22

52.4K 994 11
                                    

الفصل الثاني والعشرون ( الجزء الثاني ) : غير متوقع !!

_______________________

لطولِ بُعْدكِ شُقَّ القلبُ وانفطرا
وما رَمَيْتِ بشيءٍ يُذهِبُ الكدرا
عشرونَ يومًا وما جَفَّتْ محاجرهُ
لفرطِ ما سالَ دمعُ العينِ وانهمرا
يُطاردُ الوهمَ علَّ الفكرَ يشغلهُ
وينسجُ الشَّعرَ مهمومًا ومُنكسرا
ويقطعُ الليلَ أو ليلٌ يُقَطِّعهُ
ما عاد يدركُ من يا حزنهُ انشطرَا
يقتاتُ من ذكرياتِ الوصلِ قافيةً
ليجعلَ البيتَ رغمَ الحزنِ مزدهرا
وترسمُ الحُلمَ فوق الصدرِ أمنيةٌ
ليبرأَ القلبُ إذ ما وجهها ظهرا
عشرونَ يومًا وصدٌّ منكَ يرهقهُ
ويسقطُ الدمُ من شريانهِ مطرا
عشرونَ يومًا وبعدٌ منكَ يذبحهُ
يبكي ويصرخ: لااااا.. ما عدتُ مصطبرا
عشرونَ يوما وما رقتْ هواتفهُ
واحتارَ فيهِ ضعافُ القومِ والأُمُرا
عشرون يومًا وما كَلَّتْ عزائمهُ
يدعو على أملٍ أن يُرْجِعَ القمرا
تبكي عليهِ عيون الناس في ألمٍ
حتى القصائدُ شُجَّتْ في فم الشُّعَرا
الداءُ فيهِ مهولٌ لا شفاء لهُ
من ذا يحنُّ إذا ما قلبهُ احتضرا!
من ذا يصافحُ مسكينًا بلا سندٍ
أو من يمدّ يدًا تُطفي به الشررا
كل الأكفِّ التي مُدَّتْ لنجدتهِ
انفضَّ منها بذاتِ الوقتِ وانكدرا
اُنْظُرْ إليهِ.. جراحُ الهجرِ تملؤهُ
ويتركُ الغمُّ في وجدانهِ أثرا
اُنْظُر إليهِ.. همومُ الأرضِ تغمرهُ
والحزنُ فيهِ تفشى بعدُ وانتشرا
اُنْظُر إليه.. على "الجوال" يمسكهُ
ما رنَّ يومًا ولو كي يسألِ الخبرا
اُنْظُر إليهِ.. شقاءُ العالمينَ بهِ
زخَّ المدامَ على الأطلال وانفجرا
يا من تركتِ فؤاد الصَّبِّ في هوسٍ...
الذنب ذنبكِ إن ماتَ منتحرا....

انتفضت بخفة وهي تفتح عيناها و تتنفس بقوة و قطرات العرق تتصبب على وجهها لفت انظارها في المكان وجدت نفسها مستلقية على سرير ابيض و كل ما يحيط بها ابيض و رائحة الادوية تغزو الغرفة ، نظرت ليدها وجدتها ممسكة بالخاتم الذي اعطته لها الممرضة فجحظت عيناها بفزع و همست :
- رعد !

نهضت جالسة في نفس اللحظة التي دخلت فيها لين و عندما رأتها دنت منها تسألها بقلق :
- سيليا انتي كويسة ؟ ارتاحي شويا.

تمتمت بخوف و كأنها تحدث نفسها :
- رعد.... رعد قلبه وقف... رعد سابني...

انتصبت واقفة و هي تترنح امسكت لين كتفها قائلة :
- سيليا انتي لسه تعبانة ا...

قاطعتها بصراخ هستيري :
- رعد فيين انا عايزة رعد !!

انتفضت من صرختها و هتفت وهي تطمئنها :
- اهدي اهدي رعد كويس متخافيش..... قلبه رجع يدق الدكاترة انقذوه و عدى مرحلة الخطر.

نظرت لها سيليا بدموع :
- انتي مش بتكدبي صح ؟

هزت رأسها بابتسامة مؤكدة كلامها فتنهدت سيليا بعمق يالله لقد شعرت بانسحاب روحها وهي ترى حبيبها قريب من الهلاك شعرت بأنها تعاصر نوعا اخر من الموت وهي تشهد على توقف قلب من هو السبب في استمرار دقات قلبها !!

العشق الاسودWhere stories live. Discover now