ثأر

3.8K 196 60
                                    

الفصل التاسع و العشرون
ثأر
-لأ آسفة .. مش هقدر ..
قالتها عزة بأسف ! فهي خائفة من الحديث عن الأمر فقط ، فماذا عن القيام بتلك المهمة الانتحارية ؟!
ضغطت مريم برفق عن كف عزة ثم أردفت :..
-عزة ! خلاص كأني ما طلبتش منك حاجة بس كلامي دا ما ترددهوش حتى مع نفسك عشان ما تزعليش مني و أنا فعلا بعزك ..
نظرت عزة فعيون مريم مرة أخيرة قبل أن تلتفت الأخيرة مغادرة ..
-استني استني ..
استدارت مريم مردفة بتعجب :..
-فيه ايه ؟!
أردفت عزة بحيرة :..
-أنا عمري ما .. ما وثقت في حد .. بس مش عارفة قلبي عايزني اثق فيكي ليه ؟ حاسة اني هروح فداهية بس يلا انا لله و انا اليه راجعون .
ابتسمت مريم هاتفة بسعادة :..
-مش هتندمي .. و هتكوني بخير ما تقلقيش .. هتروحي مع الرائد شريف و الرائد سامح هيدربوكي على كل حاجة من الالف للياء ..
و لما رأت عزة شريف و سامح هذان ، أردفت عزة بذعر :...
-يالهووي .. أنتي عايزة تسيبني مع اتنين ظابط زي التيران و تخلعي ..
-وطي صوتك هتفضحينا .. هيكون معاهم وحدة ست ثقة ، محدش فيهم هيأذيكي .. دول اللي هيأمنوكي ..
-يا مصيبتي دول اللي هيأمنوني أومال اللي هيخطفوني شكلهم إيه ؟؟ خلاص خلاص مش عايزة مش هروح .
ضحكت مريم على تعبير عزة الدرامي ، و أردفت بتهكم :..
-خلاص يا ماما أنا اتصعبنت و أنتي وافقتي ، أنتي فاكرة حتى لو مكنتش وافقتي كنت هسيبك كدة بعد ما قولتلك خطتي ..
ثم رمشت بعينيها ببرائة متابعة :..
-يرضيكي يقولوا عليا هبلة يا عزة !
تلك المحتالة !
لم تكن فعلا ستتركها و ترحل و الآن تخدعها مجددا !
تلك ليست المشكلة ، المشكلة أنها بدأت تخدعها فعلا !
تبا لبرأتها المزيفة !
-يلا مع السلامة بقى يا عزة يا أوختي .
نظرت لها عزة بتوعد ، تركتها مريم مع شريف و سامح ، و هرولت بخفة متخفية بمساعدة الظلام و كاب جاكتها الجلدي .. الذي أخفي غالبية وجهها !!
استطاعت تسلق مديرية الأمن ببراعة حتى وصلت لنافذة مكتبها الذي تم إعطاؤه لها صباح اليوم ، و قد عرفت من اللحظة الأولى أن ذلك الشاويش أمام مكتبها ليس سوى جاسوسا لمعتز .. منذ خرجت من الحمام لتجد أن هاتفها تحرك من مكانه بضع سنتيمترات التقطها ردار عينيها ، إذن ماذا فعلوا بالهاتف ؟؟
وقتها عرفت أن الهاتف به شي فتركته ، و ستحاول أن توصله لشريف قريبا ليعرف إذا كان ظنها صحيح و به فعلا جهاز تنصت ، بعد أن يتأكد معتز أنها لا تخونه ..
جلست على معقدها و أوصلت لمعتز ما يريد سماعه ..
طلبت القهوة من الشاويش لتجعله يتأكد أنها بمكتبها ، قطعة اللاصق اللي وضعتها على فتحة المفتاح قد تجعله يشك !
و جرت الأمور كما خطط لها !
فجأة سقطت من نافذتها ورقة ، إذا هناك معلومة جديدة فتلك هي الطريقة المتفق عليها !
"مجاهد بعتلك رساله بيقولك الصحفي اللي ملوش اهل يسالوا عليه ده ، اللي بقاله في مخزن شركة جدك اكثر من اسبوعين ، هنسيبه امتى بعون الله ؟  ده اولا وثانيا أنا وصلت للراجل اللي واصل الخبر و الفلوس للصحفي  وبقى تبعنا ...
مجرد انا عرفت مريم هذا الخبر حتى قفزت من مكانها  مهللة بفرح ، لكنها انتبهت  لما تفعله  فتوقفت فورا وتابعت قراءة الرسالة :...
المشكله دلوقتي ان معتز الدمنهوري ما بيثق حتى في رجالته ، فما حدش يعرف المكان اللي هو مخبيهم فيه ، بيبعت الرجالة يعملوا اللي هو عايزه ، وبيقولهم يقفوا في مكان معين وبياخدهم من المكان ده من غير ما يعرفوا  رايحين فين ؟؟  والمكان بيتغير كل مرة هو ممكن يساعدنا هناك بس مش  هيقدر يعرفنا المكان ..
اخذت مريم قلما  وكتبت علي ظهر الورقة :..
- عايزاك تسال لي الراجل ده هل معتز الدمنهوري لسه على عادته و بيبعت لهم عربيه نقل تاخدهم  ولا لا ؟ و كده خلصنا الجزء ده من الخطة ونخش على الجزء اللي بعده ..
……………………………………
قذفت مريم الورقة إلي  المكان الذي أتت منه ..
خطتها تنجح و تزهر ، أخبرها معتز بما يريد و بعث لها بالأوراق التي ستقدمها و قدمتها فعلا ..
شعرت باحتقار لذاتها لكنها فعلت ، هي تعلم أنها مجرد خدعة ، لكن تظل خدعة بغيضة على نفسها !
  صدح هاتفها بالرنين ،  اخبروا مريم  أنه تم القبض على بريهان ،  فبعثت برسالة لرءوف للتأكد من أن دليل براءة بريهان قد تم تسجيله ، و وصل لشريف الفيديو الذي يثبت أن بريهان لم تسرق المواد المخدرة ، بل إنها أعطتها لأحد الاطباء  وأن ذلك البلاغ ما هو البلاغ كيدي ..
التقطت مريم نفسها براحة ، ثم تأكدت أن هذا الدليل سيصل للنيابة يوم التحقيق .. فحذفت الرسالة فورا من على الهاتف ، رغم  أن هذا الهاتف هاتفًا احتياطيا غير الذي تشك أن به جهاز تنصت ، لكن هي تعلمت ان لا تثق حتى بأصابع يدها ...
بعد ان اطمئن كل شيء في محله  وخططها تسير على خير ما يرام ، وضعت أشياءها  في حقيبتها مغادرة المنزل .
……………………………………..
في اليوم الخطة صباحا عندما جاء عصام  إلى مكتبها غاضبًا !
اتخذت هي البرود سبيلا رغم انها أبعد ما يكون عن ذلك ، وقد  تعمدت  ذكر جملة "تلميع الاوكر"  في كلامها ليفهم عصام أنهما مراقبان ،  وبالفعل فهم عصام اللعبة وتابع في تمثيلية غضبه  رغم انه لا يعرف ما الوضع بالضبط ،  وعندما وضعت يديها على المكتب أمامه بتحدى كانت تضع بينهما ورقة بيضاء تحمل رسالة له ،  فاخذها هو عند مد ذراعيه لها الند بالند ، دون أن ينتبه ذلك الذي يتجسس عليهما من فتحة المفتاح ، وضع الورقة  في جيب بنطاله و غادر ليقرأها  في المرحاض .
…………………………………….
و مساءًا
غادرت عزة متنكرة في هيئة مريم والتزمت بالتعليمات بالحرف ، بيننا بقت مريم في مكتب شريف  بزي عزة عندما اغلق عليها شريف الباب كانت تلك هي الاشارة  لتغادر فورا من خلال النافذة ..
……………………………………..
في تمام الثامنة ،،،
معسكر فرقة العاصفة القديم ،،،
كان شريف أخر الواصلين للمكان ، المكان ذاته الذي شهد موت ابراهيم وصابر و خالد -الخائن -  المكان نفسه  الذي شهد ذكرياتهم معا ، فكان حتما ولابد ان يكون مكان انطلاق خطة الانتقام والثأر لهم .. لذلك اختارته مريم ليكن مكان التجمع ..
وفي هدوء الليل  سمعوا صوت فحيح ، مصحوبا بشيء يزحف على الأرض ، قتل مجاهد تلك الأفعى ثم حملها بين يديه مهللا:....
-شكلها جبرت يا رجاله  و هنتعشى ..
امسك شريف معدته فورا هاتفا بتقزز :..
- الله  يقرفك يا شيخ ..  وجعت بطني ..
-بس يا واد يا شريف ما تبقاش فرفور أومال ..
هتف سامح مازحا :...
- فاتهم أيام شقاوة الجيش !!
سأل محمد باهتمام :...
-أومال المقدم عصام فين ؟
أردف شريف بعدما تأفف :..
-عصام أكيد مش هيسمع كلام مريم يعني .
قاطعهم صوت مروحية ، نظروا جميعا نحوها متعجبين ، استقرت المروحية فوق غرفة القيادة ، و نزلت منها مريم مستخدمة الحبال و قفزت على سطح غرفة القيادة ..
شريف :لازم يعني طيرات و شوا ..
-عشان الحق اروح وارجع بسرعة .
قالتها مريم ببساطة ، فهاتف سامح :..
-و كان لازمتها ايه المشورة من الأول يا بنت الناس .
-بصوا يا رجالة .. من المكان دا احنا بدينا ، مكناش على وفاق بس كنا في ضهر بعض .. كلكم لازم تعرفوا مين السبب في قتل صابر و ابراهيم و حسرة قلب اهلهم عليهم .. عميد سابق في الجيش اسمه معتز سالم الدمنهوري .. و خلى خالد يخونا و يدخل دكتورة بريهان المستشفى في حالة خطر ، و حاول يقتلني و أنا و جدي .. من المكان دا ابتدت الحكاية ... فمن هنا لازم تنتهي و لا ايه رجالة ..
و هز صياحهم الصحراء !
-تمام يا رجالة معلوماتي أكدت إن ساعة الصفر نص الليل ..كل واحد عارف دوره .. جهزين يا رجالة .
-جاهزززززين ..
و أقسموا ألا يعودوا سوى بثأرهم .
………………
تسللت مريم عائدة نحو الفيلا مختبئة في صندوق السيارة ، و عندما وصلت عزة لمكان المقابلة ، تحججت برباط الكوتشي حتى تتمكن مريم من القفز إلي داخل سيارة النقل ..
و عندما وصلوا ركضت عزة و خلفها الرجلين و خلفهم مريم ببطء حتى لا ينتبه لها أحد !
و عندما وصلت كان شريف و سامح قد أفقدا الرجلان الوعى ... و عزة تقف في الخلف تلهث ..
-ودوا حد يوصل عزة .. أما دول بقى ..
أخرجت سلاحها قائلة :..
-و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ..
و قبل أن تضغط على الزناد صاح أحد الرجال العشرة الذين يقفون معها :..
-فلا يسرف في القتل ..
ارتجفت يدها ، و لم تقتلهم ، فهتفت بدون رضى :..
-شريف ، سامح البسوا لبسهم بسرعة ، و الباقي اتأكدولي انهم مستحيل يقدروا يهربوا ..  معتز غير صوتك و كل الدمنهوري من تليفونهم و فهمه انهم مسكوني  يلا .
و هكذا استطاعت خداع معتز الدمنهوري ..
و انتصرت التلميذة على المعلم الذي لم يكن يصلح أن يكون معلما يوما !
……………عودة…………
شمال سيناء ،،،
جبل الحلال ،،،
استطاع أسامة و فريقه إيهامهم بالهزيمة ، و أنهم ينسحبون و في اللحظة المناسبة انقضوا عليهم بأعداء أكبر من الهجوم الأول ..
ترك أسامة رجاله يسيطرون على الوضع بالخارج و انقض هو على عدوه ، الذي يرصده .. شكرى الأحمدي !
ركل أسامة شكري الأحمدى ، هاتفا بغل :..
-هاه يا شكرى .. مش هتقولي قتلت أبويا إزاي ؟؟
ضحك شكرى بجنون هاتفا :..
-كان عاملني ليك فخ .. و جيب برضو هههههه دا أنت مصمم بقى   ههههههه  .. بس أنا الراجل التاني للأسف كدة أنت ما استفدتش حاجة ..
-قصدك معتز الدمنهوري يعني .
قالها أسامة بثقة ، صاح شكرى فيه :..
-يعني عارف انو هو و جايلي هنا يا غبي ..
-و الله يا شيكو أنا مش مجبر أبررلك خالص .. أنا عارف ان معتز هو الرجل الأول من لحظة ما دخل عزا والدي .. بس هو عملك طعم ليا و أنا عملتك طعم ليه .. نظام تخليص حق ..
أمسكه أسامة من تلابيب قميصه بقيوده ، و صاح فيه و هو يلكمه :..
-قتلتم أبويا ليه يا *********
هتف شكرى و هو يتنفس بصوت عالي :..
-دوره خلص معانا  .. و بقى عقبة فكان لازم نخلص منه .. زي ما عمل معايا أنا كمان ..
سبه أسامة ثم لكمه في منتصف معدته ، و كان على وشك تسديد ركلة جديدة ، عندما سمع إشارة اللاسلكي ، فأجاب :..
-خلصتم ؟
-أيوة بس لولا رجالتك اللي جم لينا دعم كانا هنبوظ الدنيا ..
-رجالة اية ؟؟
قالها أسامة مندهشا ، فسمع صوتا يهتف :...
"إحنا يا واكل ناسك أنت .. بقى تدخل مهمة جامدة زي دي لوحدك يا واطي "
ابتسم أسامة لما تعرف على صاحب الصوت ، فصاح مهللا  :..
-مجاهد يخربيتك يا ريتني جبت سيارة ربع جنيه .
رءوف : أنت كنت تعرف تعمل حاجة من غيرنا أصلا .. اخرج و لا أنت حبيت القعدة عندك !
و أثناء انشغاله بالحديث مع رفقائه ، لاحظ ضغط شكرى الحقير على زر جعل الحجار تتساقط عليهم ، و بدأ المكان ينهار ..
سبه أسامه ، و ثم ضربه بعنف ليفقد الوعي .. دارت عينيه في المكان يحاول البحث عن مخرج بلا فائدة !
فمخرج الكهف قد سدته الحجارة !!!!
…………………………
السابعة و النصف صباحا ،،،
في النيابة ،،،
خرجت بريهان بعد التحقيق تكاد تبكي من السعادة ، يبدو أن الله استجاب دعائها البارحة عندما فتحت النافذة و ظلت تنتحب داعية الله عز و جل ..
و لقد استجاب !
لا تصدق أن هذا الكابوس انتهى ، و قد تم الإفراج عنهم أخيرا !!
أول ما التقفت كان حازم أخيها ، رغم أنها تمنت أن يكون عصام ..
ضمها حازم لصدره ، هاتفا بمرح :..
-و أخيرا خرجتي يا رد السجون ..ماما و جنا كانوا عايزين يجوا بس الحراسة اللي عصام معينها سمحتلي أنا بس بالخروج ..
هتفت بريهان بلهفة :..
-بابا يا حازم بابا ..
أردف بخيبة أمل :..
-ما نعرفش أي حاجة يا بريهان ... منعرفش عنه أي حاجة .... خلصي باقية الإجرائات مع المحامي اللي عينه عصام و أنا مستنيكي هنروح بيت أهل ماما !
صمتت و أخفضت رأسها بحزن ، تلاها نظرة حقد نحو من كانت السبب في كل هذا !!
و ذهبت لتنهى إجرائات الإفراج عنها ، و عيونها تبحث عن عصام الذي اختفي ..
……………………………
على صوت عباس بانفعال :...
-تعالوواااا و فاهموني أنتم عايزين إيه ؟؟ ما احنا مش هنفضل محبوسين كدة للأبد ..
هتف الرجل مفتول العضلات بسأم :..
-و أخيرا انفعلت .. دا أنت تلاجة يا راجل ..
-ما هو مش معقول تفضلوا حبسنا كدة من غير ما تقولونا حتى بتعملواااا كدة لييييه .. هتقتلونا امتى ؟؟
عنان : اهدى يا عباس  ! أنا خايفة لوحدي أصلا .. عشان خاطري ..
الخاطف : تصدق و تأمن بالله أنا بحب أحرسكم عشان أشوف رومانسيتكم أنتم الاتنين ..
صاح فيه عباس بفقدان صبر ، فهتف الخاطف :..
-لأ بص ما تزعقليش أنا معرفشي حاجة أما يجي الكابتن هيقولك في ايه .. أنا كان مالي و مال وجع الدماغ ده .. هو ناقصنا صداع .. الله يخربيتك يا مريم !!!!!
مريم !!
……………………
في سيارة الإسعاف ،،،
فتح حسين عينيه و كان أول من يسأل عنه هو ابنته !
-مريم !
دارت عينيه على المكان ليجد نفسه في سيارة الإسعاف ، و بجواره مسعف يهتف له :..
-حضرتك سامعني يا سيادة الوزير ..
-مريم .. سامي  !!
-ما تقلقش يا فندم سامي باشا في عربية إسعاف قدامنا .. أهم حاجة تركز في صحتك .. ارتاح و ..
و قبل أن يتابع ، أغمض حسين ثابت عيناه منهكًا ..
………………………
-هي المقدم مريم اتأخرت كدة ليه ؟
قالها سامح بقلق ، وجد شريف يأتيه راكضا ، وقف شريف أمامه متنهدا بتعب ، ثم هتف :..
-مفيش حد جوا ! إحنا سيطرنا على الوضع و قبضوا على كل الرجالة ..مفيش جوا الا البشمهندسة عايدة مقفول عليها الباب و الرجالة بيكسره جوا .. بس مفيش أثر لا لمريم و لا لمعتز ..بقلمي أسماء علام
توقعاتكم للفصل الأخير ..

و احترق غصن الزيتون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن