لحظة اللقاء تعجز الكلمات عن وصف ما نشعر به من إحساس، حيث تبدأ ترانيم الحياة بالجاذبية والروحانية، فننسى كل ما مررنا به من ألم، وعذاب، وحزن، ومرار، ويدق القلب فرحاً، و شوقاً، وتعزف أوتار القلب أجمل الألحان ، وتلمع العيون ببريق الأمل، والسعادة، والفرح....
فكلما طال الغياب،كان اللقاء اروع...
سيمفونيه انطلقت من فمها لتنطق ما لم يستطع ان يستوعبه اهذا اسمها ام صفه ما هذه الكلمه التي خرجت منها وكانها خارجه من آله موسيقيه
جياد : ن ن ن ايه معلش انتي قولتي ايه
نائله : انت سألت انا مين وانا رديت قولتلك نائله اسمي نائله
جياد : نائله ده الي هو ازاي معلش انتي طلعتي منين وبتعملي ايه هنا دلوقتي
نائله مشيره للبحر خلفه : طلعت من هنا وبعمل ايه هنا دلوقتي بعمل زي ما انت بتعمل
جياد : طالعه من البحر يعني انتي عروسه البحر ولا ايه
نائله : هههههههههه عروسه البحر لا مش عروسه البحر انا من الجن انا ملكه من ملوك البحر
ليحيط به هاله من السواد لا يعلم كيف حلت عليه تتخبط قدميه وكانها هلام لا يستطيع الوقوف عليها لينطق متلعثما: جنيه انتي ج ن ي ه
ليسحبه الظلام ليسقط مغشياً عليه في غمضه عين دون ادني شعور منه لتقترب منه نائله مزعوره تميل بجواره تستمع لانفاسه تخرج منه ببطيء شديد لتحاوطه بذراعيها ليختفيا سوياً من علي شاطيء البحر لمكان غير معلوم...
تجلس مكانها منذ ان تركها وغادر المكان وتستحوذ عليها حاله من امتزاج المشاعر لا تعلم ماهيتها اهي سعيده ام حزينه لا تعرف تاره تضحك وتاره تبكي تاره تنظر شارده امامها وتاره يزوغ بصرها وكانها تبحث عن شيء حولها لتسحبها افكارها شارده في قبلتهم في مكتبه لتضع يديها علي شفاها تتلمسها لتستمع لصوت يأتي خلفها : ممكن اقعد معاكي ولو مش حابه صدقيني هقعد ومش هعمل صوت خالص
لتلتفت حيث الصوت الذي اخرجها من شرودها : انت انت بتعمل ايه هنا
قاسم : انا كنت ماشي علي البحر مروح شفتك قاعده لوحدك والصراحه خفت عليكي قلت اجي اقعد معاكي لو مش هضايقك يعني
لتبتسم اليه لاقيس لا تعلم لما يخالجها شعور بالارتياح لهذا الشخص الذي لا تعرف اسمه الي الان : تصدق اني معرفش اسمك ايه
ليلتف ليقف امامها مبتسماً : اسمي قاسم ممكن اقعد بقي
لاقيس : اقعد طبعاً اتفضل بس انت قلت اسمك ايه
قاسم : اسمي قاسم ايه وحش
لاقيس وقد اكتسي وجهها بعلامات الحزن الشديد : لا لا ابداً بالعكس ده اسم والدي الله يرحمه
وكأنه خنجر خنجر استوسط قلبه ليزرع فيه بكل قوه ساحباً معه روحه يشعر وكأنه يريد الصراخ عالياً ليدوي صوته الكون كله انا امامك انا حي انا ابوك ليبتسم ابتسامه تحمل كل الألم القابع داخله ليتحدث اليها بعد ان ابتلع مراره كلمتها : ايه ده بجد طيب يا ستي اعتبريني والدك بس بلاش اشوف الحزن ده في عينك انا بجد اعتبرتك اختي او حتي بنتي من ساعه ما شفتك ده لو سمحتيلي يعني
لتمسح لاقيس عبره قد سقطت علي خديها دون شعور منها مبتسمه له : صدقني انا كمان معرفش ارتاحتلك جدا كده ازاي من اول ما شفتك بس ممكن نعتبرها اختك بنتك دي صعبه شويتين تلاته هتكبر نفسك ليه
قاسم : انتي شايفه كده طيب يا ستي ماشي نمشيها اختي تسمح بقي اختي الاموره اوي دي تقولي قاعده لوحدك كده ليه وراح فين الشاب الي كان معاكي
وما ان ذكرها به وكانه قد اطلق الصراح لمخيلتها لتشرد به مره اخري متفوهه بإسمه دون ادني شعور منها بهيام شديد : جياد تقصد جياد مشي مشي
قاسم مبتسماً : لا ده الموضوع شكله كبير اوي دي قصه حب بقي
لاقيس : حب يا ريت تفتكر فعلا يكون بيحبني
قاسم : افتكر اوي نظراته ليكي كلها بتقول كده واظن انك انتي كمان بتبادليه نفس الشعور
لاقيس : مش عارفه متلخبطه اوي ومش قادره اتاكد اذا كان بيحبني فعلا ولا لا وبعدين يعني لو حبني علاقتنا دي استحاله تكمل هتكمل ازاي انا ايه وهو ايه استحاله استحاله
لتبكي مره اخري ولكن هذه المره قد تذكرت بعد ان كانت تحاول ان تتناسي حقيقتها انها مجرد عاهره في نظره ونظر المجتمع كيف له ان يحبها وحتي لو احبها ما نهايه هذا الحب من المستحيل ان يتوج بالزواج لتفيق من شرودها علي يد تربت علي كتفيها بحنو بالغ وصوت يبعث الطمئنينه بداخلها لا تعلم لما ولكنه يريحها : اهدي بلاش تعيطي مفيش حاجه مستحيله لو بيحبك بجد هيغفرلك وهينسي كل الي فات هينسي انتي ايه وهينسي بتعملي ايه هينسي صدقيني لو حبك بجد
لاقيس وهي تمسح الغمامه التي احاطت بعينينها بضهر كفها كالاطفال : تفتكر فعلا ممكن ينسي تفتكر ممكن اصلا يحب واحده زيي
قاسم : افتكر اوي قومي بينا يلا لما اوصلك النهار بدأ يطلع يلا عشان تلحقي ترتاحي
لاقيس : حاضر يلا بينا...
تنظر اليه هائمه تشبع عينينها من رؤياه فقد كانت تذهب اليه كل يوم تتطلع الي ملامحه وهو في ثبات عميق حتي ادمنت تلك العاده لا تعرف لما تشعر وكان قلبها سيخرج من مكانه لانه معها لترفع يديها تمسح علي وجهه وكانها تحفظ ملمسها ملامحه الشرقيه التي تفيض بالرجوله الكامله ايعقل ان تكون حقاً قد اغرمت به ايعقل ان يدق قلبها لانسي بعد ان كانت ترفض الرجال من بني قومها ومن بني البشر حتي ان يلمسوها قد كرهت الزواج وكل من بعمرها من جنسها يمتلكون عائله كامله وهي التي قدست حياتها وجعلتها مغلقه علي مملكتها وشعبها وحروبها وانتصارتها يأتي هذا الانسي الذي سرق عذريه شفاها وسرق قلبها واخرجه من صومعته ليدق اول مره له فهو هنا معها الآن ومنذ ثلاثه ايام غارقاً في اللا وعي لم يفق ولا لحظه واحده وبالرغم من اعيائها الشديد الا انها لم تفارقه لحظه واحده منذ ان فقد وعيه لتجده يفتح عيناه لصعوبه شديده لينتفض بشده ما ان وقعت عيناه عليها ينظر حوله باندهاش لا يعلم اين هو اخر ما يتذكره وجوده علي الشاطيء حتي ظهرت هي له من العدم : انا فين وبعمل ايه هنا انا بقالي قد ايه هنا وانتي عايزه مني ايه
نائله : اهدي انت معايا وبقالك ٣ ايام غايب عن الوعي
جياد : معاكي معاكي فين انتي بتقولي ايه ٣ ايام وازاي محدش فوقني وانتي سيباني كده ازاي ( لتعصف به تياراً من الاعياء الشديد ليترنح مكانه من شده تعبه ليسقط مره اخري فاقداً لوعيه لتقترب منه نائله مسرعه تستمع لانفاسه التي ياخذها بصعوبه لتربت علي قلبه ببطيء شديد لتسحبه لتضعه علي سرير عريض يتوسط غرفه واسعه لتتسطح بجواره بعد ان منعت احد من الدلوف لهذه الغرفه منذ ان اتيت به لهنا لتنعم بنوم هاديء بعد صراع طويل لم تنعم بالنوم به قط لتظل قابعه بجواره تستيقظ وتنام وتعاود كرتها ليمر اربعه ايام اخري ولم يفق بها ولو للحظه واحده لتتطلع اليه ولكن هذه المره تشعر بارتجافه خفيفه تنطلق من شفتيه لتقترب منه اكثر لا تعرف لما تفعل هذا ولكن شعور من داخلها يدفعها لتلتصق بها لعلها تشعر مثل هذا الشعور الذي خطف انفاسها كالمره الاولي وما ان همت بتقبيله لتفاجيء بفتحه لعيناه لينتفض كمن لسعته عقربه دافعاً اياها لتبتعد عنه ليظل ينظر اليها وما ان هم بالتقاط كلمات لتخرج من جوفه حتي وجدها تتحدث : انت خايف مني ليه انا مش هأذيك ابداً صدقني عمري ما هأذيك
جياد : انتي عايزه مني ايه وانا فين
نائله : انت في مملكتي بقالك اسبوع معايا متخافش انا مش هعملك حاجه
جياد : انا عايز امشي من هنا انتي بتعملي فيا ايه اسبوع ازاي وانا مش حاسس بحاجه ولا فاكر اي حاجه
وما ان همت بالكلام لتستمع لصوت دقات خفيفه علي باب غرفتها لتلتفت اليه مسرعه : انت فعلاً مينفعش تفضل هنا اكتر من كده لازم ترجع وبسرعه
وما ان اكملت كلماتها ليشعر بالظلام الذي اخده داخله ليفيق منه ليجد نفسه مستلقي علي الرمال مكانه والصبح قد شارف علي البزوغ ليعتدل من نومته ليقوم مخرجاً هاتفه ليتطلع اليه بزهول لم يمر علي وجوده هنا الا نصف ساعه ايعقل كل هذا ما هو الا حلم ايعقل انه غفي نص ساعه مرت وكانها اسبوع احقاً ما رآه حلماً ولكن لما يشعر وكانه حقيقه ليخرج متخبطاً متجهاً نحو الطريق ليستقل سياره اجره لينطلق بها نحو مكان سيارته....
اخرجته من عالمها لا تعلم لما اتت به الي هنا ولا تعلم لما لم تخرجه منه من قبل كل ما تعلمه انها كانت سعيده بوجوده معها لتهم بفتح باب غرفتها الذي لم يهدأ الدق عليه لتجده احد خدامها يعلمها بقدوم اختها لاقيس كما امرت وهي بانتظارها في قاعه ملكها لتتوجهه نحو القاعه بطلتها الهائمه وما ان دخلت القاغه حتي وجدت اختها بانتظارها
لاقيس : اشتقتي الي ام لكي مصلحه تريديها مني
نائله : اجلسي يا لاقيس اريد التحدث معك بشأن قاسم
لتتحول ملامح لاقيس للذبول والحزن الشديد : ما الذي ذكرك به الان
نائله : استطعتي انتي نسيانه
لاقيس : ولا يوم واحد ولا ثانيه واحده ما زال عشقه ينبض داخل قلبي مهشماً اياه لقطع صغيره لا يلتئم ابداً
نائله : الهذه الدرجه كنتي تحبيه
لاقيس : بل كنت اعشقه بالرغم من تعدد علاقاتي وبالرغم من عمري الذي مر لم استطع ابداً نسيانه يا نائله ولكن لما تساليني هذه الاسئله
نائله : جاوبي علي اسالتي دون ان تطرحي اساله سخيفه قد راودني الفضول لمعرفه حكايتكم
لاقيس : خطر يا نائله ما تشعري به خطر
نائله : وما الذي اشعر به يا لاقيس
لاقيس : العشق لأنسي خطير جداً انتي لا تعلمي المصاعب التي واجهتها لحبي لقاسم لا تخاطري يا نائله
نائله : اي مخاطره تلك التي تتحدثي عنها يا لاقيس
لاقيس : لقد رأيته يا نائله لا تستطيعي المكابره اكثر
نائله ولاول مره تشعر بالخوف : شوفتيه شوفتي ايه
لاقيس : نظرات العشق والهيام التي تقبع داخلك فهي ظاهره للعيان بكل وضوح لا تستطيعين اخفائها فانا شعرت بها من قبلك ولكن احذري يا اختي احذري فهذا الشيء خطير جداً.....
تدلف داخل منزلها بحاله من الهيام فقد بعث كلام قاسم داخلها شيئا من الطمأنينه والامل في حب جياد تدندن ببعض الكلمات الغير مفهومه لتصطدم بجسد سهام دون شعور منها : اخخخخخخخخ معلش يا سوسو مخدتش بالي
سهام : خير اللهم اجعله خير لاقيس راجعه من شغلها بتغني ومزاجها حلو يا رب يسعدك يا بنتي يا رب
لاقيس : ادعي يا سوسو ادعي كتير يا رب يا رب
سهام : لا بقي ده الحكايه فيها إنه احكيلي احكيلي
لاقيس : بحبه يا امي بحبه
سهام : يا حلاوه يا ولاد والله وحبيتي يا لولو وقلبك دق مين ده يا بنتي طمنيني اوعي يكون بيضحك عليكي
لاقيس : هشششششششش انتي هتفضحيني تعالي معايا وانا احكيلك
سهام : تعالي تعالي هو انا هسيبك النهارده
ليدخلوا غرفتها مغلقين باباها عليهم
سهام : ها بقي احكيلي هو مين وابن مين وبيشتغل ايه وعرفتيه ازاي
لاقيس : حيلك حيلك كل ده خدي نفسك بس
اسمه يا ستي جياد جياد الديب واحد كده من الي بنشوفهم في التلفزيون دول عرفته منين هو ده الي خبطني بالعربيه من فتره ما انتي عارفه شفته بقي بعدها كذا مره صدفه وانا رايحه الشغل والنهارده جالي قدام شغلي ولمحلي عن انه يعني بيحبني بس انا لسه مش متاكده اه
سهام : يا بركه دعايا ليكي يا رب يجعله من حدك ونصيبك يا بنتي يا رب
لاقيس وقد امتزجت فرحتها بشائبه من الحزن : تفتكري يا امي فعلا هيحب واحده زيي ويرضي يتجوزني
سهام : وانتي مالك يعني زي الفل صحيح علي قد حالنا بس لو هو بيحبك مش هيهمه ده
لاقيس : مش قصدي علي اننا علي قد حالنا
سهام : قصدك يعني عشان الي حصلك زمان وده يعيبك في ايه
لاقيس : مش عارفه يعيبني في ايه ده يعيبني ويعيبني كمان
سهام : لو ابن حلال وبيحبك بجد عمره ما هياثر فيه حاجه زي دي
لاقيس : يا رب يا امي يا رب
سهام : يلا يا حبيبتي نامي وارتاحي والي فيه الخير ربنا يقدمهولك
لاقيس : حاضر تصبحي علي خير
لتخرج سهام من الغرفه لترفع يديها بالدعاء من اجلها ما ان خطت باب غرفتها واغلقته : يا رب يا بنتي يسعدك ويهنيكي ولو كان فيه الخير ليكي يقربه منك يا رب ويفرحني بيكي يا رب.....
بعد لف دام الثلاث ساعات توجهه لشقته الخاصه التي داوم علي المجيء اليها منذ ان كانت معه بها بعد ان تملك منه الارهاق الشديد من كثره التفكير ليدخل متخبطاً اليها وما ان فتح الضوء لتحدق عيناه بزهول نحو هذه القابعه داخل شقته تنظر له بهيام وكانه قد سكب علي رأسه دلواً من الناء البارد ليغمض عيناه ويفتحها اكثر من مره لعله يفيق من زهوله ولكن دون جدوي انها هي بنفس الهيئه ونفس الشكل وهذه الهاله المحيطه بها من العظمه والجمال الصارخ لا لم يعد يحتمل كل هذا انه جن بالفعل
جياد : انتي انتي بجد انتي حقيقه لاااااااا بقي في ايه
نائله : ايوه انا انا نائله انا حقيقه مش خيال انا هنا فعلا....
بعد أن إلتقينا بعد كل هذا العذاب والإشتياق .... هل ستكونين لي ...؟
هل ستكونين مليكتي وأميرتي ..؟
أم ان بعد اللقاء ... سنشرب من نهر الفراق....