اصواتُ اقلاع الطائرات بالقرب منها ، وحديث الناس بالأضافةِ الى بكاء بعض الاطفال الذي لا ينقطع.
كان ذلِك حالُ الطائرةِ عند دخولها إليها، لم تعتاد على هذا الامر بما انها كانت دائماً تسافر في مقاعد من الدرجه الأولى وهذا طبعاً عندما تكون طائرة عائلتها الخاصه غير مجهزه للسفر.
"يبدو انها ستكون رحله طويلة ومزعجه" قالت بينما تبحث عن مقعدها لتجدهُ بعد ثوانٍ وتجلس فيه وسرعانَ ما بدأت الطائرةُ تقلع متجهةً إلى كوريا.
وفي ذلِك الوقت في منزلٍ شبهُ معزول لكونه يبعد عن اقرب حي له بكثير ولا يوجد حولهِ الا ارضٌ واسعه قد امتلأت بالخُضره.
رغُم كونهُ يبدو مهجوراً الا انه اذا اقتربتَ قليلاً من باب ذلِك المنزل الضخم ستسمع اصواتاً قد تُفقدك سمعكَ من علوها وكان ذلك بسببِ الفتيان السبعه الذين تمَ تركُهم في المنزل لوحدهم.
"اذاً ستقبل بأي تحدي؟" قال صاحبُ الشعر الاسود القصير بينما يعتدل في جلستهِ على الأريكه.
ليردَ عليه صديقهُ الذي كان يجلس امامه بكُل ثقه "اجل اي شيء ، لا شيء يَصعب على جونقكوك!"
"عليك ان تجعلَ رابمون يغار اذاً!"
"مستحيل جيمين انت تعرف رابمون انهُ لا يهتم بأي شيء" قالَ جونقكوك لتختفي ثقتهُ التي اتت قبل قليل بسرعةٍ كما ظهرت.
جلسَ بجانب ذلِك المدعو بِـ جيمين لتنزلَ منشفتهُ على رقبته بينما هو يخرج سجارتهُ ليقول "توقفوا عن اللعب حولي ، وايضاً ما قالهُ جونقكوك صحيح انا لا اهتم بأي شيء بالأضافةِ الى هذه اللعبه التي لعبة بِها جدة جدة جدتي لِذا توقفا عن لعبها"
"وهل تعرف من هي جدة جدة جدتك؟ انت لا تعلم حتى من هم اهلك رابمون" قالَ صاحب النظارات الموضوعه على رأسه بشكلٍ غريب وهو يحاول الفوز بِـ لعبتِ الفيديو.
قالَ له بينما يشعلُ سجارته "على الأقل اعرف انهُ لدي عائله في مكانٍ ما"
القى بيدِ التحكم جانباً وكان سينهض لِـ يُبرح رابمون ضرباً لولا ان احدهم كان قد دخل تواً للمنزل ومعهُ صناديق الطعام "لقد عدت ايها الاطفال، هل اوقفت نقاش كان مُهما؟"
"رابمون و تايهيونق كانا سيتشاجران !" قال صاحب الابتسامةِ المُريبه.
"حقاً رابمون ألن تتوقف عن ازعاج تايهيونق؟" قال وهو يضع الصناديق على طاوله الطعام.
جلسَ على الطاولة الشخص الاخير منهم والذي كان يملك شعراً رمادي غريب "انت حتى لم تسأل من بدأ الشجار ومن المخطأ وقد حكمت بالفعل انهُ رابمون ياجين؟" .
التفت جين إليه ليقول "أوليسَ رابمون من بدأ؟ اتحداك ان لم يكون هو من بدأ والا سأنتظف المنزل عندما يأتي دورك شوقا!"
وبينما هم يتشاجرون كانت تلك التي في الطائره قد وصلت لِـ كوريا اخيراً ، نزلت من الطائره لتركب بأحدى سيارات التاكسي.
"هل يمكنك ايصالي لهذا العنوان؟"
"اسف ولكنهُ بعيد جداً استطيع ايصالك للمحطه ويمكنك ان تأخذي الحافله لهذا الفندق"
"اه حسناً شكراً"
لم تكُن المحطه بعيده لذا وصلا اليها بسرعه وفي طريقهما كانت قد امطرت لذا نزلت من السياره وجلست في مقاعد الانتظار ولحسنِ حظها كانت هُنالك مظلات تُغطي المقاعد.
"يبدو انهُ سيشتد المطر اكثر هذا سيء" قالت بينما تُلاعب قدميها على المقعد.
انتظرت لِـ ربع ساعه ، نصف ، ساعه كامله ولكن تِلك الحافله لم تأتي لذا حملت حقيبتها لتذهب مشياً الي ذلِك الفندق رغم انها لا تملك مظله ايضاً ، ولكن قبل ان تخطو خطوه خارج مظلاتِ المقاعد رأت سيدة عجوز اقتربت منها وتوقفت امامها.
"هل ستمشين تحت هذا المطر الغزير" قالت تلك السيدة وهي تبتسم مِما جعل تجاعيد وجهها تظهر.
تركت حقيبتها ونظرت اليها وقالت "لا حل اخر لدي ولن انام على المقاعد"
"ومشيك تحت المطر لا يُعتبر حلاً ، انتي لا تزالين طفله لما تتجولين لوحدك؟" قالت العجوز بينما تجلس على احدى المقاعد.
"انا لست طفله سأصبح في الثامنه عشر قريباً ! ، و والداي لقد توفيا عندما كنت صغيره" قالت لتعود للجلوس على المقاعد.
"ارأيتي ايتها الطفلة حسناً سأجعلك تعيشين معي بشرطين" قالت العجوز
تنهدت بصوتٍ تستطيع سماعه العجوز لتقول "لدي اسم وهو ليس طفلة انه رِي لذا ناديني به وما هُما الشرطين؟"
رفعت الكيسين اللذين كانت تحملهما امام وجهه رِي وقالت "اولاً عليك العمل لكِ تساعديني في دفع فاتوره الكهرباء فلدي اطفال عاطلين لا يساعدونني وايضاً فالتحملي هذه الاكياس في طريقنا"
نظرت رِي اليها قليلاً ثُم للطريق الممطر امامها ثم للعجوز مجدداً "حسناً لا بأس هيا بنا ايتها العجوز"
رمت الكيسين عليها ومظله ثم نهضت من المقعد وقالت "لدي اسم ايضاً وهو سوهيون"
ابتسمت رِي لها وحملت الكيسين بالأضافة الى حقيبتها والمظله وكيف فعلت ذلك انا حتى لا اعرف.
ظّلتا تمشيان حتى وصلتا الى ارضٍ خضراء واسعه يتوسطها منزلٌ ضخم قاتم اللون.
اكملا مشيهما حتى وصلتا لبوابةِ المنزل لتقف رِي مدهوشه وهي تقول "لما تحتاجين لي لكِ تدفعي الفاتوره فأمتلاكك لِهذا المنزل لا يدل على انكِ تحتاجين لمساعدة احدهم!"
فتحت سوهيون الباب بينما تقول "لدي سبعه اطفال علي اطعامهم وتلبية مُتطلباتهم جميعها ، انتظري هنا سأتحدث اليهم اولاً لكِ لا تحدثَ مشاكل"
"حسناً" قالت رِي لتدخل سوهيون وتظل لوحدها واقفه عند عتبةِ الباب الامامي تنظُر لتلك المساحه الواسعه التي لم يوجد بها سِوا شجرةِ صفصافٍ عملاقه ويبدو انها كانت موجوده لقرون عديدة لضخامتها.
عند دخول سوهيون للمنزل وجدت اطفالها مُجتمعين على طاولةِ الطعام في الصاله لتذهب اليهم قائله "يبدو انكم بدأتم بالأكل دون والدتكم!"
"ولكنك اخبرتيني ان لا ننتظرك !" قال جين الوحيد الذي احس بذنب لأكلهم بدونها.
ابتسمت لهُ سوهيون وقالت "لا تقلق لقد اكلتُ بالفعل ، صحيح جين رابمون شوقا هوبي جيمين تاي ، لحضه اين جونقكوك؟"
"لقد ذهب للنوم" قال جيمين.
اكملت سوهيون كلامها قائلتاً "حسناً سأخبركم بخبر مفرح وحتى ان كان سيء لبعضكم" ثُم نظرت لِـ رابمون و شوقا واردفت قائله "سأقوله ، سيصبح لدي طفلٌ ثامن واخت لكم !"
عندها نهض هوبي من مكانه والسعاده واضحةٌ على وجههِ وقال "هل كنتِ تواعدين من دون علمنا يا امي !"
امسكت بأذنه وسحبتها ليبتعد عنها وقالت "لا لا اقصد طفله سأولدها انا لازلت صغيره على الحمل"
"ستسصبحين في الثمانين بعد اشهر" قال رابمون وهو ينظر لها وابتسامةٌ بسيطه ارتسمت عليه.
"انن انن وهل تراني عجوز مثلُك؟ ، لا يهم حسناً اذهب يا جين لمناداتها فقد تعبت من المشي الى هنا"