الثلاثون

52.7K 1.1K 22
                                    

الفصل الثلاثين : مساعدة مثيرة للشك
_______________

ترى هل هناك حبا أو عشقا غير الذي أعرفه
واعيش نبضاته وحياته ولوعته وروعته منذ أن أحببتك ..
هل هناك حبا لا اشتياق فيه ولا حنين
حبا ليس فيه الم البعد ولا لهفة اللقاء والوصال
ولا لهفة عين لروية الحبيب .
كما اعيش كل ذلك منذ أن أحببتك ..
هل هناك حبا يختلف عن الحب الذي فنى كل وجودي
وغير كل تفاصيل حياتي
حتى أصبحت لا أرى سواك
ولا اسمع غير كلماتك
ولا اشتاق لغير عيناك
منذ أن أحببتك ..
إذن لماذا .... ؟ او ربما هناك بالفعل حبا ليس فيه كل ما ذكرت
ولكنني لا أعرفه ولم أسمع به بعد.

دلف مسرعا لغرفتها وجدها تنتفض برعب و تحاول النهوض فجلس بجوارها و همس :
- سارة.

نظرت له و كان وجهها مبللا من كثرة الدموع و فجأة و بدون مقدمات و لصدمته القت رأسها على صدره و امسكت قميصه وهي تهتف بصوت متقطع :
- ك...كنت هموت....كنت هموت يا جاسر هو اا...

قاطعها بتنهيدة حارة :
- شششش خلاص انتي ف أمان دلوقتي انا معاكي متخافيش.

شددت على حضنه و اغمضت عيناها كانت تشعر بأمان عجيب وهي في حضنه....امان لم تعشه منذ وفاة والدتها ، ابتسمت و قالت بخفوت :
- خلاص انا كويسة.

ابعدها عن حضنه و نظر لها :
- متأكدة...اقصد يعني متأكدة جدا.

سارة باستغراب :
- ها متأكدة بس ليه بتسأل كده.

ابتسم بتلاعب و اردف :
- عشان انتي بتعيطي و بتاخدي ف الاحضان و خايفة زي البنات.

جزت سارة على اسنانها ووكزته في كتفه بغيظ :
- انت رخم على فكرة و دمك يلطش.

- عارف يا برعي.
قالها بضحكة مستفزة و نهض غادر الغرفة فصرخت بغيظ :
- عاااا مستفز ، ابتسمت بحزن عليه فهي تدرك جيدا انه يحاول اخفاء جرحه وراء قناعه الزائف لقد سمعت جلال وهو يعترف بكل حقارة كيف قتل زوجته و طفلته بالتأكيد هذا الشخص لا يمت للانسانية بصلة.

مسحت دموعها و ضحكت فجأة عندما تذكرت كلام جاسر " خايفة زي البنات " فقالت :
- ههههه حتى انا مش مصدقة اني اتخليت عن شخصية البرعي لدقايق و عيطت قدامك بس مش عارفة ليه حسيت ب احساس غريب وانا فحضنك...بس كان احساس جميل.

ادركت ما تقوله فهزت رأسها يمينا و شمالا و نهرت نفسها بشدة :
- سارة ايه اللي بتقوليه ده ميصحش حتى لو اتعلقتي بيه بس متنسيش انه بيعشق مراته لحد دلوقتي.

_________________

بعدما غادر جاسر اتجه ل احدى المقرات التي تتم فيها صفقاتهم دلف لغرفة معينة ليجد اياد جالسا و ينظر للفراغ بشرود ، جلس بجانبه و تمتم بحدة :
- جلال قدر يهرب مني...كنت هقتله بس هرب ف اخر لحظة.

تنهد اياد بضيق :
- انتى هنخلص من موضوع ابن ال****** ده قرفلنا حياتنا.

في هذه اللحظة دخل رعد طالعهم و غمغم بجدية :
- ال ***** جلال ملوش اثر شكله طلع برا الاسكندرية.

زفر جاسر و صرخ بنفاذ صبر :
- الحيوان ده جاب اخره معايا هنلاقيه فين دلوقتي.

رعد بحدة وهو يجلس امامه :
- انت لو عرفتني قبل ما تروحله مكنتش هسيبه يهرب بس هقول ايه متسرع طول عمرك.

اياد بضحكة :
- على اساس انت اللي مش متسرع يا شبح يابني ده انا بخاف منك لما تتنرفز بتبقى عامل زي اسمك ههههه.

ضحك جاسر و لم يستطع رعد منع ابتسامة صغيرة من الظهور على وجهه فقال :
- مجانين والله ، نظر لساعة يده ثم نهض و قال :
- انا رايح و رجالتي هتابع موضوع جلال و هيلاقوه.

خرج و اتجه الى القصر بعد مدة وصل و صعد لجناحه وجد سيليا جالسة تقرأ احدى الروايات فحمحم لتنتبه له و اردف بتهكم :
- شايفك قاعدة و مريحة.

رفعت رأسها و اغلقت الكتاب بهدوء :
- امال اعمل ايه.

اقترب منها وهو ينظر لها بدقة اخافتها :
- انتي قولتي من اسبوع انك هتنزلي البيبي و لسه معملتيش كده اوعى تكوني فاكرة اني هنسى لا يا مدام انا صبري قليل فتعملي اللي انا عايزه والا هتصرف بنفسي.

سيليا بارتباك وهي تنهض واقفة :
- ده الموضوع اللي كنت هكلمك فيه...اانا بقيت مستعدة و هعمل اللي انت عايزه.

- امتى يعني.
هتف بها فتابعت :
- بعد يومين...هاخد موعد مع الدكتورة بعد اذنك طبعا.

مط شفتاه بعدم اكتراث و تمتم وهو يتجه للحمام :
- مش مهم طالما هنخلص من القصة اياها.

راقبته بغضب وهو يبتعد اصبحت اللن متيقنة من انه لن يتنازل عما يريده وهي ايضا لن تتنازل عن طفلها.

فجأة رن هاتفها برقم مجهول عقدت حاجباها بتعجب وهتفت :
- مين ده اللي بيرن عليا... الو.

جاءها صوت غريب :
- اهلا وسهلا ازيك يا حبيبتي.

- حبيبتي !! انت شكلك غلطان في الرقم.

ضحك بصوت عالي و تشدق ب :
- لا يا سيليا مش غلطان بس مكنتش متوقع انك هتنسي صوتي....انا جلال يا حبيبتي.

فتحت عيناها بصدمة وهي تردد :
- جلال ! انت جبت رقمي منين و اا...

قاطعها جلال بثقة :
- مش صعب احصل على رقمك المهم مش ده موضوعنا...انا عارف انك عايزة تهربي و هساعدك.

بلعت ريقها بارتباك و تمتمت بتلعثم :
- ااا...انت ع...عرفت ا..ازاي اني عايزة اهرب.

قالتها وهي تعتقد ان جلال يعلم بحملها فقال :
- ما انا بقولك متسألنيش بعرف ازاي انا على علم بكل حاجة.

نظرت سيليا لباب الحمام ثم خرجت من الغرفة و نزلت للمطبخ ، هتفت بهمس :
- انت ليه عايز تساعدني.

جلال :- اممم اعتبريها تحدي مع الشبح انا عايز اقهره و انتي هتكوني المستفادة.

صمتت لوهلة تفكر من الممكن ان يكون هذا فخ منه او حتى من الشبح ليوقعها . حمحمت و تمتمت بشيء من الحدة :
- انا مش محتاجة مساعدتك.

جلال بتهكم ساخر :
- ليه خايفة من زعل جوزك.

- اه.
قالتها بعدم مبالاة فأردف بمكر :
- و ياترى هتفضلي خايفة عليه كده لو عرفتي انه السبب ف الحادث اللي اتعرضتيله و اتعميتي 5 سنين .... !!

________________
ستووووب انتهى البارت
تحليلكم للبارت و اسفة على تأخره هنزل بارت اضافي بالليل باذن الله

العشق الاسودWhere stories live. Discover now