كل الآفاق تؤدي إليك

By 17YASMINaA

2.6K 240 185

قالوا لك أن طرقكم لا تتلاقى وأن الحب لا يليق بنا .. وأنا أخبرك سراً " رغم البُعد الذي بيننا لا يوجد أقرب منك... More

اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اقتباس
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
اعتذار
الفصل العشرون
تنويه هام
تنويه هام ( أجمعوا هنا ضروري )
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
اقتباس
الفصل الرابع والعشرين
تنويه هام

الفصل الثالث والعشرين

83 6 25
By 17YASMINaA

صلوا على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام 🩷
______________________

انتظرت تلك اللحظة لسنوات تعلم ؟
صدع صوت أجاوستينو بكُره شديد تلاه ضحكته الساخرة وأكمل:
لأرى الخوف في عيناك ولكن خاب ظني فما زلت ترمقني بنظراتك القوية الحمقاء كأنني لا أعلم أنك خائف.
ثم انخفض لمستوى المُقيد على المقعد ويزأر كالأسد الهائج وعروقه تنتفض من شدة الغضب وأكمل بصوته المليء بالكُره:
سأجعلك تترجاني لأعفو عنك ستشعر بالنيران التي حرقت جسدي والنيران التي قضتّ على قلبي بعد قتلك لابني.
رددّ آدم بكُره مما أشعل غضب الآخر:
إن كان ذلك الكفيف ابنك فقد أستحق الموت فأبيه ابن موت.
صرخ أجاوستينو بجنون وهو يصفعه بقوة:
اصمت يا وغد اصمت..
ارتفعت ضحكات الأخر بجنون وعيناه مسلطة عليه بقوة:
الحقيقة مُرة أعلم ولكن نهايتك على يديّ.
انفلتت ضحكة استهزاء من أجاوستينو ورددّ:
وضعك لا يسمح بحديثك الأخرق فأنا سيد اللعبة هنا كما كنت في السابق تتذكر مثل يوم قتلي للمجنونة أمك..
أطلق آدم عدة سِباب عليه وهو يصرخ بجنون ويتحرك بعنف يحاول تحرير نفسه فأجاوستينو قيده جيداً حتى لا يستطع التحرر:
سأقتلك يا حقير أقسم تبا لك..
انخفض أجاوستينو لمستوى آدم وضحكاته تعلو باستمتاع ثم رفع رأسه عنوة بفوهة المسدس فتقابلت أعينهم.
عيناه المُظلمة تنتفض بغضب كجسده الثائر وصراخه يعلو بجنون:
اقتلني هيا أفعلها إن كُنت رجل فتلك فُرصتك الأخيرة إن لم تستغلها ستفتح باب جُهنم بيديك!
اعتدل أجاوستينو مرة أخرى في وقفته مصوباً المسدس أمام وجهه والابتسامة الشامتة الكريهة مرسومة على فمه ثم رددّ بصوت يشبه الهمس الساخر:
ألقاك في جُهنم يا عزيزي..
صدع صوت طلقة نارية تلاها صوت قوي مثل الانفجار هز الفندق على أثره وصرخة ذعر انفلتت من فم أحد بل صرخات عالية وعدة أصوات أخرى متداخلة ثم صمت قطعه أغنية إيطاليا شهيرة!
E se io muoio da partigiano tu mi devi seppellir.
E seppellire lassù in montagna.
E seppellire lassù in montagna sotto l'ombra di un bel fior.
وإن مُت كمقاوم فعليك أن تدفني أعلى الجبال.
يجب أن تدفنيني أعلى الجبال.
يجب أن تدفنيني أعلى الجبال تحت ظلال وردة جميلة.

أغمض آدم عيناه يستعد للموت يتذكر لحظاته القليلة الممتعة التي قضاها رفقة محبوبته ذات الجدائل القصيرة الذي تُيم بُحبها وكان على استعداد للتخلي عن حياته بأكملها لأجل رؤية عيناها تلمع بسعادة وراحة.
لحظة غضب فاصلة.
ورغبة كلاهما في الثأر تزداد..
طلقة بصوتها المفاجئ بددتّ الصمت وخلتّ بتوازنه!
لحظة إدراك..
كلاهما اختل توازنهم مع صدوع صوت انفجار أحدث على أثره اهتزاز الفندق.
لحظة فوضوية غير مرتب لها ستحدد مصيره إما قاتل أو مقتول.
بضع ثواني عند سقوط سلاح أجاوستينو وهو خلفه يحتمي في أريكة صغيرة بفزع وقد ظن أن هناك زلزال، فأرتمى آدم على الأرض يتحرك بحركات مدروسة ليحرر نفسه حتى استطاع تحرير يده وفي تلك الأثناء استمع أجاوستينو لصوت طلقات نارية وصرخات تأتي من الأسفل فاستدار برأسه بخوف ولاحظ محاولات آدم لفك قدمه فنهض بسرعة يقترب من المسدس ليلتقطه فقد سقط بعيداً عنه.
وفي تلك الأثناء حرر آدم قيدّ قدمه وارتمى على المسدس يدفعه بعيداً عن يدّ أجاوستينو الذي ركل آدم في وجهه وكاد أن يتحرك جهة سلاحه فجذب الآخر قدمه بقوة وأسقطه على وجهه ثم نهض واعتلاه يقيد حركته وبدأ في لكمه بعنف وقد أعماه الغضب ولا يرى غير معاناة أمه.
لعنة الله عليك يا حقير سأقتلك.. سأقتلك.
ظل يلكمه بعنف وجنون وصراخه يعلو يكاد يغطي على صوت الطلقات النارية في الأسفل قبل أن ينفرج الباب ويركض حارس أجاوستينو يدفع آدم بعيداً وهو يصرخ بهلع شديد على أجاوستينو المتمدد على الارض والدماء والكدمات تغطي وجهه:
أشباح يا سيدي أشباح يقتلون رجالنا في الأسفل!
استند آدم على الجدار يحاول النهوض بصعوبة والتفت يهجم على الحارس يبعده عن أجاوستينو ولم يكاد أن يلكمه وقاطعه طلقة خرجت من سلاح حارس آخر استقرت في قدم آدم الذي صرخ بألم شديد فدفعه الحارس بعيداً عن صديقه واقترب من أجاوستينو يسانده لينهض ويهربوا بسرعة مستمعاً لسؤاله القلق:
من في الأسفل من هُم؟
ردّ أحدهم بخوف وهو يسانده لينهض:
أشباح.. لا نعلم ماهيتهم يظهرون من العدم ويقتلعون رؤوس رجالنا بعُنف ثم يختفوا وكأنهم..
استدار بنظره لآدم الزاحف اتجاه المسدس الساقط وأكمل بصوت مرتجف:
وكأنهم جزء من الظلام..
قاطعه الرجل الآخر بخوف قبل أن يقرر النجاة بروحه وركض للخارج بسرعة من إحدى الطرق السرية:
بل هُم الظلام!
زمجر أجاوستينو بغضب رغم خوفه:
لن أتركه سأقتله.
صرخ الحارس بخوف شديد وهو يجر أجاوستينو بالقوة للخارج:
لا يوجد وقت كافي سنموت إن بقينا ثانية أخرى.
رددّ أجاوستينو بكُره قبل أن يختفي صوته بعد خروجهم من الغرفة تاركين آدم خلفهم يأنّ من شدة الألم:
سنتلاقى مجدداً يا شيطان ووقتها لن أتركك تحيا..
استند آدم على الحائط وحاول تفحص قدمه رغم ألمه وفشل فرفع رأسه على صوت انفراج الباب ودخل رجل مُلثم وشعار جماعة سُفيان تُزين سترته فكاد أن يطلب منه المساعدة ولكنه استدار وخرج بعدما رماه بنظرة ساخرة:
مثل القطط ما زلت حي..
انفرج فم آدم بعدم استيعاب ثم صاح بغيظ:
يا أعمى قدمي تنزف!
لم يأتيه رد وقد هدأت الأصوات بل اختفت تماماً فتمتم بغضب وهو يحاول تحرير نفسه فقد فهم أنهم رحلوا فسُفيان لم يكلفهم إلا بقتل رجال أجاوستينو رداً على فعلته معه بعدما استطاع أجاوستينو شراء بعض رجال سُفيان وانقلبوا عليه والآخر نفذ حديثه بالحرف:
تباً لك ولقائدك..
حاول النهوض وهو يستند على الحائط فصرخ بتألم شديد وتحرك للخارج وهو يجر قدمه بصعوبة حتى اقترب من المصعد وضغط على الزر وهو يتمتم بغيظ من رجال سُفيان:
حمقى أقسم ولكن ماذا أقول هجومكم ودخلتكم أبهرتني.
رمق الرجل الساقط على الأرض فاقد للحياة فانخفض لمستواه والتقط مسدسه وأخذ الطلقات منه ثم رماه هامساً بسخرية:
لم أكذب حينما لقبتكم بجماعة البط..
فُتح باب المصعد فقلب عيناه بملل ودخل وهو يدفع جسد الساقط بالداخل ليستطع الوقوف ثم ضغط على زر الطابق السفلي وأثناء وقوفه شعر بيد الرجل تُمسك بقدمه فانفلتت صرخة فزع منه كاد أن يسقط على أثرها ثم دفع الرجل بغيظ:
يا أحمق كدت تُصيبني بسكتة قلبية مُت في صمت!
خرج من المصعد فاتسعت عيناه بصدمة من المنظر أمامه فالأرضية البيضاء تحولت لبركة دماء، أطلق صفير منبهر خافت من فمه وتحرك للخارج يضغط على قدمه بصعوبة وحينما مرّ من أمام مكتب الاستقبال لاحظ اختباء الفتاة أسفل المكتب بخوف فاقترب منها ونقر على المكتب ثم رددّ بهدوء:
عذراً هل بإمكانك إلغاء حجز غرفتي.
حركت رأسها بموافقة عدة مرات بهلع رغم غرابة جملته ثم أكمل بنفس نبرته الهادئة وهو يصوب المسدس على رأسها:
والآن ستديني ليّ بخدمة وتخبريني عن أماكن اختباء أجاوستينو بدون كذب أو مراوغة فإن راوغتني ستتغلل الطلقة رأسك بدايةً من جبينك حتى تخرج من الجهة الأخرى!
أخبرته عن الأماكن التي تعرفها ثم رددّ بخفوت وهو يعرج متجهاً لخارج الفندق:
حمقاء لم أكن لأوذيكِ.
وقف أمام الفندق يستند على الحائط بتعب ثم رفع سترته وقطع جزء منها ووضعه على مكان الإصابة وعقدها مرتين ليتوقف النزيف حتى يعالجها.
رفع يده يشير لسيارة أجرة تقترب من الفندق فتوقفت أمامه وقبل أن يتحرك خطوة وجد ماضي يندفع منها بوجه يظهر عليه علامات القلق وعيناه تكاد تلتهم آدم بخوف وبدون أن يلفظ كلمة واحدة ضمه بشوق وخوف شديد استطاع الشعور به مردداً:
الحمد لله الحمد لله لو كان حصل لك حاجة عمري ما كُنت هسامح نفسي.
أبتعد ماضي عنه ولم يلاحظ قدمه المصابة وكاد أن يدخل للفندق فمنعه الآخر:
إلى أين ألا ترى إصابتي!
كيف نجوت؟
هتف ماضي بسؤاله بتعجب ثم عاد بنظره ولاحظ الأجساد الساقطة على الأرض فأكمل بضحكة صغيرة مستهزأً من سؤاله:
يا لغبائي أسألك عن شيء إجابته آدم!
أشار بيده على الأجساد الممددة على الأرضية بالداخل فتجاهله الاخر ورمى ثُقله عليه مردداً بتعب:
ساعدني للذهاب لبيت ماركوس.
أوقف ماضي سيارة أجرة وساعده بالجلوس ثم انطلق السائق بعدما أملاه آدم عنوان بيت ماركوس.

في مصر:
رمقت توبا الساعة المعلقة بقلق فثائر وماسال مختفيين منذ يومان ولا تستطع الوصول لهم، فنادت على الممرضة تسألها إن كان جاء أحد لزيارتها فأخبرتها بالإجابة المعتادة منذ يومين "لا لم يأتي"
عادت لسريرها على أمل أن تنام وتستيقظ تجدهم جوارها فتلك الأيام تمر بفترة صعبة حيث أن المخدر بدأ في الخروج من جسدها وذاك يُرهقها بشدة ورغبتها في الاستسلام تزداد يومياً مما أصابها بالاكتئاب واختفاء شقيقتها وثائر زاد من اكتئابها فقد صور لها عقلها بأنهم قد مّلوا منها وتركوها حتى تتعافى بمفردها.

في المشفى:
يتحرك ثائر أمام غرفة آفاق ذهاباً وإياباً كالمجنون وأمامه يقف يامن يضم يديه أمام صدره ويرمقه بملل فمنذ البارحة وهو يرفض التحرك من أمام غرفة آفاق ويصرخ بين الحين والآخر بأنها تلفق لأمه شيء بالكذب.
خرجت ماسال من غرفة آفاق حاملة صغيرها وأغلقت الباب خلفها ثم اقتربت من يامن ووضعت صغيرها بين يديه والتفت لثائر الذي استنزف آخر ذرات صبرها صارخة عليه:
أنت مبتفهمش هنقول كام مرة إن أمك ضربتها دي حتى اعترفت على نفسها وأنت عمال تعيد نفس الكلمة كأنها أغنية بدل ما أنت واقف بتصيح حاول تتكلم معاها باحترام يمكن تغير رأيها.
رمقها يامن بحنق فقد استيقظ آدم الصغير بسبب صوتها المرتفع ثم تحرك بعيداً عنهم هامساً للصغير بألا يخاف ويعاود النوم.
عاجبك كده صحيت الولد.
صاحت ماسال بغيظ فصاح الآخر بحنق:
مين اللي صحى مين أنتِ اللي بتزعقي مش أنا!
أردفت ماسال بضيق:
ما بسبب إنك معصبني بردودك السخيفة أنت عارف كويس إن أمك مش ملاك بجناحات وإن حامد مُجرم دولي أصلا..
أنتِ بتقولي إيه!
ابتلعت ماسال بقية حديثها عند سماعها لصوت ملاك المصدوم وتشتت نظراتها بينها وبين ثائر الذي قرر تركها بمفردها لتبرر ما قالته ودخل لغرفة آفاق فقد كانت ماسال تمنعه من الدخول متحججة بأنها حامل ولا تريدها أن تغضب.
دق الباب ودخل بعد سماعه للإذن فاعتدلت آفاق لتجلس بعدما استيقظت على صوت صراخهم بالخارج وظنت أن آدم عاد ويتشاجر مع أحد.
سعل ثائر بحرج ثم رددّ بتردد:
ممكن أدخل؟
حركت رأسها بنعم فدخل وترك الباب خلفه مفتوح قليلاً ثم تحدث بنبرة هادئة بعدما حاول جاهداً تصنعها:
محتاج أتكلم معاكي ومن فضلك تسمعيني قبل ما تتكلمي.
حركت رأسها بموافقة ليتحدث فأكمل بتردد والحرج يظهر بنبرته:
أنا فاهم إن مشكلتك مع حامد عشان آدم بس أمي ملهاش ذنب أمي مش هتستحمل السجن يا آفاق.
تنهدت آفاق بتعب وأردف بهدوء:
بس أمك ضربتني فعلاً يا ثائر الموضوع مش إني مضايقة من حامد فانتقمت منه لا أمك ضربتني على رأسي وكنت هموت..
بس محصلش حاجة وأنتِ الحمد لله كويسة وأنا آسف بالنيابة عنها ولما تخرج هخليها تتآسف ليكي وعد بس لو سمحتي اسحبي شكوتك.
قاطعها ثائر بترجي فزمتّ الأخرى شفتيها بأسف:
آسفة يا ثائر لو سحبت الشكوى حامد هيخرج من السجن وزي ما أنت بتقول مشكلتي مع حامد وأنا مش هسيبه بالسهولة دي.
زفر بضيق وظهر الحزن على وجهه فهي مُحقة:
يعني مفيش أمل؟
استمعت لتمتمته الحزينة فحزنت لأجله فهي لم ترى منه شيء سيء ثم أردفت بهدوء:
لو تقدر تضمن ليا إن حامد مش هيخرج من السجن هسحب الشكوى.
ارتسمت البسمة على فمه بأمل وحرك رأسه بموافقة ونهض متجهاً صوب الباب ليخرج:
اتفقنا أوعدك أنه مش هيخرج من السجن هبذل كل جهدي متقلقيش.
بادلته الابتسامة بأخرى صغيرة وبعد خروجه عادت برأسها للخلف تستند بتعب ويدها تتحرك على بطنها بحركات دائرية رقيقة والبسمة تتسع على شفتيها بسعادة فلا تصدق أنها تحمل بالداخل بذرة حُبهم.

في إحدى المطاعم أمام المشفى:
جذبت ماسال ملاك لتجلس أمامها وتتوقف عن الصراخ عليها فدفعت الأخرى يدها وأكملت صراخها بجنون:
سيبي أيدي تفهميني إيه بتقولي كلام كذب على بابا وعايزة أقعد أسمعك!
تلقت الأخرى جوابها بصراخ بنفاذ صبر وهي تجذبها عنوة لتجلس:
بت أنتِ متعصبنيش واسمعي كلامي الأول بدل ما أمد أيدي عليكي!
كادت ملاك أن تكمل صراخها فقاطعتها ماسال بسرعة:
أبوكِ مش ملاك أبوكِ قاتل ومجرم دولي وآدم كان عنده حق.
صرخت ملاك بغضب:
متجبيش سيرته أنتِ عايزة أصدق الكلام ده على أبويا عشان آدم قال كده!
حركت ماسال رأسها بنفي وأردفت بنبرة تحمل السخرية والقسوة فقد قررت رمي كل الحقائق في وجهها لعلها تفيق من وهم مثالية أبيها:
لا ماضي اللي بيقول كده وكمان لو تتذكري الشخص اللي آدم قتله ودخل السجن في الحقيقة كان ماضي اللي ضربه بالنار وخبى علينا كلنا وكان هيسلم نفسه بس آدم قدر يمحي كل الأدلة اللي بتدين ماضي وعرفه إن حامد مات بس في الحقيقة هو اتصاب والإصابة سببت له شلل.
جحظت عيناها بصدمة وعقلها لا يستوعب ما تقوله فأكملت ماسال حديثها:
حامد ليه أسامي كتير مزيفة بيشتغل في كل حاجة مخالفة للقانون بيقتل ويسرق ويخطف ومن زمان وهو اللي أختار يكون كده مش زي ما بيقول إن آدم اللي خطفه والكلام العبيط ده.
همست ملاك بصدمة:
يعني إيه أنا مش فاهمه حاجة!
بعد انتهائها سالت دموعها في صمت دون أن تصدر صوت بكاء حتى فأردفت ماسال بنبرة هادئة بعدما مدتّ يدها لتلتقط كفها:
يعني حامد أذى آدم كتير ولعب بمشاعره وأذى بنات وشباب أكتر ولازم يتحاسب يا ملاك.
سألتها ملاك بتلعثم وقد بدأت شهقاتها تعلو:
يعني.. يعني آدم هيقتله زي ما قال؟
عجزت ماسال عن الإجابة فهي حقاً لا تعلم ما الذي يدور برأس آدم وإن كانت تعرفه بمقدار ذرة فنعم سيقتله دون أن يرفّ له جفن ولكن يوجد عائق أمامه سيرفض دخوله للسجن مرة أخرى.

وذلك العائق يجلس أمامه يضمد جرح ساق ذات الرأس السميك بعدما صمم على أن يخرج الرصاصة بنفسه دون استدعاء الطبيب حتى لا يعلم أجاوستينو مكانه وماضي معه ويحاول أذيته.
لاحظ ماضي تألم الآخر فسأله:
تؤلمك؟
حرك رأسه بنعم فلكزه الآخر في كتفه بحنق:
تألم يا أحمق تألم..
صاح آدم بغيظ:
أنت متحجر القلب أقسم.
تمتم ماضي بضيق وهو ينهي تضميد جرح آدم:
أحمق..
أردف آدم بحنق:
قاسي.
نهض ليرتدي ثيابه ثم جلس مرة أخرى أمام ماضي وسأله بجدية:
لما أتيت؟
أجاب ماضي بسخرية وهو يلملم الأدوات الطبية:
كنت أنوي إنقاذك والعودة بك لمصر حياً ولكن بعد ما رأيته اليوم فيبدو أنني سأخذ جثتك وأعود.
زفر آدم بضيق وأردف:
ماضي يجب أن تعود لمصر وجودك معي خطر عليك.
رددّ ماضي بموافقة:
حسناً هيا انهض لنعود معاً لمصر.
هتف آدم بجدية وهو يغلق أزرار قميصه:
لا يمكنني العودة قبل أن اقتله.
صرخ ماضي بغضب فالآخر يتحدث عن القتل وكأنه أمر سهل:
ما الذي تقوله يا أحمق تتحدث عن القتل وكأنك تحدثني عن رغبتك في تناول الطعام!
استدار آدم له وسأله بهدوء استفز الآخر:
ألست جائع؟
جز ماضي على أسنانه بغيظ ورددّ بعصبية:
أتود أن تصطدم قبضتي بوجنتك اليسرى وتلوينها باللون الأحمر أعلم أنك تحبه.
انفلتت ضحكة صغيرة من آدم وأردف بحزن مصطنع:
سامحك الله يا أخي ألا تعلم أنني أحب اللون الأزرق!
ضحك ماضي رغماً عنه وأردف وهو يداعب خصلات الآخر الذي تذمر كما يفعل دائماً:
ستتحول للأزرق مع مرور الوقت لا تقلق.
رددّ آدم بحنق:
توقف عن معاملتي وكأنني صغيرك..
فأردف الآخر بمزاح:
أنت صغيري بالفعل يا أحمق.
ابتسم آدم بخفوت والتقط هاتفه ودخل إحدى الغرف مردداً:
سأتصل على إحدى المطاعم المميزة في روما سيُبهرك طعامهم.
ارسل آدم رسالة لأحد ثم اتصل على المطعم وأخبره بطلبه وجلس على الفراش في انتظار قدوم الطعام.
بعد مرور النصف ساعة تقريباً أغلق آدم الباب حاملاً الطعام بعدما ودع العامل وشكره، أتجه صوب الطاولة ووضع الطعام مردداً بانبهار:
تكفي الرائحة أقسم.
وضع طبق ماضي أمامه المكون من معكرونة بكرات اللحم على الطريقة الإيطالية فبدأ في تناول طعامه وهو يسأله بقلق:
ما الذي تنوي فعله يا صغير؟
أجاب آدم بنبرة هادئة:
لا شيء سأقتله وأعود لمصر إن بقيت حي وإن مُت فأوصيك بأن تقتل حامد وإن عجزت ماركوس لن يعجز.
رددّ ماضي بضيق رغم هدوء نبرته:
أعلم أنك غاضب من كلاهما ولكن يوجد شيء يسمى بالقانون بإمكانك اللجوء له ولا تلطخ يداك بالدماء عزيزي.
أشار آدم له على الطعام ورددّ:
تناول طعامك لا تدع المعكرونة تبرد.
زفر ماضي بضيق فآدم يتصرف بغرابة ويصر على تناول الطعام متجاهلاً حديثه، انتفض بفزع قليلاً على صوت الآخر الحانق:
توقف عن تناول المعكرونة هكذا تؤكل هكذا وليس.. ما الذي تفعله توقف!
رمقه ماضي بتعجب وعدم فهم فهو لم يفعل شيء غير أنه التقط معلقة وقطع المعكرونة الطويلة فهو لا يفضل تناولها سليمة ويتلطخ وجهه وفمه حتى يبتلعها:
ماذا فعلت!
زفر آدم بغيظ حاول كبته ورددّ:
لا شيء أكمل طعامك..
تجاهله الآخر وأكمل طعامه فهو جائع ولم يتناول شيء منذ مدة ثم رفع عينه لآدم وضحك بسخرية:
من يرانا الآن لن يتخيل أنك خرجت من الموت منذ قليل وحديثنا يدور حول نفس الشيء.. الموت.
ترك آدم الشوكة والتقط المِحرمة ونضف فمه ورددّ بهدوء وعيناه مثبتة على ماضي:
أعتذر يا أخي.
رمقه ماضي بعدم فهم لم يطول كثيراً فقد انفرج باب الشقة بعنف وطلّ من خافه ثلاث رجال يرتدون زي موحد مألوف لماضي الذي تجعد جبينه ورددّ بريبة ويداه تتجه صوب سلاحه خلف ظهره:
ما الذي يحدث هنا؟
ردّ رجل من الثلاثة يدعى جون وهو يقترب من ماضي الذي استند على الطاولة بعدما شعر بأساس المنزل يدور حوله:
لا تقلق أيها الشرطي ستشعر بالتعب والخمول وانخفاض درجة حرارة جسدك ثم برودته ذلك بسبب المخدر الموضوع في المعكرونة.
ما الذي تقوله لا.. لا لم تفعلها!
هذى ماضي وهو يترنح مكانه وعيناه على آدم الذي نهض والتقط إبرة طبية من أحد الرجال بها مادة مسكنة ثم أدخلها في قدمه بقرب جرحه كاتماً تألمه فكاد ماضي أن يقترب منه ولكنه ترنح ممسكاً برأسه بتألم وقد بدأت الرؤية تتشوش أمامه.
رددّ بتشتت وأنفاس متسارعة محاولاً إبعاد يدّ جون عنه فهو يسنده حتى لا يقع:
آدم عزيزي لا تلطخ يدك بالدماء يا أخي لأجل آفاق لأجلي أرجوك.. دع القانون يأخذ حقك أرجوك..
حرك آدم رأسه بلا وهتف بصوت يحمل الغضب والقسوة والرغبة في الثأر رغم تعبه بعدما أنهى ما يفعله:
القانون الذي تتحدث عنه لم ينقذ أمي من الموت يا ماضي ..القانون الذي تتحدث عنه يقف وسيقف في صف أبيك ويستمر في تهميش أمثالي لذلك.. لن أتوقف حتى أخذ بثأري ..حتى لو كلفني الأمر روحي.
رفع ماضي رأسه ينظر له بأعين حمراء وجفن ينسدل محاولاً جاهداً مقاومة النعاس فاقترب آدم منه أكثر وطبع قُبله على جبينه وقبل أن يتحدث همس ماضي قبل أن يفقد وعيه تماماً:
لم تعد بمفردك لتتصرف بتسرع ي..
لم يستمع آدم لجملته بأكملها فرددّ بأسف:
لن أسمح لك بالوقوف في وجهي يا أخي سامحني على فِعلتي.
فقد ماضي وعيه وقد تمكن المخدر منه فرددّ آدم بلهجة صارمة يأمر الرجال:
ليبقى في مكان أمن حتى يفيق بعدها أعيدوه لمصر إن مُت وبقى ذلك الحقير حي.
راقب سقوط ماضي بين أذرع رجاله ثم تحرك للخارج يستند على الجدار بيدّ وباليد الأخرى يمسك مسدسه وعيناه شغلتان نارية.
ترجل من البناية فوجد سيارة في انتظاره وأمامها يقف رجل آخر من رجال سُفيان المُخلصين فالتقط منه مفتاح السيارة مستمعاً لحديثه:
مرحباً بك بيننا مرة أخرى سيد آدم السيد سُفيان يخبرك بضرورة اقتلاع العُشبة السامة في أسرع وقت.
حرك آدم رأسه بموافقة وصعد للسيارة وقبب أن يتحرك أستمع لبقية حديث الرجل:
بالتوفيق سيدي.

في إحدى البيوت في روما:
جلس أجاوستينو على الأريكة بمساعدة مساعده والذي يعد بمثابة يده اليمنى فقد أُصيب أثناء هروبهم من الفندق، رفع رأسه ينصت لحديثه:
لا تقلق سيدي سنرُد على سُفيان لن أتركه يسعد بانتصاره.
رددّ أجاوستينو بنبرة يشوبها الكُرة:
دعك من سُفيان الآن الأهم عندي آدم.
صمت لوهلة وعلى وجهه تلك النظرة الشيطانية التي يعلمها مساعده جيداً لذلك الصمت هو الآخر حتى ينتهي سيده من التفكير.
عندما طال صمته تساءل الحارس بريبة:
بماذا تفكر سيدي؟
برقت أعين أجاوستينو بشر ورددّ:
سنُعيده لنقطة البداية.. بداية تحويله لآدم سُفيان ذلك الشيطان الملعون!

في إحدى المنازل بروما:
فتح ماضي جفنيه بتثاقل شديد فرفع كفيه يمسك رأسه بألم من شدة الدوار، أغمض عيناه لبضع ثواني ثم فتحهم مرة أخرى بعدما تمالك نفسه قليلاً محاولاً التغلب على الدوار متذكراً ما حدث في الساعات الماضية فسبّ آدم في سره محاولاً النهوض من على الفراش وتحرك صوب الباب وحاول فتحه ففشل فبدأ في الصراخ بغضب:
يا حمقى افتحوا الباب الآن هيا..
لم يأتيه ردّ فأكمل بغضب شديد:
تباً لكم ولقائدكم افتحوا الباب.
لم يستمع لصوت مما زاد من غضبه فظل يلكم الباب بقوة وجنون ثم زفر بضيق واستدار يتفحص أساس الغرفة لعلا يجد شيء يساعده في الخروج؛ فوجد فراش يكفي فرد واحد وفي الجهة الأخرى يوجد دورة مياه ومقعد.
بحث عن نافذة ولم يجد فأطلق عدة ألفاظ سيئة على آدم ثم لاحظ وجود فتحة تهوية في السقف فلمعت في رأسه فكرة وتحرك صوب الفراش يلتقط غطاء السرير ثم سحب المقعد ووضعه أسفل الكاميرا المتواجدة في الغرفة ووقف عليه ثم وضع الغطاء على الكاميرا واتجه صوب الفراش مرة أخرى وجذبه بسرعة أسفل فتحة التهوية وركض صوب المقعد ووضعه على الفراش ووقف فوقه ثم دفع غطاء فتحة التهوية للأعلى ودفعه جانباً ودخلها بسرعة فوجد أمامه اتجاهين لأنبوبة التهوية ومن حسن حظه كانت الأنبوبة تتسع جسده وهو جالس فقد كانت كبيرة.
بدأ بالتحرك زاحفاً جهة الاتجاه الأيمن حتى وصل لنصف الأنبوبة فوجد غطاء فتحة تهوية آخر فتوقف عن الحركة وأرهف السمع لأصوات رجال آدم.
تحدث أحد الرجال وقد بدى على صوته بأنه مخمور:
من رأيي نقتله ونقول أنه انتحر فذلك الرجل مزعج.
دخل أحد الرجال الغرفة الجالسين فيها وجلس على الأريكة وهو يتحدث مع أحد عبر الهاتف:
خيانتي لا تستطع شرائها بذلك السعر..
صمت الرجل يستمع لصوت المتحدث على الجهة الأخرى ثم أكمل:
سأخون قائدي وسأعرض حياتي للخطر وأنت تعرض عليّ ذلك المبلغ الصغير!
صمت الرجل مرة أخرى ثم أردف بخبث وطمع:
هكذا نتفق يا رجل هيا ضع نصف المبلغ في حسابي سأرسله لك والنصف الآخر بعد التنفيذ.
أغلق الرجل مع المتصل واستدار لرفاقه مردداً بشر:
احبائي منذ تلك اللحظة لم يعُد آدم قائدنا ولا سُفيان لقد عقدت صفقة مع أجاوستينو؛ أقتل ذلك الشرطي الشرقي مقابل مبلغ مالي كبير.
أطلق الرجل المخمور صفير متحمس على عكس الثالث الذي وقف هاتفاً باعتراض:
ما الذي تقوله لا يمكننا خيانة السيد سُفيان أنت هكذا تضع روحنا بين كفيه!
ضحك الرجل باستهزاء وهو يوجه مسدسه على جون ويقترب منه الذي رفع سلاحه بتأهب هو أيضاً مستمعاً لحديث فيليب:
يا أحمق سُفيان لم يعُد قوي مثل سابق عهده حتى نخاف، والآن ستنفذ أوامري حتى تضمن حياتك.
رأى ماضي تحرك المدعو فيليب اتجاه جون وانتظر حتى أصبح اسفل فتحة التهوية ثم رفع غطاءها ورماه جانباً وقفز عليه فاختل توازن الآخر ووقع المسدس منه فتحرك جون يلتقطه واستدار يوجهه على رفيقهم الثالث فوجده يجلس على الأريكة ويأكل المكسرات ويشاهد ما يحدث باستمتاع وكأنه فيلم.
اعتلى ماضي فيليب ولكمه بعنف في وجهه حتى استمع لصوت كسر أنفه فأبعده جون بعيداً عنه بصعوبة:
أهدأ يكفي..
دفعه ماضي بعيداً صارخاً عليه بغضب:
أبعد يديك عني يا أحمق وإلا أقسم سأقتلك.
انخفض بنظره على مسدس فيليب الموضوع بين كف جون فجذبه عنوة منه واستدار ينخفض لمستوى فيليب ورفع رأسه بعنف ثم أجبره على أن يفتح فمه ووضع فوهة المسدس بداخله ورددّ بغضب شديد فقد نفذ صبره:
والآن أمامك خيارين تُخبرني بمكان أجاوستينو وسأفكر في تركك حيّ أو أضغط على الزناد ونلطخ الأرضية بدمائك المنجسة.
حرك رأسه بلا يعلم فلكمه بقوة ثم جذب رأسه وأدخل الفوهة أكثر في فمه فظهر الألم على وجهه وظل يحرك رأسه بنعم فلا يستطع الحديث.
أخرج ماضي المسدس من فمه فظل يسعل بقوة ورددّ بخوف شديد:
لا أعلم الآن ولكن أعطني خمس دقائق أتصل بأحد أصدقائي يعملون مع أجاوستينو وسيخبروني بمكانه.. خمس دقائق فقط.
تحرك جون يلتقط هاتف فيليب من على الأريكة وأعطاه له فاتصل الآخر بأحد أصدقائه يدعى مارك وانتظر إجابته وماضي يضع فوهة المسدس على رأسه كتهديد.
أجاب المدعو مارك فهتف فيليب بسرعة محاولاً إخفاء خوفه:
عزيزي مارك كيف حالك؟
رددّ مارك بضجر:
لست بخير فيليب عندما أتفرغ سأحادثك إن كنت على قيد الحياة.
أنتظر لا تغلق أين أنت الآن قلقت عليك ؟
هتف فيليب بسرعة فأجاب مارك وهو يزفر بضيق:
سيد أجاوستينو يجمع كل رجاله أمام مشفى أمراض عقلية قديمة ويبدو على الجميع القلق والكثير منهم فرّ بعد حادثة الفندق ولم يتبقى غير عشرون واحد أنا منهم بقينا بعدما عرض علينا مبلغ مالي مُغري لا نستطع رفضه.
أشار ماضي له بأن ينهي المكالمة فرددّ فيليب باقتضاب:
حسناً يا صديقي لا تقلق سأحادثك فيما بعد وداعاً.
أغلق الهاتف وتحدث بترجي وعيناه ترمق المسدس بخوف شديد:
فعلت ما طلبته اتركني حيّ أرجوك..
دفعه ماضي على الأرض وكاد أن يتوجه للخروج فلاحظ أن الشاشة الموضوعة أمامهم لا تعرض تسجيل الغرفة الذي كان محتجز بها بل تعرض فيلم فتمتم بسخرية:
حمقى..
لم يكن تخطى الباب وسمع صوت طلقة فاستدار بسرعة فوجد جون يخفي المسدس خلف سترته فانخفض بنظره على فيليب ووجده جثة هامدة بعدما أطلق جون على قلبه واقترب من ماضي مردداً بهدوء:
القاعدة الأولى نظف المكان خلفك من الأوساخ.
شعر ماضي بريبة فجون يتحدث مثل آدم ورغم ذلك رددّ بتعجب وعيناه على الرجل المخمور الجالس على الأريكة ويرمق جثة فيليب بانبهار غريب:
لما ينظر له هكذا ولماذا لم تقتله!
أجاب جون بلا مبالاة:
ذلك أحمق لن يفيق من تأثير الكحول الليلة دعك منه.
خرج ماضي من المنزل ووقف ينتظر سيارة أجرة فهتف جون وهو يشير له على سيارته:
تعال معي لن تجد سيارة أجرة في ذلك الوقت.
رددّ ماضي بسخرية:
هل تراني أحمق لأعطي الأمان لشخص مثلك؟
ردّ جون بهدوء:
حسناً أبقى مكانك كما يحلو لك وعندما تصل لآدم ستكون روحه صعدت للسماء.
زفر ماضي بضيق وصعد سيارة جون وانطلقوا صوب المصحة وأثناء تحركهم تساءل ماضي بسخرية:
ألست تتخطى أوامر قائدك بمساعدتك معي؟
ردّ جون بنبرة هادئة رغم ملاحظته لسخرية ماضي:
مضطر أن أخالف أوامر السيد سُفيان فأدم صديقي ولن أتركه يموت.
رددّ ماضي باستغراب:
وما دخل سُفيان بخطفكم ليّ أليس آدم من طلب منكم ذلك؟
حرك جون رأسه بلا وأجاب:
آدم طلب مننا بالفعل ولكننا نأخذ أوامرنا من السيد سُفيان والآن أنا مضطر أن أخالف أوامره تلك المرة فهو يرمي بآدم في الجحيم دون أن يشعر.
سأله ماضي باهتمام وقلق شديد:
ما الذي تقصده لا أفهم كيف يرمي به للجحيم أليس هو من رباه؟
أجاب جون بتوضيح:
أفعال أجاوستينو لأذية السيد سُفيان مثل انقلاب عدد كبير من رجالنا وانضمامهم له أشعلت الغضب بداخل السيد سُفيان مما جعله يجمع رجاله الوفيين كالمجنون للقضاء على أجاوستينو وبما أن آدم يعتبر خليفته وأيضاً له عداء مع أجاوستينو فيُعد الوحيد المناسب للقيام بتلك المهمة.
صمت كلاهما لبضع دقائق قبل أن يتوقف جون جوار سيارة أخرى وترجل كلاهما وصعدوا للسيارة التي كانت أكبر حجماً من الأخرى وقبل أن يتساءل ماضي عن سبب تبديلهم للسيارة شرح جون له السبب وهو يشير له على الأريكة في الخلف:
اقتربنا على الوصول من المصحة التقط سلاح من أسفل الأريكة هيا تجهز.
رفع ماضي الأريكة الجلدية للأعلى فانفرج فاهه بانبهار رغم صدمته فأمامه عدد من الأسلحة الحديثة غير السترات والقنابل!
كاد ماضي أن يمسك بقنبلة فرددّ جون بتحذير:
احترس واتركها وارتدي السترة الواقية هيا.
رددّ ماضي بريبة:
حديثك وتلك الأسلحة أمامي تُشعرني بأننا سنخوض حرب بعد قليل!
ارتسمت بسمة مستمتعة على فمه وأجاب وهو يزيد من سرعة السيارة:
بالفعل سنخوض حرب دموية بعد قليل لا يوجد لها فرصة لنجاة الطرفين إما قاتل أو مقتول.

سيارة تشق الظلام بسرعة هائلة عجلاتها تهرس الأسفلت بقوة وعيناه مسلطة على الطريق في حالة من الثبات المريب يتجه صوب مشفى قديم تحت الصيانة فقد ذهب لثلاث أماكن تُعد مخابئ أجاوستينو ولم يتبقى غير ذلك المكان.
أوقف سيارته أمام لائحة مكتوب عليها "موقع عمل ممنوع الاقتراب" ، ترجل آدم من السيارة واقترب من اللائحة ونزعها من الأرض ثم رماها من فوق السور فاستمع لصوت انفجار فابتسم بثقة فكما توقع أجاوستينو أمر رجاله بوضع قنابل في حديقة المشفى.
تحرك جوار السور حتى وصل لخلف المشفى حيث يوجد جزء من السور مدمر وتحرك بخطوات مدروسة ثم جذب حبل تسلق يضعه على خصره ورماه على سطح المشفى ثم أخذ نفس بعمق وزفره على مهل وعاد للخلف وبعدها اندفع للأمام راكضاً بسرعة لعدة خطوات ثم رفع نفسه في الهواء حتى لمس المبنى وبدأ بتسلقه بسرعة حتى وصل للسطح.
تحرك صوب المدخل المؤدي للأسفل والقلق قد بدأ يسيطر عليه فلا يوجد حراس حول المشفى، أمسك مسدسه في وضع استعداد وترجل من على السلم وبمجرد وصوله للدور الخامس استمع لصوت مألوف له اخلّ توازنه.. صوت العزيزة أمه.
نبضات قلبه تزداد بقوة أربكته وركض صوب الطرقة المظلمة فأشعل كشاف صغير ليرى أمامه وأصابعه تضغط على المسدس بقوة عكس أنفاسه المرتبكة.
"اتركني أريد حامد.. حامد أين أنت حبيبي."
استدار خلفه مصوباً المسدس على الفراغ بعدما شعر بصوت صريخ أمه يقترب منه فهمس بارتباك:
ليس حقيقي.. ليس حقيقي يا آدم ركز على هدفك ولا تدعه يتلاعب بك.
"عزيزي آدم أين أبيك ألم يأتي بعد؟"
صرخ آدم بصوت عالي وهو يلتف حول نفسه:
حركاتك الساذجة تلك لن تؤثر عليّ أجاوستينو فأنا لا أخافك.
سمع صوت التسجيل الذي يكاد يقسم بأنه مفبرك: " لا أريده بدون أبيه ابعدوه عني لا أريده".
صرخ آدم بجنون وهو يطلق طلقة في السقف:
اصمت.. اصمت توقف عن تلك السخافات واظهر أمامي رجل لرجل يا حقير.
صدع صوت مزعق من مكبر الصوت تلاه صوت أجاوستينو مردداً بضحكة ساخرة:
لا تقتل المرح يا فتى فلدينا وقت طويل حتى نصل للنهاية.
تحرك آدم في الطرقة بخطوات سريعة بعض الشيء يفتح الأبواب التي تقابله متجاهلاً صوت أجاوستينو؛ باب خلف الآخر حتى وصل لنهاية الطرقة وفتح آخر باب وقبل أن يستوعب هجم رجل ضخم البنية بقوة دفعه في الحائط فركله آدم أسفل معدته بقدمه السليمة فأمسك الرجل رأسه وصدمها بالحائط عدة مرات ثم تركه يقع على الأرض بعدما سالت الدماء من رأسه.
تنفس آدم بصعوبة وألم شديد وهو يتحسس رأسه وعيناه على مسدسه الذي وقع بعيد عنه قليلاً فدس كفه في جيب بنطاله وأخرج سكين صغير واخفاه وصوت أجاوستينو يصدع بتسلية:
الفقرة المحببة لدي "فقرة طحن العظام" !
مال الرجل يجذب آدم من مقدمة قميصه يرفعه ليقف عنوة حتى أنه رفعه عن الأرض ودفعه على الحائط ويداه تحيط بعنقه يخنقه بقوة فانزلقت ابتسامة عريضة على فم آدم رغم تألمه وفي لحظة كانت تشق السكينة عنق الرجل.
فسقط وسقط آدم جواره يتنفس بصعوبة ثم استند على الحائط وتحرك صوب مسدسه والتقطه وأكمل سيره للطابق الرابع وقد فهم خطة أجاوستينو بأن يضغط عليه نفسياً ويتركه يتخبط ثم تبدأ مستويات اللعبة كما يظنها.
صاح آدم بثبات وابتسامة ساخرة تطل على فمه والتحدي يزين عيناه:
أجاوستينو تحب اللعب يا رجل أليس كذلك؟ .. فلنلعب إذن والخاسر من يموت أولاً!
بعد ترجله للطابق الرابع وقف مكانه لم يكمل تحرك ثم رددّ بسخرية وهو يشير على شعاع الليزر الحارق:
أتلك خطتك حقاً!
حسناً حان دوري في اللعب.
همس وهو يرفع مسدسه ويطلق على الجهاز نفسه ودمره وبدأ في التحرك بحرية مردداً بسخرية:
لم أكن أعلم أنك بخيل يا رجل وضعت جهاز واحد أمام الدرج فق..
لم يكن أكمل جملته وخرج رجلين من أول غرفة أحدهم يحمل سلسلة حديدية غليظة وطويلة والآخر يحمل عصا حديدية.
وقف آدم في تأهب ورددّ بصوت هادئ لا يناسب الموقف:
صدقوني لا أريد قتلكم لذلك كونوا متعاونين وارحلوا.
نظر الرجلين لبعضهم ثم عادوا بنظرهم لآدم الذي زمّ شفتاه بأسف وأكمل:
حسناً استسلم..
أنهى كلمته وهو يطلق النار على الرجل الحامل للعصا فاستقرت في كتفه بدلاً من قلبه فقد ضربه الحامل للسلسلة الحديدية الطويلة على يده بقوة وانحرف اتجاه الطلقة.
ترنح آدم للخلف ولم يقع فقد تماسك وكاد أن يستدير ليطلق على الآخر ولكنه كان أسرع منه وضربه بالسلسلة في معدته فانخفض يمسك بها بألم شديد وفاجئه الآخر بضربة عنيفة من العصا على قدمه المصابة فسقط وقد خارت قواه ولم يكن استوعب ألم قدمه وضربه بالعصا بعنف في معدته فانبثق الدماء من فمه وهو يسعل بقوة.
حاول مدّ يده ليلتقط مسدسه فداهمه الآخر بركله في وجهه بعنف فترنح للجهة الأخرى يتسطح على معدته بتعب شديد واستسلام فالألم أقوى منه.
اعاده الرجل ليتسطح على ظهره فهتف بصوت ضعيف:
اقتلني..
لم يجيبه أحد منهم وابتعد الرجل الحامل للسلسلة للخلف قليلاً وبقى الحامل للعصا والذي جذب قدم آدم المصابة وأبعدها عن السليمة ثم رفع يده الحاملة للعصا للأعلى وعيناه مثبتة على مكبر الصوت ينتظر سماع الأمر من أجاوستينو الذي تحدث بصوت مستمتع:
أنهي عملك يا عزيزي فحان وقت المستوى الثالث.
بعد انتهاء أجاوستينو صدع صراخ آدم يعُم المشفى من شدة الألم بعدما ضربه الرجل مرتين بقسوة على جرح قدمه ثم تركه يصرخ من شدة الألم ورحل كلاهما من الطابق.
عيناه جاحظة وفمه ملطخ بالدماء ويرتعش بسبب أنفاسه المضطربة، يحاول النهوض ويفشل فجسده لا يساعده فيكاد يُقسم أن قدمه قد كُسرت فقرر الاستسلام والتوقف عن الحركة حتى يستعد قوته.
صدع صوت أجاوستينو ببرود وشماتة:
رؤيتك ضعيف هكذا تذكرني بوالدتك عندما كانت نائمة باستسلام تام غير مبالية بكل ما يحدث حولها فقط تفكر في حبيبها.
همس آدم بغضب تحول لصراخ جنوني:
سأقتلك يا حقير.. سأقتلك!
زحف نحو الحائط واستند عليه يحاول الوقوف حتى وقف على قدمه السليمة ولم يستطع الوقوف على الأخرى فقرر جرها وهو يستند على الحائط فبحث بعينه عن مسدسه ولم يجده فقط أخذوه، لم يهتم وأكمل تحركه للطابق الثالث وهو يستند على يدّ الدرج وبيده الأخرى أخرج سكين آخر كبير قليلاً يربطه على قدمه من الأسفل.
تحرك صوب الباب الأول وفتحه وتلاه الثاني ثم الثالث وهكذا حتى وصل للباب الرابع والأخير وقبل أن يفتحه سمع صوت كلاب تأتي من آخر الطرقة فاستدار بنصف جسده يرمق الثلاث كلاب المقيدين بسلاسل حديدية ويمسك بهم الرجل صاحب السلسلة.
همس آدم بتعب وهو يستند على قدمه:
لا تفعلها..
ترك الرجل السلاسل ففتح آدم باب الغرفة ودخلها ثم أغلق الباب بسرعة ووقف خلفه.

توقف جون وماضي على بُعد من المصحة فكاد ماضي أن يترجل فأوقفه جون مردداً بتحذير:
خوضك لتلك المعركة معي لها شروط أولهم أن تترك مبادئك هنا في السيارة وتقتل كل من يتعرض لك فهمت؟
حرك رأسه بنعم وترك كلاهما يقتربوا من المصحة فرفع الرجال الواقفين لحماية البوابة أسلحتهم عليهم فهتف جون باستهزاء:
خائنين كيف ضحيتم بصديق عمركم وقائدكم لأجل الأموال!
ردّ أحدهم بسخرية:
مثل تضحيتنا بك الآن..
لم ينتهي من جملته وسقط فاقداً للحياة أثر طلقة أتت من سلاح أحد آخر غير ماضي وجون اللذان استداروا ينظرون لصوت السيارة المرتفع القادم باتجاههم فتنحوا جانباً بسرعة قبل أن تدهسهم، واصطدمت في بوابة المشفى حتى أنها دمرته ودخلت المشفى وترجل منها أربع رجال وخلفها أتت سيارتين آخرين بسرعة ترجل منهم ثمانية ثم انتشروا جميعهم يشتبكوا مع رجال أجاوستينو فتحرك جون يطلق النيران يقتل كل من يقابله وماضي توجه للداخل بسرعة ليبحث عن آدم.
حاول أحد الرجال الهجوم عليه فاشتبك معه في صراع لم يدّم لبضع دقائق حتى جرده من سلاحه وتركه فاقداً للوعي وصعد للأعلى حيث الغرفة الذي وجد بها آدم من قبل.
آدم أين أنت.. آدم.
ناداه بصوت مرتفع وهو يركض في الطرقة بعدما لم يجده بالغرفة وقبل أن يكمل طريقه للطابق العلوي أوقفه صوت جون وهو يلهث بتعب:
ليس هنا هذا فخ ليبطئ حركتنا.
لاحظ ماضي الدماء الملطخة سترته الرمادية فاقترب منه بسرعة يحاول تفحص جرحه:
ألا ترتدي سترة واقية ؟
حرك جون رأسه بلا وأردف بابتسامة صغيرة رغم تألمه:
من يضع مننا السترة يخاف من الموت ورجال سُفيان لا يعرفون الخوف.
هتف ماضي بضيق وقلق وهو يرفع سترته ويتفحص الجرح:
هذا يُعد جهل.. لا تقلق جرحك ليس بالعميق هيا بنا سنخرج من هنا.
أنهى حديثه وهو يسنده ثم تحرك به للأسفل فقابله أحد الرجال الذين هجموا على رجال أجاوستينو وهتف بجدية شديدة:
لم يتبقى أحد حيّ سيد ماضي ما هي الخطوة التالية؟
اقترب رجلين منه وحملوا جون وأدخلوه سيارة ووقفوا في انتظار سماع أمر ماضي الذي سأله بعدم فهم وتعجب شديد:
من أنتم ومن ارسلكم وعن أي خطوة تتحدث؟!
أجاب الرجل:
نحن أصدقاء قدامى للسيد ثائر والسيدة دالين عندما أخبرنا السيد ثائر عن وجودك في روما وأنك زوج السيدة دالين وواقع بمشكلة تحركنا لنساعدك والآن أنت قائدنا حتى تنتهي مهمتنا.
أدار رأسه للرجلين وهتف بنبرة هادئة:
من فضلكم أرسلوه للمشفى وأحرسوا على سلامته
رفض جون الذهاب للمشفى وترجل من السيارة وتحرك صوب ماضي ووقف جواره مردداً بإصرار:
سأبقى معك حتى النهاية.
حرك ماضي رأسه بموافقة واستدار للرجل الواقف أمامه وأكمل:
تستطع إيجاد مكان المدعو أجاوستينو.. الآن ؟

العودة للمشفى:
يستند على الباب يحاول جاهداً مقاومة التعب والتماسك وعقله يعمل بسرعة لإيجاد حل لتلك المُعضلة فإن خرج الآن سيموت فتلك الكلاب لم تأكل منذ أيام بالتأكيد ويبدو أنها شرسة.
أهدأ آدم لا يوجد شيء يستدعي الذعر..
همس بخفوت محاولاً تمالك نفسه فهو يعاني من رهاب من الكلاب منذ مواجهته لهم في الماضي في الغابة بعدما أجبره سُفيان على خوض تلك التجربة.
انتفض بفزع عندما دوى صوت طلقة اخترقت الباب الخشبي ومرتّ من جوار رأسه فابتعد عن الباب بسرعة ودس كفه في جيب سترته وأخرج مسدس آخر صغير ووقف في تأهب ينتظر دخول من بالخارج.
استدارت يدّ الباب ببطء فرفع مسدسه ينتظر دخول الشخص وصوت الكلاب مازال يصدع ثم انفرج الباب فجأة ودخل كلب يركض نحوه فأطلق آدم النيران عليه قبل أن يصل له ثم دخل الاثنين الآخرين فأطلق على واحد بسرعة والثاني كاد أن ينال من قدمه ولكن آدم كان أسرع منه ورمى السكينة على رأسه ومات.
استند على الحائط بتعب شديد وجسده ينتفض رغم صموده فأغمض عيناه وهو يتنفس الصعداء فقد نجى للتو من تلك المخلوقات الشرسة ثم فتحها وأكمل تحركه للخارج والسكين بين كفه ووضع المسدس في جيب سترته فقد انتهت رصاصاته.
تحرك جهة السلم وهو يستند على الحائط وقبل أن يترجل سمع صوت خطوات تأتي من خلفه فاستدار بسرعة يمسك بالسلسلة الحديدية قبل أن تصيب وجهه وامسكها وحاول جذبه ففشل فجذب الرجل من الجهة الأخرى السلسلة مستغلاً ضعف آدم ولكن آدم كان أذكى منه وتركه يجذبه كما يريد وعند اقترابه أظهر السكين من كُم قميصه وطعنه في معدته بقوة مستمعاً لشهقته المتألمة فزاد من ضغطه ثم أخرج السكين وطعنه مرة أخرى بقوة أكثر حتى أَزْهق روحه فأخرج السكين ومسح الدماء في سترة الرجل ثم أكمل ترجله من على السلم جهة الدور الثاني بعدما أخذ السلسلة الحديدية من الرجل.
هتف بصوت مرتفع:
عزيزي أجاوستينو أتسمعني؟
لم يأتيه ردّ فوقف ينظر للثلاث أبواب المتواجدين وقد لاحظ اختفاء باب على عكس بقية الطوابق التي تحتوي على أربع غرف، فتحرك نحو الأبواب وفتحهم ولم يجد أحد فوقف أمام الحائط الذي من المفترض أن يتواجد مكانه باب ثم رفع عينه وزحفت بسمة صغيرة على فمه فقد لاحظ أن أسلاك مكبر الصوت تنتهي عند ذلك الجدار ، فتح حقيبة صغيرة يرتديها على خصره وأخرج منها جهاز صغير الحجم ثم ثبته على الحائط وضغط على زر به وركض بخطوات ضعيفة جهة الدرج يحتمي به.
ثانية.. اثنان وعند الثالثة صدع صوت انفجار دمر الحائط فعاد بسرعة حاملاً السكين بيد وباليد الأخرى يحمل السلسلة الحديدية.
كان أجاوستينو يجلس أمام شاشة حاسوبه يراقب منها تحركات آدم وعندما وصل للغرفة المختبئ بها وقف في بريبة والتقط مسدسه بسرعة يصوبه نحو الباب قبل أن ينتفض بفزع على صوت التفجير.
ظهر آدم من خلف الغبار بهيئته الدامية والمتعبة ورغم ذلك تلك النظرة الغاضبة التي طلتّ من عيناه دبتّ الرعب في قلب أجاوستينو الذي كاد أن يطلق النيران على آدم ففاجئه الآخر بضربه عنيفة من السلسلة الحديدية الطويلة على يده أسقطت المسدس منه وقبل أن يتحرك حركة أخرى فاجئه آدم بضربه أخرى في معدته بالسلسلة كما فعل معه الرجل فسقط الآخر يتألم ويحاول الوصول للمسدس.
اقترب آدم منه مردداً بنبرة هي الظلام بجد ذاته:
أنت هالك يا عزيزي!
واعتلاه وبدأ في لكمه بعنف وقسوة صارخاً بجنون:
تشعر بالألم أليس كذلك؟
صرخ أجاوستينو بتألم شديد فأكمل آدم صراخه بغضب:
هكذا شعرت يا حقير هذا ما مررت به بسببك..
صفعه بقوة والتقط سكينته وطعنه في كتفه فصرخ الآخر من شدة الألم فأكمل آدم ضغطه بالسكين وصوته يصدع في المشفى بأكملها:
هكذا كانت تتألم أمي كل يوم.. كانت تنتظر الموت كل يوم لترتاح من الألم يا وغد.
سيدي.
أتى صوت من خلف آدم الغائب عن العالم ولا يرى أمامه سوى أمه وهي ممددة على الفراش وهو جالس على الأرضية جوارها يمسك بيدها ينتظر نهوضها؛ كل يوم ينتظر استيقاظها وتطبع قُبلة دافئة على جبينه وتمسك بكفه الصغير ويرحلون سوياً من المصحة.
أفاق من نوبة غضبه على يدّ الرجل وهو يخنقه بقوة ويهدده:
أترك سيد أجاوستينو وإلا قتلتك..
كان أجاوستينو أسفل يدّ آدم الممسكة بعنقه ويخنقه بقوة والآخر يكاد يخرج آخر أنفاسه، فأبعد آدم كفه من على عنق أجاوستينو وانتشل السكين المخترقة كتفه ثم أدار يده وطعن الرجل في معدته بعنف فتركه بسرعة يمسك بمعدته بألم شديد فنهض آدم من على أجاوستينو وركل الرجل في معدته ثم أخرج السكين من معدته وطعنه مرة أخرى في كتفه المصاب فقد أصابه آدم بالأعلى وهو يصرخ بجنون وغضب:
أخترت الجحيم بخيانتك لأسيادك يا وغد.
سكنت حركات الرجل أخيراً فنهض آدم من فوق وأثناء نهوضه استند على قدمه مصدراً أنين متألم.
طلقة كالسهم المحترق غادرة اخترقت كتفه انحرفت عن طريقها بسبب ارتعاش يدّ الآخر فوجهتها كانت رأسه!
استند آدم على الأرض بيده يشعر بالألم في كامل جسده وقد خارت قواه تماماً وبدأ يشعر في صعوبة في التنفس فقد نزف الكثير من الدماء، تحرك أجاوستينو جهة أنبوبة بها غاز قابل للاشتعال وأدار مفتاحها فتسرب الغاز يعُم أرجاء الغرفة.
استدار ينظر لأدم وعلى وجهه نظرة كره مردداً بشماتة:
وأخيراً وصلنا للنهاية أيها الشيطان وأنا الفائز.
ارتفع صوت ضحكاته وهو يقترب من آدم ثم زمّ شفتاه بأسف مصطنع:
للأسف انتهى وقت الاستمتاع وحان وقت الاشتعال..
أصدر صوت انفجار من فمه وهو يكمل ضحكاته واستدار ليخرج من الغرفة ، وقبل أن يتحرك خطوة واحدة وقع على وجهه ممسكاً بقدمة بتألم فقد طعنه آدم بسكينه الصغير ثم أخرجها من قدمه اليمنى وغرزها في قدمه اليسرى فارتفعت صرخاته بألم شديد فدفعه آدم جانباً ونهض بصعوبة يستند على قدمه حتى والتقط القداحة من جيب أجاوستينو الواقع على الأرض لا يستطع التحرك فقد أصابه آدم وتسبب في قطع العصب الوركي.
ركله آدم في معدته يجبره على الاعتدال ليقابل عيناه القاتمة ثم تحدث بصوت كالفحيح الغامض:
Game over (انتهت اللعبة) والفائز أنا!
صدع صوت أجاوستينو يلهث من شدة الخوف:
لا تفعلها أرجوك سيموت كلانا أرجوك..
رفع آدم يده الحاملة للقداحة وزحفت بسمة صغيرة على شفتيه تحولت لضحكات عالية هستيرية:
أخبرتك أنك هالك..
صرخ أجاوستينو بخوف شديد:
أرجوك لا أتوسل إليك سامحني.
اختفت ضحكات آدم وحل محلها الجمود مردداً بقوة:
لا مفر من الموت يا عزيزي فقد حان وقت الاحتراق!

في الأسفل أمام المشفى قد وصل ماضي والرجال أصدقاء ثائر وقد استطاعوا تعطيل القنابل المتواجدة في حديقة المشفى وقبل أن يدخلوا من الباب تحرك ماضي خلف المشفى ومعه جون فاستدار على صوت أحد الرجال يخبره أنهم يستطيعوا الدخول الآن ولم يتحرك غير بضع خطوات ودوى صوت انفجار هائل من الجهة الأخرى من المشفى.
وقف ماضي مكانه يشعر بالدماء قد انسحبت من عروقه حتى أنه تغيب عن العالم لبضع ثواني قبل أن يركض اتجاه مصدر النيران صارخاً بعدم استيعاب:
آدم.. آدم..
ركض صوبه رجل من رجال ثائر وجون يقيدون حركته فظل يتحرك بهستيرية وجنون:
آدم.. اتركوني آدم يحتاجني.. صغيري!
بكى بشدة وتحولت صرخاته لشهقات عالية يدفعهم بجنون وعقله لا يستوعب أن أخيه الصغير قد يكون حي في الداخل وينتظر مساعدته.
لا يصدق أن جسده الآن لم يعد يستطع تمييزه بعدما التهمته النيران!
لا اتركني أخي في الداخل.. آدم!
انفلت من بين أيديهم بصعوبة وركض جهة النيران قبل أن يتوقف عن الركض ويسقط على الأرض بعدما جذبوا أربع رجال.
صرخ وسّبهم وترجاهم وبكى بانهيار:
ابتعدوا عني ..لا تتركني مرة أخرى يا صغيري أرجوك.

مساء الخير عاملين إيه أتمنى تكونوا بخير🩷
للمرة المليون بعتذر عن التأخير بس خلاص خلصت امتحاناتي ومن البارت ده بهجت تاني خالص😂🩷🩷
أتمنى البارت يعجبكم متنسوش تشاركوني برأيكم لأنه مهم عندي ومتنسوش الڤوت🩷

Continue Reading

You'll Also Like

255 56 12
"بين قيود وأجنحة" وصف الرواية:- "بين قيود وأجنحة" هي قصة نيروز، الفتاة التي نشأت وسط تحديات وصعوبات، لكنها لم تستسلم للقيود التي فرضتها الحياة عليها...
1.7K 96 15
{ولسوف يعطيك ربك فترضي}
4.4K 251 25
بعض الأمور تحدُث في الماضي تُغير مَجري الحاضر تُغيير أحداث بغير أرداتنا تغير مستقبل ولكن ستتغير للأفضل ....أَم للأسوء! "ماذا لو بنُيت حيا...
847 119 20
سارة التي كانت تحلم بما تراه الكثير من الفتيات شيء عادي، فجأة يُسلب منها حلمها وتوضع في اختبار بالغ الصعوبة فهل سيكون الاختبار الوحيد؟ وهل ستستطيع تخ...