بحر عينيها يدعوني لأغرق فيه

4.7K 266 6
                                    


الفصل الحادي و العشرون
"بحرها الأزرق يدعوني للغرق فيه "
-أيوة يا بريهان كنت بتسلى ، كنتي أصلا سهلة أوي ؟ بس أبوكي واقفلي زي العقدة في الزور و ند صعب أقف قصاده و أنا دلوقتي زهقت و هدور على وحدة تانية أتسلى بيها  ؟ عرفتي الحقيقة و ارتحتي  ..
و السهم أصاب هدفه و اخترق قلبها !
لعبة ! تسلية !
هل كانت في عينيه زهيدة لتلك الدرجة !
-بريهان ! بريهان ..
أغلقت بريهان الهاتف في وجهه دون رد ، و هل يستحق حتى عناء الرد .
-تسلية ؟؟ للدرجة دي يا عصام .. عشان أن متخلفة و غبية .. صدقت وهم ؟ !!
أطلقت العناء لدموعها ، و لا تنجح محاولات أمها الكثيرة في جعلها فتح الباب ، و لا فتح قلبها لها !!
ارتمت على فراشها تنتحب ببؤس ، و لما داقت بها الدنيا خرجت من غرفتها متجهة نحو غرفة مريم ، تلك التي انعزلت عنهم ، و كأنها تدور في دائرة خاصة بها و بجدها فقط ، فمنذ أن أصر حسين على إحضارهم هنا تحت عينيه و رعايته حتى يتم الانتهاء من القضية ، و مازالت فيلتهم تحت حراسة الشرطة ...
الغريب أن سامي حجازي لم يبدي اعتراضا بل رحب ، و لم ينصت إلي اعتراضات مريم ، و بالطبع أسامة لم يكن ليعترض ، هكذا يطمئن عليها أكثر خلف أسوار قلعة حسين ثابت الحصينة !
ثلاثة أيام مروا و مريم تتعامل مع جدها و كأنه معجزة كونية ، تخاف عليه و كأنه قطعة زجاج ، تهتم بدواءه و طعامه و كل شيء يتعلق به ، و لا تسمح لأحد بالمساعدة أبدًا !
مازالت مريم تعتقد أنها في حلم ، لا تنام ليلا سوى بالعقاقير المنومة ، تستيقظ فزعا في منتصف الليل و تذهب لغرفته تتأكد من أنه نائم في فراشه !!
دلفت بريهان الباكية بعنف ، بحثت عنها فلم تجدها ، الغرفة فارغة أمامها !!
-مريم ! أنتي فين ؟ مريــــــــم ..
سمعت صوت تأوهات مكتومة صادرة من الأسفل ، فانخفضت بنظرها لتجد ...
.............................................
-يا متخلفة ! قفلت في وشي ... يا بت افهمي !
أعاد عصام اتصاله ببريهان للمرة العاشرة ، و لكن النتيجة واحدة ... " لا رد " !
جاءته رسالة تستعجله للذهاب لمديرية الأمن ، من أجل المهمة الجديدة .
دخل عليه أسامة و وجهه يغني عن أي كلام ، الدخان يخرج من أذنيه !!
-مالك ؟
أجاب أسامة بعصبية :...
-الزفتة ما بتردش عليا بقالها 3 أيام من ساعة ما جدها رجع ، مش عارف مقموصة و لا مال شكلها ؟؟؟؟
-يمكن مشغولة ؟
-وراها إيه سيادتها ؟ حسين ثابت أصلا مش بينزلها الشغل زينا ... أنا مش طايقها ... أنا عندي معاد مع حسين و هبقى أشوف فيه إيه ؟ و أنت بتتخانق مع دبان وشك ليه ؟
وضع عصام حقيبته على ظهره و هتف بعصبية :..
-ابقى وصل للهانم أخت الزفتة بتاعتك إني أما أرجع هسوي وشها بالأسفلت ..
-بس يلا أنت تقدر أصلا ! و أنا أقول عليها زفتة أنت ما تقولش اتلم مرات أخوك يا ولد .
-بصراحة مقدرش .. و حاضر مش هقول عليها كدة تاني .. أطير أنا .
-مسافر فين كدة ؟
- مقدرش أقولك و ما تتصلش بيا اليومين دول ، مش هرد ، سلام يا باشا .
ودعه أسامة ثم أخد سيارته و انطلق نحو فيلا حسين ثابت ..
___________________
في غرفة مريم ,,,
انتبهت بريهان لصوت التأوهات المكتومة الصادرة من الأرضية ، خفضت بصرها لتجد أن مريم شبه نائمة على الأرضية في وضع غريب ، و جسدها كلها يضخ بالعرق .
انخفضت بريهان لمستواها و نامت على ظهرها ، كان وجهها قريبا من وجه مريم ، ثم أردفت :..   
    -مريم ! إيه وضع الدب القوقازي دي ..
-أمم داا ببب .
-مين يا أختي ؟ أنتي بتقولي إيه ؟ يا بت إيه مااا نمنااا دي ...
-منااا ..
-هو التمرين قافش على لسانك ؟ ضغط دا يا ببلاوي ؟ لا الضغط بيطالعوا و ينزلوا أنتي ثابتة ؟ بس شكله متعب يا حرام عرقانة و وشك أحمر ليه كدة ؟!!
-غورررري من هناااااا !
قالتها مريم صارخة بعد أن تركت نفسها تسقط على بطنها هامسة لنفسها :..
-خمس دقايق عاش يا مريم عاش بعد فترة الانقطاع ... لازم أرجع لرقمي القياسي جيالك يا سبع دقايق و تلاتين ثانية ..
الكلام سهل لكل الفعل ههههههههههه ..
فور انتهاءها سقطت رأسها أرضا ، و هي تسمع بريهان تهتف براحة :..
-أخيراااا ، إيه ده بقى ؟!
حاولت مريم تنظيم أنفاسها الهادرة !! و نهضت جالسة على الأرضية ، مسحت عرقها بمنشفتها ، و شربت بعض الماء ، قبل أن تجيب :..
-دا تكفير ذنوب ، دي اللحظة اللي بيندمك على كل بطاطسية محمرة دخلت بوقك ، دا اللي بيخليني أدعي عليكي على البيتزات و الكريبات اللي اكلتهالي كل يوم على الفطار لما كنا في لندن ..
ضحكت بريهان ، و كأنها نست مشاكلها كلها ، ثم أردفت :..
-اسمه إيه العقاب ده ؟
نهضت مريم و هتفت :...
-تمرين بلانك ، تخنت كيلو ، و حاسة لياقتي اتأثرت ... وسعي كدة ..
أزاحتها مريم من طريقها ، لتتشقلب كالبهلوان و بريهان مصدومة ، و في النهاية استقرت بالمقلوب على الحائط ، رأسها في الأسفل و قدميها تستند على الحائط ، و بذراعيها تسند جسدها لأعلى ..
-أنت يا وحش يا بتاع اليوجا .. فاكرة نفسك قرد و لا إيه ؟!!
-قولي لأبوكي يا أختي يا ينزلني الشغل أو الجيم أو حتى فيلاتنا فيها كل الالآت بتاعتي ... إنما أنتو معاملني معاملة البط ياكل و يعوم و هات يا لعب ... لياقتي بقت في الأرض  ، و مش هتكلم تاني عشان أركز ... اخفي من هنا ..
  و بالفعل حاولت بريهان الحديث إليها ، لكن مريم بالفعل لا ترد بل أغمضت عينيها ، اغتاظت بريهان منها ، و ركلت يد مريم لتقع ، لكنها عادت و توازنت ، و صمتت فتمرينها مرهق و هي تحب التركيز !!
لعبت بريهان بكارت متأكدة أنه سينجح ، فغادرت غرفتها لثوان و عادت تهتف بجزع :...
-مريم الحقي جدو .
شحب وجه مريم ، و اهتزت لتقع على وجهها أرضا متأوهة بألم ، لكنها قامت مسرعة ركضا لغرفة جدها ،  فأوقفها صوت ضحكات بريهان ، وقعت بريهان أرضا من كثرة الضحك ، بينما مريم وقفت متسمرة ، تستدرك خدعة بريهان ، التفت لها و في عينيها يضمر كل الشر ..
-بريهااااااااان !
علمت أنها لن تجو ، فهرولت لتبدأ بعدها بالركض و القفز هربا من مريم بنظراتها المتوحشة !
-ما أنتي ما بتردييييش علياااا ..
-تقومي ترعبيني و تقلبيني على وشي يا كلبة الترع ، يا فأرة التجارب يا حيوانة المزارع ..
-لا اسمعيني قبل ما اتغابى على الحيوان اللي اسمه عصام ، و ترجعي تقولي بظلمه .. لو كان قدامي كنت شرحته أنا يعمل فيا كدة .. دا ...
-قبل ما تحكي عارفة إنوا أكيد عمل موقف غبي من بتوعه و أنتي صدقتيه عشان غبية دا الطبيعي بتاعكم ، انما أنا تخضيني الخضة دي .. أنتي عارفة أنا أصلا عايشة مش على بعضي و لو جدو كح بموووت  حرام عليكي .
جلست بريهان فجأة بهدوء تعجبت له مريم ، بدت بريهان و كأنها تفكر ، قبل أن تردف بشرود :..
-مريم هو أنا لو قعت في مصيبة أو جرالي حاجة هتعملي إيه ؟؟
قهقهت مريم قبل أن تجيب ساخرة :..
-هعمل لوووووولوووووووووي فرح هههههههههههههه .
هتفت بريهان بنزق من سخريتها :..
-مريم ! بتكلم بجد ..
-هعمل إيه يعني تفتكري ..
-أكيد هتنقذيني صح .
-طبعا !
-و تبقى شبه الهيرو و السوبر ويمن اللي بتظهر في الأفلام ..
-أومااااال .
قالتها مريم ساخرة ، ثم أردفت بضحك :...
-نفسي أعرف أنتي واخدة فيا مقلب كبير ليييه ؟ فاكرة أخر مرة خدتي مقلب زي ده و قعنا في إيد فرج و عزيز و اترميت أنا في المستشفى بسبب أم أفكارك أنتي و أبوكي هههه قال هيرو قال .
-لأ و أنتي سكتي يعني ؟ على أساس مش عزيز بيتعاقب بقاله يومين بسببك ... يومين و هو واقف في الشمس زي الرجل الألي من غير أكل  لا و بيعمل تمارين و اللي رايح و اللي جاي بيتفرج عليه يا قادرة ..
ارتمت مريم على الفراش من الضحك ، و هي تتذكر منظره و هو يرمقها بنظرات لو كانت تقتل لكانت في عداد الأموات ، و هي تستمتع بإغاظته و تلتف حوله تسخر منه كأنه بهاوان و تغادر و قد استفزته و أخرجته عن شعوره و لا يجرأ حتى على التفوة بحرف ...
-هههههههههههههه يالهوي شكله مسخرة لأ حسين باشا مبدع في إختيار عقابه و الله مرة نفضي بسين بالمعلقة و مرة يوقف عزيز شبه تماثلة الإغريق ههههههههه كريتف أوووي ما شاء الله .. يلا قبال فرج و أبوكي .. أصلي ما بسبش حقي ههههههههه ..
نظرت لها بريهان بقلق ، و أردفت بتوجس :...
-مريم هو أنتي مش هتسامحي بقى ؟! يعني دا بابا برضو و .....
قاطعها صوت ضحكات مريم العالية ، و هتافها الساخر :...
-هههههههههههههه أسامح هههههههههه يالهوي أجدد نكتة دي و لا إيه ؟! ههههههههه قال أسامح قال ههههههه ..
نظرت لها بريهان بحدة ، ثم هدرت باسمها بعنف عندما لم تتوقف عن الضحك ، فصمتت مريم ثم هتفت بغل :..
-إنتي ليه محسساني إنكم دستم على جذمتي  ؟!! إنتي مش مستوعبة إن أمك رمتني قدام ملجأ و لا كأني بنت حرام ، و لا أبوكي ذلني و أهني و ضربني و خلى رجالته يضربوني و يرموني برا زي الكلبة ، و بعده يجبني في بيته و أخرها يضربني بالقلم و يرميني في الشارع .. أنتوا فاكرين مشاعر الناس لعبة ... أنتي فاكرة أخوكي المحترم دا قال عليا إيه عشان كنت بساعده ... أنتي ناسية إن كل ما أحاول أساعدك أقع في مصيبة أكبر من اللي قبلها ... أنا من ساعت ما عرفتكم و أنا بتأذي و بس .. أنا لو تجيلي فرصة أنتقم صدقيني مش هتأخر ..
-على فكرة أنتي كذابة .. أيوة كلنا غلطا في حقك .. ماما و بتموت في اليوم ميت مرة من ساعة الحادثة ، و بابا و متخانق مع الدنيا كله عشانك و حاط إيده مع أسامة عشان يحميكي أنتي و جدو ، و حازم بيحبك و بيحترمك أكتر مما تتصوري ، و ما تنسيش إنك ضربتيه 3 ألام و سكت على فكرة و نسي و أنا كمان ضربته عشان خاطرك ، و كلنا بحبك و نخاف عليكي و بنتمنى رضاكي بس أنتي منشفة مخك ، يمكن لو فكرتي شوية هتلاقي نفسك من جوا مسامحة بس أنتي .....
قاطعها سخرية مريم مرة أخرى :..
-ههههههه مش قولتلك ثقتك الزايدة فيا دي هتوديكي في داهية ، سيبك شوية من الأفلام و العالم الوردي يا بريهان ، بصي للواقع الأسود اللي إحنا عايشين فيه .. الواقع ده محدش فيه بيسامح حد ، محدش بينسى و بيغفر ، مفيش بطل و بطلة بيجتمعوا في الأخر و بيتحدوا المجتمع و الدنيا كلها .. بحبهم ، دا وهم بنضحك بيا على نفسنا عشان نقدر نعيش بكرا و إحنا فاكرين إنه هيكون أحسن .. فيه غني بيدوس على الفقير ، في مبدأ البقاء للأقوى ، دا مبدأ البشر مش الغابة .. البشر و بس ... الأقوى بينتصر .. بصي للعالم .. الدول الأقوى بتجبر الأضعف على الخضوع فكريا و علميا و إجتماعيا و إقتصاديا ، بصي لضحايا الحروب .. ما انتصروش هما بس بيهربوا و بيهربوا و بيدورا على واقع يكون أخف سوادً يستخبوا فيه .. الخير بينتصر على الشر في الروايات ... هنا العالم الحقيقي الأذكى و الأقوى بس هو اللي بينتصر ... و الضعيف الفقير قليل الحيلة بس هو اللي بيقنع نفسه إن النهاية لسه مجتش و إنه لسه ما خسرش و إن مسير الحق يظهر ، إن هو مسامح عشان هو الأقوى .... لأ يا بريهان هو بس ضعيف هو بيشوف نهايته كل يوم و هو بيغمض عنيه و هو فاكر إنه هينام بس هو بيهرب من نهايته ... و نفس الشخص المظلوم دا لو جاتله القوة و الفلوس عشان يبقى ظالم هيقبل صدقيني هيقبل و هيرحب و هيرمي كل المبادئ و القيم دي في الزبالة ..... فوقي يا بريهان ، عشان القلم اللي هتخديه من الدنيا هيبقى صعب أوي أوي ... و ضرب الوش مفيهوش معلش ..
ثم تقدمت لتخرج ، تاركة بريهان تصطدم بالفراش خلفها و تسقط عليه جالسة من قسوة الكلمات ، من ذلك السواد المنبعث من حروفها .. من أبجديتها المشبعة بالكره و الحقد !!!
و بريهان ذات القلب الطيب عقلها لا يتحمل مثل تلك الكلمات ، فاتخذت من الإنكار مهربا من الواقع ، و هل سينفع الإنكار و قت وقوع المصائب !!
........................................
-يا مرحب يا مرحب !! تحب ترمس ، عين الجمل ، لوز بندق أي من هذا القبيل ..
ضحك أسامة من قلبه على حسين ، و ما يقوله إذ يبدو كرب أسرة مصرية عتيقة زاره أحد أقاربه و يقدم ضيافة العيد !!
-هههههههههه أنا عايز كحك ..
-هههه معلشي مكناش فاضيين العيد نعمل كحك أصل بعيد عنك المصايب نازلة علينا ترف ... ههه .
-بعيد عني تصدق ضحكتني ههههههههه .. بس شكلك مسخرة و أنت حاطط الأطباق قدامك .. هما الوزرا بيكلوا الحجات دي زينا كدة ..
لكمه حسين في كتفه ، ردًا على سخافته و وقاحته على حدٍ سواء ، ثم أردف :...
-لا عايشين في كوكب تاني يا خفة .
-طب اهدي على نفسك بس ليطقلك عرق ، و مالك طفشان كدة و قاعد في الجنينة .. ما تقولش الست حماتي الكيوتاية دي كرشاك من البيت هههههه ..
-قوم يلا من هنا .. بتعاكس مراتي قدامي ...
ابتعد أسامة بسرعة خاطفة عن مرمي لكمة حسين قبل أن تصل لوجهه ، ثم هتف ضاحكا بمرح :...
-ههههههههههه مش حماتي يا عم .. و بعدين سؤال بريء الست الرقيقة دي تخلف بريهان أوكيه ، حازم هعديها .. إنما رامبوا اللي أنا متجوزها دي طالعة لمين؟؟ أنتو عاملتوا تحليل DNA نتأكد برضو ؟!
رمقه حسين شزرا و هو يعد نفسه للكمه مرة ثالثة ، هاتفا بغيظ :..
-مش عارف لمين يا أخويا !!!
صد أسامة لكمته ، قبل أن ينطلق في الضحك ، ثم أردف بعد أن هدأت موجة ضحكه :..
-تصدق كنت ناسي ههههههههههه .. أنا قدامي النسخة الذكورية منها ههههههههههه عيلة مفترية ..
-بطل استظراف عشان دمك يلطش أصلا .... و بعدين شكلك غريب و أنا مستغربه كدة ... مش مضايق مش مبوز ، و مش عايز تجيب مريم من شعرها كالعادة لأنها بتجننك ، مش بتزن على تقديم الفرح بعد الحمد لله أما سامي حجازي صحته اتحسنت .. غريب أوي أنت النهاردة ..
استرخى أسامة في مقعدة و هتف :...
-بص هو أنا كل دول في بعض ، هيجرالي حاجة من القلق و التفكير في المصايب اللي ما بتحصلش بقالها يومين شكل فيه مصيبة كبيرة هتيجي مجمعة ماهو مش معقول ساينا في أجازة العيد كدة ، و نفسي اقوم و أكسر دماغ مريم طبعا لأن بقالي 3 أيام برن عليها و ما بتردش على أمي و جبت أخري من شكلهاا ... و نفسي نقدم الفرح فعلا عشان تبقى معايا و في بيتي ، بص كل الحجات اللي أنت قولتها متجمعة فيا دلوقتي ... بس حاليا منتظر المصيبة اللي أنت هتقولهالي ، و بتحاول تمهدهالي من ساعت ما دخلت و مش عارف تبدأ منين ، و قاعد مستنيني من الجنينة مش قادر تصبر أو تقعد في المكتب .. أنا سمعك !
تنفس حسين بصوت مسموع قبل أن تهتف :..
-أنا عايزك تكون هادي يا أسامة و أنت بتسمعني ... محتاج لهدوءك تمام ..... الحكاية إن ..........  
...............................................
وقبل أن تفتح مريم باب الغرفة ، دلفت جنى بزعابيبها إليهما هاتفة بتأفف :..
-لأ بصي أنتي تشوفيلي حل في أستاذ حازم ، لإما هقول لأسامة و ربنا ، هو مجنون و لا مجنون بس أنا شاكة إنوا مجنون .. شوية فرفوش و تحسيه محمد هنيدي و شوية لاسع يدي على رامز جلال و شوية دراما كوين و لا كأنه نيلي كريم و حبه رومانسي و مدي على عمر دياب .. إيه بقى ؟!! هو كدا عادي و لا النسخة بتقع و في الأخر هينفجر في وشي ولا إيه  ؟!
برغم كل شيء ضحكت مريم بينما انتصبت بريهان من صياح جنى المفاجيء !
أفسحت لها مريم لتدخل ، و اتخذت جانبا ، هاتفة بضحك :...
-طب هدي نفسك يا وحش و أنتي كدة طبيعية ما أنتي شوية كيوت و مش سمعنلك حس أو نكدية و معيطة و شوية مروشة  و شوية داخلة بزعابيك و مش فاهمينك ... طب و الله ليقين على بعض .. مالكمش كاتلوج هههههه ..
-لأ بس هو أوفر زيادة ... أنا واحدة ورايا لسه مادتين و محتاجة أحتفظ بعقلي و هو ناوي يجنني مش كدة ... أتعامل معاه إزاي بقى فهموني .. هو أنتو مش إخواته ؟!!
ضيقت بريهان عينيها بضيق ، ثم هتفت بنزق :..
-مريم قولي للأنسة أخت الشيء اللي اسمه عصام تسكت لأولع فيها هي و أخوها ..
شوحت جنى بذراعها ، و جلست هاتفة بنفاذ صبر :..
-يووووووووووه متخانقين تاني و هتطلعيه عليا ، ما بتبطلوووش بقى ..
ضحكت مريم ، ثم أردفت بتهكم :....
-للدرجة دي سمعتكم وحشة هههههههه ..
انتفضت مريم على صوت اقتحام أحدهم للغرفة ، و إذا بها نورا تلج و هي متأففة و على وجهها أمارات العصبية و مشاجرة حصرية البث ..
ضحكت مريم هاتفة بتهكم على المشهد :....        
-ههههه كدة العصابة كملت ..
زفرت نورا بحنق هاتفة بعصبية :...
-هو أنا إزاي مطلقتش من أبوكم دا من زمان أنا إزاي مكملة كدة .. أنا حبيته إزاي أصلا ؟!! بصالح فيه شهر بحالة لييييييييه ؟ و أنتي يا أختي بصالح فيكي من 5 شهور ما أنتي النسخة المصغرة بتاعته ... لا و كمان كنت بفكر فيه إيه عشان أخلفك نسخة منه كنت إتجنننت في عقلي ..
ضحكت مريم هاتفة :..
-و أنا مالي أنا يا لمبي ! ههههههه .. كملي خناق مع جوزك و فكك مني ..
وقفت بريهان في المنتصف ، و عيناها تبرق و كأنها اكتشفت موقد الطاقة السرمدية ، أو اخترعت حل للنزاعات الدولية ، فهتفت :...
-بصوا عندي الحل .. إحنا نعمل حزب نسائي ..
هتفت مريم ساخرة :..
-حزب نسائي يبقى أخلع أنا بقى هههههههه ..
-بسسس لو سمحتي لازم نخطط و نتكتك ضدهم .. إحنا ...
التفت نورا و جنى حولها في دائرة ، بينما لم تسمع مريم الباقي ، بل تسللت للخارج تاركة إياهم يخططون مؤامرتهم السرية ضد الرجال ، قابلت في طريقها إجلال فهتفت :..
-جدو صحي يا إجلال .
-لأ يا مريم هانم ! هو الدوا دا بينيمه ؟
-أها فعلا ..
-ربنا يشفيه يا هانم و يقوموا بالسلامة ..
-أمين يا رب .. ماشي يا قمر .. أما يصحى بلغيني عشان أديله الدوا تمام يا جوجو ..
-دا أنا كنت طالعة أبلغكم إن العشا جاهز ، مش هتتعشي .
-لا أنا نازلة تحت و هبقى أكل مع جدو أما يصحى ، نورا هانم و جنى و بيري في أوضتي فوق و حازم بيذاكر عند المرجيحة اللي فوق .
-تمام يا هانم .
-ميت مرة أقولك قوليلي يا مريم عادي ، أو مقدم مريم هنبسط منك أوووي ههههههههه ....
-العين ما تعلاش عالحاجب يا مريم هانم ..
-تاني هههههههههههه .. دا أنتي حالة ميؤس منها .. اطلعي اطلعي .. أو رنيلهم على التليفون أوفر و أسهل و الله من الطالعة و النازلة دي  .
تابعت مريم هبوطها من على الدرج ، ثم خرجت من الباب الخلفي نحو الحديقة ، لتجد عزيز أو التمثال عزيز  ..
-مساء الخير يا زيزووووو .. أتمني تكون مبسوط معانا ههههههههه .. حاجة جميلة إني أعمل مصيبة و ألبسك فيها عقبال كل مرة هههههه .
زمجر عزيز بدون صوت ، تلك الفتاة رأسها شر سرمدي حارق ، و ما ذنبه هو ليلحقه شرها ، هو فقط ينفذ أوامر رب عمله !
كانت مريم تقف جواره تستمع بإغاظته ، و هل فعلت كل ذلك من فراغ ، إنتقامها لابد أن يكون مبتكرًا ككل أفعالها !!
كانت تختبر شيئا ما ، فأغمضت عين و فتحت الأخرى ،  و شبكت يديها  و تركت فتحة بين أصابعها في المنتصف لتركز على نقطة معينة ، ابتسمت هاتفة :..
-نسيت سلاحي فوق .. ما تسلفني بتاعك كدة ... يوووووه نسيت مش هتعرف ترد عليا ! يبقى أخده بقى براحتي .
و أخذته منه فورا ، و هتفت :..
-و معاه كاتم صوت كمان ياه .. أنتي كريم أوووي ههه ..
استخدمت يدها اليسرى للتوصيب على نقطة معينة ، نجحت في إصابة الهدف فهتفت بسعادة :..
-أيوة بقى .. يالهوي عليا كلهم في الهدف تمام ، ألقف بقى يا زيزوووو .
ألقت سلاحه له ، فلم يحرك ساكنا ليلقفه ، فوقع أسفل قدمه مصطدما ببطنه ، كز على أسنانه بحنق و لا يجرأ حتى على التفوه بحرف ..
..................................
هب أسامة من مكانه واقفا ، يهتف بعنف :..
-أنت بجد عايزني هادي ... أنت بتقولي إن شكري الزفت ده هو فعلا الشخص اللي بندور عليه و هو اللي مأجر الناس بتوع قتل سامي حجازي ... و إن فيه حد وراه إحنا مش عارفينه و لا هنعرفه إلا أما نوصل لشكري دا ... و سيادته هربان و في احتمال يكون متخبي في العريش عند الحدود ، مستخبي في مخبأ شوية مرتزقة ... و فيه اشتباه إن اللي نفذوا مقتل أبويا مرتزقة برضو ، و كان فيه لقاءات بين شكري دا و أبويا كتير في الفترة قبل وفاته و شغل بينهم ..  عارف دا معناه و لا مش مستوعب لسه ؟ يعني شكري دا ممكن يكون هو اللي قتل أبويا !! يعني شكري دا هو السبب في كل مصيبة بتحصل لينا و لفرقة العاصفة من سنة و نص تقريبا ... نفس الطريقة نفس الأسلوب نفس المرتزقة ..
-أسامة أكيد هيقدروا يوصلوا .. أنا هبلغ عن المعلومة اللي عرفتها عن مكانه و أكيد هيتقبض عليه ..
-يا سلام .. أنت محسسني إني مش من هنا و لا غبي و لا إيه .. في الأماكن دي  لو فرضا حد وصل لمكانهم تحديدًا يعني ، الناس دي بيقتلوا الأول و بعد كدة بيسألوا أنت مين ؟ هيعرفوا المكان بس محدش هيتحرك ؟ أنا مستغرب أصلا هما عرفوا إزاي شكري دا  و اتحركوا بالسرعة دي من غير ما نعرف ؟ هي التهمة تهمة محاولة إغتيال سامي حجازي صح ..
قالها و صمت قليلا ، نظر إلي إيماءة حسين الموافقة ، فأردف :..
-هي أكيد صح ؟ هتجنني هي عرفت إزاي ؟ و لا قدرت تتحرك و تنفذ إزاي و هي محبوسة هنا ؟ هي مخاوية و لا إيه ؟! أنت ساكت ليه مش بنتك دي ؟!
-و مش مراتك أنت كمان .. متعليش صوتك .. بص أنا هطالب بالإستعانة بالمخابرات و أمن الدولة عشان ...
-أنت فاكرني هستنى ... أنا هتحرك بنفسي ، و هسافر الليلة هتساعدني و لا اتصرف ..
هتف حسين مذهولا :..
-نعم !! بتقول إيه يا ظريف أنت ؟
-أيوة هسافر العريش يا حسين بيه .
قالها أسامة بتصميم ، فهدر حسين بذهول :..
-على الحدود يا أسامة ؟
-الحدود يا سيادة الوزير .. أنت عارف إنك مش هتقدر تمنعني و لا تقنعني بعكس اللي بفكر فيه .....هاه أتصرف لوحدي و لا ..
تمتم حسين بكره و بدون رضا :..
-حقير .
-سمعتك على فكرة و ما تشتمش عشان ما ........
قطع حسين تهديده ، و رمقه بإزراء هاتفا :...
-بس يلا ... محتاج هيلكوبترا و شوية معدات دقيقة و أسلحة و طيار مدرب ...و معلومات  و فريق يسافر يستناك هناك ، و لا هتاخد حد من هنا .
أومأ أسامة برأسه ثم هتف نافيا :...
-مش عايز حد معايا و لا تبلغ حد يستناني ، مش عايز حد يعرف .. كل حاجة تكون سرية أحسن مش عايز مفاجات يا حسين باشا ..
أمسك حسين هاتفة ، يردف أمرًا :..
-عايز هليكوبتر مجهزة .. و باقي الحجات هطلبها منك بعدين .. يستاك فين يا أسامة ؟
-اديله رقم يتواصل معايا و هبلغه بالمكان كمان ساعة .
بلغه حسين بطلب أسامة ، و بعدها أغلق هاتفا فيه باستحقار :..
-أنت يا حيوان أنت بتحطني قدام الأمر الواقع و بتحاول تخبي عليا المكان ... أنت دماغك ناشف ليه ؟
-من بعض من عندكم .. من الثانية دي هتصرف لوحدي .. بدل ما تشتمني ادعيلي ...
تنهد أسامة ، ثم اقترب من أذن حسين يهمس :..
-لو جرالي حاجة خلي بالك من أمي و أخويا و جنى و مريم ... متأذيهاش تاني .. و مش هقدر أقولك جوزها لحد غيري ، أنا اناني في عشقها للأسف .
-أسامة أنت بتقول إيه ؟
ابتعد أسامة هاتفا بتهكم :.
-دا لو مرجعتيش يعني ... بس أكيد راجع على قلبك ..
زمجر حسين بغضب منه ، لكن أسامة تابع :..
-يدوب ألحق أجهز .. عارف إنك هتفتقدني ههههه ..
ثم أدار رأسه ليغادر المكان ، لكنه سمع صوت يهتف باسمه :..
-أسامة .. أنت ماشي بدون ما تسلم عليا ..
التفت أسامة مبتسما لذلك الرجل البشوش ، الذي يحبه ، و اقترب بدرجة كافية ، لينحني أمامه ، ثم قبل يده ليهمس :..
-حمدلله على السلامة ... خف بسرعة الكرسي اللي بعجل مايلقش بالمقاتل سامي حجازي ..
ابتسم له سامي ابتسامة باهتة يشوبها القلق ، القلق مما ينتوي عليه ذلك الأسامة !
لتلفت أسامة مرة أخرى ليغادر ، لكنه سمع هتافا باسمه ، فهتف :..
-ما تنادوا مرة واحدة هو لازم ألف تاني ههههه ..
التفت لتلك الواقفة في الخلف تناديه ، و بحرها الأزرق يدعوه  ليغرق فيه ..
-أسامة ! أنت رايح فين ؟
رمقها أسامة بنظرة حادة ، لكن ثوان و لانت نظراته ، هرول تجاهها ليقف أمامها في ثوانِ  ، ثم قبلها قبلتهم الأولى ... و ربما قبلة الوداع !

و احترق غصن الزيتون Where stories live. Discover now