Just My Luck | مُـجـرَدْ حَـظ...

Directioner_Elly

116K 10.5K 6.4K

" فُـرصة " °قد تتغير حياتنا كلها بفرصة ، أو صدفة ! فما بالكم بالذى تتغير حياته صدى الإثنين معاً ؟ " صدفة .. ت... Еще

Ch 1 | شريك جديد
Ch 2 | لمن هذه !؟
لمن هذه !؟ -لمن لم يظهر ليدهم-
Ch 3 |أصْـدِقَـاءْ !
Ch 4 | أصدقاء 2
Ch 5 | بداية جديدة
Ch 6 | ذكريات
Ch 7 | انتقام
Ch 8 | القبلة الأولى والأخيرة
Ch 9 | تعارف
Ch 10 | نزهة عائليه
Ch 11 | صداقات
Ch 12 | مقابلة !؟
Ch 13 | صدمة
Ch 14 | تغيرات
Ch 15 | يوم جديد
Ch 16 | صداقة جديدة
Ch 17 | ليلة مرح
Ch 18 | يوم رائع ..ولكن
Ch 19 | مفاجآه !
Ch 20 | تفرقة !؟
إلى من لم يظهر عنده بارت (تفرقة) .
Ch 21 | صرخات ..الآآم ....معاً
Ch 22 | تردد !
Ch 23 | أخبآر سارة !
Ch 24 | ٌحَـربٌ صَـغِـيـرَة !
Ch 25 | مَــوْعِــدْ !
Ch 26 | مَــوْعِــدْ -2
Ch 27 | الْـلـوْحَـةْ
رَمَـضَـاَنْ مُـبَـاَرَكْ
Ch 28 | ألَـسْـنَـا أَصْـدِقَـاءْ !؟
Ch 29 | انـْقِـطَـاعْ !
Ch 30 | وَعْــدٌ ؟
Ch 31 | لينا .. ناتالى
Ch 32 | يجب ان نضع حدا لهذا
Ch 33 | حبيبك !
Ch 34 | اضطرابات !
Ch 35 | أعلم كيف سأراضيك سيد هوران !
Ch 36 | نـقـيـــة
Ch 37 | حتى اذا كان على لائحة أمانىّْ انا !
Ch 38 | كَـرِهَـتْـهُ فـى تِـلـك اللـحظـات
Ch 39 | مَـلاگ
Ch 40 | {مَـلاگ {2
Ch 41 | الـوطن
:)
Ch 42 | كيف لى أن أغضب منك ؟
Don't اشتموا x"D
Ch 44 | لُـعـبـة
Ch 45| كيف لك ان تكون هكذا!؟
Ch 46 | تفاصيل صغيرة
Ch 47| محظوظة انتِ يا أنا
Ch 48| كم مِن مجنُونةٍ أمْتَلِكُ أنَا
Ch 49| هل سيتغير شئ؟
Ch 50| The End
new Story ❤

Ch 43 | عُصفورتى

2.3K 136 144
Directioner_Elly

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
يارب تكونوا جميعا بخير❤

∆المدرسة اتسرقت ، و نايل و كلهم سافروا ايرلندا ، و هيحضروا حفل زفاف ابن عم نايل ، و البارت اللى فات خلص لما إلينا كانت مع دان ∆

استمتعوا و علقوا على الفقرات فضلا و ليس أمرا :') ^_^
.................❤❣❤............

-انتى هنا مع نايل ؟!

نظرت له عاقدةً حاجبيها بإبتسامة لطيفة ،أجابت بلطفٍ :

-أجل ! .. هل تعرفه ؟!
-انا فرد من عائلة هوران يا فتاة !

وسعت عيناها بدهشةٍ و ابتسمت و كانا قد وصلا إلى بوابة المنزل .

أتى نايل نحوهم بسرعة و عانق دان عناق الشباب هذا و هما يضحكان .. أعتقد ان بينهم صداقة قوية .

-إننى هنا منذ أمس ! و لا آراك سوى الآن ؟!
-كنت مشغول كاللعنة أمس ! و عندما فرغت جئت إلى هنا

وضح دان ببساطه ، انه شخص عفوى جدا !

اربت نايل على كتفه بسعادة ،ثم التفت نحوها و عقد حاجبيه قائلا :

-هل انتى بخير ؟!
-أجل .. لا تقلق
-ألم أسألك قبل ان اخرج اذا كنتى تحتاجين شئ و قُلتى لا !
-لم يحدث شئ .. خرجت للتنزه قليلاً ثم ..
-ثم اصطدمت بى !

قاطع حديثهم دان و ابتسمت له إلينا ، أضاف نايل :

-ألن تكف عن ممارسة التزحلق هذا ! ستكسر شخصاً ما قريباً
-فى أحلامك يا بن العم !

استأذنتهم إلينا لتتركهم على راحتهم و صعدت لغرفتها ، بينما بقى الصديقان معاً و أتى بقية الرفاق ليحيوا دان .

كانت تتمدد على فراشها عندما سمعت صوت التهليل من أسفل ، نظرت من شرفتها و وجدت الجميع بالأسفل فى الحديقة ،بالطبع لن تجلس هكذا مثل المطلقات و هم يمرحون بالأسفل !

خرجت من غرفتها و توجهت نحوهم .

-من يراكِ قبل قليل لن يعرفك بالسيد سبونج بوب هذا !

ضحكوا على تعليق دان الساخر من ملابس إلينا مما جعلها تتقدم منه و تضربه بإحدى الوسائد قائلةً :

-لما هذه العائلة سليطة اللسان هكذا !؟
-هل تقصدين اننى سليط اللسان !؟
-انت و ذلك الـ دان و ذلك الملقاط الصغير

أخبرت نايل المتسائل ثم جلست بإحدى الأماكن الفارغة الموجودة و اضاف دان :

-لا تتحدثى عن هوران الصغير هكذا ! أشعر و كأنه سيكون آينشتين الثانى

ضحكت بدون توقف على توقعاته تلك ، ثم أضاف :

-انه فضولى جداا و الفضول و كثرة الأسئلة تنتج شخصية عبقرية مثلى !
-انت عبقرى ؟
-بالطبع .. أى شخص يكون كثير السؤال يكون عبقرى
-أو غبى

فتح دان فمه على مصراعيه و نهض من مكانه نحوها و لكنها قفزت بسرعة لتحتمى بـ لوى الذى قام فى نفس اللحظة ليجيب عن هاتفه

-لا لا لا لا لا.. أرجوك لوى ابعده ، اقسم لك سأصرخ و أجمع كل الأحياء و الاموات بهذه البلدة جراء صراخى و سأجعلك تصبح أصم و سأكسر لوح تزحلقك العزيز و ..

-اصـــــمـــــــــتــــــــــى !!

صرخ دان بدهشة من كلامها السريع هذا !؟ و أضاف :

-بحق الجحيم كيف قُلتى كل ذلك دفعة واحده ! و تقولين ان عائلتنا سليطة اللسان ؟!

-اهدأ يا أبله.. إلينا خط أحمر لا تقترب منها

حَذرهُ لوى ممازحاً و قام هارى و جعلها تقف خلفه مما جعلها تخرج لسانها لـ دان لتغيظهُ و قال :

-لا تقترب من حبيبتى

-حبيبتك ؟!

تعجب دان و نظر لنايل رافعاً حاجبه و قال له :

-اعتقدت انها معك .. اقصد حبيبتك

بدون مقدمات فقط تلاقت أعينهما معاً بسرعة و لكن أشاحتها هى سريعاً و تشبثت بقميص هارى ، قاطعهم ليام :

-لا انها حبيبتى !

وقف دان مشتت الذهن لا يعرف ماذا يجرى ما هؤلاء الحمقى !؟

تحركت إلينا من خلف هارى و ابتعدت بضعة خطوات عنهم و قالت و هى تحذرهم بإصبعها :

-أنا لست سلعة أيها المختلون

ضحك دان بصوت مرتفع و اقترب منها بسرعة قائلاً :

-انظروا.. لقد باعتكم فى لحظة !

ولف ذراعه حولها بسرعة و رفعها عن الأرض مما جعلها تصرخ و هو يضحك وظلت تهمهم بالكلام :

-لا لا .. انا احبك هارى ! و انت نايل و انت ليام .. لا تتركونى مع عمود الإنارة هذا
-عمود انارة !

تعجب دان من هذا التشبيه و انزلها بهدوء بينما تقدم نايل منهما و أخذ بكف يدها و أخبره :

-اذا عبثت معها فتحمل ألقابها
-أجل ..

قالتها متصنعة القوة و هى تشير بإصبعها نحوه مما جعله يُحنى رأسه فاتحاً فمه و كان على وشك ان يعض ذلك الإصبع الممتد لكن امتدت يد نايل بسرعة لتخفض يدها و قالت له بدهشة :

-الأول ..يحب الطعام و الثانى فضولى بشكل لا يحتمل و الثالث أكل لحوم البشر ..يا لها من عائلة مثالية

-سليطة اللسان حقاً

ضحك نايل ثم استطرد دان قائلا و هو يقترب منها و يعد على اصابعه :

-الطعام .. الحفلات .. المهرجانات.. حس الفكاهه .. ايراندا أسلوب حياة يا عزيزتى !

هز نايل رأسه على الجانبين ثم لف ذراعه حولها و قال :

-فقط ابتعدى عنه !
-وووه وووه .. كنت سأقول لها المثل اذا كنت مكانك
-انه ليس مثلك

احتجت إلينا عاقدةً حاجبيه لتدافع عن نايل مما جعل ابتسامة بلهاء تنمو على شفتيه ، قال و هو يتحرك ليدخل المنزل و ما زال ذراعه يعانقها :

-هياا .. ما زلتى مريضة

بعدما دخلا المنزل وقفت هى فى مكانها و تذمرت قائلة :

-لا ارييد نايل أرجوك ..لقد اكتفيت من المكوث فى المنزل ..ثم اننى اذا جلست فى المنزل فى هذا الوقت و سأتحول إلى زومبى !
-ماذا يعنى زومباى تلك ؟!

أشاحا نظريهما نحو مصدر الصوت و من يكون غيره - الملقاط الصغير - و كانت أثار النوم جالية عليه خاصة بشعره الذهبى المبعثر ، حملته إلينا و قبلته على خده و سألت نايل :

-أين دينيس ؟!
-بالتأكيد فى المطبعة ، انها تعمل كمترجمة

اومأت له و تذكرت كيف كانت منهمكه و تعمل على حاسوبها المحمول .

-اذاً .. لقد عجبتكى الأجواء هنا ؟!
-اجل .. و لا تقلق .. دان لا يزعجنى

ضحك بخفة و استكملت و هى تستدير لتخرج من باب المنزل لتعود للحديقة مع البقية :

-انه يذكرنى بك فى بداية هذا العام .. هل تتذكر كم كنا نتشاجر ؟!
-أجل .. لكن هذا الوضع مختلف ، انتما لا تكرهان بعضكما البعض
-حسنا حسنا .. اصمت !
-مجنونة

كان الجميع لا زالوا معاً عدا لوى الذى كان يتحدث بالهاتف و كان يجلس على تلك الأريكة المتأرجحة ، نظرت نحو نايل ثم عادت لتنظر نحو لوى مرة اخرى ثم قالت :

-امم.. سأذهب لأتحدث معه قليلاً
-حسناً

أخبرها بإبتسامة و اتجهت نحو لوى الذى لتوه أنهى محادثته ، ابتسم لها ثم جلست بجانبه و مازال ثيو معها

-شكراً على انقاذى من دان

ضحك لوى ضحكته العفوية المعتاده و قال :

-اظن اننى أدين لكى بالعديد من الأشياء
-هل حقاً تظن ذلك ؟!

اومأ لها ثم نظر إلى ثيو عاقداً حاحبيه و فهمت انه يريد ابعاد الملقاط الصغير ، مالت على اذن الصغير و اخبرته بهمس :

-هلا تذهب لتجلس مع العم هارى؟!
-بالطبع !!

قال ثيو بحماس و ركض بإتجاه هارى مما جعل هارى يبتسم ابتسامته الرائعة و يحمله من على الأرض و يجلسه فوق قدميه ، ضحكت ٱلينا و قالت:

-اراهنك بأن هارى سيكون أباً صالحاً اذا احتمل هذا الملقاط كثيراً
-لا تقلقى .. ستفوزين بهذا الرهان و بجدارة .. ان هارى يعشق الأطفال
-و من لا يفعل !

عم الصمت لما يقرب من دقيقة و هما فقط يشاهدان الجميع منغمسون فى الضحك مع ذلك الصغير .

-أنا لستُ متورطاً

أشاحت نظرها نحوه عندما قرر قطع ذلك الصمت ، سألته :

-و هل كنت تعلم !؟
-أجل
-اذاً انت متورطُ
-لكننى لم أسرق شئ.. أقسم لكى

رتبت على كتفه بإبتسامه و قالت :

-أنا اصدقك .. لكن كيف حدث كل هذا ؟!
-حسناً .. تتذكرين ذلك اليوم فى الملعب عندما كسرت ساقى ؟!

-و هل لى أن أنسى

أجابته و هى تتذكر انه فى نفس اليوم عرف البقية بشأن تلك الرسائل و انقطع نايل عنها ليومان ..كانا جحيم !

-قبل ذلك اليوم كنت اسير فى أحد الأزقة و وجدت رجلان عريضا المنكبين و طوال القامة يتحدثون عن سرقة ما ، لذا اختبئت بسرعة و لكن ليس لأتجسس عليهم ،انا اعتقدت انهم اذا رأونى سيعتقدوا ذلك لذا اختبأت و سمعت كل شئ ، و كان أحدهم يتحدث على الهاتف مع شخص ما و سمعت انهم يخططون لسرقة مدرسة ما و بعض المؤسسات الأخرى ، كانوا قد انتهوا و لكن لا أعلم كيف و اللعنة وجدونى !

صمت لوى يزفر انفاسه من الغضب ، ثوانى و استكمل :

-ظلا يسألانى ماذا سمعت و كل تلك الاشياء و أنا أخبرهم بأننى لم أسمع شئ ،لكن لم أستطع اقناعهم و أخرج احدهم شئ ما من جيبه لكننى ركضت بسرعة ..ركضت كثيراً ! حتى وجدت سور من الأسلاك أمامى و تصلقته بسرعة و قفزت و كانت قدمى تصرخ من الآلم حينُها ، و هما لم يستطيعا ان يتسلقاه فاخذت اجرى برجلاى التى اصبحت احدهما تعرج جراء ذلك المجهود ، و سمعتهما فقط يرددان .. سنجدك سنجدك

كان يحدق بأصابعه المتشابكه وكان منزعج قليلاً ، أخذت هى كفه بين كفيها و فركته بينهما لتطمئنه و اومأت له ، تابع :

-فى اليوم التالى اصيبت ساقى فى التدريب ،و فى هذا المساء فى المستشفى دخلا من حيث لا أعلم و عرفا من ذلك السجل المعلق امام سريرى اسمى و عرفا ان والداى هو المدير فلم يشائا اذائى و عرضا ان اساعدهما مقابل ان لا يؤذونى أنا و عائلتى و .. ٱلينور ، و لم أجد حلاً سوا أن أساعدهما ، و كانا يهاتفانى من أرقام مجهولة دائماً ، و فى يوم عيد الشكر كان اتفاقنا أن احضر لهم مفاتيح أبواب المدرسة جميعها و عندما سلمتهم اياها هربت بسرعة و عدت لمنزل نايل و وجدتك هناك .. و انتى تعرفين بقية الأحداث

أومأت له بأسى و نظرت نحو تجمع الرفاق و لمحت عينين تراقبهما لكن ابتعدت بسرعة مرة أخرى ، و من غيرهما -عيناه الزرقاء- ، انه كان على يقين ان لوى سيخبرها بكل ما يحدث معه ،لكن لا يعرف لماذا .

-و كيف حال والدك ؟!
-بخير ، لم يدان اى شخص حتى الآن

ابتسمت له و عانقته بوديه و قالت :

-لا تقلق ، عندما نعود سيعود كل شئ كما كان و سنصلح ما حدث
-كيف ..

سألها بخيبة أمل و لكن قبل تجيبه سمعا ذلك الصوت المألوف يقول :

-العم هارى يسألكما هل تستمتعان أم لا ؟؟

ضحكا هما الإثنين و حمل لوى ثيو و اتجه نحوهم و تبعته إلينا .

نظر لها نايل و ابتسمت له برحب و أومأت ، تحدثت بيرى :

-هذا ظلم ! لقد فرغت حقائبى و سأعيدها مرة اخرى !!
-انا لم افرغها كلها بعد ، انتى سهوتى عن كوننا سنمكث فى المزرعة

تأففت بيرى من حديث إلينور و كومت يديها لصدرها بينما نظرت لهم إلينا بتعجب متسائلة عما حدث و أجاب هارى :

-سنذهب للمزرعة و سنمكث بها اسبوعاً او حتى يحين موعد الزفاف .. ان المكان هناك رائع !
-وااو .. لم أكن أعرف ان بها منزل ! و لكن .. لحظة !! لقد فرغت حقائبى انا الأخرى ، لما لم تخبرنى أيها الأحمق
-لقد سهوت سيدة حمقاء !
-انا حمقاء هارى !؟

سألته إلينا متصنعة الدهشة و أجاب دان :

- أجل .. و توقفوا عن تذمركم هذا ، لن ينفعكم ما تفعلوه هذا ! فقط انصرفى و ضعى كل شئ بالحقيبة مرة اخرى و انتهى الامر .

لم تجيبه إلينا و قلبت عينيها بملل و اتجهت لغرفتها حتى تحزم الأمتعة مرة اخرى و بدلت ملابس نومها و نزلت حتى تجدهم قد تجهزوا و انطلقوا نحو المزرعة .

*ملابس إلينا*

وُضِعت الحقائب بسيارة و يقودها احد العاملين بالمزرعة بينما ذهبوا هم سيراً على الأقدام مثلما اقترح هارى نظراً لأنها ليست بالبعيدة عن المنزل .

-ابتهجى يا فتاة!!

قالها هارى لبيرى التى مازالت منزعجة و أضاف مشيراً صوب إلينا :

-ألا ترين ملاكى .. فقط تقبلت الأمر و ها هى تسير متأملةً فيما حولها من خضرة و مناظر طبيعية !
-لأنها ملاك .. و الملائكة تسامح دوماً ، أليس كذلك!؟

عقب نايل على حديث هارى سائراً بجانبها و قرص وجنتها بخفة و ضحكت و قالت متهكمة :

-و انت بـلاكـى يا عزيزى !
-أنا !!؟
-اقصد تلك الشجرة المتحركة بيننا

ضحك نايل على وصفها لهارى بالشجرة ، حتى بيرى ضحكت ، و قال لها هارى :

-حسناً .. فقط تذكريها
-انا لا أنسى يا بلاكى

استمروا فى سيرهم نحو المزرعة و تسائلت إلينا عن الغرف بالمنزل و قال لها نايل انه يوجد خمسة غرف به ، أربع غرف بها سريران و الخامسة بها سرير واحد كبير .. جداً ، مما جعلها تتذمر قائلة :

-أريد غرفة وحدى يا بشر !!
-لوى و إلينور بغرفة ، زين و بيرى بغرفة ، و هكذا متبقى غرفتان ، و المتبقى أربعة و سيتشارك احد مع ليام الغرفة و سيتشارك اخر معكى غرفتك ، و الغرفة الكبيرة لا يدخلها احد بالأساس .. لذا لا تطمعى بها !
-هل تعلم شئ .. أنا أكرهك نايل
-أنا أيضاً ..
-و هل تكرهينى انا الاخر ؟!

نظرت إلينا نحو هارى و ضحكت على وجهه البرئ هذا و قالت بهدوء و ابتسامة :

-انت بلاكى ، لكننى لم أنسى حديث نايل عن نومك عزيزى
-ماذا !! تعلمين انه كاذب لينا ! هل تعلمين شئ لا اريد اى شئ منكم ! و تشاراكا الغرفة اللعينة

ضحكا الجميع على ردة فعل هارى تلك ، و بدأ يمد خطواته حتى يسبقهم مما جعلها تتقدم سريعاً حتى تلحق به و حالاما وصلت اليه حتى تأبطت ذراعه و مالت بكتفها عليه قائلةً بنعومة :

-لا اريد ان ارى بلاكى هكذا !
-هذا اللقب وحده كفيل ليجعلنى لا احدثك مرة اخرى ..
-اوووه .. لا تستطيع ! كما انك تعلم اننى احب اللون الأسود ، لذا انا احبك

ابتسم هارى ناظراً خلفه نحو نايل الذى كان يتحدث مع لوى و ينظر لهم خِلسةً و ضحك هارى مما جعل نايل ينظر له بتوعد و نظر للأمام مرة اخرى ، لكنها لم ترى اى من هذة النظرات .

وصل الجميع امام المنزل الذى كان له سلم خشبى مكون من خمس درجات ..

ظلت إلينا تنظر لهذا المنزل الذى تحتضنه الخضره و الورود بإعجاب شديد ، كانت تتأمل به و فجأة حاوطت يدٌ ما خصرها بينما كانت فى طريقها لتنظر إلى ما خلف المنزل و سمعت صوته الهادئ الحالم :

-ليس الآن ، هيا للداخل اولاً نستريح و نشحن بعض الطعام بهذة المعدة المسكينة و نفعل كل ما نريد
-هل أخبرتك اننى اكرهك ام لا ؟؟
-أجل .. منذ عشرة دقائق تقريباً

ضحكت بخفة و لعبت بخصلات شعره الذهبى متمتةً بـ بـلـو .. سألها قطاباً حاجبيه :

-ماذا ؟!
-لا شئ..

اجابته بمرح و صعدت درجات السلم الخشبى و هى تصفق بيدها بطفولية متشوقةً يملؤها الحماس مما جعله يتأملها بإبتسامة لم تفارق محياة منذ فترة ، و افاقه من شروده صوتها و هى تخبره :

-هيااا .. انه منزلك !!

صعد الدرجات فى لمحة بصر ليقف جنبها و يدخلا المنزل معاً لتتفاجئ بفتاة صهباء شديدة الجمال و ذات عيون زرقاء و قوام ممشوق .. هل هذة الفتاة حقيقية ام ما ؟!

لكن لم تنتظر طويلا حتى تعرف اجابة سؤالها عندما شقت طريقها نحو نايل مهرولة تعانقه و يتضاحكا ..

-اوووه.. لم أكن أعرف ان الجميلة الصهباء هنا !؟
-سأترك هذا المنزل فى التو واللحظة اذا اخبرتنى انك لا تشتاق لطعامى !

حك رقبته بإحراج مخفياً ضعف موقفه و قال لها بسعادة :

-دائما ما تفوزين بما يتعلق بالطعام .. لكن اشتقت لكى حقاً

اخبرها معانقها بخفة و ابتعدا ثم نظر نحو إلينا قائلاً :

-و هذة مجنونتى الأخرى .. إلينا
-مرحبا بكى .. متأكدة انكى ستستمعين كثيراً هنا
-مرحبا بكى .. أ..
-سوزان ..

افصحت الصهباء عن اسمها بينما أقبل نايل قارصاً وجنتها بخفة قائلاً بنبرة الاطفال :

-سوزى..

ضحكت و قالت له
-لن تنضج ابداً يا احمق .. مثلى تماماً

انخرط الجميع بالضحك عداها .. نعم .. هى .. إلينا .. بل نَـقُل تصنعت الضحك .

- هيا .. أخبرينى أنكى أعددتى لنـا بعض الطعام !؟
-بالفعل عزيزى ، و الطعام الذى تشتهيه طعاماً ، ان ريتا تراقبه بالفرن حالياً ، فقط اصعدوا و بدلوا ملابسكم حتى يكون كل شئ جاهزاً

بدأ الجميع يصعد لغرفاتهم بين تأففات ليام لأنه لا يريد مشاركة الغرفة مع هارى و يتمنى اذا كانت صوفيا حضرت .و تأففات إلينا -المصطنعة- و لكنها لم تكن مصطنعة كلياً .

تقبلت وجوده بالغرفةِ و تذكرت اول يوم و كيف كان نائماً على الأريكةِ المتأرجحة بحديقة المنزل ، ثم انهما ناما عديد من المرات معاً و بسريرٍ واحد ، و الوضع الحالى جيد لأنه يوجد سريران بالغرفة .

دخلا الغرفة و ألقت عليها نظرة سريعاً ، خاطبها نايل قائلاً ضاحكاً :

-بإمكانك ان تفرغى حقائبك و انتى مطمئنة بعدم حزمها مرة اخرى غدا .. سنمكث لفترة
-هذا أفضل ..

اجابته بإختصار و اتجهت صوب حقيبتها تفتحها بينما فتح نايل حقيبته بسرعة و أخرج بعض الملابس و اتجه للمرحاض يغتسل و هى وقفت تنظم خزانتها -من جديد - متمتمةً ببعض الأغانى و لكنها توقفت عندما سمعت صوت غناؤه العالى المرح مما جعلها تضحك و فضلتْ أن تستمع إليه .

خرج من المرحاض مرتدياً ملابسه و لكن ما زالت بعض قطرات الماء تتقطر من خصلات شعره الذهبى الذى بدأ يحول لونه للبنى ، او بالأحرى للونه الأصلى .

نشفه جيداً ثم عاد للمرحاض مجددا و خرج حاملاً ملابسه التى بدلها واضعاً اياها بصندوق الغسيل الموجود بجانب المرحاض مباشرةً .

-هل انتهيتى !؟
-أجل ..
- هل ستغتسلين أم ننزل ؟!
-لا أحتاج ، لم تتسخ ملابسى
-حسناً.. هيا

أسَرَ كفَ يدها فى قبضته الكبيرة كعادته و نزلا للأسفل و قد نزل البعض من الرفاق و بدأوا بوضع الطعام عالمائدة بينما اتجه لوى للتلفاز و شاركه زين .

كانت الصهباء تضع الطعام فى الأطباق بسرعة و مهارة فائقة و كأنها آلة ، و كان شعرها مرفوعاً للأعلى على هيئة كعكة ، و كانت بيرى تساعدها بوضع الأطباق عالمائدة و اتجهت هى لتساعدهم.

سمعا صوت رجولى خشن من الخارج ، فخرج نايل مسرعاٌ نحو الصوت .

-العم ويليام ..
-ابنى العزيز ، كيف حالك ؟!
-على ما يرام ..

وقفا يتبادلا التحية و السلامات و وقفت إلينا بالقرب منهم و عرفت أنه رئيس العُمال بالمزرعة.

ولى الرجل مدبراً و بدأ الجميع يأخذون مقاعدهم حول المائدة ،و تحدثت الصهباء بعد ان وضعت كل شئ :

-هل هذا كان أبى ؟!
-أجل .. كان يلقى التحية ، أين ريتا ؟!
-لقد طلبت منها أن تحضر البيض من حظيرة الطيور ..
-و لما فعلتى هذا ! ألا تعلمين أننا سنتناول الطعام الآن ؟! سيفوتها الطعـ..
-هششش .. انظر جانبك ثم كُِل طعامك !

نظر نايل بجانبه و كانت الصغيرة ريتا أتت و تبتسم بإستحياء و قال لها :

-لما تأخرتى ؟!
-أ أسفة ، كنت .. فقط .. كنت أشاهد أبى و هو يروج الحصان الجديد
-اوووه.. لقد أحضره ، هذا مشوق ، هيا اجلسى

جلست الصغيرة بجانب -أختها- و بدأ الجميع يتناول الطعام الذى كان شهى كاللعنة ! و كانت تراقب نايل و هو مستمتع بطعامه ، اإنها تعلم انه لا يغمض عينيه هكذا وقت الطعام إلا و اذا أعجبه الطعام و يريد أن يستمتع به ، فوجدت نفسها تلقائياً تغمض عينيها لتستمتع هى الاخرى .

-يا الاهى هل انتى مثله ؟!

فزعت إلينا قليلاً و فتحت عينيها تنظر لسوزى المتسائلة قاطبةً حاجبيها متسائلة و وضحت سوزى :

-انه يغلق عينيه دائماً هكذا عند تناول الطعام
-انه فقط يغلقها اذا أعجبه الطعام حتى يستمتع به ..

قالتها إلينا و كأنها تتحدى الصهباء او شئ من هذا القبيل ، و لم تلحظ أن نبرتها كانت جافة قليلاً مما جعلها تبتسم لها حتى لا تزعجها ، و لم ترى شبح الابتسامة الذى نما على وجه كل من هارى و .. نايل.

بعد انتهاء الجميع من الطعام قامت الفتيات بنقل الأطباق مرةً أخرى للمطبخ و وقفت سوزى و بيرى ينظفوها و إلينور و إلينا يرتبان كل شئ .

كانت تستمع لكل ما تقوله الصهباء و تبتستم تارة و تتصنع الإبتسام تارةً و لا تبدى أيَّـةَ تعبير تارة اخرى ، كانت تستمتع بحديثها عن نايل و هى تعرف بعضاً من مواقفه و طرائفة .

بدأت الفتيات يمدحن فى طريقة طهيها و طعامها الشهى و هى تتقبل هذا الإطراء بخجل ، نظرت لها إلينا محدثةً نفسها قائلة " و هل ينقصنى ان تتورد هذة الخدود ! " .

-اذا ، هل تعملين هنا كـ خـا .. مدبرة منزل ؟!

سألتها إلينا و ظلت تلوم نفسها انها كانت على وشك ان تنعتها بـ " الخادمة! " ، و شكرت الله فى سريرتها على انها لم تلحظ ما كانت على وشك ان تقوله !

-شيئاً من هذا القبيل ، كما عرفتى منذ قليل أن أبى يعمل هنا و يساعده أخى و انا و أختى الصغيرة و أمى أيضاً ... تعمل أسرتنا هنا منذ فترة طويلة جداً ، حتى اننى أتذكر السيدة مورا .. كنت بالثامنة عندما توفت ، و عندما يوجد أحد بالمنزل هنا أتولى شئونه و أساعد أمى أيضاً..

توقفت و نظرت لإينا لتناولها كوب الماء ، فنظرت حولها و تقدمت منها و رفعته لمستوى فمها نظراً ليدها المتسخه ارتوت سوزان، أنهت كوب الماء و أكملت :

-لا أنكر أننى أكرهُ هذا او فـلـنَـقُـل أكرهُ عندما يأتى ضيوف السيد جايمس و لا أعلم لماذا دائما يكون معهم اولادهم -الفتية- الذين لا يتوقفوا عن المغازلات اللعينه التى أكرهها ، و لكن حالما عرفت انه نايل فرحت جداً و كما أن رفاقه رغم تفكيرهم السئ الذى يودى بهم للتهلكة رويداً رويداً و لكننى أحترمهم جميعاً و هم لا يتغزلون بى ، كما أننا أصدقاء

أومأت إلينا و تنقلوا من حديث لآخر و تحدثوا عن طهى الطعام و سألتها سوزى :

-هل تعلمين ان نايل يحب الفتاة التى تطبخ و ذات شهية جيدة ؟!

وقع الطبق من يدها او لنَـقُل انها تركته ينفلت من يدها بغضب و رأته و هو يتكسر لقطع متفاوة الحجم ، رفعت نظرها بتوتر لهم و سرعان ما تقدمت سوزى منها و قالت :

-ما بالك يا فتاة ! تمالكى أعصابكى قليلاً

لم تضف إلينا حرف و لكن صدرها يعلو ويهبط بسرعة و دخل نايل سريعاً :

-ماذا حدث !؟

أدارت و جهها نحوه بسرعة و كأنها تحتمى به من شئ لا وجود له ، و نظر لها بعيون قلقة ثم نظر على الأرض و قالت بتقطع :

-أنـ .. أنا أ أسفة.. لم أقصد . فقط .. هرب من يدى انـ..
-هرب !!
-اصمتى إلينور! اهدأى عزيزتى لم يحدث شئ ، فقط طبق لعين ، سأحضر لكى دستةً لكى و نستمتع بتكسيرها

ضحكت بخفة على كلماته و قالت سوزى و هى تجلس القرفصاء و بدأت تلملم شتات هذا الطبق المسكين :

-فقط لا تضعا فى الحسبان أننى سأنظف خلفكما هذه التراهات
-و إذا أخبرتك أننى سأجعلك تكسرين بعض الأطباق ؟!
-لا ترشينى نايل هوران!!

ضحك ضحكته المعتاده التى ترن فى أذن من يستمع إليها و ربت على شعر إلينا و حرك يده بعشوائية به مما جعلها تحرك رأسها ضاحكةً ، استأذنتهم و خرجت تجلس أمام المنزل .

لم تدم جلستها على الدرجات الخشبية لتقوم و تتجول حول المنزل و ترى كم هو ساحر و خلاب ، هل هذة الجنة على الأرض !!

الحقول التى تقع خلفة و الحظائر التى تبعد قليلاً عن المنزل و كانت تتمنى الوقت التى ستتجول بهذه الأراضى الساحرة!

كانت تدور حول المنزل و ترى كل ما يحيط به و فجأة أتاها صوت لم تطل التفكير حتى تعرفت عليه :

-لماذا تحدثين نفسك؟ .. اوووه.. لقد نسيت .. المجانين دائما ما يحدثوا أنفسهم !
-ألا يوجد مكان لا توجد به يا حبة البازلاء انت !

ضحك دان بدون انقطاع و اقترب منها قائلا :

-كم كنت أتمنى أننى لم أكسر لكى احد أطرافك او قطعت لسانك لحظة ما اصدمت بكى !!
-لا تغضبنى يا رجل ؛ ستندم
-أحب أن أغضبك الجميلات أنا ..
-سيغضبك الجميلات اذاً يا عزيزى
-اوووه قالت عزيزى .. أعرف أننى فاتن ، شكرا شكرا ..

ضحكت بأريحية ، تلمست به شئ بنايل لا تعلم ما هو ، انهم أقرباء بكل الأحوال و طبيعى ان يكون بينهم صفات مشتركة ، مما جعلها لا تشعر بأى حرج منه عندما أعاد سؤاله مرة اخرى و قالت:

-لا أعلم.. لكن هذه الصهباء تدفعنى للجنون او الانتحار فى القريب العاجل !
-ماذا ؟! ... تقصدين سوزى !!
-تعرفها ؟!
-بالطبع .. ما بها ؟!
-ليس بها شئ ، او بها كل شئ اذا قُلتُ الحق
-عجباً للفتيات و هذه الغيرة !

نظرت له بدهشة و فمها مفتوح و قالت له :

-أنا لم أغار من فتاة قط !! لكنها لا أعلم ما بها جعلنى أشعر و كأننى أكرهها ..
-هى جميلة.. لكنك جميلة انتى الأخرى ؛ انظرى لنفسك يا فتاة!
-بربك دان .. أشعر و كأنه ينقصها ڤولت و تضئ بدلا من المصابيح بالمنزل!

ضحك دان كعادته على كلامها العجيب مضيفاً :

-هكذا ضمنت أنه اذا انقطعت الكهرباء سيوجد لدينا مصباح بديل ، بل مصباحان

أنهى جملته بإبتسامة لاعباً بشعرها بعشوائية هو الأخر مما جعلها تعجب قائلة:

-ما بال تلك العائلة التى لا تنفكُ تلعب بشعرى ! سأقصه بسببكما قريباً .. او بالأصح بسببكم ، لن انسى الملقاط الصغير !
-اوووه .. أول مرة أرى مصباح لديه شعر!؟
-انت لديك شعر انت الأخر
-وااو.. هذا يعنى أننى مصباحٌ انا الاخر ؟!
-انت عمود إنارة يحمل مصباحا .. لديه شعر

ضحكا معاً ، و قامت هى بتجميع شعرها على هيئة كعكة بواسطة مشبك شعرها التى كانت تلم به بعض الخصلات و قال لها:

-ان سوزان حقاً رائعة ، و أنا أجذم أنها لم تفعل شيئاً أزعجكى

صمتت بضعة ثوانى و نظرت ضامةً شفتيها للأمام له محركةً رأسها نافية ، أضاف:

-لذا فقط اعطى لنفسك فرصة حتى تعرفينها جيدا و تتقربى منها ، ثم انها ستعتبرك أختها الصغيرة

أومأت له ، ثم شردت قليلاً و تذكرت انها قالت ان والدة نايل توفت و هى بالثامنة ، و نايل كان بالسابعة ! اذاً هى تكبرهم جميعاً!

-كم عمرها دان ؟!
-انها فى مثل عمرى
-حسناً.. هيا ندخل.. أريد أن أشرب شاياً

أخبرته و اتجهت نحو درجات السلم الخشبى ، و صعد خلفها دان قائلاً بحسرة :

-اللعنة ! هل أكلتم !؟
-لم أكن أعلم أنك قادم ..

قالت إلينا مبررةً لحظة دخولهم باب المنزل ، أضاف دان بغضب مشيراً صوب نايل :

-هذا الأحمق يعرف

ضحك نايل الذى كان لتوه خارجاً من المطبخ ، و قال لها :

-اذا كنت أعرف أنكِ ستعودين بهذا الكائن لما كنت جعلتك تخرجين من باب المنزل
-و هل انت واصى علىّْ يا هذا
-مشاكسة ..

اقترب منها مُحاوطاً جسدها بذراعه قائلاً بصوت ليس عالى و ليس منخفض و لكن به نبرة اهتمام جالية :

-هل انتِ بخير ؟!
-أجل ، كنت أتجول حول المنزل
-حسناً

أخبرها بهدوء و ابتسامة ، كان يرفع يده ليلعب بشعرها كعادته و لكنه تفاحئ بالكعكة التى تعلو رأسها ، ضم شفتيه قائلاً:

-أكره الكعك أنا !
-انت تحب كل ما يتعلق بالطعام نايل

أخبرهُ هارى ساخراً و هو فى طريقه نحو الأريكة حيث يجلس الجميع ، قال لها نايل بنفس نبرة الصوت الذى تحدث بها منذ قليل:

-أحب الكعكة على الفتيات ، لكن لا أحبها عليكى .. أحب شعر روبـنـزل هذا !

أنهى جملته و هو يقوم بسحب مشبك شعرها لينفرد شعرها مغطياً ظهرها لأسفله و ابتسم قائلاً و هو يلعب بشعرها:

-يعجبنى لقب روبـنـزل .. روبـنـزل ❣

ضحكت بإستحياء ، و كان يغمرها فرحة عارمة ، مثل فرحة الطفل الذى استعاد دميته ، لكن الذى سرق دميته ما زال موجوداً !

تجمعوا جميعاً أمام التلفاز و بدأوا بمشاهدة فيلم قد اختاره زين و جلس الجميع بأريحية يشاهدوه و يعلقوا و كل منهم يعطى الآراء ، البعض يتفق فى رأيه و الأخر يختلف و يصمت الجادل عند مقولة ليام المشهورة :

-انها مجرد أراء .. آراء

يضحكون ثم يصمتوا لمتابعة الفيلم متأهبين لمشهد اخر يتناقشون به و ينتظر ليام حتى يصمتهم بجملته .

عند انتهاء الفيلم كان نام البعض و الأخر فى مرحلة سبات عداهما -نايل و إلينا - كان كالعادة يجلسان بحانب بعضهما و لم يغلبهما النوم كُلياً :

-هيا أيقظهم لا تجعهلم يناموا هكذا
-لا أريد
-هيا بربك نايل .. لا أريدهم يستيقظون غداً و يملؤهم الإجهاد و الخمول و يقولون انهم لا يريدوا ان يخرجوا و انا لا انوى ان اقضى اليوم بالمنزل أرجوك .. افعل شيئا لـ روبـنـزل!

انهت كلامها بصعوبة نتيجة ألم معدتها اللعين الذى عاودها ، ابتسم نايل للقب روبـنـزل قائلاً:

-حسناً.. فقط أفيقى قليلاً انتى الأخرى ، لا اريدك ان تسقطى عالسلم

أومأت له ضاحكة ، و نهض بكسلٍ يوقظهم و هى توقظ الفتيات بصعوبة ، قال نايل:

-حظكم اننى اشعر بالنوم و لا أستطيع أن أوقيظكم بطريقتى الخاصة

بعد ربع ساعةٍ قد استيقظ الجميع و اتجه لغرفته عدا دان الذى نام على الأريكة .. تباً لهذا الباندا الخمول !

صعدت لغرفتها و بدلت ملابسها و تمددت فوق فراشها و أخذت شهيقاً طويلاً و زفرته ، نامت على جانبها الأيمن مُكومةًِ نفسها و هى تحتضن الوسادة و تزفر بهدوء.

سمعت صوت طرق على الباب و أتاها صوته الهادئ :

-هل انتهيتى ؟!

قطبت حاحبيها متسائلة ما الذى انتهت منه ، و لكنها سرعان ما ابتسمت ابتسامة هائلة بمجرد أن تذكرت أنه جعلها تصعد اولاً و أخبرها أنه سيصعد بعد قليل ، هل من الممكن أن يكون انتظر حتى تبدل ملابسها دون حرج منه !! ، لعقت شفتيها بهدوء و قالت بصوت نائم .. لكنه ناعم :

-تفضل ..

فتح الباب بهدوء و أغلقه خلفه و كان يحمل بيده كوباً و واضح أنه ساخناً ، تقدم و وضعه على الطاولة الصغيرة التى تفصل السريرين عن بعضهما البعض ، اقترب منها رافعاً بعض الخصلات عن شعرها سائلها بإهتمام :

-هل غفوتى ..

هزأت رأسها بالإيجاب مما جعله يضحك بخفوت و ضحكت هى الأخرى و اشتد عناقها على الوسادة.

قطبت حاحبيها بهدوء و تعجب ، اخذت شهيقاً طويلاً و كأنها تحوال ان تشم هذه الرائحة الطيبة ، ابتسم و قال :

-ألا تريدينه ؟!

فتحت عينيها ببطئ و نظرت له و سألته بإبتسامة دافئة :

-هل أعددت لى النعناع الساخن !؟
-أجل.. كنت أعده دائماً لـ نيل اذا لم تكن مارثا بالمنزل

وضح نايل بهدوء و حاول ان لا يجعلها تخجل من شئ ، أضاف :

-ثم اننى قررت ان أنتظر قليلاً حتى لا تشعرى بالحرج و تفعلى ما تريدينه على راحتك دون ازعاح منى ، فإقترحت ان أصنع لكى شيئاً ساخناً حتى تنتهين و أشغل بضع الدقائق التى انتظرتها

ابتسمت لتخمينها ! قالت له بصوت نائم :

-هل أخبرتك أننى لا أكرهك أم لا ؟!
-للتو أخبرتينى

أخبرها ضاحكاً على هذة المزحة التى اعتادها منها ، دائما ما يقولا أنهما يكرهان بعضهما البعض و فى نهاية اليوم يسألا نفس السؤال "هل أخبرتك اننى لا أكرهك أم لا؟!".

حاول ان يجعلها تستقيم فى جلستها لتحتسيه و نجح فى هذا ، و ناولها الكوب الساخن الذى أحاطه بغلاف عازل للحرارة يوضع حول الكوب ، و بدأت ترتشفه شيئاً فشيئاً و هو يراقبها فى صمت الذى يقطع صوت ارتشافها الذى يظهر بخفة كل بضعة رشفات .

لم يُرِد ان يشعرها بالحرج من تأمله ، فقطع هذا الصمت قائلاً لها :

-إن نيل كانت تخبرنى دائماً انها تشعر بوجود مخلوقات صغيرة فى حجم عقلة الإصبع تأكل فى معدتها !

ضحكت و كادت ان تفلت الكوب فتقدم منها سريعاً ضاحكاً يأخذ الكوب حتى لا تسكبه ، و عندما هدأت من نوبة الضحك أعاده إليها ، و قالت له :

-انه شعور مماثل ، لكننى اشعر أحياناً ان هناك حرب أهلية فى معدتى بين المركبات الكيميائية و يخترعون قنابل ذرية ثم .. بووووب ! تشعر ان شئ تفجر بمعدتك
-يا الاهى.. هذا بشع !
-ليس بشعاً جداً ، أحيانا أستلقى على معدتى و أضع يدى فوق معدتى و استمع لهذة القنابل. و أظل احدث معدتى ، كانت صديقتى أليكس تقول لى أننى اجعلها تشعر و كأننى أخاطب طفلى ..

ضحك نايل ظاهراً غمازته التى تظهر فقط عندما يضحك ، و الثغرة التى توجد بطرف ذقنه التى تزداد عمقاً كلما ضحك ، أخبرها ممازحاً :

-تباً لعقليتكم أيتها الفتيات!!
-انها كارثة حقيقية تسير على الأرض ، سأخبرك بشئ أخر ..
-فقط لا تسكبى الكوب ..

حذرها بإصبعه قاطباً حاجبيه و أومأت ضاحكةً و استكملت :

-عندما كنا بالصف الثامن ، كنا فى صف العلوم و كان المعلم يشرح دورة الطمث و طبقاً للمنهج لا يوجد توسع به و لم نكن نعرف بعض الأشياء التى كانت كما قيل لنا -أشياء خاصة بالناضجون- فوَضحَ لنا بإختصار ان دورة الطمث تحدث للفتيات عند عدم وجود .. أ أ ..
-تحدثى يا فتاة لا وقت للتأتأة شوقتينى لأعرف !
-حسناً.. أخبرنا أنها تحدث عند عدم وجود.. أ .. انت تعلم .. حيوان منوى حتى يخصبها ، و أن لها الآلام تصاحبها و أوجاع ، فسألت أليكس المعلم بكل ثقة "و لما لا نجلب هذا الحيوان و نستريح ؟!"

فورما أنهت جملتها حتى انتابته نوبة ضحك هستيرى واضعاً يده فوق معدته من كثرة الضحك ، ضحكت هى الأخرى لكن ليس مثله و ظلت تلعق شفتيها بهدوء محدقة فى الكوب و الإبتسامة على محياها جالية ، سألها بفضول :

- و ماذا حدث بعدها ؟!
-أنا الأخرى لم أكن أعرف شئ و كنت أخجل أن أتحدث بشئ ، و وجدنا معظم الطلاب بالفصل يضحكون بالطبع شاركهم المعلم هذا الضحك ، و اخرون لا يفقهون شئ .. حتى جعل المعلم الصف يهدأ ، و عاد للشرح و لم يجيبها .. كان يوم لعين ، و كلما تزعجنى أليكس بشئ أذكرها بهذا اليوم فتصمت

ما زال نايل يضحك بهدوء ، و مد يده قارصاً أنفها بخفة قائلاً:

- روبـنـزل خاصتى خجولة ..

ابتسمت و حركت أنفها كردة فعل ثم و ضعت الكوب بجانبها و بدأت تعود لوضعيتها الاولى و تتمدد عالسرير ، تقدم منها مقبلاً جبينها قائلا :

-ليلة سعيدة روبـنـزل ، لا تقلقى ..سيأتى فارسٌ وسيمٌ يوماً ما و يُريحك من الحرب الأهلية التى بداخلك هذه

نظرت له بخبثٍ هامسةً و لكن بنبرة سمعها :

-سافل !!

ضحك و اتجه لسريره و خلع حذائه ثم تمدد ليتسلم كلاهما للنوم ، تغمرهما السعادة .
+
فى صباح اليوم التالى أيقظها بخفة متلاعباً بوجنتها الوردية قائلاً:

-استيقظى لتدعى هاتين اللؤلؤتين الزرقاوين يتمتعان بنور شمس ايرلندا

ضحكت بخفة فاتحةً عينيها لتفصح عن ما يَـدَّعِـى بأنهما لؤلؤتان .. أخذت نفساً عميقاً صاحبه تثاؤبها ، فردت ذراعيها على مصراعيهما و ضمتهما مرة اخرى عدة مرات لتستفيق ، سألته عن الوقت و أجابها أنها التاسعة صباحا ، و استكمل :

-لم أحبذ أن أوقيظك و جعلتك تأخذين قسطاً كافى من النوم حتى لا تتعبين فى جولتنا ، تثائبت مرة اخرى و شكرته بلطفٍ ، استكمل :

-استيقظى و بدلى ملابسك و ارتدى شيئاً مريحاً حتى لا يزعجك أثناء سَيرُنا ، و اممم .. انتِ لا ترتدين كعباً بالأساس ، أعرف عشقك للأحذية الرياضية

ضحكت و أومأت له ضاحكة ثم قال و هو فى طريقه للخروج من الغرفة :

-لا تتأخرين حتى لا ينفذ الطعام .. روبـنـزل!

أغلق الباب خلفه مما جعلها تشهق محدقةً بباب الغرفة ، هل قال روبـنـزل حقاً ؟!
اذاً لم تكن تحلم بالسيد نايل النبيل هوران.

ابتسمت فى سريرتها و نهضت بنشاط لتقوم بالروتين اليومى ، و بدلت ملابسها لشئ مريح كما طلب منها .

*ملابس إلينا ،فقط لتتخيلوا الملابس ،لكن هذا ليس شكلها:') *

نزلت للأسفل و وجدت الجميع تجمع بالفعل ، ألقت تحيتها الصباحية ، و فى طريقها للمائدة سمعت صوت كركبةً بالمطبخ فدخلت فوجدت الصهباء تقف و تقفز كالأقزام مما جعلها تتذكر حديث نايل عن أقزام معدتها الذين فى حجم عقلة الإصبع ، فضحكت بخفة .

نظرت لها الصهباء و لكن بأسى و لمعت عيناها و كأنها ستبكى ، تقدمت إلينا منها بسرعة متسائلة عما حدث -بقلق جالى عليها- فوضحت الصهباء :

-كانت المقلاة ساخنة للغاية و سهوت و مسكتها بيدى دون القفازات .. انها تؤلم بشدة .. و يجب أن أضع الطعام بسرعة .. يا الاهى .. أن الجمـ..
-هششش.. اهدأى قليلاً ، ثوانى و سأعود لكى

دخلت المرحاض الذى يوجد بجانب هذا المطبخ و شكرت الله على وجود معجون الأسنان به ، أخذته و عادت سريعاً لها و وجدت ان عينيها بدأت تقطر بالدموع .

-اهدأى أرجوكى .. لم يحدث شئ ، سأضع هذا عليه و بعد الفطار اغسليه بالماء ثم صعى عليه علاجاً مضاداً للحروق و شاش طبى و انسى امره تماماً !

انتهت إلينا من وضع معجون الأسنان فوق إصبعها فور انهائها لحديثها ، و قالت لها بإبتسامة رائعة :

-انكى جميلة حتى و انتى تبكين .. تباً لكى يا فتاة!

ضحكت الصهـ .. دعونا نقول - سوزان - او -سوزى- الآن ، ضحكت بإستحياء و شكرتها و قالت لها بإبتسامة و هى تمسح أدمعها التى أفلتت من أهدابها دون استئذان :

-انتى أيضاً جميلة .. أسفة لإجهادك معى
-لا تقولى هذا.. واحدة بواحدة ! انا كسرت الطبق أمس و ساعدتينى و الآن انا ساعدتك

أومأت له بخفة و قالت لها بهدوء :

-أنا اسفة عما حدث بالأمس ، كلامى عن نايل و أنه يحب الفتيات التى تطهو جيداً و ذات شهية جيدة ، كنت أعتقد أنكما .. تعلمين .. معاً ، فأحببت أن أخبرك بعضاً عنه، لكن أخبرتنى الفتيات أنكم مجرد أصدقاء ..

صمتت إلينا برهةً و ابتسمت لها و ربتت على كتفها متفهمةً الوضع .

التّفت إلينا حولها ثم أفرغت محتوى المقلاة ، و حملت الطبق للخارج و حملت سوزى دورق مياه و وضعت كل فتاة ما تحمله فوق المائدة و جلستا لتتناولا طعامهما .

-ما هذا !؟

تسائل دان متعجباً من إصبعها و أخبرته بما حدث ثم سألها:

-هل يُريحك هذا المعجون !؟
-أجل.. لم يعد يؤلمنى

اجابته بإبتسامة أضاف نايل ممازحاً :

-لدينا سوبر وومان فى المنزل
-و هل ماتت روبـنـزل أم ماذا ؟!

سألته إلينا متصنعة الغضب أجابها موضحا :

-انتى مخلوق متعدد الشخصيات عزيزتى
-أحمق ! هل أخبرتك أننى أكرهك أم لا ؟!
-أنا أيضاً

انتهوا من طعامهم و كالعادة حملت الفتيات الأطباق و غسلتها و لكن كانت سوزى ترتبهم هذة المرة نظراً لإصبعها بعد ان وضعت لها إلينا مضاداً للحروق و لفت شاشاً فوقه .

بعد نصف ساعة كان الجميع أمام المنزل فى طريقهم لجولتهم بالمزرعة .

-لم أكن أعرف أنك تمتلك كاميرا !؟
-حقاً !

سألت إلينا هارى و أجابها مبتسماً و هو يرفع الكاميرا أمام عينيه و يلتقط أول صورةٍ فى هذة الجولة .

ضحكت و هى تدير وجهها بسرعة مما جعله يقطب حاجبيه بإنزعاج قائلاً:

-حمقاء

اقتربت منه قارصةً و جنتيه قائلةً:

-لا تتصنع الغضب بلاكى.. ابتسم حتى تشرق الشمس

نظر لها ولم يستطع كبح ابتسامته التى تحولت لضحكة ، و صفقت بيديها فورما ضحك مما جعله يزداد ضحكاً .

بدأ الجميع يسير و فجأة وضع نايل فوق رأسها قبعة كبيرة حتى تحميها من الشمس ، نظرت بجانبها و شكرته و استكمل الجميع طريقهم نحو أول محطة و كانت الحظائر .

تفرق الجميع ، منهم من دخل حظيرة الطيور ، و آخرون دخلوا الحظيرة التى تضم أنواع العصافير المختلفة و الحمام أيضاً.

كانت تتوسط هذة الحظيرة شجرةٌ ليست بالطويلة ، و أخبرها نايل أنهم يطلقون سراح هذة العصافير و الحمام يومياً حتى لا تمل .

تقدمت من بعض أقفاص العصافير بمرحٍ و هى تراقبهم و عيناها متلألأة من الحماس و تشير عليهم بعشوائية ثم تحدثت :

-يا الاهى.. ما أجمل هذا العصفور ! إنه يشبه هارى

ضحك نايل و اقترب من القفص بيراه جيداً و ابتسم ثم أومأ برأسه بالإيجاب مما جعلها تنظر لها و مازالت تضحك.

أشارت على عصفورٍ بعيد أخر قائلةً:

-إنه يشبهك نايل !

تقدم من قفص هذا العصفور مدققاً عيناه ثم ضم شفتيه بحزنٍ مما جعلها تسأله بسرعةٍ :

-لما برمت شفتاك هكذا .. انه يشبهك
-إنها عصفورة و ليست عصفور إلين !
-اوووه.. أسفة .. كيف تعرف اذا كانت بنت ام ولد ؟!

نظر لها رافعاً حاجبيه و قال بسخرية:

-بنت ام ولد !
-ماذا ؟!
-لا تُقال هكذا!! .. قولى ماذا جنسه ذكر أم أنثى

نظرت له قاطبةً حاجبيها بغضب و انزعاج ، كومت يديها لصدرها و قالت بإنزعاج و هى تبتعد قليلا و توليه ظهرها لتنظر لعصفور آخر :

-ليس كل الولاد ذكور يا سيد !

ضحك نايل بمرحٍ و قال متهكماً :

- ليست كل الفتيات إناث !
-حقاً.. إذاً ..

قالتها بأعين متوسعة و هى تنظر له ، ألقت كلمتها الأخيرة و التفتت مرة اخرى متوجهةً لخارج الحظيرة .

ظل يضحك و يناديها و لكنها كانت فقط تسرع من خطواتها متصنعة الغضب كعادتها و اتجهت للحظيرة المجاورة .

كان الجميع يراقبون الطيور المختلفة بسعادة ، و دوى صوت صراخ لوى فجأة :

-اللعنة!! لقد عضت تلك الإوزة إصبعى !

ظل يقفز كالأطفال و هم يضحكون عليه ، مكثت بضع دقائق تشاهد الطيور بشرود ، إنها لم تراها من قبل سوى على التلفاز !

شق صوت ما أذنها مما جعلها تلتفتت بسرعة لهذا الصوت بحماس شديد ، كان صوت صهيل الحصان !

وصل فمها أرضا لحظة ما رأت نايل يمتطى ظهر حصان أسود اللون الفحمى ، و زيله به بعض الشعر الأبيض و كذلك غرتهِ ، ما هذا المخلوق الساحر يا سادة !

-هذا يشبهنى ، و ليست عصفور..ة !

قلبت عينيها بتملل و استدارت بحانبها غير مكترثةٍ به ، تقدم قليلاً بحصانه و سألها و هو يربت على نحر الحصان بخفة و يلامس شعره الفحمى الطويل الذى و بلا شك ناعم :

-ألا تريدين أن تجربى ؟!
-لا ..
-هيااا أيتها المشاكسة
-لا تحدثنى
-هيا و إلا سأسجنكِ بالمنزل!

رفعت كتفها بلا مبالاه ، كانت تريد و بشدة ان تمطتى هذا الحصان اللامع و تحتضن جسد من يمتطيه من خلفه .. لكنها كانت تتصنع الحجج حتى يأتى إليها يصالحها ، و هو أيضاً كذلك .

كانت تحدث نفسها و تقول اذا طلب مرة اخرى سأصعد ، لنتظرت بفارغ الصبر و لكنه لم يسأل !

-لا تتحايل على الفتيات نايلوو

قالتها الصهباء و لا تتعجبوا من قول الصهباء مجددا ، فقد كرهتها مجددا لحظة امتطت هذا الجواد خلفه ، و قال لها قبل ان ينطلق بالأراضى الخضراء :

-كما شئتى !

ظلت تغلى فى مكانها كالمرجل المشتعل .

-لا تخطئى و تكابرى ثم تتذمرين !
-ماذا ؟!

قالتها بصدمه لهارى الذى وقف بحانبها مسنداً مرفقه على باب الحظيرة الخشبى ، أضاف هارى:

-هذا دلال كثير ..
-أنا لا أتدلل .. ثم ماذا تقصد بكلامك يا بلاك !
-بلاكى اذا سمحتى!! ، ثم هذا جالى عليكِ !

نظرت له تبلع ريقها بصعوبة و هزأت رأسها بالنفى ، استكمل :

-أنا اخر من تحاولين ان تخفى عليه شيئاً !
-أنا لا اخفى شيئاً ستايلز! .. انت تعلم ما يكون نايل بالنسبة لى !

اشاح نظره بعيدا لتقع عيناه عليه ممطتياً الحصان و خلفه سوزان ، قال لها :

-أجل .. أعلم

حل الصمت قليلاً و قالت بشبه همسٍ له :

-و على من سأتدلل .. سواه !

تسللت هذة الهمسة الحزينة لمسامعه ، فاعتدل فى وقفته و لف ذراعه حولها مقبلاً جبينها بخفةٍ مما جعلها تبتسم له و تلاشت تدريجياً هذة الابتسامة و قالت :

-إنها جميلة جدااا هارى
-أجل !!

رفعت نظرها إليه و ضربت كتفهِ قائلةً:

-يجب ان تقول لى 'لا'
-و هل لى أن أكذب ؟!

قلبت وجهها بغضب و تنحنحت قليلاً عنه لكنه ضحك و ضمها مجدداً قائلاً:

-لكن إنه بإمكانى أن أخبرك بأنكى جميلة.. و تفوقينها جمالاً ! ثم ان بداخلك شخصية رائعة لا تقدر بثمنٍ و لا تقارن بمالٍ ، و أنا واثق بأنه لا يهتم بالمظاهر حالياً

تمعنت فى كلامه قليلاً و أومأت ، و قال علاوة على ذلك بتهكم :

-ثم إنها لا تشاركه الغرفة منذ أكتر من شهر او شهرين.. ليس مثل شخصاً نعرفه !

نظرت له بتوسع محدقةً و قالت له و هى تضحك :

-لا أعلم كم مرة ذكرت هذة الكلمة مؤخرا ، لكنك تستحقها ..سافل !

ضحك ضحكة مدوية و هو يربت على كتفها و قطع صوت الضحك صوتٌ اخر قائلاً:

-روووووببببننننزززززل!!

و ظهر على الحصان كالفارس و الابتسامة منحوتة على ثغره ، و و قف بحانبهما و مد يده نحوها طالبا :

-هيا .. لن أرجع خالى اليدين على سولى!

شعرت بيد هارى خلفها و تحسها على التقدم منه و بالفعل تقدمت و مدت يداها و ساعدها فى امتطاء الحصان ؛ و بنفسه لف ذراعيها حول خصره لتلتصق بظهره مبتسمةً تغمرها السعادة .. الفرح .. و كل شعور يجعل قلبك ينبت له أجحنة و يطير بعيدا.. بعيدا جدا!

-هل اسمه سولى ؟!
-انه اختصار لإسم 'سليمان" ، انه اسم عربى الأصل ، و سولى عربى الأصل

أومأت برأسها ، و كانت ذقنها مستندة على ظهرهِ و رفعت ذقنها لتصل لكتفه ، و بدأت تحك ذقنها بعظمة كتفهِ ضاحكةً و انخرط فى الضحك هو الأخر و حذرها ملتفتاً يساراً نحو وجهها :

-لا تدغدغينى يا فتاة ! .. سننقلب و يدهسنا سولى

حدقت بوجهه و هو يحدثها و ابتسمت و أومأت و هى تحك ذقنها بعظمة كتفهِ للمرة الأخيرة .. و همست بخبثٍ له بجانب اذنه مسبباً له القشعريرة :

-عصفورتى ترهب الدغدغة !!

ابتسم ثغرهُ و رفع الحصان فجأةً مما جعلها تصرخ بإسمه و هو يضحك و قالت:

-أنا أكرهك نايل !!
-أجل.. أنا أيضاً..

ضحكت و تشبثت به مجددا.. بقوة .. و أراحت رأسها على ظهرهِ.

.............❣❤❣.............
كيف حالكم يا سادة ✋
اتمنى ان تكونوا جميعا بخير ❤
و أسفة على التأخير ::)

رأيكم فى البارت ؟!

إلينا؟!

نايل ؟!

باقى الشخصيات ؟!

أكثر موقف درامى نال إعجابكم ؟!

أكثر موقف رومانسى نال إعجابكم*اذا كان فيهx'D* ؟!

أكثر موقف كوميدى نال إعجابكم ؟!

-مصير ااشخصيات ؟!

-أكتر شخصية تحبونها حتى الآن ؟!

-صلوا عالنبى ❤

بليز جاوبوا على الأسئلة ، أريد أن أشعر ببعض الحماس 💕

All The love ❣
Elly adores All of You❤

Продолжить чтение

Вам также понравится

163K 11.4K 20
هو أحمق ،متكبر و مغرور يهوى أزعاجها وجعل مهمتها تصعب حتى تستقيل .. هيّ محبوبة ،ساذجة، تحب الخير وتحب أستفزازه وأفشال مهمته .. كلاهما يمتلك قلباً طف...
47.2K 5.6K 40
-ايام فيريند ويز ذا امونستر ذاتس أندر ماي بيد. =ليه يختي و انتي مخاويه؟ Story featuring:@perrieledwardsxxx (رواية كوميديه) نصيحة: يُرجي عدم تأخير ا...
قصر العذاب/Palace of Torment _Aya_

Подростковая литература

330K 4.1K 32
ريم فتاة تعيش في الميتم بعد أن تخلت أمها عنها عانت هناك لسنين تدعو الله ظنت أن أسوء معاناة يستطيع أن يعانيها شخص في ذلك المكان البئيس ليبدأ جحيمها ال...
دَيْجُور raxr_0

Подростковая литература

184K 2.7K 37
رواية أعبث فيها كلماتي ويمكن تفاهات محتوى الرواية gxg