تُرَاب أمْشِير (مكتملة)

Av shahdmedhat_

267K 16.4K 2.4K

دائمًا ما نبحَث عن الحُب .. ونادرًا ما نَعثر عليه .. ولَـكـن في أغـلب الأحيان عندما نجدُه نتركُه يَفلِـت من... Mer

اقتباس ومقدمة ✨
** تنويه هام **
1- (عَـائِـلـة تَـلـيـدْ)
2- (العَـمّـة المَـلْعـونة)
3- (أَسـمَـتُـه فَـخْـر)
4- (عُــقْـدة)
5- (لَحظْة انكسَار و ردّ اعتِبار)
6- ( "عُصـفورًا عَاجـزًا" )
7- (ذهـبَ إلى مَـنـزِلـها)
8- (نُـزهَة فى الحىّ الشَعبِي)
9- (الحِـمـارُ المـتهوّر)
10- (أصْـدقَاء رسْـمـيًا)
11- (هو والفَـراشَـة)
12- (تـودّيـنَ التـعَـارُف؟)
ياريت تقروا للآخر ياشباب
13- (عِـيـدُ مِـيـلاد)
14- (مـهندِس فِي ورْطـة)
15- (لَـيـلة في المـخـفر)
16- (رَفـيـقِـي)
17- (الـذكرَى الخَامـسة)
18- (اعْـتـرَاف)
19- (فَــخّ)
20- (المُـتـهم بَـرئ)
21- (وقَـع فى المَحظُـور)
22- (قَـرار مُـفاجِـئ)
23- (المُهندس وأثيرةُ الكُحل)
24- (كُـشـفَ سِـرُّه)
25- (عَـقْـد قُـرآن)
26- (مِـصْباح مؤقّـت)
27- (عَـتْـمَـة)
28- (تُـراب أمْـشير)
29- (ظَـرف وڤِـيديو)
30- (سُـخرِيـة القَـدر)
31- (مَـلهَى لَـيلِي)
32- (رأسًا على عَـقِب)
33- (عَـودَةُ الحَـبِـيـب)
الفصل الرابع والثلاثون (CLASSIC)
36- (فِي الخِدمَة يامَـولاتِي)
37- (جوّ عصابات وبتاع)
Guess the couple 🤫
38- (نـجـمـة ودبـلـتـيـن)
39- (عـ الـقَـهـوَة)
40- (رَبِـحَـتْ الـبُـومَـة)
41- (تُــحْــفَــة)
الفصل الثاني والأربعون (game over)
43- (نَـسَـمَات بَـرمُـودَة)
44- (لـنخطّ سُـطُـورنا معًا)
{{حلقات خاصة}} •الحلقة الأولى•
{{حلقات خاصة}} •الحلقة الثانية•
{{حلقات خاصة}} •الحلقة الثالثة•
{{حلقات خاصة}} •الحلقة الرابعة•
{{حلقات خاصة}} •الحلقة الخامسة•
∆ هَل تـنـتـظرينَ قُـبـلـة؟؟ ∆
بـدأنـا رحـلـة جـديـدة 💙

35- (كَـسـرت الفَـانوس؟!!)

4.8K 337 53
Av shahdmedhat_

**متنسوش الڤوت وتعليق برأيك فضلاً 💙**
.

.

.

.
_احلفي !!!

هكذا صاحا الأخوان بنفس اللحظة، وهما يجلسان على الأريكة التابعة للشقة التي يمكث بها فخر ;فقد أتى أخيه بصحبة أخته للجلوس معه قليلًا .. وقد خرج رد فعل الشابين العفوي هذا بعد سماعهما إعلان مريم عن قبولها بالزواج من عز والدهشة تكسو وجهيهما .. ضحكت مريم وأكدت بقولها وهي تقف أمامهما :

_ايوة واتفق معايا كمان هروح معاه اشوف شقته

ثم أردفت بابتسامة عابثة :

_اللي هتبقى شقتنا

تابعت تحت نظراتهما المذهولة :
_هي مش متشطبة انا عارفة بس هو قال لي لو معجبتنيش هيبيعها ويجيب لي غيرها ولو عجبتني هيبدأ فى التشطيب على طول ..

صاح زياد مستنكرًا :
_هو معاه فلوس يشطب من كتر الأكل اللي بيجيبه! ، ده بيشتغل عشان ياكل بس، مش هيصرف عليكِ غير في الأكل بس اعملي حسابك

ردد فخر بدهشة :
_هو ازاي مقالّيش !؟

أجابته مريم :
_لا ما انا قولتله ميقولش، انا كنت عايزاكوا تعرفوا منّي

تساءل متعجبًا :
_وايه اللي غيّر رأيك مرة واحدة كدا؟

_ولا مرة واحدة ولا حاجة، ده انا بقالي كتير اوي مبفكرش غير في الموضوع ده ..

واصلت بقلة حيلة :
_وبجد يافخر انا مرتاحتش إلا لما كلمته واعترفت له إني عايزاه ..

_ اومال مكنتيش عايزاه ليه أول ما طلبك؟

_مكنتش بفكر صح .. كنت فاكرة إني هتعبه وهخلّيه يكرهني بسبب عقدي ومشاكلي وقلة ثقتي بنفسي، بس دلوقتي تفكيري اتغير .. هو فاهمني وانا بحبه وده كافي يخلّينا نعرف نتعامل سوا

ابتسم فخر بسعادة ونهض مقتربًا منها :
_دي أحلى حاجة انا سمعتها من فترة طويلة والله

ضمها لصدره وعانقها بقوة وهو يقول :
_ربنا يسعدك ياروما ويريح قلبك دايمًا

بادلته العناق بحب، مجيبة :
_حبيبي يافيرو ربنا يخليك ليا

تراجع للخلف بهدوء وابتعد عنها لـ يليه زياد وهو يقفز عليها فجأة ليحتضنها فارتفعت ضحكاتها بعدما شعرت بأنها ستقع ولكنها ضبطت توزانها وأحاطت ظهره بعناق دافئ وهي تستمع له :

_انا مبسوط اوي اوي بجد

اعتلتها ابتسامة واسعة وقالت :
_تسلملي ياحبيب قلبي، عقبال ما تبقى خالو إن شاء الله وتعلّمهم يتخانقوا في الخَلق زيك

عاد للوراء مبتعدًا عنها لينظر لها ويأمرها هاتفًا :
_مش هقبل بأقل من تسع عيال

صاحت بصدمة :
_تسعة !!

_ايوة وانا هجيب ستة وفخر يجيب سبعة مثلًا، وهلمّهم كلهم فى فصل كدا واعلّمهم أصول الشقاوة والبلطجة بالورقة والمطوة .. وهاخد في الحصة ٤٠٠ جنيه على كل عيّل

اعترضه فخر قائلًا بجدية كبيرة :
_ايه يامستر مالك حامي علينا كدا ليه؟

_والله انا بدّيها بـ ٥٠٠ أصلا بس انا كارمكوا

_لا ياغالي بحبحها شوية ده احنا سألنا ولقينا إنك أحسن واحد تطلّع عيالي متشردين ولاد شوارع

قطعت مريم فصالهما وهي تقول :
_بس ياتافه انت وهو!

ثم خاطبت زياد :
_المهم الكوتشينة معاك؟

_ايوة جبتها

_اشطا انا هروح اعمل لنا عصير ونقعد نلعب ...

*
*
*

_نــــعــــــــــم!!

فزع حازم من صوت ميّ الذي ارتفع فجأة، وهي تجلس بجواره على سرير غرفتهما ;بعدما أخبرها بقدوم خالته "نجية" لزيارتهما، وصاحت بغضب :

_يعني انا اروح لحد الإسماعيلية واستحمل خالتك وتُقل دمها عشان تجيلي هيّ هنا !!

تحرك بجسده ناحيتها قليلًا وقال :

_ماهي جاية مخصوص بقى عشانك انتِ .. عشان هي عارفة إن وجودها هيضايقك، وشيء متوقع طبعا إنها عايزة تغيظك زي ما غيظتيها بكلامك لما كنا عندها

تشنج وجهها باستهزاء :
_ايه شغل العيال ده؟

_هي مخها صغير، جاريها وخلاص

_وهي متحججة بإيه عشان تجيلنا هنا؟ مش المفروض تروح لـ امّك؟

زاغت عينيه يمينًا ويسارًا مرتين، ثم قال :

_ماهو اللي انا مخبيه عليكِ ياميشو إنها فعلًا بقالها يومين عند امي .. بس انا مقولتش عشان محسيتش إنك هتهتمي يعني، بس جت النهاردة بتقول لي عايزة ازوركوا بكرة ياحازم .. اقول لها لأ يعني؟ ماهي أحرجتني

نفخت بقوة حنقًا وتذمرًا، بينما أردف حازم بهدوء :
_معلش ياميشو استحملي كام ساعة بس، هتتغدّى وتاخد واجبها وهترجع عند امي تاني، تعالي على نفسك شوية عشان خاطري، وبلاش تحرقي دمها بالكلام عشان متقرفناش أكتر ها؟

أشاحت بنظرها ووجهها يشتغل من الغيظ وتمتمت :

_ياربي على المصايب اللي بتطلع لي في البخت دي!

*
*
*

وقفت ياسمين أمام المرآة تتأمل جسدها بذلك الفستان، حيث انفردت بنفسها بآخر الليل وسط الهدوء، وارتدته .. أسدلت شعرها البني ومررت أناملها بين خصلاته وأخذت تغيّر من وضعه ;مرة تعيده للخلف ومرة تتركه على الجانبين .. حتى تركته في النهاية مجتمع كله إلي جانب واحد

أخذت تحدق نفسها من أول شعرها حتى ساقيها المكشوفين، وعينيها تفصّل كل معالم جسدها المحددة من قِبل الفستان .. حركت يديها على جانبي بدنها حتى استقرت على خصرها لتتحرك يمينًا ويسارًا كعارضات الأزياء..

اعتادت على رؤية هذا النمط من الفساتين فقط في التلفاز أو المحلات ولم تكن تعيره اهتمامًا، تلك حرفيًا أول مرة تمتلك فستانًا منهم .. وللحق أعجبها كثيرًا!

لم ترضَ يومًا عن حجم جسدها الصغير ؛فدومًا ما يشعرها بأنها لاتزال في الاعدادية أو ما شابه، ولم يجعلها يومًا تشعر بأنوثتها ..
ولكن هذا الفستان برز جمالها وقسماتها بشكل جذاب !

اعتلتها ابتسامة راضية معجبة، ثم تمتمت مع نفسها ;مُعلقة على جسدها النحيف :

_لو بس نتخن شوية؟

ابتعدت عن المرآة وسارت صوب هاتفها، حينما تذكرت أنها يجب أن تشكرُه عليه .. أمسكت الهاتف وابتسامتها تغزو ثغرها حتى من قبل أن تفتح محادثته ؛فقد تذكرت استياءه المضحك عندما خلعت الفستان وخرجت له بـمنامة مغلقة حمقاء ..

بدأت بكتابة بعض الحروف وأرسلت له امتنانها :

_شكرا يازيزو على الفستان ده، انا حبيته اوي على فكرة

أرسلتها ثم كتبت أخرى :
_ انا مرضتش البسه عشان اتكسفت بس، مش عشان محبتهوش .. لكن هو بجد حلو اوي وعليه فراشات كمان زي زوقي

أرسلت ثم تطلعت من حولها قليلًا بتردد ، أعادت نظرها للهاتف وأضافت رسالة أخرى :

_انا عارفة إن كسوفي أوڤر زيادة بس والله غصب عنّي انا لسة مش متعوّدة .. يارب ماتكون اتخنقت منّي

لاحظته يكتب، وسرعان ما وصلت رسالته :

_مقدرش اتخنق منك يا سو

ابتسمت بهدوء وعادت تؤكد :
_استحملني شوية بس والوضع هيتغيّر ان شاء الله مش هيفضل كدا

بضع ثوانِ وأجابها :

_انا استحملك العمر كله يا فراشة مش شوية بس ..

اتسعت ابتسامتها أكثر قبل أن تجده قد ألحق رسالته بـواحدة أخرى :

_متضغطيش على نفسك انا مقدّر والله .. خدي وقتك عادي احنا موراناش حاجة

سكنها الارتياح بعد تلك الرسالة وابتسمت بامتنان شديد ;تشكره من قلبها حقًا لمسايرتها على مهل دون أن يشعرها بأنها مذنبة أو أنها تبالغ ..
كانت تخشى في بعض الأوقات أن يشعر بـأنها لا تتقبله أو ما شابه _وهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة ولكن خجلها يتحكم بها_ , ولكنه فاجئها بتفهّمه وإدراكه طبيعة شخصيتها المنطوية التي تجهل بأغلب أمور الحياة، وبالطبع ستأخذ وقتًا حتى تستوعب حياتها الجديدة مع حبيبها وحلمها الذي لم يكفّ عن مروادتها طوال سنين ......
*
*
*

نهار يوم جديد في حدود الرابعة عصرًا، صفّ فخر سيارته السوداء على جانب الطريق ثم رفع هاتفه المحمول وطلب رقمها، انتظر قليلًا حتى فُتح الخط فقال :

_ايوة ياجهاد انا وصلت عند الشركة بس هتلاقيني ورا شوية عشان ملقتش ركنة قدام الشركة بالظبط .. اطلعي من الباب وامشي يمين لحد ما تلاقيني .. مستنيكي متتأخريش

أغلق معها ثم انشغل بطلب رقم شخص آخر، وضع الهاتف على أذنه مترقبًا الرد حتى وصله صوت أنثوي يجيب :
_الو

_ايوة يا هنا .. ينقع اقابلك النهاردة؟

صمت وأنصت لها بتركيز حتى بدا عليه الملل وقال :

_ماشي بكرة .. بس متجيش بكرة تقوليلي بعدُه، انا مش فاضي!

استمع لاعتذرها ولم يهتم وأغلق المكالمة :
_ ماشي سلام

أنهى المكالمة ثم فتح تطبيق الواتساب وحدد المجموعة التي تضمه مع الثلاثي المعهود، ثم قرّب الهاتف من شفتيه قليلًا ليرسل تسجيلًا صوتيًا :

"اعملوا حسابكوا هنتقابل في المركب النهاردة، خلصوا حالكوا بدري كدا، وعز الكلب لو اتحججت لي بالمستشفى زي كل شوية هاجي اعمل لك فضيحة هناك عشان تتفصل ونخلص من قرفك"

بقى لدقيقة ينتظر إجابة أي أحد، حتى بادر عز بالرد وأرسل مقطعًا صوتيًا :

_وانا لو اتفصلت هتجوز اختك ازاي!

ضحك فخر بخفوت ثم أجابه :

_طلّع اللي تحت البلاطة بقى وبطّل نتانة وادّعاء الفقر، ده انت معاك فلوس تجيب لك ديك رومي كل يوم

_انا معايا فلوس تجيبلي توينكز بالكتير.

ارتفعت ضحكات فخر من رد عز، ثم استمع لتسجيل أتى من زياد :

_بقولكوا ايه انا مش نايم ونزلت دلوقتي اشوف شقة مع ياسمين، وشكلي هرجع مقتول وهفكس لكوا

قبل أن يستعد فخر للرد وجد عز يسجل مقطعًا صوتيًا، فانتظره حتى أرسل رسالته ردًا على زياد، ومعه رسالة نصية توحي بأن المقطع يحتوي ألفاظ سيئة :

"حط السماعة"

ضحك فخر بشدة وظل يتابع الحوار دون أن يتدخل حتى اشترك حازم بالحوار وأرسل مقطعًا :

"لا ياجدعان اياكوا تلغوها، ده انا ماهصدق اطفش من البيت، خالتي جاية عندنا وهتقعد لحد بالليل وانا مرارتي مش طالبة"

تأهب فخر للرد وعينيه تطالع الشارع من حوله، فـ لُجم لسانه فجأة عندما لاحظ جهاد قادمة ولكن هناك من يتبعها ويضايقها بكلمات غزل سوقية رخيصة ..

ترجل من السيارة فورًا واستعد للذهاب إليها، ولكن بعد خطوتين فقط تصلّبت قدميه حينما تفاجأ بها تميل على الأرض لتتناول طوبة من جانب الرصيف ثم تلتفت لهذا المتحرش وتضرب رأسه بقوة دون تردد، فصرخ الشاب بألم شديد ..، كانت ضربة موجعة جعلت وجه فخر يتشنج ويصك على أسنانه وكأنه شعر هو بالألم، وبقى مراقبًا إياها وهي تهدده بصوت مرتفع بشراسة :

_غور من وشي قبل ما اجيب أجلك بيها !!

تدخل أحد المارّة عندما فزع من منظر الشاب وهو يمسك رأسه التى تنزف، ونهرها قائلًا :
_ايه اللي عملتيه ده الراجل دماغه اتفتحت!

نظرت لهذا المتطفل بغضب ورفعت الطوبة تهدده بها :
_شوف طريقك يالا بدل ما تحصّله !

عاد الرجل للخلف بتخوّف وحذر صائحًا :
_ده انتِ شكلك مجنونة!

ثم راح يتفحص هذا المصاب، بينما لم تحفل هي وتركت الطوبة جانبًا وابتعدت عنهما لتواصل طريقها .. سارت بضع خطوات حتى لمحت فخر يقف على بُعد مسافة صغيرة عنها، بدا عليها التفاجؤ بعض الشيء عندما أيقنت أنه رأى مافعلته وضمت شفتيها بتردد قبل أن تذهب إليه ..

كان فخر يرمقها بدهشة إلى ان وقفت أمامه، ونطق بعدم تصديق :

_ايه ده!؟

_احلف لك بـ إيه إني رقيقة والله !

ضحك ولاتزال آثار الاندهاش بادية عليه :
_خدت بالي

ردت بملل :
_يعني واحد بيعاكسني المفروض اعمل معاه ايه؟

_انا كنت لسة هتدخل بس لقيتك مش محتاجاني الله اكبر قومتي بالواجب ونص .. برافو ياچيجي انا فخور بيكِ للسما

فغرت عينيها بذهول كبير :
_ايه ده بجد؟ ده انا قولت اتقفلت منّي وهتعيد نظر في الجوازة دي

ردد بعدم فهم :
_اتقفل ليه؟

أجابت بتردد :
_عشان اللي عملته ده يعني أكيد حسّسك إني مسترجلة أو كدا

_والله لو ده هيخلّي المناظر دي متقربش منك فـ انا مبسوط بيكِ وانتِ مسترجلة عادي ..

وتابع بتشجيع وحفاوة :

_وقت الحاجة اقلبي على الكل ياحبيبتي ميهمّكيش حد، وانا هلمّ وراكي عادي

ضحكت بسرور من حماسه للوقوف معها ونبرته التي توحي بـعزمه على مساندتها حقًا، ثم استمعت له يقول :

_انا بس كنت مستغرب عشان اللي يشوفك يوم خطوبة اخوكِ ميقولش إنك ممكن تعملي كدا، الفرق شاسع

أجابته رافعة كتفيها بثقة :

_I can do both "استطيع فعل الاثنين"

ابتسم لها بافتخار وأومأ بـرضا :

_شطورة ياعيون فخر

برزت ضحكتها الواسعة على محياها بعد سماع تدليله لها وكأنها ابنته الصغيرة، ومن ثم بقَت تطلع له بصمت وترقّب شديد .. تلقِ له نظرات جانبية تشير بأنها تنتظر منه شيئًا ولكنه لم يفهم ماذا تريد، وبادلها بنظرات مستفهمة ..

بدأت فى تعديل ملابسها ;قاصدة لفت نظرُه لبلوزتها الصفراء، فـفهم الأمر سريعًا واعتلته ضحكة واسعة وهو يخبرها بالجملة التى تريدها :

_حلو الاصفر عليكي

اتسعت ضحكتها عن آخرها ووكزته في كتفه بمشاكسة، ثم سألته :

_طب ناوي تروح فين بقى؟

هتف بحيرة :
_مش عارف، انتِ عايزة ايه؟

أجابت فورًا :
_نروح المول

رد معترضًا :
_مول ايه؟ هو حد قادر يلفّ؟

_انا قادرة

_انا مش قادر ..

هتفت محاولة إقناعه :
_بص احنا مش هنتأخر، انا كل اللي عايزاه شميز منقوش أبيض فى اسود بس .. نجيبه وبعدين نقعد في أي حتة، خلاص؟

_لا لا ماليش خُلق اروح مولات النهاردة

_والله ما هنتأخر!

_خلّيها بكرة أحسن

أطالت نظراتها له واحتوت عينيها الكحيلتين كل معالم البراءة في العالم، وقالت بـرقة بالغة :

_عشان خاطري ياخوخة لو سمحت

تاه بـعينيها المثبتة عليه وامتنع لسانه عن التحدث ;هذه الخبيثة تعلم أنه يهتز أمام عينيها الواسعتين، ولن يستمر برفضه إذا ضاعفت نعومة نظراتها .. زم شفتيه بحيرة وتراجع عن الرفض قليلًا وهو يتساءل :

_مش هنتأخر؟

أومأت بتأكيد وهي لاتزال ترمقه بنفس النظرات، حتى نجحت في هزيمته، واستسلم لها قائلًا بتأفف :

_ماشي ياچيچي ماشيي! ....

*
*
*

وقف عز بصحبة والده في المطبخ ليعينه في تحضير الطعام ;فقط بالتذوق ووضع التعليقات المزعجة وكأنه ملكًا يجلس على عرشه ..

طفح الكيل برؤوف وصاح بانفعال :

_اطلع برا بقى رَوشتني !

_انا بساعدك بدل ما تعمل لوحدك

ردد رؤوف باستنكار :
_فين المساعدة دي؟

_اطلب وانا هعمل

افسح رؤوف له المجال تجاه البوتاجاز :
_اتفضل اعمل الرز

_لا هيعجّن منّي اعملُه انت

طرح ردّه ثم ضحك ببلاهة واستفزاز، فـلكمه رؤوف في ذراعه بعنف :

_طب برا بقى ومشوفش وشك هنا، يا إما مالكش أكل عندي

_ياروفا هو حد يقدر يعمل أكل بحلاوة أكلك؟ انت ايدك لما بتتحط في الحاجة بتطلع حلوة بالعافية ماشاء الله ولا أجدعها الشيف الشربيني

أعطاه رؤوف ظهره والتفت للأواني التي لاتزال تنضج على النار وقلّبها بالملعقة :

_متاكلش عقلي بالكلمتين دول، بردو انت اللي هتعمل الغدا بكرة مش هغيّر رأيي

نظر عز للأعلى بمنتهى الملل واكفهّر وجهه بشدة، فنطق والده دون أن يلتفت له :

_ومتقلبش وشك !

ارتفع حاجبي عز بدهشة من قدرة والده على حفظ تصرفاته هكذا، ثم هتف بكبرياء ليغيظه :

_بكرة اتجوز مريومة حبيبتي وتعمل لي هيّ كل يوم ومتحوجش ليك تاني

ضحك رؤوف باستهزاء مجيبًا :

_مريم مبتعرفش تطبخ، اتلهي!

صاح بعناد :
_هعلّمها

انقطع جدالهما بصوت رنين هاتفه، فأخرجه من جيبه ونظر بشاشته .. وبمجرد أن لمح اسمها التمعت عينيه بحماس شديد، وأسرع إلي الخارج وهو يهمهم بصوت مسموع :

_مش كنا جبنا سيرتها من بدري؟!

رفع رؤوف صوته ليصل له :
_اتقل شوية يابن المهووسة !
.

وقف بداخل الشرفة، وأسند يده على السور وهو يجيب :
_ايوة يامريم ازيك؟

كانت تقف أمام المرآة تمشط شعرها، وتترك الهاتف جانبًا على مكبر الصوت :

_تمام الحمدلله، أخبارك ايه انت؟

_فل جدا

ابتسمت وسألته بصوتها الرقيق :

_انت في المستشفى؟

_لا في البيت

_طب فاضي؟

_انا فاضيلك على طول

انبسطت شفتيها بابتسامة خجولة، ثم تركت الفرشاة وهي تقول :

_يعني ينفع نخرج في أي حتة دلوقتي؟

دق قلبه بسعادة من طلبها ;رغم أنها ليست أول مرة يجتمعا بالخارج، ولكنها أول مرة وهي حبيبته وليست ابنة عمته وحسب، وخرج ردّه فورًا :

_انا تحت بيتكوا أصلا!

ارتفعت ضحكاتها بشدة، ثم أجابت :

_طيب أنا هلبس على طول وانزل .....

*
*
*
طال التجوّل بين غرف الشقة المعروضة للبيع، حتى استقرّا الاثنان بغرفة الأطفال، وهتفت ياسمين وهي تمرر أنظارها بين الجدران بحماس :

_خلاص يازيزو انا موافقة

ردد زياد وهو يقف بجوارها :

_عجبتك فعلا؟

_اه، ألوانها هادية ومريحة كدا مش زي اللي فاتت دي، كانت كئيبة اوي .. يمكن حوار بعيدة عن ماما ده لسة موجود بس مش مشكلة بقى خلاص

_على فكرة دي أقرب شوية بالنسبة للشقة اللي فاتت، ولّا انتِ مستنية شقة في العمارة اللي قدام أمك ولا ايه حكايتك معايا؟

شعرت أنه سيقوم بضربها من نبرته الهجومية، ولكنها قابلته بالضحك وقالت :

_والله ياريت

رمقها بضجر وقرر المغادرة وتحرك خطوتين فأوقفته قبل الثالثة وأمسكت بيده سريعًا وهي تضحك :
_خلاص تعالى بس

وقف ونظر لها قائلًا :
_طب ها؟ آخر كلام ناخدها ولا عايزة تفكري

_انا عن نفسي عجباني .. لو مش عايزها عادي نشوف غيرها

_انا تمام، المهم انتِ

_انا تمام بردو

_يعني اكتب العقد؟؟

ابتسمت وأومأت بالإيجاب ثلاث مرات، ثم عادت تطالع الجدران ذات اللون السماوي وهي تقول بحماس :

_الأوضة دي ألوانها حلوة بس حاسة إني عايزة احط تاتشات صغيرة كدا عشان الولاد يحبوها .. ممكن اجيب شوية ستيكرات واجيب لهم النجوم الفسفور دي اللي بتنور فى الضلمة ، أو ممكن اجيب حد يرسم على الحيطة رسومات صغيرة .. بس خايفة حبايبي يخافوا منها بالليل ..

ضحك زياد بخفة من عفويتها الجميلة، قبل أن يصدح صوتها تنطق بفكرة :
_ ايوة ايوة هقول له يرسم حاجات خفيفة .. يرسم فراشات ! .. هخلّيه يرسم فراشات كتير وتكون ألوانها جميلة والولاد يحبوا يبصوا لها

اتسعت ضحكتها وهي تحلم بحياتها الجديدة ثم نظرت له وقالت :

_عارف؟ انا هبقى أقرب صاحبة ليهم ومش هضايقهم خالص ولا هخنقهم، ومش هعمل معاهم زي ما ماما عملت أبدا .. هخاف عليهم بس بعقل ;هسيبهم ينزلوا ويتعاملوا مع الناس ويشوفوا حياتهم ويتفسحوا ويخرجوا مع اصحابهم ويسافروا ويحسوا إنهم قادرين يشيلوا مسؤولية ..

تغير وجهها قليلًا وتطلعت من حولها بحيرة وتوجس ونطقت بـهمّ :

_بس خايفة افشل في ده

ابتسم زياد ووجّه لها نظرة حانية تخبرها بأنه يثق بقدرتها :

_هتعرفي يا سو انا متأكد، وانا هساعدك وهنربيهم سوا متقلقيش .. احنا الاتنين معقدين انا عارف، بس انا واثق إننا هنطلّعهم أحسن مننا بكتير

عادت لها ابتسامتها بعدما ارتاحت قليلا بكلماته، وأومأت بهدوء تعبيرًا عن اطمئنانها واتفاقها مع حديثه ......

*
*
*

دلفت جهاد إلى أحد المحلات الواسعة الخاصة بالملابس الحريمي، وفخر من خلفها يضع يديه في جيوب بنطاله البيج ;والذي يصحبه قميص من اللون الكحلي، مفتوحة أزراره الثلاثة الأولى وأكمامه مشمرة قليلًا تكشف عن معصميه، انتبه لها عندما خاطبته قائلة :

_الله يسترك فكّرني اجيب مورو واحنا مروّحين عشان بتنكد لما ملاقيهاش في التلاجة

همهم بضجر :
_ارحمي سنانك شوية!

مرر حدقتيه بين أرجاء المحل قليلًا حتى وجد كرسيًا فارغًا، فسارع بالتوجّه إليه وجلس قائلًا :

_شوفي هتعملي ايه بقى ولما نيجي ندفع اندهيني

_ما اجيب لك ماية بـسكر كمان ياعجوز!

وجهت سخريتها له بملل، فأجابها بإرهاق :

_احمدي ربنا إني قدرت انزل بعد الشغل أصلًا، ده انا برجع منُه مضروب عيارين

ربتت على كتفه بإحباط :
_اقعد يافخر! خليك قاعد ياحبيبي انا آسفة إني جبتك معايا ..

*
*
*
وقفت مي أمام المرآة تتأكد من مظهرها حيث ارتدت ملابس مناسبة لاستقبال ضيفتها الثقيلة ولملمت شعرها البني للخلف بتسريحة مهندمة بسيطة .. وقف طفلها عبدالله بجوارها وهو يقول :

_ماما انا جعان

_خمس دقايق بس يابودي وهناكل كلنا سوا

أجاب بامتعاض :
_من شوية قولتي خمس دقايق بردو

_طب اعمل ايه انا؟ ابوك اللي راح يجيبهم .. كلّمه استعجله انت بقى

انتبها لباب الشقة الذي فُتح ودخل منه حازم وهو يقول :

_تعالي ياماما .. اتفضلي ياخالتي نورتي

سارت ميّ صوبه سريعًا ووقفت لاستقبال السيدتين، فاقتربت حماتها ولاء وقبّلتها يمينًا ويسارًا وضحكت مي بترحيب :

_ازيك ياماما نورتينا

_بنورك ياحبيبتي

ثم تبعتها نجية واقتربت منها لتفعل كما فعلت أختها وهي تقول :
_ازيك ياميّ ياحبيبتي وحشتيني انتِ وعبدالله اوي

بادلتها مي القبلات وهي تجيبها بالترحيب، دون أن توضّح سخريتها من نفاق هذه المرأة ;التي لو أُتيحت لها الفرصة لتدفس رأس مي في التراب حتى تختنق، فلن تتأخر ..

لم تحب هذه السيدة أبدًا أن يتحداها أحد أو يُشعرها بأنه أقوى منها، بل على النقيض تريد كل نساء العائلة أن يبقين تحت أمرها وتحت كلمتها وكأنها ملكتهم .. وقد نجحت فعلًا في جعلهن يُقدّرنها ويعظّمنها كما تريد، عدا ميّ التي أحادت عن طريقها .. ورغم أنها لا تعيش معها بنفس المنزل بل وحتى نفس المحافظة، إلا أن غطرستها الجنونية لا تسمح لها بأن تتركها، بل تجعلها عازمة على ملاحقتها إلي العالم الآخر، فقط لتكسرها وتثبت أنها هي الأقوى ..

ولكن مي تدرك هذا جيدا وتعلم رغبتها في انفصال حازم عنها، ولن تسمح لأي مخلوق بتهديد استقرار منزلها مهما كان ........

*
*
*

خرجت جهاد من غرفة تبديل الملابس، مرتدية قميصًا منقوشًا بالأبيض والأسود مع بنطالها الواسع ذو اللون الأسود، سارت خطوتين فقط ونظرت لفخر الجالس أمامها على بُعد خطوات، وسألته بفضول :

_ايه رأيك في الشميز ده؟

أخذ عليه نظرة سريعة ولم يبدُ عليه القبول، وقال :

_مش ضيّق شوية؟

نظرت لملابسها تتساءل بحيرة :
_فين ده يافخر؟ ماعادي اهو

_لا والله حاسّه هيلفت النظر، شوفي مقاس أكبر هيبقى أحلى

_ده one size "مقاس واحد"

_خلاص شوفي غيرُه، اللبس كتير

جادلته قائلة :
_يابني والله ده مقاسي! لا أصغر ولا أكبر

أجاب بنفاد صبر :
_انتِ طلبتي رأيي وقولتلك مش عاجبني، براحتك بقى

نفخت بملل شديد ورمقته بحنق، ثم عادت إلى الداخل ..
.
.
بضع دقائق وخرجت من جديد ببلوزة تحمل نفس اللونين ولكن قصيرة ينتهى طولها عند الخصر تمامًا، ثم تطلعت له بتساؤل، فلم ترى سوى الاعتراض والقرف على ملامحه، ومن ثم الملل التام بـنبرته :

_ايه ياماما اللي انتِ عملاه ده؟ بربّك مقتنعة بحتة القماشة دي؟

_والله شيك، مالها؟

_قصيرة اوي ياجهاد !

_ما انا هلبسها على بنطلون قماش واسع شبه الجيبة، انت مشوفتوش بس والله مش ضيّق خالص

أجاب باحتجاج :
_انتِ لو رفعتي دراعك لفوق شوية جسمك هيبان، انتِ بتهزري ولا ايه؟

ضحكت وأجابت :
_مش للدرجة دي ....

قبل أن تكمل حديثها سبقها هو بالتحدث وقاطعها بحسم :

_سيئة سيئة سيئة .. قمة في السوء !

صاحت بسخط :

_عرفت خلاص عرفت!!
.
.

بعد دقائق إضافية كانت جهاد لاتزال مختفية بالداخل تجرب شيئًا جديدًا، بينما يجلس فخر منتظرًا إياها بـصمت، إلى أن رفع عينيه بانتباه إلى العاملة التابعة للمحل وهي تقف بالقرب منه وتحدثه بصوت أنثوي ناعم :

_اقدر اساعدك في حاجة يافندم لحد ما هيّ تخلّص؟

شكرها فخر قائلًا :
_لا شكرا انا قاعد مستنيها

_هو مفيش حاجة عجبتها؟

أجاب باقتضاب :
_اه للأسف

هتفت الفتاة بنبرة لاتزال تتخذ بعض الليونة والغنج :
_طب انا ممكن انقّي لها حاجات تانية حلوة، هي طالبة حاجة معينة ولّا هي عايزة تشتري حاجة جديدة عمومًا؟

بـطبعه الفطِن أدرك أنها لا تتساءل لرغبتها حقًا في المساعدة، بل لمحاولتها في جذب أطراف الحديث معه ؛فلم تفارقه نظراتها المتمعّنة منذ دخوله ..
نظر لها بابتسامة صغيرة وأجاب :

_استني تطلع واسأليها !

ضحكت بخفة ومازحته قائلة :
_هي جايباك بالعافية صح؟ .. انا عارفة الرجالة مبتحبش حوار ال shopping ده خالص

ابتسم لها بـاصفرار وأجاب بـشيء من الغرور :

_انا مبعملش حاجة بالعافية .. انا اللي بستعمل العافية مع الناس!

توجست قليلًا من حدة نبرته فى جملته الأخيرة، وراودها شعور بأنه يهددها أو ما شابه، فعقدت حاجبيها بتعجب وتراجعت خطوة للخلف وهي تقول :

_هو انا ضايقت حضرتك؟

_وهو في عشم بينكوا عشان يتضايق منك أو ميتضايقش !؟
تدخل صوت جهاد فجأة تنطق جملتها بصرامة، فالتفتا الاثنان لها وقبل أن يُخرج فخر رد فعل، سبقت الفتاة بالرد :

_أنا بس كنت بعرض المساعدة مش اكتر

أجابتها جهاد بنبرة مختنقة :
_كتر خيرك .. ممكن تسيبينا لوحدنا شوية؟

أومأت الفتاة ببعض الإحراج ونطقت :
_تمام عن اذنكوا

تحركت وغادرت دون أن تنتبه لنظرات جهاد المشتعلة التي تراقبها، ثم توجّه بصرها إلى فخر ونبست بغضب :
_كانت بتقول لك ايه البت دي!

_ولا حاجة

صكّت على أسنانها بغيظ :
_فخر متعصبنيش، انا طالعة وشايفة بصّاتها ليك عاملة ازاي

_وانا مالي بـ بصاتها؟! انا حتى كنت رخم في ردودي عليها

صاحت باعتراض :
_وليه ترد عليها أصلا ؟!

أسرع يسكتها وهو يتطلع من حوله يتأكد ألّا يكون هناك من يسمعهم :
_بس! هتفرّجي الناس علينا

ثم نظر لها وقال :
_انتِ هتسيبي دي تحرق دمك ياجهاد؟ فكك منها انا هشوفها فين تاني أساسًا! كبري دماغك

أشاحت بنظرها وهي تتمتم بسخط :
_قفلتني الله يقلّ مزاجها !

ثم بصرت قميصه ذو الثلاثة أزرار المفتوحة، واقتربت منه لتمسك بـ ياقته وتحرّكها بقرف :

_وايه صدرك المفتوح ده! ما أكيد عشان كدا طمعت فيك ياسهل !

اتسعت عينيه بصدمة شديدة :

_يالهوي معقول؟! .. يافضيحتك ياخوخة !
نطق جملته الأخيرة وهو يضم طرفي القميص على بعضهما بيديه الاثنين بشكل درامي مبالغ فيه، ثم قال بانكسار :

_استري عليا والنبي

تبخرت عصبيتها بعد حركاته المازحة، وارتفعت ضحكاتها من جدّيته في تمثيل الحسرة، وضربت كتفه بخفة :

_يا أوڤر!

ترك قميصه ونظر لها ضاحكًا :
_خلينا في المهم .. حلوة البلوزة دي

قالها وهو يشير للبلوزة التي وقع عليها الدور لتجربتها، فطالعته بطرف عينيها قائلة :

_أخيرا عجبتك حاجة!

_اختاري انتِ حاجة عدلة من الأول

سألته بتأكيد :
_يعني آخدها؟

_اه يلا

_طب استنى هسأل على حاجات تاني

رد بتذمر :
_احنا مش قولنا هي بلوزة واحدة؟

_لو ملقيتهاش خلاص مش مهم، متخافش مش هوديك مكان تاني .. هدخل اغيّر بس وهسأل

*
*
*

وصل عز إلى وجهته وصف سيارته جانبًا ثم التفت لمريم الجالسة بجواره وسألها دون مقدمات :

_كباب وكفتة ولّا نص فرخة؟

ضحكت بخفة وسألته :
_هو ايه ده؟

_الأكل اللي هناكله، متقلقيش انا معايا قرشين حلوين

طالعته بتفكير وقالت :
_انا مش حاسة إني عايزة أكل، ممكن نكتفي بـ آيس كوفي أو ميلك شيك مثلا وخلاص

_لا طبعا انا الخروجة بالنسبة لي أكل، لازم ناكل

علت ضحكاتها وقالت :
_طب انزل بس ونتفق جوا

ترجّلا من السيارة قبل أن يغلقها عز ثم سار بجوارها صوب أحد الأماكن المفتوحة لقضاء بعض الوقت ..
وقبل أن يصلا إلي الباب انتفضت مريم بسعادة بالغة عندما رأت هرّة رمادية اللون بالقرب منها، ودون تفكير أسرعت تتوجه إليها وهي تمد يدها لها وتدللها بلُطف :

_تعالي يا قطقوطة ياصغنّنة تعالي، انا معايا أكل في شنطتي، تاخدي منُه؟

ولكن لم تستجب لها الهرّة وراحت تركض بعيدًا بخوف، فصاحت مريم باستياء :

_لا لا استنّي! ليه كدا انا مش هعمل لك حاجة!

اقترب منها عز وقبل أن يتحدث التفتت له وتطلعت له بحزن شديد :

_انا كل ما اشوف قطة بتجري منّي ليه؟ هو انا شكلي يخوّف؟!

أحنى رأسه إلى الجانب قليلًا بمشاكسة، قائلًا :

_بقى وشّ سندريلا ده هيخوّف بردو؟

ابتسمت له بمجاملة ولم يتلاشى حزنها بالكامل، ونبست :

_طب ليه مش بيرضوا يجولي؟

_زي ما انتِ مبتثقيش في حد غريب هما مش هيعرفوا يثقوا فيكِ بردو

_بس في قطط بترضى مع ناس متعرفهاش عادي

_في قطط كدا وقطط كدا، انت اللي بتقابلي الخوّافين

سألته بصوتها الناعم ونبرتها تشير كيف تتوق لهذا الأمر :

_هو احنا لما نتجوز هينفع تخلّيني اربّي قطة؟

تأمل زَرقاوتيها الجميلتين ونظراتها التي ترجوه بأن يوافق، فابتسم لها بهدوء وأجاب :

_مع إني مبحبهمش خالص بصراحة، بس طالما عشانك انتِ فـ انا معنديش مانع نفتح مزرعة قطط في البيت

ضوى وجهها بضحكة مفعّمة بالسعادة والحيوية وكأنه حقق لها أمرًا مبهرًا ؛فهي لم يتسنى لها تربية القطط يومًا بسبب رفض والدها وتصبو للذهاب إلى بيتها لتتمكن من فعل ذلك ..
ورغم عدم حب عز للحيوانات جميعها بشكل عام، إلا أن قول "لا" لأميرته كان صعبًا بقدر صعوبة ابتعادها عنه، ولم يطاوعه قلبه ولا لسانه في نطقها ..

وبهذه اللحظة تحديدًا بعد رؤية ضحكتها التي تُذهب عقله وتروي روحه بالبهجة، لن يجرؤ على رفض أي طلب لها لتكافئه بتلك الابتسامة العذبة البريئة دائمًا ....

*
*
*

_هو ده اللي هسأل على حاجات تاني ياكدابة؟
استنكرها فخر وهو يخرج معها من المحل بعدما اشتريا البلوزة، فردت هي ضاحكة :

_ما انا كنت عارفاك مش هتسكت إلا لما تدفع الفلوس، ملقتش حل غير إني اضحك عليك واسيبك قاعد واروح ادفع انا .. وبعدين انت لسة ليك عندي فلوس المستشفى، متزوّدش ديوني بقى

تطلع لها باستصغار وملل شديد :

_متخلّنيش ادّيكي فى وشك ياجهاد !

صدح صوت فتاة من خلفهم أوقفتهم منادية :
"لو سمحت لو سمحت"

التفتا لها ليكتشفا أنها تلك العاملة التي أثارت حنق جهاد بتوددها لفخر، وسرعان ما شق التجهم طريقه فوق قسماتها وهي تراقب هذه التافهة تقترب منه وتقول بنعومة :

_نسيت اقول لك إن في فرع للبس الرجالي في الدور اللي فوق، لو حابب تشتري حاجة هتلاقي أسعاره مناسبة وفيه حاجات كتير اوي هتعجبك

أومأ فخر وهو يرمقها بشيء من الاستغراب :
_ماشي متشكر

ابتسمت له ابتسامة لعوبة وغير صافية إلى حد ما ؛لتشجعه على التقرّب منها، ثم استدارت وعادت إلى المحل .. فيما تقدمت جهاد فجأة وحاولت ملاحقتها وهي تتوعد لها بغضب :

_والله لـ اخزّق لها عنيها !!

سارع بفخر بمنعها ووقف أمامها ممسكًا بذراعيها قبل أن تذهب، وهو يقول :
_خلاص ياجهاد خلاص

حاولت مقاومته بجنون وهي تصيح بغضب شديد :
_اوعى من وشي بدل ما اطلّعه عليك انتَ !

_يابنتي اهدي بقى يلا نمشي وخلاص

دفعته من صدره بعنف وهي تصرخ باختناق :
_ابعد ايدك غور من وشي!

عادت خطوة للخلف وهي تصرخ بانفعال :
_انا مروّحة ومتتكلمش معايا خالص ولا عايزة اسمع صوتك، فاهم؟!

لم تترك له الفرصة لينطق بشيء، وتحركت بخطوات منفعلة وسريعة بعيدًا عنه، متمتمة بصوت مسموع :

_ ابوك على أبوها !

ظل محدقًا في طيفها بدهشة ورفع يديه تعبيرًا عن التساؤل، قائلًا بتعجب :

_أنا عملت ايه؟!!

*
*
*

وقفت مي من خلف حازم وهو يرتدي قميصه، وتتحدث بصوت منخفض مليء بالحنق :

_يعني انت تخلع وتنزل وتسيبني مع نجية لوحدي؟

_ما امي معاكي اهي

ضربت ظهره بقوة ليندفع للأمام بعنف :
_انت بتهزر ياحازم؟

استدار لها وأزاحها بذراعه :
_ايه يابت إيدك دي!!

ثم نطق ما إن تذكر شيئًا ما :
_صحيح فين مفتاح درج المكتب عشان مش لاقيه وعايز منُه ورق

توجهت مي إلي خزانة الملابس ورفعت يدها لأول رف لتحضره من أسفل الثياب ثم عادت إليه، فهتف باستنكار :

_هو دهب عشان تخبّيه في الدولاب؟!

أعطته المفتاح مجيبة :
_عبدالله مبيسبش حاجة في حالها، خُفت يضيّعه وسط كراكيبُه .. الحق عليا بحافظ على شغلك؟؟

أخذ المفتاح، و ردّ وهو يتجه إلى المكتب :
_لا ياستي، هو احنا لينا غيرك؟

أثنى ركبتيه لينخفض إلى الدرج الأخير ويفتحه .. نبش بين الأوراق قليلًا حتى وجد مبتغاه ثم أغلق الدرج كما كان وانتصب واقفًا ثم أعاد لها المفتاح :

_انا هروح الشركة الأول نصّاية وبعدين هقابل الشلة ساعة بالكتير وهرجع .. مش هتأخر متقلقيش

*
*
*
على جانب الرصيف وسط هدوء الليل، كان يسير زياد بصحبة ياسمين يتناقشان في أمور تجهيزات الشقة، وقد علا اعتراض ياسمين تقول :

_بس انا مش عايزة أبدأ في قصص الجهاز والفرش دي إلا لما اخلص امتحانات عشان ابقى فاضية وفايقة للموضوع، ماما بس بتجيب شوية رفايع كدا وبتحشرها في البيت، بس الجد بقى والحاجات الكبيرة دي اتفقنا تبقى بعد الامتحانات ..

سألها زياد :
_انتِ هتبدأي امتى؟

_خلاص هبدأ بعد اسبوعين .. والمنهج حرفيا طاير من دماغي، لازم المّ نفسي

ثم أردفت بتحذير :
_اوعى تروح تجيب حاجة من غيري!

_انا اقدر اجيب حاجة من غير ما آخُد رأيك؟!

ابتسمت بسرور، وواصلت معه الطريق بخطوات متمهلة حتى استعدا للانعطاف إلى اليمين، وبمجرد ظهورهما على مقدمة الشارع، تصلّب زياد بموضعه فجأة عندما وجد أن الكهرباء منقطعة بعد مسافة أمتار وينتهى الشارع بظلام دامس يقطعه بعض الكشافات التي يسير بها المارّة ..

حاول تمالك نفسه واستدار نصف استدارة بكامل جسده لينظر لها ويبعد نظرُه عن هذه العتمة، وسرعان ما تفهمت ياسمين الموضوع وقالت :

_زيزو متقلقش خلاص .. روح روّح انت وانا هكمل عادي مش مشكلة

هز رأسه بالنفي وهو يبتلع ريقه وينطق باهتزاز :

_لأ لأ، انا ..

ترك جملته معلّقة وأغمض عينيه بقوة محاولًا إخراج صورة هذا الشارع المظلم من رأسه وقال :

_انا مش هينفع اسيبك لوحدك

_بس البيت على آخر الشارع خلاص، انا مش همشي كتير

فتح عينيه وظل ينفي برأسه أكثر من مرة بشكل سريع أقرب إلى هيستيري ؛من الواضح أن نوبته بدأت تتملك منه، فأسرعت تتمسك بيديه الاثنين بين كفيها لتبعث له بعض الاطمئنان، ثم قالت وهي تطالعه بنظراتها المستكينة الهادئة :

_اهدى يازيزو والله ماهيحصل حاجة، عشان خاطري متتوترش .. انا هبقى كويسة، ممكن تمشي انت؟

لم يبدُ عليه الاقتناع وبقى صامتًا، فأردفت ياسمين :

_هكلمك أول ما أوصل على طول متخافش .. يلا روح

ابتسمت له بسكينة شديدة أعطته بعض الهدوء، وربتت على يديه بحنان تؤكد له أن كل شيء على مايرام ........

*
*
*

بالمركب المجاور للشط مباشرة والمتفق عليه لتجمّع الرباعي المعهود، كان فخر وحازم هما أول من وصلا وجلسا وحدهما في انتظار الاثنين الباقيين، فكان يدردش فخر معه بما حدث اليوم :

_انا عارف مفيش حاجة بتكمل عدلة أبدا .. اليوم كان ماشي كويس جدا لحد ما جت في الآخر اتقمصت وسابتني ومشيت، وبكلمها مبتردش دلوقتي .. وانا معملتش حاجة كمان .. اومال لو عملت؟

ضحك حازم معلقًا :
_لا انت بـ اللي حكتهولي ده لو كنت عملت حاجة كانت أقل حاجة ضربتك بنفس الطوبة اللي ضربت بيها الواد اللي عاكسها

تبادلا الضحك قبل أن يتحدث فخر :
_الطوبة دي اللي مستنياك بيها مي لما تروّح عشان سبتها مع خالتك وفلسعت

_دي على آخرها والله، انا خايف اقرّب منها ...

ضحك فخر وقبل أن يستكملا هذه المسامرة، توقفا عن الحديث وانتبها لصوت مرتفع يأت من الشارع، من الواضح أنه شجار ..
غلبهما التعجب والفضول، ومد فخر رأسه قليلًا ليرى المجال المتاح أمام عينيه من الشارع، تحرك يمينًا ويسارًا حتى التقط بصره حفنة من المتطفلين يتناوشون مع أحدٍ ما بجوار سيارة عز المجاورة تمامًا لسيارته! .. لم تكن خاصة عز موجودة منذ ثواني ;حتمًا هذا العراك يخصه إذًا !

انتفض واقفًا بسرعة وهو يقول :

_ده شكله عز قوم !
.
.
.

_اسمعوا كلامي ياجماعة الحوار ده هيعود عليكوا بحاجات مش هتعجبكوا، خدوها من قاصرها وامشوا احسن لكوا

كان يتحدث عز بهدوء غير متناسب مع طبع هؤلاء اللصوص الخمسة الذين يستعدون لضربه في أي لحظة، ونطق الذي يتقدمهم بإصرار :

_طب ايه رأيك بقى إنك هتطلّع التليفون والمحفظة ومفاتيح العربية وبردو مش هنسيبك !

تغيرت نبرة عز إلى العناد قائلًا :
_ولازمتها ايه اطلّعهم بقى مادام عُلا زي مدام علا !؟

وكزه الشاب في كتفه مرتين مجيبًا :
_عشان انا اللي عايز كدا ياض وقصّر الكلام

_وهتعمل ايه لو قولتلك لأ؟

لم يأخذ ردًا باللسان بل تلقّى ضربة موجعة ببطنه بعصا غليظة كان يمسكها بيده، مما جعله يقع أرضًا بألم ..

وصل فخر وحازم بنفس اللحظة وأزاح فخر هذا المتعدّي بعنف صائحًا بغضب :

_ابعد يالا والزم حدك !!

قام حازم بمساعدة عز في النهوض حتى وقف وبقى الاثنان خلف صديقهما تمامًا يشاهدان استعدادهم لمهاجمة فخر، حيث قال أحدهم بتبجح وتهديد :

_انت اللي هتبعد ياحبيبي بدل ماتشوف أنيل من اللي هيشوفُه وتقعد تعيط جنبُه

لم يترك له فخر فرصته لتصنع القوة والهيبة الحمقاء، وسدد له لكمة قوية بوجهه ..
كانت تلك الضربة بمثابة ناقوس الإعلان عن هجوم الطرفين على بعضهما واشتعل الاشتباك بينهم ;كلًا منهم يقسم أن يخرج رابحًا ..

.
.

وصل زياد عن طريق سيارة "اوبر" بالقرب من موقع الشجار وترجل من السيارة متجهًا إلى هؤلاء المتصارعين .. لم يلحظ في البداية أنهم أصدقاؤه وعزم فقط على الاقتراب والمشاهدة بحماس، ولكن ما ان اتضحت هويتهم حتى زاد الحماس أضعافًا واتسعت ضحكته وهو يصيح عاليًا :

_ ايه ياشباب؟ مش تعزموني على الحفلة ؟!

توجه إلى سيارة فخر وجرّب أن يفتحها ولكنها كانت مغلقة، فقرر المحاولة مع سيارة عز وقد كانت مفتوحة، ففتح الصندوق الخلفي لها، ليأتِ بـأداة حديدية تستخدم لفكّ العجلات ثم انضم لهم، وأول ما فعله هو ضرْب قدم أحدهم بقوة ليفقد توازنه ويقع أرضًا ..

أوقف أحد المتعدين الشجار وهو يصرخ بأعلى صوته ويرفع بيده سلاحًا أبيض :

_اقسم بالله اللي هيقرب لـ ياخدها في زورُه ! ، ارجع ياض انت وهو، ارجع !!

توقّف الأربعة معًا وطالعوه بترقب وهو يردف :
_مش شوية هفيّات زيكوا اللي يعلّموا علينا !

توجّه ذلك الذي يملك العصا الغليظة صوب سيارة فخر وبكل قوّته حطّم أحد مصباحيها الخلفيين !!

لحظات من التخدير والصمت التام مرت على الجميع .. لم ينطق فخر بحرف واحد وعينيه متسعة باندهاش ملتزمًا بصمت مريب ..

هولاء المهاجمين يقفون متأهبين ويتطلعون لهم بتحدٍّ وترقب، بينما وقف زياد وعز وحازم يتبادلون النظر لبعضهم بقلق وتوجس من حالة السكوت المميت التي بات فيها فخر وهو يبدّل نظره بتمهل بين المصباح المكسور وبين فاعلها بغموض شديد، وأيقنوا أن بركان غضبه يتبقى له لحظات معدودة وينفجر ..

أعاد زياد نظره لذلك المتهور الغبي، و ردد بعدم استيعاب :

_كسرت الفانوس؟!!

خاطب حازم هذا المسكين الذي سيفقد روحه بعد ثوان، وأشار على السيارة وهو يقول :

_انت سألت على عواقب فعلتك دي قبل ماتعملها؟

نظر زياد لصديقيه وهو يخاطب اللصوص ساخرًا :

_طيب انا بقول نستأذن احنا عشان هو هيقوم بيكوا لوحده خلاص ..

ثم أردف وهو يشير لهم بالسلام :

_حد حابب يحط وصيّة تانية غير كولدير الماية؟ .... يلا سلاماتي للجميع !

يتبع ..

Fortsett å les

You'll Also Like

960 99 9
"قل للمليحة فى السراب الابيض ماذا فعلتِ بناسك متعبد" اعلم ان بيت الشعر خاطئ و لكننا دائمًا ما نحاكي الشعر على ساجيتنا، فهى ابدًا لم تكن بمليحة الخلق،...
533K 12.2K 41
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
89.2K 7.9K 14
وصيةٌ غريبة تجمع عائلةٌ مُفككة مِن جديد، و لكن هل الهدف مِن الوصية سيكتمل أم لن يدوم مع انتهاء المُدة ؟! - حوار عائلي. - رحمة علاء Cover by Anobeass.
946K 93.4K 31
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...