" عشق يتيم "
* " لنفترق قليلاً
لخير هذا الحب ى حبيبى
وخيرنا
لنفترق قليلاً
لأننى أريد أن تزيد ف محبتى
أريد أن تكرهنى قليلاً "
طبقت الورقة وحطيتها ف جيبى لما سمعت صوت ورد جاية
- فينك ى بنتى بنادى من زمان
* معلش كنت سرحانة شوية
- بهدوء : فيه ؟
* ابتسمت : يلاا بينا ندخل الجو بدأ يمطر
- هاا
* يلاا عشان منتعبش
قفلت البلكونة ودخلنا حطيت الظرف ف صندوقه المعتاد ونمت ، تانى يوم صحيت ع صوت الفون
* ألو
- انتى لسه نايمة
* أسفة والله بس نمت الفجر ، بصى ربع ساعة ونكون عندك
- اخلصوا ى هوانم
* حاضر ى كبيرة ،، ورددد ى وررددد
- بتزعقى ع الصبح ليه
* البسى بسرعة عشان اتأخرنا
- حااضر
خلصنا وروحنا ع مكان الشغل ، احنا صممناه بحبنا وشغفنا للحياة ، كافيه ع الشط بس كأنوا ابننا اللى راعيناه وهو بيكبر ، كان قديم واشتريناه وبنيناه من اول وجديد وكل زاوية وصورة وألوانه تشهد ، كل شخص مننا نفذ اللى بيحبه فيه .
* صباح الخير
- صباح النور بالمتأخرين
* ماالك ي أخ صهيب
- لا ولا حاجة ولا كأنه ورانا شغل ولا تأخرتوا ولا حاجة
× خلاص بقى ى صهيب
-ابتسم : عشانك بس
بصيتله وهو والست ورد
* طب معلش ياخ ممكن تخليك ف شغلك وانتى ى هاانم روحى شوفى وردك
× احم حاضر
- انتى يبت من صغرك فصيلة ليه
* عشان انا رخمة ولم عينك مش عشان خطيبتك ، وانا اختك هسكتلك
- امتى اخلص منك
* لما يجى زوجى قرة عينى
- انا عارف سافر وسابك تدوشينا ليه
حسيت كأنه بيفتح كل القديم ، واللى حاولت اخبيه ، بقى من الصعب أننا ندارى وجعنا حتى لو نفسنا نعريهم ، انا عارفة أنه ميقصدش بس للأسف أن حتى الكلام العادى بقى يجرحنا
- إيمان مقصدش ...
* انا عارفة انك متقصدش هروح ع شغلى وانت يلاا اعمل قهوتك الحلوة عما الست اسمى توصل
- لا هى ف مكتبك
* ى ساتر ى رب ... مش لازم تقولها ف وشى كدا
- باستفزاز :خوفت عليكى تتصدمى
* امشى ى صهيب من وشى
روحت للمكتب وانا بهدى نفسى " ياارب بس يبقى زين مفرحها ع الصبح مع أنه مش وااضح من المكالمة "
* ازيك ى قمرنا
- متأخرة ليه
* لااا شكل زين مش عمل الواجب صح
- بقى الاستاذ يسيبنى بكلمه وينام
* لا اخص عليه
- واقوله يصالحنى يقولى انتى اللى كلامك كتير ونمت تعبان
* معه حق
- نعم يااختى
* لا لا ممعوش
- إيماان
* يووه ايون معه حق انتى اللى بتتكلمى بتجيبى الجديد والقديم والواحد بينام
- يعنى انا الغلطانة
* ي حبيبتى مقصدش بس لما يجى من شغله تعبان بلااش كلام كتير
- طااايب
* هشوف شغلى
- طيب سلاام
قعدت ع المكتب وشديت ستارة صغيرة ، ودخل أول شخص وكانت بنت ورا الستارة الفاصلة بينا
- احكى
* بحس انى بخسر حاجات كتير وببعد عن الكل وحتى نفسى بحس انى بخسرها بالبطئ ، كرهت حياتى لما كبرنا ، صحابى كل واحد اتلهى ف حياته وبقى قليل لو اتقابلنا وحتى لو اتقابلنا بمتزدش عن خمس دقائق ولا كأننا كنا الأطفال اللى مبتسبش بعض ، انا كنت متعلقة بيهم جامد وفجأة مبقوش موجودين زى الشخص اللى بيحاول يمسك وميقدرش ، علاقتنا بقت زى المية دى
قامت ومشيت وورد ادتها زهرة تيوليب ومعها ورقة
للأسف أننا أصبحنا بنبنى علاقات بس لفترة محدودة ومبنخدش بالنا أن ممكن شخص يمحور حياته عليها ، علاقتنا بقت مقتصرة ع كلام معين وخلاص حتى الحب اللى بيكون ف العلاقة دى بيضعف جداً مع مرور الوقت كأنه بيهرب من إيدينا .
ف اليوم ده دخل تلاتة بس يحكوا ويفضفضوا ، طلعت ع الشط وطلعت النوت
" إلى طفلة نائمة لم تذق للحياة معنى بعد ، لم تشعر بمعنى الجنون الروحى ، لا أعلم ما أكتبه لك ، أو أنصحك به ، فأنا لم أشعر به أيضاً ، لم أذق روح الطفولة ، فقد رحل ثائرًا مبتعدًا عنى ، كأنى لا أستحق "
اتحط فنجان قهوة قدامى كأنه بريحته بيحضنى
* هيرجع ؟
- .....
* معتقدش ، لسه فاكرة كل يوم بينا وزكرياتنا ف الملجأ كأنها من ساعة ، زكريات 20 سنة
-.....
* النهاردة تم 5 سنين ع فراقنا ، ع اللحظة اللى عطانى فيها الورقة دى وهو بيطلب منى نفترق
-.....
* طب علقنى بيه ليه ؟
-" عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم "
* ليه ما رجعش لدلوقتى
- عيطى
* مش قادرة خلاص ، سيبينى ى أسمى
- بس
* عشانى ، شوية وهبقى كويسة
20 سنة قضيتهم ف الملجأ مع صهيب وكيان ، احنا كنا مكملين بعض حتى لو حسينا بشعور النقص بس بنداوى بعض ، بعد سنتين انضمت لينا ورد ، عشان نكون مربع مينفعش ضلع منه ينقص ، لكن هو مشى وساب روح هنا عايشة ع أثره وورقة مخطوط عليها شوية حروف بيطلب فيهم الفراق ، وكأنه مش عارف أن روحى اتبنت بوجوده ، ويوم ما كنت منتظرة يصارحنى بحبه سابلى مرسال فراق ومشى .
" رباهُ ، أشياؤه الصغرى تعذبنى
فكيف أنجو من الأشياء ، رباه؟
هنا جريدته ف الركن مهملة
هنا كتاب، معًا كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفى الزوايا ، بقايا من بقاياه
ما لى أحدق ف المرآة ، اسألها
بأى ثوب من الأثواب ألقاه "
-------
تانى يوم روحت الكافيه ودخلت المكتب وكالعادة دخل واحد
* احكى
-......
* هاااا ؟؟
- عايزة ارجع الماضى وزكريات فارقتها بإيدى ، أقدر ، تقدرى ترجعى روحى ليا
*.......
مشى وانا ساكتة ولسه نبرة صوته ف ودنى لا دى ف قلبى بتناغم دقاته ، لسه دفى وجوده موجود ، انا حاسة بيه نفس إحساس آمان بنت الملجأ
- إيماان
* أسمى ... كان هنا ، انا متأكدة ، نبرته وطريقته ونفسه وريحته ، هو كان هنا
- أهدى بس هو فعلاً رجع
* بفرحة : بجد
- أيوة ، هتعملى ايه
*....
سكت ، ممكن لو مبعدش ، كنا مع بعض كنت جريت زى الطفلة وانا بحضن كفه ، أو اعمل فيه مقالب ونتشاقى ، أو لو واحدة جربت تلعب معه اضربها وأخاصمه ، كان ممكن أصحى الطفلة النايمة واقولها تحس بمعنى الجنون الروحى ، مش عارفة ، بس اللى اعرفه ان الوقت اتغير ، والعصر وانا ويمكن هو !!
-------
طلعت بره وانا بعد من واحد لمية ، شوفته بيضحك مع صهيب ، بنفس الملامح وصوت الضحكة بس يمكن اتغير شوى ، بس هو نفس ابن الملجأ اللى تعلقت فيه روح بنت الملجأ .
هربت منهم وقعدت ع الشط وطلعت الورقة إللى مش مفرقاانى وانا بقرأها تانى أو نقول المرة المليون
- أزيك ؟
* أحم ... الحمد لله ، حمدلله ع سلامتك
- الله يسلمك ،
قعد : لسه زى ما انتى
* ازاى
- بتهربى لما تخافى
* بصيتله : اخاف من ايه
بصلى بتركيز ، فبصيت للأرض
- تقريبا جاوبتك ، حلو فكرة الكافيه ، ازاى عملتوه
* بعد ما سيبتنا كل واحد فينا اشتغل ، وف يوم حصل حادثة واتجمعنا مع أسمى وبقينا أصحاب ، وهى كان عندها الكافية ده فصلحنااه واشتغلنا فيه اللى كنا بنتمناه
- دكتورة نفسية
* من غير شهادة
يمكن ده الحلم اللى ممكن محققتهوش ، للأسف ف الملجأ اخرنا تعليم ثانوى وبعدين بنطلع نشتغل ، بعد ما عملنا الكافيه ، عملت فيه مكتب فضفضة ، الناس بتخاف تروح لدكتور نفسى ، هى مش محتاجة دكتور أو دوا ، محتاجة شخص متعرفهوش يسمعها وبس ، لقاء واحد ترمى فيه اوجاعها وتمشى ، وده اللى عملته ، يحكواا من غير ما يعرفون ولا اعرفهم بس يكفى احساس أن حد بيسمعهم
-----
- بما أننا كلنا اتجمعنا ، احم فأنا عايز اتجوز بقى
* المهم رأى العروسة
- ماهى موافقة ، رفع حاجبه ولا ايه
× بخجل : موافقة
= مبارك ى صاحبى
- عقبالك ى عم
* طب جهزوا بقا وهتعملوا ف قاعة ولا ايه
- لا اتفقت مع أسمى بما انها مصممة ، فهنعملوه هنا ع الشط
* واااو هيبقى روعة اكيد
- بالظبط وهيكون ع اخر الاسبوع
* المفروض نجهز من بكره
- بالظبط فيلا نروح
------
- بتحبيه ؟
* قصدك ايه
- مش تفكرينى صغيرة ومبفهمش ، احنا متربين سوا وانا بحب وعارفة نظراتكم لبعض
* أيوة بحبه
- يعنى مش كرهتيه لما سافر
* انا لو كرهته يبقى محبتوش
" أأدعى أننى أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من فى الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه ؟ إنه قدرى
هل يملك النهر تغيرًا لمجراه؟"
-----
قضينا اسبوع لف ويمكن دى كانت النجدة ، لانى فعلا بهرب لما اخاف ، وانا مكنتش مستعدة للمواجهة دى ، فضلت طول الاسبوع بهدى نفسى للقاء ف الفرح ، قلبنا الكافية صالون وخلصنا وطلعنا لما جه المأذون وشايفة فرحتهم ولمعة عيونهم وهو بيبارك لهم
-------
* ملزقة
- نعم
* مش شايفة البت ملزقة فيه ازاى
- روحى هاتيها من شعرها
* او اقتلهاا وهو معهاا
سكت لما بصلنا فسيبت المكان وبعدت شوية عن الدوشة
- ازرق
* نعم
- لسه بتحبيه
* مينفعش نكره حاجة بنحبها أو نبعد عنها
- البعد بيزيد المحبة
* بيتعب ، البعد بيعذب أرواحنا وبس ، بيخلينا مشتتين نكمل أو لأ ، بيخلى أرواحنا تايه بين نسامح ولا نكره
- اللى يحب مبيعرفش الكره وإلا مكانش حب ، مش ده كلامك
*.....
- " بحق ما كتبته ، إلىّ من رسائل
ووجهك المزروع مثل وردة ف داخلى
وحبك الباقى على شعري على أناملى
بحق ذكرياتنا
وحزننا الجميل وابتسامتنا
وحبنا الذى غدا أكبر من كلامنا "
* أتسألنى الرحيلا ؟
- بل المغفرة فتاتى
"خُلقت لأكمل ضلعك الأعوج "
#حكاوى_الليل
#إيمان_عبدالسميع