لقد قبضوا عليها

31.1K 909 478
                                    

جميع عائلة الأزهري من كبيرها إلى صغيرها فرح ومسرور لسامح إذ أن سامح لم يستطع أن لا يفصح عن حقيقة ما سوف يجري وقد حدثهم بأنه سوف يتزوج بعد يومين، لم تصدق خديجة وجومانة عندما سمعتا من سامح إذ أنهما قد طارتا من الفرح لأخيهما كما أن الجميع فرح له وبشدة لهدا الخبر المفرح. لن ننكر ونقول بأنه كان هناك بعض من حالات الاستغراب والرفض من قبل الفتيات والشبان إلا أنهم فيما بعد وعندما رأوا مدى فرحة عمهم بمحبوبته الصغيرة فرحوا لأجله وتمنوا له الحياة الهنيئة، فهم على أشد العلم بكمية المعاناة التي عاناها برفقة زوجته ولكن كل ذلك كان من صنع يد سامح، إذ أن العائلة كثيراً ما قاموا بنصحه ليبتعد عن جيداء ولا يقترب منها، إلا أنه لم يكن يستمع لهم وقد تزوجها رغماً عن الجميع، ولكنه بالفعل بالسنوات الحاضرة قد دفع ثمن خطأه وحصد مازرعه بزواجه من جيداء وآن الأوان لكي يضحك له القدر ويكافئه بزواجه من سارة.

ماسة عندما علمت بأن أبيها سوف يتزوج من سارة كرهته ومقتته ولم تعد تستطيع السماع بإسمه حتى هو وسارة، كذلك بكت كثيراً لإنها ظنت بأن سارة سوف تأخذ والدها منها وتحرمها منه.

أما عن إياس فكان جامد المشاعر لايشعر بأي كره أو حزن أو فرح أو سعادة كما أنه لم يكن يشعر بالاهتمام إلى ذلك الموضوع لإنه كان يعلم علم اليقين بأن أبيه سوف يسعى جاهداً لكي يحصل على سارة ويتزوجها وكل محاولات إياس بإرجاعها له كان يعلم بأنها ستفشل ولكنه كان يساير نفسه فقط ويحاول الابتعاد كل البعد عن الحقيقة المرة ومواجهتها، ولكن الآن حقاً يجب عليه أن يتقبل هذه الحقيقة بأن والده سوف يتزوج من محبوبته السابقة.

جيداء تلك المرأة التي لم تتقبل الحقيقة وأصبحت تصرخ وتشتم وتلعن بسامح وسارة عندما علمت بأنهما سوف يتزوجان، لم تصدق بأنهما بتلك الشجاعة، هي عندما علمت بوجود سامح عند سارة وتحديداً بعدما خرج من السجن لم تكن تعلم بأنهما سيتوصلان لأمر الزواج بل ظنت بأنه قد ذهب لكي يراها فقط وبذلك الوقت كانت تخطط لشيء ما لكي تبعد سارة عن سامح ولكن الآن وبعد علمها بقرار زواجهما وبعد موجة جنونها وغضبها قررت قراراً خطيراً.
هذا الأمر يحتاج لتخطيط وهدوء مبالغ لكي تنفذه وعندها لن تعد سارة تضايقها وتشاركها بزوجها.

للصراحة إياس عندما رأى موجة جنون والدته لم يكترث لها بل أصبح يبتسم بسخرية ويراقبها بجمود وبرود، هو برأيه بأنها تستحق ذلك إذ أنها لم تترك لها صديق أو حبيب، الجميع يكرهها من عائلة الأزهري وهو يرى بأنها تستحق ذلك الكره بسبب أفعالها الجنونية منذ أن تعرفت على سامح حتى يومنا هذا، وإلى الآن لم يستطع تقبل حقيقة والدته المرة وقد شعر بأنه قد أتته ضربتان قويتان على رأسه عفواً حقيقتان قويتان، حقيقة والده وزواجه من محبوبته وحقيقة والدته وأفعالها الرخيصة في الماضي والحاضر.

أحببت حبيبة ابنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن