مر أسبوع علي مكوثي في نيويورك قبل تحديد موعد زفاف كات بعد شهر ومنذ تم ذلك ونحن في عجلة من كل شيء ، نستيقظ باكراً كل يوم لنلتقي بالمنظر ذاته
أغراض وصناديق في كل زاوية من زوايا المنزل إنه حرفياً يعج بالفوضي
نحن - أنا وكات وإيمي - الآن في مركز التسوق للتبضع منذ بداية النهار
كات تمسك بقائمة التسوق وتسير أمامنا ، أنا وإيميلي خلفها نحمل العديد من الحقائب
تسأل كات عن كل غرض ونحن نتفقد إن كنا جلبناه أو لا
" مستحضرات التجميل "
تم
" الأحذية "
تم
" السترة التي رأيتها من قبل وأعجبتني "
تم
" هدية فريدي "
ليس بعد
" يجب أن نذهب لمتجر المجوهرات لأشتري هدية فريدي "
" كات بحق الإله اجعليها يومًا آخر ، مازال لديكِ بعض الأشياء لجلبها " ترجيتها
" لا سننتهِ من كل القائمة اليوم ، مازال لدي دعوات الزفاف وإكمال ابتياع ملابسي وتجربة فستان الزفاف وأغراضكما أيضاً لم تشترياها بعد "
أخذت تعد مهامها
اقتربت منها قائلة " تتصرفين كالأميرة وهذا لا يعجبني "
ذهبنا إلي متجر المجوهرات لتوصي كات بطلب خاص لأجل فريدي
إنه تقريباََ نفس الوقت وكذلك نفس المتجر الذي ساعدته فيه علي ابتياع هدية لچيچي ونفس متجر فساتين الزفاف الذي رافقته إليه مازال هناك
كل شيء مازال علي حاله ولكن نحن من تغيرنا ، أحياناََ أتساءل مع كل الإختراعات التي قاموا بها ألم يتمكنوا من إبتكار خاصية لمحو ذاكرة الإنسان ؟ أن تكون مؤقتة كذاكرة الهاتف
ولكن أعود لأقول أنها نعمة في نفس الوقت لكي يتذكر الإنسان من أهانه ويتعلم من أخطائه فبعضهم لا يستحق الغفران
انتهينا وعدنا للمنزل ، ألقيت بالأغراض علي الطاولة ثم توجهت لغرفتي لأخذ قسط من الراحة
مستيقظة بعد فترة لإعداد جدول الغد والمساعدة في ترتيب بعض الأشياء
اليوم التالي
أشعر بالآسي علي إيمي التي ستعاني من كات بمفردها لبعض الوقت ، تركتهما قليلاً لأذهب في مهمة خاصة وبالطبع كات لم تفلتني قبل أن أقسم لها أنني سأنضم إليها لاحقاً
تواصلت أمس مع هايدن وطلبت مقابلتها ، اتفقنا علي الإلتقاء في مقهي للتحدث قليلاً
وصلت هايدن بعدي بفترة ، استقمت لأحييها ثم جلسنا نتحدث إن كنت سأصنف هايدن فهي صديقتي بالمراسلة ، نحن لا نتحدث كثيراً بالضرورة ليس لأننا لسنا مقربتين لتلك الدرجة ولكن هناك أوقاتاً كل ما تحتاج إليه هو شخص خارج الإطار لتأخذ رأيه وأنا كنت ذلك الشخص بين تايلر وهايدن
" كيف تسير حياتك مؤخراً ؟ "
" أظن أنها تسير علي نحو أفضل ،ماذا عنك؟ " أجابت بابتسامة راضية
" لا يمكنني أن أكون أفضل من هذا إن صديقتي ستتزوج " أجبت بمرح
" حقاً!! مبارك لها ، سررت للغاية عندما علمت بقدومك "
" كذلك سررت برؤيتِك ، لقد طلبت رؤيتك لسببين أولاً اشتقت لكِ وبشدة وأردت أن أتمنى لكِ عيد مولد سعيد شخصياً ولكن هناك أحد يتمناه لكِ قبل الجميع " التقطت الحقيبة التي كانت إلي جانبي علي الطاولة ثم أعطيتها إياها
فتحتها لتري هدية عيد مولدها من تايلر ، لم يكن تايلر من جلبها أنا من فعلت أظن أنني أحاول رد القليل لـ تايلر ، لم يكونا علي وفاق مؤخراً بسبب عمل تايلر الدائم فكرت أن أستغل المناسبة لأفعل هذا
" أعلم أنكِ تفضلين أن يعطيكِ إياها بنفسه لقد تمني تايلر ذلك أيضاً وأشتاق لكِ بشدة تعلمين أنه يفعل كل هذا لأجل حياتكما سوياً وأعلم أيضاً أنه ليس ذنبك أن لا تريه لكل هذة المدة ، صدقيني سينتهي كل هذا قريباً كما وعدك تايلر ، لذا رجاء تحدثِ إليه ابدأي أنتِ هذة المرة "
مسحت علي يديها بلطف بينما أنظر بعينيها لقد استشعرت الكثير من الأحاديث التي أرادت قولها ولكنها قبلت بصمت
"هيا افعليها الآن "
التقطت هاتفها بتوتر واتصلت به .. أجاب بعد الرنة الأولي
" كيف حالك تايلر ؟ "
" وأنا أيضاً بخير "
" نعم لقد أصبحت كهلة " ضَحـِكَت أثناء قولها
الإستماع لمحادثة من طرف واحد ليس سيئاً للغاية ، رؤية الصورة غير كاملة أحياناً يحتوي علي بعض الغموض وقليل من الحب مع مساحة من الخصوصية
من الرائع رؤيتهم يتصالحون ..
انسحبت تاركةََ هايدن لتتحدث بأريحية ، راسلت كات لأتفقد العنوان مجدداً
ناظرة في الهاتف بدون وعي بالطريق بينما أراسل كات اصطدمت بأحد فوقعت حقيبتي ، انحنت تلتقط الحقيبة لأجلي
" آسفة للغاية ، هل أنتِ بـ .. "
" نــورا " ابتسمتْ باشتياق وفي المقابل أنا أحدق غير مصدقةًََ
أعلم أن العالم صغير ولكن ليس لهذة الدرجة .
العاشرة مساء نفس اليوم
انتهينا من التسوق اليوم وعدنا إلي المنزل مرهقات
" لقد متُ بالفعل ، كيف سأكمل حتي نهاية الشهر " كات تذمرت باكية بطفولية
" سيختفي كل هذا عند وصولك للحظة المرادة ، لن تشعري بشيء سوي السعادة " قلت لترسم شبح ابتسامة علي ثغرها
" لنرتب الأغراض ثم ننام " قالت إيمي بينما تخرج محتويات الحقائب
" لندع هذا صباحاً أريد النوم الآن " قالت كات
" حسناً "
" أتريدين النوم أيضاً؟ " سألت إيمي
" ليس حقاً " أجبت
" إذاً سأعد شيئاً نشربه بينما نتصفح ونقرر ما علينا ارتداؤه " قالت إيمي
" حسناً ولكن ماذا عن الأغراض؟"
" إنها حاجيات كات لندعها ترتبهم بطريقتها في الصباح"
" اممم ، جيد سأعد أنا شيئاً بينما تحضري الحاسوب " قلت لإيميلي ثم ذهبت للمطبخ
بينما أنتظر غليان الماء رن هاتفي وكان تايلر المتصل
---
" مرحباً تايلر كيف الحال "
أجبت بحماس
" بخير وأنتِ ، هل حدث معكِ شيء؟ "
استفهم
" حتي الآن لا ، هل تصالحت تماماً مع هايدن؟ "
تنهدت
" إلهي لا أعلم ماذا أقول "
صمَت قليلاً
" ماذا حدث؟ هل تشاجرتم أثناء الحديث؟ "
تركت الغلاية جانباً
" لا لم أقصد هذا ، عنيت أنني لا أعلم كيف أشكرك ، عندما أخبرتني هايدن بشأن هدية عيد مولدها بدوت كالأحمق ولكن تداركت الموقف "
أظن أنه يضحك علي نفسه
" لم أستطع إطلاعك علي الأمر مسبقاً "
قلت بينما أذيب السكر
" لا بأس بهذا ، شكرا لكِ "
" توقف عن شكري أنا لم أفعل شيء ، لقد جعلتها تحدثك هذة المرة ولكن في المرة القادمة سأقف في صفها أنا أحذرك ، تايلر صدقاً عليك الوفاء بوعودك يجب أن تأخذ إجازة لأجلها "
" أحاول نورا ليس وكأن الأمر بيدي "
" بل هو كذلك ، أنت لست بقليل تايلر إنها إجازة لعينة ، يمكنك ترك العمل هناك والعودة إلي هنا ، لديك خبرة ودراسات عليا ،أكبر مشفي سيقبل بك ، يمكنك جني المال والمستوي الإجتماعي إن بقيت هناك ولكن ستفقد من تفعل كل هذا لأجلها
علي أي حال إنها حياتك وأنت من عليه الإختيار "
---
أنهيت حديثي مع تايلر بعد قليل ثم توجهت الشرفة لأجد إيمي تستكشف الأزياء الرائجة
وضعت الصينية جانباً ثم جلست
" هل لديكِ أي أفكار ؟ " سألت بينما تقلب الصور بتركيز
أرتني بعض الثياب التي وجدتها مناسبة لي وظللنا نبحث أيضاً عن شيء مناسب لها لأنها لا تريد ارتداء فستان بل تريد بذلة - jumpsuit -
احترنا في لون ثيابنا الموحدة بين الزهري الفاتح والأزرق اللازوردي ، حددت بعض الملابس التي يمكنني الإختيار منها لاحقاً وتركتها تبحث عن غايتها
استذكرت ما حدث سابقاً نهار اليوم عندما قابلت ناتالي ، لقد قالت الكثير
قالت أن كل شيء تبدل أنها بلا سبب لم تعد تري زين وليست علي تواصل معه الآن ، انقطع عن المقهي تماماً وبعد ذلك تركت هي العمل هناك
شُل لساني عندما سألتني عنه وأخذت تعتب عليه طالبةً مني أن أوصله لزين ، لم أستطع سماع الكثير بشأنه فقطعت حديثها بإخبار أنني أيضاً لست علي تواصل معه بعد
بدت مندهشة تماماً مما قلته وسألت " كيف ؟ أنتما مقربان للغاية "
لم أرد أيضاً التحدث كثيراً فأخبرتها " سافرت إلي لندن لإستكمال دراستي وتعلمين بعد ذلك ، لكل شخص مشاغله "
بدوت جادة ورغم ذلك لم تبدُ مقتنعة بهذا السبب ، غيرت الحديث بدعوتها لزفاف كات بَارَكْتَ ولكنها اعتذرت لأنها تخطط للذهاب إلي لندن للمشاركة في عرض أزيائها الأول ، كانت سعيدة بالتحدث عن عملها الجديد ، يبدو أنه ما كانت تبحث عنه .
في تلك المدة القصيرة التي قضيتها هنا قابلت أشياء كثيرة تذكرني به
" لا ينقصني سوي رؤيته فقط " تهكمت
" ماذا؟ "
لقد نسيت أن إيميلي مازالت هنا
" لا شيء سأخلد للنوم " ذهبت إلي غرفتي
بطريقة أو بأخري تمنيت فعلاً أن أري زين مجدداً وأن يعلم أنه ظلمني ليترجي أن أسامحه ولكن لن أغفر له ، سأتركه يتجرع من نفس الكأس
سأنتقم منه .
⚉⚉⚉