عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

By Anabell_rain

551K 13.4K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... More

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرين
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء الثاني والعشرون

9.4K 430 485
By Anabell_rain

لم تجرؤ كلارا علي رفع عينيها نحوها ولم تجرؤ حتي علي التوجه والجلوس مقابلها ، ظلت مطئطئة الرأس مكسورت الضمير الذي ظل يوجع قلبها ويبرحه ضربا علي كل الاسابيع التي جعلها تنسي مبادئها التي اقسمت انها لن تتخاطاها يوما ، كعشيقة وضيعية عضت يد المرأة التي مدت لها يد العون قبل اشهر ، استمالتها باكاذيب وضيعة مثلها لتغطي علي جرم اكبر هي ارتكبته بحقها ، قتلها ابنها الذي لم تره حتي مات

"الن تجلسي انت لست بحاجة لاذن مني حتي تفعلي ذلك اعني حتي وان كان الرجل الذي اشتري هذا المنزل هو زوجي "

قطعت حديثها وهي تقيم المنزل بنظرات ساخرة في حين انشغلت يداها بالتربيت علي ليون الجالس في حجرها

"فنيته في النهاية ان يكون مأوي لعشيقته لذا يمكنك التصرف علي راحتك فيونا انا الضيفة هنا "

"فيرا انا ...."

حاولت ان تقل شيئا تبرر به موقفها لكنها ايقنت في منتصف الطريق ان لاشيء سيدافع عنها ويعطها عذرا علي ما فعلته ، طوال سنوات مضدت ظل قلبها يعتصر الما علي ما اقترفقته اميليا بحقها ولم تستطع ان تغفر لها ابدا او تتقبل الاعذار التي وضعتها صداقتهما لها ،والان ليس من حقها ان تطالب امرأة غيرها لتفعل شيئا هي لم تستطع فعله حين وضعت في ذات موقفها في الماضي ، وان استقبالها للعقاب اي كان بفم مطبق خير واشرف لها من ادعاء قيم قد فقدتها بالفعل دون ان تشعر

ظلت فيرا تطالعها بتعابير جامدة لا تنم اطلاقا علي انها تعود لامرأة اكتشفت خيانة زوجها للتو لقد كانت تعرف منذ البداية ما يجري بينها وكين ومع ذلك صممت ، ربما لانها املت في تجدي تلميحاتها لهما نفعا لكن ولسبب غريب ادعت كلارا العمي عنها وخطت بثبات اتجاه بناء عائلة علي حطام عائلتها هي

"هل تعليمن كم تطلب مني من الوقت حتي ابني هذه العائلة زوج وطفل يقول لي ماما هل تعلمين كم الاشياء التي ضحيت بها حتي احظي بعائلة "

سألتها وهي تدرك جليا ان اجابة كلارا ستكون الصمت الذي دفعها لان تردف وهي تظهر القليل من تعابير الحزن التي شقت طريقها في تلك الدموع التي اخذت تلمع في مقلتيها

"بالطبع انت لا تعلمين ، وانا لم اتي لاخبرك  بها انا فقط اتيت لاسألك سؤالا واريد اجابته منك ، لم تحبين هدم حياتي دائما فيونا بكل مرة ابني فيها عائلة تاتين انت لتزيله عن لوجود"

رغم ان موقفها لم يكن يحتمل ان تقول شيئا ومع ذلك لم تقوي كلارا علي  عدم سؤاله باستغراب

"ماذا تقصدين بكل مرة تبنين عائلة  "

ضحكت ساخرة قبل ان تختفي شفتيها في رأس ليون مقبلة اياه

"كم انت بارعة في التمثيل ، والانكار بكل بجاحة ،فيونا ، ام علي مناداتك بكلارا ، حتي تكفي عن طرح اسألة غبية وادعاء الغباء "

سقطت كلار علي الارض وقد قادرتها روحها التي لم تتحمل تفسير ما سمعته دفعة واحدة لقد كانت تعرف طوال هذا الوقت كانت تعرف من تكون ، تحسست صدرها الذي لم يكن به قلب ينبط ولا انفاس تصدر فقط الم طاغ انتشر كالوباء في روحها حتي تعفنت وتحولت الي جثة لا يسكنها سوي الاشباح

"انا اسفة انا اسفة انا لم اقصد صدقيني .."

صرخت بها مقاطعة

"اسفة علي اي شيء فعلته بي ،عن اي حقارة تتعذرين كلارا"

لم تقوي كلارا علي الرد عليها بسبب انهيارها في نوبة بكاء مريرة منعتها حتي من التنفس

"اجيبي ، قولي شيئا ، عناي خطأ تتعذرين ،خداعك لي ودخولك منزليوانت من قتلك ابني و زوجته التي تحملحفيدي ، ام تعتذرين علي سرقة زوجي وجعله يتخلي عني وعن عائلته التي لن تسامحه بعدمعرفتها حقيقتك ،انا سأخسره للابد ان ادركو من تكونين سيقتولنه كما قتلت ابني ،هذاما يسحدث حتما وستنهار عائلتي للمرة الثانية بسببك والطفل الذي كان ليبقي لي منهاها انت ذي تحاوالين اخذه ايضا "

مسحت دموعها لتعيد لي ملامحها تلك الابتسامة البشعة قبل ان تقول

"لقد مت مع ابني حين قتلته لي ، لكن كين وليون اعادو بث تلك الحياة في مجددا وبسببك انا سأخسرهما  وافقد اهتمامي بهذه الحياة مجددا وانا اعلم انني لن اعيش بعد حدوث هذا ، ساموت وكين سيقتل ويلحق  بي سنجتمع مع بيتر ونعيش كعائلة في سعادة للابد ، لكن ..."

قطعت حديثها وهي تبعد ليون عنه الي حد كافي  حتي تسأله

"المشكلى اني بت متعلقة بك للغاية وقلبي لن يكون مرتاحا لتركك خلفي ، لذا اخبرني ليون انت  ستحب  ان تأتي معي  و تعيش بننا اليس كذلك ؟"

لم يعطي فرصة لكلارا حتي لتسوعب ما يجري واعطاها نظرة خاطفة قبل يؤميء لفيرا بالا يجاب

"بلي ماما سأتي معك"

ولم تكن كلارا بحاجة الي اكثر من رؤية المسدس الذي سحبته فيرا حتي ينهار عالمها عالمها دفعت واحده ويستفحل في روحها  رعب جعل قواها تخور و في ثانية لم تعد قادرة علي الحراك وكل ما جاز لها فعله هو الصراخ بها  بقوة دمرت حنجرتها

"لا ...اتوسل اليك لا تفعليها  فيرااااا توقفي "

وكان ردها في  تلك الابتسامة السوداء التي سبقت دوي تلك الرصاصة قبيل اختراقها  رأس ليون ومنه  وجهت المسدس الي رأسها وهي تمتم

"اظن ان هذا خير قصاص لي منك كلارا عيشي وحيدة للابد"

جلست كلارا بوسط الفراش بجسد يترعد ويتصبب عرقا  قبل ان تدرك ان ما عاشته من رعب   قبل قليل ليس سوي كابوس لعين ظل يتردد الي احلامها من اليوم الذي  اتت فيه  فيرا وواجهتها فيه، تحسست صدرها الذي اخذ قبلها بداخله يخفق بجنون وانفاسها بالكاد كفتها حتي تعيش وكان بحاجة الي هواء نقي يزيل جزء من الغم الذي يخنق روحها زنظرت نحو  النافذة  المغلقة لثواني قبل ان تقرر النهوض والسير باتجاها حركت القفل لتفتحه سامحة بهذا للهواء العليل للدخول الي الغرفة لاول مرة منذ ان  يومين .

اخذت  نفسا عميقا حوي مزيج من الرطوبة المشبعة برائحة الارض المبلبة مع العشب الاخضر الندي ورائحة الورود البرية التي زرعت بعشوائة علي حديقة المنزل التي تطل عليها غرفتها  ، استمتعت بتلك السكينة المؤقتة التي اكتسبتها روحها  لثواني قبل ان تتجعد ملامحها الهادئة بتعابير متقززة ترجمت  في رغبتها العارمة في التقيء والتي لم تستطع صدها طويلا وركضت باقصي سرعتها لتفرغ القدر القليل من الطعام الذي تناولته منذ الصباح في المرحاض ، اتكأت علي الحائط بوهن تركز عينيها في الفراغ  وهنا جيوش من اطياف الشؤم ظلت تحوم فوق رأسها  حتي سمعت صوت بن وهو يخاطبها

"بدأت تخفيينني حقا ، عندما كنا في البيرو كنت متشوق لرؤيت كلارا علي قيد الحياة لكن لم اظن انها بهذا البؤس واليأس ، لم اتوقع ابدا ان اقول هذا لكن بت اشتاق الي فيونا "

اعطته نظرة عبارة خاوية لم تعبر عن شيء سوي عن رغبتها في ان يغرب بعيدا عنها  ويتركها تعيش بسلام في ظلام الثقب الاسود الذي يبتلعها ، وهو لم يحقق لها هذا الطلب انحني ليمسك كتفها وساعدها علي النهوض الذي لم تكن لتقوي علي فعله دون مساعدته اسندها حتي وصلا الي الفراش مجددا وتركها ترتاح عليه

"هل ستظلين مكتئبة هكذا للابد ولن تقولي ما حدث معك ولما قررت الرحيل فجاة وهجر كين وطفلك معا "

ردت عليه باختصار

"انا بخير ، فقط اتركني لوحدي وكف عن استجوابي في اشياء قد حسمت فيها امري سلفا  "

اشاحت بوجهها بعيدا   لتترك له خيار الانسحاب من الظلام الذي  تعيش فيه لكنه فضل الجلوس بجانبها  قائلا

"لما تعاقبين نفسك هكذا ، ان كنت تحبينه اذا لما تبعيدنه عنك "

صاحت به بصوت حاد

"انا لا احبه  انا اكرهه لا يوجد سبب في هذا العالم قد يدفعني لان اقع في حب كين هل تفهم "

"ومن قال لك ان الحب يحتاج الي سبب ، هو اكثر الاشياء غير المنطقية واللاعقلانية الموجودة في هذه الحياة ، هو ببساطة خارج عن ارادتنا شئنا ام ابينا فهو سيتحكم بنا في النهاية ويفرض  علينا سلطته "

سارعت كلارا لمسح دمعة هربت من عينيها دون اذنها  ومن ثم ابتلعت قصة حرمتها من التنفس بارتياح لتقول له

"انا لست بهذا الضعف بن ، وان حدث واحبتته فلن ادع مشاعري السخيفة تتحكم بي ، لن اترك سوي المنطق ان يتربع علي عرش قرارتي التي اتخذها  "

"اذا فانت تفعلين كل هذا من اجل المنطق ، تتخلين عن حب حياتك و طفلك الذي حاربت العالم من اجله لامرأة اخري بهذه البساطة، فقط لانك لن تتركي مشاعر الحب السخيفة تسيطر عليك  "

وهنا انفجرت كلارا باكية حرقة لم تمنعها من المضي قدما في الدفاع عن تناقدات نفسها

"هذان امران مختلفان ... انا لم اتخلي عن ابني انا فقط اردت له حياة افضل ، لا يمكنك نعت تصرفي بهذه البشاعة "

كم تنمني لو يستطيع ان يطبب علي مشاعرها المجروحة لكن عليه المواصلة في مواجتها فهو ابدا لا يحب مشاهدتها وهي تموت امامه ببطيء  و تغرق اكثر في بحر احزانها التي لن تتركها تخرج للحياة مرة اخري الا وهي جثة هامدة

"انا لا اجد مسمي اخر لفعلتك هذه غير انك تخليت عنه ، لقد ظللت ولثلاث سنوات تتمنين لو انك فقط تمكنت من لمس اصبع منه بعد ولادته والان ها قد وجته حيا وامامك فرصة للعيش معه في سعادة للابد ، كين قدم لك فرصة لم تكوني لتحلمي بها ومع ذلك تخليت عنها فقط لترضي غرورك اللعين  وتثبتين انك لا زلت تلك الفتاة التي لن تتهاون في تحطيم عائلتها وحرق نفسها حية في سبيل ضمان سعادة الاخرين الم يعلمك الماضي بما فيه الكفاية حتي تقاتلي من اجل نفسك فقط "

كانت كلمات بن كالرصاص الذي يحفر في قلبها الدامي الاف الجروح التي لا تملك لها اي دواء  ليشفيها وهذا بالطبع زاد وضعها سواءا وجعل الاستياء داخلها يكتاثر باستفحال حتي خنقها وجعل صوت يخرج بضعف بالكاد استطاع بن سماعه

"انه ليس غرور بل ضمير  ، انا قتلت ابنها الذي لم تلمس يده من قبل حرمتها من رؤيته حتي وهو جثة هامدة  والان بعد كل هذه السنوات التي ظنت ان القدر قد عوضها بزوج  وابن محبين اتي انا لاخذ كل هذا منها دفعة واحدة ، لقد جربت هذا الشعور مع اميليا وقد كان كريها لا يطاق تلك الكسرة التي افتعلت في روحي يومها لم تجبر حتي اللحظة فكيف تطلب مني ان افعل ذات الشيء مع امرأة اخري كيف تريدني ان اسلب حياتها  مرتين ، ابنها مات ولن استطيع ان اعيده لها  للحياة مجددا لكن بالطبع  استطيع ... "

قاطعها بن مكملا

"لكن بالطبع تستطيعين تعويضها  بابنك كاي شيء مادي آخر تملكينه  "

صرخت به مستنكرة

"كف عن نعتي هكذا انأ لست ام سيئة هو علي الاقل لا يعرف انني امه منذ ان نشأ وتررعع لم يري امرأة غيرها ولم ينادي غيرها بماما ، انا في حياته مجرد فيونا تلك الخادمة التي عملت في منزله لشهران ورحلت واراهن انه بعد  شهر او شهران سينساني تماما ، فقط دعنا نركز في اجراءات السفر اريد  العودة لابيرو خلال الغد وكف عن افتعال نقاشات معي لن تغير من قراري شيئا "

لقد ظل طوال الوقت يحاول جعلها تنأي عن موضوع الرحيل الي البيرو كجثة  وترك روحها هنا لكن يبدو ان محاولته ستنتهي جميعها بالفشل  كما حدث الان

"حسنا كما تريدين "

نهض ليغادرة الغرفة سامحا لها بالانهيار اسفل غطائها  ونزل الي الطابق السفلي حيث جلست كاتالينا بانتظاره برفقة ريكاردو الذي وصل للتو

"كيف حالها "

هذا اول سؤال تلقاه بن منه ليجب عليه

"ليست بخير وحالتها النفسية والجسدية مزرية  لا اظنها قد تنجو  من هذا خلال شهر او شهران بالكثير "

انهار علي الاريكة لوحده  ليسمع تعقيب كاتالينا علي كلامه

"هناك الملايين من البشر من من يتمنون نصف ما تملك لكن هي تريد وبكل غباء التخلي عنه بحر ارادتها ، الان فقط علمت لما اختارها القدر حتي تعاقب معنا في جحيم المافيا هذا من لا يقدر النعمة التي لديه ويقاتل من اجل الحفاظ عليها  لا يستحق ان يتمتع  بها ابدا "

"الم  تغير رأيها من السفر الي البيرو "

"لا لم تفعل وهي مصرة علي الرحيل غدا  واظن ان مرادها ستحصل عليه في النهاية انت تعرف عنادها جيدا حتي اللحظة لا اعلم كيف اقنعتها للبقاء خلال اليومين الماضيين "

رد عليه ريكاردو وهو يدخن سيجارته

"بلي هي عنيده لكن هذه المرة الامر مختلف  وصراعها ليس ضدي انا بل ضد امومتها ومشاعرها ككل وانا حقا اشعر بالفضول لاعرف ان كان الوحش الذي صنعته بداخلها قوي كفاية حتي يهزم تلك المشاعر ويتغلب عليها "

اخرجت كاتالينا من محفظتها ورقة مئة دولار ووضعتها علي الكاولة قائلة ساخرة

"حسنا ، اظن ان هذا الموقف يصلح لان يتحول لرهان من سينتصر في النهاية انا اتوقع امومتها وانت بن "

لم تستغرب نظراته الساخطة اتجاهها ولذلك ردت عليها بسخرية ايضا

"ما بك انا افلست كما تعلم واحاول كسب بعض  المال لاعيش انت لن تقطع رزقي بمنع هذا الرهان من ان  يري النور صحيح "

هجم بن علي الورقة النقدية ومزقها امامها الي اشلاء قائلا بحدة

"لن اتحمل سخافاتك هذه اكثر "

صاحت به معاتبه

"لما مزقتها لقد كانت اخر ورقة املكها تبا لك "

تجاهلها  تماما ووجه حديثه نحو ريكاردو الذي بدي شاردا الذهن

"ماذا سنفعل الان هل سننفذ رغباتها  فحسب "

اخذ ريكاردو دقيقة صمت قبل ان يقول  في النهاية

"بلي لكن ليس قبل ان تتخطي العقبات التي سنضعها في الطريق "

"مالذي تخطط لفعله "

"شيء ستعرفه بعد قليل لكن اين كين لقد اخبرتني انه ظل يخيم هنا منذ ان اتت لما لا اراه "

"لا اعلم لقد دخلت الي المطبخ وحين خرجت لم اجده وكان قد  غادر ، ربما شعر باليأس فمنذ ان اتصلت به واخبرته ان كلارا اتت الي بدون ليون وهي منهارة من البكاء ظل جالسا هنا يحاول ان يتحدث اليها ليفهم ما حدث  لكن كلارا لم ترضي حتي بدخوله الي الغرفة مهددة انها سترمي نفسها من الشرفة ان دخل بالقوة ،ر بما هو ذهب ليحصل علي اجابات لاسئلته من مصدر اخر ويحل الامور قبل الغد "

"والم تعرفو بعد ماذا حدث والشيء الي اوصلها لهذه النقطة بعد "

هز رأسه نفيا

"لا هي لم تقل ما حدث بالضبط ،كل ما نعرفه مجرد  استنتاج من حديثها معي خلل اليومين الماضيين  اظن ان فيرا اتت و واجهتها بمعرفتها خيانة كين وانها العشيقة ،وكلارا ربطت الامر بماضيها حين خانتها صديقتها المقربة ، ونتيجة لذلك اعتقد انها تعيش في حرب طاحنة مع ضميرها الذي يرغمها علي ترك كل شيء  يعني لها والرحيل ، عقلها يبرر لها ان هذا هو الحل الاسلم والتعويض العادل الذي قد تقدمه لفيرا مقابل قتل بيتر وحرمانها منه"

لعن ريكاردو في سره قبل ان يقول حانقا

"حين تفيق من الجنون الذي  تخوض فيه الان ساذكرها لما كنت ارفض ان تلتحق النساء بمنظمتي في المقام الاول  "

قاطعته كاتالينا معارضة

"الامر لايتعلق بالنساء ريكاردو الامر يتعلق بنشأتهن ، حتي التي ربت كعاهرة مثلي ياتي عليها وقت وتتعذب علي الاخطاء التي اقترفتها بحق الاخرين ،وهذا لا يشمل كلارا ، هي تربت علي عقائد مثالية مهما فعلت  لن تستطيع تجاهلها وان ادعت العمي سيأتي يوما ما وترا انها اخطئت وفعلت اشياء تتنافي تماما مع مبادئها ،والاسوء  انها لن تستطيع اسكات ضميرها كما اعتدنا ان نفعل نحن من تربي في بيئات قذرة منذ البداية  "

ترجل كين عن السيارة وسار بخطي واسعة اتجاه القصر  ومنه صعودا الي الطابق الاول حيث قبعت غرفة فيرا فتح الباب بقوة قبل ان  يجد الفراغ يحدق به خرج تاركا الباب مفتوحا واخذ يصرخ بصوت مرتفع

"فيرا   ... اين انت "

لم يجب عليه اي احد عدا صوت الخادمة التي خاطبته بصوت يرتجف رعبا وهي تري السواد الذي يخطط عينيه

"س  سنيور ،لا احد بالقصر "

التفت نحوها بتعابير مكفهرة جعلتها تسرع في التكملة

"لقد غادرة السنيورة مع ليون منذ يومين والسنيور غوميز لحق بهم  صبيحة هذا اليوم الي المزرعة"

ما ان سمع ما قالته حتي عاد لسيارته وقادها  بسرعة اتجاه المزرعة التي ما ان وصل اليها حتي وجد غوميز في استقباله معاتبا

"اهكذا تعاملني يا رجل حتي لم تتكلف عنا الاتصال بي "

عانقه بحرارة بادلها كين ببرود دفع غزميز لان يضيف

"لاتقل لي انك لاتزال غاضبا من اخر شجار بيننا "

حاول كين صنع ابتسامة ميتة لكنه فشل لذا استبدلها برد مختصر

"لا "

ربت عوميز علي كتفه  وهو يدفعه اتجاه الباب قبل ان يخرج من جيبه علبة مخملية صغيرها دسها في جيب كين قائلا

" وانا قلت في نفسي ذلك ،فيرا ستستعد كثيرا ان اعطيتها له ، هي طيبة وستنسي امر خيانتك لها سريعا ، فقط خذها وسافرا الي اي دولة لاسبوع وميغيل سيتولي الاعمال هنا "

اخرج كين العلبة المخملية التي حوت علي خاتم بلا شك قبل ان يسحب يد غوميز ويضعها عليها

"اعتقد انها ستكون هدية لطيفة من اب لابنته ، قدمه لها انت "

سرع خطاه متخطيا غوميز الذي اظلمت تعابير بغضب لم يهتم له كين اكثر من العثور علي ليون الذي وجده يلعب بالقرب من فيرا في الحديقة وقد جلست بجوارها صوفيا مع ناز

"بابا "

ترك  الكرة التي كان يحملها قبل ان يركض نحوه باستهلال حمل كين لاتقاطه ومعانقته

"لما تأخرت كل هذا لقد انتظرتك كثيرا "

قبل خده قبل يسمع صوت صوفيا وهو يخاطبه

"ظننت انني لن ارك اين اختفيت في الايام السابقة لم نلمح لك اثرا"

اجابها بفتور وهو ينزل ليون

"انا متواجد صوفيا ، هيا ليون اذهب لعمتك ريثما اتحدث مع فيرا اتفقنا "

لم يوافقه حتي اضاف هامسا له في اذنه

"وساعيدك الي ماما "

اتسعت ابتسامته بعرض فمه قبل ان يصح

"حسنا "

ركض باتجاه صوفيا التي حملته وانتظرت فيرا في مكانها حتي وجه لها كين دعوة رسمية

"فيرا تعالي معي ،اريد ان احدثك علي انفراد "

لم تنهض الا بعد ان اخذت اشارت من ناز وهي تحثها علي النهوض وسارت باتجاه كين الذي حافظ علي مسافة مترين بينهما وهو يصعد بها الي طابق الغرف وما ان اغلق باب احداها حتي سألته فيرا ساخرة

"هل هجرتك بهذه السرعة لم ...."

لم يسعفها الوقت لتكمل حديثها فيد كين التي خنقتها بالفعل اجبرتها علي ان تصمت وتسمع سؤاله

"مالذي قلتيه لها ؟"

صفعت يده لتبعد قبضته عنه مكفهرة

"مالذي فعلته لك تلك العاهرة حتي بت تعاملني هكذا كين ، أحقا لم اعد اعني لك شيئا لهذه الدرجة ،  متي تمكنت من تغيرك وتحوليك الي هذا الرجل اللئيم اللقيط الذي لايهمه سوي الظفر بمؤخرتها اللعينة بغض النظر عن كرامته، ومبادئه التي  سيسحقها في سبيل ذلك "

صرخ بها مقاطعا

"كف عن المراوغة اللعنة ،مالذي قلته لها ، ومالذي  اخذك لرؤيتها من الاساس ، لقد انتهي كل شيء بيننا بالفعل وزواحنا وقد فسخ ، ان رأيتك تتجولين بالقرب منها فسانسي العشرة التي كانت  بيننا واتصرف معك بطريقة لن تعجبك صدقيني  لن اسمح لمخلوق بمضايقتها هل تفهمين ،ولا تستمعي الي خطط ناز السخيفة فلا شيء قادر علي اقناع قلبي بترك حياتي الحقيقة معها والعيش معك في كذبة صيغت علي شكل مسرحية هدفها الاول هو جعلي اكفر عن ذنب لم ارتكبه انا من الاساس "

ضحكت بشدة لم تحمل للمرح اي راوبط قبل ان تقول له

"احقا الان بعد اربع سنوات بت تسمي زواجنا مسرحية وبهذه البساطة نزعت عني حقوقي بك وجرتني منها ، هل تري دفاعي عن زواجي جريمة اعاقب عليها هل تري استردادي لابني من منزل عشيقتك شيء اكثر فجورا من كلامك معي الان كين انا لا اصدق ما اسمعه منك ،لا استطيع استيعاب كيف لتلك العاهرة ان تغيرك هكذا وتحولك الي مسخ خالي من المباديء والمنطقية  ، تلك اللقيطة لم يكفها تدمر حياتي بالماضي ولم تيأس لتعيد الكرة مرتين  "

عض علي يده ليقلل من حدت صوته التي اخذت ترتفع الي مستوي الصياح

"انتبهي لما يقوله فمك عنها  ، واتمني لا تمارسي عليها هوايتك المفضلة ،و ترمي مأسيك  علي الاشخاص الخطأ ، فهي لم تفعل لك شيئا لا  بماضيك او حاضرك ، كوني شجاعة وواجهي من يفعل لك تلك الاشياء من الاساس اسأليني عن اسبابي التي لا تريدين سماعها وتستنكرين وجودها  بدلا عن توجيه اتهامات باطلة  لاشخاص لا علاقة لهم ، هي لم تسرق منك شيئا انا وليون بالاساس كنا ننتمي لها"

"هل يمكنك اكتساب بعد الحياء وانت تبرأها امامي هكذا كين ، علي الاقل احترم ان التي تقف امامك فقدت ابنها  الاول بسببها ولا تقل لي ببجاحه ان ليون الذي ربيته لثلاث سنوات ينتمني لها وانه رغم حبي له وتعلقي به ستنزعه مني و تعطيه لها لتقتل امومتي مرتين  ، علي الاقل كن مهذبا معي ولا تخبرني مباشرة  انك كنت تشفق علي فقط ،وانك اضطرت للزواج بي لترضي ابي ولم تحبني يوما ،وانا التي من اجل حبك  و من اجل ان لا تتأذي ان فتحت فمي وطالبت بالعادلة لابني بيتر  ،ادعيت العمي وتقاضيت عن رؤيتك وانت تخون دم ابنك وتعاشر التي قتلته بدم بارد ،احقا لم تشعر بالقرف وانت تفعل ذلك ، الم يفق ضميرك ولا للحظة وانت معها كين .... "

صمتت لتمسح عبرة خانتها ونزلت عن جفونها عكس تعابير كين التي حافظت علي هدوئها المستفز

"انا لا اعرف اسبابك ولا اريد ان اعرفها لاني اعلم انها لن تسبب لي سوي الالم ، انا عاجزة كفاية حتي لا استطيع هزيمتة قلبي الذي يصر علي حمايتك رغم كل شيء ،اعذرني علي عدم تمكني من رؤيت عائلتي وهي تهدم مرتان من قبلها دون ان احرك ساكنا  ، انا من حقي ان ادافع عن احلامي في الحصول علي عائلة معك ،ليس جرما ان  طلبت منها فقط الرحيل وترك عائلتي وشأنها ، انا لم ارتكب خطأ لتحاسبني عليه بهذه البشاعة كين ،لم استحق هذا اللؤم منك  "

تقدمت لتمسك يده التي كانت احدي امنياتها صفعها لتقول له بصوت متشبع من تسولها الذي عبرت عنه نظراتها الضيقة اتجاهه

"ارجوك اتركها ترحل فحسب ، انا ورغم كل ما قلته لست غاضبة منك ولا أستطيع ان اغضب ،قلبي لا يكترث ان كانت اسبابك  التي جعلتك لا تكترث لموت بيتر علي يدها منطقية او لا حتي يتخذها كعذر ويغفر لك  ،انا احبك ولا اريد خسارتك ،لا احب رؤيتك تخسر كل شيء من اجلها ،انا وعائلتك منصبك ، والثروة التي بنيتها بيديك هاتين ، ماذا تظن انه سيحدث ان علم ابي او ميغيل عن هذا ها ، سيقتلانك صدقني ، ارجوك دعنا ننهي هذا الجنون هنا ، لن اطالب بان تثأر لي وتقتص لي ابني الذي قتلته وانا لم اره في حياتي حتي ...افيق ولا تغرق اكثر في لذة الخطيئة التي ستقودك الي حتفك في النهاية "

انتظرها حتي اكملت قبل يصفع يدها ليقول لها بصوت حاد

"هل تظنين انني اكترث للمال او لمنصبي في هذه العائلة ،هل تظنين اني سأقبل مساومتك من اجل تلك الاشياء التي قلتها حتي وان كان من ضمنها حياتي  ، فيرا ...... لقد افنيت عمري كله وانا لا افعل شيء سوي الاكتراث للاشياء التي تقولينها ومالذي حصلت عليه في النهاية ،مسؤليات وعقودات تربطني بهذا الجحيم الذي  لم ارد ان اعيش فيه من الاساس الي الابد ، لم تكف المطالب بجعلي اضحي بنفسي وتحويلي الي وقود يزود محرك سعادة هذه العائلة ، لطالما فعلت الاشياء التي تريدونها ولم يكترث لي احد ويسالني كين انت ماذا تريد ، لقد ضقت زرعا بهذه الانانية التي لديكم ،هذه المرة سأعيش لنفسي ومع من احب  ، مع عائلة لن تضع لي شروطا حتي تعطني الاهتمام ،لن تحملني فوق طاقتي ،حتي تحافظ علي مكانتي بينهم "

"وماذا عني انا ، ها هل انت وحدك من ضحي كين  ، هل انت وحدك من خسر حياته ، انا ضاع علي كل من طفولتي ،مراهقتي وشبابي ،بين اربع حيطان لم اذهب للمدرسة ولم يكن لدي اصدقاء ،لم يكن يأتي احد ليراني سوي تلك الخادمة التي ترتب المكان ،عشت كل حياتي وانا لا افعل شيئا سوي قراءة كتب سخيفة والنظر الي هاتفي وانا انتظر مكالمتك الاسبوعية قبل ان تسألني :فيرا كيف حالك ،وبعهدها تمرر الهاتف الي بيتر حتي بدون ان تستمع الي اجابتي ، انا لم اتذمر يوما ولم احتج يوما علي السجن الذي وضعتني فيه لثنان وعشرون عاما بسبب شيء  انا ايضا لم يكن لي ذنب في حدوثه ، لقد جلست هناك لثان وعشرون سنة لعينة بابتسامة ورضي رغم اني معزولة عن العالم ،كبرت وانا لا افقه شيئا عنه عداكما انت وبيتر ،كنتما عالمي الصغير الذي احتفظت به عميقا في قلبي  ،مثلتما عائلتي وحلمي الذي لم اتجرأ يوما علي طلبه واكتفيت بمراقبته من بعيد ،حتي اتت كلارا وحطمته لي بقتلها ابني ،هدمت عائلتي التي كنت علي استعداد لان اقتل حتي اري ثلاثتنا مجتمعين معا للمرة الاولي والاخيرة  وان كان بيتر جثة هامدة ستدفن بعد دقائق معدودة صعدت الطائرة واتيت لاقابلك ولم اتوقع  انك ستطلب مني  البقاء وبعدها الزواج ومن ثم اعطائي طفلا بديلا اعطيتني اربيه ، لقد اعطتيني معني لحياتي حتي اعيش عاىلتة اتمسك بها في مواجهة هذه الحياة والان وبكل بساطة انت ترغب في نزع هذا السبب عني ، لست الوحيد الذي ضحي كين ، لست الوحيد الذي عاني "

كشر عن انيابه ليريها ان كم اللطافة الضىيل الذي كان يحدثها به قد اختفي

"كم تجدين لعب دور الضحية ، كم انت بارعة في ابتزاز الناس بكوارث حياتك المفتعلة ، حين كنت اصغر سنا لطالما وقعت في هذا الفخ ،لكن ليس بعد الان   وعليك ان تفيقي من الوهم الذي تنسجينه حولك وتجبرين الناس علي تصديقه ، انا لم اغتصبك يومها ومع ذلك تحملت وزر عدم حمايتك علي عاتقي حتي اللحظة التي اقف فيها هنا ، حين هربت بك من المنزل ،كان قصدي حمايتك ايضا من حقد ابي الذي لم يكن سيهدء الا بعد رؤيتك ميته ، و لم اكن اعلم ان هدفي ذاك سيفقدك قدرتك علي الانجاب وانا دفعت الثمن معك  في هذا ، لم ادعك تخسرين وحدك وعقمت نفسي بيدي واتخذت طفلك ابن لي ربيته حتي كبر ، انت من لم يرد رؤيته وانا لم امنعك ، انت من اختار الابتعاد والسكن في باريس وليس انا من اجبرك، انت من  لم تريدي الخروج من منزلك واكتفيتي بالبقاء هناك داخلك شرنقة الخوف خاصتك ، لم تحبي العودة الي ميكسيكو ،ولم ترضي للاطباء النفسيين بمقابلتك ومساعدتك كل تلك الاشياء كانت قراراتك وحدك ومع ذلك تقنعين نفسك بانك ضحية لي واني ذاك المسخ الذي دمر حياتك وعليه تعويضك بادعاء حبه لك ، وانا واثق انك من زين تلك الافكار داخل عقل غوميز وانت تدركين ان احترمه كفاية حتي لا ارفض له طلب  لقد ابتززته بالسجن الذي صنعته انت لنفسك حتي يجبرني انا بدوري علي ان اسجن نفسي معك  وانا لم اعد قادر علي احتمال هذا الجنون اكثر ، ساتخلي عن اي شيء يمنعني من الظفر بحياة طبيعة مع المرأة التي احبها حقا ،وحتي وان كان ذاك الشيء عائلتي كما تقولين ، لا اريد رؤيتك وانت تتحاومين قرب كلارا بعد الان ، ولا يهمني ان اخبرت احد بما تعرفينه ام لا لكن كوني واثقة اني ،سادافع عنها حتي امر نفس من حياتي "

لم يكترث لايجابتها بعد نطق بخر الكلمات التي اراداها ان تسمعها  واستدار ليغادر الغرفة  ولم   يكد ليفتح الباب  ليخرج حتي قابل عينا ميغيل المحمرتان بغضب بات  سببه واضحا لكين ما ان راه يسحب مسدسه من حزامه  قبل ان يوجه فوهته  مباشرة نحو جبينه واصبعه يقاوم بضاروة رغبته في الضغط  علي ذاك الزناد حتي قبل سؤاله ببلاهة عن شيء كان قد حسم امره فيه سلفا

"اخبرني ان ما سمعته مجرد سوء فهم ،وانك لست حقير كفاية لتخون دم ابنك ،اهبرني ان تلك العاهرة ليست كلارا التي قتلته وانك بكل بجاحة تنخذها عشيقة لك ومن اجلها ستهجر فيرا، قل اني فهمت الامور بطريقة خاطئة كين واني اظلمك بافتراءتي التي لا صحة لها"

قيمه كين مليا بنظراته الحادة وتعابيره الباهته ، وتلك الاشباح المميتة التي سكنت روحه وقد سهل رؤيتها في انعكاس عينه ،جاعلا بهذا التقيم حجة لتكون هناك لحظة صمت كريه لم تكسره حتي شهقات بكاء فيرا التي انهارت علي الارض واخذت تراقب المشهد بعجز وقد ماتت كل امالها بان تنقذ كين ما ان رأته وهو  يمحي المسافة التي كانت  تفصل بين جبينه وفوهة المسدس بنظرات مملؤة بالتحدي الذي دفعه لان يقول  بصوت هاديء ثابت لم يهزه شيء

"لقد اكتسب عادة جديدة في التنصت علي الاخرين...... لقد كانت هذه مهمة جوشوا اليس كذلك ميغيل"

قطع حديثه ليعطي ابتسامته الساخرة موضع اهتمام في حديث واكمل

" اضغط الزناد اللعين فلن انكر شيئا من ما انا قلته وانت سمعته  ، استطيع ان اؤكد لك انني عنيت نطق كل حرف علي حدي من البداية وحتي النهاية  "

استطاع سماع صوت انهيار جسر الثقة بينهما والذي هزه ثبات ميغيل  بشكل دفع كين لان يمسك بيده التي تهدده بالمسدس ليضغطها عليها حتي اختفي اهتزاها وهو يضيف

"لم اعلمك ان تشهر مسدسك بيدان مرجفتان ميغيل الا  تذكر ، تشبث به كما تتشبث بحياتك ، اترك عيناك تخبر خصمك كم انت تكرهه ، دعه يعلم ان حياته سنتنهي علي يداك ، لا تتردد ولا تجعل قلبك يهتز قبل ان يضغط اصبعك علي الزناد اللعين ، وتفرغ اخر قطرة دم من اللقيط الذي تجرأ وتحداك ، هيا ميغيل لا تدعني اشعر بالعار علي ما علمتك اياه ، لم اعهد جبانا ومترددا بهذا الشكل المهين  "

"الست حتي نادم ؟!"

لم يجاهد ميغيل في كشف الحرب الطاحنة التي يقودها عقله وهو يحاول انكار ما يعترف به كين بلا اي تردد، لم يجتهد في اظهار خوفه من اطلاق النار عليه وانه بحاجة الي قشة تمنعه من الاقدام علي خيار سيفسد له حياته للابد ، ليس هو ويسمع صوت خطوات صوفيا وهي تقترب منها ليس وهو يشعر بصدمتها التي دفعتها بالصراخ به 

"ميغيل ماذا يحدث لما ترفع مسدسك في وجه اخي ،كين ماذا هنا "

تبعثرت اسئلتها مع العاصفة التي كانت تدور بين الاثنين سرا ذاك التوسل الصريح الذي ظل يتضرع لكين بان يتراجع ولا يجبره علي تدميره حياته بيده ، بان لا يحبره علي إطلاق تلك الرصاصة التي لن تصيب رأسه فقط ،التي لن تقتله هو فقط ، بل ستمحي معه زواجه عائلته ومنظمته التي ستنهار بلا شك ان رحل هو ، لم يكن بحاجة لان يقول شيئا فدموعه التي شوشت نظراته نحوه حكت كل شيء ، ارتجاف اصابعه وشوق اذناه لسماع كين وهو يقول مايرد قلبه ،ماضيه، وحاضره سماعه ، تراجع كين اتوسل اليك تراجع ، انا لست مستعد للخسارة بعد ،انا لايمكنني الاختيار بهذه البساطة ،ظل متاملا ان يستجيب له لكن ما قاله قتل به اي ذرة امل ولدت بداخلع

"مالذي تنتظره ميغيل.. فيما تفكر ، هيا اثأر لدم بيتر واقتص مني علي خيانته ، هيا اقتلني وعاقبني علي عشق من قتلته،هيا افعلها فانا لن أُسمعك ما تريد سماعه ، لن اتراجع ميغيل،لن اعفيك من الاختيار هل تسمعني ، اما دم بيتر او حياتك السعيدة التي حظيت بها مأخرا "

شد ذراعه التي تراخت ليضغط بالمسدس اكثر علي جبينه وهذه المرة تدخلت لاصبعه لتجبر التي تخص ميغيل علي سحب الزناد

"لا تضيع الفرصة ، فهذه ستكون الاولي الاخيرة التي ستتاح لك ميغيل ، فان خرجت من ذاك الباب حيا لن اسمح لمخلوق بالاقتراب من كلارا سأمحي كل من يحاول اذيتها حتي وان كنت انت او اي فرد آخر لعين من هذه العائلة "

جز علي اسنانه بقوة وكأنه يحاول منع انشطار روحه الي نصفين ، ذاك الجزء الذي ينزف الما علي ابنه الذي رباه ، والاخر الذي يتوسله ان لايخسر من يحب ان لايدمر ما بناه معها وعلي ما سيجنيه معها ، انها رصاصة واحدة وهنا خيارين اثنان وآلمين ابديان ، لن يستطيع التعايش مع خذلانه لبيتر وكذلك لن يستطيع الصمود تحت كراهية المرأة التي يحب لن تسامحه ان قتله لن تغفر له وان كان في بقائها معه حياتها ،لم يكن بحاجة الي دليل اكثر من توسلها الذي انتقل للبكاء وهي تحاول جعله يبعد المسدس عن وجه اخيها

"ميغيل انت تخيفني ، انزل ذاك المسدس أرجوك ،ميغيل انزله بسرعة ، فيرا مابك صامته هكذا قولي شيئا ، لما يحدث كل هذا ،مالذي جري لكما ها "

ليس امامه وقت لان يفكر عليه ان يختار عليه ان يختار الان احد الخيارين حتي وان كانت النتيجة واحد بالنسبة وهي الخسارة التي ستقتله في يوم ما ، لا  احد ينوي مساعدته ، الكل يضغط عليه ، فيرا التي اكتفت بالمشاهدة وكين الذي ظل يتشبث برأيه ،اما صوفيا التي تحاول بكل ما اوتيت من قوة بجعله ينسحب هو لا يريد ان ينسحب وايضا لا يريد ان يتقدم ، لما ليس من حقه ان لا يختار ، لما عليه ان يختار .

ازدات حدت الانقسامات داخله روحه وارتفع توتره الي حد لم يستطع احتماله ،حجظت عيناه وتشنجت عضلاته ، تيبست اصابعه ، وانهارت دموعه التي لم  تشفع له ولم تثني كين من ارغامه علي الاختيار وهو يضغط علي اصبعه الذي يلامس الزناد
حتي  افلته  فجأة  مع تراجعه لخطوة الي الوراء بعث فيه املا بان اللعين اشفق عليه جاعلا قلبه يهديء روحه الهلعة ويطمئنها بكلمات سقطت عليها كماء براد

"لقد تراجع ، لقد تراجع اللعين ، هو لن يرغمك علي الاختيار ، انت لم تعد مضطرا للخسارة امام عناده "

ظل مؤمنا بما قاله حتي سمع صوت ليون الذي صاح بامتعاض تركه يفهم ان ما فعله كين ابعد ما يكون من الشيء الذي ظنه ،وانه مجرد حل مؤقت ،يستطيع استغلاله حتي يؤجل اختياره لوقت لاحق

"عمتي لما تأخرت "

دس ميغيل مسدسه بسرعه وهو يحاول مسح دموعه وهو يري كين يتخطاه  ما ان اضاف ليون

"بابا لقد ظننت انك رحلت وتركتني "

رفع يداه ليسمح لكين بحمله وهو يرد عليه

"لن اذهب الي اي مكان بدونك ، صوفيا خذيه من هنا ..."

قاطعته بهلع

"لا ، لن اخذه واذهب الي اي مكان مالم يشرح لي احد مالذي يحدث هنا ، لما كنتما تتقاتلان "

لم يكن ذكر السبب امام ليون خيارا ورادا لذا بادر ميغيل في القول وهو يمسك يدها

"دعينا ندخل للغرفة "

طاوعته رغم ان قلبها  الذي ظل مشغولا علي كين الذي اخذ ليون ،ونزل به علي السلم متجاهلا نظرات غزميز الذي قابله في منتصفه ويبدو واضحا من تعابيره ان سمع وعرف كل شيء ايضا  ، خرج به الي الحديقة ومنه الي سيارته التي وضعها فيه قبل ان يصعد  و هو يخرج هاتفه ليتصل ببن الذي ساله ما ان اجاب

"اين ذهبت"

"كن يقظا وابقي مع كلارا حتي اتي الي هناك لا تفارقها مهما حصل  "

سأله بن بسرعة

"مالذي حدث "

"افعل ما اقوله لك فحسب ، هل ريكاردو وصل "

"اجل هو يجلس معي الان "

"جيد انا في طريقي الي هناك "

"ظلت صوفيا ترجتف كالهلام امام نظرات ميغيل المليئة بحقد باتت تعلم ان جله موجه نحو اخاها ، تمسح حبات العرق التي ظلت تتساقط مع دموعها وهي تحاول استيعاب ما سمعته

"اذا فانت تقول ان فيونا هي ذاتها كلارا التي قتلت بيتر ، وكين يخون فيرا معها "

"هل تحاولين اقناعي انك لم تكوني تعرفين "

النظر المشككة التي لمحها بها جعلتها تجيبه بسرعة

"لا اللعنة ،كيف سأعرف ، انا حقا مصدومة مثلك ،انا لا اعرف ماذا اقول ،اعني انا كنت اعلم بالخيانة حتي فيرا كانت تعرف لكن ان تكون فيونا هي ذاتها كلارا ، اللعنة هل فقد اخي عقله ،لابد من وجود سوء فهم "

قفزت فزعة ما ان ارتطمت المزهرية بالحائط خلفها قبل ان يعلو صراخ ميغيل بها

"ليس هناك اي سوء فهم ، اخاك اختار تلك العاهرة سلفا علي حساب عائلته ،هو لم يخن فيرا فقط بل خان كل افراد عائلتنا ،لقد باع ولائه لها ،الم تسمعيه لقد نطق هذا بلسانه الم يصرح انه سيحمها منا ما معني هذا في رأيك ما معناه ..."

"لا اعرف ..."

اوقف اعتراضها له شهيق بكائها الذي عاد ليتصدر الواجهة من جديد

"لا اعرف ميغيل ،فاخي ليس هكذا ، لا تجبرني علي تصديق ما تقوله ، لابد من وجود شيء يجبره "

"لا يوجود شيء يجبره صوفيا ، هذا خياره وانا ستأكد من اي يدفع ثمنه علي اكمل وجه "

توجه نحو الباب  ليغادر الغرفة مندفعا ولم يقفه حتي ركض صوفيا خلفه  وهي تصيح

"ماذا تريد ان تفعل ميغيل ، قف انا اتحدثك اليك ، ميغيل ..."

"سأقتله"

نزلت كلماته عليها كالصاعقة التي شلت حركتها وهي تراه يصعد سيارته قبل ان يقودها مندفعا مغادرا المزرعة غير مكترث الي تلك التي سقطت علي الارض وهي تراقب سيارته التي  ابتعدت بسرعة البرق

"انهضي صوفيا "

انطلق صوت غوميز الهاديء وهو يقف قربها يطالع اثر سيارة ميغيل التي اختفت بنظرات غامضة ،لم تكترث لها صوفيا كثيرا وسارعت بالاستنجاد به

"ارجوك اوقفه ، هو يريد قتل كين "

الصمت الذي ساد بينهما لبرهة  لم يرعبها اكثر من رده الذي اتي متأخرا

"لقد اختار كين ،انا لا استطيع منع ميغيل من الاختيار ايضا ، كل منها اتخذ قراره بالفعل وهما كبيران كفاية ليعلما عواقب تلك القرارات ،انا لن اتدخل "

نزلت سيلين علي  الدرج بخطوات بطيئة وعينان تطالعان المكان بمغت ، ترجمتها تعابير الكئابة التي شلت ابتسامتها واستبدلتها بالعبوس

"سيلين ان كنت لا تستطيعين السيطرة علي قدماك فأخبرني حتي اربطهما لك بالسرير "

عبر صوت جوشوا الغاضب ما ان لمحها وهو يخرج من المطبخ  يحمل صينية اكل يبدو انه اعده لها

"سأجن ان جلست في الغرفة اكثر من هذا وحدي ، اريد ان اتمشي قليلا ، ثم ان كين لم يأتي اليوم ايضا،اذا لما تريد حبسي "

وضع صينية الطعام جانبا قبل ان يتفرغ للرد وهو يسير نحوها

"اخر ما اريده هو تعبثي بالاشياء هنا ، ربما تفسدين دليلا بدون علمك "

تنهدت بامتعاض

"اذا راقبني لن اترك الغرفة الا برفقتك ، ارجوك دعني اخرج علي الاقل الي الحديقة "

امتلأت نظراتها حزنا دفعه للانصياع لها دون مقاومة تذكر

"حسنا عشر دقائق فقط وسنعود "

تقدم ليمسك يدها ويسحبها برفقته الي الحديقة التي بدت غاتمة بعض الشيء وقد بدأ الليل يسدل ستائره ظلت تسير برفقته في صمت بالمساحة الضيقة التي لم تستغرق بالفعل اكثر من عشرة دقائق كما قال قبل ان تنتهي ،وكان عليها اختراع الهاء يبقيهما هناك ان لم ترد اعادتها وسجنها في تلك الغرفة لليوم التالي

"جوشوا ، لما  اشتريتم بيت قديم كهذا اعني قد يبدو منمقا من الداخل لكن هو لايرقي لمستوي العقارات التي تملكونها "

توقف عنده ليجبها رغم اداركه ان سؤالها اللعين ليس سوي فخ تريد ربطه به للوقوف بجانبها خارجا لوقت اطول

"لانه أول عقار امتلكناه سيلين انه بيت العائلة الاول منذ المؤسس بيبيتشي  حين ارتحل الي هنا من إسبانيا ، نحن لم نكن فاحشي الثراء كحالنا اليوم  منذ الأزل  وكان هذا هو العقار الوحيد الذي امتلكته عائلتنا وظل تتوارثه الاجيال حتي وصل الي  عهد والد كين ، وكانوا يكتفون بترميمه ، وحين تولي كين الزعامة جعلنا نتركه ونرحل لذاك القصر الذي تعرفينه ،فبعد موت نصف عائلتنا هنا حرقا لم يحبذ ان نواصل العيش فيه"

اعطت سيلين نظرة خاطفة نحو المبني الشامخ  قبل ان تقول له مستنكرة

"لايبدو لي اي اثار حريق فيه "

"هذا لان غوميز امر بترميمه بعد الحادثة ورغم انه مهجور لسنوات الي انه ظل يهتم بتفاصيله حتي صمد بناءه الي اليوم ، فرغم كل شيء هو يعد منزل طفولته وطفولتنا ايضا ،ولا نحب ان تنهار ذكرياتنا معه حتي ان كان بعضها معتم وكريه "

ظهر تأثر جوشوا جليا وهو يطالع المنزل بنظرات يملأها الحنين الي ذكريات هي لا تعرف عنها شيئا لكنها بالطبع ساهمت في بناء هذا الرجل الذي تحبه

"دعينا ندخل سيلين "

طاوعته دون جدال وسارت برفقته عبر الردة وصعودا الي الدرج قبل ان يتوقف فجأة امام اول باب صادفه وقام بفتحه قائلا

"ان كنت تشعرين بالملل اختاري كتبا من هنا تقرأينها بالوقت الذي ينفقه كين هنا وبعد ان يخرج سأسمح لك بالتجول في الحديقة "

اعطاها جوابا لما يقبع خلف ذلك الباب قبل ان تراه عينيها ، وهو يزيح بجسده العريض مفسحا لها مجالا لتدخل اكثر عمقا اتجاه المكتبة الكبيرة التي حوت علي اصناف متنوعة من الكتب جعلت سيلين تسأله متعجبة وهي تتفقد الارفف بامعان وقد تباينت  محتوياتها بين الادب والفلسفة والعلوم

"لمن تعود هذه الكتب  "

اتكا علي اطار الباب وتركها تجول براحتها تحت مراقبة عينيه

"الي بيتر "

شهقت ساخرة

"ذاك الخردة لم يظهر لي يوما اهتمامه بالكتب "

قاطعها مصححا

"بيتر شقيق كين اقصد وليس ابنه لقد مات قبل ان تولدي انت حتي "

"ها فهمت ، لابد انه كان مثقف للغاية هل قرا كل هذه الكتب "

حرك كتفاه ليوصل لها عدم علمه

"لا اعرف ولا اظن ان هناك لعين يعرف ان كان قد قرأها ام لا ولا اظن ايضا ان كانت تصرفاته وسلوكياته معنا  قد افصحت عن انه مثقف او لا، هذه المكتبة في حياته كانت محرمة علي الجميع دخولها حتي والده لم يجرؤ علي اقتحامها لا هي ولا غرفته ، هو اعتاد علي اغلاق نفسه بداخلها لساعات ولم يكن يجرؤ احد علي مقاطعته ، ذاك المختل عقليا ، انا حتي لا استطيع تصور افعاله ان عاش واصبح زعيم مافيا كيف كانت لتكون ، حتي كين بقسوته الحالية لا يضايه ابدا وستتحول افعاله التي تعتقدينها قاسية اليوم  الي قمة اللطافة مقابل ما كان يفعله هو بالاخرين وهو لم يترأس المنظمة بعد ،لقد كان مزيجا من كل شيء كريه لا تريدين رؤيته في الاخرين ، ربما قتله هو الشيء الوحيد الذي اشكر غوميز من اجله "

بدي سماعها نبذة عن ماضيه في هذا المنزل مشوقة الي حد جعلها اكثر شراهة لسماع المزيد وهي تحتضن رزمة الكتب التي انتقتها

"اذا فقد عشتم جميعا بذات المنزل ، لابد ان حياتكم كانت ممتعة "

الابتسامة السوداء التي رسمها علي شفتيه وهو يجيبها جعلتها تدرك انه مر بالعكس تماما 

"ربما "

فقدت اهتمامها بانتقاء المزيد من الكتب واكتفت بالاربعة التي حملتها وسارت اتجاهه قائلة

"اذا عرفني بالمزيد من ذكرياتك هنا انا لا اعرف عن ماضيك شيئا يذكر "

سحبها برفقته بعد اغلاقه للباب ليشير لها اتجاه الغرفة التي تلاصق المكتبة وهما يمران في باتجاه رواق الغرف

"هذا غرفة بيتر مركز التعذيب والتنمر الذي تلاقاه اربعتنا  كين ميغيل سواريز وانا منذ ولادتنا وحتي قتل اللعين علي يد غوميز ،تلك الغرفة علي اليمين خصصت لكين كنا نهرب اليه حين يشتد ضجرنا  من اللعب في الحديقة وغالبا ما نتعرض للطرد من قبله فاللعين كان انطوائيا الي حد مغيت "

انعطف معها في نهاية الرواق حيث قبعت الغرف التي تمكث باحداها

"التي تقابلنا خصت والد كين واللتي تلاصقها فكانت لميغيل وسواريز "

سألته متعجبة وهي تري ان عدد الغرف قد انتهي

"وهل هذه غرفتك التي امكث بها "

اوميء لها ايجابا  لتردف

"البقية اين يسكنون اعني والدك والاخرين "

"ابي سكن بالملحق وعاش فيه منفصلا مع امي و فيرا "

"لقد كان بامكانك ان تعيش معهما "

"لم يكن مسموحا لي بذلك ، رغم ان الملحق  الذي اتحدث عنه لم يفصل من المنزل الا بذاك الجدار الهزيل  لكن لم يكن بمكاني الذهاب اليه الا في العطل فقط ،وهذا المصير لم اتلقاه وحدي فميغيل وسواريز ايضا عاشا مفصولين عن والديهما  اللذين انفقا معظم وقتهما بلاس فيغاس يديران اعمال العائلة من هناك ، لقد تركونا تحت رحمة والد كين وريكاردو حتي نصبح رجالا علي حد قولهم "

ظهرت احدي علامات الحزن بوضوح علي تعابيره وهو يدلي بذكريات لها ، يبدو ان هذا الجزء بالتحديد لمس جرح قديم لم يلتئم في روحه حتي الان ،هل لان غوميز لم يتركه يعيش معه  هو شعر بالهجران ، وفقد الحنان الذي يطلع اليه اي طفل في عمره  ، ان كانت محله  لاحست بذات الشيء وربما هذا السبب الذي يكمن خلف مناداته لغوميز باسمه دائما بدلا عن ابي، وتلك الغيرة الطفيفة التي لطالما رصدتها في نظراته وهو ينظر الي فيرا

"هيا ادخلي وانا سأسخن لك الطعام مجددا اظنه قد برد "

دخلت عبر الباب الذي فتحه لها سلفا ليغلقه وهي تعطيه ظهره  جلست علي الفراش وهي تتصفح الكتب قبل ان ترسي علي واحد منها وهو يعود الي رواية روميوو وجولييت التي قراءتها حد السقم قبل اليوم لكن هي فقط تحبها بشكل خاص واعتادت علي استبدال شخصية البطل بجوشوا واستمتعت بفكرة ان يكون حبيبها سرا طوال فترة مراهقتها

اخذ جوشوا يتفقد رسائل هاتفه بامعان  وهو ينتظر صوت صافرة الميكرويف حتي  قاطعه اتصال كين ليرد عليه

"لم اعثر علي شيء  بعد ، والن تأتي غدا ايضا ...."

قاطعه قبل ان يكمل بصوت يعج بؤسا

"ان حدث لي شيء انت تعلم ما ستفعله جوشوا اليس كذلك ، لقد وعدتني "

صاح به جوشوا مستنكرا

"حسنا ما مناسبة ما تقوله الان كين ماذا حدث   ..."

نظر كين اتجاه ليون الذي غفي في المقعد الخلفي للسيارة  قبل ان يجبه

"لقد اصبح اللعب علي المكشوف الان ،لقد علم البقية من تكون فيونا "

مسح جوشوا علي رأسه قبل ان يتنهد باحباط تسلل الي صوته

"سحقا "

رغم توقعه حدوث هذا الامر منذ مدة لكنه لم يتوقع ان يشعر بكل هذا الكم من الخوف ، ويبدو ان الايام القادمة ستكون هدية من الجحيم

"حسنا اين انت الان "

"امامي شيء لافعله اولا قبل ان اتي اليك ، ليون معي الان ،اريدك ان تكثف حراسة بيت بن ساتركه مع كيارا وان اصرت علي الرحيل غدا عليك ان تؤمن لهما الطريق مهما حدث لا تدع ميغيل او غوميز يعرف عن تحركاتهما  شيئا "

"كين حتي وان كان ليون ابنها فلا احد منا سيؤذيه ، لا تظن سوءا بعائلتك الي هذا الحد "

"انا لن اترك مجالا للصدف جوشوا، خذ سيلين  واذهب الي الشقة ستجد غيت برفقة نور هناك ، حافظ علي امنهما حتي اعلمك بشيء جديد "

سأله متعجبا

"لحظة ولما احميهما لما غيت وابنتها "

"ساشرح لك لاحقا ، اما الان افعل ما طلبته منك فحسب "

رغم فضوله لكنه اكتفي بقبول اوامره

"حسنا كما تريد ،ودعنا نبقي علي اتصال "

لم يرد عليه واغلق الاتصال ،ليغرق جوشوا في احباطه الذي دفعه لترك الطعام ليحترق والذهاب للجلوس في الردة وهو شارد الذهن  حتي استرد تركيزه صوت سيلين التي اخذت تركض علي الدرج بصوت متقطع دفعه لسؤالها بسرعة

"سيلين ماذا هناك  لما تركضين هكذا "

وقفت امامه لتسترد انفاسها المتقطهة وهي تقول له

"لن تصدق علي ماذا عثرت "

سألها بقلق وهو يدفعها لتجلس علي الأريكة بدلا عنه

"ماذا هناك لما أنت خائفة هكذا "

هزت له  رأسها نفيا قبل ان تجيبه بالسبب وهو تمد له الكتب التي كانت تحتضنها

"لقد فكرت ان اقرا ريثما تحضر لي الطعام لكن حين فتحت احدي الكتب عثرت علي هذا "

فتحت له احد الكتب ليظهر في منتصفها فجوة صنعت بنحت الورق  وعبئت باصبع  بشري مقطوع منذ سنوات علي ما يبدو حتي اصبح يابسا

"ماهذا بحق الجحيم "

خطف من بين اناملها المرتجفة الكتاب ليعاينه عن كثب حتي يتاكد ان هذا اصبع بشري حقيقي بالفعل قد ثبت بغراء حتي لا يسقط

"وهذا ليس كل شيء انظر الي باقي الكتب "

فتحت له ما تبقي من الكتب ليظهر خلف كل كتاب خزنة مصغرة  حتفظت باغراض مختلفة عن بعضها فالثاني حوي علي خصال شعر بنية مع رصاصة  ،والثالث  مع الرابع حملا رصاص مستعملة ثبت علي شعر اسود كان قد الصق اسفله .

"لاحظت ايضا ان كل كتاب يتم فيه تغير اسم البطل او البطلة باسم اخر "

اشارت له الي احد الصفحات قبل ان تضيف

"مثلا هذه الرواية اسم البطل الرئيسي جافيير، تم تغيره الي  خوان ، والثلاث الاخرين تم تغير اسم البطلة باسماء اناث تفقدها "

توقفت سيلين عن الشرح له ما ان رأت ابتسامتة الساخرة لتتغير لهجتها الحماسية الي النقيض وهي تسمعه يتمتم ما ان قرا الاسماء المعدلة

"ذاك المختل اللعين "

تجاهلت ما سمعته  وردت علي ضحكه

"لما تضحك هل تظنني اختلق كل هذا "

هز رأسه نفيا

"لا ، فقط انت كشفت للتو اكثر لغز كان يؤرقنا حين كنا اطفال وهو اين يختفي الخدم بعد قدومهم للمنزل بفترة قصيرة"

شهقت بذهول وهي تسأله

"هل تقصد انهم كانوا يقتلون "

اوميء لها ايجابا

"بلي واظن ان هذا اكثر من دليل كافي الوغد كان يبيدهم باختصار ، البيدا ،خوان ،ازابيل ، وسوزان ،جميعهم خدم عملوا هنا واختفو بين ليلة وضحاها دون اثر  وهناك المزيد  "

"هذا فظيع ، هل تظن ان باقي كتب المكتبة تحتوي علي اشياء كهذا ،اعني انا اخترت الكتب عشوائيا ،ويستحيل ان اصادفهم اجمعهم مرة واحدة"

وافقها علي استنتاجها بسرعة

"هناك طريقة واحدة فقط لنعرف تعالي معي"

ذهبت برفقته الي المكتبة التي بدت مخيفة للغاية هذه المرة ليس بعد  معرفتهم ان اي كتاب قبع بداخل تلك المكتبة العملاقة مثل ضحية واحدة من ضحايا  بيتر علي ما يبدو ، موثقا جرائمه البشعة  باقتطاع جزء من كل شخص قام بقتله  شعر ، اذن ،او اصبع من جثته محنطا اياها داخل الكتاب الخاص به  بعناية جعلتها تصمد لسنوات طويلة بعد موته كما هي

"اللعنة لم تكن تمزح حين قلت انه مختل ... هل هو حقا قتل كل هذا الكم من الناس كم عاش في حياته حتي تخطي عدد ضحاياه الألف "

لم يرد عليها جوشوا الذي كان يمعن النظر في احد الكتب بملامح لم تستطع سيلين تفسيرها حتي جذب انتباهما صوت انذار ساعة يده الذي صدح  منذرا اياهم بعبور احدهم  من بوابة الحديقة

"سيلين اذهبي الي غرفتك واغلقي الباب لا اريد لكين رؤيتك "

رغم خوفها من الخروج من ذاك الباب وحدها لكنها طاوعته لتغادر المكتبة تاركة جوشوا شارد الذهن في الكتاب الذي بين يده وعيناه لم تكن تركزان الا علي تاريخ اصداره ، الذي يظهر بوضوح انه قد نشر قبل خمس سنوات فقط  من الان ، اغلق الكتاب واعاده بهدوء الي مكانه ما ان سمع صوت باب غرفة بيتر  يفتح ليغادر المكتبه وذهب اليها متوقعا رؤيت كين ،لكن ذاك الشعر الاشعث القصير وتلك البنية العريضة التي تربعت علي الارض وهي تعطيه ظهرها اخبرته انه اخطأ الظن ليصيح متعجبا

"ميغيل ماذا تفعل هنا "

لم يجبه وظل مركزا نظرات الحارقة التي شوشتها الدموع علي بقعة الدم الكبيرة حيث تم انتشال جثة بيتر قبل ان يتمتم

"هل كنت تعرف "

خرج سؤاله بصوت احرش قد اختلط بكم غفير من الالم الذي ادركه جوشوا قبل ان يراه في عينيه عندما التف نحوه وهو يقف

"اجبني هل كنت تعرف طوال هذا الوقت وكنت صامتا ،بالطبع كنت تعرف فانت رأيت شكلها ويستحيل ان لا تتعرف عليها  اليس كذلك "

لم يجرؤ جوشوا علي اجابته ،فموقفه في تلك المواجهة حتما ضعيف ومهما فعل به ميغيل الليلة فهو لا يملك الحق للدفاع عن نفسه ،او الاعتراض ، حين قرر مسايرة كين في طلبه علم جيدا ان نهاية هذا الكريق سنتهي بالدم وبالطبع هو اول الناس المشرحين ليكون ذاك الدم ملكهم ، لقد علم العواقب جيدا منذ البداية ومع ذلك اختار المواصلة حتي النهاية ولن يتراجع الان.

ظل صامدا في مكانه ولم يتحرك قيد انملة رغم رائحة الموت التي فاحت باستفحال من خطوات ميغيل الواسعة نحوه والتي انتهت بلكمه له بقوة افقدته توازنه واسقطته ارضا بانف ينزف قبل يصرخ به مكفهرا

"كيف استطعتما بيعه بهذا البشاعة ، الم يكن بيتر فردا من هذه العائلة ، اللعنة حتي دمائه لم تزل من ارضية  هذه الغرفة اللعينة بعد ، وذاك اللقيط يضاجع من قتلته بكل دم بارد ، وانت كل هذا الوقت كنت تعرف ، كنت تعلم جوشوا ،ومع ذلك غطيت عليه وحميتها ، تركتها تدخل القصر وتضع عينها بعين فيرا ، اللعنة الست مهتما بما مرت به اختك ها ، كيف تدع قاتلة ابنها تصافحها وتخونها مع زوجها وتسلب منها طفلها الذي حتي وان ولدته فليس لها اي حق به ،ليس بعد قتلها لوالده ،  قل شيئا دافع عن نفسك ولا تستلم كما فعل كين اخبرني ان هذه العائلة تهمك ،وانك لن تستبدلها بعاهرة في يوم من الايام "

مسح جوشوا الدم الذي سال من فمه لينهض بخطوات مترنحة

"ليس هناك عذر قد اخبرك اياه ، كين ليس طفلا لاوجه افعاله انا ، انا فقط لدي اسبابي التي تجعلني ادعمه حتي وان كان قراره خاطئا في نظري قبل نظرك ، وان كان معني دعمي ذاك خيانة للعائلة كما تقول فانا لن اتراجع عنه"

انفجر ميغيل وهو يضحك بهسترية جعلت جوشوا علي عبهة الاستعداد لان يموت في اي لحظة ،فعندما يصل ميغيل الي هذه الحالة السيئة من فقدان السيطرة غالبا ما يكون الشخص الواقف امامه في عداد الموتي بسبب لكمة واحدة تستطيع تحطيم جمجتة من يتلقاها الي الف كسر ، وهذا ما حدث تاليا بالفعل لكن الضحية لم يكن هو بل الحائط الذي لكمه وتحول الي حطام  وكأنه لم يصنع من اسمنت ،غير عابه لتلك الكسور التي المت بيده او الدم الذي انبثق حارا من ذاك الجرح  وهو يمسح شعره

"لا تريني وجهك مرة اخري طوشوا ، لاني سأقتلك "

هذا اخر ما قاله قبل ان يغادر الغرفة معلنا بشكل صريح قطع اي راوبط قد جمعتهما يوما ، لم يكن جزشوا متفاحيىا بقدر ما قد  هز الخبر دواخله  ، لطالما علم ان كين هو الخيط المتين الذي جمع هذه العائلة في مكان واحد ،واليوم الذي سينقطع فيه فلا عجب ان يتشتت افرادها وتتحول تلك المودة الي عداء لا يرحم  ،  وهذا اليوم قد اتي بالفعل علي ما يبدو ، لقد حان الوقت لتمحي عائلة ببيتشي ومنظمة الشيطان من الوجود للابد  ،وما لم يفعله اعتي رجال المافيا خلال قروون نجحت بفعله كلارا في ثلاثة اشهر فقط  .

عادت كلارا الي الواقع من الشرود الذي كانت تسرح فيه مع صوت طرق طفيف علي الباب  قبل ان يفتح لتدخل من خلاله كاتالينا والتي لم تتعرف عليها الا ان من خلال شعرها الاشقر بسبب الجفاف الذي ضرب عينيها من التحديق بهما لساعات دون ان ترمش حتي ،  حملت في يدها  طبقا وضعت علي الكومدين بجانبها اولا قبل ان تقول لها

"هذا هو عشاءك"

مجرد اشتماها لرائحة التوابل التي فاحت منه هاجمتها موجة غثيان قوية تمكنت من صدها بصعوبة وهي تقول باختناق

"ابعديه انا لا اريد ان اكل  شيئا "

مجرد النظر الي تعابير وجهها ادركت كاتالينا انها تعني ما تقوله تماما وليس مكابرة منها

"حسنا سأستبدله لك بشيء اخر "

"لا ، لا اريد اي طعام "

التقطت كاتالينا الاناء اولا قبل  تقول لها

"لايمكنك السفر لايام عن طريق الشاحنة حتي البيرو وانت بمعدة خاوية  عليك شحن طاقتك بالكامل  ، لا تحاتجين مني  اخبارك بالمخاطر التي قد تواجهك في الطريق الذي سيتغرق اسبوعا علي الاقل سأستبدل لك الطبق باخر لتأكليه هذا ان اردتي بالطبع مغادرة فراشك غدا "

هذا اخر ما قالته كاتالينا قبل تغادر وما هي الا دقائق حتي طرق الباب مجددا سحبت كلارا نفسا عميقا لتكسب صوتها صلابة اكثر حتي  يكون رفضها للطعام مقنعا ولا تضطر لافتعال نقاش مطول هي لا تملك ادني طاقة له

"قلت لك لا اريد اي طعام ولا اريد اي لعين ان يدخل غرفتي مجددا حتي الغد

"لكنني سأدخل حتي ان لم ترضي ذلك كيارا  لن انتظر حتي تسمحي لي بالدخول ولا تخاول رمي نفسك من النافذة فقد اغلقتها بقضبان سلفا"

تخلل الصوت الذي حدثها عبر عروقها حتي وصل الي اخر قعر في روحها ليحي بها اشياء ظنت انها نجحت في قتلها وجعلها تتعفن خلال التدهور الذي عاشته في الساعات الماضية لتجد نفسها لا اراديا تلتف حتي تقابل عينيه الحزينتين وذاك الشحوب الذي حوله كالاموات ،  تقدم نحوها  ببطيء تناسب عكسيا مع دقات قلبها التي عادت لسباق الحياة واخذت تستأسد بالصادرة مع كل خطوة كان يمحيها اتجاهها  حتي وصل الفراش وجلس عليه ليترك ليداه حرية العبث بشعرها و تحسس خدها

"لا تبدين لي في افضل حال "

ردت عليه  بهدوء افتقده منذ اسابيع

" ولا حتي انت هل هجري لك بهذا السوء"

اعطاها ابتسامة صفراء  تعارضت تماما مع تلك الدموع التي  حولت لون عيناه الي الاحمر

"بل اسوء مما تظنين ، لقد انفقت ساعات هذا اليوم باكمله  للتدرب  علي التمثيل كرجل مترابط الجأش غير متأثر بفقدان حبيبته ولكنني فشلت وقد كشفت بسهولة حقيقتي ،كم انا مثير للشفقة"

قبض علي يدها ليشمها ويقبلها في ذات الوقت الذي انهارت عليها دموعه التي لم تتحمل حرارتها كلارا وسحبت يدها التي ترتعش  بسرعة

"مالذي اتي بك ، لقد اخبرتك انا لا اريد رؤيتك مجددا "

اوقفت يده التي تعبث بروحها عن طريق شعرها  لتسمع جوابه الذي قاله بيأس

"حتي اطلب الرحمة منك "

ابتسمت ساخرة وهي ترد عليه

"لك ما تريد ،يمكنك الاحتفال ،فانا قد تخليت  بالفعل عن فكرة قتلك وتركتك تعيش ، ماذا تريد مني اكثر "

"ان لا تقتليني بهذه الوحشية ، وضع رصاصة في رأسي او قطعه  بفأس ارحم بالنسبة لي بكثير من ابتعادك عني  وجعلي اموت في الثانية الف مرة"

"لا تخف لن يحدث لك شيئا اعني كما حدث قبل اربع سنوات ستتابع حياتك وتعود الي حضن محبوبتك ستناسني وكانني لم اظهر في حياتك قط "

"في الماضي ظننت انك ميتة وتابعت التنفس حتي احافظ علي ذاكراك حية المتمثلة في ليون كنت اراك في كل مرة انظر في عينيه  ، لكن الان ... "

قاطعته قبل ان يكمل
.
"لكن الان لن يتغير شيء وتستطيع تذكري كما تشاء في كل مرة تنظر في عينيه بعد رحيلي "

لم يجتهد في اخفاء الذهول الذي طغي علي صوته وهو يسألها

"هل  حقا ستتخلين عنه بهذه البساطة"

اجابته باختصار عل هذا اللقاء الذي يحرق روحها حتي النخاع ان ينتهي برحيله بعد حصوله علي ايجابات لا تسره

"اجل هل لديك سؤال اخر "

تستطيع بوضح رؤيت الكسور التي سببتها في روحه وهو يهز لها رأسه نفيا بصمت قاتل  حتي قال لها في النهاية بانهزام

"لا ما دمت قد قررت مصيرنا فلن اوقفك عن فعل ما تريدينه  فقط اريد ان اطلب منك شيئا ، اعني من حق اي شخص قبل ان يقتل ان يحقق له طلب واحد ان كان ممكننا تحقيقه  اليس كذلك "

لم تكن تعرف الي اين يرمي بحديثه هذا لكنها وافقته

"قل ما تريد "

"اخرجي معي في موعد "

ضحكت بالقوة الضئلية التي كانت تملكها لعدة ثواني قبل ان تقول

"إذا يؤسفني ان اخبرك بان طلبك يستحيل تحقيقه  انا سأغدر غدا  صباحا لن يكون امامك متساعا من الوقت ل..."

قاطعها قبل ان تكمل

"لاتزال امامي اكثر من اثنتا عشرة ساعة وهي كافية لان نخرج في موعد "

"اذا فانت تقترح ان نخرج الان وفي هذه الساعة "

اوميء لها بالحاح امتزج مع خوف واضح من احتمالية رفضها للفكرة  واخذ ينتظر ردها النهائي الذي اتي قاسيا

"لا استطيع انا منهكة ولا استطيع مغادرة الفراش حتي "

اشاحت عينيها بعيدا عنه حتي لا تري انهزامه لكن لم تشعر الا بيده وهي تبعد الغطاء عن ساقيها قبل ان تحملا جسدها الهزيل

"لن نخرج من المنزل اذا سنصنع موعدنا الخاص فيه وانت لست بحاجة لبذل اي مجهود انا سأتولي اي شيء بدلا عنك "

من العزم الذي ظهر في عينيه ادركت انه لن يتخلي عن طلبه حتي تحقهه له  وان دخلت بغيبوبة سيزورها في حلمها لينفذه موعده هناك  

"حسنا فقط افعل ما تشاء "

انتعشت عيناه بالحياه في لحظة وكأن اجابتها  بعثت فيه الروح من جديد

"اذا دعينا نعدك للموعد اولا "

لم تعقب علي ما قاله فقط انتظرت لتعرف الي ماذا يخطط بالضبط  واتاه الجواب ما ان رأته يدلف بها الي الحمام ليجعلها تستمتع بذلك الماء الساخن الذي ظل ينهمر علي جسدها المسترخي بين احضانه ، لم يحدثها باي حرف فقط ظل يتحسس ظهرها العارى حتي غفت في مرحلة ما ولم تفق مجددا الي عندما احست به وهو يضعها علي الفراش 

"هل نمت جيدا "

لم يكن بامكانها انكار ذلك لذا اومئت له ايجابا  لتراه يبتسم لها وهو يقول

"هذا رائع استطيع الان الشروع في تجهيزك "

لم تكن تعرف ما يقصده بالضبط حتي  رأته يخرج علبة امتلئت بالوان مختلفة من طلاء الاظافر وبعض مستحضرات التجميل  وضعها علي الفراش  ليأخذ اولا طلاء اظافر بلون النبيذ الاحمر

"اظن ان هذا يناسبك الذي في يديك بات باهتا من اخر مرة  ،اعطني يدك ساغيره لك"

لم ترد عليه فقط مدت نحوه اصابعها التي امسك بلطف ليقبلها اولا قبل ان شرع في وضع طلاء الاظافر عليها بحذر لم يستطع انجاز المهمة بسلاسة كما توقع بسبب حركة كلارا  المفاجئة و المتعمدة التي لطالما اجبرته علي مسح  ما انجزه والبدء في عمله من جديد وبما انه قد مر بذات الموقف منذ ايام استطاع تكوين خبرة لا بأس بها مكنته من امتصاص استفزازها له ، لقد كان الوغد حقا يستمتع بما يفعله ولم يكن يتذمر من حقارة تصرفاتها معه ليثبت لها  انه يقدر كل ثانية يقضها برفقتها وانه حقا لا يريد يضيع اي وقت  باي شيء اخر عدى تأملها والبقاء قريبا منها الي اخر لحظة من هذا المساء، ليستمر في مسيارتها حتي انتهي من وضع اخر لمساته عليها وهو وهو احمر الشفاه وتمشيط شعرها الذي كان قد جف خلال ذلك الوقت ومن ثم  انسحب من جانابها واتجه نحو الخزانة ليجدها خاوية من  اي ثوب قد يصلح لارتدائه

"لا  اظن ان بقائك في المنشفة مريح بالنسبة لك "

ظلت شاردة تتأمل طلاء الاظافر وهي تجيبه

"لا ، و لذلك"

نهضت بوهن لتلقط قميصه من بين حاجياته المتناثرة امام الحمام  وارتدته  وهي تقول

"سأستعير هذا "

"وانا هل سأظل بالمنشفة فقط "

"انها ليست مشكلتي حتي احلها لك ،والان اخبرني ما نوع الموعد الذي تريده لم يتبقي الكثير حتي يحل الصباح "

التزم الصمت لدقيقة وهو يتفرسها بعينان نهمة قبل ان يتمتم لها وهو يسحبها من يدها ليجبرها علي الالتصاق به

"سنأكل عشاءا رومانسيا وبعدها سنرقص  ونشاهد فلما ما رأيك "

لا تعلم كيف استطاعت مقاومة انفاسه التي  خدرت حواسها  لثواني وهي تضرب عنقها  حتي ابعدته عنها وهي تقول له

"ليس سيئا دعنا نبدأ اذا "

اكتفي بالايماء فقط  فيبدو ان صوته قد اختنق بغصة بكاء لم يسمح له ان يري النور وخبأه خلف ابتسامة ميتة انتهت بحمله لها ونزوله من الغرفة الي الطابق السفلي حيث سيطر الهدوء هناك علي اجواء المنزل ولم يظهر اي اثر لاي احد عداهما لتعلم ان هذا الموعد قد تم التخطيط له بعناية من قبل الجميع وليس كين وحده

وضعها علي كرسي طاولة الطعام وقد حوت علي بعض الشموع المعطرة التي اشبعت الاجواء برائحتها الممزوجة مع عبير باقة الورد الموضعة في منتصفها 

"ماذا تريدن ان تأكلي "

هزت كتفيها لتخبره بعدم علمها

"اختر انت لكن اعلم ان ذوقي في الطعام مؤخرا اصبح صعب الارضاء "

"اذا امامي تحدى كبير علي ايجتازه حتي ينال العشاء اعجابك "
ابتسمت لابتسامته قبل ان تجيبه

"ابزل قصاري جهدك علي العشاء الاخير ان يكون ذكري لاتنسي "

عاد الحزن الي تعابيره لثوان قبل ان يقرر اعادة رسم ابتسامته اللطيفة نوعا ما

"كما تريدين ، راقبيني كيف سابهرك"

تركها  تراقب ظهره وهو يتحرك في المطبخ المفتوح جيئة وذهابا برشاقة ملفتة اكثر من ادراكها انه   وبرغم ان رائحة الطعام كانت فواحة لكنها لم تجد ذاك الشعور الذي  يدفعها للتقزز منه كما اعتادت ان تفعل خلال اليومين السابقين و وجدت نفسها لا اراديا تتحسس قماش القميص الذي ترتديه وتشتم عطره من  فترة الي الاخري وقد كان له اثرا مهدئا غريبا عليها

"ما اسم عطرك "

جذب سؤالها انتباهه ورغم تعجبه الواضح اجابها

"بلو هذا هو اسمه لكن لما تسألين  "

بالطبع لن تخبره بانها تنوي ان تشري واحد مثله فلسبب ما رائحته هذه تستطيع تخدير حواسها  بشكل ملحوظ ويعيد لها ذكري دافئة يتذكرها قلبها لكن عقلها لا  يفعل

"انه مجرد فضول فحسب "

لم يصر علي كشف كذبها الواضح بالنسبة له وبدلا عن ذلك عاد لينشغل باعداد الطعام لها   حتي انتهي منه بعد نصف ساعة من حديثهما الضئيل ذاك  ووضعه امامها ولم يكن بعض المكرونة المسلوقة وقد خلطها بصوص ابيض لم تكن تعرف اسم الاكلة بالضبط لكنها بدت مألوفة الي حد جعلها تنفق عدة ثواني وهي تحاول استراجع اين اكلتها حتي صاحت به

"عندما كنت محبوسة في ذاك المستشفي كنت دائما اطلب من نانا ان تهرب لي بعض الطعام بدلا عن حساء الكرومب الذي لم اكن أستطيع ابتلاعه "

قطعت حديثها لتسعف رئيتها بالهواء اذا لم لن تتمكن قادرة  اخفاء تأثرها من الاستناج الذي توصلت اليه  وهي تكمل

"كم من الاشياء بعد التي فعلتها من اجلي في الخفاء دون ان اعلم انك خلفها  ، انت من كان يعده لي اليس كذلك ، "

جلس بجانبها بهدوء قبل ان يمد لها الشوكة قائلا

"جربيه اولا قد لا يكون طعمه  كالذي تذكرينه "

نفذت طلبه رغم ايمانها انها محقه ومع كل لقمة كانت تبتلعها ساهمت حرارتها في اذابت الجليد عن مشاعرها التي بدت واضحة علي تعابيرها المجعدة 

"هل لي ان اسألك سؤالا كين "

مد يده ليمسح  دموعها اولا ثم اجباها

"ان كانت ايجابته سببا لبكائك فلا اريد سماعه اما ان كان سيساهم في ايقافه فقوليه بسرعة "

تعلم ان الخيار الاول هو المناسب لكن مع ذلك قالت ما عندها

"وماذا كان سيحدث ان سمعت نصيحتك يومها حين قلت لي ان ابتعد عن بيتر  ولا اتزوجه "

بدت تعابيره وكأن السهم الذي اطلقت اصابه هو ايضا لتجده يرد بسرعة وكأن الايجابة محفورة في ذهنه منذ عقود

"اللعنة ، فقط لو تعلمين كم خططت لحياتنا معا في تلك اللحظات لقد مضي اسبوعان لعينان فقط منذ ان تعرفت عليك ومع ذلك لم استطع انكار انني وبأكثر الطرق الغير منطقية وعقلانية  واقع في غرامك حتي النخاع ،اردتك لي بجنون دفعي لان  اتخلي عن كبريائي واركع لبيتر يومها حتي يتركك ويتخلي عنك من اجلي  "

"لا تكن سخيفا كين هذا لم يكن ليحدث "

"لكنه حدث بالفعل كيارا لقد اقتنع بيتر وقرر ترك كل شيء والرحيل كما خططت دوائك  وحتي انت ،اتفقت معه علي ان احافظ علي حياة اميليا  وان اعطيه مالا يكفيه حتي احفاد احفاده  يستطيع من خلاله مغادرة عالم المافيا الي الابد كما كان يحلم  ، لكن كل شيء انهار في لحظة ،لقد تأكدت من الخيانة في وقت ابكر من اللزوم وتفجرت داخلك تلك الشرارة  التي دفعتك الي قتل  اميليا و بيتر فيما بعد "

رمي طعمه واخذ يراقب بهدوء حتي التقطته وهي تهز رأسها نفيا لتعبر عن استنكارها

"ليست لي علاقة بقتل اميليا وكلامك ليس منطقي حتي وانت كنت صادقا فيما تقوله فلا اظن ان بيتر استسلم بتلك البساطة هو واصل في خطته الخاصة بدليل انه اوهمك ان اميليا كانت مهمة بالنسبة لديه الي حد يدفعه الي مقايضة دوائي وحياتي  بها "

"هو كان يحبها حقا وهي كانت مهمة بالنسبة اليه ،الامر لم يكن مسرحية معها كما كان الحال معك "

ضحكت ساخرة  من رده قبل ان تعقب

"اذا لما قتلها "

صر حجباه مدعيا التعجب

"من تقصدين "

لم تضيع وقتا في ادعائه الغباء فجأة واعطته اجابة

"بيتر  لما قتل اميليا ان كان يحبها كما تقول "

سود تعابيره  وبدل ملامحه الي استنكار مميت وهو يرد عليها

"ماللعنة التي تقولينها كيارا ، انت من قتل اميليا وليس بيتر هو لم يمس شعرة واحدة من رأسها "

استطاعت كلماته ايقاف قلبها  حرفيا من الخفقان لثواني قبل ان تعاود الحياة مجري عروقها التي اختزنت بالأدرينالين الذي دفعها للنهوض والصياح به

"لا تتهمني بالجنون كين ، قد تكون ذاكرتي ضعيفة وقد تكون قد مسحت الكثير من الذكريات التي تؤلمني في الماضي  لكن يستحيل ان تكون ذكرياتى عن ذلك اليوم المشؤوم   مزيفة ، انا لم اقتلها حين دخلت الي الغرفة كانت بالغعل تلفظ انفاسها الاخيرة ودمائها تغطي الارضية باسرها  كل ما استطاعت قوله لي هو ان اهرب لكنني لم استطع تركها حتي اتي بيتر وحاول قتلي انا ايضا واضطررت الي قتله دفاعا عن نفسي "

لم يعقب عليها ولا بكلمة فقط نهض وجذبها الي احضانه التي استطاعت امتصاص رجفتها وجعل روحها تهدىء الي حد  سمح لها بمطاوعته في الجلوس مجددا

"كيارا اعلم انك تنكرين ... "

قاطعته بحدة

"اتا لا انكر شيئا انا اقول الحقيقة فقط "

اعطاه دقيقة حتي تهدأ  ومن ثم واصل حديثه

"جوشوا رأي كل شيء في كاميرات المراقبة كيارا  "

ضحكت  بعجز قبل ان تقول له

"انا لم اقتلها كين قل ما تشاء "

"لقد  اتلقطت الكاميرا اميليا وهي تصعد الدرجة نحو الغرفة التي قتلت فيها بعد ان تركت بيتر بالاسفل وهو يتحدث بمكالمة هاتفية استمرت لنصف ساعة  دخلت انت من خلالها  من اتجاه المطبخ وصعدت الدرج لحاقا بها ومن ثم انضم اليك بيتر  هل تريدين تغير اقوالك الان ،بان بيتر قتلها امامك وانك لم تعثري عليها مطعونة سلفا عند دخولك الغرفة  "

اخذت تنظر اتجاه باستنكار

"لا لن اغيرها لان هذا ما حدث "

لم يرد عليها فورا واخذ  يتأمل ارتجافها  الذي عاد

"اميليا كانت حامل بطفله ايضا  لقد كانت في شهرها الثاني عندما ماتت ، قبل ان اتوسله انا بدوري هو طلب مني تركها حية علي الاقل حتي تنجب طفله لقد كان سعيدا به  حتي انه قام بشراء ثياب له واختار له اسما ليطلقه عليه ان كان ولدا سيسميه ليوناردو  اما ان كانت فتاة فكان سيميها نورديانا علي اسم والدتي ، حتي وان لم يكن يحب اماليا كما تقولين فهو لن يفرط بحياة ابنه ، انا واثق بانه ليس قاتل اميليا "

"اذا عليك ايضا ان تثق في انني ايضا لم اقتلها "

لم يعقب عليها فقط نهض علي قدميه واتجه في صمت اعلي الدرج  وما هي الا ثوان  حتي عاد وهو يحمل هاتفه بين يديه  وضعه امامها ليري تسجيل مقاطع الفيديو التي قالها لها قبل قليل وقد حوت علي كل التفاصيل  التي ذكرها ،تجاهلت كل الالم التي هاجمتها وهي تري وجه اميليا لاول مرة منذ سنوات وسألته بهدوء خادع

" اين الباقي اين تسجيلات الكاميرا التي تثبت انني طعنتها ارني اياها "

"ليس هناك كاميرات مراقبة في الغرف   هذا المنزل كان مهجورا منذ وافاة عائلتي لذا لم تتوافر فيه الكثير من كاميرات المراقبة في الحديقة والمرافق الاخري  عدا هذه  التي التقطتك عند دخولك من البوابة وفي الرده صعودا للدرج"

"هذا جنون هذا جنون حرفي بماذا سأقسم لك  انني لم اقتلها  "

سحب الهاتف من امامها قبل ان يقول لها

"حسنا اهدئي ، انا اصدقك "

سمح لها باحتضانه وهو تعاتبه بضربات خفيفة

"لا تكذب علي ان تراني كذابة "

ضمها اليه اكثر واخذ يربت علي رأسها بلطف

"انا اسف لم يكن علي القاء تهمة كهذه عليك دون ان اتأكد ،  ها قد خربت موعدنا بيدي وخلقت فيه ذكريات غير سارة  انا حقا اسف كيارا "

"انا لم اقتلها ،وانا لم افقد عقلي بعد "

"اششش انا اصدقك فقط اهدئي "

تعلم انه يسايرها فقط  وانه عميقا يشك في ما تقوله ومع ذلك رضت بمسايرته وانهائه للموضوع بقوله

"هل نتاول الطعام الان وان ارت سؤالى في اي شيء سأجيبك لكن فضلا لا تثيري مواضيع قد تحزنك لا اريد دموعا اخري في موعدنا هذا"

اعتطه موافقتها بايمائة بسيطة قبل ان تجلس برفقته وتبدأ في تناول الطعام معه في جو ساد عليه الصمت في البداية حتي قرر كسره

"كيارا ..."

لم يرضي قول ما اراده حتي اعتطه عينيها

"هناك شيء كذبت عليك به ويجب ان تعرفي حقيقته "

لم يسمح لهدوئها الذي تقلتده بخداعه وتأني علي مله قبل ان يكمل

"انت بالفعل انجبت توأمين يوميها لم يكن الامر مجرد تخيلات منك "

حبس انفاسه مترقبا ردت فعلها التي اتت متاخرة وباردة بطريقة جعلته مصدوما من ردها

"اعرف كين ، من اليوم الذي اكتشفت فيه ان ما حدث البار حقيقي ، تجرأت للاقتناع بان البقية الذكريات حقيقة حتي وان انكرت ان ذلك  ، انا انجبت طفلين ، احدهما نجا وهو الان بصحة يعيش وسط عائلة تحبه وهذا يكفيني والثاني انا قتل..."

قاطعها قبل ان تكمل

"والثاني ايضا نجا كيارا ، وهي فتاة "

ضحكت من بين دموعها التي حجبت رؤيتها وهي تساله بكلمة واحدة

"نور؟"

ربت علي يدها  وهو يريها صورة لورقة في هاتفه

"التقرير الذي وصلني من المختبر البارحة يقول انها كذلك ،ابنتك لا تزال حية كيارا "

لم يدفعه تأكيده للشكوكها  الا للارتجاف خوفا من اجابة  السؤال الذي ظل يقفز الي مخيتلها  طوال  الاسبوع الذي انفقته نور برفقتهم ، لم تستطع تجاهل الشبه الكبير بينها وبين ليون في شكلها وطبعها وبدي جليا بالنسبة لقلبها علي الاقل انها ابنتها، لكن هي ببساطة كانت  اجبن من ان تجيب  علي السؤال وفضلت دفن ششكوهاواعتبار ان التوأم الذي نجبته قد مات بالفعل ولم يبقي سوي ليون

"ان كانت نور ابنتي هل ، هل الطفل الذي مات كان ابنها ،هل الطفل الذي قتلته ابن غيت "

هز  رأسه نفيا ليطمئنها كمرحلة اولي قبل ان تنضم كلماته

"لا ، ابنتها قد ماتت بعد ولادتها في الحاضنة باسبوع ويبدو ان الشخص الذي احضر نور قد قام بتبديلهما في مرحلة "

تعمد السكوت ليطفيء علامات الكذبة التي قالها  ،فليس مهما الان ذكره ان الممرضة التي فعلت ذلك قد قتلت ابنة غيت عمدا حتي ينجح التبديل  بالاسبوع الاول من ولادتها  لن يزيد الامر الا معناتها في التعامل مع غيت مستقبلا وشعورها بالذنب سيدفعها لرفض ما سيقوله تاليا

"غدا حين ترحلين ، سيذهب ليون ونور برفقتك "

"هذا لن يحدث ..."

قاطعته بعدائه هو قاطعها بدوره

"بلي سيحدث كيارا شئت ام ابيت فلن ادعك تكسرين قلب ليون وتتركيه خلفك "

هزت رأسها نفيا

"لا لن اخذه معي ليس له حق به هو ابن فيرا ،كما ان نور ابنة غيت ، لا استطيع ان اكون بهذه الانانية واسلب اطفالهم..."

صمت كجبرة وهي تسمع صوت صفعه للطاولة قبل ان يصيح بها

"انها حقوقك ، وليست انانية ، اللعنة متي تفهمين ان مطالبتك بحقك حتي وان اذي الاخرين فهو حقك وليس لاحد ان يلومك ، يصفك بالانانية ،او اي شيء لعين اخر .... لا تستسلمي لرغبة الاخرين في تجريدك من كل شيء بهذه البساطة ، كان من حقك منع ذاك الدواء ولم يحق لولدك الاعتراض ،وكل ما حدث له مع سلفيا تاليا هو مجرد كارما لعينة للاذي الذي كانا يخططان له بحقك ، من حقك قتل بيتر مادام كان اللعين ينوي سلب حقك في الحياة دفاعك عن نفسك ليس بجريمة ،حتي وان رأه اوغاد مختلين مثلنا عكس ذلك وشيء تستحقي عليه الموت ، ليون ونور اطفالك من حقك ان تربيهما انت ويعيشان بين جناحاك انت هذا هو حقك الطبيعي كأم لهما ،رأت الجحيم حتي تنجبهما ،وعاشت في الجحيم لثلاث سنوات لعينة حتي تنتقم لهما "

قطع حديثه ليسطر علي حدة صوته التي اخذت في الازياد قبل ان يضيف

" ومن حقك ان تطالبي بالرجل الذي اقسم ان يكون ملك ذات يوم بان يفي بوعده لك ، كيارا اللعنة ، لا تتخلي عنا بهذه البساطة تمسكي بنا كما نحاول التشبث بك "

اشاح بوجه ليمسح دموعه الاي نزلت قسرا عن ارادته لتجد كلارا فرصة للرد عليه

"انا لم اربي علي يكون لي حقوق كين ، انا نشات علي واجبات معينة ان فشلت في ادائها فاستحق العقاب ، بما انني قتلت بيتر فواجبي  ان اعوض امه بكفل ، غيت تعتبر ابنتها الخقيقة لا تستطيع ان اسلبها منها بين ليلة وضحاها ، انت ملك لفيرا هي زوجتك ، وانت كنت تذكر لقد قلت لي بنفسك ذات مرة انك تحب فيرا  والنساء دونها لاشيء ، ولا تري ان مضاجعتك لاي امرأة غيرها ليست الا كنذوة عابرة لن تقلل من حبك لها ..ومن واجبي الان تذكيرك ومطالبتك الوفاء بتلك الكلمات "

ابتسم لها ساخر قبل ان يجبها

"سنترك امر ليون ليختار هو بنفسه ،اما نور فلن اجبرك علي فصلها من غيت او اخبارها بانك امها الحقيقة  ،ستذهب غيت معكم وتعيش معكم وانت اختاري المسمي المناسب لها و الذي يرحك ، اما بخصوصي فانا بالفعل اوفي الان بتلك الكلمات كيارا لكن ليس مع فيرا بل معك انت "

"فيرا زوجتك وليست انا "

اخذ نفسا عميقا وهو يريح ظهره علي الكرسي كليا قبل ان يتمتم بصوت خافت

"مستقبلا ان وقعت في عشق رجل غيري واردت الزواج منه تأكدي اولا من اسم العريس المكتوب بعقد الزواج مئة مرة  قبل ان توقعي عليه كيارا  "

اكتفي بمراقبة ردة فعلها الذي اتي متأخر كحال استيعبها لقصده اللذي استنكرته بسرعة

"كين ماذا تحاول ان تقول "

"انا لم اكن اخطيء في اخبار تلك الطبيبة انك زوجتي لانك بالفعل كذلك كيارا ، الرجل الذي تزوجته يومها كان انا وليس بيتر فلا اظن ان هناك قانون يسمح بامتلاكك زوجتين بذات الوقت ، وبما ان بيتر  كان متزوجا باميليا ولم يكن ليوثق زواجه بك كما اراد والدك ليرضي بانقاذ مصنعه المتهالك ذاك ،  هو طلب مني نجدته بما انني كنت الاعذب الوحيد المتاح ليقبل به والدك بدلا عنه ، صحيح انني انه لم يلأخذ اذني حين فعل ذلك ، لكن عندما اخبري بالامر في اليوم التالي لم اتردد في توثيقه وجعلك زوجتي بالقانون "

ربت علي خدها المتصلب كحال باقي وجهها الذي شل  بصدمة لم تفق منها بسرعةوكانها تتنظره حتي يخبرها بانه يمزح

"زواجي فسخ من فيرا باللحظة التي اكتشفت وجودك حية  كيارا ، وبما انني زوجك فمن حقك ان تتطالبي بي ،ومن حقك ان لا تتركيني لامرأة اخري  ،وايضا من حقك ان ترفضي هذا الزواج برمته ،فرغم كل شيء حين وقعت علي تلك الورقة كانت نيتك الزواج من بيتر وليس بي "

مسح دموعها التي ضايقته حد اللعنة قبل ضيف لها

"والان انت تعرفين كل شيء ، اخر امرين كنت اخفيتهما عنك  ها قد كشفتهما لك والدتك لتوأم  ،وانك زوجتي ، وانت حرة بفعل ما تريدينه"

ازاح باقة الورد ليظهر اسفلها مغلفا عرفت ما بداخله جيدا

"هذه الاوراق التي اعطتيك اياها باول يوم من اتفاقنا ، عدلت تاريخها حتي لا تصبح سارية من اليوم ، لقد كتب لكم كل ما املك ، وريكاردو سيخبرك بتلك الاملاك كل واحدة علي حدي ، لن تعودي الي البيرو كقاتلة ، بل ستذهبين الي مكان تستطعين ان تحيي فيه كاي ام طبيعية مع اطفالها ، وقد لا اكون قد عثرت علي اختك بعد لكن ثقي في اليوم الذي اجدها فيه سأرسلها اليك اينما كنت وحتي وان مت فجوشوا سيكمل طريقي "

تنهد بعمق ليمنع دموعه بالقوة من الهطول وافساد تماسكه امامه

"لقد تأخر الوقت كيارا ، عليك ان تنامي فامامك سفر طويل غدا هيا تعالي لاخذك الي فراشك "

مد يده منتظر منه ان تتشبث به حتي تنهض معه لكنها ظلت تبحلق به والالم يشق مقلتيها المحمرتين  تعيش حربها الخاصة مع عقلها الذي يحاول منعها من قول وتصديق تلك العبارات العالقة في قلبها المفطور

"لقد اردت حمايتي من الجحيم  وانا هربت إليه بقدمي حذرتي من بيتر لكنني لم استمع اليك ؟ عقدت معه صفقة ليتخلي عن فكرة اذيتي، منعته من سرقة دوائي  ، ودافعت عني عندما قتلته ، اهتممت بي وبطفلي، صفحت عن نصف عائلتي وتراجعت عن ابادتها ،  لم تكن المسؤول عن امر نيرون بتمزيق ذاك الطفل  واجباري علي قتله ، كشفت لي حقيقة ابي ،امي وسلفيا  ، واخيرا انت تخبرني انك كنت زوجا وفي لي يحبني ويريد ان اعطائي كل حقوقي به وليس لديه مانع ان يختلي عن كل حقوقه من اجلي "

سحبا نفسا عميقا  لتواسي روحها التي تحتضر قبل ان تكمل  

"اللعنة حتي سبب وجودي  وإحتمال عيشي كشبح وسط مزرعة نائية و تصنيع ذاك الداوء اللعين ، كنت انت سببا فيه ، طوال تلك السنوات وانا الومك علي انهيار حياتي ، وخلال شهران لعينان استطعت اثبات براءتك من كل تلك التهم وجعلي اري انني المذنبة الوحيدة في كل شيء حدث معي ، وان قرارتي الغبية واختياري الخاطيء للاشياء هو سبب  كل مصائبي "

قاطعتها ضحكتها المعذبة واكملت

" تبا هذا يشعرني بالراحة حقا لاني اعلم الان ان قراري التالي الذي سأتخذه سيحافظ علي العادات والتقاليد  في قرارتي التي لا تهدف سوي لجعل  حياتي حفل صاخب  من المعاناة حتي اموت "

نهضت علي قدميها وهي ترسم ابتسامة تعكس كم العذاب الذي تمر به

"كم من الغريب ان اعرف  الان انك الملاك في قصة حياتي وانني  الشيطان الذي لطالما سعي لدمارها،  اسفة لاني حقدت عليك وحملتك اوزاري واخطائي كين "

"كيارا .... "

نطق اسمها وهو يقبض علي يدها ويجذبها نحوه لتجلس علي وركيه لكنه وقبل ان ينطق اي حرف اخر اخرسته بقبلة لم تفصلها الا عندما انقطعت انفساها

"كين .... "

ضمت رأسه ودفعته حتي يغوض في عنقها اكثر

"لا تدعني انسي هذه الليلة ابدا احفرها عميقا في روحي ، اريد ان يتذكرها كل شبر في جسدي  اريد ان اتذكرها في كل مرة انظر في المرآة واري عيني ،اعطني هذا الحق ارجوك ، اعطني الحق في ان اعشقك ليلة واحدة بجنون اعطني الحق في ان اري نفسي كما انت تراني  كين "

وكأنه حجر لم يحرك قيد أنملة ولم يقل حرفا حتي انه لم  يكن يتنفس وكان روحه فارقت الحياة ،ليجبر هذا كلارا للتراجع خطوة حتي تقابل تعابير الجليد التي استقبلتها وكلماته الحادة التي قالها وهو يزيحها عنه ليقف

"لا ، انا سأرتدي ثيابي واغادر "

تركها عندها مصدمة من رفضه لها  بهذه الصرامة وهو الذي كان ليموت حتي تقدم له نفسها ، هل حقا اقتنع ويأس بهذه السرعة الن يحاول مرة اخري لاقناعها ؟.... لا ايجابات ،لم تجد تفسيرا واجد يناسب تصرفه ولن تتركه يرحل قبل يعطيه اياها .

لحقت به بسرعة لتجده قد انتهي من ارتداء بنطاله ولم يتبقي سوي قميصه الذي كانت ترتديه هي 

"اعطني القميص وارتدي منشفتك سأخبر كاتالينا ان تجلب لك ثياب عند عودتها "

بدت لهجته جافة الي حد لا يصدق ولن تنكر وتقول ان هذا لم يؤلمها لكنها اختارت عدم اظهاره وهي تقترب منه لتري ما يفكر به عن طريق عينيه اللتين كانتا تتهربان منها

"تعال وخذه اذا "

لم تتوقع استجابته السريعة في الهجوم علي ازارا القميص وتجريدها منه في اقل من عشر ثواني لم تستطع من خلالها سوي رؤيت الالم وهو يستولي علي عينيه المظلمتين

"مالذي حدث "

اخرجت حيرتها للعن وهي تمسك بذراعه قبل ان يبتعد عنها

"لما رفضتني كين "

أفلت قبضت يدها بهدوء قبل ان يشرع في ارتداء القميص وهو يرسم ابتسامة ميتة

"لا اريد ان اسبب لك المزيد من الالم كيارا ،لا اريد ان اكون قرار خاطيء اخر تضيفينه لحياتك ، لن اصبح ابدا سببا في تعاستك  مستقبلا ،لذا اتوسل اليك لا تحبيني  واكرهيني بدلا عن ذلك "

حاول الهروب بهذه البساطة لكنها لحقت به واغلق الباب بجسدها لتصيح به مستنكرة

"لما غيرت رأيك اللعنة الم يكن هذا هو مرادك منذ البداية الم تقل لي ان تسعي لجعلي اغرم بك  "

"لاني كنت اناني كيارا  شكرا لانك نبهتني لهذه النقطة قبل فوات الاوان ،الان استطيع منعك من ارتكاب فعل اخر  خاطيء لن يسبب لك الا الالم مستقبلا ، سأعود الي فيرا وسأبني معها حياة سعيدة كما تريدين ، لكن هذه الحياة  لن تحمل اي ذكري لك فيها سأبتر اي شيء له علاقة بك من حياتي وانا اقصد بذلك ليون "

انقسم قلبها لنصفين وفقدت القدرة علي النطق والتعقيب بحرف علي ما قاله ،ارادت الرحيل لكن ارادته ان يمنعها ان يحاول علي الاقل لكن الان وبسبب حتي اللحظة لا تستطيع فهمه  ، قرر التخلي عن المحاولة حتي....، ظلت تنظر اليه بانكسار لم يستطع ثنيه عن جرها بعيدا عن الباب وفتحه استعدادا لخروجه

"ليون يعرف انك امه الحقيقة لذا لديك الخيار اما ان تأخذيه معك او اتركيه في المكان الذي ترينه مناسبا لك عدا قصر بيبتشي  "

صفع الباب في وجهها ورحل هكذا بساطة مخلفا خلفه كومة من الركام المحطم داخل قلبها وعقلها الذي يحاول استياعب ماقاله في الاخير.


دخل كين الي المنزل القديم مترنحا غير عابها للظلام الذي قابله مع هدوء مخيف تركه يسيطر عليه وهو يمدد ظهره علي الاريكة يراغب الفراغ بلا هدف .

"ظننتك لن تأتي "

جذب تركيزه صوت جوشوا الذي اتكأ علي السلم وهو يطالعه من الاعلي

"بات لدي سبب حتي اتي واوصل البحث عن دليل "

"الن تيأس ابدا "

"لا لن افعل ليس بعد ان اكدت لي كيارا انها لم تقتل اميليا ، تستطيع الانسحاب من هذا البحث جوشوا استطيع تولي الامور بنفسي من هنا وصاعدا  "

لعنه في سره قبل ا يشهر صوته له

"لن تحزر كين ، لقد بدأت معك هذا الطريق وسأنيه معك ...كما انني واخيرا عثرت علي شيء يذكر او بالاحري سيلين هي من فعلت "

استطاع قوله توليد بعض الفضول داخله حتي يسأله

"وما هو "

اجابه جوشوا  وهو يشير له لان يلحق به

"  تعال وانظر بعينيك ،هيا اتبعني "

 لم يوفر كين وقتا ولحق به الي المكتبة التي غطت ارضيتها مئات الكتب المبعثرة بعشوائيةجعلت كين يسأل باستغراب

"ما هذا "

اقترب اكثر من جوشوا الذي رد عليه وهو يفتح احد الكتب قبل ان يضعها بين يديه

"الاجابة علي السؤال الذي لطالما طرحنا حين كنا صغار اين كان الخدم يختفون ، اتضح ان اخاك كان مختل كفاية حتي يصطادهم واحد تلو الاخر  ويحتفظ باجزاء من جثثهم داخل هذه الكتب ، نحن الان نقف بوسط اريشف يوثق كافة الجرائم التي ارتكبها اخاك للمتعة فقط كل كتاب تقع عليه عيناك مثل ضحية  "

ابتسم كين ساخرا وهو يستدير مغادرا المكتبة ليعلن عدم اكتراثه

"لا شيء جديد او مستغرب عن بيتر  لم تفاجئني بما قلت ولا يثير الامر فضولي  او اهتمامي ، ظننت ان الامر يتعلق بي "

قاطعه جوشوا قبل ان يكمل

"لا تكن واثقا كين   هناك شيء يجب ان يلفت نظرك فيما قلته  وهو موجود في الكتاب الذي بين يديك الان "

لم يجذب اي شيء اهتمام كين من غلاف الرواية ولا القصة الركية التي بداخله علي ما يبدو ليقول له 

"قل ما تريده فليس لدي وقت اضيعه في الترهات علي العودة لاودع ليون الذي لن اراه مجددا بعد ان تشرق شمس هذا اليوم اللعين"

اختصر جوشوا عليه العرض التشويقي الذي كان يخطط لتقدميه وقال له

" حسنا ، الكتاب الذي بين يديك انا  اشتريت واحدا مثله لسيلين حين اصدر هذا الكتاب وان لم افقد ذاكراتي فقد حدث هذا قبل  خمس سنوات  بالضبط من الان "

قبض كين علي الكتاب وكأنه يمنعه من الهرب بعيدا من قبضته

"ماذا  تحاول ان توصل لي "

تنهد جوشوا  قبل ان يقول له

"اسم الضحية ، تريزا ، خادمة عملت في المزرعة لدينا قبل اربع سنوات ، عرفت  هذا من الوصف المكتوب في الصفحة الاخيرة .بنهاية كل كتاب موجود هنا ورقة اضافية مثبة  يكون  مكتوب بها ثلاثة رموز وتاريخ ، الاول يوحي بوظيفة الشخص والثاني يوحي اين عمل والثالث يوحي باي اداة قتل بها  والتاريخ يخص يوم الوفاة  ،انه النمط ذاته الذي عثرت عليه في جميع الكتب الملقاة امامك ، خادمة ،مزرعة ، وسكين  والاسم تريزا قد بدل باسم بطلة الكتاب الرئسية كما حدث في البقية "

لم يعطه كين اي تعقيب وحافظ علي تعابيره الجامدة ونظراته المظلمة التي لم تفصح عن شيء

"وهذا تفسيره شيئان الاول ان شبح اخاك الذي مات قبل 22 عشرون عاما ظل يقتل في يقتل في الخدم  حتي موعد صدور هذا الكتاب ، والثاني ان هناك شخص اخر قد تولي احياء ذكراه بتقليد افعاله وظل يقتل في الاشخاص ويحنط اجزائهم بنفس طريقته بالضبط ، وانا فعليا لا يهمني امره بقدر اهتمامي ان يوم وفاة تيرزا صاحبة هذا الكتاب  يصادف قبل اسبوع واحد فقط من قتل بيتر ، واي كان اللعين الذي قتلها ووضع اصبعها في هذا الكتاب اللعين ليوثق جريمته  ، فهو لم يظهر بالكاميرات اثناء دخوله للمنزل ليضع الكتاب داخل هذه المكتبة ،انا اقسم لك انني بحثت ثانية بثانية كل ما صورته الكاميرات قبل شهر من الحادثة وبعده ومن يومها وحتي اللحظة لم يتمكن اي مخلوق من الدخول عبر تلك البوابة الا واحصل علي اشارة حتي وان كان فردا من العائلة ، فمما اريد قوله هو "

بدي الضياع في افكار جوشوا التي تبعثرت ولم بعرف كيف يجمعها وهنا تدخل كين ليساعده

"ان هناك طريقة ما يستطيع بها ذاك الشخص الدخول والخروج دون ان تلتقطه الكاميرات،  حتي وضع هذا الكتاب بين اخوته  "

"اجل هذا هو التفسير الوحيد العقلاني ، مالم يكن شبحا يعيش هنا "

اخذ نفسا عميقا قبل ان يكمل له

"انا فقط اريد ان اخبرك باني بت اميل تصديق احتمالية وجود  طرف ثالث بالفعل  وان ذاك التقرير الذي وصلك ليس مزيفا ، ان عثرنا علي الطريقة التي تسلل بها هذا الشخص الي هنا دون ان تلتقطه الكاميرات  يمكن ان نثبت براءة كلارا ، كما يمكن اتخاذ الامرحجة لتقنع بها البقية بعدم معاداتها ومنعها من الرحيل   يمكنك ان تعيش معها هنا دون تشتت عائلتنا كين "

اعطاه ابتسامة ميتة وهو يقول

"يؤسفني ان اقول لك اني لم اعد ارغب في جعلها بريئة في نظرها بعد الان، لم اعد اريد ان اعطيها سببا حتي تبقي ولا ترحل مع ليون ، قد يكون هذا الخيار قاتل بالنسبة لي لكنه الافضل بالنسبة لها "

صاح به جوشوا مستنكرا

"ومالذي تغير لما ترفض هذه الفرصة ، السبب الذي يدفع كلارا للابتعاد هو ظنها بقتل بيتر ، ان ازلت  هذا الذنب  عن كاهلها سيكون لكما فرصة "

هز كين رأسه نفيا

"لن تكون هناك فرصة ، لن اخدع نفسي اكثر جوشوا ، حتي وان تمكنت من النوم معها فهذا لا يعني ان حالتي قد تحسنت ، بقائها هنا سيجعلها تتعلق بي اكثر ،تحبني اكثر وبالتالي ستتألم حين  ارحل اكثر ، انا لا اريدها ان تندم علي حبها لي لا اريد ان اسبب لها جرحا لن يشفي  ، سأحفاظ علي سوء التفاهم الذي صنعته في داخلها  حتي ترحل وهي تعتقد ان قد تخليت عنها بسهولة ستكرهني من اجل ذلك ولن تعود الي هنا ابدا ، هذا افضل للجميع  لم اعد قادرا علي ان اكون انانيا معها لهذا الحد البغيض من اجل ان احظي بنهاية سعيدة  ادمر من  تبقي من حياتها من بعدي "

"اذا لما عدت  لتبحث من اجل ماذا تقاتل الان ان فقدت اهتمامك بابقائها بجانبك ها "

اجابه قبل ان يغادر المكتبة ويذهب الي غرفة بيتر

"حتي اجعل افراد هذه العائلة يكفون من مطاردتها ، لا اريد ان اترك خافي خطرا قد يهدد حياتها هذا كل شيء "

لحق به جوشوا الذي حافظ علي استنكاره

"لا احب رؤيتك وانت تستسلم هكذا ، جاك قال ان هناك امل "

تنهد كين بقوة ليخبره ان الخوض في هذا النقاش بات يضايقه

"هذا الامل مات مع اخر فحص اجريته ان كنت تذكر ، انا حسمت امري سلفا لن يدفعني حديثك الان للتراجع ، ومالذي  حدث بحق السماء ، لما هناك ثقب لعين  في الحائط"

اجبره سؤاله علي تأجيل اعتراضه ليقول له

"انه ميغيل لقد لكم الحائط وهدمه بالطريقة لتي تراها "

اقترب كين من الفتحة المظلمة ليقول له 

"اليس الحائط مصنوع من الاسمنت كيف استطاع اختراقه هكذا "

اعطاه جوشوا تفسيره بسرعة 

"وانا حين رأيته ظننت ان اللعين اصبح  يمتلك قوة خارقة للطبيعة تمكنه من صنع فجوة في  جدار اسمنتي لكن حين دققت النظر جيدا اكتشفت هذا "

مد يده ليجر حافة الثقب  بقوة ضئيلة تمكنت من اقتلاع قشرة من الحائط

"ان هذا الجزء من الحائط مصنوع من صفائح خشبية ، فقط هذا الجزء وميغيل كان محظوظ كفاية حتي  صادفه، اعتقد انه كان باب قديما يربط هذه الغرفة بالمكتبة لكن ما يحرني حقا  هو سماكة ، اعني انظر عرض الحائط عريض كفاية حتي يبتلع  اكثر من  نصف ذراعي  قبل ان المس الطرف الاخر من هذا اللوح الخشبي الذي يسد جانب المكتبة  "

ادخل يده في الثقب ليوضح له قصده الذي لم يكترث له كين كثيرا قبل ان يقوله باختصار

"ابتعد "

ولم يكد جوشوا يتحرك شبرا  للوراء حتي انهال كين علي الحائط بوابل من اللكمات التي هشمت جزءا كبيرا من الحائط لدرجة مكنته من رؤيت ما يخفيه  خلفه

"بحق خالق الجحيم ما هذا "

تمتم جوشوا وهو يقترب من الثقب الاسود الذي رغم عتمته الا ان الضوء الخفيف الصادر من الغرفة  تمكن من اظهار ذاك الفراغ الصغير الذي لا  يرتقي الي حجم غرفة صغيرة  يظهر  بوضوح لم يترك لكين  فرصة حتي يعبر عن ذهوله وادخل يده لتتحسس جانبي الحائط من الداخل حتي اصدمت اصابعه بقفل ما ان حركه حتي تحرك الحائط  باكملا كاشفا عن باب نحت في قلب الحائط بدقة لم تترك له   اي اثرا  يدل علي وجوده من اتجاه الغرفة  .

"انه ليس سمك الحائط جوشوا بل هو عرض هذا الممر الذي يفصل بين الغرفة والمكتبة "

دفعه كين  ليفسح مجالا لجسده بالدخوله واتبعه جوشوا  الذي زاد ذهوله اضعافا حين اكتشف ان الفراغ عبارة عن  ممرا سري قصير يشغل مساحة صغيرة بين الغرفة والمكتبة بالكاد استطاعت استيعاب حجم اجسادهم الضخم ، وقد  حوي علي بابين يربطان بينهما ،مع  وجود  درج  في نهايته يقود اتجاهه الي الاسفل.

"هل كنت تعلم بوجود شيئا كهذا كين "

سأل جوشوا مذهولا وهو يلحق بخطوات كين الصغيرة نظرا لضيق المكان

"لا  ، انها المرة الاولي التي اراه  بها واعلم بوجوده ،لكن يبدو ان هناك من كان  يعرف "

نزلا معا عبر الدرج الذي كشف عن سلسلة ممرات سرية تربط كل غرف المنزل بمرر رئيسي واحد قادهم مباشرة  باب سري موجود في الملحق 

"الان فقط بت ادرك لما تشبث والدي بهذا المنزل الذي لا يرقي الي مستوي مافيا كالشيطان ، لم نكن فقراء حتي لا ننتقل الي منزل اكبر واكثر فاخمة ، بل من اجل  هذه الممرات بالذات   تمسك كل اسر وعائلات  ببيتشي وزعمائها به "

عقب عليه جوشوا مضيفا 

"والاهم اننا الان بتنا نعرف من اين دخل ذاك الطرف الثالث دون ان نلمحه ، وهذا الطرف الثالث لن يكون  الا شخص واحد قد يكون علي معرفة بهذه الممرات  ويمكنه استخدامها "

قاطعه كين وهو يربت علي كتفه 

"انه اتهام خطير جوشوا  وانت تعرف كيف ستكون نهايته"

نظر اليه بنظرات جامدة 

"    ان كان هو من فعلها ،...فانا بنفسي من سيتولي محاسبه "



................................................................................


نهاية البارت ......................

انه ليس الاخير وهناك واحد اخري طويل  مع ملحق سيكون الختام لهذه الرواية

لم اطل الجزء اكثر من هذا لان وعدتكم بتحميله الليلة  سأواصل بجهد علي اكمال كتابة الجزء القادم الذي قد بدأت في كتابة سلفا وانشره في hقرب وقت ممكن حتي لا يتبدد حماسكم

واخير صوتو واكتبو توقعاتكم وانطبعاكم عن البارت في التعليقات

love you

Continue Reading

You'll Also Like

3.6K 91 1
وقعت في الفخ بسبب استهتاري،ضننتها لعبة سهلة لاصبح اسيرتك وبين دمائي وقسوتك نمت وردة حبي عشقتك بألم وصرت هيامي عشقي لك لعبة تعذيب وقتل انت فرد عصابة و...
700K 20.8K 38
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
3K 155 11
الكثير من الناس يعتقدون أن الحب من أول نظره مثل الخرافات لكنه حقيقي تماماً ، منذ أن رأيتها أدركت أنها تؤام روحي و يجب أن تكون ملكً لي فقط. حصلت علي...
52.5K 3.1K 33
بربكم من منكم لم تحلم منذ طفولتها ان تصبح اميره حين تكبر وان ياتي اميرها على حصانه ليصطحبها وتعيش معه في القصر حياه سعيده هذه هي الروايه التي يجب ان...