وعد

26.9K 915 485
                                    

يومان من القهر والدموع والبكاء، لا تفعل شيء سوى هكذا وهي وحيدة في منزلها، تبكي بحسرة على نفسها وهي غير مصدقة مابدر منه، لقد آلمها وجرحها بطريقة فاجعة، كيف له أن يفعل هكذا بها؟ لا تنكر بأنه ولدت نقطة مشاعر في قلبها تجاهه ولكن حقاً لقد دمرها بلحظة غضب منه، هي لم تراه منذ ذلك اليوم ولا تريد أصلاً أن تراه، لقد تركت منزله وتركت العائلة وتركت الجميع وعادت إلى منزلها لتبقى وحيدة ولتفرح بعض الأشخاص في بعدها عنهم، وأيضاً ليحزن البعض الآخر لإنها رحلت.

للصراحة لقد تعجبت العائلة من رحيلها ورجوعها إلى منزلها علماً بأنها كانت سعيدة بينهم فهم لم يعلموا ماذا فعل بها سامح، كما أن إياس لم يكف عن اتصالاته لها والاستفسار عن سبب رجوعها وحبس نفسها في المنزل طيلة اليومين الماضيين، فهي لم تخرج من المنزل نهائياً منذ ذلك اليوم، كما أنه أتى إلى منزلها ودق عليها الباب كثيراً ولكنها لم تفتح له ولم تحبذ رؤيته، أيضاً خديجة وجومانة اتصلتا بها مراراً وتكراراً وحاولتا الوصول إليها ولكن مامن جدوى، كما أن بعض الأشخاص من العائلة تعجبوا من غياب سارة عندما اقيمت حفلة رامي وملاك، ولكن سامح قد كذب عليهم وبرر موقفها بأنها عندما خرجت أغمي عليها ونقلها إلى المستشفى ومن ثم أعادها إلى منزلها بناءً على طلبها ولم يعلم منها ما السبب.

في الواقع جيداء عندما علمت بالقصة لم تقتنع نهائياً كحال إياس الذي لم يقتنع أيضاً وقد شك بأمر أبيه من أن يكون قد أجبر سارة على العودة إلى منزلها لكي لا يقترب منها إياس أو يحدثها، وأيضاً خديجة وجومانة لم تقتنعان بالأمر لذلك ظلتا وراء سامح حتى عرفتا ما الأمر وما الذي فعله بها سامح.

بينما سامح منذ ذلك اليوم لم يستطع نسيان فعلته الشنيعة وغدره بها، فهو أحس بتأنيب الضمير والسفالة منه لإنه فرط بملاكه الصغير، منذ يومين وهو ليس على مايرام نهائياً خصوصاً ببعدها عنه وبـ الذي فعلته به خديجة من تهزيئ وصراخ وعتاب لكي تزيد الطين بلة عليه.

-----

حسناً سنعود قليلاً للوراء لكي نعلم ماذا حدث في اليومين الماضيين من ردود أفعال:

Flash back:

في يومها وعندما كانت ممددة على السرير تبكي وتشهق كان سامح جالساً على الأرض وهو ينظر للاشيء بشرود ويفكر فيما فعله بها، أحس بنيران تأكل جسده والقهر امتلئ بصدره، ترقرقت عيناه بالدموع ولكنه كبح دموعه وأبت النزول، نهض بعنف ونظر لها بقهر ليصرخ بها:

"اللعنة عليكِ و علي"

أنهى جملته وخرج من الغرفة متوجهاً إلى الغرفة المجاورة وبدأ بتحطيم وتكسير كل شيء يراه أمامه وهو يصرخ ويشتم، أصبحت حالته مزرية بكل معنى الكلمة، صرخ كثيراً لدرجة أنه كادت حباله الصوتية أن تنقطع، في آخر نوبة جنونه توجه إلى المرآة الكبيرة والوحيدة التي كانت مازالت سليمة وغير محطمة ليكور قبضته ويضرب المرآة بكل قوته تزامناً مع صرخة قهر خرجت وانكسار جزء من المرآة وجرحه البسيط الذي بيده.

أحببت حبيبة ابنيOù les histoires vivent. Découvrez maintenant