بريئة وساذجة

32.9K 926 205
                                    

نظر لوالده بصدمة وهو عاجز عن الكلام ولم يستطع التفوه بحرف، فقط ينظر إلى والده الذي تكسوه ملامح البرود والجمود، ظل ينظر له بقوة ليحاول أن يعلم أهو حقاً يتحدث بجدية أم أنه يمزح! ولكنه اكتشف بأنه حقاً يريده أن يتركها لإن ملامحه لاتدل على المزاح بل تدل على الإصرار والجدية، استفاق من صدمته ليبتسم إياس بسخرية ليقول:

"أبي ما الذي تقوله أنت"

تنهد سامح بحدة ليقول وهو يرفع حاجبه:
"كما سمعت أريدك أن تنهي علاقتك معها"

ابتلع ريقه بصعوبة ليقول:
"لماذا هل رأيت شيء خاطئ بتصرفاتها أو بأخلاقها أو ماشابه"

بلل سامح شفتيه ليقول:
"لم أرى شيئاً عليها ولكنها لا تناسبك"

بدا على إياس معالم القلق والخوف ليقول:
"حسناً إذاً لماذا تريدني أن أتركها وكيف هي لاتناسبني"

زفر سامح بقوة ليقول بصرامة:
"انتهينا إياس ستفعل ما أمرتك به"

نظر له إياس بجمود ليبتلع ريقه ويقول:
"وأنا لن أتركها مهما حدث"

كز سامح على أسنانه ليحدثه بصراخ:
"أيها الأحمق لما لا تفهم أنا أريد مصلحتك"

تحدث إياس باستنكار:
"مصلحتي بأن تبعدني عن حب حياتي أليس كذلك"

تنهد سامح بحدة ليحرك رأسه بتوعد ويقول بنفاذ صبر:
"حسناً إياس افعل ما شئت اغرب عن وجهي الآن هيااا"

أنهى جملته بصراخ ليحرك إياس رأسه موافقاً ويخرج من غرفة أبيه تاركاً إياه بنار مشتعلة في داخله، هو لن يستسلم وسيفعل أي شيء حتى يفرقهما، لا يعلم إن كان من أجل أن يكسب سارة أم لا! كل مايعلمه بأن هذه الفتاة إن حدث وتزوجت من ابنه ستشكل خطراً كبيراً عليه وعلى قلبه.

--------------------------

في ذلك المنزل الصغير نوعاً ما، يجلس كل من الشبان الثلاثة يتسامرون ويتحدثون ولكن إياس لم يكن معهم نهائياً، كان جالساً برفقة أصدقائه المقربين واللذان هما هجرس ورامي، هما صديقاه المقربان ولكنهما ليسا بنفس عمر إياس وإنما إياس هو أصغر شاب بينهم، وطبعاً يختلف كل منهم بشخصيته عن الآخر وحتى بالعمل فهم مختلفون، حسناً لنعرفكم قليلاً عن صديقنا هجرس والذي حكايته حكاية، هجرس يبلغ من العمر سبعة وعشرون سنة، لديه شركة كبيرة للاستيراد والتصدير، استلمها بعد والده الذي توفي منذ ثلاثة سنوات، يعيش برفقة والدته وشقيقه الأصغر منه بأربعة سنوات والذي يدعى أحمد وشقيقته الصغيرة والتي تصغره بستة سنوات وتدعى ملاك، حسناً سأحدثكم عن صفاته ومن ثم عن وضعه العائلي، شاب قوي البنية بطول فاره، عيناه خضراء وبشرة حنطية مائلة للسمرة، خصلاته البنية ولحيته الخفيفة والتي تعطيه مظهراً جذاب، وبالنسبة لوضعه العائلي فهو كان متأهل وقد انفصل عن زوجته منذ سنة ونصف، هي صديقة طفولته وقد تربيا سوياً وهم جيران أيضاً وقد تقربا من بعضهما بشكلٍ ملحوظ وتزوجا من بعدها منذ ثلاثة سنوات ونصف ولكنهما انفصلا عن بعضهما بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، لم يكن لديه أي مانع بعدم إنجابها بل كان متمسكٌ بها لأبعد حد ولم يعيّرها ولكنها هي لم تستطع بأن تفرض عليه هذا الوضع ولم تتحمل برؤيتها له وهو يتعذب بسببها لذلك ظلت تعاند وتطلب منه الطلاق إلى أن استسلم لقرارها وطلقها بناءً على طلبها.

حسناً وقد عادت إلى منزل أهلها حزينة ومنكسرة وبقلبٍ منفطر ولكن طبعاً كان كل ذلك من صنع يدها، كان يهدأها ويحدثها ويقوي عزيمتها بالله ويقول لها بأنه سيحاول بأن يجد لها علاج ولكنها لم تأبه له وظلت تعانده إلى أن طلقها فهي لا تريد أن تظلمه معها، كل ماتريده بأن تخرج من حياته بهدوء ليمارس حياته مع إنسانة مكتملة ولديها القدرة على الإنجاب وإعطاءه أبسط حقوقه، في آخر فترة تفاقمت المشاكل بينهما كثيراً وأصبح يهزأها كلما جلبت له سيرة الطلاق لينتهي بهما المطاف بصراخ هجرس عليها وبكائها منه ومن وضعها الذي هي به، لا ينكر بأنه يشتاقها ويحن لها كثيراً ولكنه تعب جداً منها ومن عنادها لذلك استسلم وطلقها، في كل مرة يراها في المبنى أو يلمحها قلبه يكاد يخرج من مكانه، يناظرها دائماً بجمود وبرود ولكن داخله براكين ستنفجر، بينما هي عندما تصدفه وتراه تنظر له مطولاً بانكسار ولكنه هو كبريائه يمنعه من أن يحادثها أو يقف معها حتى لذلك يرحل تاركاً إياها بقلب مفطور، زوجته تدعى لمى.

حسناً والآن سأعرفكم قليلاً على صديقنا رامي، هو شاب بالخامسة والعشرين من عمره، يكبر إياس بسنتين، متخصص في مجال هندسة الديكور، حياته مبسطة كثيراً ومرح كثيراً بحديثه وشخصيته، عيناه بلون العسل الصافي، شعره البني الداكن، طوله المتوسط، بنيته اللابئس بها، بشرته الخمرية ولحيته الخفيفة جداً، لديه شقيقة تدعى يارا وتصغره بعشرة أعوام، يحبها ويدللها ويجلب لها كل ماتريده، يعيش برفقة والديه بسعادة، حسناً سأخبركم بأمرٍ مهم هو يعشق شقيقة هجرس ولكنه لم يتفوه بحرف ولم يعترف لها بذلك نظراً لمشاحاناته التي تكون مع أحمد شقيق هجرس، لا يتطايقان نهائياً ولا يتحدثان مع بعضهما أبداً وكلما رأيا بعضهما تحدث مشكلة بينهما، هما هكذا منذ زمن بعيد ولا يعلم كل من الآخر لما لا يتطايقان ولا يستطيعان رؤية بعضهما أو الاحتكاك ببعضهما، يعلم بأنه ليس عذر بأن لا يعترف لها بحبه بسبب مشاكله مع شقيقها ولكن لا يعلم لما لا تأتيه الشجاعة، حسناً إليكم أمر آخر والذي هو أن ملاك أيضاً تحب رامي منذ زمن ولكنها لم تعترف بهذا السر لأحد ولا تريد الاعتراف لأحد، فقط هي منتظرة اعترافه هو لها بحبه ودائماً ماتدعو بأن يبعث لها الله بالخير والسعادة برفقته.

لقد أطلت بالحديث حسناً يارفاق إليكم في المهم.

كان إياس بغير عالم وغير دنيا، يحاول أن يقلب كلام أبيه في عقله، يريد أن يعرف ماسبب نفوره من فكرة خطبته لسارة وهو كان مرحب بالفكرة ودعمه جداً في قراره، لم يعد يفهم شيء، لا يريد أن يخسرها وبنفس الوقت لا يريد أن يحزن والده، لم يستطع أن يتحمل كلام أبيه الذي نزل عليه كالصاعقة وصراخه عليه لذلك خرج من المنزل بأكمله ليتوجه إلى هذا المنزل وينتظر هجرس ورامي في هذا المنزل الصغير الذي قد استأجروه ثلاثتهم ليقضون به أوقات فراغهم، ليس بالأفعال البذيئة وإنما باللهو والضحك والمرح ولعب الورق عندما يكون معهم شريك رابع، ممم حسناً وأحياناً الشرب وبالأخص هجرس.
لاحظ كل من رامي وهجرس حاله وشروده ليحمحم هجرس ويقول:

"ما بك إياس لما يبدو عليك الكآبة، هل حدث معك شيء"

ضحك رامي ليقول:
"يارجل بما أنك ستظل شارد الذهن هكذا لما اتصلت بنا لنأتي"

تنهد إياس بقوة ولم يتحدث ليتعجب كليهما من حاله ليقول هجرس:
"إياس تحدث مابك هل حدث شيء بينك وبين خطيبتك"

ابتسم إياس بسخرية لينظر له ببرود ويقول:
"والدي يريدني أن أتركها ولا أعلم لماذا"

تعجب الاثنان من قرار والد إياس ليقول رامي:
"ولكن والدك يريدها لك ولم يعترض عندما خطبتها"

همهم له إياس ليقول:
"أجل هذا كان في السابق ولكن الآن لا أعلم ما الذي قلب موازينه، حقاً لا أفهمه"

تنهد هجرس بقوة بينما رامي امتعض ليقول هجرس:
"حسناً حاول بأن تفهم منه لماذا يريدك أن تتركها، مؤكد بأن هناك سبب لذلك"

تحدث إياس بسخرية:
"سألته ولم يجبني وفي آخر الحديث صرخ علي ولا أعتقد بأنه يريد أن يحدثني"

تحدث رامي:
"لا لا عزيزي إياس يجب عليك أن تظل ورائه حتى تعلم ما السبب وإن كان هناك سبب مقنع لتركها عندها ستتركها لإن والدك يريد مصلحتك، أما إذا كان لا يوجد سبب فلا ترد على كلامه ولا تتخلى عن حبك"

وافقه هجرس الرأي بينما إياس ابتسم بمكر ليقول:
"انظرو من يتحدث، قلت لي لا أتخلى عن حبي أليس كذلك"

نظر له رامي بحنق ليقول بغيظ:
"إياس هيا قم وحرك مؤخرتك اللعينة واجلب لنا مشروب هيا هيا"

ضحك كل من هجرس وإياس على حديثه لينهض ويجلب المشروب ويقضون سهرتهم باللهو والمرح ناسياً إياس تلك القصة التي حتماً ستتعبه وترهقه فيما بعد.

_______________________

مضى أسبوعين على حياة أبطالنا ولم يحدث شيء جديد سوى أن هجرس قد ذهب إلى والد إياس ليحاول أن يعلم لما لا يريد أن يستمر إياس بخطبته مع سارة، ومع كل الإصرار والحديث الطويل من هجرس لم يستطع أن يفهم على السيد سامح أو يعلم لما هو معارضاً للفكرة، تعجب كثيراً من حالته ولم يعلم كيف سيتصرف أو ماذا سيقول لإياس، غير ذلك السيد سامح لم يحدث إياس منذ ذلك اليوم ولم يحتك به، يعامله ببرود وجفاء تاركاً ابنه بقلبٍ مشتعل وحزين.
أيضاً مازالت علاقة إياس مستمرة بسارة ولا يوجد أية مشاكل بينهما، حسناً إياس تغير قليلاً مع سارة فهو لا يحادثها سوى قليلاً ولم يجلبها إلى منزل أهله منذ ذلك اليوم وهذا ماجعل من سارة تتعجب كثيراً من تصرفاته، حاولت أن تعلم ما الذي يشغل باله ولكنها لم تستطع أبداً ولم يحدثها إياس بطلب أبيه لإنه يعلم أنها ستحزن ومن المحتمل بأن تنهي علاقتها به هي بنفسها راحلة عنه بهدوء دون أن يحدث أية مشاكل.

كما أن السيد سامح حدث زوجته وطلب منها بأن تقنع إياس بفكرة إنفصاله عن سارة وقد تعجبت كثيراً من تقلب مزاجه ولم تفهم عليه لماذا يريده أن يبتعد عنها، وأيضاً تحدث مع ماسة وطلب منها بأن تقنع إياس بذلك ولكن ماسة لم ترد على أبيها بل حكت لإياس بما قاله لها أبيها وهذا ما جعل من إياس بحالة فظيعة وحانقة من والده.

______________________

في المساء وتحديداً عند الساعة السادسة مساءاً
بعدما عاد السيد سامح إلى منزله وتناول غدائه برفقة عائلته وبجوٍ مشحون، صعد لغرفته لكي يأخذ قيلولة ومن بعدها نهض ليغتسل ومن ثم ارتدى ثيابه الرسمية وتوجه بصمت إلى وجهته.

دخل عليها ببرود وجمود لتنظر له بتعجب ولا تنكر بأنها شعرت بالخوف من مجيئه إليها، ابتسمت له بخفة لتقول:

"أهلاً بك عمي"

نظر لها مطولاً ليسرح بملامحها ويبتلع ريقه بصعوبة، حمحم ليقول ببرود:
"أغلقي الصيدلية والحقي بي إلى السيارة سنذهب إلى مكانٍ عام ونتحدث يا سارة"

تعجبت من الفكرة وتملكها الخوف لتقول بتوتر:
"ما الأمر عمي هل هناك شيء"

ابتسم من عيناه ليقرب وجهه منها ولم يفصل بينهما سوى بضع إنشات لتبتلع ريقها وهي وتنظر له بتوتر بينما هو قال بهمس:

"لا تتأخري عن الدقيقتين"

ابتعد عنها ليناظرها ببرود ويخرج لينتظرها في السيارة بينما هي لم تعلم كيف تتصرف وما الذي يريده منها، زفرت بقوة لتوضب أغراضها وتخرج من الصيدلية وتغلقها ومن ثم توجهت إليه وركبت بجانبه ليناظرها بصمت وبرود ويتوجه بها إلى وجهته.

في ذلك المطعم الراقي لأصحاب النفوذ وفاحشي الثراء، كان يجلس مقابلاً لها يتابعها بعيناه الحادة وهو يرتشف من كأس النبيذ الذي أمامه، بينما هي كانت بموقف لا تحسد عليه أبداً فقد كانت تنظر له بتوتر وتحاول الهرب من نظراته التي تأكلها، ارتشفت رشفة من قهوتها لتحمحم وتقول بتوتر:

"ما الأمر عمي لماذا جلبتني إلى هنا"

ابتسم ابتسامة جانبية ليقول رافعاً حاجبه:
"عمي"

ابتلعت ريقها وابتسمت بتوتر ولم تتحدث ليقول ببرود:
"أريدكِ أن تنهين علاقتكِ بإياس"

نظرت له بتفاجئ ولم تستوعب حديثه، أيعقل بأنه قد جن أم ماذا! نظرت له بضياع لتبتسم بسخرية من بعدها وتقول:

"ولماذا عمي"

ابتسم بمكر ليقول:
"لإنكِ كثيرة عليه"
م
عقدت حاجبيها باستغراب لتقول:
"لم أفهم"

ارتشف رشفة من كأسه ليقول:
"أنتِ تستحقين أفضل من ابني لإن ابني لا يناسبكِ"

ابتسمت بسخرية لتقول:
"الآن علمت بأنه لا يناسبني، لقد كنت موافق على علاقتنا ودعمت ابنك في قراره والآن تقول لي بأنه لايناسبني وكثيرة عليه"

نظر لها بحدة ليقول من بين أسنانه:
"أنا أحدثكِ بروية لكي تستوعبين كلامي وتنفذينه لا لإن تعترضي وتعطيني مواعظ وحكم هل تفهمين"

نظرت له ببرود لتقول بتحدي:
"حتى وإن كنت كثيرة على إياس وحتى إن كان إياس لديه بعض الأمور الغير مرغوب بها أو الخاطئة فأنا لن أتخلى عنه، على العكس تماماً سأظل معه إلى أن أصلح حاله وأسانده بكل شيء لإنني أحبه كما أنني متيقنة بأنه يحبني"

استمع لها بتركيز ولا ينكر بأنها بلغت ذروة غضبه، ابتسم لها ابتسامة صفراء ليهمهم بمكر ويقول:
"حسناً يبدو بأن ابني قد أكل عقلكِ بالكامل، يا له من ماكر، هممم ألم يحدثكِ عن علاقته بابنة خالته التي تدعى خلود أم ماذا"

أنهى جملته غامزاً لتجحظ عيناها وتقول:
"ولكنه لا يوجد بينه وبينها أي شيء"

ضحك بصخب وهذا مازاده من وسامة ورجولة ليتحدث من بين ضحكاته:
"يا لكِ من بريئة وساذجة أيتها الفتاة"

نظر لها بمكر بينما هي تنظر له بصدمة وتفاجئ ليردف لها:
"صدقيني لا أريد سوى مصلحتكِ يا سارة، أنتِ كثيرة عليه جداً، انظري جيداً أمامكِ وستعلمين من هو الذي يستحقكِ"

أنهى جملته ونهض من مكانه تاركاً إياها بصدمتها وتفاجئها ليعود لها ويضع كلتا يديه على الطاولة ويقول:

"الحساب مدفوع ياحلوة"

غمز لها مردفاً:
"وداعاً"

تركها ورحل وعلى محياه ابتسامة خبيثة، خرج من المطعم ليجري اتصال سريع ومن ثم توجه إلى منزله.

______________________

صباح اليوم التالي استيقظت سارة بمزاج غير جيد نهائياً، هي إلى الآن لم تنسى كلام السيد سامح وتقلبه في عقلها، زفرت بقوة عندما سمعت صوت هاتفها لترى اسم المتصل وقد كان إياس، فصلت في وجهه وأغلقت هاتفها لتزفر بقوة وتنهض لتفعل روتينها اليومي.

من الجهة الأخرى إياس الذي كان يحاول الاتصال بسارة ولكنها فصلت الخط وأغلقت هاتفها، تعجب من حالها وظل يحاول الاتصال بها مراراً وتكراراً ولكنه كان يعطيه خارج الخدمة.

ومن الجهة الأخرى أيضاً السيد سامح الذي لم يتناول فطوره مع عائلته وإنما استيقظ باكراً ولبس ثيابه ليتوجه إلى وجهته والتي هي مقهى صغير، يجلس هناك ويرتشف من قهوته السوداء منتظراً قدوم أحد متيقن جيداً بأنه سيساعده بمخططه.

دقائق ودخلت إلى المقهى تلك المدعوة خلود، جالت بنظرها بأنحاء المكان لترى سامح جالساً بصمت، ابتسمت بمكر لتتوجه له وهي تطرق بكعبها العالي وترقرق بالعلكة، ابتسم بمكر حالما رأها ليصافحها وتجلس هي بالمقابل بكل تكبر وتعالي وغرور، نظر لها سامح مطولاً وقد امتعض كثيراً لإنه يعرفها كم هي مغرورة ولئيمة وهو لا يحب ذلك أبداً ولا يحبها نهائياً ولكنه مضطر للقائها لكي تساعده بمخططه، كانت تلعب بخصلات شعرها وتلوي بفمها بميوعة بالعلكة التي في فمها وهي تبتسم بمكر، حسناً ياسادة هي ليست مغرورة ومتكبرة وإنما خبيثة وذكية وتعرف الشخص من نظرة، لذلك تحدثت وقالت بمكر:

"أتعلم ماذا، لا أعلم من أختار أنت أم ابنك، يارجل وسامتك صارخة، بصراحة أنا أحسد خالتي عليك، ولكن مع كل هذا يبقى ابنك حبيبي ومهجة قلبي"

نظر لها ببرود وحاجب مرفوع ليقول بجمود:
"دعكِ من العهر والميوعة واسمعي ما الذي أريده منكِ"

نظرت له بحدة لتتنهد بقوة مغمضة عيناها ومن ثم قالت:
"أنا أستمع"

ابتسم بسخرية ليقول ببرود:
"أريدكِ أن تبعدي إياس عن سارة".


" أنا وقعَ فؤادي في الغرام
وأحاولُ في ليلي أنام "

_______________________





أحببت حبيبة ابنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن