سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The...

By ftoma5000

93.7K 7.5K 8.9K

قَدْ تَنْقَلِبُ الْحَيَاةُ رَأْساً عَلَى عَقِبْ فِي غَمْضَةِ عَيْنْ، أَوْ تُكْشَفُ أَسْرَارُهَا فِي لَحْظَةٍ... More

~الْمُقَدِّمَةْ~
1~حَيَاتِي
2~جُونْغْكُوكْ
3~الْبَحْثْ عَنْ وَظِيفَةْ
4~بِدَايَةْ جَدِيدَةْ
5~لِقَاءْ مُبْهَمْ
6~مَسْكَنِي الْجَدِيدْ
7~صُدْفَةْ أَنْقَذَتْنِي!
8~شُرُوذْ وَإِنْتِبَاهْ
9~مُطَارَدَةْ وَتَحَدِّي
10~فُوبْيَا الظَّلَامْ؟!
11~سُوءْ فَهِمْ!
12~خَبَرٌ مُحْزِنْ
13~النِّهَايَةْ وَالْبِدَايَةْ؟!
14~أَشْعُرْ بِالشَّفَقَةْ وَلَكِنْ...
15~نُقْطَةْ تَحَوُّلْ
16~مَشَاعِرْ مُبَعْثَرَةْ!
~لِقَاءْ مَعَ الشَّخْصِيَّاتْ 1~
~أَجْوِبَةْ الشَّخْصِيَّاتْ عَلَى أَسْئِلَتِكُمْ 1~
17~بَحْرٌ مِنَ الْعَوَاطِفْ
18~وَهَلْ يَنَامُ الْقَمَرْ؟!..
19~إِشْتِبَاهْ
20~ تَقَمُّصْ أَدْوَارْ!
21~قَلْبٌ يَئِنُّ وَيَصْرُخْ
22~أَحَاسِيسٌ مُرْهَفَةْ...
23~جُولْيَانَا...
24~جَوَانِبْ خَفِيَّةْ!
25~صِرَاعُ الْأَفْكَارْ!
26~نِصْفُ الْحَقِيقَةْ..!
27~سِرُّهْ..!
28~إِنْقِشَاعُ الضَّبَابْ...
29~سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ
30~ذَوَبَانُ الْجَلِيدْ
~لقاء مع الشخصيات 2~
~أجوبة الشخصيات على اسئلتكم 2~
31~مَلَامِحُ السَّعَادَةْ
32~تَعَارُفْ وَإِرْتِبَاطْ
34~تَجَاذُبَاتْ وَأَحَادِيثْ
35~إِنْتِقَامُ الْعَاقِلْ
36~وَدَاعْ لَطِيفْ
37~دَافِئْ كَصَيْفِ حُزَيْرَانْ...
38~إِتِّخَاذُ الْقَرَارْ
39~جُولْيَانَتِي...لَا تَبْكِي
40~أُمِّي...هَذِهِ حِكَايَتِي
تنويه هام 1
~معرض الصور 1~
~معرض الصور 2~
~معرض الصور 3~
~معرض الصور 4~
الرواية الجديدة
تنويه هام

33~بِينْكِيبَايْ

1.8K 128 329
By ftoma5000


قراءة ممتعة💜

﴿الصَّدَاقَةْ...لَيْسَتْ تِلْكَ الْقَائِمَةْ الطَّوِيلَةْ بِأَسْمَاءِ الْأَشْخَاصْ!..بَلْ هِيَ تِلْكَ الْأَرْوَاحْ التَي تُضْحِكُ ثَغْرَكَ حَتَّى فِي أَصْعَبِ الْأَوْقَاتْ﴾

- راقتني💫


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

- ايرين؟!

رفعت رأسها، فوجدت انه جيبوم.

لم تستطع منع عقدة حاجبيها من التشكل بفضل تعجبها من قدومه!

ولن تنكر توترها وخوفها من فكرة عِلم تايهيونغ بتواجده رفقتها...تدرك جيداً مدى مقته للآخر.

- كيف حالكِ؟ يالها من صدفةٍ جميلة.
تحدث بينما يبتسم، وهي بادلته المثل ولكن بإضطراب.

- اجل.
قهقهت بتوتر بينما تتفقد المكان من حولها حتى تتأكد من عدم وجود أي أحد.

- يبدو انكِ قد أضعتي رقمي أم أنكِ نسيتي أمري؟!
عاتبها بينما يجلس، فطأطأت رأسها بحرج...لما عليها الوقوع بمثل هذه المواقف دائماً؟!

هل ستقول له انها تتجنبه من أجل تايهيونغ، أم ستكذب!

- آسفة...كنت مشغولة طيلة الفترة الماضية.

خمنت انه كان يتسكع...فهو شاب بالنهاية وحياته غير محصورة بالعمل فقط.

حيث انه كان يرتدي ملابس عملية وليست رسمية، تتمثل في بنطال أسود وقميص بذات اللون محشور بداخله، وكذلك نظارة كان قد علّقها عند قمة قميصه ذو الزرين المفتوحين.

وأخيراً مع شعره الأسود والمموج قليلاً، وإبتسامته الجذابة...كان وسيماً حقاً!

بدأ القلق يتملكها حيث أنّ ساقها باشرت الإهتزاز بتوتر، وعيناها لم تكفّا عن مراقبة المكان حولها.

- ما بكِ؟!
سألها بينما يرفع حاجبيه ويتكأ على ظهر الكرسي بنظرةٍ متسائلة، فإبتسمت بزيف وقالت نافية:
- كلا لا يوجد شيء.

همهم وأمال شفتيه، ثم عاد لإحناء جذعه نحو الأمام.
- يبدو انكِ مرتاحة برفقة عائلة كيم!
كانت جملته مفتاحاً لبدأ أي حديثٍ برفقتها، وقد فهمت هي ذلك.

- اجل...إنهم لطفاء.

- صدقاً...لم أرى تايهيونغ مرتاحاً مع فتاةٍ بهذا القدر كما هو معكِ! بإستثناء صديقته الحسناء تلك...آه ما كان إسمها؟!
رفع عينيه بتخمين، فقالت هي:
- إيونها.

- اجل إيونها، لا أعلم كيف نسيت إسمها رغم انها كانت صديقتي يوماً ما...على كل حال يبدو منسجماً برفقتكِ، ولكن يجب أنْ تعلمي أنّ له شخصيةً مركبة، وقد ينقلب عليكِ يوماً ما...هذا ما حدث معي.
رفع كتفيه وأمال شفتيه ببساطة، فعادت لعقد حاجبيها من جديد قبل أن تتسائل:
- مالذي تقصده؟!

إبتسم بسخرية، ثم مطّ شفتيه مجيباً بينما يرسم دوائر وهمية فوق الطاولة:
- ما أقصده بكلامي هو أنّ تايهيونغ غريبٌ قليلاً!
يكون جيداً ولطيفاً في بعض الأحيان، ثم بوووم، ينقلب ضدكِ ويبدأُ في تجاهلكِ كما لو لم تكونِ من أعز رفاقه...صدقيني هذا هو الواقع وستكتشفيه قريباً!

لم ترخي عقدة حاجبيها، وإنما زادتها أضعافاً، فعاد هو للحديث:
- انا لستُ بشخصٍ قد يرضى معاملةً كهذه، لهذا تركته بعد أنْ كنتُ صديقه، وهو السبب في ذلك!

- ولما لم يتركه جونغكوك وإيونها؟!
رفعت حاجبها الأيسر بشك، فقال مميلاً زاوية شفتيه بسخرية:
- لأنهما لا يشبهانني...كلّ شخصٍ وله حرية ما يفعل.
إن كانا يحبان أفعاله الفظةَ تلك، فأنا لا أُطيقها...أظن أنّ هذا يفسر سبب المشاحنات التي تحدث بيننا كلما إلتقينا، انا لا أفهم سبب تقلبات مزاجه تلك!

كانت على صدد طرح المزيد من الأسئلة، فكلامه مبهم ومريبٌ قليلاً! ولكن قاطعها تقدم ميون وهيري من مكان جلوسهما بملامح قد طغى عليها التعجب للجالس أمامها.

أدار حدقتيه صوب ما تناظر، فإبتسم بسخرية مرة أخرة قبل أن يضغط بلسانه ضد خده ويستقيم.
- يبدو انكِ تنتظرين أحداً ما...سأُغادر الآن، أراكِ في وقتٍ لاحق.

إبتعد خطوتين ثم توقف ما إن تذكر، فعاد إليها بينما يبتسم، ليهمس بلطف:
- لا داعي لِأنْ تخبري أي أحدٍ عما تحدثنا، فليكن سرّنا الصغير...وانتِ من سيكتشف صحّته قريباً ايريناه.
إبتسم حتى إختفت عيناه، ثم غادر تاركاً إياها تصارع أفكارها بشروذ.

- ايرين...مالذي يفعله هذا برفقتكِ؟!
سألتها هيري بينما تشير نحو جيبوم المغادر، حتى ميون كانت تحمل ذات النظرات المتسائلة، كما ولم يمنعهم هذا من إحتضان بعضهن كتحية بعد فراقٍ لعدة أيام.

- لقد إلتقينا صدفة...أرجوكما دعا هذا الأمر سراً!
لا يجب أن يعلم البقية.
طلبت بهدوء، فهمهمتا الواقفتان بتعجب ثم جلستا.

- إذا ما أخباركما؟
سألتهما، فهمهمت هيري ببساطة وعدلت جلوسها.
- لا شيء جديد...أكافح لترويض ذاك الثور دون فائدة كالعادة، وهو يزداد طفولية كل يوم.
أما هي...
أشارت نحو ميون والتي إبتسمت فوراً ثم أضافت:
- فهناك الكثير من التطورات غير المتوقعة!
إبتسمت بجانبية، فرسمت ايرين التعجب على وجهها الباسم الى أن رفعت ميون يدها اليمنى مظهرةً خاتم خطوبتها.

شهقت ايرين بفرح ونطقت بدهشة:
- هل..؟!
لم تكد تنهي جملتها فإذا بالأخرى تومئ بإبتسامة تشق وجهها.

أطلقت ايرين 'واو' مندهشة قبل أن تمسك يد الأخرى حتى ترى الخاتم البراق بوضوح.
- مباركٌ لكِ...إنه جميل!

أبدت تعابير الإعجاب وأثنت عليه قبل أن تسأل من جديد وبفضول:
- ولكن من هو؟!

- إحزري انتِ.
إبتسمت ميون بخفة بينما تتكأ على الطاولة، فأطلقت ايرين شهقة أخرى متفاجئة لتقول بصدمة ما إن تذكرت:
- يونغي؟!

أومأت الفتاتين مجدداً، لترمش ايرين بعدم تصديق.
- واو هذا غير متوقع...يونغي له قلبٌ ينبض؟!
تسائلت بحاجبين معقودين، فضحكت هيري وقالت:
- اجل...لقد أوقعته ميون في شباكها!

- انتِ مذهلة ميون! تستحقين جائزة نوبل على هذا الإنجاز العظيم!
هنأتها ايرين بينما تصافحها بمزاح، فإنفجرن ثلاثتهنّ ضحكاً.

قصّت لهما ميون كل ما جرى...حتى جانب يونغي الرومنسي قليلاً.

هيري كادت تفقد وعيها من الصدمة ولم تتوقف عن سؤالها ما إذا كان يونغي حقاً هو من معها ام انها قد أخطأت الهوية...وايرين لم تكن أفضل حالاً منها!

لم يكف ثلاثتهن عن الثرثرة الى أن سألت ميون:
- ايرين...أخبرني الرفاق انكِ بدأتِ تواعدين تايهيونغ، هذا لطيفٌ حقاً! انتما مناسبين لبعضكما كثيراً.

قهقهت ايرين بخجل، ثم قالت:
- اجل، شكراً لكِ.

أكملن حديثهن عن كل شيء وبعشوائية أيضاً الى أن عدن الى منازلهن قبل موعد الغذاء.

وفور عودتها دخلت المطبخ، وقد وجدت السيد ريتشارد يضع آخر لمساته على أطباقه الشهية بينما يمنع جين من إقحام نفسه بعد إدعائه أنه سيضيف أشياءً تزيد من لذة الأطباق...هو يعلم مدى إرتجاج مخ الآخر بالفعل، لذا قام بإبعاده!

- صدقني سيد ريتشارد، إن وضعت إصبعي المعسول في الحساء سيصبح لذيذاً حد الإغماء!
كان يحوم حول الآخر بينما يتحدث محاولاً إقناعه، ولكن الآخر حمل قِدر الحساء ووضعه بعيداً عنه دلالةً على رفضه.

- أنظر إلي...أولم تلاحظ أنّ النحل يحوم حولي دائماً في فصل الربيع؟! انا زهرة جميلة وكل الكائنات تدرك هذا!

هز السيد ريتشارد رأسه بقلة حيلة بينما جين يبتسم بثقة ويرسل قبلاتٍ طائرة نحو الفراغ كالأبله!

أطلقت ايرين ضحكة لم تتمكن من كتمها أكثر من ذلك بعد حديث جين الواقع في غرام نفسه.

- ايرين...هل عدتي؟
تسائل جين ما إن رآها في الجوار، فهمهمت له بينما تبتسم وتلتقط حبة زيتون لتأكلها.

- ايريناه أخبريني...أولست زهرةً جميلة؟!

ضحكت من جديد وهزت رأسها، فصرخ بإنتصار وأشار نحو السيد ريتشارد وبدأ يحوم حوله كالمجنون.

- رأيت رأيت...قلت لك بأنني الأوسم في هذه المجرة، آه...لا أصدق كيف للمرآة تحمل جمالي دون أن تنكسر؟!
ضم ذراعيه بهيام قبل أن يقبّل إصبعه ويضعه على خده.

لم تستطع ايرين التوقف عن الضحك على طريقة تقبيله لنفسه...انه ومن دون شك بلا عقل!

وسرعان ما سمعت صوت ضحكاتٍ أخرى، فإذا بها تخص السيدة شين التي تحمل أحد الأطباق وتأخذه نحو حجرة الطعام حيث الطاولة الكبيرة.

ساعدتها ايرين في إعدادها وترتيبها الى أن إنضمت لهما لورا.

صعدت بعد ذلك نحو غرفة تايهيونغ، والذي إشتاقت له حد الجحيم رغم إفتراقهما لثلاث ساعاتٍ تقريباً...هو لم يكن أفضل حالاً منها على كل حال!

فبمجرد أن أطلّت برأسها من خلف الباب حتى إبتسم بإتساع وفرّق ذراعيه لتتقدم نحوه ويغمرها في حضنه الدافئ.

لم تتوانى ولو لثانية عن فعل ذلك، فإرتمت في حضنه بهدوء بينما كان يجلس على أريكته ويراجع أوراقاً ما...خمنت انها تخص العمل ربما.

نثر قبلاته المتفرقة على فروة رأسها قبل أن ينطق بصوته العميق الخافت:
- هل إستمتعتِ بوقتك؟

هزت رأسها بلطف بعد أن رفعت نظراتها البراقة نحو خاصته المبتسمة على براءة ملامحها.

- هيا فلننزل...الغذاء جاهز.
همهم لها وإستقام، بينما رفعت هي من نفسها بوقوفها على رؤوس أصابعها حتى تصل لوجهه، فنزعت له نظاراته الطبية ورتبت خصلات شعره المبعثرة مع شفتيْن ترسمان بسمةً تنبض حباً وهياماً به...لقد نجح في جعلها سجينة وسط أعماق حبه السرمدي.

قبّل جبينها، ثم شابك أنامله بخاصته وجرّها خلفه بينما يبتسم.

تفاجئت ما إن رأت والدها يجلس برفقتهم حول مائدة الطعام، فلم يكن منها سوى رسم إبتسامة فرحة والإسراع نحوه مقبّلةً وجنته...إنه حبيبها الآخر دون نزاع!

إبتسم تايهيونغ بينما يتأمل غبطتها لتواجد والدها بينهم قبل أن يخطو نحو كرسيه القابع قرب شقيقه الذي سبق ووضع إصبعه في حساءه ثم تذوقه مستشعراً لذته.
- وجودك نعمةٌ على هذه الأرض سوكجيني.
خاطب نفسه بينما يغمض عينيه، فقطب تايهيونغ حاجبيه على ما يفعل الآخر...أدرك فيما بعد انها طقوس جين الخاصة التي يفعلها دائماً قبل كل شيء.

اما ايرين فقد إتخذت لنفسها مكاناً بين السيدة ريونغ ولورا وشرعت في تناول الطعام برفقة العائلة وهي تقهقه على نكات جين الغريبة.

- لما برأيكم لا يستطعن عارضات الأزياء النوم بشكلٍ طبيعي؟!
سأل جين بحماس، وقد أدركوا جميعاً انها أحد نكاته، فتسائلت لورا بفضول:
- لما؟!

- تزعجهنّ صيحات الموضة.
إنفجر ضاحكاً بينما يصفق على فخذيه ويهز تايهيونغ اليائس بجواره حتى كاد يقتلع كتفه.

وقد ضحك الجميع على ضحكته الشبيهة بمسح الزجاج اكثر من النكتة نفسها!

مرت وجبة الغذاء على هذا المنوال حتى إنتهت، فخرجت ايرين برفقة والدها نحو الحديقة ريثما يجهز الشاي الخاص بجلسة السيدة ريونغ كل يوم برفقة البقية...هي تفعل هذا حتى وإن كانت لوحدها.

جلست رفقة والدها على الأرجوحة ذات الوسائد في الحديقة الخلفية، بينما تضع هولي في حضنها...فضّل تايهيونغ تركهما بمفردهما وذهب نحو غرفته.

- هل إنتقلت للعيش هنا ابي؟
سألته فأجاب بينما يحني بجذعه ويطالع العشب أمامه
بأنامل متشابكة.
- اجل...لقد إشتريت منزلاً صغيراً هنا حتى أراكِ دوماً وأبقى بقربك.

همهمت له وهي تداعب فرو هولي الثلجي وتقهقه.

كان قد إنتقل للعيش في سيول بعد أن غادر رفقة عائلة كيم من بيت المزرعة، فهم قد وضعوا رجلاً آخر مكانه للإعتناء بالخيول وكذلك حديقة المنزل الكبيرة بعد إكتشافهم لهويته الحقيقية.

صمتٌ دام بينهما بعد جوابه ذاك، ولكن سرعان ما أضاف وهو يشيح بنظراته نحوها:
- كما وقد وجدت عملاً جديداً.

رسمت تعابير الدهشة والسعادة على كافة تقاسيمها، فقالت بغبطة:
- حقاً؟!

- اجل...سأعمل كمحاسب في شركة هذه العائلة، لقد عرض علي جينهو هذا العمل وانا وافقت بما انني متخصصٌ في هذا المجال على أي حال...يجب أن أؤسس نفسي.
إبتسم بخفة نحو إبنته التي بدورها قد رسمت أطياف البهجة على ثغرها الباسم، فإذا بها تعانقه بحب معبرةً عن سعادتها لهذا الخبر.

شاهد تايهيونغ هذه اللحظة اللطيفة بين أبٍ وإبنته من شرفة غرفته بينما يبتسم لفرحها...كان يعلم بهذا الأمر مسبقاً، ولكنه فضّل الصمت وجعل والدها أول من يبهجها بهذا الخبر.

إستدار فيما بعد وذهب نحو مرسمه حيث إشتاق للوحاته وروحه المحبة للفن هناك.

فتح بابه البني القاتم وولجه بِخُطًا هادئة مناظراً لوحاته المزينة للجدران بألوانها المختلفة.

ثم بعد ذلك وقف أمام لوحةٍ كانت قد نسخت ملامح محبوبته بإتقان، فإبتسم بهدوء ولامسها كما لو انها هي!

تواردت ذكريات تلك الليلة الى عقله...تلك الليلة التي رسم فيها هذه اللوحة وكم شعر بالإنزعاج حينها.

ولكنه شاكرٌ لنفسه الآن على ما صنعت يداه في تلك اللحظة...لطالما لم يندم على أي شيءٍ فعله في حياته وكذلك الآن.

كان يرغب بالرسم وبشدة، لكنه غير متفرغ لفعل ذلك الآن...ربما سيفعل بعد مدة.

وما كاد يغادرها حتى رأى ايرين وهي تسير في الرواق، فتقدمت نحوه وتسائلت:
- ما هذه الغرفة؟!

- انه مرسمي...أُدخلي.
أفسح لها المجال معيداً فتح الباب، فدخلت بينما تحدق في أرجائه بإعجاب.

- واو! هل كل هذه اللوحات من صنعك؟!
لم تخفي دهشتها من جمال لوحاته التي تبدو كما لو انها لرسامٍ محترف وليس هاوٍ!

- اجل...هل أعجبتكِ؟

- كثيراً.
إستدارت نحوه بإبهامٍ مرفوع تأييداً لما قالت، فطأطأ برأسه وإبتسم.

عاد لرفعه ما إن سمع سؤالها الذي كان متأكداً من طرحها عليه.

- هل...هل هذه انا؟!
حدقت باللوحة التي تتوسط الجدار الأيمن بتفاجؤ، هي ومن دون شك ميزت نفسها.

إقترب من مكان وقوفها وأحاط خصرها من الخلف مسنداً ذقنه على كتفها، وقد إستشعرت إبتسامته من جانب وجهها.

- اجل...ما ذنبي إن كان تفكيري بكِ مفرطاً؟!
حدق في وجهها بنظراتٍ بريئة مع تبويزة لطيفة لشفتيه، فقهقهت بسخرية وإبتعدت بنية الخروج، ولكن سحبه ليدها منعها من ذلك!

حاصرها بين ذراعيه بقوة مانعاً إياها من الحراك، وما لبثت تحديقاته الهادئة نحوها تطول حتى أُستبدلت بأخرى منوِّمة...نظراتٌ ناعسة مثيرة.

- انا لا أمزح! إقتحامكِ لعقلي دون إذن يُعد جريمة وإنتهاكاً لخصوصية أفكاري...انتِ مجرمة يا فتاة!

هي بالفعل لم تستطع تكوين جملةٍ مفيدة حتى تفهمها من كلامه...فهمسه بصوته العميق ذاك مع تلك النظرات الذابلة جعلتها تحدق به كالبلهاء...هو يحب بعثرتها بهذا الشكل ويستمتع للغاية.

- والمجرم يجب أن يُعاقب...ألا تتفقين معي؟
أكمل همسه قرب أذنها بينما يقبّل فكها وما خلف أذنها بإستمتاع.

سرت رعشة بطول جسدها جعلتها تستعيد صوابها وتتنحنح حتى تبعده...تعلم جيدا ما يقصده بكلامه.

- تايهيونغ يجب أن ننزل.
حاولت التملص ولكن عبثاً! إنه لا يكترث لذلك.

كل ما يراه الآن هو سبيله نحو شفتيها، حيث أنّ قبلاتهِ قد أخذت طريقها على طول فكها صعوداً الى وجنتها وأخيراً الى طرف شفتيها.

لقد حاولت إبعاده بالفعل ولكنه مصرٌّ على أخذ قبلته، إلا أنّ الحظ كان حليفها هذه المرة!

فقد قوطِع في أفضل لحظاته ومن قِبل شقيقته التي إقتحمت المكان للتو...هذه عادة لورا على أي حال!

- تاي هل ان...اوه ياه!
تصنمت مكانها لهذا المشهد كما وفغرت فاههة بدهشة ووسعت حدقتيها...لها كامل الحق في رد فعلها، فالمنظر متلخصٌ في كون شقيقها يحاصر ايرين بين يديه ويدنو منها، وبما انه يعطي للباب بظهره فقد ظنت انه يقبلها، ولكنه لم يفعل بعد!

لعن تحت أنفاسه وأغمض عينيه زافراً بإنزعاج، كذلك ايرين التي حررت الهواء من رئتيها براحة.

أفلتها وتحمحم بنية الإستدارة، ولكن ما كاد يفعل ذلك إلا وبشقيقته تتدارك الوضع وتقول بسرعة بينما تتحاشى النظر نحوهما خجلاً:
- في الواقع...أتيت لأخبركما أنّ جين قد أحضر حفيدة الجدة سوهي ليعرفها علينا، وكذلك الجميع ينتظركما حتى نحتسي الشاي معاً.
أعادت شعرها المسدول بنعومة خلف أذنيها، ثم لاذت بالفرار.

صفعت ايرين كتف تايهيونغ بعبوس بينما تتخطاه مغادرةً المكان.
- هذا محرج!

قهقه على مشيتها المنزعجة ثم لحِق بها نزولاً الى حيث البقية.

وجدوا الجميع بالإضافة الى فتاةٍ غير مألوفة، حسنة المظهر وتجلس قرب السيدة ريونغ.

عرفهما جين عليها وقد رحبا بها نظراً لكونها حفيدة إمرأةٍ مقربة من العائلة، ومن جين على وجه الخصوص.

إحتسوا الشاي وتعرفوا أكثر على جيسو التي أحبها الجميع لروحها الودودة والإجتماعية.

ثم فيما بعد خرج السيد جينهو ووالد ايرين سوياً تاركين الشباب برفقة السيدة ريونغ.

ولكن سرعان ما إستقام جين وقال بينما يدير مفتاحاً ما حول سبابته:
- رفاق هيا بنا...سنذهب لتناول العشاء خارجاً.
قطبت ايرين حاجبيها على خلاف البقية اللذين إستقاموا كما لو انهم يعلمون بذلك.

صعدت نحو غرفتها وأخذت معطفها وحقيبتها وكذلك هاتفها، ثم لحقت بهم لتجدهم يقفون في الساحة الأمامية الضخمة لحديقة المنزل.

كانو يحدقون بحافلة وردية اللون ذات شكلٍ لطيف...كالألعاب تماماً، ولكنها بحجمٍ كبير!

نظرات تايهيونغ وجيسو كانت فارغة، بينما لورا تصرخ بدهشة...يبدو أنّ لون الحافلة قد راقها كثيراً!

اما صاحب الفكرة فقد كان يتخصر ويتأمل حافلته بفخر وإبتسامته تشق وجهه.

- ما هذا؟!
سبقها تايهيونغ وسأله ذات السؤال الذي كانت تنوي طرحه على الآخر، فأجاب جين بينما يمرر إصبعه عليها مستشعراً لمعانها البراق بإعجاب:
- انها حافلة الفريق بالكامل...عائلتنا أصبحت كبيرة ونحن بحاجة لحافلة حتى تسعنا جميعاً.

- هل تقصد خمستنا؟!
أشارت ايرين على نفسها وكذلك البقية بعدم فهم وتعجب، ولكنه أجاب بما جعلها تضحك على تفكيره:
- كلا...انا أقصد خمستنا بالإضافة الى بقية الرفاق، سنذهب جميعاً لتناول العشاء معاً.

- ولما هي زهرية اللون؟!
أضافت جيسو بحاجبين معقودين...كانت كحافلة باربي مع تلك الستائر البيضاء من الداخل ومقاعدها الوردية أيضاً...من الجيد ان مقودها ليس على شكل وردة!

- لأنه لوني المفضل...والآن هيا بنا.
أمال رأسه بمعنى إصعدوا بينما جيسو إكتفت برفع حاجبيها على ذوقه الغريب بالنسبة لشاب...جين صاحب أفكار فريدة وغير متوقعة أبداً!

صعدوا وقد إتخذ تايهيونغ من أحد المقاعد الجانبية مكاناً له بينما سحب ايرين للجلوس بقربه.

اما لورا فقد كانت تلمس كل شبرٍ منها بينما تصدر أصواتاً معجبة لمظهرها الذي لطالما حلمت به في صغرها، ثم إنتهى بها المطاف تجلس قرب جيسو عند آخر الحافلة...على كل حال هو أجمل مقعد في الحافلة وأكثرهم راحة.

وأخيراً جين السائق الذي صعد من الأمام، وبينما يقوم بربط حزام أمانه حدق تايهيونغ نحوه وتمتم بسخرية:
- أتمنى أن لا تصدر الحافلة صوت ضحكٍ بدل صوت المحرك عند تشغيلها!
أطبقت ايرين شفتيها محاولةً كتم ضحكتها لتخيلها حدوث ما قال تواً.

اما بالنسبة لجين، فهو قد أدار محركها ثم عدّل المرآة الأمامية حتى يراهم جميعاً، ليقول بينما يبتسم:
- هيا بنا.

لمس تلك الدمية الصغيرة المهتزة على شكلِ فتاةٍ من هاواي والمتموضعة أمامه، ثم قهقه بغباء وإنطلق.

حدقت جيسو بمظهر الحافلة من الداخل بينما تتسائل 'هل هرمونات طفولته لا تزال فعالة؟!'.

فكل ما لاحظته هو الستائر الشفافة البيضاء مع ربطاتٍ لطيفة عند الجوانب، بالإضافة الى لون المقاعد الزاهية، ناهيك عن الأرضية المليئة بصور أميرة سوبر ماريو الوردية، وتلك الدمية الراقصة التي لم يكف عن تحريكها والضحك عليها منذ إنطلاقهم.

وأخيراً الأشياء الغريبة والملونة المتدلية من المرآة الأمامية...تبدو كلاقطات أحلامٍ صغيرة مليئة بالريش!

إبتسمت بقلة حيلة لهذا الجانب الذي إكتشفته للتو من شخصيته الفريدة...انه مثيرٌ للإهتمام في نظرها!

وجهتهم الأولى كانت نحو منزل جونغكوك الذي وجدوه ينتظرهما في الحديقة برفقة هيري...كما وأنهما حملا نظراتٍ لا تقل إستنكاراً عن البقية من قبلهم!

صعدوا وأول ما نطقا به قبل إلقاء التحية حتى:
- هل طلبت منا الإنتظار لهذا السبب؟ من أين حصلت عليها بحق؟!
تلفظا بذات الكلمات سوياً ومن دون أي إختلاف ما جعل البقية في الخلف يقهقهون عليهما.

- من كوكب زمردة...يا أحمقان إنها طلبيةٌ خاصة!
بوز شفتيه المنتفختين بعتاب قبل أن يري تلك الدمية ويعود للمسها وجعلها تهتز، وأخيراً يضحك بغباء من جديد.

جونغكوك لم يأبه للأمر، فمنظر الحافلة الغريب قد راقه كثيراً، اما هيري فقد ألقت نظراتٍ فارغة نحو جين وهو يضحك قبل أن تقول:
- لا أعلم لما جميع أصدقائي يتنافسون على الغباء!

ثم أغلقت الباب وذهبت للجلوس قرب جونغكوك وجيسو ولورا، وكتصرفٍ طبيعي منهما أن تعرفا على جيسو وأخذوا يتناولن أطراف الحديث أربعتهم بإستثناء تايهيونغ الذي يسند برأسه على كتف ايرين ويتأمل ما خلف النافذة بسكون...وهي تفعل مثله، على الأقل هما أعقل إثنين من بين المتواجدين في هذه الحافلة الغريبة!

المحطة التالية كانت نحو منزل ميون ثم الى منزل كاي يليه هوسوك، وثلاثتهم كانت لهم آراءٌ مختلفة بخصوص حافلة العائلة كما يسميها جين.

ميون أُعجبت بالفكرة، اما هوسوك فلم يعجبه اللون ولم يكف عن إنتقاده بحجة انه يؤلم عيناه!

وبما أنّ لكاي ذات تفكير جين الغريب فهو قد أُعجِب كثيراً بالحافلة وقد صعد برفقته من الأمام...حتى انه أطلق إسم بينكيباي عليها!

وأخيراً وجد جين رفيقاً يشاركه تفاهاته اللامتناهية!

ذهبوا فيما بعد الى منزل عائلة جيون بطلبٍ من نامجون حتى يخرج برفقتهم، ثم نحو موقع تصوير إيونها بما انها إنتهت من العمل للتو.

ولكن الضربة القاضية كانت حينما ركنها أمام مركز الشرطة!

لم يستطع أيٌّ منهم إمساك ضحكته على تعابير بيكهيون الفارغة والمحرجة من الموقف الذي تم وضعه به أمام مساعديه...محققٌ كبير وشرطي برتبة عالية مثله يصعد في حافلة كخاصة الأميرات الورديات!

ولكن على خلافه فقد كان لعائلة بارك رأيٌ آخر تماماً...جين ذهب ليُقلّ جيمين وشقيقه بزوجته وطفليْه.

جيمين لطيفٌ بطبيعته ويحب أي شيءٍ لطيف كهذه الحافلة، اما شقيقه وزوجته فقد قهقها على رد فعل إبنتهما التي بعمر الخامسة وهي تصفق بسعادة وحماس بينما تشد فستان والدتها وتشير نحو الحافلة.
- امي امي أنظري، انها حافلة باربي!

ناهيك عن تصفيق طفلهما الآخر في حضن أبيه بمعطفه الذي على شكل دب ووجنتيه الممتلئتين لسعادة شقيقته.

صعدوا الحافلة وقد كانوا أفراداً جدد للبعض والبعض الآخر لا.

فإيرين وهيري وكذلك بيكهيون قد إستقاموا وقابلوهم بالأحضان المشتاقة نظراً لمعرفتهم الوطيدة بهم...حتى لورا التي سبق ورأتهم هذا الصباح برفقة جيمين بعد عودتهم من المطار.

تعرفوا على البقية وقد كان شعور تايهيونغ وجونغكوك إستثنائياً لوجود أطفال...خصوصاً تايهيونغ.

فهما قد إستلما الطفلين وبدآ في اللعب معهما محاولين عدم أكلهما لظرافتهما.

الفتاة تدعى يونا وهي بعمر الخمس سنوات، ولكنها بتفكيرٍ اكبر بكثير من ذلك.

اما الفتى فإسمه بومين وهو على وشك إتمام السنة.

أخذ تايهيونغ بومين ووضعه في حضنه بينما يداعبه دون كللٍ او ملل، تعابيره كانت في غاية السعادة وهذا ما أثار لطافة ايرين لمظهره اللطيف برفقته...سيكون أباً رائعاً دون شك.

اما يونا فهي وسط البقية...تارةً في حضن جونغكوك وتارةً أخرى في حضن جيسو.

كاي كان يدير رأسه ويريحه على مسند الكرسي بالإضافة لذراعيه بينما يصدر أصواتاً لطيفة على مظهر الطفلين...يريد اللعب معهما بشدة ولكنه في المقدمة والحافلة قد تحركت بالفعل...لا مجال لذلك.

جلس جيمين ولورا على أحد المقاعد قرب النافذة والتي قد فتحاها بالفعل وأخرجا رأسيهما منها كطفلين صغيرين مستمتعان بالهواء الذي يداعب شعرهما ويقهقهان بظرافة على ذلك.

يونوو جلست قرب هيري وميون وإيونها وجيسو في المقعد الخلفي والواسع بعد أن تركه الشبان لهن حتى يكون خاصاً بالفتيات.

بينما جونغكوك وإيوجين قرب بعضهما بالإضافة الى يونا التي لم تفارق عنق جونغكوك ولم تكف عن إخبار والدها بأنه وسيم وتريد الزواج منه.

كان البقية يقهقهون على كلامها دون توقف.

وفي المقعد الذي أمامه جلس نامجون برفقة بيكهيون الذي كان يدير رأسه نحو إيوجين طوال الوقت ويسأله عن أحواله بعد سنواتٍ من عدم اللقاء، اما نامجون فقد كان يداعب يونا برفقة شقيقه كلما إستدار للخلف.

وأخيراً هوسوك الذي إتخذ لنفسه مكاناً قرب الفتيات حتى يدردش معهن...فهو يشعر بالإنسجام رفقتهن او كما تقول هيري 'بالإنتماء لفصيلته'.

شاركتهم ايرين تلك الجلسة هي الأخرى تاركةً تايهيونغ يداعب بومين بسعادة جاعلاً منه يقهقه بلطافة.

وسرعان ما توقفت الحافلة، فعقد الجميع حواجبهم قبل أن ينطقوا في آنٍ واحد:
- يونغي!

كانت تلك آخر محطة قبل ذهابهم نحو المطعم العائلي الكبير.

- يونغـــــــي، هيا إصعد.
نادى جيمين ولورا على الآخر بما انهما يخرجان رأسيهما من النافذة.

وبالطبع لا ننسى ملامح يونغي الفارغة والمتقززة نحو الحافلة ما إن رآها لأول مرة!

- ما هذا بحق مؤخرة الماعز!
تحدث بملامح تدل على الحيرة والإستنفار بينما يقف أمام بابها المفتوح.

- هاااي أنت، معنا أطفالٌ هنا!
تذمر كاي نحو يونغي الذي شتم للتو بينما يسند ذراعه على نافذته المفتوحة والتي هي بقرب الباب اي بقرب يونغي أيضاً.

رفع يونغي نظراته المخيفة نحو الآخر، فإبتسم كاي برعب ونطق بسرعة متداركاً نفسه:
- مؤخرات الماعز جميلة أليس كذلك؟

كشّر يونغي بأسنانه الأمامية نحو الآخر الذي صرخ بذعر وأغلق نافذته بسرعة.

- يا إلهي، لا يزال حاد الطباع كما عهدته!
قهقه إيوجين برفقة زوجته على يونغي الذي صعد للتو.

وما إن لمح طيف صديقه بين هذا الحشد، حتى تبدلت تعابيره لأخرى متفاجئة ومبتسمة.

- إيوجين!
تحدث بدهشة قبل أن يندفع نحوه ويستقبله بعناقٍ قوي...انهما صديقانِ مقربان للغاية ومنذ زمنٍ طويلٍ أيضاً.

- أهلا بعودتك يا صاح.

- لم تتغير أبداً يونغي...لا زلت بذات الشكل!
لكم إيوجين كتف صديقه وقهقه بمرح.

إيوجين شاب بنفس عمر يونغي ولكنه متزوج ولديه طفلين على عكس الآخر الذي لم يرد أن يتزوج كصديقه بحجة انه لم يجد الفتاة المناسبة بعد...ولكنهم يعلمون جميعاً انه قد وجدها بالفعل الآن.

وعلى عكس يونغي الذي ظل كما هو وبذات الأسلوب من ناحية المظهر، فإيوجين قد غير لون شعره الى الكستنائي ولا ننسى كونه نسخة مكبرة عن شقيقه جيمين، هما يشبهان بعضهما الى حدٍّ كبير.

يونغي وهيري وبيكهيون وكذلك ايرين يعرفون يونا، فعندما سافر إيوجين ويونوو الى كندا كانت بعمر السنتين تقريباً، اما بومين فهو قد وُلِد هناك وهي مرّتهم الأولى في رؤيته.

رحب يونغي بيونوو أيضاً، فهي صديقة قديمة قبل أن تكون زوجة إيوجين، ولا ننسى مبادلته لحضن ميون والذي جعل الجميع يفغر فاهه بصدمة!

ذهب وجلس قرب تايهيونغ بعد أن قبّل وجنة يونا القابعة في حضن جونغكوك والذي لم ولن تتركه أبداً!

فعل المثل مع بومين اللطيف، ثم غطّ في نومٍ عميق رغم تشغيل جين للموسيقى وبصوتٍ مرتفع بالإضافة الى غنائه معها حتى جعل الجميع يقلده بينما يهز رأسه للجانبين ويهز تلك الدمية كل عشر ثوانٍ.

كاي تعايش مع الدور وإرتدى نظاراته الشمسية رغم أنّ الوقت قد شارف على الغروب، ولا ننسى إسناده لذراعه على النافذة بثقة خالقاً لنفسه أجواءً خاصة.

هوسوك كان يغني بصوته القبيح الى أن تم إخراسه بلعبة بومين والتي تم إلقاؤها بواسطة يونغي وبرميةٍ رياحية محترفة قد توسطت وجهه!

- اللعنة...هل تفقد حاسة سمعك ما إن تبدأ بالعويل!
شتمه يونغي بنظرةٍ حادة...صوت هوسوك الوحيد الذي جعله يستيقظ من سباته الدائم، وهو من الأمور المقدسة في قاموسه!

شبكت ميون أناملها بهيام وهي تراقبه، ثم علّقت:
- آه ياله من جذاب!

- جذاب في مؤخرتي!
تمتمت هيري بسخرية بينما ايونها أيَّدت كلام ميون.
- اجل معكِ حق.

إلتقط بيكهيون كلماتها تلك، فضيّق عينيْه وخاطب نفسه بصوتٍ شبه مسموع كالأبله لوحده:
- هل يجب أن أصبح بمزاج الحوامل هذا حتى تنجذبي لي يا ترى؟!

تايهيونغ في عالمٍ آخر بينما يربت على ظهر بومين النائم بسلام في حضنه ويبتسم بظرافة على مظهره اللطيف بشدة...كان جلّ إهتمامه هو بومين غير مكترثٍ لما يحدث في إسطبل الأبقار حوله!

ايرين وكعادتها واست هوسوك الذي كاد يفقد أنفه منذ لحظات بينما لم يكف عن التذمر ونعت يونغي بالبربري!

جيسو ويونوو إنسجمتا بشدة مع بعضهما البعض نظراً لإمتلاكهما أفكاراً متشابهة حول أمورٍ عدة ولم تكفا عن الحديث حول كل شيء.

يونا كانت غارقة في حب جونغكوك الذي يستلطف أفعالها نحوه ويجاري طفولية عقلها بما انه يمتلك مثله على أي حال، اما والدها فهو قد إنسجم مع نامجون كثيراً، فكلاهما مسؤوليْن ويمكن القول بأنهما ثاني عاقليْن من بعد تايهيونغ مع رشةٍ خفيفة من الجنون بما أنّ محيطهما هكذا على أي حال...الجميع مجنونٌ هنا حتى وإن لم يكونوا بذات المستوى!

ويبقى جيمين ولورا اللذان لم يدخلا رأسيهما بعد...لقد تحول شعرهما الى عُشّين كبيريْن للطيور!

وصلوا بعد مدة نحو المكان المنشود، فنزلوا جميعاً وسط تحديقات الناس بحافلتهم الغريبة.

تكفّل تايهيونغ بحمل بومين النائم بعد أن كانت يونوو ستأخذه ولكنه طلب إبقاءه معه.

بينما جونغكوك لم يسلم من تشبث يونا بعنقه كالكوالا حتى وبعد جلوسهم.

تطلّب الأمر خمسة طاولات ملتصقة ببعضها البعض مع مقاعدهم حتى تكفي عددهم الكبير...كانو كالفريق تماماً.

طلبوا ما سيتناولون وجلسوا ينتظرون أن يجهز.

- إذاً...ما سبب بقائك طيلة هذه المدة في كندا؟
سأل كاي إيوجين الجالس وسط نامجون ويونغي ومقابلاً له.

- سافرت لإنهاء دراستي بعد أن قررت أخذ شهادةٍ أعلى في مجال الطب رغم تخرجي.

- وما هو تخصصك في الطب؟
سأل جين هذه المرة، فأجاب الآخر بينما يحيط كتف يونغي ويبتسم:
- انه مثل يونغي...انا متخصصٌ في مجال الأعصاب والمخ، لقد درسنا سوياً وحققنا حلمنا الذي طمحنا لأجله منذ أن كنا في المدرسة المتوسطة.
ضرب لكمته بخاصة يونغي والفخر مرتسمٌ على محياهما، فأصدر الجميع أصواتاً تدل على إعجابهم بالأمر.

وبعد لحظات إستيقظ بومين وبدأ بالبكاء، فأخذ تايهيونغ يربت على ظهره ويدندنُ له حتى يهدّئه، ولكنه لم يتوقف عن البكاء.

لذا دنت يونوو نحوه حتى تأخذ إبنها بما أنّ الفاصل بينهما هو ايرين فقط.

- يبدو انه جائع!
تحدثت يونوو بينما تمد ذراعيْها نحوه، فناوله إياها بتعابير لطيفة على وجه بومين الظريف وهو يبكي...ودّ لو يبقى معه وفي حضنه.

أخرجت يونوو زجاجة حليبه من حقيبتها وشرعت في إرضاعه.

وكم بدى مظهره لطيفاً للجميع وهو يتجرع حليبه برضى وسط شهقاته المكتومة إثر بكائه قبل لحظات ووجهه المحمر كالفراولة.

- تايهيونغ، ستكون أباً مثالياً في المستقبل.
تحدث بيكهيون، فقهقه الآخر مطأطأ رأسه بعد ضحك الجميع على لطافة الموقف، لا سيما بعد إحتضان ايرين الضاحكة لذراعه.

- حسنا الآن...لدي حملة إستطلاعٍ للرأي.
تحدث كاي بينما يسند ظهره على كرسيه ويريح ساقاً على أخرى مع أنامل متشابكة ونظراتٍ قيادية.

أولاه الجميع جل إهتمامهم لمعرفة المغزى من كلامه، فقال:
- سنسأل كل واحدٍ عن آخر المستجدات في حياته العملية والعاطفية...هل من إعتراض؟
رمقهم بجانبية بينما يبتسم ولكن ما من معترض...الجميع إستلطف الفكرة بما أنّ هناك أفرادٌ جُدد في المجموعة ويودون التعرف عليهم.

- حسناً فلنبدأ بك انت جين، يجب أن تُعرّف عن نفسك أكثر.
نظر نحو القابع قربه، والذي رفع كتفيْه ببساطة وقال:
- حسنا انا كيم سيوكجين الوسيم العالمي، أعمل مع والدي في شركةٍ للأزياء وانا إبنه الأكبر.
وبالنسبة لآخر التطورات في حياتي...لا يوجد شيءٌ جديد عدا أنني قد إزددت وسامة.
منحهم قبلةً طائرة مع نظرةٍ وسيمة نرجسية، فرفع الجميع حواجبهم وأمالوا شفاههم مهمهمين بتفهم...هذا ما كانوا يتوقعونه على كل حال.

- حسناً...بيكهيون.
رفاق سنمشي على ذات المنوال، بعد بيكهيون يونغي وهكذا.
أشار كاي عليهم بشكل حلقة فأومؤا له موافقين.

- انا بيون بيكهيون وليس لدي إخوة، أعمل كمحقق وشرطي في مركز شرطة سيول، لدي ثلاثُ قضايا لهذا الأسبوع، وقد أوشكت على إنهاء إحداها بالفعل، هذا بالنسبةِ للجانب العملي، اما بالنسبة لحياتي العاطفية فأنا غير مرتبط.

همهموا له هو الآخر، لينتقل الدور الى يونغي الذي تحدث ببروده المعتاد:
- انا مين يونغي، أعمل كطبيبٍ مختص وجراح في مجال الأعصاب والمخ...انا الإبن الأكبر لعائلتي، ولدي خطيبة وهي ميون.
أشار نحو ميون التي إبتسمت بحياء، وقد زال بروده في لمح البصر وإبتسم بخفة على خجلها، حتى أنّ الجميع قد جُحِظَتْ أعينهم تعجباً مما فعل...ميون وبلا شك تمتلك تعويذة سحرية تمكنها من التحكم بمزاجه بهذا الشكل المريب!

- انا بارك إيوجين، أعمل كيونقي تماماً.
انا الإبن الأكبر لعائلتي وكما تعلمون انا متزوج ولدي طفلين ويونوو هي زوجتي...تزوجت عن قصة حب منذ أيام الثانوية، وكنت أقيم في كندا لمدة ثلاث سنوات من أجل المؤتمرات الطبية هناك بالإضافة الى أخذ شهاداتٍ أفضل في مجالي حتى أُحسّن من قدراتي.
إبتسم نهاية حديثه بلطف كشقيقه جيمين تماماً.

- انا جيون نامجون، الإبن الأكبر في عائلتي، أعمل مع والدي في شركة للعقارات السياحية والمدنية، لست مرتبط ولا أفكر بهذا في الوقت الراهن.
إبتسم هو الآخر مظهراً غمازتيْه الجميلتين، فهمهم البقية بإنتباه لما قال...نامجون يمنح الجميع طابع الشاب المثقف والعاقل، بالإضافة الى انه مسؤول وهادئ، وكذلك لطيفٌ وذكي.

اما الآن، فهو دور جونغكوك الذي لا يزال يُجلِس يونا على فخذه ويلعب معها.

- انا جيون جونغكوك، الإبن الأصغر لعائلتي وشقيق نامجون، أعمل كشقيقي تماماً ولا أحب الإستيقاظ باكراً، وعن حياتي العاطفية فأنا مرتبط بملاكم يدعى مين هيري.
قال ممازحاً، ولكنه تلقى لكمة فتاكة على كتفه منها بالطبع بما انها تجلس قربه، فتأوه بألم وقال متذمراً:
- هذه الحقيقة عزيزتي، انتِ تثبتين هذا بالفعل!

حدقت نحوه بدهشة وكادت تشتمه ولكنه تلفظ بجملة كانت لغضبها كالجحيم الساقط في الماء...لقد أصلح الوضع سريعاً.
- ولكنني أُحبكِ رغم كل شيء.
إبتسم إبتسامته الأرنبية اللطيفة، فتنهدت هي بقلة حيلة وتركته وشأنه، وقد دوى صوت ضحك جيسو في الأرجاء على ظرافة هؤلاء الرفاق...لقد راقتها الأجواء كثيراً بينهم.

- انت لطيف جونغكوكي.
كانت تلك يونا التي قبّلت وجنته بلطف...هذه الطفلة معجبةٌ به كثيراً!

ضحك الجميع على كلامها، وسرعان ما تذمرت هيري بمزاح مخاطبة والديْ تلك الطفلة:
- هااي أنتما...إبنتكما تحاول سرقته مني!

- أشم رائحة غيرة في الأرجاء!
صرخ جونغكوك بصوتٍ عالي بينما يضحك مستفزاً إياها، ولكنه تلقى لكمة كالعادة جعلته يخرس.

إنفجر الجميع ضحكاً عليهما قبل أن تتحمحم هي وتهم بالتحدث:
- انا مين هيري شقيقة يونغي الصغرى، أعمل في شركة والد هذا الثلاثي وتحديداً في قسم التصميم.
أشارت نحو جين وتايهيونغ ولورا، ثم أضافت:
- اما عن حياتي العاطفية، فقد أُبتُليت بهذا الجاموس وانا أواعده.

فغر جونغكوك فاهه وحدق بها مندهِشاً.
- هل أصبحتُ جاموساً بنظركِ الآن؟!

- اجل...كما نعتتني بالملاكم فأنت جاموس!
تحدثت بكل بساطة قبل أن يقابلها شقيقها الفخور بقصفها للآخر وهو يبتسم، فبادلته المثل كما لو انه معلمها الفاضل...هما شقيقين بالنهاية ويمتلكان ذات الطباع!

تأفف جونغكوك بعبوس، وتمتم من تحت أنفاسه:
- يالهم من عائلة متبلدة المشاعر!

وبالعودة الى نُسُق ترتيبهم، فالتي تلي هيري هي لورا، والتي ثرثرت بسرعة وبإشراقها الدائم:
- انا كيم لورا الإبنة الصغرى لعائلتي وشقيقة جين وتايهيونغ، لازلت أدرس بالجامعة وسأتخرج قريباً وتخصصي هو هندسة معمارية.
انا أواعد هذا الموتشي اللطيف وأدرس معه أيضاً.
شدت وجنتيْ جيمين الجالس بقربها بينما تتمتم بلطافة، فأطلق الجميع 'آااه' لطيفة على مظهرهما الظريف سوياً.

خجل جيمين وطأطأ رأسه لأسفل بينما يبتسم ويدعك مؤخرة رأسه.

- انا بارك جيمين شقيق إيوجين الأصغر، أدرس مع لورا في ذات المجال وأواعدها...أعتقد اننا سنناقش مشروع تخرجنا عن قريب، أليس كذلك لورا؟
سألها بلطف وهو يبتسم فأغمضت عينيها لإتساع ضحكتها وهزت رأسها بالإيجاب، ما جعله يبعثر شعرها وهو يضحك...انهما أصغر أفراد الفريق بإستثناء بومين ويونا.

جاء دور إيونها التي إبتسمت بإتساع ورفعت يدها كالمجنونة ولوحت لهم.
- انا تشوي ايونها، أعمل كممثلة وأنا الإبنة الوحيدة لعائلتي، والدي صديقٌ مقرب من والد هذا الثلاثي وانا أعرفهم جيداً ومنذ زمنٍ أيضاً، لست مرتبطة ولكن هناك شائعاتٌ تدّعي مواعدتي لبيكهيون.

بصق بيكهيون الماء على وجه هوسوك بعد أن كان يشرب...وجه هذا المخلوق جاذبٌ لكل المصائب دوماً!

- ماذا؟!

- كما سمعت...لقد ظنت الصحافة اننا نتواعد بفضل خروجنا سوياً أمام الملأ ولوحدنا اكثر من مرة، لا تقلق..مدير أعمالي سيتدبر الأمر.
أجابت ببساطة بينما تميل شفتيها وسط نحيب هوسوك وضحك جونغكوك وسخريته منه، وأخيراً وسط تحديقات بيكهيون الغير مفسرة...الجميع كان منتبهاً لهذا الخبر، ولكنه شعر بنوعٍ من الإستياء حيال هذا، إلا انه فضّل الصمت وجعل من نفسه طبيعياً كما لو أنّ شيئاً لم يكن.

- انا لي ميون، أعمل برفقة هيري في ذات القسم كسكرتيرة لهوسوك، انا الإبنة الأكبر في عائلتي ولدي أختٌ تصغرني، كما وانني خطيبة يونغي.
نظرت نحو الآخر وهي تبتسم، فبادلها بدوره، وكانت تلك الصدمة الثالثة للجميع خلال هذه الأمسية...يوجد خطبٌ ما به!

نظر جين نحو جيسو التي ستعرف عن نفسها حالاً بينما يبتسم بلطف، بادلته المثل ثم قالت ببسمة عينيها الجميلة:
- انا هان جيسو، انا إبنةٌ وحيدة لوالديَّ الراحليْن.
سافرتُ لدراسة علم الفلك في بريطانيا بمنحةٍ دراسية، وقد عدت لكوريا منذ يومين وانا أعيش مع جدتي في الوقت الراهن، كما وانني لست مرتبطة.
شعروا بالأسى تجاهها على فقدانها لوالديها، وخصوصاً ايرين وتايهيونغ اللذان قد جربا مرارة هذا الشعور، ولكن بإبتسامتها تلك كانت قد رممت جراحها وتعايشت مع واقعها وإعتدات عليه.

تحدثت بعد ذلك يونوو ذات الملامح اللطيفة وهي تمسك بإبنها في حضنها وتناظر الجميع:
- انا تشو يونوو، انا راقصة باليه وأمٌّ لطفلين في ذات الوقت، أقضي معظم وقتي برفقة طفليّ بما أنّ إيوجين دائم الإنشغال في عمله...اتمنى أن نصبح أصدقاء.
إبتسمت بخفة مختتمةً حديثها ما جعل الجميع يبتسم لها على حسن أخلاقها ولطفها في الحديث.

تحمحمت ايرين قبل أن تتحدث بصوتها الناعم بينما الجميع قد إبتسم على ظرافتها دون سبب...وجهها المريح يجعل الجميع يبتسم ما إن تبدأ بالتحدث:
- انا يون ايرين، اعمل كسكرتيرة لتايهيونغ.
انا الإبنة الوحيدة لأبي، والدتي متوفية وأعيش مع عائلة كيم بما انني قريبتهم وإبنة خالة تايهيونغ، وانا أواعده هو.
إبتسمت بخجل مع أطيافٍ زهرية على وجنتيها...فهِم الجميع أنّ تايهيونغ شقيق لورا وجين من الوالد فقط، ليس الجميع تحديدا ولكن إيوجين وزوجته وجيسو هم من كانو مغيّبين عن هذه الحقيقة بما انهم جُدد.

كما وإبتسم أصدقاؤها المقربون على نسبها لعائلة والدها غير ما سبق.

وسرعان ما أمسك تايهيونغ كفها برقة، ثم إبتسم نحوها وقال بينما يشيح بنظره للبقية:
- انا كيم تايهيونغ...الإبن الأوسط لعائلة كيم، والدتي متوفية وأعيش مع والدي وأمي ريونغ وشقيقاي.
أعمل مع والدي كعضوٍ في إدارة الشركة بما أنّ جين هو الوريث، اما عن حياتي العاطفية فأنا أواعد هذه الجميلة بقربي.
رفع كفيهما المتشابكين مع إبتسامة الحب التي منحها إياها وسط صراخ الجميع المتحمس لرومانسيته.

إذ أنّ ايرين خبّأت وجهها خلف ظهره من فرط الخجل، فقهقه عليها وإحتضنها بحب.

- آه يا رفاق هذا غير عادل! أشعر بتصحرٍ عاطفي وأريد المواعدة!
تذمر كاي بصراخ بينما يصفع الطاولة، فضحك عليه الجميع دون إستثناء.

تحمحم هوسوك بثقة قبل أن يرفع أنفه بكبرياء ويغمض عينيه مستطرداً:
- انا جونغ هوسوك مصمم الأزياء الشهير في مجال الموضة، انا إبنٌ وحيد لعائلتي وأعيش في كوريا بينما هم يقطنون في الولايات المتحدة...لدي الكثير من الإمتيازات في مجالي تجعلني ناجحاً ومشهوراً، كما وانني أعزب وأعيش مكرساً حياتي لإظهار إبداعاتي في مجال الموضة.
بدا فخوراً بنفسه ونرجسياً كما هو حال جين، ولكن جونغكوك علّق بسخرية:
- ولما لا تواعد كاي يا آنسة؟!

أصدر كلٌّ من كاي وهوسوك أصواتاً متقززة الى أن تذمر المعني بالكلام موبخاً الآخر:
- هااي، إخرس يا عدو النجاح!

- عن أي نجاحٍ تتحدث؟!
هل تقصد حسك الفني في الموضة؟! لا أعلم لما ولكنني أرى أنّ الملابس هي من ترتديك وليس أنت من يرتديها! تبدو كراقصة أسبانية مع هذا القميص المفرفر وتلك الوردة الحمراء على الجانب!
أشار بسخرية نحو الآخر بينما يداعب يونا التي تضحك بلطافة...لابد أن يضايق هوسوك في كل مرةٍ يراه فيها، انه يحب العبث.

كتمت هيري ضحكتها على تعابير هوسوك المندهشة، وأنزلت رأسها لأسفل...الجميع كان مثلها تماماً.

وسرعان ما صرخ هوسوك بأنثوية بينما يدحرج عينيه ويرفع شعره:
- ثيابي هذه أغلى من حياتك كلها يا منحط!...نقّاد الأزياء يمتدحون إنتقائي لملابسي الفريدة والأنيقة، لذا لا تتفلسف فيما لا تفهمه يا شبيه القوارض!

شزره جونغكوك بحقد بينما الآخر إبتسم بنصر، وهاقد أتى دور كاي للتحدث، وهو آخرهم.

- انا هوانغ كاي، وحيد والداي وأعمل في مجال الأزياء كمصمم للملابس الرجالية داخل شركة كيم مع هوسوك والبقية، كنت أعيش في اليابان وأعمل في الفرع الآخر من الشركة، وآتي بين الحين والآخر الى كوريا، ولكنني سأستقر هنا الآن، كما وانني لست مرتبط.

صادف إنهاءه لحديثه قدوم طلباتهم التي طال إنتظارها، وعلى وجه الخصوص جين وهيري...إنهما عاشقي الطعام هنا.

شرعوا في تناوله بينما يدردشون ويضحكون على جنون بعضهم البعض، الى أن إنتهت الأُمسية بعودتهم الى منازلهم بواسطة حافلة جين او كما أطلق عليها كاي إسم بينكيباي...أصبح هذا إسمها الرسمي لدى الجميع.

قضوا وقتاً ممتعاً وجميلاً برفقة بعضهم البعض، وهذا ما جعل علاقتهم تزداد ترابطاً.

_______________________

مكث تايهيونغ وايرين في منزل العائلة تلك الليلة، وقد تمكن الجميع من إقناع تايهيونغ بالعودة الى العيش معهم...لذا سيكون عليه هو وايرين جلب أغراضهما من منزل الغابة عند الغد.

وفي صباح اليوم التالي، باشروا عملهم في الشركة من جديد بعد عطلةٍ حملت بين ثناياها الكثير من الأحداث والمفاجآت للجميع.

كان هناك إجتماعٌ مع بعض المستثمرين ،وكذلك لمناقشة الصفقة الجديدة التي ستُبرم بين سلسلة كيم وسلسلة كانغ للأزياء.

عادت ايرين لكونها سكرتيرة تايهيونغ بعيداً عن حياتهما العاطفية، وهاهيذا ترافقه نحو قاعة الإجتماعات بينما تحمل لوح أوراقها وقلمها الحبري.

وفور دخولها لمحت عدداً ممن تعرفهم، ولكن شخصيةٌ واحدة من بينهم كانت كفيلة بجعلها تتوتر...لقد كان جيبوم!

فالصفقة التي ستُعقد هي في الواقع بين شركة والده وشركة عائلة كيم.

لمحت إبتسامته المرحبة بها من بعيد، فبادلته بأخرى مصطنعة، كما ولاحظت تبادل النظرات الحاد الذي أُقيم بينه وبين تايهيونغ في صمت...الوضع متوتر للغاية بينهما وتأمل أن يمر كل شيءٍ بسلام.

ولكن ربما لدى جيبوم رأيٌ آخر في ذلك...او ربما تايهيونغ!

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- كلمة لتايهيونغ؟

- كلمة لإيرين؟

- كلمة لجيبوم؟

- كلمة لجونغكوك؟

- كلمة لهيري؟

- كلمة لجين؟

- كلمة للورا؟

- كلمة لجيمين؟

- كلمة لإيوجين؟

- كلمة ليونوو؟

- كلمة لإيونها؟

- كلمة لبيكهيون؟

- كلمة لميون؟

- كلمة ليونغي؟

- كلمة للسيد سانغهيون؟

- كلمة لكاي؟

- كلمة لجيسو؟

- كلمة لهوسوك؟

ماشاء الله، أخذت راحتي كالعادة بالأسئلة.

بس شو رح ساوي، الشخصيات صاروا كتار.

شو رأيكم بدخول أخ جيمين وعيلته للأحداث؟

طبعا انا دخلتهم ليضيفوا أجواء لطيفة وكنوع من التغيير.

والحين خلونا نرحب فيهم...

*إيوجين:

*يونوو:

*يونا:

*بومين:

وهاذول الأخوين بارك:


احسهم يشبهون بعض عنجد.

اما الحين، فحابة أنوّه عن شي...وهو انو الأغلبية قالوا أنّ الوتباد ما بيعطيهم تنبيه لما أنزل بارت.

انا كمان بعاني من نفس المشكلة، لهيك ما عاد تنتظروا الإشعار لأنو إحتمال ما يوصلكم، انتو بس أدخلوا كل يوم سبت ع الرواية ورح تلاقوني حدثت بما انه موعد التنزيل.

نجي الحين لفقرة التشويقات...

*عنوان البارت الجاي: تجاذبات وأحاديث.

*المقتطفات التشويقية:~

- لا تكن غيُّوراً الى هذا الحد! جميعنا أصدقاؤها ولنا الحق في التحديث معها تايهيونغ!

~

- لا تتحدثي معه مجدداً! أهذا مفهوم؟!

~

- هل تشاجرت مع هيري؟

~

- لم أكن أعلم أنه بهذه الفظاعة!

~

- علِمتُ أنّ اليوم هو ذكرى زواج إيوجين ويونوو، كما وأنهما سيخرجان في موعد الليلة وقد عرضتُ عليهما مجالسة بومين ويونا...ما رأيكِ؟

~

- هل هذا هو الشعور الذي سيراودني عندما أصبح أب؟!

~

- بالمناسبة، والداي يريدان رؤيتكِ أنتِ وجونغكوك، لذا قد نذهب جميعاً لزيارتهما عمّا قريب.

~

- هل تريدين أحفاداً؟! يمكنني ملأ المنزل بهم وجميعهم سينادونك بذات اللقب أمي...إنه واقع كل الجدّات!

~

- ناديني بجدي وليس عمي! أنتِ تنادين إبني بذات اللقب، لذا لا يجوز أن تناديني مثله، فأنا أكبر منه سناً!

~

- زوجة عمي.

~

- تذوقتُ كلّ أنواع النبيذ...ولكن أيٌّ منها لم يجعلني أثمل كما فعلت شفتاكِ.

~

- هيا يا لطيف يجب أن نغيّر حفاضك.

~

- واو عمي تايهيونغ...لديك الكثيرُ من الوسائد المنتفخة!

~

- جدتي...هذا يعتبر تحيُّزاً! أنتِ تساعدينها هي فقط!

~

- هيري هيري أقتليه أرجوكِ!

~

- توقفي، لقد سقطت منشفتي!

~

- هذا ملف القضية، لقد فتحته من جديد ولدي خطة.

~

- إن كان هذا ما أردت التحدث عنه فسأغادر...ليس لدي ما أقول.

البارت الجاي مكس بين مومنتات لطيفة ومشوقة وحازمة وكمان رومنسية.

لنا لقاء الأسبوع الجاي...مع السلامة مارسيلينز🧚‍♀️


See you next part...

Continue Reading

You'll Also Like

34K 3.9K 20
-عندمـا تُصبح حياتـها تحت رحمـة شخصيـن: الأول أناني عـنيـد والـثاني قاتـل مـتسلسـل كاره للنسـاء. •ميـن يونغـي. •كيـم سـون. -أعلى التصنيفات:- 1#- نفسـ...
2.3K 489 10
° {الحب يفوز}.. {مكتمله} ° من الطرق الريفيه الترابيه الي المدينه الكبيره سيؤول، ستكون رحله رائعة! رسميا فتاه ريفيه بشهادة ولا شي يمكن أن يمنعها الان...
6.2K 1.1K 40
كأموات عدنا للحياة لاكن بعد مذا 🥀 بعد ان اقمت سعيرا على الارض انتقاما وقصاصا لموتنا الاول 🌺 كما اقسمت سابقا ساعيد قسمي الان لا ليس قسمي وحدي انه ق...
1.2M 93.2K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...