شعور غريب

36.5K 1K 118
                                    

يناظرها بابتسامة حانية، لا يصدق كل هذا الجمال أمامه، ولا يعرف ما سر دقات قلبه المتسارعة، ظل ينظر لها لبرهة وهو شارد بملامحها لا يعي شيئاً من حوله سوى هي وجمالها وكأنه رآها من قبل، تلك الملامح ليست بالغريبة عليه، هي ذاتها لإنسانة قد عشقها منذ زمن بعيد.

يبتلع ريقه بين الحين والآخر، لم يعي ولم يسمع الكلمات والنداءات الموجهة له، ظل شارد بملامحها لمدة، يتأملها ويتفرس ملامحها الجميلة وكأنه وجد ضالته، لا يستطيع إزاحة عيناه من عليها، هذه الصغيرة حقاً أوقعته في شباكها من اللاشيء ومن دون أن تفعل له شيء أيضاً، كان يجلس بهيبته ووقاره ولكن نظره موجه لها هي فقط، تعجب الجميع من شروده والأهم من ذلك لقد لاحظوا شروده بها أيضاً، نهض إياس ليضع يده على كتف والده، نظر له سامح بتفاجئ وكأنه كان مغيباً عن الواقع ليحمحم ويقول:
"ماذا هناك"

ابتسم إياس بسخرية ليقول:
"أبي أنت شارد منذ مدة ولا تحدثنا، هل حدث شيء"

توتر سامح من كلام ولده ليقول:
"لا يوجد شيء فقط شردت قليلاً بموضوع يشغل بالي أنا أسف"

همهم له إياس وابتسم بخفة ليحرك رأسه موافقاً ومن ثم عاد ليجلس بجانب سارة التي كانت وجنتيها حمراء كالدماء، فهي انتبهت لشرود سامح بها وقد تملكها الخجل والتوتر منه كثيراً لذلك أخفضت رأسها ولم تعد تنظر لأحد، نفض سامح أفكاره اللعينة من رأسه ليحمحم ويقول موجهاً حديثه لسارة:
"إذاً ماتخصصكِ أنتِ سارة"

رفعت نظرها له لتجيب بهدوء ورزانة:
"تخرجت من كلية الصيدلة منذ سنة وأنا الآن أعمل في صيدليتي الخاصة سيدي"

همهم لها بإعجاب ليقول:"رائع، لقد سمعت بأنكِ في عمر إياس تقريباً أليس كذلك"

حركت رأسها موافقة بابتسامة بسيطة لتقول:
"أجل سيدي هناك فرق شهور بيننا فقط"

حرك رأسه بابتسامة لتتحدث ماسة بابتسامة وحماس:
"إذاً أنتِ كنتِ ترين إياس وأنتما تحبان بعضكما أليس كذلك"

توترت من جملتها وابتسمت لها بتوتر بينما إياس حمحم بتوتر ليحدث شقيقته المشاكسة قائلاً:
"ماسة عزيزتي انتبهي إلى ألفاظكِ"

عبست بوجهه لتقول متذمرة:
"أووف وما العيب في كلامي أنت تحبها وهي تحبك إذاً ما العيب ها ها"
كانت سارة في أعلى مراحل خجلها من حديث تلك الصغيرة بينما سامح حاول أن يكتم ضحكته كحال والده ووالدته، تحدثت جيداء بنبرة حانية:
"عزيزتي سارة نحن نتشرف بكِ ولقد أحببناكِ كثيراً في الحقيقة"
ابتسمت لها سارة لتقول:
"شكراً لكِ سيدتي وأنا أيضاً أحبيتكم جداً"

كان سامح ينظر لها بقوة غير آبه لأحد إن حدث وانتبه لنظراته لها، حقاً لم يعلم ما سر نظراته القوية لها وما سر دقات قلبه المتسارعة، قلبه سيخرج من مكانه، لقد أعجبته حقاً، ابتلع ريقه ليقول:
"إذاً سارة حدثينا عنكِ وعن والدايكِ"

أحببت حبيبة ابنيWhere stories live. Discover now