كل الآفاق تؤدي إليك

By 17YASMINaA

2.2K 207 171

قالوا لك أن طرقكم لا تتلاقى وأن الحب لا يليق بنا .. وأنا أخبرك سراً " رغم البُعد الذي بيننا لا يوجد أقرب منك... More

اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اقتباس
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
اعتذار
الفصل العشرون
تنويه هام
تنويه هام ( أجمعوا هنا ضروري )
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
اقتباس
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين
تنوية هام

الفصل الحادي عشر

48 7 6
By 17YASMINaA

أريد آشلي .. آشلي لا تتركيني
صرخ آدم ذات الست أعوام بانهيار ودموعه تتسابق على وجنتيه وهو يُمسك بشقيقته الأكبر منه بثلاث أعوام ويمنع والدها من أخذها بعدما استطاع الفوز بالحضانة ، بكتّ الأخرى وهي تدفع يدّ والدها وتتشبث بكفّ آدم الصغير فدفع والدها آدم أرضاً ثم حملها ورحل بها للأبد من المصحة تاركاً خلفه صغير يمسك برأسه المصابة أثر دفع الآخر له وينزوي في ركن صغير بغرفة أمه الهائمة في عالم آخر بروحها ووعيها وموجودة بجسدها فقط .
أنت ملعون قاتل أمك أكرهك يا حقير ..
آشلي لا تتركيني ..
أمي انهضي آشلي رحلت للأبد يا أمي ..
أضحيت وحيد يا أمي .. وحيد للغاية !
الأصوات تتداخل وتصدع في رأسه كالنواقيس وصوت آشلي يعيده للواقع وهي تدفعه في صدره وتلكمه وهو يقف مُمسكاً برأسه لا يستوعب ما يحدث وقد انسلخ عن الواقع وأصبح عالق بين الذكريات والواقع .
دفعت آشلي ماضي للخلف بعنف بعدما جذبها بعيداً عن آدم وركلت يامن عندما جذبها يعيق اقترابها من آدم وركضت صوب آدم وفي منتصف طريقها توقفت بصدمة من صراخه بجنون وضّرب رأسه بكفيه بعنف :
توقفوا توقفوا لم اقتلها أقسم هو من ..
قطع بقية حديثه وعيناه مسلطة على الفراغ يرى أمامه الأحداث تتكرر مرة أخرى ، مغادرة آشلي مع والدها ، إصابته في رأسه وجلوسه وقت طويل ينزف قبل أن تلاحظ أحد الممرضات وتداوي جرحه ، وحدته أمام غرفة أمه في انتظار أن يسمحوا له بالدخول ورؤيتها .
لم يستوعب ذلك الكم الهائل من ومضات الماضي ووقع بين ذراعي آفاق التي وقفت أمامه لتمنع آشلي من الاقتراب منه ، فضمته بقوة ولم تستطع تحمل ثُقل جسده فسقطت على الأرض وهو بين ذراعيها مردداً بعدم وعي وبأنفاس عالية :
أريد آشلي .. آشلي لا تتركيني !
دخل في نوبة هلع وصعوبة في التنفس حتى فقد وعيه بين ذراعي آفاق الباكية بخوف وأمامه آشلي المصدومة مما حدث وجُملته الأخيرة ؛ آخر عبارة قالها أثناء انفصالهم عن بعض .
غاب عن الواقع تاركاً علامات استفهام كثيرة على وجوههم من الصدمة وأهم سؤال لم يُجيب عليه " كيف نسى شقيقته آشلي ! "
ونفس السؤال يراوده ماذا حدث لينسى آشلي !

غِبت عن الوعي كمّ يوم ؟
تحدث عُمر بتعب وهو يعتدل ليجلس فسانده عمرو ونوح فحاول النهوض مردداً بقلق شديد على صغيره :
أين تميم غِبت عن الوعي وصغيري مخطوف !
أردف نوح وهو يحاول تهدئته :
أهدأ البقية يقفون على قدم وساق منذ اختطافه وسيجدونه قريباً .
نهض مقاوماً تعبه وتحرك للخارج بعدما جذب هاتفه ومفاتيح سيارته :
لن أجلس بلا حول ولا قوة وانتظر رجوع صغيري سأبحث عنه بنفسي .
اتجه صوب غرفة رنا فوجدها فارغة فالتف ليغادر مستمعاً لنوح :
رنا في القصر أطمئن الجميع جوارها .
هز رأسه بنعم وترجل على السلالم ثم صعد لسيارته ليبدأ بحثه عن سيلفيا متوعداً أنه حين يجدها سيقتلها بلا رحمة وسيأخذ بثائره حتى لو كلفه الأمر السجن أو ترك عمله أو الموت !

أثناء الفوضى التي أحدثتها آشلي ترك الحراس البوابة واتجهوا للقصر بعدما سمعوا صوت صراخ فاستغل أحد تلك الفوضى ودخل للملحق متخفي بملابس سوداء ثم أغلق الباب خلفه ووقف أمام توبا ورددّ بسخرية :
اشتقت لك جميلتي .
أقترب منها أكثر ووضع كفه أمام أنفها فوجد أنفاسها منتظمة مما يدل على نومها بعُمق فأخرج إبرة طبية تحتوي على شيء ودسها في المحلول الموصل لها واكمل بصوت يشبه فحيح الثعبان :
القائد يناديك بذلك الاسم والفاتنة الشرقية أيضاً ، للحق لم يُخطئ فملامحك منحوتة كتمثال إغريقي يُفتن .
لا تنخدع بكل ما هو جميل ..
ارتعشت يدّ الرجل الممسكة بالإبرة الطبية بفزع وفي لحظة كانت توبا تخلع المحلول من يدها وتركله في وجهه ، ترنح للخلف ومد يده يخرج مسدسه فجذبت يده الممسكة بالسلاح وباليد الأخرى تشبثت في رقبته تخنقه بعنف فضغط الآخر على الزناد وانطلقت الرصاصات بعشوائية بسبب فقدانه للسيطرة على السلاح فتوبا تجذب يده وهو يجذبها فاستقرت طلقة في الحائط وبعدها طلقتين في الفراش والمقعد وهو يتحرك يميناً ويساراً ليتحرر منها فسيموت مُختنقاً !
سقط السلاح من يده فجذبها من فوقه ورطمها على الفراش بعنف مما أدى لكسره فتألمت الأخرى ونهضت بسرعة وبراعة وركلته في وجهه ثم معدته فترنح للخلف صارخاً بتألم فقد كسرت أنفه ، اصطدم في مزهرية فمسكها ورماها جهتها فانخفضت توبا مع انفراج الباب ودخول ثائر الذي سمع صوت طلقات النار وركض قبل البقية فانخفض بسرعة لتصطدم المزهرية في الحائط .
وقفت توبا جانباً وهي ترى اندفاع ثائر واشتباكه مع الرجل ولكمه بعنف في وجهه عدة مرات مع دخول يامن وراضي الذين رمقوا توبا بصدمة تلاشاها يامن بسرعة وتحرك يضرب الرجل مع ثائر حتى خارت قواه وقيدوه على المقعد .
التف ثائر لتوبا ورددّ بابتسامة عريضة :
كُنت عارف إنك فايقة .
بادلته الابتسامة وعيناه تلتمع بشوق لرؤية ضحكته موجهة لها واندفعت تحتضنه على غفلة :
كُنت عارفة إنك عارف .
بادلها العناق بشوق شديد ويداه تحاوطها بقوة يخشى فقدانها مرة أخرى فقاطعهم صوت الرجل بغضب :
اللعنة على اليوم الذي أُعجب القائد بجمالك ..
ابتعدت توبا عن ثائر واقتربت من الرجل ثم لكمته بعنف في أنفه فصدع صراخه بتألم وأردفت بقوة :
يقبع خلف ذلك الجمال امرأة مُختلة قاسية مستعدة أن تقضي وقت طويل تُعذبك حتى تقّر عن مكان قائدك المُختل !
جذبت سكين يضعه في حذاءه وثبتته على رقبته وسألته وهي تضغط السكين ببطء حتى أحدثت جرح صغير :
أين أجد قائدك ومنّ هو ؟
ابتسم الرجل باستهزاء فظهرت أسنانه الملوثة بالدماء :
أرتجف خوفاً من تهديدك الأحمق ..
جذب ثائر توبا بعيداً عنه برفق وانخفض لمستوى للرجل راسماً بسمة مريبة دبتّ الرعب في قلب الآخر :
يبدو أنني سأعود لعملي السابق .. سنستمتع سوياً يا رجل !
أنهى حديثه دافعاً رأس الرجل في الحائط ففقد وعيه ثم التفت على صوت يامن الحانق :
بعد إذن خططكم المخالفة للقانون الواد ده هيتسلم للقائد ونبدأ التحقيق معاه قانوني .
كادت توبا وثائر أن يعترضوا فقاطعهم راضي بصرامة :
مفيش لا لازم كل حاجة تمشي قانوني عشان نوصل للي باعته بسرعة .
خرج يامن بعدما كبل الرجل وأخبر قائده بما حدث وأمره بأن يحضره له وخلفه ذهب راضي ليطمئن على آدم ، فاستدار ثائر لتوبا التي رددتّ بسرعة وابتسامة بريئة تتسع على ثغرها
:
أسفة إني خبيت عنك .. عنكم إني كويسة بس صدقني بعد ما فوقت كان أصعب يوم مرّ عليا بعد دفني وبعد ما رجعت لوعيي قررت أكمل في الدور لأن كنت متأكدة أنه بيراقبني وفعلاً سمعت ممرضة بتكلم حد في التليفون وبتقوله إني مش حاسة باللي حواليا .
ضمها في صمت فبادلته العناق والسعادة تظهر على وجهها الباهت لأول مرة منذ مدة طويلة هامسة بعشق :
نفسي الزمن يقف وأقضي عمري كله في حضنك .
رفعت رأسها عن كتفه وهمست بنعومة أمام بحر عيناه الثائر من خطورة قُربها :
أنا بحبك .
أنهت آخر ذرة ثبات لديه فعاود ضمها بشوق شديد هامساً بحُب :
حُبي ليكي فاز على غضبي يا توبا .
انتشلهم صوت نادية بغضب شديد :
وهو مش بيحبك ولا طايقك يا توبا خلي عندك كرامة وأبعدي .
التفتت توبا تنظر لها بضيق فتحرك ثائر يخرج أمه من الملحق فدفعت يده وأكملت حديثها :
ثائر في حُكم خاطب وفري على نفسك المجهود لأنه مش بيفكر فيكي ولا تفرقي معاه .
أنهت جملتها مع دخول ماسال التي ردتّ عليها بدلاً من توبا بغضب :
أنتِ بتتكلمي معاها بالطريقة دي بصفتك إيه أصلاً !
خلاص يا ماسال .
تمتمت توبا بحرج فأكملت ماسال موبخه ثائر بشراسة :
وأنت طالما أمك هتجوزك يبقى تبعد عن أختي .
ردّ بضيق من تصرف أمه :
مش هتجوز حد مين قرر أصلاً !
صاحت نادية بغضب :
أنا قررت يا حبيبي هتتجوز رقية لأننا مش هناسب الأشكال دي تاني .
زمجرت ماسال بغضب شديد :
أتكلمي بأسلوب حلو عننا ، ثائر أنا ماسكة نفسي بالعافية وبحاول أبقى إنسانة راقية ومحترمة فأبعد أمك عني بدل ما اطلع أسوء ما عندي .
يلا يا ماما نرجع القصر .
دفعته بغضب وتقدمت من توبا تجذبها من ذراعها بقوة للخارج وخلفها ثائر وماسال :
أخرجي برة بيتي .
أغمضت توبا عيناها تحاول التماسك فجذبتها ماسال من يدّ نادية متجاهلة قدوم الفتيات وماضي الذي ترك آدم رفقة آفاق وآشلي التي رفضت الرحيل قبل أن يفيق آدم وتتحدث معه :
أختي مش هتروح في حتة ولو قربتي منها تاني ردي مش هيعجب حد .
هتف ماضي بحدة بعدما لاحظ أسلوب حديثها مع عمته :
ماسال ازاي تتكلمي معاها بالأسلوب ده ؟
صاحت ماسال بحدة :
شوف هي بتتعامل ازاي مع توبا بتطردها قدام عيني .
صرخت نادية بغضب :
مش عاجبك أمشي معاها يا حبيبتي .
أحمرت عين ماسال من شدة الغضب والتفتت لماضي الذي تحرك بسرعة يعيق حركتها فقد رأى شرارة الشر تتطاير من عيناها :
سبني بقولك سبني شايف بتطردني طب والله لأمشي يا ماضي وما هتشوف وشي تاني لو حقي وحق أختي مرجعش فاهم ..
انفلتت من يداه متجاهلة حديث توبا بأن تبقى وهي سترحل فجذبتها لسيارتها ودفعتها للمقعد بقوة تحت اعتراضها ثم عادت للملحق وحملت حقيبة ملابس توبا وعادت للسيارة ووضعتها في الخلف والتفتت لماضي الذي أقترب منها مردداً بنفاذ صبر :
أدخلي القصر يا ماسال وبلاش مشاكل وأوعدك هوصل لحل مع عمتي بس دلوقتي لازم أكون جنب آدم .
ردتّ بجمود وإصرار وهي تصعد لسيارتها وتنطلق بها سريعاً صوب المشفى فهي قد عادت لتأخذ ملابس لصغيرها وتعود له مرة أخرى بعدما تطمئن على توبا :
اللي يجيّ على أختي أدوسه يا ماضي ..
زفر ماضي بضيق وعاد للقصر متجاهلاً شجار ثائر وراضي مع نادية فلا وقت لديه ليحل مشاكل الجميع وبالداخل أخيه فاقداً للوعي بعدما عاش في صراع نفسي وجواره امرأة مختلة تُجزم أنها شقيقته وأنه من قتل أمه .

في الداخل حيث غرفة آدم :
أغلقت آفاق الباب في وجه آشلي وعادت لآدم النائم ويهلوس بعبارات غير مفهومة بالإيطالية فطبعت قُبلة على جبينه بحزن شديد على ما وصل له فذلك الرجل لم تراه في لحظات ضعفه القليلة التي مرتّ عليه وهي معه كان قوي ومتماسك وانهياره قبل قليل صدمها وانتفض قلبها عليه من شدة الخوف .
دق ماضي على الباب ودخل بعدما سمع إذن آفاق وأغلق الباب خلفه ثم جلس جوار آدم وسألها بقلق :
ها فاق ولا لسه ؟
ردتّ وهي تضع يدها المُعطرة أمام أنفه :
بيفوق لسه .
عاد آدم يهمس بكلمات متقطعة فانخفض ماضي ليسمع ما يقوله .
" آشلي لا تتركيني "
" سأحتفظ بقلادتك حتى عودتك "
رفعه ماضي وسندّ ظهره للخلف ثم نهض وفتح الثلاجة الصغيرة المتواجدة في الغرفة وأخرج زجاجة مياه وافرغها على وجه آدم فانتفض شاهقاً بقوة ، سنده ماضي حتى لا يفقد توازنه وصفعه عدة مرات برفق ورددّ بحنان :
يا صغيري أهدأ أنت بخير .
ردّ بحنق :
بخير فقط توقف عن صفعي .
دقت آشلي على الباب بقوة صائحة بغضب :
افتحوا أريد رؤيته .
رددّ آدم بهدوء :
أفتح .
تحرك ماضي وفتح لها فاندفعت للداخل بسرعة صارخة بغضب :
توقف عن التمثيل أعلم أنك لم تنساني .
صرخت آفاق عليها بغضب :
لا تصرخي عليه هكذا وإلا أقسم سأجرك من خصلاتك الشقراء للخارج .
تجاهلتها آشلي والتفتت لآدم الذي رددّ بصدق ونبرة هادئة رغم تعبه :
أقسم لا أعرف كيف نسيتك لا أتذكر أنكِ كنتِ موجودة في السابق لم أتذكر غير الآن بعد رؤيتك وكأن شيء صفع رأسي بقوة وتذكرت ..
زفر يحاول تنظيم أنفاسه ثم أكمل بحنين :
تذكرت آخر مرة أخذك أبيكِ خارج المصحة وتشبث أيدينا نأبى الإفلات خوفاً من أن تكون آخر مرة نرى بعض عزيزتي .
تشتت الأخرى للحظات ثم عادت للجمود وهتفت بغضب :
لما قتلت أمنا ؟
نهض من على الفراش فوقف ماضي يمنعه من التقدم فربتّ على كتفه بلا بأس ويطمئن ثم اقترب منها وأردف بصدق :
أقسم لم أقتلها هي من انتحرت ولدي أدلة على ذلك إن كنتِ لا تصدقيني .. فقط أخبريني من الحقير الذي أخبرك بذلك ؟
لا أصدقك أنت كاذب وقاتل .
رددتّ بغضب فهزّ آدم رأسه بموافقة ثم تحرك وفتح خزانة ملابسه وأخرج مسدسه وعاد لها واضعاً المسدس بين كفها ورفع الفوهة على قلبه مردداً بثبات :
أنا قاتل مستأجر وأكثر رجال العالم فساداً ولكنني لستُ بكاذب ولم أقتل أمي .. هي منّ انتحرت أمامي ومن بعدها أصبحت تائه حتى وجدت نفسي تحولت من آدم الصغير التائه والوحيد لمسخ لا يخشى أحد ولا يفرق معه غير المال والرغبة في الانتقام .
لاحظ لينّ ملامحها فأكمل بجدية وهو يجهز السلاح للإطلاق :
إن كنتِ لا تصدقيني فبإمكانك الضغط على الزناد ولا تتردي للحظة " آشي " .
لحظات ثقيلة مرتّ عليهم ما عدا آدم الثابت وعيناه مصوبة على خرزتي آشلي الزرقاء التي ورثتها من أمه وكذلك خصلاتها وورثت ملامحها الحادة من أبيها الإنجليزي .
تركت المسدس فوقع على الأرض وتمتمت بجمود :
لا تنطق ذلك الاسم مرة أخرى لا يحق لك ذلك .
ارتسمت بسمة صغيرة على شفتاه واقترب منها فاتحاً ذراعيه مردداً باشتياق :
اشتقت لك عزيزتي آشلي .
سالت عبراتها على وجنتيها وارتمت عليه تعانقه بقوة فبادلها العناق بشوق شديد مستمعاً للومها :
تباً لك آدم كيف تنساني بتلك السهولة يا أحمق ، بحثت عنك كثيراً بعد تخرجي من الثانوية ولم أستطع الوصول لك .
ربط على ظهرها مردداً بحنان :
أسف عزيزتي أقسم لا أتذكر كيف نسيتك لا أعرف ماذا حدث لأنسى شقيقتي الحبيبة .
همست بهدوء :
سنتحدث كثيراً حول ذلك الامر .
أبتعد عنها قليلاً ليرى وجهها ثم طبع قُبلة على جبينها وسألها بجدية :
والآن أخبريني من أخبرك عن مكاني وقال لك أنني قتلت أُمنا ؟
أجابت بضيق من نفسها فهي تحركت كالعمياء خلف حديث رجل أحمق :
رجل بغيض قعيد يُسمى ألفريد ظهر ليّ من العدم منذ مدة في واشنطن وأخبرني عن معرفته لمكانك وأخبرني أنه سيتواصل معي بعد مدة وأتى أحد رجاله منذ يومين ودّلني على عنوانك .
هسهس بغضب شديد :
ذلك اللعين أكرهه ..
التفت على صوت آفاق الغاضب الملون بغيرة حاولت عدم إظهارها :
أرجو المعذرة ولكنك تحتضن وتُقبل تلك الشقراء أمامي ولا تحترم وجود زوجتك .
أنهت حديثها بصوت مرتفع وهي تدفع آدم في بطنه بغيظ فلفّ الآخر ذراعيه على خصرها وجذبها فاصطدمت به ليكبح حركتها ثم رددّ بصعوبة من بين ضحكاته فغضبها يثير ضحكه بشدة :
أهدأي يا زوجتي لستُ أحمق لأخونك أمام عينك تلك الشقراء شقيقتي آشلي .
جذب كفها رغم رفضها البادي على وجهها لتصافح آشلي التي صافحتها وضحكاتها تعلو على ظنها بأن آدم يخونها معها :
مرحباً زوجة أخي يبدو أنك لا تفقهي الإيطالية .
هزت آفاق رأسها بنعم فابتسمت الاخرى ثم عادت بنظرها لآدم وهتفت بتوعد :
سأبحث عن ذلك الوقح الكاذب وألقنه درس لن ينساه طيلة حياته .
ردّ آدم بجدية :
أتركي الأمر ليّ ولا تتدخلي عزيزتي فقط استمتعي بعطلتك في مصر .
أردفت بتعجب :
ولكنني لستُ في عُطلة سأعود لواشنطن قريباً .
رددّ بمرح :
بلى في عُطلة لتقضي وقت رفقة أخيكِ الذي كدتِ تقتليه منذ قليل عزيزتي آشي ، أم أنك أتيتِ لقتلي ثم تعودي لبلدك !
انفلتت ضحكة خافتة منها وأردفت بمزاح وهي تتوق خصره ليغادروا الغرفة :
قُلت أنني أسفه .
تمتم بحنق مصطنع وهو يضغط على خصر آفاق لتتوقف عن الحركة لتتحرر منه :
لم تقولي يا كاذبة .
خرج ماضي خلفه والشك والقلق يراوده فكلام آشلي لوصف الرجل مطابق لكلام آفاق عندما أخبرته بغضب آدم عند رؤيته للرجل القعيد ، قرر الانتظار قليلاً حتى يطمئن على صغيره ويصالح ماسال ويصل لحل مع توبا وعمته والأهم إيجاد الصغير تميم .
إيه القرف اللي الواحد فيه ده !
تمتم بضيق شديد ثم صعد لسيارته متجهاً للمشفى .

أوقف عُمر سيارته سانداً رأسه على المقود بتعب شديد يقاومه منذ خروجه من المشفى وبحثه عن سيلفيا في كل الأماكن وتوصيته للعديد من زملائه ولم يصل لشيء وكأن الأرض أنشقت وابتلعتها .
انتشله صوت الهاتف من الشرود فأجاب بسرعة على أمل بأن يكون خبر عن صغيره :
مرحباً .
سمع صوتها البارد كالصقيع :
مرحباً عزيزي عُمر صغيرك يرسل سلامه لك عن طريق البكاء بشكل متواصل يبدو أنه جائع .
تباً لك سيلفيا كيف تؤذيني في صغيري أقسم لأقتلع قلبك القاسي بدون رحمة واشاهدك تحتضري باستمتاع ..
تنهدت ببطء وردتّ ببرود :
قبل أن تفعل سأكون نفذت السيناريو خاصتك على صغيرك تعلم ؟
صمتت لوهلة ثم أكمل باستفزاز :
يشبهك كثيراً لم يأخذ ملامح القبيحة زوجتك .
ماذا الذي تريديه مني ؟
هتف بغضب شديد وهو يسمع بكاء صغيره عبر الهاتف فأجابت بخبث :
طلب صغير جداً لن يكلفك الكثير ثم أعطيك صغيرك .
أشارت للحارس ليأخذ الصغير للخارج فصوته يزعجها ثم أكملت :
أريد مساعدتك في تسهيل دخول شحنة كبيرة ومهمة لمصر فسيدك حاوطنا من كل الاتجاهات ولم أجد حل غير استغلال معشوقي السابق .
رددّ بدون تفكير فلا وقت لديه ليفكر في خيانته لقائده ولعمله :
موافق فقط أعطيني صغيري .
تمتمت بدهاء قبل أن تغلق في وجهه :
ليس قبل شهر عزيزي ..

وحشني أنام في حضنك يا بابا .
تمتمت رفيف بفم متقوس وأعين لامعة حُزناً فطبع يامن قُبلة على خصلاتها البنية المحببة له التي ورثتها من أمها ثم أردف بحنان :
لسه شوية يا قلب بابا بس وعد قريب جداً أرجع تنامي في حضني .
همست بحزن وهي تفرق عيناها بنعاس :
بس أنا كنت عايزة أنام في حضنك كمان شوية ..
كاد يتحدث بتبرير آخر حتى يذهب قبل مجيء ملاك وتتضايق من وجوده فقاطعه صوت ملاك وهي تضع صغيرها في فراشه :
هينام في حضنك يا رفيف كل يوم متزعليش .
رمقها يامن بعدم فهم فمنّ المفترض أنها مازالت غاضبة منه فابتسمت الأخرى وهي تربت على وجهه المرهق بحنان :
كلنا هننام مع بعض .
انتعش قلبه من حديثها فذلك يُعد تطوراً في علاقتهم وأنها بدأت ترضى عليه ، جلس على طرف الفراش المخصص له فقفزت رفيف تعانقه بفرحة وتدفعه برفق ليتمدد فامتثل لطلبها وتمددت ملاك جواره بعدما حملت صغيرها لينام جوارهم .
رفعت بندقيتها الناعسة ترتوي برؤيته وتطمئن على حبة البندق التائهَّ في بحر عيناه ، ابتسم كلاهما على رفيف وهي تطبع قُبلة على وجنتيّ أخيها ثم أولته ظهرها وضمتّ يامن بيدها الصغيرة لتحظى بنوم هنيء رفقة أبيها .
ضحكت ملاك بخفوت وهي تتمتم بتلقائية :
ضُرتي ..
عم الصمت لمدة ولم ينام غير الصغار وبقى كلاهما يتبادلان النظرات وقلوبهم مليئة بالكثير من الأحاديث التي يعجزون عن التفوه بها ، نهض يامن بعد نوم صغيرته وطبع قُبلة على وجنتيّ صغيره كما فعل مع ابنته ثم وقف أمام الباب يهندم ملابسه ليغادر فشعر بيدها تلمس ظهره بتردد كصوتها :
خليك ..
التفت وردّ بهدوء حزين :
بس أنتِ عايزة أبعد يا ملاك بلاش تعملي كده عشان العيال لازم تكوني عايزة أرجع ليكي أنتِ كمان مش العيال بس .
أردفت بصدق :
مصدقاك يا يامن .. مصدقاك رغم اللي شوفته هصدق حُبنا بس ..
صمتت لوهلة ثم أكملت بقوة :
بس لو حصل تاني ولو موقف صغير مش هصدق حُبنا وهصدق اللي عيني شافته .
شقت بسمة سعيدة طريقها لثغره وطبع قُبلة على خصلاتها بحُب :
وعد مش هيحصل تاني .
تصنعت الجدية واللامبالاة فالتفت ليغادر وتوقف عند سماعه لسؤالها المتردد :
ما أحنا حلينا مشاكلنا رايح فين ؟
عاد لها طابعاً عدة قُبلات على خصلاتها ثم توقف مستنشقاً مطولاً وتمتم بحاجبين معقودين انزعاجاً :
ريحته متغيرة غيرتي ريحة الشامبو ولا الكريم ؟
ابتعدت عنه رافعة رأسها بغرور :
بعد كده دي ريحته اكتشفت إني مش بحب الورد .
هز رأسه بتفهم وبداخله يودّ السقوط من شدة الضحك على زوجته الذكية التي تستخدم طرق عقاب قاسية جداً عليه ، ثم رددّ بهدوء :
أتأخرت على ماضي من بدري مستني عند المستشفى .
سألته الأخرى قبل أن يغادر :
المستشفى اللي آدم فيها ؟
ردّ بنفي وهو يغلق الباب :
المستشفى اللي تميم اتخطف منها ماضي مقتنع أننا هنوصل لطرف خيط يدلنا على سيلفيا هناك .

في الصباح :
خرجت توبا من غرفة آدم الصغير في المشفى بخطوات بطيئة حتى لا تسمعها ماسال النائمة جوار صغيرها فبالأمس تشاجرت معها على تصنعها للمرض حتى تقع بذلك المختل الإيطالي وكانت توبا صامتة تماماً تستمع لصراخها عليها ولا تنطق حتى لا تزيد من غضبها أكثر .
خرجت من المشفى ووقفت في انتظار سيارة أجرة تنقلها للقاهرة حيث موقع قائدها لتستجوب الرجل ، توقفت سيارة تألفها وانفرج الباب لها وظهر ثائر من خلفها مردداً :
أركبي .
زفرت بضيق ثم صعدت جواره وانطلق بعدها فكادت أن تتحدث وتخبره عما ضايقها وتراجعت عندما لاحظت وجود الصغير في الخلف صمتت ، أقترب الصغير منهم وسأل أبيه بتعجب :
طنط توبا راحة المدرسة معانا ؟
داعب خصلاته وأجاب :
أيوه هنحضر المسرحية بعدين تطلع لحصصك وعم عبدو ( السائق ) يروحك بعد ما تخلص .
عاد الصغير للخلف وأرسل رسالة لجدته يخبرها عن وجود توبا معهم وذهابها لحضور المسرحية بدلاً من رقية كما أخبرته جدته عن وجود رقية رفقة أبيه يومها .
همست توبا بخفوت :
أنا راحة القاهرة لازم استجوب " فيليب " .
ردّ بهدوء :
عارف وهنروح سوى بس الأول لازم أوفي بوعدي لزين وأحضر المسرحية .
استدارت للخلف تنظر لزين الذي نظر لها بضيق وعاد يلعب بهاتفه فاعتدلت بجلستها هامسة بتردد :
بس واضح أنه مش حابب وجودي بلاش أفرض نفسي عليه .
التقط كفها وطبع قُبلة مطولة عليه ثم أردف بنبرة هادئة :
هتعملي عقلك بعقل عيل صغير يعني يا توبا وبعدين متنسيش أنه مش متعود عليكي بس .
صمتت لوهلة ثم سألته باهتمام :
وصلت لحاجة عن مكان ابن عمر ؟
هز رأسه بلا فأكملت بضيق وتوعد :
مش هسيبها غير لما اقتلها .
تمتم بهدوء مما زادها شكاً بأنه به شيء غريب فمعاملته الهادئة مريبة :
نسيتي نون مهمة ..
ابتسمت باستسلام فلا يوجد مجال لتفلتّ منه ثم أدارت رأسها للنافذة تفكر فيما حدث البارحة وهجوم نادية عليها والأهم علاقتهم الآن تحت أيّ مسمى .
اقعدي هنا .
أشار ثائر لتوبا لتجلس على المقعد المجاور له فجلست وشاهدت توديعه لصغيره بكلمات تحفيزية وطبع قُبلة على وجنتيه فركض الصغير بحماس شديد للمسرح وعاد ثائر يجلس جوار توبا التي سألته :
هو قايم بدور إيه ؟
ردّ بمزاح :
دور شجرة بتتكلم ومتسأليش ازاي .
ابتسمت بخفوت ثم أردفت بتحذير طفيف :
أوعى تكون بتتكلم بهزار قدامه كده على دوره في المسرحية .
أجاب بنبرة هادئة :
لا طبعاً ما صدقت بدأ يختلط مع الناس ويبقى اجتماعي .
كادت أن تتحدث فقاطعها اقتراب رقية من ثائر وبعدما كانت تبتسم اختفت ابتسامتها عند رؤيتها لتوبا ، نهض ثائر وصافحها ثم جلست جواره من الجهة الأخرى واكتفت بابتسامة صغيرة لتوبا ثم بدأ الأطفال في الدخول للمسرح وبدأت المسرحية .
توتر ثائر من صمت توبا ورقية وحاول التركيز مع صغيره الذي دخل المسرح مرتدي شجرة فصفق المتواجدين خاصةً ثائر ، استمعت توبا لصوت رسالة على هاتفها فأخرجته لتقرأ محتوى الرسالة وانصدمت مما رأته فمرسل لها صورتها وهي جالسة جوار ثائر وأسفلها رسالة أخرى " ستشاهدين بعد قليل دماء حبيبك القبيح وابنه تملئ خشبة المسرح والمقاعد فاتنتي الشرقية . "
ارتعشت يداها بخوف شديد ونظرت حولها بهلع فأتاها رسالة أخرى " لا تتلفتي حولك فاتنتي لن تجديني إلا عندما أقرر أنا .
سألها ثائر باستغراب فانتفضت الأخرى عند لمسه ليدها :
في حاجة مالك ؟
حاولت تصنع الابتسامة فخرجت مرتجفة ووجهها شحب بشدة فنظر لها بقلق شديد وقبل أن يسألها وجد من يسحبها لتنهض وتلاه صوت أمه الغاضب :
أنا مش قولت تبعدي عن ابني بتعملي إيه هنا !
هتف ثائر بضيق وهو يجذب ذراع توبا من أمه وعيناه تدور حوله بحرج :
سيبيها يا ماما الناس بتتفرج علينا .
صاحت نادية بغضب :
أصبر أنت الذوق مش بيجي معاها يبقى قلة الذوق تيجي معاها ..
رفعت كفها لتصفع توبا وتوقفت يدها في منتصف الطريق بسبب يد ثائر قابضاً على يدها والغضب سيطر عليه :
لغاية هنا وكفاية يا ماما سكوتها احترام ليكي وليا بلاش تضغطي عليها أكتر .
رفعت سبابتها في وجهها بتهديد وكُره شديد :
مكانك مش هنا ده مكانها مش مكانك خلي عندك دم وامشي للمرة الأخيرة بقولك ابعدي عنه يا توبا .
أنهت حديثها وهي تجذبها بعنف للخارج وخلفها ثائر ورقية ، دفعتها نادية بمجرد خروجها من المدرسة فنظرت توبا حولها بخوف وقلق متجاهلة فعلة نادية ففي محيطها يتواجد المختل الإيطالي .
التفتت على يد ثائر وهو يجذبها لتعود للداخل صارخاً على أمه بغضب :
ماما بعد إذنك كفاية توبا معايا ومش من حقك تعامليها كده .
صرخت الأخرى بغضب مماثل :
ولو قولت يا أنا يا هي يا ثائر هتعصي أمك عشان واحدة هجرتك عشان شغلها ؟
شعرت توبا وكأن الأرض تدور بها وعلتّ أنفاسها مع صوت طنين يصدع في أذنها فوضعت كفيها عليهم وهي تتحرك بخطوات عشوائية بعيداً عنهم بعدما تركها ثائر ليجذب أمه بعيداً عنها ولم تستمع لكلماته وكأنها أصبحت صماء .
أثناء تحركها اصطدمت في رجل وكادت أن تقع لولا يدع التي حالت بينها وبين الأرض ورددّ بأسف :
معلش يا آنسة ..
اتسعت عيناها وتجمدت مكانها من هول الصدمة فأمامها يقبع أبيها !
أو من ظنته أبيها في السابق وتركها في الملجأ يوم السبت وحيدة تنتظر قدومه كل يوم أمام النافذة ومرتّ أعوام ولم يأتي يوم الأحد كما وعدتها المشرفة بقدومه ليأخذها .
ارتخت يدّ الرجل عنها وضيق عيناه بتذكر يشعر وكأنها هي ، فهزت رأسها بنعم تؤكد أفكاره ولم يكن تفوه بشيء ووجد توبا تجذبه خلفها بسرعة وأخرجت مسدس من خلف ظهرها وأطلقت النيران على رجلين ملثمين على دراجة نارية مرتّ بسرعة من أمامهم ولم يكدّ الرجل أن يطلق النيران على الواقف مع توبا وكانت رصاصاتها أصابتهم أسرع في أماكن تعجز حركاتهم ولا تقتلهم .
نظرت للرجلين بجمود ثم أدارت رأسها لثائر ورددتّ بثبات غريب :
اتصل بيامن وخليه يعتقلهم مع التاني .
توبا ..
ناداها ثائر بقلق عندما انتهت من حديثها وسارت بعيداً عنهم بخطوات تشبه الإنسان الآلي ، ولم يكنّ تحرك إلا بضع خطوات ووجد أمه تجذبه تمنعه من السير خلفها وزين يقف جواره ينظر له بحزن لأنه لم يشاهد عرضه .
كاد أن يتحدث فأكملت بصرامة :
لو مشيت وراها تنسى إن ليك أم .
سارت بأقدام هلامية وكأنها فقدت السيطرة عليها تصطدم في ذلك وتمر من أمام السيارات أثناء سيرهم ولا تستمع لصوت المارة ولا أصوات السيارات ولم تشعر بيدّ فتاة جذبتها فكادت أن تصدمها سيارة .
فقط تتحرك بوجه شاحب فاقد للحياة ورغبة في إغماض عيناها وتفتحها تجد كل شيء انتهى ، تنتهي من أمر سيلفيا والمختل الإيطالي وعلاقتها مع ثائر تتصلح .
ولكن يبدو أن ذلك المختل يأبى تركها تنعم بحياة سعيدة رفقة أحبتها فقد فتح جرح عانت كثيراً لتداويه .
جرح يتشكل في هيئة رجل ظنته يوماً حاميها وعانت كثيراً لتتخطى حزنها بسببه .
توقفت عن السير ونظرت حولها وقد بدأت تستعيد وعيها فوجدت أنها أمام البحر وبائع الحمص يحادثها ببسمة بشوشة :
ما تيجي اشربي كوباية حمص قدام البحر تنسيكي همك .
رسمت بسمة صغيرة وأشارت له بأن يعد لها كوب وجلست على المقعد أمام البحر ترتشف المشروب الساخن بهدوء عكس جمود عيناها ، انتشلها من تلك الحالة صوت رنين الهاتف فأجابت وهي تعلم جيداً أنه هو .
صدع صوته المستفز الذي يثير غضبها :
حزنت من قتلك لرجالي جميلتي ولكن لن أكذب فُتنت ببراعتك ..
أردفت بجمود رغم هدوء صوتها :
سأظل أقتل كل رجالك واحد تلو الآخر حتى أصل لك ووقتها لن أتردد للحظة وسأقتلك ببرود مماثل لبرودك يا وغد .
استمعت لصوت قهقهته مردداً بسخرية :
أيتها الشرسة يبدو أن الأمر اختلط عليك ونسيتِ أنكِ تحت قبضتي أنتِ وكل عائلتك .
ردتّ بقوة وغضب :
سأكون أمامك في كل مرة تحاول أذية أحد ولو كلفني الأمر سأمنعك حتى لو اضطررت أن أموت أيها المختل تباً لك ..
أغلقت في وجهه واضعة قدم فوق الأخرى وتنهدت براحة وعيناها على المياه الزرقاء تتخيل لو أن بإمكان المياه جرف همومها بعيداً .
رمقت الساعة فوجدتها الثالثة عصراً فقررت الجلوس قليلاً والتصنع أن كل شيء بخير حتى تقنع قلبها ، وعقلها يردد بهدوء وأمل رغم إرهاقه " لا بأس سنتألم قليلاً ونتخطى ! " .

وبعدين يعني ممكن أفهم إيه لازمة وجودنا هنا ؟
استغفر ماضي في سره حتى لا يلتف ويلكم ذلك الأحمق المستمر في ترديد نفس السؤال منذ قدومهم للمشفى في فجر الأمس حتى يراجعوا كاميرات المراقبة لعلا يجدوا ثُغرة تقودهم لمكانها .
ردّ بهدوء مصطنع :
للمرة الأخيرة بقول أسكت يا يامن ..
تذمر الآخر بضيق :
ما أنت بقالك كتير قاعد قدام الكمبيوتر ومصمم تشوف كاميرات المحل !
تجاهله وعاد بتركيزه للتسجيلات حتى لحظة معينة وتوقف عندها فأخيراً وجد كاميرا تلتقط رقم السيارة بوضوح :
أيوه بقى ..
خرج ماضي من المتجر وخلفه يامن المتعجب من سعادة الأخر :
لقيت إيه حصل إيه انطق ؟
ردّ بمزاح ساخر :
مستواك في الشغل بعد الجواز بقى ضعيف جداً يا يامن .
ردّ بسخرية :
معلش أعذر جهلي وانطق وصلت لإيه ؟
استند على السيارة وأجاب يقص عليه ما توصل له :
سيلفيا لما خرجت من المستشفى ركبت عربية مرسيدس سي مية وتمانين وخرج وراها عربيتين من نفس النوع كتنويه وبعدين هنا عند الشارع ده بظبط بيتفرقوا كل واحدة في طريق فبالتالي لما ندور ورا رقم العربية نكون ضيعنا وقت كبير في حين هتكون هي مكملة في خطتها عادي من غير عائق .
أشار بيداه أثناء انتهائه للشرح بأن هذا فقط ما توصل له فعاد للخلف بفزع تحول لضحكات عند إمساك يامن لرأسه وتقبيلها مردداً بمرح :
هات رأسك الألماس دي أبوسها ..
أشار له بالصعود للسيارة وهو يتصل على قائده ليحضر له حركة سيارة سيلفيا وموقعها الآن ثم انطلقوا بسياراتهم ليبدأوا الجزء الثاني من الخطة .

ابتعدي عني أيتها القصيرة .
صاح آدم بحنق فآفاق تلتصق به منذ رحيل آشلي مساء الأمس وتعامله كأنه مريض ويجب أن ترعاه .
تذمرت بحنق :
أيها العملاق تحدث معي جيداً وإلا أقسم س..
ابتلعت باقي كلماتها عندما ابتلع باقي المسافة بينهم على غفلة والتصق بها مردداً بخبث :
تقسمي بماذا يا ذات الجدائل ؟
توترت من قُربه فعادت للخلف وتقدم منها مرة أخرى فابتعدت للخلف واقترب مرة أخرى مستمعاً لصياحها المهتز :
احترم مساحتي الخاصة أيها العملاق وابتعد عني لن أهتم بك حسناً كما تشاء .
مال على أذنها اليمنى وأردف بخبث :
سأحترم مساحتك الحمقاء الآن فقط ولكن عند عودتي في المساء سأتحول لإنسان بدائي لا يعلم شيء عن الأخلاق أو عن المساحة الخاصة اللعينة !
أبتعد عنها وتحرك للخارج بسرعة فتنفست الأخرى وكأنها لم تستنشق الهواء منذ ساعات ثم جلست على الفراش وأزالت حجابها فمنذ أيام ترتديه ولا تتخلى عنه حتى أثناء نومها .
توقف آدم في منتصف الدرج متذكراً أنه نسى هاتفه على الشاحن فصعد مرة أخرى وفتح الباب الغرفة وأغلقه خلفه تزامناً مع صرختها المفزوعة فصرخ مثلها بفزع ثم صمت واتسعت عيناه بصدمة قبل أن يصدع صوت العالي :
أين ذهبت جدائلي الحبيبة !
وضعت آفاق الطرحة على شعرها فركض الآخر فجأة جهتها مما جعلها تركض بخوف في أرجاء الغرفة وهو خلفها يصرخ بصدمة لم يتخطاها بعد :
أين جدائلي أيتها القاتلة القصيرة !
التقطت وسادة الأريكة ودفعتها في وجهه صارخة بحنق :
لستُ قصيرة أنت هو العملاق أبتعد عني ..
جذب الطرحة على غفلة من على شعرها فوضعت يداها تغطيه ولكنه كان أسرع وأبعد يدها شاهقاً بصدمة وهو يمسك شعرها القصير من الجهتين الذي يصل بالكاد لبعد أذنها بقليل ورددّ بحسرة :
يا ويلتي كيف قضيتي على جدائلي الحبيبة .. تباً لك آفاق !

مساء الخير ♥️
أتمنى البارت يعجبكم يا حلوين متنسوش الڤوت والكومنت ♥️
ومبارك لكل بطل خلص رحلته في الثانوية العامة وبقى طالب جامعي قد الدنيا ومهما كان مجموعك أنت بطل أهم حاجة في نظرك قبل نظر الناس 🥺♥️♥️♥️♥️🫶

Continue Reading

You'll Also Like

1M 38.3K 50
تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الثاني ماسك رأسه متوجع قربت عليه...
3.9M 96.6K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...
172K 3.1K 14
ّجينا :- فتاه في ١٨ من عمرها جميله ورقيقة ولطيفة ، فلون عينيها بني فاتح ، وشعرها لونه بني زين :- فتي في ١٩ من عمره ، متعجرف وغاضب و قاسي القلب خاص...
14.9K 1.5K 24
ماذا لو وضعت مصيرك و تركت مهمة إيجاد المزعوم بِتوأم روحك لِتطبيق؟! Cover by : anobeass الغلاف من صنع أنوبيس ♡