السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
يارب تكونوا جميعا بخير❤
∆المدرسة اتسرقت ، و نايل و كلهم سافروا ايرلندا ، و هيحضروا حفل زفاف ابن عم نايل ، و البارت اللى فات خلص لما إلينا كانت مع دان ∆
استمتعوا و علقوا على الفقرات فضلا و ليس أمرا :') ^_^
.................❤❣❤............
-انتى هنا مع نايل ؟!
نظرت له عاقدةً حاجبيها بإبتسامة لطيفة ،أجابت بلطفٍ :
-أجل ! .. هل تعرفه ؟!
-انا فرد من عائلة هوران يا فتاة !
وسعت عيناها بدهشةٍ و ابتسمت و كانا قد وصلا إلى بوابة المنزل .
أتى نايل نحوهم بسرعة و عانق دان عناق الشباب هذا و هما يضحكان .. أعتقد ان بينهم صداقة قوية .
-إننى هنا منذ أمس ! و لا آراك سوى الآن ؟!
-كنت مشغول كاللعنة أمس ! و عندما فرغت جئت إلى هنا
وضح دان ببساطه ، انه شخص عفوى جدا !
اربت نايل على كتفه بسعادة ،ثم التفت نحوها و عقد حاجبيه قائلا :
-هل انتى بخير ؟!
-أجل .. لا تقلق
-ألم أسألك قبل ان اخرج اذا كنتى تحتاجين شئ و قُلتى لا !
-لم يحدث شئ .. خرجت للتنزه قليلاً ثم ..
-ثم اصطدمت بى !
قاطع حديثهم دان و ابتسمت له إلينا ، أضاف نايل :
-ألن تكف عن ممارسة التزحلق هذا ! ستكسر شخصاً ما قريباً
-فى أحلامك يا بن العم !
استأذنتهم إلينا لتتركهم على راحتهم و صعدت لغرفتها ، بينما بقى الصديقان معاً و أتى بقية الرفاق ليحيوا دان .
كانت تتمدد على فراشها عندما سمعت صوت التهليل من أسفل ، نظرت من شرفتها و وجدت الجميع بالأسفل فى الحديقة ،بالطبع لن تجلس هكذا مثل المطلقات و هم يمرحون بالأسفل !
خرجت من غرفتها و توجهت نحوهم .
-من يراكِ قبل قليل لن يعرفك بالسيد سبونج بوب هذا !
ضحكوا على تعليق دان الساخر من ملابس إلينا مما جعلها تتقدم منه و تضربه بإحدى الوسائد قائلةً :
-لما هذه العائلة سليطة اللسان هكذا !؟
-هل تقصدين اننى سليط اللسان !؟
-انت و ذلك الـ دان و ذلك الملقاط الصغير
أخبرت نايل المتسائل ثم جلست بإحدى الأماكن الفارغة الموجودة و اضاف دان :
-لا تتحدثى عن هوران الصغير هكذا ! أشعر و كأنه سيكون آينشتين الثانى
ضحكت بدون توقف على توقعاته تلك ، ثم أضاف :
-انه فضولى جداا و الفضول و كثرة الأسئلة تنتج شخصية عبقرية مثلى !
-انت عبقرى ؟
-بالطبع .. أى شخص يكون كثير السؤال يكون عبقرى
-أو غبى
فتح دان فمه على مصراعيه و نهض من مكانه نحوها و لكنها قفزت بسرعة لتحتمى بـ لوى الذى قام فى نفس اللحظة ليجيب عن هاتفه
-لا لا لا لا لا.. أرجوك لوى ابعده ، اقسم لك سأصرخ و أجمع كل الأحياء و الاموات بهذه البلدة جراء صراخى و سأجعلك تصبح أصم و سأكسر لوح تزحلقك العزيز و ..
-اصـــــمـــــــــتــــــــــى !!
صرخ دان بدهشة من كلامها السريع هذا !؟ و أضاف :
-بحق الجحيم كيف قُلتى كل ذلك دفعة واحده ! و تقولين ان عائلتنا سليطة اللسان ؟!
-اهدأ يا أبله.. إلينا خط أحمر لا تقترب منها
حَذرهُ لوى ممازحاً و قام هارى و جعلها تقف خلفه مما جعلها تخرج لسانها لـ دان لتغيظهُ و قال :
-لا تقترب من حبيبتى
-حبيبتك ؟!
تعجب دان و نظر لنايل رافعاً حاجبه و قال له :
-اعتقدت انها معك .. اقصد حبيبتك
بدون مقدمات فقط تلاقت أعينهما معاً بسرعة و لكن أشاحتها هى سريعاً و تشبثت بقميص هارى ، قاطعهم ليام :
-لا انها حبيبتى !
وقف دان مشتت الذهن لا يعرف ماذا يجرى ما هؤلاء الحمقى !؟
تحركت إلينا من خلف هارى و ابتعدت بضعة خطوات عنهم و قالت و هى تحذرهم بإصبعها :
-أنا لست سلعة أيها المختلون
ضحك دان بصوت مرتفع و اقترب منها بسرعة قائلاً :
-انظروا.. لقد باعتكم فى لحظة !
ولف ذراعه حولها بسرعة و رفعها عن الأرض مما جعلها تصرخ و هو يضحك وظلت تهمهم بالكلام :
-لا لا .. انا احبك هارى ! و انت نايل و انت ليام .. لا تتركونى مع عمود الإنارة هذا
-عمود انارة !
تعجب دان من هذا التشبيه و انزلها بهدوء بينما تقدم نايل منهما و أخذ بكف يدها و أخبره :
-اذا عبثت معها فتحمل ألقابها
-أجل ..
قالتها متصنعة القوة و هى تشير بإصبعها نحوه مما جعله يُحنى رأسه فاتحاً فمه و كان على وشك ان يعض ذلك الإصبع الممتد لكن امتدت يد نايل بسرعة لتخفض يدها و قالت له بدهشة :
-الأول ..يحب الطعام و الثانى فضولى بشكل لا يحتمل و الثالث أكل لحوم البشر ..يا لها من عائلة مثالية
-سليطة اللسان حقاً
ضحك نايل ثم استطرد دان قائلا و هو يقترب منها و يعد على اصابعه :
-الطعام .. الحفلات .. المهرجانات.. حس الفكاهه .. ايراندا أسلوب حياة يا عزيزتى !
هز نايل رأسه على الجانبين ثم لف ذراعه حولها و قال :
-فقط ابتعدى عنه !
-وووه وووه .. كنت سأقول لها المثل اذا كنت مكانك
-انه ليس مثلك
احتجت إلينا عاقدةً حاجبيه لتدافع عن نايل مما جعل ابتسامة بلهاء تنمو على شفتيه ، قال و هو يتحرك ليدخل المنزل و ما زال ذراعه يعانقها :
-هياا .. ما زلتى مريضة
بعدما دخلا المنزل وقفت هى فى مكانها و تذمرت قائلة :
-لا ارييد نايل أرجوك ..لقد اكتفيت من المكوث فى المنزل ..ثم اننى اذا جلست فى المنزل فى هذا الوقت و سأتحول إلى زومبى !
-ماذا يعنى زومباى تلك ؟!
أشاحا نظريهما نحو مصدر الصوت و من يكون غيره - الملقاط الصغير - و كانت أثار النوم جالية عليه خاصة بشعره الذهبى المبعثر ، حملته إلينا و قبلته على خده و سألت نايل :
-أين دينيس ؟!
-بالتأكيد فى المطبعة ، انها تعمل كمترجمة
اومأت له و تذكرت كيف كانت منهمكه و تعمل على حاسوبها المحمول .
-اذاً .. لقد عجبتكى الأجواء هنا ؟!
-اجل .. و لا تقلق .. دان لا يزعجنى
ضحك بخفة و استكملت و هى تستدير لتخرج من باب المنزل لتعود للحديقة مع البقية :
-انه يذكرنى بك فى بداية هذا العام .. هل تتذكر كم كنا نتشاجر ؟!
-أجل .. لكن هذا الوضع مختلف ، انتما لا تكرهان بعضكما البعض
-حسنا حسنا .. اصمت !
-مجنونة
كان الجميع لا زالوا معاً عدا لوى الذى كان يتحدث بالهاتف و كان يجلس على تلك الأريكة المتأرجحة ، نظرت نحو نايل ثم عادت لتنظر نحو لوى مرة اخرى ثم قالت :
-امم.. سأذهب لأتحدث معه قليلاً
-حسناً
أخبرها بإبتسامة و اتجهت نحو لوى الذى لتوه أنهى محادثته ، ابتسم لها ثم جلست بجانبه و مازال ثيو معها
-شكراً على انقاذى من دان
ضحك لوى ضحكته العفوية المعتاده و قال :
-اظن اننى أدين لكى بالعديد من الأشياء
-هل حقاً تظن ذلك ؟!
اومأ لها ثم نظر إلى ثيو عاقداً حاحبيه و فهمت انه يريد ابعاد الملقاط الصغير ، مالت على اذن الصغير و اخبرته بهمس :
-هلا تذهب لتجلس مع العم هارى؟!
-بالطبع !!
قال ثيو بحماس و ركض بإتجاه هارى مما جعل هارى يبتسم ابتسامته الرائعة و يحمله من على الأرض و يجلسه فوق قدميه ، ضحكت ٱلينا و قالت:
-اراهنك بأن هارى سيكون أباً صالحاً اذا احتمل هذا الملقاط كثيراً
-لا تقلقى .. ستفوزين بهذا الرهان و بجدارة .. ان هارى يعشق الأطفال
-و من لا يفعل !
عم الصمت لما يقرب من دقيقة و هما فقط يشاهدان الجميع منغمسون فى الضحك مع ذلك الصغير .
-أنا لستُ متورطاً
أشاحت نظرها نحوه عندما قرر قطع ذلك الصمت ، سألته :
-و هل كنت تعلم !؟
-أجل
-اذاً انت متورطُ
-لكننى لم أسرق شئ.. أقسم لكى
رتبت على كتفه بإبتسامه و قالت :
-أنا اصدقك .. لكن كيف حدث كل هذا ؟!
-حسناً .. تتذكرين ذلك اليوم فى الملعب عندما كسرت ساقى ؟!
-و هل لى أن أنسى
أجابته و هى تتذكر انه فى نفس اليوم عرف البقية بشأن تلك الرسائل و انقطع نايل عنها ليومان ..كانا جحيم !
-قبل ذلك اليوم كنت اسير فى أحد الأزقة و وجدت رجلان عريضا المنكبين و طوال القامة يتحدثون عن سرقة ما ، لذا اختبئت بسرعة و لكن ليس لأتجسس عليهم ،انا اعتقدت انهم اذا رأونى سيعتقدوا ذلك لذا اختبأت و سمعت كل شئ ، و كان أحدهم يتحدث على الهاتف مع شخص ما و سمعت انهم يخططون لسرقة مدرسة ما و بعض المؤسسات الأخرى ، كانوا قد انتهوا و لكن لا أعلم كيف و اللعنة وجدونى !
صمت لوى يزفر انفاسه من الغضب ، ثوانى و استكمل :
-ظلا يسألانى ماذا سمعت و كل تلك الاشياء و أنا أخبرهم بأننى لم أسمع شئ ،لكن لم أستطع اقناعهم و أخرج احدهم شئ ما من جيبه لكننى ركضت بسرعة ..ركضت كثيراً ! حتى وجدت سور من الأسلاك أمامى و تصلقته بسرعة و قفزت و كانت قدمى تصرخ من الآلم حينُها ، و هما لم يستطيعا ان يتسلقاه فاخذت اجرى برجلاى التى اصبحت احدهما تعرج جراء ذلك المجهود ، و سمعتهما فقط يرددان .. سنجدك سنجدك
كان يحدق بأصابعه المتشابكه وكان منزعج قليلاً ، أخذت هى كفه بين كفيها و فركته بينهما لتطمئنه و اومأت له ، تابع :
-فى اليوم التالى اصيبت ساقى فى التدريب ،و فى هذا المساء فى المستشفى دخلا من حيث لا أعلم و عرفا من ذلك السجل المعلق امام سريرى اسمى و عرفا ان والداى هو المدير فلم يشائا اذائى و عرضا ان اساعدهما مقابل ان لا يؤذونى أنا و عائلتى و .. ٱلينور ، و لم أجد حلاً سوا أن أساعدهما ، و كانا يهاتفانى من أرقام مجهولة دائماً ، و فى يوم عيد الشكر كان اتفاقنا أن احضر لهم مفاتيح أبواب المدرسة جميعها و عندما سلمتهم اياها هربت بسرعة و عدت لمنزل نايل و وجدتك هناك .. و انتى تعرفين بقية الأحداث
أومأت له بأسى و نظرت نحو تجمع الرفاق و لمحت عينين تراقبهما لكن ابتعدت بسرعة مرة أخرى ، و من غيرهما -عيناه الزرقاء- ، انه كان على يقين ان لوى سيخبرها بكل ما يحدث معه ،لكن لا يعرف لماذا .
-و كيف حال والدك ؟!
-بخير ، لم يدان اى شخص حتى الآن
ابتسمت له و عانقته بوديه و قالت :
-لا تقلق ، عندما نعود سيعود كل شئ كما كان و سنصلح ما حدث
-كيف ..
سألها بخيبة أمل و لكن قبل تجيبه سمعا ذلك الصوت المألوف يقول :
-العم هارى يسألكما هل تستمتعان أم لا ؟؟
ضحكا هما الإثنين و حمل لوى ثيو و اتجه نحوهم و تبعته إلينا .
نظر لها نايل و ابتسمت له برحب و أومأت ، تحدثت بيرى :
-هذا ظلم ! لقد فرغت حقائبى و سأعيدها مرة اخرى !!
-انا لم افرغها كلها بعد ، انتى سهوتى عن كوننا سنمكث فى المزرعة
تأففت بيرى من حديث إلينور و كومت يديها لصدرها بينما نظرت لهم إلينا بتعجب متسائلة عما حدث و أجاب هارى :
-سنذهب للمزرعة و سنمكث بها اسبوعاً او حتى يحين موعد الزفاف .. ان المكان هناك رائع !
-وااو .. لم أكن أعرف ان بها منزل ! و لكن .. لحظة !! لقد فرغت حقائبى انا الأخرى ، لما لم تخبرنى أيها الأحمق
-لقد سهوت سيدة حمقاء !
-انا حمقاء هارى !؟
سألته إلينا متصنعة الدهشة و أجاب دان :
- أجل .. و توقفوا عن تذمركم هذا ، لن ينفعكم ما تفعلوه هذا ! فقط انصرفى و ضعى كل شئ بالحقيبة مرة اخرى و انتهى الامر .
لم تجيبه إلينا و قلبت عينيها بملل و اتجهت لغرفتها حتى تحزم الأمتعة مرة اخرى و بدلت ملابس نومها و نزلت حتى تجدهم قد تجهزوا و انطلقوا نحو المزرعة .
*ملابس إلينا*
وُضِعت الحقائب بسيارة و يقودها احد العاملين بالمزرعة بينما ذهبوا هم سيراً على الأقدام مثلما اقترح هارى نظراً لأنها ليست بالبعيدة عن المنزل .
-ابتهجى يا فتاة!!
قالها هارى لبيرى التى مازالت منزعجة و أضاف مشيراً صوب إلينا :
-ألا ترين ملاكى .. فقط تقبلت الأمر و ها هى تسير متأملةً فيما حولها من خضرة و مناظر طبيعية !
-لأنها ملاك .. و الملائكة تسامح دوماً ، أليس كذلك!؟
عقب نايل على حديث هارى سائراً بجانبها و قرص وجنتها بخفة و ضحكت و قالت متهكمة :
-و انت بـلاكـى يا عزيزى !
-أنا !!؟
-اقصد تلك الشجرة المتحركة بيننا
ضحك نايل على وصفها لهارى بالشجرة ، حتى بيرى ضحكت ، و قال لها هارى :
-حسناً .. فقط تذكريها
-انا لا أنسى يا بلاكى
استمروا فى سيرهم نحو المزرعة و تسائلت إلينا عن الغرف بالمنزل و قال لها نايل انه يوجد خمسة غرف به ، أربع غرف بها سريران و الخامسة بها سرير واحد كبير .. جداً ، مما جعلها تتذمر قائلة :
-أريد غرفة وحدى يا بشر !!
-لوى و إلينور بغرفة ، زين و بيرى بغرفة ، و هكذا متبقى غرفتان ، و المتبقى أربعة و سيتشارك احد مع ليام الغرفة و سيتشارك اخر معكى غرفتك ، و الغرفة الكبيرة لا يدخلها احد بالأساس .. لذا لا تطمعى بها !
-هل تعلم شئ .. أنا أكرهك نايل
-أنا أيضاً ..
-و هل تكرهينى انا الاخر ؟!
نظرت إلينا نحو هارى و ضحكت على وجهه البرئ هذا و قالت بهدوء و ابتسامة :
-انت بلاكى ، لكننى لم أنسى حديث نايل عن نومك عزيزى
-ماذا !! تعلمين انه كاذب لينا ! هل تعلمين شئ لا اريد اى شئ منكم ! و تشاراكا الغرفة اللعينة
ضحكا الجميع على ردة فعل هارى تلك ، و بدأ يمد خطواته حتى يسبقهم مما جعلها تتقدم سريعاً حتى تلحق به و حالاما وصلت اليه حتى تأبطت ذراعه و مالت بكتفها عليه قائلةً بنعومة :
-لا اريد ان ارى بلاكى هكذا !
-هذا اللقب وحده كفيل ليجعلنى لا احدثك مرة اخرى ..
-اوووه .. لا تستطيع ! كما انك تعلم اننى احب اللون الأسود ، لذا انا احبك
ابتسم هارى ناظراً خلفه نحو نايل الذى كان يتحدث مع لوى و ينظر لهم خِلسةً و ضحك هارى مما جعل نايل ينظر له بتوعد و نظر للأمام مرة اخرى ، لكنها لم ترى اى من هذة النظرات .
وصل الجميع امام المنزل الذى كان له سلم خشبى مكون من خمس درجات ..
ظلت إلينا تنظر لهذا المنزل الذى تحتضنه الخضره و الورود بإعجاب شديد ، كانت تتأمل به و فجأة حاوطت يدٌ ما خصرها بينما كانت فى طريقها لتنظر إلى ما خلف المنزل و سمعت صوته الهادئ الحالم :
-ليس الآن ، هيا للداخل اولاً نستريح و نشحن بعض الطعام بهذة المعدة المسكينة و نفعل كل ما نريد
-هل أخبرتك اننى اكرهك ام لا ؟؟
-أجل .. منذ عشرة دقائق تقريباً
ضحكت بخفة و لعبت بخصلات شعره الذهبى متمتةً بـ بـلـو .. سألها قطاباً حاجبيه :
-ماذا ؟!
-لا شئ..
اجابته بمرح و صعدت درجات السلم الخشبى و هى تصفق بيدها بطفولية متشوقةً يملؤها الحماس مما جعله يتأملها بإبتسامة لم تفارق محياة منذ فترة ، و افاقه من شروده صوتها و هى تخبره :
-هيااا .. انه منزلك !!
صعد الدرجات فى لمحة بصر ليقف جنبها و يدخلا المنزل معاً لتتفاجئ بفتاة صهباء شديدة الجمال و ذات عيون زرقاء و قوام ممشوق .. هل هذة الفتاة حقيقية ام ما ؟!
لكن لم تنتظر طويلا حتى تعرف اجابة سؤالها عندما شقت طريقها نحو نايل مهرولة تعانقه و يتضاحكا ..
-اوووه.. لم أكن أعرف ان الجميلة الصهباء هنا !؟
-سأترك هذا المنزل فى التو واللحظة اذا اخبرتنى انك لا تشتاق لطعامى !
حك رقبته بإحراج مخفياً ضعف موقفه و قال لها بسعادة :
-دائما ما تفوزين بما يتعلق بالطعام .. لكن اشتقت لكى حقاً
اخبرها معانقها بخفة و ابتعدا ثم نظر نحو إلينا قائلاً :
-و هذة مجنونتى الأخرى .. إلينا
-مرحبا بكى .. متأكدة انكى ستستمعين كثيراً هنا
-مرحبا بكى .. أ..
-سوزان ..
افصحت الصهباء عن اسمها بينما أقبل نايل قارصاً وجنتها بخفة قائلاً بنبرة الاطفال :
-سوزى..
ضحكت و قالت له
-لن تنضج ابداً يا احمق .. مثلى تماماً
انخرط الجميع بالضحك عداها .. نعم .. هى .. إلينا .. بل نَـقُل تصنعت الضحك .
- هيا .. أخبرينى أنكى أعددتى لنـا بعض الطعام !؟
-بالفعل عزيزى ، و الطعام الذى تشتهيه طعاماً ، ان ريتا تراقبه بالفرن حالياً ، فقط اصعدوا و بدلوا ملابسكم حتى يكون كل شئ جاهزاً
بدأ الجميع يصعد لغرفاتهم بين تأففات ليام لأنه لا يريد مشاركة الغرفة مع هارى و يتمنى اذا كانت صوفيا حضرت .و تأففات إلينا -المصطنعة- و لكنها لم تكن مصطنعة كلياً .
تقبلت وجوده بالغرفةِ و تذكرت اول يوم و كيف كان نائماً على الأريكةِ المتأرجحة بحديقة المنزل ، ثم انهما ناما عديد من المرات معاً و بسريرٍ واحد ، و الوضع الحالى جيد لأنه يوجد سريران بالغرفة .
دخلا الغرفة و ألقت عليها نظرة سريعاً ، خاطبها نايل قائلاً ضاحكاً :
-بإمكانك ان تفرغى حقائبك و انتى مطمئنة بعدم حزمها مرة اخرى غدا .. سنمكث لفترة
-هذا أفضل ..
اجابته بإختصار و اتجهت صوب حقيبتها تفتحها بينما فتح نايل حقيبته بسرعة و أخرج بعض الملابس و اتجه للمرحاض يغتسل و هى وقفت تنظم خزانتها -من جديد - متمتمةً ببعض الأغانى و لكنها توقفت عندما سمعت صوت غناؤه العالى المرح مما جعلها تضحك و فضلتْ أن تستمع إليه .
خرج من المرحاض مرتدياً ملابسه و لكن ما زالت بعض قطرات الماء تتقطر من خصلات شعره الذهبى الذى بدأ يحول لونه للبنى ، او بالأحرى للونه الأصلى .
نشفه جيداً ثم عاد للمرحاض مجددا و خرج حاملاً ملابسه التى بدلها واضعاً اياها بصندوق الغسيل الموجود بجانب المرحاض مباشرةً .
-هل انتهيتى !؟
-أجل ..
- هل ستغتسلين أم ننزل ؟!
-لا أحتاج ، لم تتسخ ملابسى
-حسناً.. هيا
أسَرَ كفَ يدها فى قبضته الكبيرة كعادته و نزلا للأسفل و قد نزل البعض من الرفاق و بدأوا بوضع الطعام عالمائدة بينما اتجه لوى للتلفاز و شاركه زين .
كانت الصهباء تضع الطعام فى الأطباق بسرعة و مهارة فائقة و كأنها آلة ، و كان شعرها مرفوعاً للأعلى على هيئة كعكة ، و كانت بيرى تساعدها بوضع الأطباق عالمائدة و اتجهت هى لتساعدهم.
سمعا صوت رجولى خشن من الخارج ، فخرج نايل مسرعاٌ نحو الصوت .
-العم ويليام ..
-ابنى العزيز ، كيف حالك ؟!
-على ما يرام ..
وقفا يتبادلا التحية و السلامات و وقفت إلينا بالقرب منهم و عرفت أنه رئيس العُمال بالمزرعة.
ولى الرجل مدبراً و بدأ الجميع يأخذون مقاعدهم حول المائدة ،و تحدثت الصهباء بعد ان وضعت كل شئ :
-هل هذا كان أبى ؟!
-أجل .. كان يلقى التحية ، أين ريتا ؟!
-لقد طلبت منها أن تحضر البيض من حظيرة الطيور ..
-و لما فعلتى هذا ! ألا تعلمين أننا سنتناول الطعام الآن ؟! سيفوتها الطعـ..
-هششش .. انظر جانبك ثم كُِل طعامك !
نظر نايل بجانبه و كانت الصغيرة ريتا أتت و تبتسم بإستحياء و قال لها :
-لما تأخرتى ؟!
-أ أسفة ، كنت .. فقط .. كنت أشاهد أبى و هو يروج الحصان الجديد
-اوووه.. لقد أحضره ، هذا مشوق ، هيا اجلسى
جلست الصغيرة بجانب -أختها- و بدأ الجميع يتناول الطعام الذى كان شهى كاللعنة ! و كانت تراقب نايل و هو مستمتع بطعامه ، اإنها تعلم انه لا يغمض عينيه هكذا وقت الطعام إلا و اذا أعجبه الطعام و يريد أن يستمتع به ، فوجدت نفسها تلقائياً تغمض عينيها لتستمتع هى الاخرى .
-يا الاهى هل انتى مثله ؟!
فزعت إلينا قليلاً و فتحت عينيها تنظر لسوزى المتسائلة قاطبةً حاجبيها متسائلة و وضحت سوزى :
-انه يغلق عينيه دائماً هكذا عند تناول الطعام
-انه فقط يغلقها اذا أعجبه الطعام حتى يستمتع به ..
قالتها إلينا و كأنها تتحدى الصهباء او شئ من هذا القبيل ، و لم تلحظ أن نبرتها كانت جافة قليلاً مما جعلها تبتسم لها حتى لا تزعجها ، و لم ترى شبح الابتسامة الذى نما على وجه كل من هارى و .. نايل.
بعد انتهاء الجميع من الطعام قامت الفتيات بنقل الأطباق مرةً أخرى للمطبخ و وقفت سوزى و بيرى ينظفوها و إلينور و إلينا يرتبان كل شئ .
كانت تستمع لكل ما تقوله الصهباء و تبتستم تارة و تتصنع الإبتسام تارةً و لا تبدى أيَّـةَ تعبير تارة اخرى ، كانت تستمتع بحديثها عن نايل و هى تعرف بعضاً من مواقفه و طرائفة .
بدأت الفتيات يمدحن فى طريقة طهيها و طعامها الشهى و هى تتقبل هذا الإطراء بخجل ، نظرت لها إلينا محدثةً نفسها قائلة " و هل ينقصنى ان تتورد هذة الخدود ! " .
-اذا ، هل تعملين هنا كـ خـا .. مدبرة منزل ؟!
سألتها إلينا و ظلت تلوم نفسها انها كانت على وشك ان تنعتها بـ " الخادمة! " ، و شكرت الله فى سريرتها على انها لم تلحظ ما كانت على وشك ان تقوله !
-شيئاً من هذا القبيل ، كما عرفتى منذ قليل أن أبى يعمل هنا و يساعده أخى و انا و أختى الصغيرة و أمى أيضاً ... تعمل أسرتنا هنا منذ فترة طويلة جداً ، حتى اننى أتذكر السيدة مورا .. كنت بالثامنة عندما توفت ، و عندما يوجد أحد بالمنزل هنا أتولى شئونه و أساعد أمى أيضاً..
توقفت و نظرت لإينا لتناولها كوب الماء ، فنظرت حولها و تقدمت منها و رفعته لمستوى فمها نظراً ليدها المتسخه ارتوت سوزان، أنهت كوب الماء و أكملت :
-لا أنكر أننى أكرهُ هذا او فـلـنَـقُـل أكرهُ عندما يأتى ضيوف السيد جايمس و لا أعلم لماذا دائما يكون معهم اولادهم -الفتية- الذين لا يتوقفوا عن المغازلات اللعينه التى أكرهها ، و لكن حالما عرفت انه نايل فرحت جداً و كما أن رفاقه رغم تفكيرهم السئ الذى يودى بهم للتهلكة رويداً رويداً و لكننى أحترمهم جميعاً و هم لا يتغزلون بى ، كما أننا أصدقاء
أومأت إلينا و تنقلوا من حديث لآخر و تحدثوا عن طهى الطعام و سألتها سوزى :
-هل تعلمين ان نايل يحب الفتاة التى تطبخ و ذات شهية جيدة ؟!
وقع الطبق من يدها او لنَـقُل انها تركته ينفلت من يدها بغضب و رأته و هو يتكسر لقطع متفاوة الحجم ، رفعت نظرها بتوتر لهم و سرعان ما تقدمت سوزى منها و قالت :
-ما بالك يا فتاة ! تمالكى أعصابكى قليلاً
لم تضف إلينا حرف و لكن صدرها يعلو ويهبط بسرعة و دخل نايل سريعاً :
-ماذا حدث !؟
أدارت و جهها نحوه بسرعة و كأنها تحتمى به من شئ لا وجود له ، و نظر لها بعيون قلقة ثم نظر على الأرض و قالت بتقطع :
-أنـ .. أنا أ أسفة.. لم أقصد . فقط .. هرب من يدى انـ..
-هرب !!
-اصمتى إلينور! اهدأى عزيزتى لم يحدث شئ ، فقط طبق لعين ، سأحضر لكى دستةً لكى و نستمتع بتكسيرها
ضحكت بخفة على كلماته و قالت سوزى و هى تجلس القرفصاء و بدأت تلملم شتات هذا الطبق المسكين :
-فقط لا تضعا فى الحسبان أننى سأنظف خلفكما هذه التراهات
-و إذا أخبرتك أننى سأجعلك تكسرين بعض الأطباق ؟!
-لا ترشينى نايل هوران!!
ضحك ضحكته المعتاده التى ترن فى أذن من يستمع إليها و ربت على شعر إلينا و حرك يده بعشوائية به مما جعلها تحرك رأسها ضاحكةً ، استأذنتهم و خرجت تجلس أمام المنزل .
لم تدم جلستها على الدرجات الخشبية لتقوم و تتجول حول المنزل و ترى كم هو ساحر و خلاب ، هل هذة الجنة على الأرض !!
الحقول التى تقع خلفة و الحظائر التى تبعد قليلاً عن المنزل و كانت تتمنى الوقت التى ستتجول بهذه الأراضى الساحرة!
كانت تدور حول المنزل و ترى كل ما يحيط به و فجأة أتاها صوت لم تطل التفكير حتى تعرفت عليه :
-لماذا تحدثين نفسك؟ .. اوووه.. لقد نسيت .. المجانين دائما ما يحدثوا أنفسهم !
-ألا يوجد مكان لا توجد به يا حبة البازلاء انت !
ضحك دان بدون انقطاع و اقترب منها قائلا :
-كم كنت أتمنى أننى لم أكسر لكى احد أطرافك او قطعت لسانك لحظة ما اصدمت بكى !!
-لا تغضبنى يا رجل ؛ ستندم
-أحب أن أغضبك الجميلات أنا ..
-سيغضبك الجميلات اذاً يا عزيزى
-اوووه قالت عزيزى .. أعرف أننى فاتن ، شكرا شكرا ..
ضحكت بأريحية ، تلمست به شئ بنايل لا تعلم ما هو ، انهم أقرباء بكل الأحوال و طبيعى ان يكون بينهم صفات مشتركة ، مما جعلها لا تشعر بأى حرج منه عندما أعاد سؤاله مرة اخرى و قالت:
-لا أعلم.. لكن هذه الصهباء تدفعنى للجنون او الانتحار فى القريب العاجل !
-ماذا ؟! ... تقصدين سوزى !!
-تعرفها ؟!
-بالطبع .. ما بها ؟!
-ليس بها شئ ، او بها كل شئ اذا قُلتُ الحق
-عجباً للفتيات و هذه الغيرة !
نظرت له بدهشة و فمها مفتوح و قالت له :
-أنا لم أغار من فتاة قط !! لكنها لا أعلم ما بها جعلنى أشعر و كأننى أكرهها ..
-هى جميلة.. لكنك جميلة انتى الأخرى ؛ انظرى لنفسك يا فتاة!
-بربك دان .. أشعر و كأنه ينقصها ڤولت و تضئ بدلا من المصابيح بالمنزل!
ضحك دان كعادته على كلامها العجيب مضيفاً :
-هكذا ضمنت أنه اذا انقطعت الكهرباء سيوجد لدينا مصباح بديل ، بل مصباحان
أنهى جملته بإبتسامة لاعباً بشعرها بعشوائية هو الأخر مما جعلها تعجب قائلة:
-ما بال تلك العائلة التى لا تنفكُ تلعب بشعرى ! سأقصه بسببكما قريباً .. او بالأصح بسببكم ، لن انسى الملقاط الصغير !
-اوووه .. أول مرة أرى مصباح لديه شعر!؟
-انت لديك شعر انت الأخر
-وااو.. هذا يعنى أننى مصباحٌ انا الاخر ؟!
-انت عمود إنارة يحمل مصباحا .. لديه شعر
ضحكا معاً ، و قامت هى بتجميع شعرها على هيئة كعكة بواسطة مشبك شعرها التى كانت تلم به بعض الخصلات و قال لها:
-ان سوزان حقاً رائعة ، و أنا أجذم أنها لم تفعل شيئاً أزعجكى
صمتت بضعة ثوانى و نظرت ضامةً شفتيها للأمام له محركةً رأسها نافية ، أضاف:
-لذا فقط اعطى لنفسك فرصة حتى تعرفينها جيدا و تتقربى منها ، ثم انها ستعتبرك أختها الصغيرة
أومأت له ، ثم شردت قليلاً و تذكرت انها قالت ان والدة نايل توفت و هى بالثامنة ، و نايل كان بالسابعة ! اذاً هى تكبرهم جميعاً!
-كم عمرها دان ؟!
-انها فى مثل عمرى
-حسناً.. هيا ندخل.. أريد أن أشرب شاياً
أخبرته و اتجهت نحو درجات السلم الخشبى ، و صعد خلفها دان قائلاً بحسرة :
-اللعنة ! هل أكلتم !؟
-لم أكن أعلم أنك قادم ..
قالت إلينا مبررةً لحظة دخولهم باب المنزل ، أضاف دان بغضب مشيراً صوب نايل :
-هذا الأحمق يعرف
ضحك نايل الذى كان لتوه خارجاً من المطبخ ، و قال لها :
-اذا كنت أعرف أنكِ ستعودين بهذا الكائن لما كنت جعلتك تخرجين من باب المنزل
-و هل انت واصى علىّْ يا هذا
-مشاكسة ..
اقترب منها مُحاوطاً جسدها بذراعه قائلاً بصوت ليس عالى و ليس منخفض و لكن به نبرة اهتمام جالية :
-هل انتِ بخير ؟!
-أجل ، كنت أتجول حول المنزل
-حسناً
أخبرها بهدوء و ابتسامة ، كان يرفع يده ليلعب بشعرها كعادته و لكنه تفاحئ بالكعكة التى تعلو رأسها ، ضم شفتيه قائلاً:
-أكره الكعك أنا !
-انت تحب كل ما يتعلق بالطعام نايل
أخبرهُ هارى ساخراً و هو فى طريقه نحو الأريكة حيث يجلس الجميع ، قال لها نايل بنفس نبرة الصوت الذى تحدث بها منذ قليل:
-أحب الكعكة على الفتيات ، لكن لا أحبها عليكى .. أحب شعر روبـنـزل هذا !
أنهى جملته و هو يقوم بسحب مشبك شعرها لينفرد شعرها مغطياً ظهرها لأسفله و ابتسم قائلاً و هو يلعب بشعرها:
-يعجبنى لقب روبـنـزل .. روبـنـزل ❣
ضحكت بإستحياء ، و كان يغمرها فرحة عارمة ، مثل فرحة الطفل الذى استعاد دميته ، لكن الذى سرق دميته ما زال موجوداً !
تجمعوا جميعاً أمام التلفاز و بدأوا بمشاهدة فيلم قد اختاره زين و جلس الجميع بأريحية يشاهدوه و يعلقوا و كل منهم يعطى الآراء ، البعض يتفق فى رأيه و الأخر يختلف و يصمت الجادل عند مقولة ليام المشهورة :
-انها مجرد أراء .. آراء
يضحكون ثم يصمتوا لمتابعة الفيلم متأهبين لمشهد اخر يتناقشون به و ينتظر ليام حتى يصمتهم بجملته .
عند انتهاء الفيلم كان نام البعض و الأخر فى مرحلة سبات عداهما -نايل و إلينا - كان كالعادة يجلسان بحانب بعضهما و لم يغلبهما النوم كُلياً :
-هيا أيقظهم لا تجعهلم يناموا هكذا
-لا أريد
-هيا بربك نايل .. لا أريدهم يستيقظون غداً و يملؤهم الإجهاد و الخمول و يقولون انهم لا يريدوا ان يخرجوا و انا لا انوى ان اقضى اليوم بالمنزل أرجوك .. افعل شيئا لـ روبـنـزل!
انهت كلامها بصعوبة نتيجة ألم معدتها اللعين الذى عاودها ، ابتسم نايل للقب روبـنـزل قائلاً:
-حسناً.. فقط أفيقى قليلاً انتى الأخرى ، لا اريدك ان تسقطى عالسلم
أومأت له ضاحكة ، و نهض بكسلٍ يوقظهم و هى توقظ الفتيات بصعوبة ، قال نايل:
-حظكم اننى اشعر بالنوم و لا أستطيع أن أوقيظكم بطريقتى الخاصة
بعد ربع ساعةٍ قد استيقظ الجميع و اتجه لغرفته عدا دان الذى نام على الأريكة .. تباً لهذا الباندا الخمول !
صعدت لغرفتها و بدلت ملابسها و تمددت فوق فراشها و أخذت شهيقاً طويلاً و زفرته ، نامت على جانبها الأيمن مُكومةًِ نفسها و هى تحتضن الوسادة و تزفر بهدوء.
سمعت صوت طرق على الباب و أتاها صوته الهادئ :
-هل انتهيتى ؟!
قطبت حاحبيها متسائلة ما الذى انتهت منه ، و لكنها سرعان ما ابتسمت ابتسامة هائلة بمجرد أن تذكرت أنه جعلها تصعد اولاً و أخبرها أنه سيصعد بعد قليل ، هل من الممكن أن يكون انتظر حتى تبدل ملابسها دون حرج منه !! ، لعقت شفتيها بهدوء و قالت بصوت نائم .. لكنه ناعم :
-تفضل ..
فتح الباب بهدوء و أغلقه خلفه و كان يحمل بيده كوباً و واضح أنه ساخناً ، تقدم و وضعه على الطاولة الصغيرة التى تفصل السريرين عن بعضهما البعض ، اقترب منها رافعاً بعض الخصلات عن شعرها سائلها بإهتمام :
-هل غفوتى ..
هزأت رأسها بالإيجاب مما جعله يضحك بخفوت و ضحكت هى الأخرى و اشتد عناقها على الوسادة.
قطبت حاحبيها بهدوء و تعجب ، اخذت شهيقاً طويلاً و كأنها تحوال ان تشم هذه الرائحة الطيبة ، ابتسم و قال :
-ألا تريدينه ؟!
فتحت عينيها ببطئ و نظرت له و سألته بإبتسامة دافئة :
-هل أعددت لى النعناع الساخن !؟
-أجل.. كنت أعده دائماً لـ نيل اذا لم تكن مارثا بالمنزل
وضح نايل بهدوء و حاول ان لا يجعلها تخجل من شئ ، أضاف :
-ثم اننى قررت ان أنتظر قليلاً حتى لا تشعرى بالحرج و تفعلى ما تريدينه على راحتك دون ازعاح منى ، فإقترحت ان أصنع لكى شيئاً ساخناً حتى تنتهين و أشغل بضع الدقائق التى انتظرتها
ابتسمت لتخمينها ! قالت له بصوت نائم :
-هل أخبرتك أننى لا أكرهك أم لا ؟!
-للتو أخبرتينى
أخبرها ضاحكاً على هذة المزحة التى اعتادها منها ، دائما ما يقولا أنهما يكرهان بعضهما البعض و فى نهاية اليوم يسألا نفس السؤال "هل أخبرتك اننى لا أكرهك أم لا؟!".
حاول ان يجعلها تستقيم فى جلستها لتحتسيه و نجح فى هذا ، و ناولها الكوب الساخن الذى أحاطه بغلاف عازل للحرارة يوضع حول الكوب ، و بدأت ترتشفه شيئاً فشيئاً و هو يراقبها فى صمت الذى يقطع صوت ارتشافها الذى يظهر بخفة كل بضعة رشفات .
لم يُرِد ان يشعرها بالحرج من تأمله ، فقطع هذا الصمت قائلاً لها :
-إن نيل كانت تخبرنى دائماً انها تشعر بوجود مخلوقات صغيرة فى حجم عقلة الإصبع تأكل فى معدتها !
ضحكت و كادت ان تفلت الكوب فتقدم منها سريعاً ضاحكاً يأخذ الكوب حتى لا تسكبه ، و عندما هدأت من نوبة الضحك أعاده إليها ، و قالت له :
-انه شعور مماثل ، لكننى اشعر أحياناً ان هناك حرب أهلية فى معدتى بين المركبات الكيميائية و يخترعون قنابل ذرية ثم .. بووووب ! تشعر ان شئ تفجر بمعدتك
-يا الاهى.. هذا بشع !
-ليس بشعاً جداً ، أحيانا أستلقى على معدتى و أضع يدى فوق معدتى و استمع لهذة القنابل. و أظل احدث معدتى ، كانت صديقتى أليكس تقول لى أننى اجعلها تشعر و كأننى أخاطب طفلى ..
ضحك نايل ظاهراً غمازته التى تظهر فقط عندما يضحك ، و الثغرة التى توجد بطرف ذقنه التى تزداد عمقاً كلما ضحك ، أخبرها ممازحاً :
-تباً لعقليتكم أيتها الفتيات!!
-انها كارثة حقيقية تسير على الأرض ، سأخبرك بشئ أخر ..
-فقط لا تسكبى الكوب ..
حذرها بإصبعه قاطباً حاجبيه و أومأت ضاحكةً و استكملت :
-عندما كنا بالصف الثامن ، كنا فى صف العلوم و كان المعلم يشرح دورة الطمث و طبقاً للمنهج لا يوجد توسع به و لم نكن نعرف بعض الأشياء التى كانت كما قيل لنا -أشياء خاصة بالناضجون- فوَضحَ لنا بإختصار ان دورة الطمث تحدث للفتيات عند عدم وجود .. أ أ ..
-تحدثى يا فتاة لا وقت للتأتأة شوقتينى لأعرف !
-حسناً.. أخبرنا أنها تحدث عند عدم وجود.. أ .. انت تعلم .. حيوان منوى حتى يخصبها ، و أن لها الآلام تصاحبها و أوجاع ، فسألت أليكس المعلم بكل ثقة "و لما لا نجلب هذا الحيوان و نستريح ؟!"
فورما أنهت جملتها حتى انتابته نوبة ضحك هستيرى واضعاً يده فوق معدته من كثرة الضحك ، ضحكت هى الأخرى لكن ليس مثله و ظلت تلعق شفتيها بهدوء محدقة فى الكوب و الإبتسامة على محياها جالية ، سألها بفضول :
- و ماذا حدث بعدها ؟!
-أنا الأخرى لم أكن أعرف شئ و كنت أخجل أن أتحدث بشئ ، و وجدنا معظم الطلاب بالفصل يضحكون بالطبع شاركهم المعلم هذا الضحك ، و اخرون لا يفقهون شئ .. حتى جعل المعلم الصف يهدأ ، و عاد للشرح و لم يجيبها .. كان يوم لعين ، و كلما تزعجنى أليكس بشئ أذكرها بهذا اليوم فتصمت
ما زال نايل يضحك بهدوء ، و مد يده قارصاً أنفها بخفة قائلاً:
- روبـنـزل خاصتى خجولة ..
ابتسمت و حركت أنفها كردة فعل ثم و ضعت الكوب بجانبها و بدأت تعود لوضعيتها الاولى و تتمدد عالسرير ، تقدم منها مقبلاً جبينها قائلا :
-ليلة سعيدة روبـنـزل ، لا تقلقى ..سيأتى فارسٌ وسيمٌ يوماً ما و يُريحك من الحرب الأهلية التى بداخلك هذه
نظرت له بخبثٍ هامسةً و لكن بنبرة سمعها :
-سافل !!
ضحك و اتجه لسريره و خلع حذائه ثم تمدد ليتسلم كلاهما للنوم ، تغمرهما السعادة .
+
فى صباح اليوم التالى أيقظها بخفة متلاعباً بوجنتها الوردية قائلاً:
-استيقظى لتدعى هاتين اللؤلؤتين الزرقاوين يتمتعان بنور شمس ايرلندا
ضحكت بخفة فاتحةً عينيها لتفصح عن ما يَـدَّعِـى بأنهما لؤلؤتان .. أخذت نفساً عميقاً صاحبه تثاؤبها ، فردت ذراعيها على مصراعيهما و ضمتهما مرة اخرى عدة مرات لتستفيق ، سألته عن الوقت و أجابها أنها التاسعة صباحا ، و استكمل :
-لم أحبذ أن أوقيظك و جعلتك تأخذين قسطاً كافى من النوم حتى لا تتعبين فى جولتنا ، تثائبت مرة اخرى و شكرته بلطفٍ ، استكمل :
-استيقظى و بدلى ملابسك و ارتدى شيئاً مريحاً حتى لا يزعجك أثناء سَيرُنا ، و اممم .. انتِ لا ترتدين كعباً بالأساس ، أعرف عشقك للأحذية الرياضية
ضحكت و أومأت له ضاحكة ثم قال و هو فى طريقه للخروج من الغرفة :
-لا تتأخرين حتى لا ينفذ الطعام .. روبـنـزل!
أغلق الباب خلفه مما جعلها تشهق محدقةً بباب الغرفة ، هل قال روبـنـزل حقاً ؟!
اذاً لم تكن تحلم بالسيد نايل النبيل هوران.
ابتسمت فى سريرتها و نهضت بنشاط لتقوم بالروتين اليومى ، و بدلت ملابسها لشئ مريح كما طلب منها .
*ملابس إلينا ،فقط لتتخيلوا الملابس ،لكن هذا ليس شكلها:') *
نزلت للأسفل و وجدت الجميع تجمع بالفعل ، ألقت تحيتها الصباحية ، و فى طريقها للمائدة سمعت صوت كركبةً بالمطبخ فدخلت فوجدت الصهباء تقف و تقفز كالأقزام مما جعلها تتذكر حديث نايل عن أقزام معدتها الذين فى حجم عقلة الإصبع ، فضحكت بخفة .
نظرت لها الصهباء و لكن بأسى و لمعت عيناها و كأنها ستبكى ، تقدمت إلينا منها بسرعة متسائلة عما حدث -بقلق جالى عليها- فوضحت الصهباء :
-كانت المقلاة ساخنة للغاية و سهوت و مسكتها بيدى دون القفازات .. انها تؤلم بشدة .. و يجب أن أضع الطعام بسرعة .. يا الاهى .. أن الجمـ..
-هششش.. اهدأى قليلاً ، ثوانى و سأعود لكى
دخلت المرحاض الذى يوجد بجانب هذا المطبخ و شكرت الله على وجود معجون الأسنان به ، أخذته و عادت سريعاً لها و وجدت ان عينيها بدأت تقطر بالدموع .
-اهدأى أرجوكى .. لم يحدث شئ ، سأضع هذا عليه و بعد الفطار اغسليه بالماء ثم صعى عليه علاجاً مضاداً للحروق و شاش طبى و انسى امره تماماً !
انتهت إلينا من وضع معجون الأسنان فوق إصبعها فور انهائها لحديثها ، و قالت لها بإبتسامة رائعة :
-انكى جميلة حتى و انتى تبكين .. تباً لكى يا فتاة!
ضحكت الصهـ .. دعونا نقول - سوزان - او -سوزى- الآن ، ضحكت بإستحياء و شكرتها و قالت لها بإبتسامة و هى تمسح أدمعها التى أفلتت من أهدابها دون استئذان :
-انتى أيضاً جميلة .. أسفة لإجهادك معى
-لا تقولى هذا.. واحدة بواحدة ! انا كسرت الطبق أمس و ساعدتينى و الآن انا ساعدتك
أومأت له بخفة و قالت لها بهدوء :
-أنا اسفة عما حدث بالأمس ، كلامى عن نايل و أنه يحب الفتيات التى تطهو جيداً و ذات شهية جيدة ، كنت أعتقد أنكما .. تعلمين .. معاً ، فأحببت أن أخبرك بعضاً عنه، لكن أخبرتنى الفتيات أنكم مجرد أصدقاء ..
صمتت إلينا برهةً و ابتسمت لها و ربتت على كتفها متفهمةً الوضع .
التّفت إلينا حولها ثم أفرغت محتوى المقلاة ، و حملت الطبق للخارج و حملت سوزى دورق مياه و وضعت كل فتاة ما تحمله فوق المائدة و جلستا لتتناولا طعامهما .
-ما هذا !؟
تسائل دان متعجباً من إصبعها و أخبرته بما حدث ثم سألها:
-هل يُريحك هذا المعجون !؟
-أجل.. لم يعد يؤلمنى
اجابته بإبتسامة أضاف نايل ممازحاً :
-لدينا سوبر وومان فى المنزل
-و هل ماتت روبـنـزل أم ماذا ؟!
سألته إلينا متصنعة الغضب أجابها موضحا :
-انتى مخلوق متعدد الشخصيات عزيزتى
-أحمق ! هل أخبرتك أننى أكرهك أم لا ؟!
-أنا أيضاً
انتهوا من طعامهم و كالعادة حملت الفتيات الأطباق و غسلتها و لكن كانت سوزى ترتبهم هذة المرة نظراً لإصبعها بعد ان وضعت لها إلينا مضاداً للحروق و لفت شاشاً فوقه .
بعد نصف ساعة كان الجميع أمام المنزل فى طريقهم لجولتهم بالمزرعة .
-لم أكن أعرف أنك تمتلك كاميرا !؟
-حقاً !
سألت إلينا هارى و أجابها مبتسماً و هو يرفع الكاميرا أمام عينيه و يلتقط أول صورةٍ فى هذة الجولة .
ضحكت و هى تدير وجهها بسرعة مما جعله يقطب حاجبيه بإنزعاج قائلاً:
-حمقاء
اقتربت منه قارصةً و جنتيه قائلةً:
-لا تتصنع الغضب بلاكى.. ابتسم حتى تشرق الشمس
نظر لها ولم يستطع كبح ابتسامته التى تحولت لضحكة ، و صفقت بيديها فورما ضحك مما جعله يزداد ضحكاً .
بدأ الجميع يسير و فجأة وضع نايل فوق رأسها قبعة كبيرة حتى تحميها من الشمس ، نظرت بجانبها و شكرته و استكمل الجميع طريقهم نحو أول محطة و كانت الحظائر .
تفرق الجميع ، منهم من دخل حظيرة الطيور ، و آخرون دخلوا الحظيرة التى تضم أنواع العصافير المختلفة و الحمام أيضاً.
كانت تتوسط هذة الحظيرة شجرةٌ ليست بالطويلة ، و أخبرها نايل أنهم يطلقون سراح هذة العصافير و الحمام يومياً حتى لا تمل .
تقدمت من بعض أقفاص العصافير بمرحٍ و هى تراقبهم و عيناها متلألأة من الحماس و تشير عليهم بعشوائية ثم تحدثت :
-يا الاهى.. ما أجمل هذا العصفور ! إنه يشبه هارى
ضحك نايل و اقترب من القفص بيراه جيداً و ابتسم ثم أومأ برأسه بالإيجاب مما جعلها تنظر لها و مازالت تضحك.
أشارت على عصفورٍ بعيد أخر قائلةً:
-إنه يشبهك نايل !
تقدم من قفص هذا العصفور مدققاً عيناه ثم ضم شفتيه بحزنٍ مما جعلها تسأله بسرعةٍ :
-لما برمت شفتاك هكذا .. انه يشبهك
-إنها عصفورة و ليست عصفور إلين !
-اوووه.. أسفة .. كيف تعرف اذا كانت بنت ام ولد ؟!
نظر لها رافعاً حاجبيه و قال بسخرية:
-بنت ام ولد !
-ماذا ؟!
-لا تُقال هكذا!! .. قولى ماذا جنسه ذكر أم أنثى
نظرت له قاطبةً حاجبيها بغضب و انزعاج ، كومت يديها لصدرها و قالت بإنزعاج و هى تبتعد قليلا و توليه ظهرها لتنظر لعصفور آخر :
-ليس كل الولاد ذكور يا سيد !
ضحك نايل بمرحٍ و قال متهكماً :
- ليست كل الفتيات إناث !
-حقاً.. إذاً ..
قالتها بأعين متوسعة و هى تنظر له ، ألقت كلمتها الأخيرة و التفتت مرة اخرى متوجهةً لخارج الحظيرة .
ظل يضحك و يناديها و لكنها كانت فقط تسرع من خطواتها متصنعة الغضب كعادتها و اتجهت للحظيرة المجاورة .
كان الجميع يراقبون الطيور المختلفة بسعادة ، و دوى صوت صراخ لوى فجأة :
-اللعنة!! لقد عضت تلك الإوزة إصبعى !
ظل يقفز كالأطفال و هم يضحكون عليه ، مكثت بضع دقائق تشاهد الطيور بشرود ، إنها لم تراها من قبل سوى على التلفاز !
شق صوت ما أذنها مما جعلها تلتفتت بسرعة لهذا الصوت بحماس شديد ، كان صوت صهيل الحصان !
وصل فمها أرضا لحظة ما رأت نايل يمتطى ظهر حصان أسود اللون الفحمى ، و زيله به بعض الشعر الأبيض و كذلك غرتهِ ، ما هذا المخلوق الساحر يا سادة !
-هذا يشبهنى ، و ليست عصفور..ة !
قلبت عينيها بتملل و استدارت بحانبها غير مكترثةٍ به ، تقدم قليلاً بحصانه و سألها و هو يربت على نحر الحصان بخفة و يلامس شعره الفحمى الطويل الذى و بلا شك ناعم :
-ألا تريدين أن تجربى ؟!
-لا ..
-هيااا أيتها المشاكسة
-لا تحدثنى
-هيا و إلا سأسجنكِ بالمنزل!
رفعت كتفها بلا مبالاه ، كانت تريد و بشدة ان تمطتى هذا الحصان اللامع و تحتضن جسد من يمتطيه من خلفه .. لكنها كانت تتصنع الحجج حتى يأتى إليها يصالحها ، و هو أيضاً كذلك .
كانت تحدث نفسها و تقول اذا طلب مرة اخرى سأصعد ، لنتظرت بفارغ الصبر و لكنه لم يسأل !
-لا تتحايل على الفتيات نايلوو
قالتها الصهباء و لا تتعجبوا من قول الصهباء مجددا ، فقد كرهتها مجددا لحظة امتطت هذا الجواد خلفه ، و قال لها قبل ان ينطلق بالأراضى الخضراء :
-كما شئتى !
ظلت تغلى فى مكانها كالمرجل المشتعل .
-لا تخطئى و تكابرى ثم تتذمرين !
-ماذا ؟!
قالتها بصدمه لهارى الذى وقف بحانبها مسنداً مرفقه على باب الحظيرة الخشبى ، أضاف هارى:
-هذا دلال كثير ..
-أنا لا أتدلل .. ثم ماذا تقصد بكلامك يا بلاك !
-بلاكى اذا سمحتى!! ، ثم هذا جالى عليكِ !
نظرت له تبلع ريقها بصعوبة و هزأت رأسها بالنفى ، استكمل :
-أنا اخر من تحاولين ان تخفى عليه شيئاً !
-أنا لا اخفى شيئاً ستايلز! .. انت تعلم ما يكون نايل بالنسبة لى !
اشاح نظره بعيدا لتقع عيناه عليه ممطتياً الحصان و خلفه سوزان ، قال لها :
-أجل .. أعلم
حل الصمت قليلاً و قالت بشبه همسٍ له :
-و على من سأتدلل .. سواه !
تسللت هذة الهمسة الحزينة لمسامعه ، فاعتدل فى وقفته و لف ذراعه حولها مقبلاً جبينها بخفةٍ مما جعلها تبتسم له و تلاشت تدريجياً هذة الابتسامة و قالت :
-إنها جميلة جدااا هارى
-أجل !!
رفعت نظرها إليه و ضربت كتفهِ قائلةً:
-يجب ان تقول لى 'لا'
-و هل لى أن أكذب ؟!
قلبت وجهها بغضب و تنحنحت قليلاً عنه لكنه ضحك و ضمها مجدداً قائلاً:
-لكن إنه بإمكانى أن أخبرك بأنكى جميلة.. و تفوقينها جمالاً ! ثم ان بداخلك شخصية رائعة لا تقدر بثمنٍ و لا تقارن بمالٍ ، و أنا واثق بأنه لا يهتم بالمظاهر حالياً
تمعنت فى كلامه قليلاً و أومأت ، و قال علاوة على ذلك بتهكم :
-ثم إنها لا تشاركه الغرفة منذ أكتر من شهر او شهرين.. ليس مثل شخصاً نعرفه !
نظرت له بتوسع محدقةً و قالت له و هى تضحك :
-لا أعلم كم مرة ذكرت هذة الكلمة مؤخرا ، لكنك تستحقها ..سافل !
ضحك ضحكة مدوية و هو يربت على كتفها و قطع صوت الضحك صوتٌ اخر قائلاً:
-روووووببببننننزززززل!!
و ظهر على الحصان كالفارس و الابتسامة منحوتة على ثغره ، و و قف بحانبهما و مد يده نحوها طالبا :
-هيا .. لن أرجع خالى اليدين على سولى!
شعرت بيد هارى خلفها و تحسها على التقدم منه و بالفعل تقدمت و مدت يداها و ساعدها فى امتطاء الحصان ؛ و بنفسه لف ذراعيها حول خصره لتلتصق بظهره مبتسمةً تغمرها السعادة .. الفرح .. و كل شعور يجعل قلبك ينبت له أجحنة و يطير بعيدا.. بعيدا جدا!
-هل اسمه سولى ؟!
-انه اختصار لإسم 'سليمان" ، انه اسم عربى الأصل ، و سولى عربى الأصل
أومأت برأسها ، و كانت ذقنها مستندة على ظهرهِ و رفعت ذقنها لتصل لكتفه ، و بدأت تحك ذقنها بعظمة كتفهِ ضاحكةً و انخرط فى الضحك هو الأخر و حذرها ملتفتاً يساراً نحو وجهها :
-لا تدغدغينى يا فتاة ! .. سننقلب و يدهسنا سولى
حدقت بوجهه و هو يحدثها و ابتسمت و أومأت و هى تحك ذقنها بعظمة كتفهِ للمرة الأخيرة .. و همست بخبثٍ له بجانب اذنه مسبباً له القشعريرة :
-عصفورتى ترهب الدغدغة !!
ابتسم ثغرهُ و رفع الحصان فجأةً مما جعلها تصرخ بإسمه و هو يضحك و قالت:
-أنا أكرهك نايل !!
-أجل.. أنا أيضاً..
ضحكت و تشبثت به مجددا.. بقوة .. و أراحت رأسها على ظهرهِ.
.............❣❤❣.............
كيف حالكم يا سادة ✋
اتمنى ان تكونوا جميعا بخير ❤
و أسفة على التأخير ::)
رأيكم فى البارت ؟!
إلينا؟!
نايل ؟!
باقى الشخصيات ؟!
أكثر موقف درامى نال إعجابكم ؟!
أكثر موقف رومانسى نال إعجابكم*اذا كان فيهx'D* ؟!
أكثر موقف كوميدى نال إعجابكم ؟!
-مصير ااشخصيات ؟!
-أكتر شخصية تحبونها حتى الآن ؟!
-صلوا عالنبى ❤
بليز جاوبوا على الأسئلة ، أريد أن أشعر ببعض الحماس 💕
All The love ❣
Elly adores All of You❤