قرار صادم

29.7K 953 514
                                    

ناظرته بعينان جاحظة وابتلعت ريقها بخوف، هي تعلم جيداً بأنه لن يرحمها وسيقوم باستغلال الفرصة لكي ينتقم منها، لقد وعدها بالأمس بمفاجأة كبيرة وللحقيقة هذه أسوأ مفاجأة لها، بينما هو لم يكن يفكر بشيء غيرها، ينظر لها بهيام وحب، عيناه الحادة تحكي الكثير والكثير من الكلام، فقط لو أنها تصدقه وتؤمن به، هو على استعداد تام أن يتخلى عن الدنيا بأكملها لأجلها، فقط لو تصدقه وتصدق حبه وشغفه بها، مرر يده على وجنتها بخفة بينما هي كانت مستسلمة وكأنها شلت بالكامل، ابتلع ريقه ليقول بهمس:

"أنتِ الآن هنا فقط لكي أدعكِ تصدقين قلبي وحبي لكِ"

ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بصوتٍ خافت وحاجبيها معقودان:
"أرجوك ألم تمل بعد"

ابتسم ابتسامته الساحرة ليحرك رأسه رافضاً ويرفع حاجبيه ويقول بهمس:
"أنا لا أمل منكِ أبداً، وسأسعى جاهداً لكي أحظى بوصالكِ"

أغمضت عيناها بقوة ومن ثم أخذت نفساً عميقاً وزفرت بقوة لتقول بجمود:
"ليس لك شيء عندي، يجب عليك أن تفهم وتستوعب بأنني سأكون زوجة ابنك بعد عدة أيام فقط"

ابتسم بسخرية ليقول:
"بل يجب عليكِ أن تفهمي بأنني لن أدع هذا الزفاف يحصل إلا على جثتي"

ظلت تنظر له بجمود وبحاجب مرفوع لتشيح بوجهها عنه بينما هو ظل يناظرها بحب وابتسامة خفيفة نمت على شفتيه عندما رأى كيف تلوي فمها وتعض على شفتها، عض على شفته هو الآخر ليمسكها من خصرها ويقربها إليه، حاولت التملص من بين يديه ولكن هيهات، ظلت تضربه على صدره وتحدثه بأن يبتعد ولكنه لم يسمع لها وإنما كان كل تركيزه على شفتيها وعلى لطافتها، وما ألطف غضبها الطفولي، قرب وجهه منها شيئاً فشيئاً إلى أن امتلك شفتيها بقبلة عميقة جعلتها تغمض عيناها بوهن، لم تبادله وإنما ظلت ساكنة، شعرت بفراشات بمعدتها، وكم كانت قبلته هادئة وكم كانت هي ساكنة ومستمتعة بقبلته، لأول مرة يدق قلبها بسرعة ليس من خوفها وإنما من المشاعر الغريبة التي اجتاحتها تجاهه، همهم في قبلته مستمتعاً ليفصل القبلة ويلهث بقوة ليسندها بالحائط ويدفن وجهه في رقبتها ويطبع قبلاته الرطبة عليها، لا تنكر بأنه يعجبها ملاحقة سامح لها وحبه لها أيضاً ولكنها هي أيضاً ًتحب إياس ولا تريد تركه، فهو لا ذنب له لكي تقابله بالخيانة، لم يعاملها إلا بالإحسان ولم يجرحها بكلمة فكيف ستفعل به هكذا، أبعدته عنها بعنف ودون سابق إنذار عندما استفاقت على نفسها، بينما هو أغمض عيناه محاولاً التحكم في نفسه فهو انجرف في مشاعره كثيراً وهي قد تسببت له بمشكلة كبيرة، شد على قبضته وهو يكز على أسنانه ليقول لها بحدة:

"ما بكِ"

نظرت له بضياع ومسحت على وجهها لتقول:
"دعني وشأني ولا تقترب مني"

أحببت حبيبة ابنيWhere stories live. Discover now