أحببناها مريمية ( ٣ أجزاء )

By doniaelshamloul25

754K 24.5K 4.6K

إنها نصائح لكل قارئ وقارئة أكثر من كونها رواية متداوله .. More

أحببناها مريمية (١)
أحببناها مريمية (٢)
أحببناها مريمية(٣)
أحببناها مريمية(٤)
أحببناها مريمية(٥)
أحببناها مريمية(٦)
أحببناها مريمية(٧)
أحببناها مريمية(٨)
أحببناها مريمية(٩)
أحببناها مريمية(١٠)
أحببناها مريمية(١١)
أحببناها مريمية(١٢)
أحببناها مريمية(١٣)
أحببناها مريمية(١٤)
أحببناها مريمية(١٥)
أحببناها مريمية(١٦)
أحببناها مريمية(١٧)
أحببناها مريمية(١٨)
أحببناها مريمية(١٩)
أحببناها مريمية(٢٠)
نهاية أحببناها مريمية
مقدمة قضاء ونصيب
اقتباس قضاء ونصيب
اقتبااااس قبل الأخير ♥️
الإقتباس الآخييييير 💛
مواعيد الجزء التاني واقتباس
قضاء ونصيب(١)
قضاء ونصيب(٢)
قضاء ونصيب(٣)
قضاء ونصيب(٤)
قضاء ونصيب(٥)
قضاء ونصيب(٦)
قضاء ونصيب(٧)
اقتباااااس
قضاء ونصيب(٨)
استطلاع رأي ♥️
قضاء ونصيب(١٠)
قضاء ونصيب(١١)
قضاء ونصيب(١٢)
قضاء ونصيب(١٣)
قضاء ونصيب(١٤)
قضاء ونصيب(١٥)
قضاء ونصيب(١٦)
قضاء ونصيب(١٧)
قضاء ونصيب(١٨)
قضاء ونصيب(١٩)
قضاء ونصيب(٢٠)
اقتباس صغنن
قضاء ونصيب(الأخيرة)
تنويه ♥️
قضاء ونصيب " حلقه خاصه ١ "
قضاء ونصيب " حلقه خاصه ٢ "
تنويه .. نوڨيلا جديده
اخبار عن الجزء الثالث
الاقتباااااااااس التااااني 🙊🙊
اقتباس اخير ♥️
استطلاع راي
تذكير
كلمة قدر (١)
كلمة قدر (٢)
كلمة قدر (٣)
كلمة قدر (٤)
كلمة قدر (٥)
توضيح
كلمة قدر (٦)
ممنوع الهيييح 😂😂
كلمة قدر (٧)
كلمة قدر (٨)
نقطتين مهميييين 👏
كلمة قدر (٩)
كلمة قدر (١٠)
كلمة قدر (١١)
كلمة قدر (١٢)
فساتين ريجو وسبأ
كلمة قدر (١٣)
كلمة قدر (١٤)
كلمة قدر (١٥)
كلمة قدر (١٦)
اعتذار 💔
كلمة قدر (١٧)
كلمة قدر (١٨)
كلمة قدر (١٩)
كلمة قدر (٢٠)
كلمة قدر (٢١)
كلمة قدر (٢٢)
كلمة قدر (٢٣)
كلمة قدر (٢٤)
كلمة قدر (٢٥) والأخيرة
مفاجأه واقتراح
حلقة خاصة
حلقة خاصة
اعلان الرواية الجديدة
حلقة خاصة جدًا

قضاء ونصيب(٩)

9K 305 39
By doniaelshamloul25

قضاء و نصيب ♥
الجزء الثاني من " أحببناها مـريـمـيـة" ♥️
بقلمـ : دنـيا الشملول ♥️

الحلقة التاسعة ♥️

أخذ منهم السعي من القسم للمستشفى اليوم بأكمله .. ولم تكُف مريم خلال تلك الفترة عن الإتصال به .. ليأتيها في كل مرة صوت إسلام يخبرها بوجوده إما بغرفة الآشعة أو في التحقيق .. ويأتيه ردها في كل مره بأن يُطمئنها حالما ينتهوا ..

صدح أذان المغرب ليتنهد جود بداخل السيارة متمتمًا :
- اطلع يابني على أول مسجد خلينا نصلي .

مروان :
- ماشي يا عم حاضر .. انت برضو مصمم على موضوع مرواحك المصنع ده ؟.. يعني مفيش حاجه هناك يا جود .. مجرد رماد وأنا ما فكرتش لا أبيع الأرض ولا أستغلها .. فـ ليه عايز تروح ؟

جود بتنهيده :
- بس وديني وشاكر أفضالك .. أنا ياسيدي عايز أروح .

مروان :
- ماشي يا كبير رجلي على رجلك .

اسلام مُنهيًا هذا الحوار :
- بقولكوا اي انتوا الاتنين .. فضولي أم السيرة دي وانجز شويه ياعم مروان خلينا نلحق المغرب جماعة عشان أروح ااااكل .. أنا واااقع م الجوع .. وست زفته محلفاني ما ناكل بره المفتريه .

جود بضحكه :
- تصدق خساره فيك الأكل اللي زمانهم عملوه ده .

إسلام :
- ياعم جعان ياعم .. كنا كلنا أي لقمه حتى .. لكن كده حرام بطني لزقت في ضهري .

مروان :
- اتطمن عليه يا جود الله يكرمك .

إسلام وهو يضربه على كتفه :
- لم نفسك جتك البلا .

ضحك الجميع قبل أن يصف مروان السيارة ويترجلوا منها مؤدين صلاة المغرب ومن ثم ذهبوا لأحد المحلات القريبة من المكان ليجلب كل منهما شئ لزوجته .

وقف جود أمام محل الهدايا ينظر إليه في تفكير ومن ثم تحدث بهدوء :
- أنا عايز أروح مكتبة يكون فيها دواوين .

نظر مروان وإسلام لبعضهما والابتسامه غزت وجهيهما وهما ينظران له .

جود بتعجب :
- اي يا جماعه مالكوا .. عاوز أشتري ديوان أو روايه لمريم .. يعني أنا في اسكندريه شفتها يابتسمع يا بتقرأ دواوين أو تقرأ روايات .. فبفكر يعني أجيبلها حاجه بتحبها بس مش أكتر .

ازدادت ابتسامة إسلام وهو يربت على كتفه :
- انت أصلا يا حبيب قلبي ما بتجيبش لمريم هدايا غير دواوين وكتب .. دا حتى لما جيت تتقدملها .. البشر الطبيعي بيدخل بجاتوه .. بورد .. بشوكالاتات .. إلا انت داخل علينا بشنطة فيها سلسة دواوين للشاعر اللي بتحبه مريم .

ضحك جود بخفه وهو يسأل بحرح :
- بتتكلم جد والله .

إسلام وهو يشاركه الضحك :
- آه والله زي ما بقولك كده .

جود :
- طب كويس .. يلا اشتروا وودوني أشتري لها روايات .

دلفوا لمحل الهدايا وجلب كل منهم شيئًا تحبه زوجته وغادروا لشراء روايات من أجل مريم وبعدها عادوا للمنزل ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

كن قد انتهين من تجهيز الطعام وترتيب المنزل وجلسن معًا يتحدثن في أمور عديدة .. وآخر شئ تحدثت فيه أروى هو أن تحاول مريم مفاجأة جود بشئ ما يكون مميزًا .. والآن هن جالسات يفكرن في هذا الشئ .. لتتحدث شهد بصياح :
- لقيتهاااا .

أروى وهي تلقي عليها الوسادة :
- بطلي أم جنانك ده .. فزعتيني .

ضحكن عليها لتتحدث شهد أخيرًا :
- بصي يا مريم يا ختي الحق ما يزعلش .. انتي في الفترة الأخيرة كان الله في عونك طبعًا بعد اللي حصل ومريتي بيه .. وعارفه إنه ما كانش سهل أبدًا عليكي .. بس فعلا الموضوع غيَّرك تمامًا .. بقيتي هادية بشكل مبالغ فيه .. مش هي دي مريم اللي كانت بتملى المكان روح وبهجة .. مش دي مريم اللي كانت لما بنقعد سوا تختار أنشوده حلوه وتغنيها بصوتها الجميل وتفرحنا .. مش دي مريم اللي كانت بتتنطط هنا وهناك .. عارفه إن الزعل بيغير حاجات كتير وبيهد الواحده مننا .. بس .. بس جود خلاص رجع والحمد لله .. فلازم مريم كمان ترجع .. ترجع لشغفها ولمرحها وتنطيطها .. ترجع لطفولتها تاني .. ترجع تفتح فيسبوك وتقرفنا دواوين .. ترجع تتصور صور مجنونة وتبعتها لنا في جروب الواتس وتهزر .. لازم مريم اللي قفلتي عليها دي تفتحيلها تشم الهوا تاني .. انتي قلتي إن جود اللي خد الخطوه الأولى ناحيتك بعد ما انتي اديتيله الإشارة الخضرة .. لكن يامريم جود مش هيفضل كتير ياخد منك إشارات وينفذ .. لأنه بكل بساطة أقل رد فعل منك ممكن يفسره بحساسية شويه .. تفكيره ممكن يوصل إنك ندمتي أو ما شابه .. فلازم انتي كمان تاخدي خطوة تجاهه .. وريه مريم اللي عشقها .. وريه مريم العفوية المرحه .. شوفي كنتي بتعملي إيه في بداية جوازكم وكان بيضحكه أو بيخليه يفرح أو بيجننه بالمعنى الأصح وارجعي اعمليه تاني .. انتي قدرتي تنعشي حبك في قلبه .. ودلوقتي جه الوقت إنك تنعشي ذاكرته عشان يشوف مريم بقا ويفتكر كل اللي كان بينهم .. خديله خطوه وجننيه بأفعالك وتصرفاتك .. مش مجرد إشارات .. فهماني ؟

كان الجميع ينظر إليها فاغري الفاه .. بينما هي وزعت أنظارها بين ثلاثتهن وتحدثت وهي ترمش عدة مرات :
- أي يا جماعه مالكوا متنحين كده ليه ؟

أروى مشدوهة :
- شهد اللي بتتكلم دي ولا حد تاني ؟

شهد عاقلة حاجبيها :
- أي يا بت في إيه ؟.. أنا قولت حاجه غلط ؟

رقيه :
- غلط إييييه بس غلط ايييه ... انتي عقلتي إمته يابت انتي ؟

شهد بضحكة :
- أي يا جماعه خضتوني مش كده .

مريم بابتسامه :
- لا بجد عقلتي إمته ؟

شهد بضحكة :
- المهم عقلت .

مريم بتنهيدة :
- كل كلامك تمام أوي والله وانتي صح وعندك حق .. بس مش عارفه .. خايفه من رد فعله .. خايفه يفهم تصرفاتي غلط .

شهد بنفي :
- جود بيحبك ومش هيفهم غير إنك بتحبيه وبترجعي ورده مفتحه تاني وهو قريب منك .

مريم بتنهيده :
- متشكره أوي يابنات .. انتوا بجد ونعم الاخوات .

شهد وهي تنفض الغبار الوهمي عن كتفيها :
- عارفين عارفين لا داعي للتصفيق .

ضحكن جميعًا قبل أن يصل لمسامعهن صوت السيارة التي اصطفت بالخارج لتتحدث أروى :
- أنا هقوم أتصل ببابا وحمايا أشوفهم اتأخروا ليه عشان زمان الشباب راجعين والجوع قارصهم .

شهد :
- وأنا هقوم أغسل لـ ملك عشان لعبت كتير وزمانها مغبره دلوقتي .. وهغسل لأريج برضو .

مريم مناديه :
- وليييد .. يلا حبيبي غسل إيدك عشان بابا وعمو وخالو جم .

ركض وليد لتلك الصنبور في إحدى جوانب الحديقة ونظف يديه ونفض ثيابه كما عودته مريم .. ومن ثم خرج ركضًا للبوابة تحت نظرات مالك المسلطة عليه منذ أن غادر الرجال .. يركز في كل حركة من وليد .. وكل إيماءة .. عقله الصغير صور له شئ واحد فقط كي يكون هو مركز الاهتمام لا وليد .. بقي في مكانه يراقب ركض وليد تجاه البوابة ليتلقفه جود أولا ويرفعه للأعلى ومن ثم قبله بحب وهو يداعب وجنتيه ليقترب إسلام ويجذبه من وجنتيه وهو يتمتم :
- يا خرااشي قلبوظ يا شيخ .

جود وهو يضرب يد إسلام :
- إيدك لأقطعها لك .

إسلام بضحكه :
- لا ياعم محتاجها .. أروح آكل في خدود ريجو .

قفز وليد إلى مروان الذي تلقفه بضحكه :
- قلب عمك .

جود بابتسامه :
- مبسوط أوي لعلاقتك بيه .

مروان وهو يقبل وجنة وليد :
- لا هو الواد يتحب أساسا .

دلفوا جميعًا .. ولكن انتبه جود لِمالك الجالس بمفرده هناك يتابعهم في صمت .. أنَّب نفسه لأنه بعيد عن ابن أخيه .. رغم أن أخاه قريب جدًا من طفله .. تركهم يدلفون .. وذهب تجاه مالك الذي وقف بهدوء ليتحدث جود بابتسامه :
- إزيك يا لوكا .

مالك :
- الحمد لله .

جود بابتسامه تتسع :
- اممم .. طب قرب هنا .. قولي ليه ما جيتش تسلم علينا بقا لما جينا من بره ؟

مالك بنفس الهدوء :
- ما فيش .

اقترب جود ليحمله ولكنه استشعر عدم رغبته في ذلك فأنزله أرضًا وتحدث بهدوء :
- طب يلا يا بطل .. خلينا ندخل ناكل .

قاطعه صوت من خلفه يتحدث ببكاء .. ولكنه بكاء سعيد :
- حمد الله على سلامتك يا بني .. ألف ألف حمد الله على سلامتك .

رمش جود عدة مرات وخمن سريعًا كونها والدة مريم لتقارب الشبه بينهما فتمتم بابتسامه ودوده :
- الله يسلمك يابركه .

اقتربت واضعه يدها على وجنته ليستشعر حنانها على الفور قبل أن تتمتم :
- والله وحشاني منك أوي كلمة يا بركه يا حبيبي .. ربنا يباركلك ويبعد عنك كل مكروه يارب .

ابتسم جود بهدوء قبل أن يأتي صوت والد مريم من خلفها متمتمًا :
- إوعى بقا يا أم إسلام خليني أسلم على ابني .

ابتسم جود لكلمته فاقترب منه واحتضنا بعضهما بود ووالد مريم يتمتم له بالدعاء وقلب جود يرفرف سعادة لكونه يمتلك عائلة كهذه ..

أتاه صوت معشوقته ترحب بالحميع :
- أهلا يا ماما أهلا يابابا .. اتفضلوا .

دلف والداها لتقدم مريم سفيان لجود الذي صافحه بهدوء وابتسامه :
- انت شكلك كده مش شبه إسلام .. دي أمنيه بتمناها من ربنا .

ضحك سفيان قبل أن يُفصح بهدوء :
- لا يا بشا متقلقش .. حمد الله على سلامتك ياجوز أمي .

رمش جود عدة مرات لتضحك مريم وهي تضرب سفيان على كتفه بخفه :
- ده أفظع من إسلام يا جود .. يعني ربنا يكون في عونك من الآخر .

سفيان بهدوء موجهًا حديثه لمريم :
- بس انا بعتبرك أمي بجد .

مريم وهي تقرص وجنته بأناملها :
- وانت ابني مش أخويا ياعمري .

جود بحمحمه :
- أنا هنا على فكره .

سفيان بضحكه :
- أنا عن نفسي داخل .

ألقى جملته ودلف للمنزل .. ولم يتبقى بالحديقه سوى جود ومريم التي تنظر له بابتسامه .. تذكرت حديث شهد .. فقررت أن تعمل به .. اقتربت بهدوء وقامت بضم ياقتي قميص جود برقه وهي تتمتم :
- حمد الله على سلامتك يا جودي .

جود بحاجب مرفوع :
- جودي ده اسم بنت .. ما تدلعنيش تاني .

ضحكت بخفه وهي تُعيد له ذِكرى بعينها :
- خلاص هقولك ياقدري .

صوت يتردد في عقله ..

" خلاص هقولك يا قدري "
" خلاص هقولك ياقدري "

رمش عدة مرات قبل أن يتنهد بهدوء وهو يسألها :
- انتي ناديتيني بيه قبل كده ؟

مريم بابتسامه مؤكدة :
- يوم كتب كتابنا .. كنا قاعدين بنشرب شاي وبنتفق على شكل حياتنا سوا .. وانت قلتلي يامريمتي بياء الملكية .. وأنا قلدتك بقا وجيت أحط لك ياء الملكية قلب اسم بنت .. فقولتلك خلاص هقولك ياقدري .

قبلها جود في جبينها بهدوء وهو يتمتم :
- يديم ليا حنانك يا أجمل قدر .

ابتسمت بهدوء قبل أن يقدم لها تلك الحقيبة التي يحملها بيده .

مريم بفرحة :
- اي ده ؟

جود :
- ما تفتحيهاش دلوقتي .. خليها لبليل .

قبلته في وجنته وهي تتمتم :
- يخليك لقلبي ياكل قلبي .. يلا تعالى الأكل جاهز زمانك واقع من الجوع .

وبالفعل دلف معها وقلبه يضرب بعنف من حركاتها البسيطة التي تُثير جنونه .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

انتهوا من تناول الطعام وها هم يجلسون إلى أرضية الحديقه يتمازحون في جو مبهج يمتزج فيه ضحكات الكبار مع الصغار ..

كان جود يُقلب نظره بينهم ويرى السعادة التي تحاوطهم .. يرى هالة النور التي أنعم الله عليهم جميعًا بها حينما جعل للقدر كلمته في تجميعهم واتحادهم هكذا .. يشعر بالدفء والحنان والبهجة والراحة والهدوء .. لكنه يخشى كثيرًا من مستقبل مجهول .. مستقبل يُخبئ بين ثناياه مفاجآت لكل فرد منهم .. لكنه يقسم بداخله .. سيبذل قصاري جهده كي يُحافظ عليهم يد واحده وكيان واحد وروح واحده .. سيبذل كل ما بوسعه كي تبقى تلك العائلة موحده ولا يغزوها أي رياح خارجية لتدمر جمعهم .. لكنه لم يكن يضع في الحسبان أبدًا أن هذه الريح ستنشأ من قلب هذا الكيان ..

انفض الجمع وعاد كل لمنزله .. بداخله رضا تام عن كونهم عائلة واحده متماسكه رغم كل شئ .. لا يغزو قلب أحدهم حقدًا أو غلاً .. فقط الحب هو كل شئ .. عدا هذا القلب الذي من المفترض أنه قلب برئ لا يعلم من الحقد شيئًا .. ربما لأنه لا يزال طفلًا فالبراءة تُسيطر على قلبه الصغير .. لكن ستُعلمه الأيام والمواقف .. وسيأخذ الدرس قاسيًا جدًا إن لم ينزع تلك المضغة عن قلبه ويلقيها بعيدًا جدًا ..

دلفت لغرفتها بعدما نام وليد أخيرًا .. جلست إلى الفراش بعدما بدلت ثيابها لمنامة بنفسجية يحتل الجزء الأمامي منها صورة توم وجيري .. وتضع خصلاتها داخل هذا المشبك الذي حرر بعض الشعيرات فوق جبينها ليعطيها مظهرًا ساحرًا ..

فتحت الحقيبة بحماس لتجد بها رواية " قواعد چارتين " ، " دقات الشامو " .. وكذلك ثلاثية مملكة البلاغة .. ووجدت معهم علبة كحلية صغيرة وأخرى أكبر ..

نظرت له في تساؤل ليرفع كتفيه بهدوء لتبتسم وهي تُخرج العلبتين على الفراش ..
فتحت الكبيرة أولا لتجد طوق شعر على شكل نجوم عباره عن سيرين بينهما مسافة صغيرة فارغة وتنتشر النجوم على كل سير بانتظام تاركة فراغ بين كل نجمه وأخرى .. كان فضي اللون .. وله بريق لامع جذاب .. نظرت له بفرحة كبيرة وهي تنظر لجود بعيون دامعه لتأتيها نبرته الهادئه :
- شوفي الباقي عشان هاخد الحضن إجمالي .

ضحكت برقه وهي تخرج من نفس العلبة بنستي شعر فضيتين قمتهما على شكل نجمة لامعه .. ابتسمت باتساع وهي تفتح العلبة الأخرى لتجد بها خاتم رقيق جدا فضي مقسوم من الأعلى بحيث تكون في إحدى أطرافه نجمة صغيره والطرف الآخر نجمة كبيره تأتي من خلفها نجمة أخرى صغيرة .. ويتكور من الجوانب بشكل أنيق أعطاه مظهر خاص جذاب .. انعقد حاجبيها وهي تُخرج آخر شئ من العلبة الصغيرة .. ومن ثم نظرت لجود في تساؤل :
- أي ده ؟

جود بتفكير :
- امممم .. تقريبا دي بتتلبس هنا .

أنهى جملته وهو يشير على معصم يده .. لتنفي هي وهي ترفع إحدى حاجبيها موضحة :
- ده خلخال .

جود بعدم فهم :
- يعني إيه ؟

مريم :
- خلخال ياجود خلخال .

جود :
- ايوه ماشي عرفت إسمه خلخال .. بس برضو يعني إيه ؟

مريم :
- ده بيتلبس في الرجلين .

جود وهو ينظر لها عاقدا حاجبيه ثم تنهد بهدوء وأخذ الأشياء جميعًا من أمامها ووضعها في الحقيبة وجلس إلى الفراش ناظرا إليها :
- بيتلبس في الرجلين بيتلبس في الدماغ أنا ليا حضن فين هو .

مريم بضحكة رقيقة :
- استغلال ده يعني ؟

جود بابتسامه :
- أي مسمى تحبيه حطيه .. المهم آخد اللي ليا .

ابتسمت بهدوء ليفتح ذراعيه لها لتدلف هي إلى بيتها الذي بُني بين ذراعيه فقط لها .. لينعم بدفء قربها .. ويذهب لنعيم حلاله الخاص معها ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

توالت الأيام واجراءات بطلان الوفاه تمت .. كما تم فتح التحقيق من جديد بعدما أُثبت أن جود قد تعرض لفقدان ذاكرة رجعي ويحتاج فقط للمتابعة والأمل في عودة ذاكرته كبير .. كما تم عمل فحص للجثة مجددًا وتبينت النتائج .. وقد أُثبت تزوير النتائج سابقًا .. ولكن الطبيب الذي أخرج تلك التقارير قد تُوفِّي منذ عام ونصف بـ ماس كهربائي ..

نزل جود للشركة مع مروان وإسلام وقد وجد ترحيب كبير من الجميع وفرحة لعودته لم يكن يتخيل بأن يراها بأعين أناس لا يقربونه شيئًا .. وقد عرف بمكان المصنع القديم وقرر الذهاب إليه .. وقد فعل ..

تحرك في المكان بتفحص .. لا يعلم لما تلك الانقباضه في صدره .. ولما هذا الصداع الذي يداهمه .. ينظر للمكان بأعين ثاقبه .. لقد كان ينوي بناء مسبحٍ هناك .. وهنا كان ينوي بناء مكان خاص للاعبي كرة القدم .. وهناك مكان للعب السلة .. أجل وهنا كان مكتب لمن سيدير المكان وقد قرر سابقًا هويته .. هناك كان ينوي بناء غرف لتبديل الملابس وبجوارها دورات مياه ..

دلف للمبنى وبدأت الرؤيا تتضح شيئًا فـشيئًا .. هنا كان يقف والمهندس بجانبه ويخبره بالمكان الأنسب لبناء ساحات الرياضة .. هنا بجانب النافذة ارتشف كوب قهوة قدمه له عامل كان يتجاوز عمره الأربعين وقد تحدث معه لبعض الوقت وعلم ظروف معيشته الصعبة وقد قرر أن يعمل هذا العامل هنا بعدما ينتهي من تحويل هذا المكان لساحة رياضية للشباب فقط .

صعد للأعلى فوق الدرج المتناثر فوقه الأخشاب التي تحولت لكومة رماد تتناثر بفعل الرياح هنا وهناك .. وصل لتلك الشرفة التي تطل على المكان بالخارج .. كانت هناك ومضات تأتي وتذهب سريعًا مخلفة صداع بداخل رأسه ..
وعقله يردد في تتالي دون توقف ..

( ما تتأخرش كتير عليا .. عشان بتوحشني أوي ) ( بعملك الأومليت يا قدري .. وبعدين ابعد شويه .. دلوقتي وليد ينطلك هنا ويقولك بابا عيب )
( ماما فلاوله )
( بس يا جود .. بتعلم أي للواد )
( أنا من أسعد ما يكون .. طول عمري بدعي ربنا بالعوض والخير .. والنهارده اتأكدت إنك كل العوض وكل الخير .. أنا بحبك أوي يا جود )
( انت هتمشي دلوقتي ؟ )
(وقد تعاهدنا على السير معا )
( وأنا كمان بحبك يا جودي )
( خلاص هقولك يا قدري )
(لو اتعصب عليكي في أي وقت م تزعليش منه .. هو قلبه أبيض ولما بيحس بغلطه بيصلحه بأكتر طريقه مرضيه في الكون .. وبما إنك بتحبي البسكوت فهو ماشاء الله ما يتوصاش بقا )
( ربنا يخلينا لبعض ياحبيب قلب أخوك )
( انت هتبقى زوج أخت متعب أوي )
( جود بيه إنزل من عندك .. ماس كهرباااا  .. حرييييق ... إخلوا المكاااان  ....  )
( بقى إنت ياحيلتها تحبس إبني أنا وتلغي شراكتك معايا وتهز صورتي في وسط السوق وتخسرني أعظم صفقاتي )
( انت فاكر نفسك مين )
( خلصوا عليه . )

جلس جود إلى ركبتيه أرضًا يحاول إيقاف كم الألم الذي أحاط برأسه وأخذ يتنفس بسرعة .. هاجمته جميع ذكرياته في لحظة .. ليعود لأرض الواقع من جديد ..

فتح عينيه الداميتين من شدة الألم الذي بدأ يخف تدريجيًا .. ولكن ألم صدره لكل ما عاناه هو وما عانته مريم وما عاناه مروان .. ألم يكاد يفتك بقلبه ..

الآن فقط يستطيع بكل قوة أن يأتي بحق هذين العامين من أعين ذاك المختل ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

كان يذرع المكتب ذهابًا وإيابًا وفي يده الهاتف يُعيد الاتصال مره بعد مره ويكاد قلبه يخرج من مكانه بسبب قلقه .. أين يمكن أن يكون قد ذهب؟ .. لماذا لا يجيب على هاتفه ؟
هاتف إسلام أخيرًا الذي أجاب على الفور :
- مش فاضي خالـ ..

ابتلع باقي حروفه وهو يستمع لصوت مروان الذي يتحدث بنبره قلقه متوتره :
- جود مش في مكتبه وما بيردش على التليفون .

إسلام :
- خير يارب .. أنا هتصل بمريم حالًا اسألها ممكن رجع البيت وعمل الفون سايلنت ولا حاجه ونام .

مروان :
- وافرض ما روحش .. مريم ما أظنش أعصابها هتستحمل .

إسلام :
- برضو محلوله هخلي أروى تكلمها وتعرف بطريقتها ... اهدى بس واستعيذ م الشيطان .. أنا طالعلك أهو .

وبالفعل صعد إسلام بعدما هاتف أروى وطلب منها مهاتفة مريم ومحاولة معرفة إن كان جود هناك أو لا دون أن تشعر مريم بشئ ..

وبينما هما واقفين ينتظران رد جود على اتصالات مروان فإذا بهاتف إسلام يعلن عن اتصال من أروى التي أخبرته أن جود لم يعد للمنزل ولكن هاتفته مريم منذ نصف ساعة وقد أرسل لها رسالة أخبرها فيها أنه مشغول الآن .

أغلق إسلام مع أروى ونظر لمروان بعدم فهم متمتمًا :
- باعت رسالة لمريم من نص ساعه قايلها إنه مشغول .

مروان وقد خطر المصنع القديم على تفكيره أول شئ فتحدث بخفوت :
- المصنع .. جود أكيد راح المصنع .

إسلام :
- طب ليه ؟

مروان :
- عشان أنا بقالي فتره بخلع منه عشان ما اوديهوش هناك .. مش عايزه يشوف المكان ده تاني عشان خايف نفسيته تتعب أو حاجه .. بس شكله عرف العنوان من الورق الخاص بيه هنا .. إسلام مش قدامنا غير إننا نروحلـ ..

لم يتمم عبارته حينما فُتح الباب ليطل من خلفه جود ..

ركض مروان تجاهه :
- أي يابني ما بتردش على تليفونك ليه ؟.. أنا كنت هموت من القلق .

ابتسم له جود بهدوء مربتًا على كتفه بخفه وهو يتمتم :
- أنا كويس يا بابا ما تقلقش .. والفون تقريبا سايلنت من الصبح وفي العربية أصلا .

مروان بحذر :
- هو انت كنت فـ ..

جود بتنهيده :
- اه .. كنت في المصنع .. انت كنت بتتوه عن موضوع إنك توديني .. فـ أنا اعتمدت على نفسي وروحت .

إسلام :
- مروان ما كانش عايزك تعيش حاله صعبه بعد ما تشوف المكان يا جود .. هو قلقان عليك بس .

جود بتنهيده :
- عارف يا إسلام .. عارف .. بقولكوا أي .. مش واحشكوا الشاي بالبسكوت .

نظر له مروان لعدة ثواني قليلة ليبتسم جود بهدوء قبل أن يتحدث مروان :
- انت .. انت رجعتلك الـ ..

صمت وهو يرى إيماءة جود الهادئه .. ليبتسم مروان باتساع وتنهيدة ارتياح خرجت منه ليقترب محتضنًا جود بقوه وهو يربت على ظهره متمتمًا :
- ألف حمد الله على سلامتك يا حبيب أخوك .. ألف حمد الله على سلامتك .

جود مربتًا على ظهره بخفه :
- تسلملي ياغالي ويديمك سندي وقوتي .

ربت مروان على كتف جود ليلتفت جود إلى إسلام الذي ينظر لهما بابتسامه ويفتح ذراعيه ليذهب إسلام ضاحكًا واحتضن صديق دربه متمتمًا :
- حمد الله على سلامتك يا صاحبي وياخويا وياجوز أختي .

جود بابتسامه :
- تسلم يا إسلام والله تسلم .. يلا بقا نطلب الشاي بالبسكوت .

جلسوا جميعًا بينما يبدوا التردد على وجه مروان .. لكنه حسم أمره أخيرًا وتحدث بخفوت :
- جود .. انت عارف مين اللي عمل كده ؟

جود بهدوء :
- عارف يا مارو ... وهمشي كل حاجه قانوني .

مروان :
- طب .. طب هو مين اللي عمل كده ؟

جود بابتسامه :
- ناوي تقلبها غم يعني .. ياعم فوكك بس .. وإحنا الحمد لله مع بعض وده الأهم .

مروان بتنهيده :
- وربنا ما يحرمنا من بعض يارب .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

دلف لمنزله آخر اليوم مُنهك القوى .. لتقابله ابتسامتها التي تهب له الحياه وتهون عليه مرارة الأيام ..

جود بابتسامه :
- وحشتيني .

مريم وهي تحتضنه بحب :
- وانت كمان وحشتني أوي .

وليد من خلفها :
- وانا عايز أقوله وحشتني برضو .

ضحك جود بخفه وهو يميل إليه ويرفعه للأعلى تحت ضحكات وليد المرحة .. قبله بخفه ليدلف بهدوء جالسًا إلى مقعد الصالة ووليد بجانبه يخبره عن كل شئ حدث بتمرين السباحة وما حدث بالحضانة كذلك .. فهما صديقين لا أب وابنه ..

جود بتنهيده وهو يحتضنه بحب :
- ربنا يوفقك في كل حياتك ياحبيب أبوك .

قبله وليد قبل أن يغادر سريعًا إلى غرفته يتمم واجباته .

بينما جلست مريم بجانبه بابتسامه :
- شكلك تعبان النهارده .

جود وهو يقربها من احضانه :
- بالعكس .. أنا النهارده ارتحت أوي الحمد لله .

مريم وهي تمسد صدره :
- ربنا يريح قلبك حبيبي .

جود بابتسامه :
- أي ده انتي في حضني .. ابعدي شويه قبل ما وليد ييجي يقول بابا عيب .

رفعت مريم رأسها إليه واغرورقت عينيها بالدموع ليومئ جود بعينيه مؤكدًا ما فهمته .

ارتمت بأحضانه وقد خانتها دموعها وهي تتمتم :
- ألف حمد الله على سلامتك ... ألف الحمد لله على سلامتك ياكل دنيتي .

قبل رأسها بهدوء وشدد على احتضانها قبل أن يتنهد بصوت عالي يُخرج عبء عامين عن قلبه ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

توالت الأيام حتى أتى اليوم الذي دلف فيه جود لمكتبه وقد أتاه مروان وإسلام بعدما هاتفهما ..

مروان :
- أنا مش فاهم انت ليه مخلينا بعيد عن القضيه دي .. في أي يا جود ؟

جود بابتسامه :
- كل الحكايه ببساطه إن القضية خلصت .. هنفتح فيها كلام ليه بس .

مروان :
- خلصت ؟!!.. خلصت إزاي يعني ؟.. وخلصت علي أي ؟.. وليه ما قولتليش يا جود .. هو إحنا مش اخوات ؟

جود :
- اييي ياعم قطر ما لوش سواق .. اهدى كده بس .. إحنا أكتر من اخوات وانت عارف .. كل ما في الموضوع إن الراجل اتوفى .. ووفاته كانت حادثه بشعه .. يعني أخد جزاؤه .. وعشان كده ما حبتش أفتح الموضوع لأنه دلوقتي عند ربنا .. فخلاص ربنا يسامحه بقا .

مروان :
- لا إله إلا الله .. وخلصت على أي ؟

جود بتنهيده :
- القضيه اتقفلت بعد ما أثبتوا إن الماس اللي حصل في المصنع كان بفعل فاعل .. وده اللي اعترف بيه واحد من رجالة الراجل ده .. أصلا هو اللي جالي واعترفلي بكل حاجه هنا .. عشان كده أنا رحت المصنع اليوم إيااه .. فاكر ؟

مروان بإيماءه :
- أيوه يوم ما افتكرت .

جود بتأكيد :
- فعلا .. هو بقا قالي على كل اللي حصل وإن الراجل ده كان رجل أعمال ليه شغل معايا وأنا كنت معطله عن مراده اللي الله أعلم كان أي وتقريبا خسر وحب ينتقم .. فما كانش قدامه غير إنه يطعني في المصنع عشان عارف إن كل أحلامي واقفه عليه .. وبعدها لما خدوني رجالته من هناك واتعرضت للي اتعرضتله .. قالهم يخلصوا مني .. بس سبوني في الصحرا .. وده اعتبره تدبير ربنا عشان يلاقيني الحج محمود .. أما الراجل بقا فـ اتوفى من أربع شهور في حادثة صعبة جدا وقعد فترة في عمليات وعنايه ودخل غيبوبه لحد ما اتوفى .. الله يرحمه بقا .. بس ياعم .

مروان :
- والقضيه خلصت على أي ؟

جود :
- ولا عايز أعرف .. أنا ليا صديق معرفة عادية يعني في القسم وعرف الحوار وكان بيتكلم في تعويض ومش تعويض وأنا قولت العوض عند ربنا وقلتلهم قولولي المطلوب مني أعمله عشان أقفل الصفحه دي خالص .. واتقفلت الحمد لله .

مروان بتنهيده :
- الحمد لله .. ودلوقتي ؟

جود بابتسامه :
- دلوقتي خد بعضك وروح جبلنا بسكوت عشان نفسي رايحه للبسكوت بالشاي .. عما أراجع مع إسلام شويه في الميزانية عشان نبدأ نخطط تاني لحلم المستقبل .

مروان وهو يتحرك للخارج :
- دا أنا ومريم كمان ما بقيناش بناكل البسكوت بالشاي قدك .

ضحك جود بهدوء ليغادر مروان بينما نظر جود تجاه إسلام الذي ينظر له بشك .

جود عاقدا حاجبيه :
- أي ؟.. بتبصلي كده ليه ؟

إسلام :
- مستنيك تحكيلي الحقيقة اللي ما قولتهاش لمروان .

جود بتنهيده :
- ما كانش ينفع أقوله يا إسلام .. هيشيل نفسه الذنب وهو ما لوش ذنب .

إسلام :
- أي اللي حصل ؟

جود بتنهيدة طويلة :
- فاكر عمر اللي كان خطف شهد ؟

أومأ إسلام ليتابع جود :
- أبوه .. عشان انا اللي كنت بجري في اجراءات قضية الخطف وكده هو فكرني أنا اللي بيني وبين ابنه عداوه .. وطبعًا اتحكم على ابنه بسبع سنين .. وقبلها كنت لغيت كل عقودي وصفقاتي معاه وخسر كتير جدا غير سمعته اللي اتدهورت في السوق .. وطبعا لما ما قدرش يعمل لابنه حاجه .. حب ينتقم .. بعت ناس يراقبوني وقدر يعرف بموضوع المصنع .. فكلف ناس تعمل ماس كهربا بحيث إنه يبان حادث طبيعي ومجرد ماس كهربا ونشبت من بعده حريق بسبب السفنج اللي كان في المكان .. وبعدها خطفوني من هناك ووقع واحد من رجالتهم مغمى عليه بسبب حاجه وقعت على دماغه .. وقتها خرجوا متعلقاتي وبدلوها معاه .. ودي كانت الجثه اللي سلموهالكوا على إنه أنا .. بعد ما قدر أبو عمر يزور التحاليل هو والدكتور اللي اتوفى ده .. قعدت تحت إيد رجالته فتره لحد ما بقتش شايف .. وآخر حاجه سمعتها منه " بقا انت يا حيلتها تحبس ابني أنا ؟ وتلغي شراكتك معايا وتهز صورتي في وسط السوق وتخسرني أعظم صفقاتي .. انت فاكر نفسك مين ؟ ".. بعدها سمعته بيقولهم " خلصوا عليه "

هنا بقا واستسلمت وفقدت الوعي وما فوقتش غير في المستشفى .

إسلام بتنهيده :
- والراجل مات فعلا ؟

جود بتأكيد :
- مات فعلا من أربع شهور في حادث سير .. وعرفت إنه كان حادث بشع جدًا .. ربنا يرحمه .

إسلام :
- ودلوقتي ؟

جود بتنهيده :
- ودلوقتي الموضوع هيموت .. بينا .

إسلام بتأكيد :
- مات ياصاحبي خلاص .

جود :
- عايزين بقا نشوف موضوع الميزانية ده ونشوف إزاي هنقدر نوفر فلوس عشان نبني نادي رياضي للشباب .

إسلام بابتسامه :
- انت عارف الموضوع ده هياخد مننا كام سنه ؟

جود بابتسامه :
- ده مشروع مستقبل .. ياخد زي ما ياخد .. وأصلا ده للعيال .. فعلى مهلنا خالص .

إسلام بابتسامه :
- والله انت دماغك دي ما لهاش حل .

جود بغمزه :
- أعجبك .

ضحك كلاهما ضحكه صافية .. من القلب خرجت وإلى القلب وصلت ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

يتبع ...

عايزه أنبه علي حاجه صغيره ..
حتي اللحظة دي لسا الأبطال بتوع رواية " قضاء ونصيب " مخدوش دورهم ... انا كنت هبدأ الجزء ده من الحلقه ١٠ لإنها الحلقه اللي كبروا فيها الأبطال .. لكن حسيت ان الفلاش باك الكتير هيضعف من حماس الروايه ومش هدي مشاعر الفراق واللقاء حقها .. وعشان كده بدأت بالأبطال القدام ..
فعقدة الروايه الحقيقيه هتبدأ من الحلقه ١٠ إن شاء الله ♥️

Continue Reading

You'll Also Like

561K 29.8K 40
في ليله مليئه بالسواد هناك رجلُ ذو قلبً متصلب وراء كل عتبه حكايه ووراء كل بدايه نهايه ممتلئه بالقُتام
3.8K 382 27
نشأ بين مجتمع ذكوري سام هدما الحواجز بجتهاد ليكن كما قال الكتاب. رحل والده وكان عمره عام واصبح اتقي الرجال كما ربته امُه تمامًا توفت امُه واصبح وحيد...
83.9K 3.6K 26
الجزء الثاني من رواية " ولا زلت في حبل الغرام اتجود.. " رواية / انتي ربيع العمر في كل الفصول! للكاتبة/ الرنيد
528K 16.2K 37
حسابي في الأنستا ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .