كل الآفاق تؤدي إليك

Door 17YASMINaA

2.2K 207 171

قالوا لك أن طرقكم لا تتلاقى وأن الحب لا يليق بنا .. وأنا أخبرك سراً " رغم البُعد الذي بيننا لا يوجد أقرب منك... Meer

اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اقتباس
الفصل الثامن عشر
اعتذار
الفصل العشرون
تنويه هام
تنويه هام ( أجمعوا هنا ضروري )
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
اقتباس
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين
تنوية هام

الفصل التاسع عشر

52 8 10
Door 17YASMINaA

صرخة دوى صداها بالمشفى تستنجد بالممرضين والطبيب لينقذ شقيقتها :
مش بتتنفس مش بتتنفس بس هي عايشة مش هتسبني ..
تركت يدّ شقيقتها عند اقترابها من غرفة العمليات فاستندت على الحائط بجسد ينتفض وملابس ملطخة بدماء مرام ، أخرجت هاتفها بأيدي مرتجفة واتصلت على آدم وفور سماعها لصوته انهارت باكية :
آدم رموا مرام من فوق وخرج دم منها بس .. بس هي مش هتسبني .
أبتعد آدم عن ماضي والبقية وسألها بقلق :
لا أفهم شيء لما البكاء آفاق ؟
ظلت تتحدث بالعربية ولم يفهم غير بكائها فعاد للجميع بسرعة وفتح مكبر الصوت ثم رددّ بقلق :
ماضي أرجوك أخبرني ما الذي تقوله ؟
التقط الهاتف منه مستمعاً لصوت آفاق المتقطع :
مرام وقعت من فوق .. غسان وقعها من المطعم عشان يحرق قلبي عليها .
ابتلع ماضي ريقه بصعوبة ثم أردف بتردد :
تُخبرك بأن غسان أسقط مرام من المطعم .
ماذا !
صرخ بصدمة والتقط الهاتف بسرعة يردد بهلع :
لا تخافي حبيبتي سأكون جوارك خلال ساعات ومرام ستكون بخير هي قوية .
انقطع صوتها فناده باسمها ولم تجيب ثم أُغلقت المكالمة حاول الاتصال بها ولم تجيب فهتف بخوف قبل أن يركض خارج المشفى :
سأعود لمصر الآن آفاق تحتاجني عندما تفيق توبا أخبرني عن صحتها .
صاح ماضي وهو يركض خلفه فيخشى أن يتأذى مرة أخرى :
أنتظر سنعود سوياً .
استدار لثائر وهتف بصوت مرتفع قبل أن يبتعد :
خلي بالك منهم هرجع قريب .
ثم أدار رأسه لماسال وألقى لها قُبلة في الهواء فابتسمت الأخرى ثم التفتت على صوت طبيب توبا يخبرهم بوضعها :
نسبة المخدر مرتفعة في دمائها يجب أن تذهب للمصحة فستفقد السيطرة على نفسها ، أما جرح معدتها فقُمت بتعقيمه ووضعه جيد لا تقلقوا .
سأله ثائر باهتمام :
بإمكاننا نقلها لمصر وتُكمل العلاج هناك ؟
حرك رأسه بلا وأردف :
الأفضل أن تبقى هنا فوضعها الصحي والنفسي ليس جيد للسفر خاصةً أن مدة السفر طويلة وعندما تفيق سيطالب جسدها بالمخدر وسيكون أصعب وقت بالنسبة لها فلن تجد أحد يحقنها بالمخدر .
تحدث فاليريو يطمئن ماسال :
لا تقلقي سيدتي سأخبر حبيبتي فهي طبيبة نفسية وتعمل بمصحة **** سيكون وضع شقيقتك جيد.
تمتمت بامتنان :
شكراً لك فاليريو .
ابتسم الآخر لها وتحرك ليخبر حبيبته وينقلوها للمصحة ، اقترب غياث من الطبيب وهتف برجاء :
بإمكاني رؤيتها ولو لخمس دقائق فقط أرجوك .
رددّ الطبيب بتأكيد :
خمس دقائق فقط .
حرك رأسه بنعم ثم دخل غرفتها ووجدها نائمة على الفراش بوجه ملئ بالخدوش المضمدة والشحوب والتعب يظهر عليه ، جلس أمام الفراش ومدّ يده يمسك بكفها وعيناه مثبته على عيناها المغلقة بسبب المنوم .
انخفض قليلاً طابعاً قُبلة صغيرة ثم رفع رأسه يتمعن النظر بوجهها ذو الجمال الهادئ رغم شحوبه ، ترك يدها برفق ثم اعتدل بجلسته وهتف بهدوء :
عارف إنك مش سمعاني بس حابب أتكلم معاكي للمرة الأخيرة كغياث العاشق ، بحبك يا توبا حتى لو حُبي من طرف واحد هفضل احبك وافتكر الوقت اللي قضناه سوى حتى لو كان معظمه تمثيل منك في المهمة بالنسبة ليا كان حقيقي .
صمت لوهلة يتنفس بصعوبة فيشعر بتثاقل بأنفاسه ثم أكمل :
ولأني بحبك وعايز ليكي الراحة هبعد عنك لأن وجودي مش هيريحك بالعكس هيتعبك أكتر .. أنا عارف قلبك مع مين عشان كده لازم أبعد يا توبا .. ده الأفضل ليا وليكي .
أبعد عيناه عنها بصعوبة ثم نهض وتحرك خارج الغرفة فوجد ماسال وثائر يقفوا في انتظار خروجه ، أخرج جواب وأعطاه لماسال ثم رددّ بصوت هادئ حزين :
لما توبا تفوق أديها الجواب وأنا هتابع حالتها من بعيد دايماً لغاية ما تخف بإذن الله .
تمتمت ماسال بهدوء :
شكراً على كل حاجة عملتها مع توبا يا غياث لولاك مكنش حد فيهم حس أنها مختفية .
رسم بسمة صغيرة ثم التفت على صوت فاليريو جواره :
السيد يامن أخبرني أن جثمان غيث سيصعد للطائرة خلال ساعة ووجودك مهم .
حرك رأسه بموافقة والتفت يرى توبا من خلال الزجاج لآخر مرة ثم ودعهم ورحل رفقة فاليريو ليوصله للمطار .

آفاق حبيبتي أنت كويسة ؟
مرام خرجت من العمليات ولا لسه ؟
التفتت آفاق على صوت رندا ورهف فنهضت من على المقعد وارتمت عليهم تحتضنهم وتبكي ثم ردتّ بصوت متقطع مبحوح :
لسه بقالها كتير .. بقالها كتير في العمليات .
ربطت رهف على ظهرها وضمتها ثم رددتّ بخفوت :
أهدي يا حبيبتي هتبقى كويسة بإذن الله .
اقتربت ملاك وإيما منهم فلاحظوا انهيار آفاق فوقفوا جوارها بحزن عليها وعلى مرام ، تلك الفتاة الاجتماعية التي كانت صديقة وشقيقة جيدة رغم تصنعها للحدة في بادئ علاقتهم .
وقعت قدام عيني كانت فرحانة بمطعمها أوي .. أنا السبب
هتفت آفاق من بين شهقاتها بانهيار فضمتها رهف أكثر وظلت تردد أن كل شيء سيء سيمر ومرام ستتعافى حتى خرج الطبيب فابتعدت آفاق عنها وركضت صوب الطبيب تسأله بقلق شديد فشقيقتها منذ عدة ساعات بداخل تلك الغرفة :
أختي مرام كويسة يا دكتور صح مفهاش حاجة ؟
حمحم الطبيب بتوتر وأجاب :
عملنا كل اللي علينا والباقي على ربنا أكيد ، آنسة مرام الوقعة كانت قوية عليها أدت لكسر في رجلها وذراعها اليمين وللأسف الحبل الشوكي تضرر حاولنا بكل الطرق بس مفيش حل الوقعة مش بسيطة .
ترنحت آفاق فسندتها ملاك ورندا ثم أشارت لهم أنها بخير وسألته بتشتت وانفاسها تعلو بخوف :
ي.. يعني إيه ؟
مط الطبيب شفتاه بأسف :
الضرر اللي حصلها سبب لها شلل يعني صعب تمشي تاني وأنتِ دكتورة وأكيد فاهمه .
هزت رأسها بهستيرية ودموعها تسيل على وجنتيها بغزارة :
مستحيل .. مستحيل !
رددّ الطبيب بهدوء :
أحمدي ربنا يا مدام وإن شاء الله تتحسن .
عايزة أشوفها .
رددتّ بإلحاح وترجي فأردف الطبيب :
حالياً مينفعش الحالة لسه مش مستقرة أدعي ليها .
يا رب خليها ليا يا رب هي ملهاش ذنب ..
دعت ربها برجاء وتحركت بخطوات غير متزنة تستند على الحائط حتى وصلت لغرفة مرام ووقفت أمامها تستند على الحائط بقلب يدق بعنف خوفاً من فقدان شقيقتها آخر أفراد عائلتها .

تشرب ؟
رفع حامد عينه لغسان يرمقه بضيق :
صايم .
أردف غسان بسخرية وهو يرتشف مشروبه :
مبادئك بتحرجني ..
تجاهله حامد ورددّ بغضب :
آدم راجع من إيطاليا أول ما سمع وطبعاً ماضي ماشي وراه كأنه عيل صغير خايف عليه .
زفر بضيق شديد ثم أكمل بتوعد :
هانت .. هانت واخلص منه بشكل نهائي .
طلتّ ابتسامة خبيثة على شفتيّ غسان ورددّ بغموض :
وأنا بدأت بأول خطوة في نهايته .
سأله حامد بعدم فهم :
ازاي عملت إيه ؟
ترك غسان الكوب على الطاولة وابتسامته الخبيثة مازالت مرتسمة :
هفهمك ..

في صباح اليوم التالي :
توقف عن الركض يا فتى .
هتف ماضي بحنق من ركض آدم منذ خروجهم من الطائرة ، أشار آدم لسيارة أجرة وصعد بسرعة وجواره ماضي ثم أشار له بالتحرك لعنوان المشفى .
دق هاتف ماضي باسم زوجة عمه محمد فور تشغيله للهاتف فأجاب :
صباح الخير يا مرات عمي .
أنت فين يا ماضي برن عليك من بدري الرقم مقفول .
سمع صوتها المنخفض فأردف باستغراب :
كنت في الطيارة حصل حاجة ؟
ردتّ الأخرى بقلق :
عمك محمد رجع من السفر وجدك بيتخانق معاه ويامن .
سألها ماضي بقلق :
ملاك شافته ؟
ردتّ الأخرى :
قربت على القصر كانت في المستشفى مع آفاق تعالى بسرعة مش عارفة اتصرف لوحدي .
أغلق معها بسرعة بعدما طمئنها بأنه قادم ثم طلب من السائق أن يتوقف وحادث آدم باستعجال قبل أن يترجل من السيارة :
يوجد مشكلة بالبيت ويتوجب عليّ الذهاب لا تغلق موقعك على الهاتف وطمئني على مرام لا تنسى .
أكمل آدم طريقه للمشفى حتى وصل وركض بسرعة يبحث عن غرفة مرام ليجد زوجته ، توقف عن الركض عندما رآها تخرج من مرحاض السيدات بوجه ذابل حزين .
آفاق وحيدتي ..
انتفضت عند سماع صوته فاقترب آدم منها وهو يفتح ذراعيه ليحتضنها وعيناه القلقة تدور عليها يريد الاطمئنان قبل أن يتوقف بصدمة من عودتها للخلف ورفعت كفها تمنعه من الاقتراب أكثر .
دبّ الرعب بقلبه ورددّ بخوف وهو يقترب منها :
ماذا حدث حبيبتي دعيني اتفحصك ذلك الحقير ألحق الأذى ب..
لا تقترب لا تقترب .
قاطعه صراخها عليه بغضب ولأول مرة يرى النفور بعيناها فسألها بقلق :
ماذا فعلت لتغضبي هكذا ؟
صرخت الأخرى بانهيار وهي تدفعه في صدره وصوت بكائها يعلو :
أنا من أخطأت .. أنا من أخطأت بزواجي منك .
أمسك يديها بإحكام وأردف بنبرة مهتزة :
لا تتحدثي هكذا آفاق أرجوك ت.. توقفي عن المزاح .
حررت يدها منه ورمته بنظرات مشمئزة وهتفت بجمود :
بماذا تُحب أن أناديك روجر أم آدم أيها القاتل !
رددّ بصدمة :
ما الذي تقوليه آفاق !
أكملت الأخرى حديثها بصراخ غاضب :
في مدينة إيفرت تحديداً ببيت سيدة ترجتكم ألا تقتلوها بعيناها وأبتْ إخراج الرجاء من فمها .. سيدة قتلتها مثل الحشرة لأجل المال .
أخرجت هاتفها ورفعته في وجهه فحرك نظره من عليها بصعوبة للهاتف قبل أن تتسع عيناه بصدمة وخوف فأكملت آفاق صراخها وهي ترمي الهاتف عليه وجذبته من مقدمة ثيابه :
تلك السيدة كانت أمي التي دفنتها أنت ورجالك بعدما قتلتموها بأمر من غسان ، غسان القاتل الذي تحميني منه أتضح أن القاتل ينام جواري كل يوم !
لم يقاومها وتحرك للخلف أثر دفعها له حتى أن الممرضين والأطباء أتوا على الصوت فحاول نوح الاقتراب فمنعته رندا فلا يحق لهم التدخل ، أكملت صراخها بكُره :
كيف ستحضر حق قتل أمي وأبي وأنت القاتل .. كيف ستفيّ بوعدك كيف !
آفاق اسمعيني ..
حاول الحديث فقاطعته بغضب :
ليس لديك حق التبرير ستطلقني ومن بعد الآن أنت عدوي وسأخذ حق والداي ومرام منك ومن غسان .
استدارت لتعود لغرفة شقيقتها فتحرك خلفها يردد بخوف من فقدانها وعدم استيعاب :
لم اقتلها أقسم آفاق صدقيني لست أنا من فعلها شخص آخر لقد كنت مراهق وقتها ولم..
استدارت فجأة وصرخت بوجهه :
توقف عن تبرير كل شيء على أنك كنت صغير أمي ليس لديها ذنب لتتحمل رفض أمك وأبيك لك !
آفاق لست أنا صدقيني ..
حرك رأسه بلا عدة مرات بهستيرية فأكملت حديثها بكُره :
أترك ثوب الشخص المظلوم ورمي الذنب على المجتمع أنت قاتل ومهما فعلت لن يتغير الواقع .
رفعت عيناها تنظر بداخل عيناه بقوة وكُره ثم أكملت :
والواقع يقول أن القاتل يُسجن ويُقتل مثلما قتل وأن الطبيبة لا تتزوج مجرم .
استدارت تدخل غرفة شقيقتها بعدما رأت الحزن والصدمة والإنكار يتشكلون على وجهه ، لم تشعر بالحزن عليه فقد قررت دهس قلبها وإخراج حبه فلن تُحب قاتل والديها .
أخرجت هاتفها تشاهد الفيديو الذي أرسله غسان من رقم مجهول مرفقاً برسالة ساخرة " تخيلي وأنا بتفرج على ذكرياتي لقيت فيديو ومين فيه آدم جوزك أصل أنا أجرته هو ورجالته عشان نتخلص من الغالية . "
أزالت دموعها بكفها بعنف واقتربت من الباب تغلقه بأحكام حتى لا يدخل آدم الواقف في الخارج يرددّ بصوت مرتجف :
آفاق اسمعيني لا تصدقي ذلك الحقير أنا لم أقتل أي شخص مظلوم أقسم.. لن تتركيني آفاق لن أسمح لك .
جلست خلف الباب على الأرضية تبكي بصمت وهتفت بجمود :
لن اعيش مع قاتل أمي سأطلق منك وذلك أقسى عقاب لك .
لكم الباب بعنف وصرخ بصوت مرتفع :
لن تتركيني ولن أطلقك أنا احبك أقسم لم اقتلها غسان يكذب افتحي .
اقترب الأمن منه يجذبه للخارج فحاول نوح إبعادهم عنه ولكن الأمر كان من الطبيب الأعلى منه فآدم بصراخه يؤذي بقية المرضى .
صرخ بغضب وهو يدفع الحراس :
اتركني.. آفاق اسمعيني أرجوك آفاق ..
أشار نوح للحراس بألا يقتربوا وحادث آدم بهدوء :
آدم أرجوك أرحل من المشفى ذلك مكان مرضى لا تسبب المتاعب .
صك على أسنانه بغضب شديد وتحرك للخارج بخطوات سريعة وشرارات الغضب تتطاير من عيناه متوعداً لغسان .

أخرج حالاً يا محمد وارجع أمريكا ي..
مش هيمشي يا جدي خلاص كفاية .
التفت مخلص ويامن على صوت ماضي الذي دخل للتو وقاطع صريخ جده الغاضب ثم وقف جوار محمد المصدوم حديث ماضي .
أنت بتقول إيه أنت مالك أصلاً !
صرخ يامن عليه بغضب فأجاب ماضي بهدوء :
بقول كفاية عقاب عمي محمد أتعالج وعرف غلطه وربنا غفور رحيم نيجي أحنا البشر ومش هنسامح بعض .
التفت لمخلص وأكمل حديثه :
من حقه يعيش وسط عياله وأحفاده يا جدي وننسى الماضي كلنا بلا استثناء .
زفر يامن بضيق فلا يستطع نسيان طعن محمد له والمشاكل الذي ألحقها بملاك وفي نفس الوقت يريد مسامحته وبدأ صفحة جديدة معه .
ماضي عنده حق .
صدع صوت ملاك فالتفت محمد ينظر لها ولصغيرها النائم على يدها فقد عادت من المشفى للتو ، اقتربت من يامن وأمسكت بكفه تجذبه ليقترب من محمد ورددتّ بهدوء :
المسامح كريم يا يامن أنا مسامحة وحان الوقت إنك تسامح .
توتر يامن ولم يستطع النظر لمحمد فكلما نظر له يرى لحظة طعنه له فاقترب محمد منه على غفلة واحتضنه باشتياق مردداً بشوق :
وحشتني يا يامن حقك عليا يا حبيبي أنا ندمان وكل يوم قضيته بعيد عنكم كنت بتمنى أكون معاكم.
رفع يامن يداه بتردد يحتضنه قبل أن يقترب زياد ويحتضن كلاهما فجذبه محمد يحتضنه مع أخيه وصدع صوت زغاريد سمر بسعادة من لمّ شمل أسرتها أخيراً .
دق باب القصر فأعطت ملاك صغيرها لسمر وتحركت لتفتح الباب ثم شهقة بصدمة كبيرة وعيناها مثبتة على الزائر لا تصدق ما تراه ، اقترب ماضي منها فلا يرى الطارق وتوقف يرمقه بعدم تصديق فالطارق من المفترض مات على يده منذ خمس سنوات مضوا !
وحشتوني يا حبايبي .
تحدث حامد بتأثر وشوق فترنحت ملاك للخلف وكادت أن تسقط لولا يدّ يامن ، ضغط حامد على زر تحكم المقعد ودخل للقصر يقترب من أبيه الذي اهتزت يده وسقط عكازه .
أنا حقيقي يا بابا .
رددّ حامد بهدوء ودموعه تتساقط فجلس مخلص على الأرض وارتمى عليه يحتضنه بقوة حتى أنه بكى بصوت مرتفع :
وحشتني يا حبيبي وحشتني .. ازاي أنت موجود ازاي !
رفعت ملاك نظرها ليامن تستنجد به بأن يخبرها أن الجالس أمامها على مقعد متحرك ليس أبيها الميت منذ سنوات طويلة ، حرك يامن رأسه بنعم يؤكد لها ما تراه فانخرطت في البكاء لا تصدق ما تراه .
أبتعد حامد عن أبيه وأشار لملاك لتقترب منه فامتثلت لطلبه وركضت صوبه تحتضنه بشوق شديد فأبيها حي أمام عيناها بعد تلك السنوات .
استدار ماضي بعدما أفاق من صدمته قليلاً ونظر لحامد بكُره فرددّ الآخر من بين بكائه :
حاولت أرجع كتير بس الظروف كانت أقوى مني ، خطفني وعذبني حتى أنه وصلني لحالتي دي كل ده عشان يحقق انتقام غبي زيه .
سأله مخلص بغضب :
مين تجرأ يعمل كده ؟
أزال دموعه متصنعاً التأثر وأكمل :
زمان عملت غلطة واتجوزت واحدة إيطالية وخلفت عيل اسمه آدم من غير ما أعرف الواد بعد ما كبر ظهر في حياتي تاني واستغل إني مصاب وخطفني وحبسني عشان ياخد حق أمه بيتهمني إني قتلتها وأنا معملش كده .
انخرط في البكاء بحزن شديد وأكمل :
عذبني كتير ولما حاولت أهرب ضربني لغاية ما جالي شلل .. أنا تعبت جامد يا بابا .. تعبت يا ملاك .
استمع ماضي لصوت احتكاك إطارات سيارة بالأرض فخرج بسرعة عندما استمع لصوت آدم يحادث سائق الأجرة بالإنجليزية ، رحل السائق بعدما أعطاه آدم الأجرة وكاد أن يلتف ليدخل القصر فترنح للخلف بعنف أثر لكمة قوية .
رفع عينه ينظر لماضي بأعين متسعة وكفه على فمه يزيل الدماء وقبل أن يسأله عن سبب لكمه وجد ماضي يسحبه من ياقته لخلف القصر بسرعة ثم دفعه على الحائط بعنف صارخاً في وجهه :
أنت مخادع قُلت أن حامد مات وهو على قيد الحياة بالداخل !
رفع كفه يصفعه صفعة تلو الاخرى ثم جذبه من ياقته يهزه بعنف ويصرخ بغضب والآخر لم يقاومه فمازال في حالة صدمة زادت بعد سماعه لما قاله ماضي :
كاذب مريض تخبرني من جِهة عن مكانه وأصوب عليه ثم تُسجن بدلاً عني بتهمة قتلك له وهو حي ما هدف فعلتك تنتظر الحب منه أم تريد قتله ، وإن كنت تريد قتله لما لم تفعلها لما انتظرت كل ذلك الوقت !
صرخ آدم بانهيار :
كنت أنتظر أن يُحبني مثلكم وعندما أخبرتك عن مكانه كنت انتقم منه لأنه رفضني .. رفضني عدة مرات وكأنني وباء .. كأنني حشرة لا أستحق الحب لا استحق كلمة ابني منه لا استحق شيء لأنني مجرم لأنني ابن الشوارع الفاسق بلا أم أو أب ولولا إشفاق قائدي عليّ لكُنت بقية بلا اسم أب فقط آدم كبقية الأطفال الغير شرعيين كالمنبوذ وعندما حادثني جيداً كان يمثل ليقتلني !
دفع ماضي في كتفه بغضب وأكمل صراخه :
استحق أن أعيش حياتك أستحق اسم وأم وعائلة تُحبني مثلك أستحق كل شيء جيد وهو سلبني كل هذا حتى لا تعلم أمك وتطلب الانفصال فتخلى عني لأجلك ولأجل أمك لأجل سلام أسرته .. أجل أنا مجرم وقاتل وسأقتله تلك المرة ثم أذهب للمكان الذي يليق بأمثالي يا سيادة الضابط .
دفعه بعيداً عنه وتحرك للقصر بخطوات سريعة وماضي خلفه يصرخ عليه بأن يتوقف فركض بسرعة ودخل القصر ثم أخرج مسدسه وصرخ وصوبه على حامد صارخاً بصوت غاضب :
سأقتلك يا حقير سأتخلص منك للأبد ..
صرخت ملاك بفزع ووقفت أمام أبيها تحميه من آدم صارخة عليه :
لن تقترب منه لن تؤذي أبي مرة أخرى .
ارتجفت عيناه لوهلة وهو يرى نظرات الكُره والغضب من ملاك والبقية ففهم أن حامد أوفى بوعده وأخبرهم بقصة خيالية الشرير بها هو ، تحرك ماضي يقترب منه صارخاً عليه :
يكفي أترك سلاحك .
أدار آدم المسدس من على حامد لماضي والغضب قد أعماه فاستمع لصوت مسدس تعمير مسدس أخر فأدار عينه على يامن الذي صوب مسدسه عليه ، شعر بالأرض تهتز أسفل قدمه وبروده تجتاح جسده وعقله يُنكر ما يراه .
لا لن يخسر كل أحبائه في يوم واحد !
يكفي لن تقتل أبيك أيضاً مثلما قتلت أمك وأمي !
صدع صوت آفاق بغضب واقتربت منه تقف أمامه مباشرةً ثم جذبت المسدس ووضعت فوهته على رأسها وأكملت بجمود :
اقتلني أنا أيضاً فيبدو أنك تحب قتل كل من يرفض حُبك .. هيا افعلها .
مال برأسه قليلاً وعيناه مثبتة عليها والدموع متحجرة تأبى النزول ، رأت ارتجاف فمه عندما تحدث بخفوت :
أنتِ .. أنتِ لست مثلهم آفاق أنتِ تُحبيني لن تتركيني لأجله أليس كذلك أنتِ تُحبيني .
رغم غضبها ونظراتها القاسية ارتجف قلبها عند سماع صوتها وودّ قُربه وسماع صوت قلبه :
كنت أحبك قبل أن أرى دليل قتلك لأمي بعدها تمنيت موتك !
انخفضت يداه الحاملة للمسدس وعاد للخلف بصدمة وصوت أنفاسه يرتفع وعيناه المليئة بالحزن تتنقل من آفاق لماضي وللبقية ، حرك رأسه بنعم عدة مرات وانفلتت ضحكة صغيرة مختلطة بدموعه ويكاد يُجزم بأنه شعر بنغزة أصابة قلبه ، التفت ليغادر وقبل أن يخرج من الباب أستمع لصوت آفاق :
إن كنت رجل طلقني فلا يُشرفني أن يكون زوجي قاتل .
حرك رأسه بموافقة عدة مرات ودون أن يستدير رددّ بخفوت :
أنتِ طالق آفاق .. من بعد الآن لن يرتبط اسمك باسم مجرم .
ورحل بقلب مفطور وقد أوفى حامد بوعده وجرده من عائلته وأعاده بسهولة لنقطة الصفر حيث آدم التائه .
أعاده لآدم الصغير المنبوذ من الجميع والمستعد لحرق كل شيء يُعيق انتقامه !

صعدت آفاق لغرفتها هي وآدم لتجمع ثيابها وترحل ، جذبت الحقيبة ووضعتها على الفراش ثم بدأت في إخراج ملابسها ووضعها بداخل الحقيبة بوجه شديد الاحمرار بسبب كتمها للبكاء قبل أن تقع عيناها على الأريكة الموضوعة أمام الشرفة فسقطت الثياب من يدها وانفجرت في البكاء وهي تتحرك بخطوات واهنة تلمس الأريكة بأيدي مرتعشة وتتذكر لحظاتهم الممتعة .

السماء صافية والنجوم جميلة جداً .
رددتّ آفاق بنبرة هادئة يتخللها الكسل وهي تتسطح بين يديّ آدم الذي أردف بمغازلة بعدما طبع قُبلة مطولة على جبينها :
لا أرى نجمة جميلة لامعة تضاهي جمال حبيبتي ذات الجدائل الصلعاء .
ضحكت الأخرى ولكزته في معدته بمرح فتصنع الآخر التأوه وأكمل بمزاح :
حسناً استسلم جميلتي ليست صلعاء .
رفعت جذعها العلوى لتصل لوجهه ثم طبعت قُبلة خاطفة على وجنته وعادت تتوسط رأسها صدره تحديداً فوق قلبه فعاود ضمها مردداً بنبرته الدافئة التي زادت من ضربات قلبها :
أصبحت عاشق لعيناكِ وغزوتي قلبي ماذا تريدين أيضاً ؛ أتنوين قتلي بابتسامتك الفاتنة يا جميلة العين !

أفاقت من ذكرياتها على يدّ ملاك فاستدارت بوجه ملطخ بدموعها ولم تتحمل أكثر وبكت فقلبها يأنّ ألماً على ألم حبيبه الغالي ، حاولت استجماع قواها وابتعدت عنها تلملم بقية ملابسها ثم غادرت من البيت دون أن تتفوه بكلمة واحدة .

في إيطاليا تحديداً بروما :
فتحت توبا عيناها بصعوبة فتجعد جبينها من شدة ألم رأسها ومعدتها ، وضحت الرؤية رويداً رويداً أمامها ثم أدارت رأسها تنظر للجالس على سجادة الصلاة وينهي صلاته ثم بدأ في الدعاء لها بالشفاء وأن تبقى معه وألا يحرمه منها .
ثائر .
همست بصوت ضعيف فالتفت ثائر بسرعة يتأكد أنها من نادته ولا يتخيل ثم نهض واقترب منها يسألها بقلق :
أنتِ كويسة حاسة بأي وجع أنادي على الدكتور ؟
أنا فين ؟
سألته بصوت متعب للغاية فأجاب بنبرة هادئة :
في المستشفى متخافيش فرانك مات أنتِ في أمان الكابوس الحمد لله خلص يا توبا .
ماسال و..
همست بصوت منخفض وعيناها تنغلق بتعب فأردف يطمئنها :
ماسال بتجيب شنطتها من عند فاليريو وقربت تيجي .
ظلت تحرك شفتيها فانخفض قليلاً ليسمعها تردد اسم غياث وآدم وماضي ثم غابت عن الوعي ، وبالرغم من تفهمه أنها تتذكر ليلة الحادث ووجودهم جميعاً إلا أن الغيرة والغضب سيطر عليه بسبب ذكرها لاسم غياث .
بعد نصف ساعة عادت ماسال ووجدت الطبيب بالغرفة مع توبا وثائر يقف جوار توبا يستمع لنصائح الطبيب بعدما أفاقت شقيقتها ، حاول الطبيب التحدث بطريقة مبسطة حتى لا تقلق :
سيدة توبا مرحلة العلاج من الإدمان لن أكذب وأقول أنها سهلة وستمر بسرعة بلا ستكون مليئة بالصعاب أنتِ أقوى منها ستضعفين وتصرخي طالبة المخدر ستمُري بفوضى بمشاعرك وسيصاحبك اكتئاب وفي النهاية ستتذكرين وقتك في المصحة وتشعري بالفخر لتجاوزك كل تلك الصعاب .
حركت رأسها بتفهم فاستدار الطبيب يخبر ثائر بإمكانية نقلها للمصحة فأردفت توبا بتصميم :
عايزة أتعالج في مصر يا ماسال مش عايزة أقعد هنا أكتر من كده .
كادت ماسال أن تعترض فأصرت توبا على طلبها فوجودها بروما يشعرها بالاختناق ورغبتها في الخروج منها والعودة لمصر تزداد ، وافقت ماسال وتركهم ثائر ورحل لينهي أوراق السفر ثم يعود ويأخذهم .

صوت تحطيم أساس البيت مختلط بصرخاته الثائرة يصدع في البيت الذي اشتراه منذ قدومه لمصر في مكان هادئ بعيداً عن ضجة المدينة ، وقف ماركوس أمام الباب يشاهد ثوران آدم دون تدخل فآدم في أقصى لحظاته غضباً ولا يضمن ردة فعله .
صرخ آدم بغضب :
من أين علم ذلك الحقير بأمر روجر من أين !
رمى المقعد بقوة فتحطم وأكمل صراخة وهو يقترب من ماركوس بخطوات سريعة فتراجع الآخر برعب للخلف :
ذلك الحقير نفذ تهديده وذهب لأولاده وانقلب الجميع عليّ وكأنني.. وكأنني نكرة شخص داهم حياتهم فجأة وطردوه بسهولة .
دق هاتف ماركوس فأخرجه بسرعة ثم هتف بتردد :
السيد سُفيان يحاول الوصول لك منذ مدة..
انتشل الهاتف منه وأجاب على سُفيان الذي تحدث بنبرة صارمة :
إن كنت أفرغت غضبك اسمعني جيداً لتجدد غضبك وتستخدمه بطريقة صحيحة ، حامد والأحمق غسان يتحدون سوياً عليك و..
قاطعه آدم صارخاً بغضب :
الحقير حامد دمرني وغسان لم يتركوا ليّ فرصة لإثبات براءتي .
انفعل سُفيان عليه :
فلتذهب براءتك للجحيم أيها المغفل لمن تريد إثبات براءتك لأفراد عائلتك الذين انقلبوا عليك وصدقوه أم لتلك الفتاة !
لكمّ الحائط بغضب وصاح بانفعال :
غسان أخبر آفاق عن كنيتي السابقة أثناء عملي مع فاليريو وتتهمني أنني من قتلت أمها وأرسل لها فيديو أظهر فيه مع رجال فاليريو وهم يدفنوها .
صمت لوهلة يتذكر ذلك اليوم ثم أكمل :
أتذكر ذلك اليوم كان آخر يوم لي مع فاليريو وتشاجرت معه بعدما علمت أنه قتل سيدة بريئة وذهبت وقتها للمكان الذي أخبرني به أحد رجالي وتشاجرت معه هناك ثم تركته ورحلت ولم أعمل معه إلا بعد مدة طويلة وقتلته بعدها حينما حاول قتل ماضي .
تحدث سُفيان بجدية :
أسمعني جيداً آدم دعّ المشاعر جانباً لأنها لن تجلب لك غير التعاسة والضعف واجعل هدفك الوحيد هو الانتقام بدون مبادئ فرأيت ماذا فعلت مبادئك الحمقاء .
أغلق آدم معه والغضب يتأجج بداخله ورغبته في الانتقام تزداد ، التفت لماركوس فتراجع الآخر للخلف بقلق تلاشى قليلاً عندما تحدث آدم قبل أن ينطلق للأسفل ويستقل سيارته ويرحل :
ضع حراسة في كل زاوية بالمشفى أينما تذهب آفاق يحرسوها وأبحث عن مكان غسان فاختفى منذ فعلته لمرام .

في فجر اليوم التالي :
استيقظ الصغير آدم على صوت أبيه ففتح عينه بكسل مستمعاً لأبيه :
اصحى يا حبيبي هنرجع بيتنا .
جلس الصغير ورددّ بتعجب :
ما أحنا في بيتنا يا بابا !
أردف ماضي بنفي وحزن :
لا يا حبيبي بيتنا موجود في المكان اللي ماما تكون معانا فيه .. ده مبقاش بيتنا طول ما هو فيه .
تعلق الصغير برقبة أبيه فحمله ماضي وحمل حقيبة ثيابه وثياب صغيره ثم تحرك الخارج دون أن يتحدث مع أحد فمنذ قدوم حامد في الصباح وهو يجلس مع العائلة ويروي عليهم قصة غيابه المزيفة ، ولم يستطع قول الحقيقة بل لم يستطع نطق حرف واحد وجلس بغرفة صغيره يحاول استيعاب أن حامد حي ويجلس بالأسفل مع عائلته وكأنه ضحية آدم !
بعد مدة ترجل ماضي من سيارته أمام مبنى المتواجد به شقته ثم استدار للجهة الأخرى وحمل صغيره والحقيبة وقبل أن يصعد للشقة استمع لصوت بوق سيارة فاستدار ووجد ثائر يصف سيارته جوار سيارة ماضي ثم ترجل هو وماسال التي اقتربت منه بسرعة وأخذت صغيرها منه تحتضنه بشوق .
ابتسم ثائر بفرحة لرجوع ماسال وماضي ثم رددّ بهدوء :
وصلنا توبا للمصحة وطلبوا مننا نسيبها ونمشي وماسال أصرت ترجع شقتكم يلا هروح أنام تصبحوا على خير .
وأنت من أهله .
تمتم ماضي بخفوت ورحل الآخر فاستدار ينظر لماسال بشوق ثم أمسك بكفها وصعدوا سوياً لشقتهم .
وضعت آدم على فراشه وطبعت قُبلة على جبينه ثم خرجت تبحث عن ماضي فوجدته جالس على الأريكة ويدفن رأسه بين كفيه والحزن يظهر عليه فجلست جواره ورفعت يدها بتردد تضعها على ظهره ، رفع ماضي رأسه ونظر لها بأعين حزينة قبل أن يبكي فبكتّ الأخرى معه رغم اختلاف أسباب حزنهم إلا أنهم عانقوا بعضهم في النهاية دون حديث أو لوم وعتاب اكتفوا بالعناق لعلا يخفف من حزنهم .

أخي ليس متفرغ تلك الفترة لديه ما هو أهم مني .
هتف مازن براحة يطمئن صديقيه وهو يشعل السيجارة لصديقه ثم لنفسه وصديقه الآخر أخرج حبوب مخدرة وتناولها ، دق جرس الباب فنهض صديقه ليفتح الباب وهو يصيح بحماس :
وأخيراً أتت الفاتنة ريتا وأصدقائها ..
اختفت بسمته ورمق الواقف أمام الباب باستغراب تحول لرعب عندما أخرج مسدس وحركه بين يديه ثم رفع عيناه الحادة وتحدث بسخرية :
يؤسفني إخبارك أنني لست فاتنتك ريتا يا وغد ارحل من هنا فوراً.
ركض الشاب للخارج برعب فدخل آدم للشقة وفور رؤية مازن له انتفض برعب وسقطت السيجارة من يده فأشار آدم لصديقه الآخر بالرحيل ثم أغلق باب الشقة واستدار لمازن الواقف برعب خلف الأريكة يحتمي بها :
ماذا تريد مني ؟
وضع آدم المسدس جوار خصره وأردف بصوت مخيف قبل أن يجذبه ويلكمه في وجهه :
روح أخيك !
ترنح مازن للخلف يضع كفه على أنفه النازف فركله آدم وأسقطه على الأرض وجلس فوقه يلكمه لكمه تلو الأخرى بعنف صارخاً بغضب :
أين أجد الحقير أخيك ؟
لا أعلم لا أعلم ..
صاح مازن بصعوبة من بين صرخاته المتألمة فأكمل آدم ضربه بقسوة يخرج فيه غضبه حتى فقد مازن وعيه فنهض وحمله على ظهره وترجل للأسفل ثم وضعه في صندوق سيارته وانطلق بسرعة وقد قرر جلب غسان له .
بعد مرور ثلاث ساعات :
خرج من بيت صغير في منطقة خاوية تماماً ثم صعد لسيارته وقادها وأخرج هاتفه يُجيب على ماركوس :
أسمعك ..
هتف ماركوس بقلق شديد :
يوجد رجال آخرين يحومون حول المشفى يا أخي أخشى أن يحدث هجوم ويتأذى الممرضين .
سأله آدم بقلق :
رجال منْ ماركوس تأكد ؟
أجاب ماركوس بتردد :
رجال لديهم وشم البرق .. رجال ملك الظلام .
صرخ آدم برعب وهو يزيد من سرعة سيارته :
أحمي آفاق أبقى معها أمام غرفتها وإن رفضت وجودك تجاهلها وأنا قادم .
سمع صوت تشويش واختفى صوت ماركوس فصرخ بهلع :
ماركوس ماذا حدث ماركوس !
سمع صوت صراخ مختلط بطلقات نارية فزاد من سرعته والهاتف على أذنه يصرخ بجنون :
ماركوس ماذا حدث أجب ماذا حدث !
أتاه صوت ماركوس وهو يلهث ففهم أنه يركض :
لا تأتي أبقى مكانك ذلك فخ .
اختفى صوته بعد ذلك فحاول آدم الاتصال به وفشل فأكمل طريقه للمشفى وقلبه ينتفض رعباً على ذات الجدائل العسلية خاصته .

ظن أن الحياة ابتسمت له أخيراً فلديه عائلة تحبه وزوجة وشعر لأول مرة أنه إنسان حتى أفاق من حلمه الوردي على أشباح ماضيه كصفعة قاسية كسرت قلبه عدة مرات في يوم واحد حتى تحول لفُتات وقبل أن يحاول لملمته تلقى صفعة أخرى أيقظت روحه القاسية التي حاول جاهداً دفنها وزادت رغبته في الانتقام منّ منْ حول سعادته لسعادة مؤقتة .
وكما سرق منه سابقاً فرصته في الحياة كإنسان طبيعي سيسرق منه روحه !
قرعت طبول الحرب والجميع في حالة تأهب فقد وصلوا لمنتصف انتصارهم ولم يخطو أحد الخطوة الأخيرة لإنهاء الحرب .
من تظنّ سيخطو الخطوة الأخيرة ؟

مساء الخير ♥️
أتمنى البارت يعجبكم ومتنسوش الڤوت والكومنت ادعموني بقى😡😂♥️♥️
وبعتذر عن التأخير بس النور قاطع من الصبح ومش عارفة أنزل البارت وبإذن الله لما الدراسة تدخل هقول لكم على المواعيد الجديدة ♥️

Ga verder met lezen

Dit interesseert je vast

4M 96.8K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...
479 118 31
دائماً نتمسك بالرواية عندما يجذبنا اسمها فقط جرب أن لا تحكم علي الشيء من مظهره واقرأ جوهره لعل النهاية تعجبك ❤
1.2K 168 10
"نفس الحياة المعتادة والدوامة الروتينية نفس الأحداث على نفس الوتيرة ،لكن ماذا سيحدث ان تغير كل هذا في ليلة وضحاها وانقلبت الحياة رأسا على عقب ! " _مل...
318 65 4
"_ عِندما ألتَقيتُها أيقنت أن الوطن قد يكون شخصًا نلجأ إليهِ عِند الشعور بالغُربة أيقنتُ أنني أنتمي لها أيقنتُ أن البقاء دونها أضحى مُحال فـما الإ...