كانت خطة

3.8K 194 52
                                    

الفصل الثامن و العشرون الجزء الثالث
كانت خطة
راقب معتز سحب رجاله لحسين بذل ، و ضحكات منتشية مريضة ..
تخللها صوت ضحكات مريم !
ضحكاتها و ليست صرخاتها !
هل حقق هدفه الأخير بهذه السرعة !
مريم جنت ؟!! 
-معقول اتجننتي بالسرعة دي ، أومال لو عرفتي الفخ الصح اللي أنا عامله لأسامة حبيب القلب .. زمانه بيضرب بالنار دلوقتي ... قعدت ارتبله يومين كاملين يلا بالشفا .. مش خسارة فيه .
زادت ضحكات مريم هسترية و كأنها بالفعل فقدت عقلها !!
اقترب معتز منها هاتفا بحقد :..
-بتضحكي ليه ؟ دا أنا لسه هع...
عالجته مريم بركلة أسقطته أرضا ، ثم صاحت قائلة :..
-كفاية رغي بقى ..
على أثر الركلة سقطت منه المفاتيح ، أخذتها و أغلقت الباب ، و أمام نظرات معتز المدهوشة قذفت المفاتيح للخارج من خلال فتحة التهوية العالية ..
-أظن كدة جه وقت الحساب ..
قالتها بملامح مخيفة شيطانية ، بينما وقف معتز ، ناظرا لها بسخرية :..
-ما خلاص الليلة خلصت و اتحطت كلمة النهاية ..
ألقت الحبال التي كانت بيدها بعيدا ، و دعستها بقدميها ، و التقطت حجابها من الأرض ، ثم وضعته على رأسها و ربطته جيدا كي لا يسقط .
وجدت مريم كرسيا متهالكا ، قعدت عليه و أخرجت من جيب السترة ، علكة .. فتحت غلافها الذي يجلعلها تشبه السجائر ، العلكة ذاتها التي جعلت أسامة يجن معتقدا أنها بالفعل سجائر..
مضغت العلكة باستفزاز ، ثم هتفت ببرود :..
-أنت طلعت من الناس اللي بتخدعهم جمال البدايات لأ لأ .. عيب دا احنا ملوك النهايات  ... أومال أنا كنت بتضحك على ايه ؟! على غبائك طبعا و أنت بتحلل ردة فعلي و خططي هههههه ..
لم تقاوم ضحكها الساخر بينما هو يقاوم ليفهم قبل أن يقتلها حالاً.
رأت تقدمه البطيء منها ، و رغبته الواضحة في دك عنقها ، فما زادتها إلا سخرية ، تابعت :...
-بتحلل خططي أنا !! أنا واحدة ما بثقش في صوابع ايدي .. هثق في عايدة و الظروف و المكان اللي هتجبني فيه .... هههههه أنت مسخرة ..
هبت واقفة فجأة ، و توحشت عيونها الزرقاء فجأة هاتفة بجبروت انتقامي :..
-من أول يوم شفتك و أنت هريني تريقة و عمال تشتم في جدي كان نفسي أعمل كدة بس مكنش ينفع ..
و قبل أن يدرك أخذت مريم الكرسي المتهالك و ضربته به في وجهه ، حمى نفسه قدر استطاعته لكن الكرسي لطمه بقوة ، و تناثرت أجزائه أرضا كما ستتناثر أجزاء جسده الآن ...
شردت للحظة بشماته ، أفاقت مريم منه على جذب معتز لها من تلابيب ملابسها بعد أن استقام و توحشت عيونه بإجرامية ثم صاح :..
-كل حاجة خلصت و أنا اللي كسبت .. جدك ماااات .. و حسين هيلحقوا و حبيب القلب هيوصلني خبره كمان شوية .. و أنتم مش هتفرقي عنهم ...
ضربت مريم معدته بركبتها فأخبرته على تركها ، هاتفة بشماتة :..
-أسامة و أنا واثقة فيه أكتر من نفسي و هو هيرجع متأكدة ، و اللي خدوا جدي كان رجلتي .. و هما نفسهم كانوا رجالتي .. ههههههههه ابقى اتأكدت من رجالتك كويس يا سيادة العميد السابق ..
قالت الأخيرة بشماتة ، و لم تمهله الفرصة حتى ليشعر بالذهول بل انهالت عليه تنتقم منه ، تنقم كل على كل الألم الذي عاشته منذ قرر لعب لعبته القذرة مع فرقتها و جدها و والدها .. ستقص منه حتى يتمنى الموت ..
و قبل أن يدافع عن نفسه ، أخرجت سلاحها من أسفل بنطالها ، و أشهرته في وجهه هاتفة بسخرية :..
-للأسف مش هتلحق حتى تتشاهد ..
سحبت زر الأمان و قبل أن تضغط على الزناد ، شعرت بأحدهم خلفه ، التفت له برأسها لبرهة كانت كفافية لمعتز ليسحب منها سلاحها ، و يضربها به على مؤخرة رأسها لتغيب عن الوعي ... ساقطة أرضا !
••••••••••□■••••••••••••

و احترق غصن الزيتون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن