الفصل الرابع ( الجزء الاول ) : شيء غير متوقع
_______________________
تعــالى حبيبي..... لــ أسمعك بعض همسي
فـــ كـــل الأشيــــاء بـــــدونــك تبـــدو جــوفــــاء
أعــــانــق طيفـــك و تــدمع عينى مــن الأشـــواق
فــ أنـــا كلــي مصــابه بـــك ..... حـــد الإمتــــلاك
تعـــالــى لـــ نطـــــوي مســافـــــــات الـبـعـــــاد
تعــــالــى لــــ نـبنــى بـيـتــا صغيـــرا لــ قلـوبـنــــا
بيـتــا مــن الـحـــب ... و الـحـنـــان ... و الأمـان
عـجـبــاً لــ حـبــــك كـيـــف إسـتــوطـن بــ قـلـبـــى
و جنـيــت ثمـارة حبـاً فاق إحسـاس كــل العشـــاق
حبك حلم تغلغل بــ اعماقى وأشعل جمر الاشتياق
حبك نبض ساكن بــ قلبى أعاد له الحياه والإحساس
تعـــالــى و إرحــــــم قـلــوبـنـــا مــن نــار البعــاد...
تنهد باستغراب ورفع رأسه لها تطلع لها وهي جالسة امامه على احدى الطاولات في مطعم على الكورنيش و قال بضحكة صغيرة :
- مش مصدق اننا التقينا بعد 4 سنين و اتغيرتي اوي كده.
بادلته الضحكة و اجابته :
- اتغيرت من ناحية ايه يعني.
وضع يده اسفل فكه و تمتم بابتسامة بسيطة :
- من ناحية كل حاجة..... الشكل واللبس حتى طريقة كلامك اتغيرت بقيتي تتكلمي بهدوء كده و بتلبسي فساتين بدل البناطيل و وشك رغم انه لسه طفولي زي زمان بس عليه ملامح النضوج.
اختفت ابتسامتها و احتلت مكانها نظرة كبرياء و هي تهتف بغرور :
- و احلويت اكتر مش كده.
ضحك برجولية ليقول :
- دلوقتي اتأكدت ان طبيعتك لسه متغيرتش غرورك و كبرياءك و نظرة التمرد اللي فعينيكي لسه زي زمان يا انسة سارة.
ابتسمت بثقة و تمتمت :
- تؤ مش انسة...مدام سارة.
حالة من الهرج و المرج سادت داخله ليهمس بدون وعي :
- انتي..... اتجوزتي ؟!!
اومأت ببطئ و اردفت :
- هههه ليه كنت فاكرني مش هتجوز ولا ايه...رفعت يدها اليسرى و أرته الخاتم على اصبعها و تابعت بابتسامة :
- بص اهي انا اتجوزت من شهرين تقريبا كنت عايزة اعزمك بس قلت عدى وقت طويل واكيد مكنتش هتفتكرني.
اجابها و قد ضغط على يده بقوة :
- فعلا انتي كنتي غايبة عن بالي و قدرت اتعرف عليكي بعد صعوبة طبعا لأني ناسيكي.
رفعت حاجبيها وهي تحدجه بنظرات استنكار :
- كويس ، المهم انا لازم اروح دلوقتي مبسوطة لاني شوفتك مرة تانية عن اذنك.
وقفت و اخذت حقيبة يدها استدارت وكادت تذهب لكنه وقف وقال :
- انتي ايه اللي جابك هنا ؟ على حد علمي بيتك بعيد عن المكان ده. ولا هههه بيتك انتي وجوزك قريب من هنا.
ابتسمت و التفت له لتقول بنبرة عادية :
- ايوة . عن اذنك.
غادرت وبقي جاسر يتطلع لها لا يدري لماذا لكنه شعر بضيق وغضب عارم عندما اخبرته بأنها متزوجة ربما تعتبرونه جنونا لكنه يشعر بأنها ملكه و عليها تجنب صنف ادم بأكمله....!!
زفر بضيق وحدث نفسه :
- وانت مالك ما تتجوز ولا انت كنت فاكر انها هتفضل بنت صغيرة و مش مسؤولة و محدش يستحملها و بعدين انت بتحب ورد بس قلبك و عقلك ملك لورد و مفيش واحدة هتشغل بالك غيرها.
_______________________
اما هي فبمجرد ابتعادها عنه وضعت يدها على قلبها مغمظة عيناها تتنفس بعمق كأنها كانت تركض في احدى السباقات.... رؤيتها له اليوم ذكرتها بماضيها معه و المواقف التي جمعتهما معا يالله كم هو متعب شعور الحب من طرف واحد و كم تؤذي الذكريات التي لا تقودنا الى للتهلكة.
ابتسمت بحزن و هي تتذكر كلامه " الشكل واللبس حتى طريقة كلامك اتغيرت بقيتي تتكلمي بهدوء كده و بقيتي تلبسي فساتين بدل البناطيل حتى وشك رغم انه لسه طفولي بس عليه ملامح النضوج...... هههه بس طبيعتك متغيرتش غرورك و كبرياءك و نظرة التمرد اللي في عينيكي لسه موجودة.... " ، كيف يعلم بأن طريقتها في التصرف و اللباس تغيرت لكن حبها الفاشل له لم يتغير كانت تعتقد انها نسته لكنها ادركت انه لم يغب عن بالها ولا لحظة . نظرت ليدها اليسرى و حدثت نفسها بصوت منخفض :
- النهارده عرفت الوجع اللي انت بتعاني منه كنت مستغربة ازاي في واحد بيفضل يفتكر حبيبته و متعلق بذكرياتهم سوا و مينساهش مهما عدى الوقت انا جربت الشعور ده و فعلا بيوجع صعب انك تنسى حد كان فيوم من الايام النفس اللي بتتنفسه ، تنهدت بحرارة و اكملت طريقها و بعد وقت قصير وصلت لاحدى العمارات صعدت للطابق الثاني و رنت الجرس ليفتح الباب.
نظر لها و قال بنعاس :
- انتي اتأخرتي ليه.
دفعته بخفة ودلفت وهي تقول بملل :
- كنت بعدل دبلة خطيبة حضرتك يا اخي العزيز بعد ما قالت انها كبيرة على صباعها و اهي على قياسها بالضبط يا محمود.
ابتسم بسعادة و سحب الدبلة من بنصرها وهو يقول بلهفة :
- الله حلو اوي شكرا يا سوسو تعبتك معايا.
سارة بحنان :
- تعبك راحة يا حبيبي . امك فين.
تجهمت ملامحه و قال بحزن :
- في الاوضة قاعدة لوحدها زي العادة ومش راضية تكلم حد....بعد ما بابا طلقها و رجعها بفضلك لانك زنيتي عليه بقت هادية و ممتنة ليكي فاكرة لما اعتذرت منك على تصرفاتها و بابا كمان اعتذر منك كنت فاكر اننا هنعيش في سعادة من غير زعل بس للاسف بابا مات بعد شهور و رجع الحزن تاني.
هزت رأسها و مقتطفات سريعة من الماضي تعود لها تذكرت عندما غادرت منزل جاسر وكم كانت مكسورة و اعترفت لشقيقها ووالدها بأنهم لم تكن متزوجة مثلما ادعى الاخر و عكس ظنونها تفهم والدها الأمر...تذكرت عندما عادت زوحة والدها و اعتذرت عما بدر منها من قبل و كيف خيم الحزن على المنزل بعد وفاة والدها و انتقلوا للعيش في شقة ميسورة الحال و تحسنت الاوضاع نوعا ما و تناست ما حصل في الماضي و اليوم عندما رأت جاسر ارادت استفزازه و الاثبات له بأنها مثل اي فتاة طبيعية تحب و تتزوج لذلك نقلت الدبلة لاصبعها دون ان ينتبه و أرته اياها....
افاقت من شرودها على كلام محمود :
- سارة يابنت روحتي فين.
هزت رأسها يمينا و شمالا قائلة :
- انا هنا بس كنت بفكر هعمل ايه عشا.
محمود :- اااا ماشي اعملي اللي عايزاه انا مش هاكل اصلا.
سارة بخبث وهي ترفع احدى حاجبيها :
- عندك موعد عشا مع حد تاني ولا ايه هاااا.
ضحك بخفة و اجابها :
- تمااااماااا كبرتي و بقيتي ذكية و بتفكري.
ضيقت عيناها ثم وكزت كتفه قائلة :
- طول عمري ذكية يا استاذ و يلا ابعد من وشي حالا احسن اطلع جناني عليك.
شهق و رفع يداه بطريقة كوميدية وهو يردد بصوت عالي :
- اسف يا باشا و ابنبي يا باشا مش هعملها تاني غلطنا ومنك السماح.
علت صوت قهقهاتها عاليا وهو معها لتضيف نوعا من الفرح على هذا المنزل الكئيب.....
________________________
وقت الغروب.
تململت في فراشها و استدارت له تدفن وجهها في صدره العاري بكسل فابتسم و همس وهو يمرر يده على ظهرها بنعومة :
- وحشتيني . معرفش ازاي قدرت استحمل بعدك عني لاكتر من شهر يا لينو.
ابتسمت لين و اجابت بخفوت :
- المهم اننا مع بعض دلوقتي.... انا بحبك اوي يا اياد و تعبت من بعدك عني و حاليا الفرحة مش سايعاني عشان انا جنبك و فحضنك.
تنهد و قبل شعرها الاسود الناعم و تمتم :
- ربنا يخليكي ليا انتي و نور الصغننة وحشتني بنت الايه.
ضحكت لين و تشدقت ب :
- ما انا قولتلك روح شوفها على ما اجهزلك للاكل و انت مرضيتش.
اياد بخبث وهو يزيح الغطاء عنها :
- لا انا مكنتش هصبر عليكي و بعد كلامك ده اا....
قاطعته وهي تنهض وتلف الغطاء على جسدها وتقول بضحكة خجل :
- انت سافل و انا مش هقعد اسمع كلامك.
توجهت للحمام و صزته العالي يتبعها :
- يابنت استني تعالي اقولك.....هههه اللي يشوفك مبيصدقش اننا متجوزين من سنين و عندنا بنت كمان بس بحبك والله.
سمع صوت ضحكاتها من داخل الحمام وهي ترد عليه :
- وانا بحبك يا إيدو.
______________________
فتحت زجاج النافذة لتطالع السماء المظلمة و القمر يتوسطها و النجوم حوله ابتسمت بوهن و تمتمت :
- انا ليه حاسة بحاجات غريبة حاسة اني هلاقي حاجة مهمة كنت مضيعاها بقالي يومين عايشة احساس غريب معرفش ايه هو.... انا وعدت نفسي انسى الماضي و ذكرياته مش عايزة اي حاجة ترجع منه لاني هتعب...هتعب اوي
في صباح اليوم التالي.
خرج من سيارته و اتجه للشركة بكل هيبة و رجولية دلف و نهض جميع الموظفين واقفين يرحبون به و الفتيات تهمسن بخفوت وهي تنظر له بنظرات عاشقة ولهانة فيبتسم بتهكم و يزداد غروره ، دخل لغرفة مكتبه و غرق في عدة ملفات مهمة يجب مراجعتها لم تمر دقائق حتى طرق الباب و اذن بالدخول...
دلف سالم و قال باحترام :
- صباح الخير يا فندم.
رعد بانشغال :
- صباح للنور..... عايز ايه.
حمحم وفتح الملف الذي بيده لتظهر عدة اوراق وضعها امامه و اردف :
- ده ورق المتعينين جديد و محتاجين امضاء حضرتك.
- بعدين يا سالم انا مشغول دلوقتي.
هتف بها في ضجر فأردف الاخر :
- يا بيه المتعينين مبيقدروش يشتغلو قبل ما...
قاطعه بنفاذ صبر :
- خلاص هات الورق....وضعه امامه و بدأ بقراءة معلومات المتوظفين و يوقع عليهم بسرعة ثم رفع رأسه و قال بجدية وهو يوقع :
- المتوظفين دول متمكنين من الشغل ولا...
سالم بتأكيد وثقة :
- ايوة حضرتك بس في بنت جت من فترة صغيرة و اتعينت في قسم المتدربين لانها لسه متخرجة جديد و اسمها....
قاطعه و هو يوقع دون ان يرى الاسماء :
- مش عايز اعرف المهم الشركة يكون فيها احسن موظفين ده اللي بيهم يلا خد.
اخذ سالم الورق مبتسما بعملية :
- شكرا لحضرتك ، عن اذنك.
هز رأسه و لشار له بالخروج و بعد مغادرته اخذ هاتفه و طلب رقم اياد آمرا اياه ان يأتي هو وجاسر للشركة بسرعة بسبب وجود اعمال متراكمة يجب عليهم اكمالها . زفر بضجر و غمغم :
- اظاهر ان اليوم ده هقضيه في الشركة.
_______________________
في الملجأ.
كانت تعبث في هاتفها عندما رن فتحت الخط قائلة بانتباه :
- ايوة استاذ سالم.
رد عليها الاخر :
- اهلا ياست المتدربة تقدري تجي الشركة النهارده و تبتدي شغل اتمنى متتأخريش.
نهضت سيليا و هتفت بسعادة :
- لا مش هتأخر نص ساعة و اكون عندك.
اغلقت الخط و ارتدت ملابسها باستعجال لكن فجأة سمعت صوت بكاء الاطفال وصراخهم هرعت للخارج و سرعان ما انتفضت بصدمة وهي ترى حنان واقعة على الارض مغمى عليها !!
_____________________
ستووووب انتهى البارت
اكتر لحظة حلوة
اكتر لحظة مؤلمة
رايكم ؟ توقعاتكم ؟