :..


-اتفضلي يا فندم .. أنا واخد أوامرإني أحرسك ، و ما أكشفلكيش نفسي إلا في لندن ...


-أوه ... فيلم تيمور و شفيقة احنا أوي في نفسنا .. طب شيل الشنطة دي عشان تقيله ..


قالتها بمرح ، ثم ألقت له الحقيبة ، فبحركة واحدة ألقاها أرضا ، فأسرعت تلقفها شاهقة :..


-دي فيها أوراق مهمة و اللاب ... يا قلبك ..


هتف عصام بغيظ :..


-المرة الجاية هلبسها في وشك ..اتفضلي شوفي راحة فين ؟؟ يا تتدخلي و أنا هفضل على الباب ..


رمقته بغضب ، و سارت أمامه و هو يتبعها حتى وصلوا الجامعة ..


أنهت بعض بريهان الإجرائات ، و كانت بحاجة إلي موعد مع دكتور حسن ، لكن وجدت مكتبه فارغا ..


-أووف بقى هو فين ؟!


أردف عصام بغيرة :..


-و أنتي عايزاه في إيه ؟


- أنت بتهزر .. دا المشرف على رسالتي .. و لازم يقرا التعديلات و الفنش ... و يمضي على الرسالة و ...


ثم صمتت عن الاسترسال ، هي لا تريد أبدا أن تبرر له ، هو حتى الآن لم يعترف بحبها بشكل لائق ، و لم يتقدم لطلب يدها ، فأردفت بأنفه :..


-أنا بقولك ليه أصلا ؟!


ثم تجاهلته ، و تجاهلت عيناه التي كانت تطلق شرارات و سهام ، و تنذر ببركان و زلزال ..


تقدمت بضع خطوات و سألت على دكتور حسن أحد هيئة التدريس الذين يعرفونه جيدا .. فأخبرها أنه في مستشفى الجامعة ..


ذهبت إلي هناك ، و قابلت حسن بالفعل ، الذي قابلها بترحاب ، بينما رمق عصام بضيق :..


مد حسن يده ليسلم على بريهان ، فالتقطها عصام بدلا عنها ، ثم ضغط بقوة حتى احمرت ، حاول سحبها مرارا فلم يسمح له عصام ، هاتفا ببسمة سمجة :..


-أهلا يا دكتور حسن .. دا إحنا شاكرين جدا للي حضرتك عاملته ساعة الحادثة ... معلش بقى أصل الدكتورة مابتسلمش ..


-سيادة الرائد دا واجبي .. سيب ايدي بس عشان أنا جراح و محتاجها ..


ترك عصام يده ، و هتف ببرود سمج :..


-أنا مقدم يا دكتور .. و لازم تنشف كدة يظهر إن حضرتك محتاج تمارين و تدريبات ..


-طب قولي حضرتك بتدرب فين ؟ عشان ما روحش .. عشان أنا جراح مش مصارع ..


هندم حسن معطفه الطبي ، ناظرا بعينيه لجسد عصام الذي يشبه المصارعين فعلا !!


اعتذرت بريهان بعينيها لدكتور حسن ، فزفر حسن بغضب لتباهي عصام الذي يظهره .. أجبر نفسه على توجيه كلامه لبريهان هاتفا :..


-أنا هقدملك فرصة عمرك ... عملية اسئصال ورم من المخ ، كمان دقايق ، و هخدك معايا !


ابتسمت هاتفة بحماسة :..


-بجد ... بس أنا يعني مش ..


قاطعها حسن هاتفا :..


-أنا لولا عجبني أدائك و تصرفاتك في عملية سامي حجازي مكنتش قولتلك .. أنتي عندك استعداد لده .. صدقيني .. أنا شايف فيكي جراحة مميزة .. و نادرا أما بقول كدة لحد ... ها جاهزة .


نظرت لعصام ، فرمقها بنظرة ثقة ، و كأن عيناه تهتف :..


-أنتي تقدري .


هتنفست بعمق ، و قالت هاتفة :..


-موافقة .. موافقة !


رمق حسن عصام بنظرة سخرية هاتفا :..


-هتدخل معانا جوا العملية و لا حاجة يا سيادة الرائد ..


قالها حسن متعمدا مع أنه يذكر أنه مقدم ليستفزه ، بينما عصام رمقه بنظرة قاتلة مستهزئة ، ثم غض بصره عنه ..


.........................


وقف حسين و أسامة أمام باب غرفة التحقيقات في انتظار خروج المتهورة المجنونة خاصتهم ..


خرجت مريم بصحبة عباس الذي كان مبتسما ، فزفر كلا من أسامة و حسين براحة ..


بينما مريم في وادِ أخر غيرهم .. تمنت أن تبقى هنا أكثر ، لكم تمنت أن تمكث هنا أكثر !!


كم استطاعت أن تصفي ذهنها و ترسم خططها .


كما تدربت في داخل محبسها ، كونها ضابط مثلهم أضاف لها بعض المميزات ، طلبت منهم كيس للملاكمة ، و طلبت من أمين شرطة أن يدخل و تتدرب عليه !


دربت ذراعها المصاب و تأكدت من إمكانياته بتلك الحالة ، و خلعت جبيرتها من تلقاء نفسها .. و أصبحت أكثر قدرة من ذي قبل على استخدام يدها اليسرى بشكل مذهل أعجبها ..


كانت تجربة فريبدة و مفيدة حتى لو بالنسبة لها فقط ..


رفعت بصرها لتذهلها عيني أسامة وحسين المفجوعتين من هيأتها ، فلم تفهم ما بهما !!


قبض أسامة أصابع يده بعصبية من هيأتها ..


يا إلهي ! كيف وصل بها الحال هكذا ؟


بدون جبيرة ، كما أن هناك بعض الدماء المتجلطة على ملابسها أي أن جرحها فتح من جديد ..بالإضافة إلي وجهها الشاحب و جسدها الذي نقص وزنه ، و الهلات السوداء التي ذيلت بحر عينيها الهائح .. هيأتها كلها مبعثرة و غير مرتبه إطلاقا !!


هتف أسامة بغضب :..


-هو دي المعاملة الخاصة ... هما عملوا فيها إيه يا أستاذ عباس ..


هتف عباس مبررا :..


-صدقني ..معملوش حاجة ، و قدامي كانت بتتعامل باحترام .. اللي ماسك القضية أصلا يعرف سامي باشا .. بس أنا مش فاهم .. أنا طلعتها فعلا بضمان وظيفتها زي ما قولت .. بس أنا ..


كان عباس يحاول التبرير ، فهتف حسين :...


-دا أنا هطربق القسم على اللي فيه .. إزاي يعملوا فيها كدة ..


هتفت مريم لهما بدون اهتمام :..


-محدش عمل معايا حاجة ، دول كانوا لطاف جدا ... و محترمين .. دا أنا ... يلا بقى خلصوا الاجراءات عشان عايزة أنام ..


ثم سبقتهما بخطوات ، بينما هتف أسامة بغيظ :..


-بص هكسر دماغها الناشف ده أوكيه ..


أردف حسين مؤكدا :..


-و أنا هعمل نفسي ما خدتش بالي ..


....


صدح هاتف أسامة بالرنين ، فأجاب ، لحظات و أضاء وجهه ثم هتف :...


-بجد يا شريف .. يعني خططي نجحت و لقيتم السلاح و اللي سرقه ..


-أيوة يا باشا .. و أنت كدة براءة بالثلث .. الساعي هو اللي سرقه و هو بيحطلك القهوة و أنت في الحمام و زي ما أنت شاكك كان فيه مفتاح احتياطي للخزنة اللي كنت حاطط فيها السلاح ، و الساعي سرقه من غرفة الظابط النبطشي .. و حبايبك و حبايب الواد أخوك ظبطولنا الدنيا .. تعالى استلم سلاحك ياباشا ..


-أهيا دي الأخبار و لا بلاش ...


............


خرجوا جميعا إلي السيارة ، و تملصت مريم بنجاح حتى الآن من أسئلة حسين و أسامة عن سبب هيئتها تلك !


جلست في المنتصف بين أسامة و حسين ، فهتفت بضيق :..


-أنتو كدة حطني فخانة اليك يعني ؟ دراعي وجعني ممكن أقعد على الحرف ..


حسين و أسامة معا : لأ !


-على فكرة أنا مصابة و محتاجة راحة ..


-كنت فكري في كدة قبل ما تركبي دماغك و تهربي من البيت و تتسببي إنك تتحبسي ..


قالها أسامة بغيظ منها و من تصرفاتها الطائشة ، أما حسين فأردف :..


-مش هعديهالك يا مريم .


زفرت هي بلا اهتمام ، فأغظتهما أكثر من برودها .. و لا كأنها قامت بمصيبة لتوها !


هتف عزيز باحترام :.


-لو سمحت يا حسين باشا طمن الهانم الكبيرة .. عشان هتموت من القلق على مريم هانم .. متابعة معايا بقالها 4 أيام مابتنمش تقريبا و إحنا بندور عليها ..


-طيب .. متنساش عقابك لسه قائم يا عزيز ..


تنهد عزيز و هتف :..


-أوامر معاليك ..


لفت نظره نظرة الانتصار البادية على وجه مريم ، و تبدو مستمتعة ، إذا فحدثه كان صائبًا و هي أرادت الانتقام ..


........................................


-عصام أنا قلقانة ... ادعيلي كتير ..


-أنتي أدها ..


كانت بريهان مرتبكة جدا ، و تحك يدها بتوتر ، و عصام يحاول تهدئتها قدر الإمكان ..


-هو أنا لو منجتش في العملية الراجل هيموت صح ..


قالتها برعب ، و قبل أن يتحدث عصام ، وقف حسن أمامها هاتفا :..


-يلا بينا .. الحالة اتخدرت ... ندخل نتعقم ..و معنا دكتور فرانك ..


حيت بريهان الطبيب الي عرفها عليه حسن ، و دخلت معهما ليتعقموا و يرتدوا زيهم الخاص ، و عيناها متعلقتان بعصام تأخد منه الدعم المعنوي ..


___________________



اطمئنوا أولا على جرح مريم ، ثمرأوصل حسين أسامة لمنزله أولا ، و أردف :..


-يلا يا أسامة .. انزل استريح ، و مهد الجوا عندك .. و أنا هتصرف عندي ... تنام كويس لأني محتاجك في مشوار مهم جدا بالليل اتأخرنا عليه ... و ما تسألنيش إيه هو مش هقولك دلوقتي ..


-تمام .. جنا وصلت صح ؟


-أه وصلوها البيت أكيد جوا من ساعتين ..


نظر أسامة نظرة طويلة نحو مريم ، التي أشاحت بصرها لا تريده أن يسبر أغبوارها ..


فزفر بتعب و يأس !


لها حوار طوييييييييييل معه .. لكن ليس الآن يجب أن يستعد جيدا !


...................................................


في مساء لندن ،،،


وقف عصام أمام باب غرفة العمليات يموت قلقا !


هم في الداخل منذ ما يزيد عن عشر ساعات ، و لا جديد !


رمق أهل المريض -الذين ينظرون له متعجبين من قلقه البالغ- بتعجب إذ يبدون مرتاحين هادئين على خلافه !!


و لما لم يتحمل القلق ، نزل أرضا على الأرضية اللامعة ، و بدأ بعمل تمريناته الرياضية ، بداية من تمرين الضغط !!



دلف حسين مع مجموعة من ضباط الضبط ، و في الخلف أسامة ، و معه مريم جنبا بجنب ، بعد أن أصرت على ذلك ..


هي يجب أن تقف جوار أسامة ، فهذا الموقف ليس بالهين عليه أبدًا !!


ضربوا جرس باب تلك الشقة الحديثة ، ففتحت لهم الخادمة ..


قال الضابط المسئول عن قوة الضبط و الاحضار :..


-ابعدي كدا ... فين المدعو سامح زهران معانا أمر من النائب العام بالقبض عليه ..


-البيه في مكتبه من الصبح ما خرجش .. و قافل على نفسه الباب من جوا .


دلفوا للداخل الشقة .. و اقتحموا مكتبه ، فشهق الجميع من الصدمة ..


أمسكت مريم يد أسامة فورا ، و نظرت له ْ تعلم أنه الآن يريد دعما بعد هذا المنظر !


انحدرت دمعتين على جانبي وجه أسامة و هو يراقب النهاية البشعة لوالده ، و تلك الدماء التي تغطى مكتبه !!



....


Continue Reading

You'll Also Like

219K 5.6K 25
"الحب مش غدار..بس لازم تحب صح مع الأنسان الصح..مش اي حد و السلام" .. "توعيديني انك مش تتصدمي" ...... كل واحد ليه امل في الحياة...و عمر ما الأمل بيموت
20.5K 486 9
لم تظن أن تُشاب سعادتها معه يوماً ! فهل هي علي حق . 💔
440K 20.3K 32
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...