أنا لا أستحقكِ

20.7K 749 256
                                    

أووه يا إلهي أجد صعوبة في التحدث والكتابة عن الذي حدث ومر معي، حسناً لقد خرجت براءة بعد أن قدم عمي عماد الأدلة الجديدة، كما أنه وبعدما سمع جميع العائلة ذلك التسجيل الصوتي كانوا قد صدموا جميعاً مما سمعوه من حديث جيداء وراغب، إذ أنهم لم يصدقوا بأن حقدها وهوسها بسامح سيوصلها إلى فعل هذه الأفعال الدنيئة، والصدمة الكبرى كانت من نصيب تمارة فهي لم تصدق ماسمعته ولم تكن لتعلم بأن راغب سوف يظل على حبها إلى وقتنا هذا.
في يومها ذهبا سامح وخديجة إلى عمي عماد وأعطوه التسجيل ومن ثم قدمه للمحكمة، حينها قبضوا عليها وعلى خلود وتمت محاكمتهما، بالنسبة لجيداء وبما أنها متورطة بمقتل زوج تمارة وهي من كانت وراء قتله وتوريطي بقصة المخدرات فقد حكموا عليها بالسجن لمدة ستة عشر عاماً، بينما خلود فقد حكموا عليها بالسجن لعام واحد وذلك نظراً لمشاركة جيداء بقصة توريطي بالمخدرات.

في الحقيقة لست شامتة بهما ولكنني فرحة إذ أن الله أخذ لي حقي منهما لإنني تعبت كثيراً بسببهما، حسناً أنا لم أكرههما وإنما كرهت تصرفاتهما وكرهت الذي فعلتاه بي، أعلم بأن كل واحدة منهما كان لها دافع للإنتقام مني ولربما كان دافعهما مقنع، إذ أن جيداء فعلت كل ذلك للحفاظ على سامح ولتتملكه وحدها بينما خلود قامت بمساعدة جيداء فقط لإنها حاقدة علي ولإن إياس لم يبالي بها وبحبها وإنما اختارني أنا، لا أنكر بأنهما تستحقان مايحدث لهما الآن ولكن أيضاً أنا أحزن عليهما كثيراً.
عندما خرجت من السجن كنت في حينها أشعر بالسعادة إذ أنني سأعود إلى أحضان زوجي، كنت متعبة كثيراً ولم أكن أريد شيء سوى أن أرتمي في أحضانه لأنعم بالدفئ والراحة، كم اشتقت له واشتقت لكل شيء يتعلق به. عندما رأيته لم يكن سامح الذي أعرفه نهائياً، كان بارد وجامد ونظرة الألم ظاهرة في عينيه، لم أكن لأفهم ماذا يعني بنظراته تلك ولكنني أيقنت بعدها بأنه كان متألم من أجلي كثيراً، وأيضاً يشعر بالندم والمعاناة إذ أن كل ماحدث معي ظن بأنه كان بسببه.

في الواقع أنا لم أكن أفكر بهذا الشكل نهائياً ولم يخطر على بالي هذا الشيء أبداً وإنما كل ماكنت أفكر به هو أن أعود إليه لكي أرتمي في أحضانه فقط، لقد أتعبني بعده عني كثيراً ولكن ما أتعبني اكثر هو عدم نسيانه لـ الذي حدث وتعامله معي عندما خرجت من السجن وعدت إلى المنزل:

Flash back:

لم يكن مثلما عرفته صغيرته عندما رآها، كان عندما يراها وفي أي وقت كان وجهه يبتسم بسعادة وحب، ولكن في يومها لم يكن يبتسم ولم يستقبلها سوى بنظرة الألم، جميع العائلة كانوا مجتمعين في منزل سامح عندما خرجت سارة وقد رأت الجميع وفرحوا جميعهم لخروجها من السجن وعودتها إليهم، حقاً وجودها بينهم أشعرهم بالسعادة والراحة، كما ان الجميع كانوا فرحين لإن جيداء قد أصبحت في السجن فهم بنظرهم يعتبرون بأنها تستحق ماهي عليه في وقتها، حتى إياس علم أخيراً من هي والدته وقد رأى بأنها لا بد من معاقبتها كي لا تصب جنونها مرة أخرى على فتاة ليس لها ذنب، لن ننكر بأنه شعر بالحزن تجاه والدته إذ أنها خسرت كل شيء ولكن هذا عملها وخطأها وها هي تدفع ثمن خطأها الفادح.

أحببت حبيبة ابنيWhere stories live. Discover now