أحببت حبيبة ابني

By Wedad_Jalloul

932K 27.7K 9.1K

لا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبي... More

مقدمة
طلب
لقاء
شعور غريب
بريئة وساذجة
خطة خبيثة
أيتها النكرة
أُريدُ شفتيكِ
ملكي لوحدي
العلاقات الحميمة
فخ
قرار صادم
سُلطانة خديجة
أعترف لكم
مكائد
سوف تتبدل الأدوار
أنتَ الشر بذاته .. دق قلبها لأجله
وعد
حقائق
كلمة ضمان
هل تقبلين الزواج بي
لقد قبضوا عليها
تأجيل النطق بالحكم
لدي الدليل
أنا لا أستحقكِ
أنتِ لستي عذراء
إعترافات أب
الشيطان ثالثنا
النهاية

أيتها العقيمة

19.1K 748 198
By Wedad_Jalloul

كان جالساً في غرفته والأفكار تتضارب بعقله، يكاد يموت ليعلم ماحقيقة طلاقها ومامعنى كلمات خالته التي وجهتها لابنتها في ذلك اليوم، يريد فقط أن يعلم الحقيقة وماهذا السر المخفي، هو لا يعلم لما مهتم لأمرها ولا يعلم لما تشغل باله وعقله في كل دقيقة وكل ثانية، كل مايفكر به هو قصتها وكل مايتخيله هو صدمتها ودموعها ونظرة الانكسار التي دائماً موجودة في عينيها منذ ذلك اليوم الذي نطقت جميلة كلماتها على مسامعهم جميعاً، لا يعلم ما الذي يحدث له عندما ينظر في عينيها، قلبه يطرق بعنف ويتمنى لو أنه يحتضنها ويطبطب عليها ليخرجها من هالة حزنها.

لقد كانت أمام عيناه ولكنه لم يكن ينظر لها إلا بنظرة عادية جداً ولا يعتبرها سوى ابنة خالته، فما الذي يحدث معه الآن؟ ما الذي تغير به ليصبح هكذا متعلقاً بها ومتمنياً قربها في كل مرة يراها بها؟ أيعقل بأنه معجبٌ بها أم أنه يحبها أم أنه يشفق عليها ويرى نفسه بأنه لابد أن يقف بجانبها ليساعدها كواجب عليه؟ أم ياترى هل من الممكن بأنه لربما هو بحاجة لها كونه تعرض لمأساة كبيرة في الحب وقد خسر خطيبته السابقة والتي أصبحت زوجة والده الآن! لا لا إن كان يفكر بحنين بهذا الشكل وبأنه بحاجة لها لكي تنسيه الماضي فهو لن يدخل بهذه اللعبة نهائياً، لن يجرح مشاعر فتاة ليس لها ذنب ويتقرب منها تحت مسمى الحب، فهي أيضاً تعرضت إلى مأساة كبيرة جعلتها تجفل من فكرة الارتباط مجدداً وتخاف أيضاً.

نعم إياس نسي سارة ولم يعد يكن لها المشاعر فهي أصبحت زوجة والده وسوف تنجب له أخت صغيرة من والده فمستحيل أن يفكر بها بعد الآن، نسيها ولكنه لم ينسى ماحدث في الماضي، لم ينسى مافعله به والده، لم ينسى كيف تخلت عنه وتركته.
حسناً إن كان هو لم ينسى إلى حد الآن فكيف سيكمل طريقه؟ كيف سيستطيع أن يحب ويتزوج دون الشعور بالذنب؟ كيف سيثق بأي فتاة بعد الآن ياترى؟ هل ياترى حنين هي أهلاً للثقة! هل تراها ستعوضه وسيستطيع أن يعوضها هو أيضاً بالمقابل؟! هل ستبادله المشاعر وتظل بجواره إلى الأبد أم أنها ستتخلى عنه هي أيضاً؟!

ولكن الآن إن كان يحبها أم لا يجب عليه أن يعلم ماقصتها وماهذا السر الذي لم تستطع أن تفصح عنه.
تنهد بحدة ليصدر صوت هاتفه معلناً عن وصول رسالة إليه وقد كانت من رامي طالباً منه أن يأتي إلى تلك الشقة الصغيرة لكي يجتمعون كالعادة، نهض فوراً ليغير ثيابه ومن ثم توجه إليهما.

------

بعد قليلٍ من الوقت كان هجرس ورامي وإياس مجتمعون ثلاثتهم في تلك الشقة الصغيرة، الصمت كان حليف المكان وكل واحد منهم يمسك بكأسه ويرتشف منه بين الحين والآخر وكأن هموم الدنيا قد حطت على رؤوسهم هم الثلاثة.

كل منهم كان يفكر فيما يشغل باله فإياس طبعاً تعلمون بمن يفكر ورامي كان يفكر بتلك المشكلة التي حدثت بينه وبين أحمد والتي لم تكن من النوع المعتاد نهائياً، بل كانت مشكلة كبيرة وقد وصلا للضرب لولا أن هجرس تدخل وأبعدهما عن بعضهما، نعم ياسادة مازالا يكرهان بعضهما البعض ولا يطيقان بعض.

حسناً سبب مشكلة رامي وأحمد كانت بسبب ملاك أو بالأصح بسبب تصرفات رامي مع ملاك، كانا يتشاجران وكان رامي يصرخ ويهزأ بملاك لإنها خرجت من المنزل في وقت متأخر لإن صديقتها قد دعتها على حفلة خطوبتها، والخطأ كان من ملاك إذ أنها لم تخبر رامي وإنما أخبرت أحمد فقط وهو بالمقابل جعل أخته تذهب بمفردها لمكان الحفل وقد قال لها بأنه هو سيخبر رامي وسيطلب من رامي أن يذهب ويعيدها إلى المنزل.

وبسذاجة منها كانت قد صدقت شقيقها وفعلت مثلما أمرها وذهبت بمفردها إلى الصالة بهذا الوقت المتأخر، حسناً أحمد ليس بالنذالة البالغة لكي يترك أخته الصغيرة تمشي بمفردها في الطريق وفي المساء لذلك كان ورائها خطوة بخطوة وانتظرها إلى أن عادت إلى المنزل وأيضاً كان ورائها خطوة بخطوة.

للصراحة هو فعل كل ذلك لكي يخلق مشكلة بين رامي وملاك وبالفعل هذا ماحدث، فأحمد لم يخبر رامي بشيء ولم يطلب منه أن يعيد ملاك إلى المنزل لإنه بالأساس لا يحدثه ولا ينظر لوجهه كحاله هو.

وعندما عادت ملاك إلى المنزل بمفردها لم يكن أحمد قد دخل ورائها فوراً وكان رامي منتظراً إياها في منزلها والشر يتطاير من عينيه إذ أنه علم من والدتها بأنها خرجت ولإنها لم تخبره فسوف يكون حسابها عسير جداً.

حالما دخلت حتى قابلها بالصراخ والتهزيئ ولم يدعها تبرر نهائياً، وبدخول أحمد إلى المنزل كان قد سمع رامي كيف يصرخ ويهزأ بملاك لذلك لم يحمله عقله إذ أنه يصرخ على أخته الصغيرة وقد تدخل بالقصة فوراً وبدأ الصراخ والشتائم بينهما ولم تستطع ملاك ووالدتها أن يبعداهما عن بعضهما لذلك وصل هجرس بالوقت المناسب واستطاع أن يبعدهما عن بعضهما.
من بعدها قام هجرس بتهدأة الوضع قليلاً ولكن أحمد كان ومازال ينظر لرامي بحدة وتوعد ولكن رامي لم ينظر له بل كان غارقاً بأفكاره وندمه إذ أنه أوقع نفسه بمشكلة كبيرة مع ملاك وهزأها دون أن يفهم منها شيء.

ملاك حزنت كثيراً من رامي وتوجهت فوراً إلى غرفتها حالما وصل هجرس وبدأت بالبكاء المرير مما جعل رامي يود لو أن يلكم نفسه ومما جعل أيضاً أحمد لو أنه يستطيع أن ينقض على رامي لإنه أبكى أخته.

حسناً ياسادة لقد وصل أحمد إلى مبتغاه وقد أوقع رامي بمشكلة مع أخته ولكنه صدقاً لم يكن يتوقع أن تسوء الأمور إلى هذا الحد وتبكي أخته بحرقة، ولكن بالنسبة له هكذا أفضل فلتشتعل أكثر ولتكبر الأمور بينهما أكثر فهذا يجعل العلاقة تصبح في حالة توتر ولربما تنتهي خطبتهما وهذا مايسعى له أحمد ومايتمناه أيضاً.

أما عن هجرس فهو أيضاً يفكر بما حدث معه فبعدما هدأت الأمور بين أحمد ورامي قليلاً، طلب هجرس من رامي أن يسبقه إلى الشقة ويحدث إياس لكي يلحقه أيضاً وهو بالمقابل سوف يلحقه بعد قليل، وما إن خرج رامي من المنزل حتى بدأ الصراخ بين أحمد وهجرس وقام هجرس بتهزأة أخيه لإنه يعلم بأنه هو وراء هذه المشكلة مما جعل من أحمد يغضب أكثر ويحقد على رامي أكثر.

-------

بعدها خرج هجرس من المنزل وغضب الدنيا كلها به لتأذن الصدفة ويقابل لمى زوجته السابقة في المبنى، رأته كيف يهبط على السلالم وهو غاضب لذلك لم تحبذ فكرة أن تحدثه أو أن ترمي السلام عليه حتى.
حالما رآها أمامه حتى ناظرها بغضب الدنيا كلها وحدثها بصراخ:

"وأنتِ ماذا عنكِ ها، هل ستظلين هكذا أيتها الغبية"

نظرت له بصدمة وابتلعت ريقها لتقول بخفوت:
"هجرس مابك لم أقترب منك أو أحدثك أبداً، لماذا تتحدث معي بهذه الطريقة"

كز على أسنانه ليقول بغضب:
"هذا مايجعلني في حالة قهر أيتها اللعينة، أتعلمين شيء أنتِ تافهة وأخي تافه، كلكم تافهين"

ترقرقت عيناها بالدموع ولم تجيبه ليردف لها بصراخ:
"ابقي على ما أنتِ عليه أسمعتي، ابقي في منزل أهلكِ طوال حياتكِ، هذا ما سيجلبه لكِ عنادكِ عندما تطلبين مني الطلاق أيتها العقيمة"

أنهى جملته بغل و حدة ولم يكترث لحال تلك المنكسرة والمسكينة ليخرج من المبنى متوجهاً إلى الخارج تاركاً ورائه أنثى احترق فؤادها وكيانها بسبب كلماته الجارحة التي رماها على مسامعها.

-------

ثلاثتهم مهمومين ومقهورين ولا يعلمون كيف سيصلحون ما ارتكبوه من أخطاء، للصراحة أنا ومن وجهة نظري فهجرس هو أكثر شخص أخطأ بحق من يحبها ومشكلته كبيرة أيضاً إذ أنه لم يكترث لحالها عندما رمى تلك الكلمة الجارحة على مسامعها، هو أصلاً لعن نفسه وشتم وهزأ بنفسه لإنه تحدث معها هكذا، لم يكن يعي شيء ولم يعلم كيف تحدث معها بهذه الطريقة، علماً بأنها لم تفعل له شيء ولا ذنب لها بشيء فلما كل تلك النذالة والوقاحة؟!

ظل هجرس ساكن وهادئ كحال رامي ليكسر إياس الصمت ويقول:
"حسناً هل ستظلان هكذا صامتان! ماذا يحدث معكما"

تنهد رامي ليقص على إياس كل ماحدث وبالمقابل إياس لم يعجبه تصرف رامي لذلك قام بمعاتبته ونصحه بأن يحل الأمر بشكلٍ سريع ولا يأبه لكلام أحمد.
بينما هجرس قد طلبا منه أن يتحدث ولكنه لم يتفوه بحرف، ظل ممسكاً بالكأس وهو مستنداً بيديه على فخذيه وشارد الذهن وعيناه ممتلئة بالدموع، تنهد إياس بضيق ليقول:

"يارجل ما الذي يحدث معك لما أنت مكتئب إلى هذا الحد"

وجه هجرس نظره إلى إياس وعيناه تترقرق بالدموع وأيضاً لم يتحدث ولم يجيبه.

في الحقيقة اثناهنا قلقا عليه من هيئته وشكله وجموده فهذا شيء لا يبشر بالخير، وللصراحة لقد راودهما الشك بأن سبب اكتئابه هذا هو لمى، ومن دون سابق إنذار تحدث رامي:

"هل رأيت لمى"

نظر له هجرس بحدة ليقول:
"وما شأنك أنت"

ابتسم رامي بخفة ليقول:
"لا شأن لي كما تشاء ولكن اكتئابك لا يأتي إلا بسببها ونحن نعلم بهذا الشيء"

أخفض بصره ونظر للأرض فقد أحس بغصة، يريد أن يبكي ولكن ليس أمامهما، لم يستطع كبح دموعه لذلك هبطت دمعتان على وجنتيه مما جعل من إياس ورامي في حالة صدمة، فهجرس كان ومازال قوي الشخصية ويخفي ألمه وراء بروده وجموده، لأول مرة يشاهدان دموع هجرس وهذا ليس بالشيء السهل.

ابتلع غصته وهو مازال على وضعه ليقول بنبرة مهزوزة:
"لقد هزأتها وقلت لها بأنها عقيمة، لقد أفرغت طاقة غضبي بها وهي لا ذنب لها"

جحظت عيناهما مما سمعاه فآخر ماكان يتوقعاه من هجرس أن يعيّر لمى لإنها عقيمة ويذكرها بعجزها.
تحدث إياس بعتاب:
"لما فعلت هكذا ياهجرس ماذنبها هي"

مسح دموعه بعنف ليقول:
"لا أعلم وجدتها أمامي وأفرغت كل ذروة غضبي بها، أنا أحبها وأريد استعادتها ولكن وبعد كل الذي قلته لن تقبل بالرجوع إلي"

ابتسم رامي بسخرية ليقول:
"هي بالأساس لم تقبل بأن تعيش معك وهي عقيمة وطلبت الطلاق لأجلك وأنت بدورك تخليت عنها بعد أن مللت منها والآن تريد استعادتها ياهجرس"

نظر له ببرود وأعين دامعة ليشيح بوجهه للجهة الأخرى ومعالم وجهه تتخللها الألم والحرقة.
نظر له رامي بحزن كذلك إياس ليتنهد كل منهم بحرقة ويقضوا سهرتهم بجو مليء بالحزن والاكتئاب وكل منهم يبكي على ليلاه.

-------

صباح اليوم التالي
كانت سارة جالسة في رواق المستشفى وبرفقتها سامح، كانت ممسكة بيده ومشتبثة به وخائفة، اليوم يجب أن تكشف على وضع الطفلة وتطمئن عليها، كان سامح يهدأها ويطمئنها بكلماته الحنونة والعطوفة وداعياً لربه بينه وبين نفسه أن تكون طفلته على مايرام وتكتمل فرحته بقدومها، ثواني ودخلت سارة إلى الطبيبة بينما سامح ظل منتظراً إياها بالخارج وقلبه يطرق بعنف من القلق والخوف.

مضى قرابة الربع ساعة ومن ثم خرجت الطبيبة لتتنهد بقوة بينما سامح نهض بسرعة وتحدث بلهفة:
"ها طمئنيني كيف حالها"

تحدثت الطبيبة بتلقائية:
"الوضع طبيعي إلى حد الآن ولا يوجد شيء جديد، الحمد لله مازالت نبضات قلب الطفلة تعمل وبما أنه لم يحدث نزيف إلى حد الآن فهذا شيء يدعي للاطمئنان وبإذن الله سوف تكون الأمور على مايرام"

لمعت عيناه بالفرح ليتحدث بلهفة:
"حسناً هذا يعني بأنه لا يوجد خطر على كلتاهما وكل الأمور بخير"

أجابته بهدوء:
"إلى حد الآن لا يوجد شيء خطير ولكن نسبة نجاة الطفلة وقدومها بخير 60 بالمائة، فأن يحدث نزيف وفي شهرها الخامس بسبب سقوطها فهذا شيء ليس بالهين وبإذن الله ستكون أمورها مطمئنة، لا تقلق ياسيد إن أراحت نفسها وفعلت مثلما قلت لها ستكون كل الأمور بخير"

حرك رأسه موافقاً ليقول بلهفة:
"إذاً الأهم بأن لا تجهد نفسها أليس كذلك"

حركت رأسها موافقة بابتسامة لتقول:
"وأن تكون نفسيتها جيدة ومرتاحة فقط هذا"

ابتسم بوجهها ليقول:
"أها حسناً حسناً"

توجهت الطبيبة إلى عملها بينما سارة خرجت بابتسامة محبة ليبادلها سامح الابتسامة ويحتضنها ليقول:
"لاتتعبين نفسكِ صغيرتي هكذا قالت الطبيبة"

نظرت له لتقول:
"سأبقى أنا صغيرتك حتى بعد أن تأتي طفلتي أم ماذا ياترى"

مرر أنفه على أنفها ليتحدث بهمس:
"ستبقين صغيرتي ومدللتي وحبيبتي حتى لو أنجبتي لي عشرة أولاد"

تحدثت بعبوس:
"عشرة أولاد سامح وهل تراني قطة مثلاً"

ابتسم باتساع ليقول:
"بالطبع قطة فلو لم تكوني قطة لما تزوجتكِ"

ابتسمت بخجل ليطبع قبلة سطحية على شفاهها مما جعلها تشعر بنفسها وتشعر بالمكان الذي هما فيه.
تحدثت بخجل مبتعدة عنه:
"لازلنا في المستشفى سامح ولسنا في المنزل"

همهم لها بمكر ليحرك رأسه موافقاً لتردف له بحماس:
"أريد أن آكل آيس كريم"

ضحك ضحكة رنانة ليقول:
"تأمريني ياصغيرتي"

ابتسمت باتساع ليتوجهان إلى وجهتهما بحيث أن سارة طلبت من سامح أن تمشي قليلاً فهذا شيء جيد لها كما قالت لها الطبيبة، وكما نعلم السيد سامح لا يرفض طلب لصغيرته لذلك بدأ بالسير معها حيثما شائت وأيضاً اشترى لها الآيس كريم كما طلبت.

وبينما كانت تأكل الآيس كريم ابتسمت بمكر لتقرب الآيس كريم خاصتها من فم سامح على أساس أنها تريد أن تطعمة علماً بأنه اشترى له واحدة أيضاً، نظر لها باستغراب ليبتسم من بعدها ويقترب ليأكل منها وكلما اقترب أبعدت يدها وهي تضحك بطفولية، نظر لها بحنق ليدير وجهه عنها بغرور لتقف مقابلة له وتقول بدلع:

"سامح حبيبي لا تحزن كنت أمزح فقط حسناً هيا الآن حقاً سأطعمك هيا"

مدت يدها لتطعمه من الآيس كريم خاصتها ليقترب ويأكل، وبحركة مشاغبة منها قربت يدها بالآيس كريم لتلطخ له أنفه وفمه ومن ثم تراجعت لترى منظره المضحك وتضحك عليه بصخب بينما هو ينظر لها ببرود، انفجرت ضاحكة أكثر من ذي قبل لإن مظهره حقاً مضحك ليحرك رأسه موافقاً بتوعد وينظف فمه وأنفه بالمنديل الورقي.

ابتسم في وجهها ببرود بينما هي مازالت تضحك عليه ليسحبها إليه ويبدأ بتلطيخ وجهها بالكامل بالآيس كريم مما جعلها تصرخ وتضحك وهو أيضاً بالمقابل يضحك لضحكتها.

----------

لم ينم الليل وهو يفكر بها وبقصتها، يشعر وكأنه مقيد ولا يعلم من أين يبدأ، خائف من إعادة سؤالها عن قصتها فتحزن وتعود إلى اكتئابها فهو لم يصدق متى عادت إلى طبيعتها قليلاً، تنهد بضيق لتلمع فكرة في رأسه ويتذكر شخص لربما يساعده لذلك توجه فوراً له بسرعة البرق لعل وعسى يعلم ما قصة حنين.

----------

في ذلك المنزل الكبير نوعاً ما
كان جالساً في الصالة وهو يقلب في ألبوم الصور الخاص به وبزوجته السابقة، في كل صورة يراها يقف عندها ليتذكر موقف جميل معها يختلف عن سابقه، يشتاقها ويحن لها، مازال يحبها ولكنه لن يسامحها أبداً على ما اقترفته من ذنب، ترقرقت عيناه بالدموع ليتنهد بضيق من بعدها وينظر للاشيء بجمود، دقائق وسمع صوت رنين الجرس ليخفي الصور فوراً ومن ثم نهض ليفتح الباب وإذ به يرى إياس امامه، عقد حاجبيه باستغراب وتعجب ناصر كثيراً من مجيئه  إليه ولكنه ما لبث حتى استقبله بابتسامة ودودة وأدخله منزله.

كان الصمت حليف المكان لمدة لم تكن بالقصيرة، للصراحة ناصر تعجب كثيراً من وجوده والآن زاد الطين بلة بصمته هذا، حمحم ناصر ليقول:
"لقد شرفتني يا إياس ولكن هل لي أن أعلم ما سر هذه الزيارة الجميلة"

نظر له إياس ببرود ليقول:
"أريد أن أعلم ما سر طلاق حنين"...

"ولعلها حينَ أرادها الله أن تأتي مُتأخِرة
تأتي أعظمُ وأكرم مما لو كانت قد أتت باكِرة"

_______________________

السلااااام عليكم

شو رأيكم بالبارت ؟!

رأيكم برومانسية الخطير سامح ؟!

رأيكم بكلام هجرس مع لمى وهل ياترى رح ترجعلوا بحسب توقعاتكم ؟!

أكيد لي عملوا أحمد مو شي حلو صح ؟!

برأيكم إياس رح يعرف بقصة حنين من ناصر ؟!

توقعاتكم + اقترحاتكم

دمتم بأمان الله ❤

Continue Reading

You'll Also Like

41.2K 1.4K 12
متزوجان ويحبان بعضهم بجنون ويغاران على بعضهم بعضا بشدة لا يدعها تخرج مع احد وهي تتشاجر معه عند ذهابه لعمله وتحاسبه على كل دقيقة يقضيها خارج المنزل ا...
21.5K 572 20
يا ترى مادا سيحذت لفتاة المدينة المدللة عندما تجبر على العيش في القرية في بيت الآغا ،هل سيكسر غروروها ،هادا ما سنعرفه في روايتنا الجديدة
335K 26.9K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣