عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

By Anabell_rain

551K 13.3K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... More

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء العشرين

10.8K 410 312
By Anabell_rain

   توجه كين بالسيارة نحو الفيلا مغيرا مساره بعد ان اخبره جوشوا بحدوث انفجار في  القلعة قبل دخولهم اليها بوقت  قليل ، لذا اضطر جميعهم الي القدوم الي الفيلا  التي لم تتستع لهم لصغر حجمها وجلسوا مكدسين في غرفة الجلوس يعم بينهم صمت انتهي بفتح كين للباب ونهوض بن مندفعا نحو كلارا ، احتضنها دون  ان يكترث الي تحديق الاخرين  وبالاخص كين  به وهو يسألها
"انت بخير اليس كذلك قدمك هل اصبت بها  "

اومئت له كلارا ايجاب"هناك خلع بسيط في كحالي لكن انا بخير لا تقلق "

ربتت علي كتفه لتطمئنه  لكن تركيزها اتجه كليا نحو سلفيا الملقاة علي الارض بجانب المدفأة وقد شردت بتفكيرها بعيدا ، يدب علي ملامحها البؤس والاستسلام الذي لن تسمح له كلارا بالشفاعة لها اليوم

تخطت بن بهدوء لم يشمل تعابير وجهها التي تنذر بعاصفة بكاء قريبة لمحها كين الذي اوقفها قائلا

"جوشوا ، خذ سلفيا للطابق العلوي  "

قاطعته كلارا معترضة

"ولما ، أريد ان أتحدث إليها هنا ،ليس لدي شيء لاخفيه أعني كل شيء حدث في حياتي كان  أمام الجميع  فلما أجعل حديثي إليها خاصا  الآن "

قاطعتها سلفيا بضحكة ساخرة تحولت للبكاء الخافت الذي لم يخفي  ردها

"ليس هناك شيئا أقوله لك اقتليني ووفري هذه الدراما "

لم تقدر كلارا علي منع دموع القهر من السقوط و بدأت تندم علي رفض عرض كين ، فالآن هي اضعف من تحافظ علي تماسكها أمام الآخرين  ومع ذلك كان عليها المحاولة ،  تقدمت نحوها  لتجثو علي الأرض كما  تفعل الأخيرة ولتتمكن من النظر الي عينيها وهي تسألها

"لماذا ؟ عليك ايجابتي علي هذا السؤال سيلفيا لما ،تفعلين هذا بي  ها ، هل من اجل المال ، هل هو غايتك لما حاولت قتلي "

نفت لها الاخيرة باستسلام استشعرته كلارا في ردرها الصادقة

"لا ، بل الانتقام  لتدميرك حياتي ، وعائلتي التي لم اصدق انني حظيت بها ، لتأتي انت وتنسفيها في النهاية ، بسبب جشعك وانانيتك "

صاحت بها كلارا مذهولة

"جشع ،أنانية لا بد انك تصفين نفسك سلفيا ،هل تقولين هذا عني وانا من كرست حياتي من اجل رخائكم ، لولاي انا لما عشت في النعيم مع ابي لسنوات ، واليوم "

صرخت بها سلفيا باعصاب منهارة

"بلي انت انانية وجشعة ، انت فضلت وصفك بالبطلة علي عائلتك ، قتل والدك بسببك وايضا اختك ، فقط لانك كلارا غيتس العظيمة التي تريد ان تمارس اخلاق مهنتها ،مالذي كان ليحدث ان قبلت بنشر دوائك اللعين ها ، منعته وانهيت حياتي وحياة عائلتي وهذا شيء لن اسامحك عليه أبدا و إن حظيت بفرصة لاذيتك  مرة اخرى فلن اوفرها "

"هل غابريلا ميتة "

التفتت نحو كين حتي تعلمه انه يتوجب علي الايجابة ايضا لكن سلفيا سبقته بقولها

"حتي ان كانت تتنفس فاظن ان روحها قد ماتت بسببك وبسبب اختياراتك "

"عن اي اختيارات تتحدثين ها ،اين غابريلا "

حاولت سلفيا ارجاع دموعها لكنها لم تقدر علي ذلك وانفجرت بالبكاء الذي دفع كلارا للصياح بها وهي تهزها بعنف

"اين هي غابريلا اجيبي"

صاحت بها بصوت خشن

"لا اعرف ، انت من عليها معرفة مكانها ، هو عليه ايجادها وليس انا ، وتأكدي انه اي مكروه يصيبها فهو من تحت رأسك "

قاطعها كين بغضب ظهر في حدة صوته

"كفي عن القاء اللوم عليها سلفيا ، كيار لم تدفعك الي الرهان بها مقابل صفقةهدفها الاول والاخير ،الغدر بكيارا ، انت المذنبة الوحيدة هنا هل تسمعين "

تحولت تعابير كلارا للرعب الذي انتقل الي سؤالها

"مالذي تعنيه ، سلفيا عن اي رهان يتحدث "

وانفجرت بالبكاء للمرة الثانية ولا تظن كلارا ان لها القدرة علي انتظارها حتي تهديء لذا وجهت حديثها نحو كين

"كين ،مالذي عنيته برهن غابريلا ها "

لم يظهر عليه ادني رغبة في البوح بالتالي لكن الحاحها في انتظار ايجابة منه دفعه للتوضيح

"حين رفضت عرض دوائك ، وواجه والدك ضائقة مالية واراد البنك طردهم وعرض المنزل في المزاد ، ذهبت الاخيرة الي احد رجال المافيا  واقترضت منهم المال الذي يلزمها للتسديد مع عرض غابريلا ضمن الضمانات التي قدمتها لهم حتي يقبلو باعطائها القرض"

من هول ما سمعته ابتلع لسانها الكلمات لتسمع سلفيا وهي تصيح بها مبررة

"كنت سأعيد المال ، بمجرد حصول زوجك علي مراده ووصفة داوئك كان ليعطينا الكثير من المال ، كنا لنعيش بسلام  ،لكنك لم تسمحي لذلك بالحدوث لقد قتلته  وحملت كين لابادة عائلتي انت المذنبة ، لو اقتنعت بقول والدك من البداية لما حدث كل هذا ولما اضررت الي فعل ما فعلت حتي اؤمن مستقبل ابنتي وعائلتي ،انا ام والام تفعل اي شيء ولا احد يلومها "

" انت وحش ولست اما ، انها غابريلا ، اللعنة كيف طاوعك قلبك لادخلها من الاساس في رهان مع مافيا ، انها غابي سلفيا ذات الثلاث سنوات التي كنت علي استعداد لقتلي ولا تتركين اي مكروه يصيبها ، فهمت اني لا اعني لك شيئا سوي جسر اوصلك للزواج وان والدي لم يكن بالنسبة لك سوي محفظة تصرفين منها المال بلا انقطاع ، لكن غابريلا  ايعقل انك لم تحبيها هي ايضا انها ابنتك فوق كل شيء، ياللهي ساجن ، هذا كابوس بالتأكيد ،هل من اجل ان تحظي بحقائب فارهة وسيارة اخر موديل بعت ابنتك  "

مسحت سلفيا دموعها وابعدت يداها عن اذنها لتقول لها منددة

"لم افعل هذا من اجل رفاهيتي مصلحة غابي لم تكن في بيت فخم او سياىة فارهة انا قاتلت من اجل ان تحظي بام بجانبها  واب يرعاها، لم يهمني المصنع ولا المال الذي كان يدره ما كان يهمني هو حريتي وحرية سبيستيان ، كلانا كان مكبل من رقبته والمصنع ودوائك كانا المفتاح للخلاص ، انا لم اختر هذا ،انا اجبرت ان اتصرف هكذا ،ولم ارهانها بحر ارادتي "

لم تفهم كلارا قصدها بالضبط ولم تخفي ذلك

"ماذا تقصدين "

"لقد كنت محقة عملي بذاك المصنع ومصادقتي لك وحملي من والدك كان جميعه امر مخطط له منذ البداية ، انا فعلت اشياء تعرفينها واخري انت لا تعرفينها فقط لاصل اليكم واصبح زوجة  والدك "

رغم ان ما قالته لم يمثل قناعة جديدة واضافة لما كانت تؤمن به لكنها قالت

"والسبب كان  المال؟ "

هزت سلفيا رأسها نفيا

"السبب ان اعيش ، انا حياتي قبل ان ألتقي بكما كانت جحيما لا يطاق ،كرهني والدي اكثر من اعدائه فقط لانني فتاة طردني وجعلني اعمل  كعاهرة في ملاهيه حتي مات وهنا بدأ فصل معاناتي الحقيقي ، تبادلتني الملاهي كأي عبدة  في ما بينها  حتي وصلت الي احد اذرع المافيا شخص يدعي خورخى قال لي لن زعيمهم يحبث عن فتاة لتتولي مهمة ان نجحت بها فسيخلي سبيلي للابد ويعطني من المال ما يؤمن حياتي حتي اموت وانا وافقت من شدت يأسي حتي قبل ان اعرف ما نوع تلك المهمة ....  ، لقد اراد مني التسلل الي مصنعكم و ايقاع  والدك في شباكي والتقرب منك الي حد يمكنني فيه اقناعك بحصر  حقوق تصنيع دوائك  وتوزيعه علي مصنع والداك فقط كمرحلة اولي ، وبعد ان يجتاز اختباره الاولي احمل سبستيان علي التنازل لي بملكية المصنع  لاقوم انا بدوري ببيعه شركة ما ستشتريه  بارخص ثمن وبهذا ستستولي علي دوائك وحقوق تصنيعه بالكامل وسيكون لها كامل الحرية في طمسه للابد "

اوقفتها ضحك كلارا الساخر

"كفي عن الكذب انا لم اعلن رسميا عن توصلي لتركيبة الدواء الاولية الا بعد انجابك لغابي لم يكن هناك احد يعلم ببحثي  في ذلك الوقت حتي اعلنت عنه لمدير المختبر الذي رعاني  بما انني توصلت الي الصيغة الكيميائية اخيرا "

"انت مخطئة ، هناك الكثير من شركات الأدوية المنافسة لكم تلقت خبر محاولتك لتطوير ذاك العقار و ان بحثك قد يتوصل اليه خلال عام او عامين  ، الامر الذي دفع ببعض رواد الاعمال للتخطيط للاستيلاء عليه ومن ثم طمسه قبل ان يري النور حتي ،وانا كنت احد اذرعهم لا اكثر ، انت مراقبة منذ ان تلقيت الموافقة علي البدء ببحثك هذا  ، الاشخاص الذين يفكرون بطريقتك يمثلون خطرا علي عمالقة اصحاب رؤوس الاموال لذا يحب دائما مراقبتهم و التخلص منهم عند الحاجة "

إحساسها كان صحيحا ، لطالما اعتراها شعور بانها مراقبة وان تلك الصعوبات العضالة التي كانت تواجهها طوال مسيرتها كانت بفعل فاعل شخص استقصد جعلها تستسلم فحسب

"هذا لن يغير شيئا من حقيقتك ان لم يضف لها المزيد من لمسات البشاعة ، عبدة للمال قد تتصنع الحب لعائلة وتدمرهم فقط من أجل حفنة مال ..."

صرخت بها مقاطعة

"انا أحببته ، اقسم لك  انني أحببته ،ربما كان كل شيء في البداية مجرد تمثيلية لكن  تغير الكثير حين ولدت غابريلا ، انا حظيت لاول مرة في حياتي بعائلة تهتم لامري ،او علي الاقل تراني انسان يستحق الاحترام ، و من الطبيعي أن  اطمع واريد أن تستمر هذه الحياة  للأبد ، لذا قررت  الانسحاب ،لكنهم هددوني  وكان علي المواصلة  ،هل تظنين انني لم اجرب  حمايتك لكن الأمر انتهي بتخيري بينك وبين حياة غابريلا وسامحيني لاني اخترت ابنتي ،لهذا ضغطت عليك حتي تنشريه لكنك  صممت علي رأيك وقررتي ابادة المشروع قبل ان يبدأ  ، الي  حين ظهور حبيبك ذاك الي الواجهة ، واخبرنا  بعرضه السخي الذي  لم نستطع رفضه ،كان سيخلصني من العصابة التي تطاردني وسيمنع السجن من خطف والدك ، كل شيء كان ليصبح مثاليا ومضموننا ،لدرجة دفعتنا لتجاهل تهديده ان غابي ستدفع الثمن ان لم يعثر علي الدواء ويعرف كيف يحول لكوكايين ،لقد سلفنا المال لتسديد قروض البنك وبرر هذا بشراكته الذائفة معنا ، كان ليحصل علي المصنع و الدواء وبهذا سيحظي الجميع بنهاية سعيدة   "

كم بدى سماع هذا الكلام قاسيا  وكريها علي كلارا التي عقبت عليها بصوت مخنوق

" نهاية سعيدة "

ابتسمت ساخرة قبل ان تضيف

"نهاية سعيدة لكم وبائسة بالنسبة لي ، خانتي صديقتي وجعلت زوجها يخدعني بحبه وفي النهاية كانو ليتخلصو مني بكل بساطة  ..  "

قاطعتها بسرعة

"والدك لم يكن يعرف انه متزوج هو فكر بك صدقيني لذا اشترط زواجك منه هو اراد ان يضمن حياتك بهكذا خطوة وسعادتك بعد حصول بيتر علي اهدافه "

ضحكت كلارا والدموع تمليء عينيها ليتقي فيها خليط غريب بين السخرية والكراهية دفعها للقول

"يضمن حياتي ، الم يفكر ولو لثانية لما  اختار بيتر ربطكم بديون لن يستطيع حتي احفاد احفادكم بتسديها ، الم يخطر بباله لم اشترط عليكم غابريلا كضمان حتي يساعدكم "

قطعت حديثها ما ان احست بيد كين وهي تتشبث بكتفيها قائلا

"هذا يكفي كيارا ... "

"لا انا حقا اريد ان اعرف ايجابتها  اريد ان اري قيمتي عندها وعند ابي كيف دققا في الامور لضمان سلامتي كما تقول  "

وكان رد سلفيا هو البكاء فقط والذي سمح لكلارا بعتماد ايجابة نهائية دون ات تسمعها منها

"الم يظن والداي  ان  هدف بيتر ربما  لم يكن تدمير دوائي  او الاستيلاء عليه فحسب ، ربما كان  هدفه يشمل   تدميري انا بالذات ، محو عقل بمجرد تفكيره يمكن ان ينسف مليارات الدولارات ، الم يفكر انه و بشرائه  لعائلتي  هذا  سيضمن اختفاء كل من قد ينبش خلف قضية قتلي مستقبلا او يطالب بتحقيق ، فتاة تزوجة بابن زعيم مافيا وقتلت من سيهتم ان عائلتها لن تهتم، لن يعلم احد بدوائي ولن تتجرء عائلتي علي البوح به فهناك بضع مئات من الملايين ستطالبون بسدادها وهناك حياة غابي بالطبع التي ستنتهي ما ان تفكرا مجرد تفكير في البوح باي شيء قد لا يعجبه ،  الم ترو ان تلك الاموال التي اعطاكم اياها هي لكسب  شاهد زور سيرفع عنه اي اتهام قد يوجه نحوه ان قرر الاستفادة من الدواء مستقبلا ، لم تفكرا في كل هذا اليس كذلك او ربما فكرتما لكن ببساطة لم تهتما  ،وسارعتما في بيعي له ، وانت سلفيا الم تفكري في ان ابي الذي وافقك علي بيعي قد يوافق علي بيع غابي مستبقلا ان مثلت له تهديدا ، اظن انك فكرت لكنك تجاهلت التحذير  لانه سيسلب منك السبب الذي فعلت من اجله كل هذا وهو المال وراحتك ثم غابي في المرتبة الثالثة ،ان كانت ابنتك تهمك كما تقولين لما جعلتها رهنا لعالم المافيا القاسي الذي ترعرعت انت فيه "

انتظرت كلارا مطولا لتسمع تعقيب سلفيا
لكن صمتها كان علامة رضي واضحة وموافقة علي كل حرف قالته لذا اردفت

" أرأيت انت اسوء من ان تكون وحشا ،تلك التي توقع علي اعدام ابنتها من اجل راحتها ليست بأم "

قالتها كلارا  ببرود تجرد من المشاعر وعينان جاحظتان لايحملان سوي الفراغ    لترد عليها سلفيا اخيرا

"أنا اسفة ، انا حقا اسفة  اجرؤ علي نكران اني كنت لئيمة معك ، لكن من اجل غابي انا... "

اخرستها لكمة كلارا التي اسقطتها ارضا وقبل ان تستوعب سلفيا ما حدث وجدت الاخير تخنقها بيد وبالاخري تضربها بخشبة مشتعلة سحبتها من المدفئة وهي تصرخ بها

" لا تنطقي اسمها علي لسانك القذر لقد رهنتها لقد بعتها هي ايضا ، لم تهمك يوما كل ما فعلته كان من اجل نفسك الحقيرة  ،انت مسخ لا يجب ان تعيش  "

لم تعطها فرصة حتي لترد عليها واستمرت في ضربها بوحشية جعلت كين يطالعها بذهول اختلط بفخر لم  يستطع اخفائه ، لم يمسك بها ولم يمنعها من تهشيم رأس سلفيا ،وتركها تنفس كل غضبها حتي خارت قواها ووقفت   بانفاس لاهثة تمسح حبات العرق بكفها  غير مكترثة لتلك الدماء التي لوثت جبينها وعنقها  ،... القت ما تبقي من الخشبة بعيدا عنها وهي تري جسد سلفيا المغطي بالدماء ،لم تكن قد ماتت بعد لكن انفاسها القصيرة المتعبة والمتباعدة اخبرت كلارا عن تحتضر لتقول باخر قوي امتلكتها بصوت خافت بالكاد يسمع

"كنت ستنسين ،...... كل شيء جرحك في الماضي ان__ت  نسيته ، انا احسدك علي هذه الهبة اح___سدك حقا "

كان هذا اخر ما استطاعت نطقه لتنزر الجميع ان ما تبقي لها في الحياة ليس اكثر من ثوان معدودة وبعكس ما توقع الجميع كرد فعل من كلارا واولهم كين  فقد واجهت الخبر  بابتسامة سوداء مختلة قامت باخفائها ما ان  التفتت نحوه بالكامل  لتواجه  بوجه صلد خالي من المشاعر وكأنه نحت من جليد قبل ان تقوله له بهدوء  وهي تمدل له يدها الملطخة بالدم

"اعطني مسدسك "

لم تكن كلارا استطاع رؤيت ذلك بوضوح في عينيها الهادئتين ،ذاك السلام الذي غلب علي نظراتها نحوه وكأنها لا تخطط الي قتل احدهم بعد ثوانِ معدودة ، كم شعر بالفضول لمعرفة الي اي حد قد تصل اليه في انتقامها  وكمّ  القسوة  الذي غذاها به ريكاردو لتصبح قاتلة رقم 1في منظمته  ،..... و لذلك اشار نحو جوشوا

"مرر لي مسدسك جوشوا "

هذا ماقاله  كين حتي قذف الاخير  نحوه مسدسه  سابقا  صياح بن الذي صرخ  قائلا

"لا تدعها تحمله كين اياك ان تدعها تمسه ارجوك "

لم يقدر كين حجم الخطر الذي يحدق في عينيه الا عندما نهض بن وركض باتجاههما اثناء انحناء الاخيرة لاتقاط المسدس ، ولم تمر ثانيتين من التقاطها له  وكانت هناك ثلاث رصاصات قد اطلقت ، واحدة سدتها في رأس سلفيا والاثنتان وجهتهما نحو رأسها

"تبا لقد ارادت اللعينة الانتحار"

هذا ما صرخ به وعي كين لحظتها  ، وكادت ان تنجح لولا بديهة  كين  الذي امسك بيدها في اخر لحظة غير توجيها لفوهة المسدس بعيدا عن رأسها ،ولم يستسلم   في مقوامتها له حتي بعد ان اصابته احدي الرصاصات ... الي ان تمكن من نزع المسدس من يدها وقذفه بعيدا نحو بن الذي التقطه .

كل شيء حدث بسرعة لم تتح لي احد من الجالسين باستيعابه الا بعد ان سقط كين علي ركبيته وهو يحتضن جسدها الذي يقاوم بعنف غير عابه للترات الدم التي تتدفق من جرح الرصاصة التي اصابت صدره

"اتركني ، لم اعد احتمل هذه الحياة اللعينة ..."

زاد من قوة ضمه لها قبل ان يقول لها بالحاح

"من اجل ليون تحملي ، تذكري طفلك اللعنة هل تريدين تركه وحده هل تخليت عن فكرت العيش معه .. من اجل ليون اتوسل اليك كيارا اهدئي هو بحاجتك"

لم تقوي علي الرد عليه  وانفجرت ببكاء مرير قاطعه صراخ جوشوا

"كين ،انت تنزف اللعنة "

لم يعبه به ، ولم يلتفت نحوه  ،وتجاهل كل محاولاته لفصله عنها  ، فقد ظل متمسكا بها رغم قواه التي بدأت تنهار حتي هدئت وبدأ وعيها يعود اليها بعد ان غادر كين وهنا تدخل بن  وسارع في مخاطبتها

"فيونا ابتعدي عن كين دعينا نسعفه "

اعطته نظرات مليئة بالتعجب لمنادتها بفيونا بدلا عن كلارا والتي تحولت الي الخوف ما ان استوعب عقلها مصدر بركة الدم التي تسبح فيها والذي لم يسمح له بن بالسيطرة عليها اكثر قبل ان ينتشلها من بين أحضان كين ليسقط جسده علي الارض بلا حراك وهذا اخر ما استطاع قلبها الجبان رؤيته قبل ان يقرر الهرب بوعيها بعيدا.

وضعت صوفيا اخر وردة في المزهرية قبل تتنهد بارتياح انعكس في ابتسامتها العريضة  التي اطلقتها لتعبر عن رضاها التام للتصميم الذي اوجدته  وكان كما تخيلته تماما في مخيلتها ،لتمضي تلك الثواني وهي شاردة في انجازها قبل ان تفيق علي  صوت ميغيل الذي دخل من باب الغرفة للتو

"يبدو انك افقت باكرا "

رغم الغضب  الذي شعرت به ايزاء تجاهله اتصالاتها به طوال الليل لتطمئن عليه  بعد ان خرج مسرعا فجأة مقاطعا تناول العشاء معها لكنها قابلته بابتسامة

"ظننت انك ستتاخر  في العودة حتي مواعيدك المعتادة "

خلع الجاكيت قبل ان يرميه علي الفراش واتبعه بجسده المتعب  اذ ترك ظهر يتمدت عليه حارما ساقاه اللتان ظلتا تلامسان الارض هذا الحق لفترة مؤقتة

"انا لست اخاك ، لاستطيع مواصلة يومين بدون راحة كأن شيئا لم يكن، سأرتاح قليلا ثم اعود للعمل وان كان وجودي يضايقك هناك الكثير من الغر..."

قاطعته قبل ان يكمله حديثه الساخر

"انا لم اقل انه يضايقني ، ان كنت جائعا سأخبر غيت لتحضر لك افطارا"

رمقها بطرف عينيه قبل ان يغمضهما متما "

"لا اريد شيئا "

استغلت صوفيا تلك الفترة التي قضاها نائما في تأمله رغم عدم اطالته لها وما هي الا خمس دقائق قبل ان يقفذ بنشاط فاجائها قبل فعلته ،اذ تقدم نحوها بسرعة و قبلها بشغف انتهي مع  ترك رأسه يستريح في عنقها وهو يعناقها عناقا  لطيفا ، لم تقل حرفا وهو بادلها نفس الصمت  حتي كسره في النهاية قائلا

"لم اتعمد تجاهل اتصلاتك فقط لم اشأء ان تسمعي الاصوات التي في الخلفية اعلم انك تكرهين كل ما يتعلق بعملنا صوفيا "

وهنا فقط سمحت لبعض من مشاعر الاحباط بالتعبير عن نفسها قائلة

"رسالة فقط كانت لتكفي "

"انا اسف سابعثها لك في المرة القادمة"

فضلت الاستمتاع بتلك المشاعر التي هاجمتها بدلا عن الرد عليه والذي اخذ منحني اخر لديها وهي تسحب يداها من معانقته  والشروع في فك اول زر من قميصه ، لم تستغرب نظرة الاندهاش التي رمقها بها لثواني  عند فهمه رغبتها به حتي قالت له

"اعلم انك  متعب لذا هل يمكننا  ان ننام و "

كانت خائفة من رفضه لذا قطعت طلبها لكن عند رؤيتها ابتسامته الطفيفة  قبل ان يعاود عناقها  وهو يرد طمئنتها وجعلها تتمني لو قالت ما تريده

"ان كنت مكانك لاجلتها حتي المساء ، لدي ثلاثة ايام قادمة بالفعل لا تظني انك قد تستطيعين فيها مغادرة السرير  او النوم وساقيك مضموتان دون اذن مني  "

وحدها كلماته تمكنت من جعل رغبتها به تضاعف  ومع ذلك أنكرت ما فهمه

"انا لم اقصد هذا  .. اردت فقط ان اساعدك في نزع ثيابك ، انت معتاد علي ان تنام عاريا وبعد ان تستيقظ اردت ان  نتحدث  "

ابتسم ساخرا من جبنها لكنه قرر مجارتها

"في ماذا "

اكمل حديثه بعد ان جرها خلفه ولم يفلتها الا بعد اجلسها علي الفراش

"تريدين ان تحدثيني صوفيا "

لم تكن تملك شيئا لتقوله  لذا ارتجلت من عندها اول شيء  خطر في بالها

"لقد اتصل بي ابي واخبرني انه  يريد زيارتي هنا بالمزرعة انت ليس لديك مانع ان دعوته الي  العشاء في وقت لاحق من الاسبوع القادم او اللذي يليه "

رفع حاجباه في اندهاش وهو يرد عليها متاجهلا كل ما قالته وركز في شيء واح

"ابي!  ظننت انك تفضلين قتل نفسك قبل تنطقيها ،لكن الان اري انك قد غيرت رأيك ام انني اتحدث الي شبح صوفيا ولا اعرف "

ضغط علي خدها برفق ليؤكد لها قصده ساخرا

"أرأيت أنت حية  ولم تموتِ بعد "

تنهدت بصوت خافت ان ترد عليه

"لقد غيرت نظرتِ إتجاه الكثير من الأشياء في حياتي مؤخرا ومن ضمنهم ابي انا لم اعد احقد عليه بعد الان "

اخذ ميغيل عدة ثواني يتفرسها بعمق وكأنه يحاول تفسير شيء غامض بها  وهذا ظهر جلىً في سؤاله

"وهل لي معرفة السبب الذي غير نظرتك هذه اذكر انك قبل اقل من شهران  كدتِ أن تقتلينى لجعلك تقابلينه من دون اذن منك ، هل استيقظتى في ذات صباح وقررتي فجأة ان تسامحيه علي قتل والدتك وحرق نصف عائلتك معها "

حاول تفسير تلك الدموع التي بدأت تتوهج في عينيها باكثر من طريقة لكنه فشل في إيجاد الانسب الا عن طريق فمها الذي سأله بصوت مخنوق    

"كيف تأكدتم من أن ابي هو من أشعل ذاك الحريق يومها "

سؤالها دفع ذرة الشك التي بداخله لتكبر وتصبح أكثر وضوحا  من مجرد افتراضات ناتجة من كثرة التفكير،  هل علمت ما حدث ؟ ولهذا كانت ايجابته اكثر حذرا من قبل

"ولما تسألين وكأنك لا تعرفين الإجابة ام لم تعد القصة التي رواها لك كين كافية لتقنعك "

ظل يسايسها في الحديث عله يصل الي مبتغاه ويتأكد ان كان سواريز قد اخبرها بالحقيقة لكنها ردت عليه بصوت باهت

"لا تهتم تصرف كأنني لم اقل شيئا  سأذهب لاتركك تستريح "

حاولت النهوض لكن قبضت ميغيل التي حاوطت كتفيها اجبرتها علي الجلوس مرة اخري وهو يسألها

"لا تهربي وايجبيني مالذي يدفع للتشكيك في كلام كين "

كم تمنت  صفع نفسها مرارا ، اللعنة مالذي كان ليحدث لو اعترفت برغبتها به منذ البداية علي الاقل كانت الان تقبل فمه بدلا عن تركه يستجوبها هكذا

"صوفيا قولي شيئا ما بك "

جذب انتباهها من جديد ما ان ركع علي قدميه ليصبح قادرا علي رؤية عينيها احتضن يديها واخذ يتفرسها بلين انتقل الي صوته الذي اضاف

"مالذي غيرك هكذا ، هل تحدث معك سواريز هل قال لك شيئا بخصوص الماضي شيء ضايقك سماعه  "

هزت رأسها نفيا لتسأله بدورها

"وهل هناك اشياء انا لا اعرفها عن الماضي حتي يخبرني بها سواريز  هل اخفيتم عنى شيئا تحت بند حمايتي "

اخذ ميغيل نفسا عميقا ليقضي به دقيقة من الصراع الذي تولد داخله بين صوتين احدهما يخبره بالمضي قدما في تلميحاته ويصدق صوت الشك داخله بان صوفيا باتت تعرف ما حصل وقتها  والاخر يخبره بان يلتزم الصمت ولا يخاطر فقط يكون مخطئا ويثير شكوكها من العدم حتي قرر سلك الخيار الأول

"بل شيء لا يجب أن يتم تذكيرك به بعد أن نسيته  "

قطع حديثه حابسا أنفاسه وهو يترغب رد فعلها الذي أتي إيجابيا وبسرعة بعد أن هبطت الدموع علي خديها وانفجرت ببكاء مرير لم يشأ أن يقاطعه واكتفي باحتوائها بين ذراعيه  حتي قررت هي التوقف عنه والحديث اليه

"انا آسفة حقا ميغيل انا اسفة انا لم اقصد فعلها لم ارد ان اقتلهم ارجوك صدقني "

أستقبل موجة الألم التي أرسلتها اليه بضمها إليه  أكثر  قبل أن يقول لها بصوت خافت

"لقد كنت صغيرة لا يمكنك لوم نفسك  أنا لن أسمح لك "

أبعدها عنه قليلا ليمسح دموعها التي كانت لاتزال تهبط بغزارة

"لكني قتلتهم ميغيل وبسببي دفع الجميع الثمن تشردت عائلتنا وكادت أن تباد ، كله حدث بسببي  أنا "

أبتسم لها بلطف وهو يتحسس خدها رغم الألم الذي تربع علي عرش عينيه

"هذا قدرنا ، وأظن أنه لم يكن ليكون أقل وحشية إن لم  ترمي عود الثقاب ذاك "

دفعتها لكلماته للمر بنوبة بكاء أخري لم تمنعها من الحديث اليه وان كان بشكل متقطع

"كيف يمكن... كيف يمكنك قول ذلك لشخص تلطخ يداه دماء والداك إن كان والدك لا يعني لك شيئا و يجب أن يموت ماذا عن امك "

لم يستطع اخفاء الحزن عن الظهور في عينيه وهو يجيبها

"الجميع خسر يومها شخصا يحبه وانت لم تكوني إستثناء ، لم تقصدِ فعل ما فعلته  وتأكدي من لا أحد يلومك "

"لكنك فعلت ميغيل اليس من أجل هذا كرهتني ولم تتمكن من تقبلي أبدا ، وانا بكل حقارة كنت احقد عليك لانك لم تلتفت إلي  "

"هل أخبرك سواريز بهذا ..."

قاطعته بهز رأسها نفيا

"لا ليس لسواريز علاقة باي شيء هو لم يقل لي شيئا "

صاح بها مستنكرا

"لست مضطرة للكذب علي حتي تحميه فانا لست كين حتي اقتله،في النهاية لا احد غيره لديه الدافع ليخبرك الحقيقة  سيفعل اي شيء للاضرار بكين وانت خير أداة ليفعل ذلك "

سارعت للرد عليه لتذيب سوء الفهم الذي وقع

"انا لا اكذب ، لا سواريز ولا اي احد غيره انا تذكرت كل شيء لوحدي "

قلت الحدة من تعابيره وهو يسألها

"منذ متي "

"منذ رؤيتك وانت تخطو نحو تلك السيارة المشتعلة لتجلب لي أوراق تافهه اعاد لي هذا المشهد صورتك وانت تقتحم ذاك الكوخ المشتعل في محاولة يائسة منك  لانقاذ اي احد ولم تنجح في النهاية  الا في جلب دوميتي التي أضرمت النار  من أجلها ، كانت تلك هي البداية في مشوار تذكري لتفاصيل مهمة من حياتي تم محوها بطريقة ما لتخفي عني حقيقتي الكرهية والتي حتي اللحظة لا استطيع ان اتقبلها "

ربت علي خدها بلطف وقد تشبعت نظرات بحنان لم تشهد من قبل

"صوفيا ، الجميع يعلم بما حدث يومها كما ان الجميع اجمعوا علي مسامحتك ولهذا اخفينا الامر عنك  لقد كنت مجرد طفلة لا تعى شيئا ليس هناك بشر عاقل قد يحملك ذنب ما حدث "

"لكني تصرفت معكم بلؤم ، انا اذيتك كثيرا وابي نال مني اسوء معاملة بسبب شيء ارتكبته انا "

ضحك بخفة لتكالعه صوفيا باستغراب

"لا اعلم بشأن والدك لكن مقالبك التي كنت تفعلينها  بحقى هي الالطف علي الاطلاق ، ربما كانت هي  الشيء الوحيد الذي يكسر روتين القسوة الذي اعيشه في عالم المافيا يوما بعد يوم ، كما انك لم تكوني لئيمة انت فقط لم تجيدي الخداع بمشاعرك ، لم تتمكني من قتل قلبك وجعله لا يتحكم في تصرفاتك وانفعالاتك وهذا شيء احسدك عليه حقا "

اخذت تطالعه بصدمة جعلتها تنسي جبال الحزن التي كانت تكسر ظهرها الما

"أحقا انت تراني هكذا ميغيل "

انتظرت احاباه علي مضدد

"اجل لم ارك يوما الا بغير هذه الطريقة "

انهارت علي الارض بصحبته  لتحتضنه بقوة قبل ان يبادلها اياها  قائلة

"شكرا لك ، اشكرك من اعماق قلبي علي ما قلته ميغيل "

ابعدها عنه لتري ابتسامته الطفيفة

"هذا يكفي  ، لا معني من حديثنا عن شيء حدث قبل عقود  ،لا تفكري في الامر فحسب اتفقنا "

اومئت له ايجابا

"اتفقنا "

ما ان سمع جوابها حتي نهض بها قائلا

" بما اننا حسمنا الموضوع ما رأيك ان ننام اذا كلانا يحتاج للراحة اليس كذلك "

لم تعترض علي قراره  فهو محق لذا طاوعته في الاستلقاء علي الفراش بجانبه  حتي غفي هو ولحقت به بعد فترة وجيزة

ظلت كلارا تفرك يدها باستمرار  غير مكترثة لتلك الجروح التي سببتها لنفسها ،  فعقلها وقلبها كانا مع كين المحبوس داخل غرفة العمليات منذ وصولهم الي المستشفي ووحده الله يعلم ان كان حيا او ميتا فحسب ماقاله جوشوا هو لم يكن يتنفس ، ظلت  تطالع ذاك الضوء الأحمر بخوف وقلب يرتجف كحال جسدها الذي كان ينتفض بعنف في كل مرة يتهيء لها رؤية أحدهم يحاول فتح الباب ، في حين وقف بن بجانبها يسندها في كل مرة انهار ينهار فيها جسدها وفي ذات الوقت  يحميها بظهره خوفا عليها من جوشوا الذي حاول حتي الان  ثلاث  محاولات بائت بالفشل  لقتلها ولن يتواني في جعلهم أربعة  ان لم يخرج كين من ذاك الباب حيا

وفي الجانب الاخر من الرواقف وقفت كاتالينا من  تراقبهم بفم مطبق وعينان مملوئتان بالذعر علي بن الذي يمكن ان يخسر حياته في اي لحظة ،ان هاجم  جوشوا علي كلارا  بمسدسه فلن يدع بن اي رصاصة تصلها قبل ان تعبر من خلال جسده هو  وهذا بالطبع يعني موته

ظلت كلارا متماسكة الي حد ما الي ان فتح الباب فجأة وخرجت عبر الممرضة وهنا صرخت بي بن

"بن ...."

استنجدت به بمد يدها وهو سارع لاسنادها فربما قدماها لم يعودان قدارتان علي حملها اكثر ،لتركز كل طاقتها لسماع ما تريد قوله الممرضة التي وجهته نحوها وتركت مهنة ابقاء جسدها واقفا علي عاتق بت

"هل انت كيارا ؟"

اومئت لها ايجابا بدون تفكير

"اجل هي كيارا "

لكن الجواب صاح  به بن  بدلا عنها ،ليزيد من تطويقها لها ما ان لمح جوشوا وهو يقترب قائلا

" أخبريني أن كين بخير "

أجابه الممرضة بهدوء

" لقد عاد قلبه للعمل لكن لازال وضعه خطيرا ونجد صعوبة في ايقاف النزيف لان الرصاصة اخترقت   مكان حساس  ، والمشكلة انه افاق و المخدر لايجدي نفعا معه ولا يمكننا اجراء العملية بدونه  ،وهو اقترح ان يحضرو كيارا لتساعده علي النوم  هو قال ان هذا سينجح "

صاح بها معترضا

"يستحيل ان اسمح لها بالاقتراب منه مرة اخري ليست وهي من اوصله الي غرفة العمليات من الاساس "

قاطعته الممرضة بالحاخ

"فصيلة دمه نادرة ونحن بصعوبة حصلنا علي كيسي دم كان قد خزنهما عندنا قبل فترة، ان لم نوقف النزيف وانتهي مخزون الدم الذي يمده الان  سيموت ببساطة أرجوك فكر مليا دعنا نجرب ان لم يستجب للتخدير قي وجودها سنحاول ايجاد حل آخر "

"جوشوا دعني احاول ارجوك  هو ينام عندما اكون بجانبه"

رغم الغضب الذي اسود في عينيه مطالبا اياه بقطع رأسها لكنهةقرر تمريره الي يده ولكم الحائط ليفرغه  قبل ان يصح بها

"حسنا  ،افعلي كل ما بوسعك ليقف علي قدميه مجددا"

لم تنتظر كلارا امر الممرضة قبل ان تنطلق مندفعة داخل قسم العمليات  ، وكم كان انتظارها كريها خلال تلك الدقائق التي قضتها في تعقيم نفسها وتغير ثيابها الي  أخري خاصة بالعمليات

وما ان فتح الباب الرئيسي حتي  سارعت باتجاه كين وهو بالكاد استطاع فتح عينيه صدره مفتوح ودمائه لاتزال تنزف يبدو الالم ظاهرا في تعابيره المتصلبة ولونه الشاحب  ومع ذلك كان له القدرة علي نطق اسمها

"كيارا..."

صاح بوهن وهي سارعت للايجابة عليه وهي تمسك رأسه لتتكيء عليه وفي

"انا هنا   لا تتحدث فقط استرخي "

حرك يده وكأنه ليتحسسها لكن كلار سارعت لتثبيتها له في مكانها وهو اكتفي  بقمض يدها داخل قبضته

"لا تذهبِ"

"انا هنا لن اذهب الي مكان سابقي بجانبك حتي النهاية ،كن قويا من اجلي ولا تستسلم ،لا تسمح لرصاصة لعينة بقتلك ،انا لا احب ان تموت هكذا"

لم يجبها لكن ارتخاء عضلات عنقه المشدودة اعلمتها باطمئنانه وربما لم تمر اكثر من دقيقتين وقد غفي من جديد  لكن المشكلة كمنت في قبضته لم تترخي حتي بعد تأثير المخدر عليه واضطرها هذا للبقاء واقفة قربه وهم يغلقون طريق تلك الرصاصة التي كانت من المفترض ان تصيبها  بدلا عن اختراق صدره من جانبين  ،  وحتي بعد انتهاء العملية بنجاح لم ترضي تركه واصرت ع عليهم حتي  اعطوها استثناءا للبقاء معه داخل غرفة العانية المركزة  ...، ظلت تجلس علي كرسي  وضعوه بجانب فراشه  طوال الليل الذي لم ينجح في جعلها تزيح عينيها عنه حتي اتي الصباح وهزمها النعاس رغما عنها

انتبه بن ليد كاتالينا التي مدت نحوه كوبا من القهوة قائلة

"ليس به سم  اطمئت"

اخذها منه لتنضم للجلوس بجواره وهي تطالع جوشوا الواقف امامهم بصمت تام منذ ليلية البارحة  وقد استوطن الشر تعابيره

"تستطعين العودة الي الفيلا ان شئت كاتالينا لست مجبرة علي المكوث هنا "

قالها بن لتجيبه كاتالينا بسرعة

"لن اتركك هنا وحدك  ، ثم ان ريكاردو طلب مني البقاء معكما لذا لن اخالفه "

تجاهل التعقيب علي ما قالته وهنا استغل جوشوا الصمت ليسألها

"لما فعلت ذلك لما اطلقت النار عليه ، هل هذا أمر من ريكاردو لان تتخلص منه "

قاطعه ساخرا

"لا تكن سخيفا ، لقد حدث الأمر أمام عينيك ،هي أرادت اطلاق النار علي نفسها وليس علي  كين  ، هو فقط تدخل ليمنعها واصابته الرصاص عرضا "

لم يبدو اي تأثر علي ملامحه وهو يعاود سؤاله

"ولما قد تود الانتحار ،هل حبها لزوجة ابيها كبير لهذا الحد حتي نتنحر  بعد قتلها لها ، اعتمادا علي ما استمعت اليه في الحديث الذي دار بينهما فلا اظن ان هذا الخيار واردا"

"الأمر لايتعلق بسلفيا الامر يتعلق بكلارا نفسها من بين كل الاشخاص الذين قامت بقتلهم دائما ما كانت  تحاول الانتحار من بعدهم هذا امر اعتدت عليه طوال السنوات الثلاث الماضية لهذا كنت اتبعها كظلها  واساعدها في اغتيالاتها ليس لانها غير قادرة علي تولي الامور بنفسها بل لانها ستحاول ان تنتحر بعد كل شخص تقتله ومهمتي ان أحرص علي عدم امتلاكها أي أداة قد تستخدمها في تنفيذ ذلك ،لهذا نبهت كين علي ان لا يسمح لها باخذ المسدس لهذا السبب   ،  و تستطيع ان تتأكد من صحة ما أقوله من ريكاردو "

لم يعقب عليه جوشوا والتزم بالصمت لكن نظرات الحادة لانت بعض الشيء وكأن جزء منه اقتنع ببراءتها من التخطيط لاغتياله ، حتي صاح بذهول ما إن رأي كين يخطو خارج غرفة العناية المركزة وكأنه اصيب بشكة دبوس لا طلق ناري اخترق جسده من اتجاهين 

"تبا لك ، اللعنة ماللذي جعلك تستيقظ بحق الجحيم "

ما إن وصل جوشوا الي نطاقه حتي سدد له كين لكمة لم تكن قوية كفاية لتسقطه أرضا لكن بالطبع ألمت كين حد النخاع ومع ذلك قال بصوت مكبوت

"ان حاولت لمسها مجددا فسأقتلك ،كيارا لم تقصد اطلاق النار علي....اررر "

كاد كين ان يسقط ارضا بعد ما انفق جل قواه في لكم جوشوا لكن الاخير امسك به 

"لقد حاولت قتلك اللعنة لم تظن انني قد ابقي علي حياتها هذه مهمتي في العائلة علي اي حال ،  تعال لاعيدك  حالتك لم تستقر بعد"

قاطعه بسرعة

"دعني أجلس فحسب هناك ما أريد الحديث اليك فيه "

"فقط اجله الي بعد ان تتعافي "

"الآن جوشوا "

اصراره رغم صوته الذي يلهث وحبات العرق التي تساقطت لتعبر عن المه دفع جوشوا للامتثال له واشار نحو بن ليفسح له مجالا حتي يجلسه علي الاريكة

"مايكل ... من أرسله  "

نظر جوشوا نحو بن وكاتالينا  اولا ليخبرهما بعدم وثوقه بهما وهنا تدخل كين

"لن يوشي بشيء وهي ايضا ستلتزم الصمت ان أرادت أن تعيش "

تردد جوشوا في باديء الأمر  لكنه قال في النهاية

"  اليكس هو  من استجوبه ولم يرضي الاعتراف حتي اللحظة ،  لكن انا اعتقد ان من وقف خلف عملية الخطف هذه هو  "

قطع حديثه وهو ينظر في قلب عينا كاتالينا التي اكملت 

"انه راموس ،هو خلف كل هذا بت واثقة أكثر من ذي قبل أنه وراء كل شيء ، من استدراج بيتر للنصب علي كلارا ، وحتي شراء عائلتها ،وكل تلك الخطط الخبيثة التي حصلت  هو خلفها أنا أعرف اسلوبه تماما في الاستيلاء علي أملاك الاخرين ، بيتر لم يكن سوي احد اذرعه التي يتحكم بها "

قاطعها كين بحنق

"ذاك الحشرة لايجرؤ علي التخطيط ضدي وحده  ، هو لن ينجح في الاضرار بي الا عن طريق شخص يعرفني حق المعرفة شخص لصيق بي يمكنه تسريب معلومات مهمة عني وعن تحركاتي ماذا اقول وماذا افعل ، وانا ابحث عن ذلك الشخص  ،  ذاك العقل المدبر  الذي جعلني ادور في متاهة مغلقة لاربعة سنوات دون ان اعثر علي خيط واحد يدلني اليه ، هو كمحرك الدمي ، يعلب بكل الاشخاص الذين من حولي ويدفعهم للقيام بما يريده دون ان يشعرو بذلك او يضطروه للخروج الي المسرح وتنفيذ  مخططاته بنفسه  ان ازحت راموس عن طريقي فبكل بساطة سيجد دمية اخري يتحكم بها ، وقد يفوت الاوان قبل ان نعلم من يكون صاحبها "

لم يملك اي منهم ايجابة شافية لتساؤلاته وكانت كل تفاسيرهم عبارة عن افتراضات قد تصيب او تخطيء  ،لتقول له كاتالينا

"تخلص منه فحسب ،ابقائك له حيا لن يفيدك بشيء ، سيبقي دائما حاقدا علي كل من سببو له اذي في الماضي ولن يشفي قليله الا موت اخر فرد ما عائلاتهم ان لم تستطع خلال اربع سنوات من  العثور علي من يحركه فهذا يعني شيئان الاول ان يتهيء لك فحسب ام الثاني ان راموس حريص كل الحرص علي ان لا يترك اثرا لم يحركه وبالتالي فلن تصل لنتيجة وبكل مرة ستوصلك الخيوط اليه وتنقطع عنده "

وافقها جوشوا

"اتفق معها في هذا ، فقط دعنا نقتله وننهي هذه المهزلة راموس ليس بحاجة الي شخص يدفعه حتي يؤذي عائلتنا هو لديه دوافع اكثر من كافية حتي يسعي للضرار بمنظمة الشيطان ، واظن اختياره لكلارا  كان عشوائيا  واستغل وحدث ما حدث "

رغم منطقية ما قاله  لكن هناك جزء بداخله يرفض الخضوع ببساطة ويخبره ان هناك شيء ناقص عليه معرفته ،ان كان هدفه المال فحسب فلا معني من تتبع كلارا بعد حصوله علي ذاك السوار ولم اعاده برفقة ابنها الذي اوهمها علي قتله ولما يوهما بقتله من الاساس وابقي علي حياته  . ان كان المال غايته كما يقولون فقد كان من المفترض انهاء هذه المهزلة قبل ان يخطط بكل سخف لتزوجيها من بيتر وجلبها الي ميكسكو كان يمكنه قتلها باي من الطرق التي تظهر كانتحار قبل نشر دوائها ويستولي عليه وبما ان حقوق ملكيته لم تكن قد حررت بعد فيستطيع نسبه الي نفسه بكل سهولة ولن يستطيع والدها المطالبة به لانه لم يقنن بعد ،  اما مصنعه فهو كان علي شفير الافلاس وحصوله عليه ليس بذا قيمة حتي يهدر عليه عدة ملايين،جميعها تساؤلات ان لم يجد ايجابة شافية لها فلا شيء قادر علي جعل يصدق بان راموس هو خلف هذا كله فقط من اجل المال

سعل بقوة سببت له الم صارخ جعلت يأن بصوت عال وهنا تدخل جوشوا منددا

"اللعنة جلوسك هنا سيضرك فحسب ،دعني أعبدك الي الفراش "

صفع يده التي حاولت اسناده ليقف

"  عد الي مكسيكو وتولي امر استجواب ........ لا تدع ميغيل يعرف بالامر اطلاقا ، وايضا اريدك ان تبحث عن غابريلا ، بما ان سلفيا قالت بان بيتر هو من رهنتها لديه "

قاطعه قبل ان يكمل

"لا تظن انني سأبرح من  هنا خطوة بدون ان تكون برفقتي لن اتركك خلفي ابدا "

"انا لا اطلب منك انا اخبرك بما ستفعله..."

بدأ كين في السير باتجاه غرفته معلنا بذلك انهاء النقاش لكن  كان لجوشوا رأي اخر ولحق به

"لن افعل كين ، ليس قبل ان تشفي علي الاقل "

اتكأ علي الباب وهو يربت علي كتفه

"انا بخير ، فقط ...."

"هناك شيء علي ان اخبرك به "

قاطعه باندفاع جعل كين يفهم ان لحاقه به ليس سوي مجرد عذر للاستفراد به وقول ما يرد قوله علي انفراد

"اسمعك " 

رد جوشوا بتعابير متيبسة

" لا احد يقف خلف راموس ، لكن هناك من يقف بجانبه وينقل اليه المعلومات وهو من عائلتنا "

اخذ نفسا عميقا قبل ان يضيف

"وهذا الشخص هو ناز ، لقد التقطت  اتصالات بينهما  البارحة وفي يوم الخطف،ولا اظن ان الامر مجرد مصادفة "

لم يبدي كين اي ردة فعل اتجاه ما قاله وكأن لا معلومة جديدة دخلت  عليه وهذا دفع جوشوا لسؤاله

"هل كنت تعرف "

اوميء له ايجابا

"إذا لما بحق الجحيم لم تخبرني "

"  انا فقط اعرف انها ليست الواشي الرئيسى  تخلصي منها لن يفيدني بشيء ، هي بلا قيمة في المعادلة  نعيش فيها الان "

صفع جوشوا الباب بقوة ليعبر عن غضبه بدلا عن رفع صوته

"سحقا لك ، كيف تقول هذا واللعنة نحن كدنا ان نموت بسببها البارحة ، بحق خالق الجحيم قل لي انك لست جاد فيما تقوله ، فقط توقف عن النظر الي الامور الخطيرة بهذه النظرة التفاهة ، الان بات كل شيء واضح من الذي خطط ومن الذي هرب المعلومات له طوال السنوات البائدة ، لما اذا لا تزال مصر علي خلق عقل مدبر ثالث ، رغم انك لا تملك اي دليل علي وجوده ولا حتي دليل واحد "

حافظ كين علي ثباته وهو يجيبه

"لهذا انا الزعيم جوشوا ، لاني استطيع الرؤية بشكل اوسع وادق بخصوص الأشخاص الاخرين ، قد لا املك دليلا  لكن ثق في ان راموس  ليس العقل المدبر لكل شيء ،  اما بخصوص ناز فانت حر تماما في اتخاذ اي اجراء يخصها ، لكن اعلم ان قررت تركها بجوارك فانا لن اعارض ابدا فهي في النهاية زوجتك "

قاطعه بحنق

"انا لن افضلها علي عائلتي وعقاب الخيانة معروف لدينا  "

رد عليه ساخر

"لانك لا تحبها فحسب ، ان كانت سيلين هي الفاعلة   لما اجبت بهذه السرعة و الثقة ، ولما اعترفت لي ببساطة عن  حماقة ارتكبتها قد تعرضها للعقاب ،كنت لتغطي عليها بكذبة وقد اثبت الماضي  صحة ما اقوله بقوة ، واظنك لن تتردد في فعل ذات الاشياء مستقبلا ان تكررت منها   "

ألجمه حديثه هذا ولم يستطع تكذبيه ،فهو حاليا يخفي عنه انها السبب في ايقاف جهاز انزاره من الاساس ، لقد اخترقت حاسبه حتي تحدد موقعه  وهذا تسبب في تعطيل منظومة المراقبة لديه ،وربما ان لم يحدث ذلك لما خطفت كلارا ولم اضطر كين للحاق بها حتي ينقذها  "

تركه كين سابحا في افكاره ودخل الي غرفته ليجد ان كلارا لا تزال نائمة علي الكرسي لم تكن له طاقة حتي يقف عنده ويتاملها لذا عاود الاستلقاء معطيا اياها وجهه كم كره تلك الدموع التي رغم عدم وعيها لاتزال تحاول التسلل من بين جفونها المتعبة

"انا اسف كيارا ،لو علمت ان ضربك تلك الخقيرة سيجعلك ترغبين في قتل نفسك لما سمحتلك بصفعها حتي "

ولم يمر علي استلقائه ذاك اكثر من عشر دقائق قبل ان يقرر ان نومها علي الكرسي لا  يعجبه ،لذا قرر حملها متحديا بذلك اطنان من الالم الذي مزق صدره حتي نقلها الي الفراش بجواره  لتنام علي ذراعه كما اعتادت ان تفعل خلال الاسابيع السابقة وماهي الا ثواني حتي قلدها هو الاخر وغرق معها في النوم الذي افتقده لايام ، حتي اسيقيظ بلمسات اناملها لجبينه وهي تحاول ابعاد الشعر الذي يزعج عينيه

"لم اصدقك الممرضة حين قالت لي انك افقت "

اعطاها ابتسامة  طفيفة

"لاشيء سيمنعني من اكمال قضاء الثلاثة اشهر معك ولا حتي رصاصة لعينة "

هل حقا بعد كل ما حدث البارحة وخوفها عليه لايزال يظن انها قد تقتله ، ياللعار حتي نفسها باتت تعترف انها لن تستطيع ذلك  ،ليس بعد انهيارها مرتان في ذات اليوم عندما رأته يواجه الموت وجه الوجه .
ظلت كلارا تحدق به بشرود متأملة حدة عينيه اللتين كانتا تحاولان معرفة فيما تفكر ، لوهلة بدي لها كاي شخص عادي  وزال عنه كل الشر والغضب وحتي الغرور الذي كانت تتخذه كذريعة لكراهيته  ، ليصبح  لحظتها مجرد رجل وسيم ظلمته جورا لسنوات ، بلا وجهة حق

"كيارا ، هل ستكتفين بالتحدق بي  ولن تخبريني ما يحدث معك"

اعادت شعرها الي الوراء لتبرز اجهاد تعابيرها  قبل ان تقول له

"احاسب نفسي علي اخطائي بحق نفسي ، وايضا علي اخطائي بحقك كين ،كم من الاشياء بعد انا افهما بشكل خاطيء واظلمك فيها "

لاحظت التغير الطفيف الذي هز ثبات عينيه قبل ان يخفيه خلف ايجابته  المختصرة والتي لاتقبل اي تفاوض

"لن اكذب عليك هناك شيئان سأخبرك اياهما في الوقت المناسب ، فقط  لاتشغلي بالك بهما  "

زاد الذبول في تعابير وجهها وهي تعاود إغماض عينيها علها تتذكر تفاصيل اكثر عن ماضيها الذي لم تعد واثقة من أحداثه بعد الان ، لكن خوفها حرفيا تلخص في تلك الصور التي باتت تجول في عقلها مؤخرا من أن تكون حقيقة واحداث حصلت معها في الماضي  و عقلها بكل بساطة اختار حذفها ، ظلت تحاول كبت فضولها من الحصول علي تأكيد ينفي او يثبت لها لكن عبثا لم تجد نفسها في النهاية الا وهي تسأله

"كين اريد ان اسألك شيئا و اتمني ان تقول الحقيقة لي "

قطعت حديثها ولم ترضي اكماله حتي سمعت رده علي طلبها

"قولي ما تريدين  سأخبرك باي شيء عدا الامرين اللذين حدثتك عنهما قبل قليل  "

مسحت فمها وكأنها تذيل لجاما وهميا كان يحاول منعها من البوح بسؤالها التالي

" مؤخرا دائما ما تأتيني تخيلات كنت اظنها مجرد اوهام لكن  حين قالت سلفيا انني سانسي كما نسيت الكثير من الاشياء التي جرحتني  بت اشك انها ذكريات حقيقة ،  واريدك ان تؤكد او تنفي لي ذلك لان بعضها يشملك انت "

تشنجت عضلات عنقه مسببا تصلبا في صدره ويداه اللتين كانتا تمسكان بيدها  وكلارا لم تجد صعوبة في استشعار ذلك

"حسنا وما هي "

"انا هل كنت حاملا بتوأم اعني حين ضربني مايكل بذاك المخدر تذكرت يوم ولادتي وتخيلت  انني انجبت اثنان بدل عن واحد  وان الذي قتل كان يملك وحمة في يده اليمين  "

سمعت صوت شهيقه الذي علق لوهلة في رئتيه قبل ان يزفره بقوة لم  تتواجد في  عينيه وقد اختار اشاحتهما بعيدا عنها قبل رده الذي صدر بنبرة خافتة خالية من الحدة 

"لا غير صحيح  طفلك واحد وهو ليون توأمه اجهض في الاسابيع الاولي من حملك ، انها مجرد تخيلات منك لا اكثر  "

تنهدت كلارا بصوت مسموع وكأنها تخلصت من حمل جبل ظل يثقل كاهلها لاسابيع

"وانا قلت في نفسي ذلك ،  انها مجرد تخيلات كاذبة ، بالتأكيد لم انجب طفلين والا لكانت الطبيبة أخبرتني باني حاملا بتوأم اليس كذلك "

اعطاها ابتسامة باهتة لم تكترث لها كثيرا قبل ان تردف له بسؤال اخر بنبرة اقل توترا

"اذا فهذا يعني انه لم تحدث  علاقة  بيني وبينك في الماضي  اعني هي ايضا مجرد تخيلات مثل سابقتها ،شكرا للسماء كم سيكون الامر كريها ان كانت تلك المشاهد حقيقة وقد حدثت بيننا بالفعل  "

ظلت تردد ذلك في نفسها بتصديق  لم تراه علي ملامح كين التي اسودت وكأنه غير راضي تماما عما قالته الي حد ادخل في نفسها الشك ودفعها لسؤاله مرة اخري

"كين ، انت لم تكذب علي اليس كذلك  "

اكتفي بالايماء لها بضيق وجد طريقه للتعبير عن نفسه في تلك الدموع التي حبست اعلي جفنيه قبل يسألها

" هل ترينني شخصا مريعا لهذا الحد كيارا ، حتي تشعرين بكل هذه الراحة لتأكدك من اني لم المسك ، الم تكوني لتعجبي بي ان التقينا في ظروف مختلفة"

بدت نبرته متألمة ويبدو ان ايجابتها ستعني له الكثير له لذا اختارت كلماتها بعناية

"كنت ساحبك بلا شك لاشيء ينقصك تبدو وغدا مثاليا وسيما  ستقع اي فتاة في غرامه   ،لكن  الان الامر متعلق بي انا وليس بك ، فنسبة  للماضي الذي جمعني  مع بيتر لا اظن ان من  شيم كلارا القديمة القبول  باقامة علاقة معك وهي بذات الوقت تواعد ابنك او علي الاقل وقتها كانت تظن ذلك  "

لم تساهم ايجابتها في اكسابه اي راحة وظلت اعصابه مشدودة وهو يسألها

"لنفرض انه حدث بيننا شيء ، واننا قضينا وقتا معا في الماضي حتي وان كانت نزوة هل كنت لتكرهين نفسك الان   "
رغم ان حديثه مجرد افتراض الا انها احست بان ايجابتها ستكون حقيقة لذا لم تقاوم قبل ان تقول له  الصدق

"ان افترضنا ان ما تقوله حدث فاظن انني سأكره نفسي اي كان دافع تلك العلاقة فهي بالاخيرة خيانة وستضعني بذات كف بيتر و اميليا ولن افرق عنهما شيئا  وهذا بالتاكيد شيء اكرهه ، لذا اشعر بالراحة الان لان كل ما يجول في عقلي من تخيلات هي محض ذكريات كاذبة "

اعطاها  ابتسامة ماتت قبل ان تصل الي عينيه وقد خيم الخمول عليهما متأكدة انه مجرد ستار اخفي خلفه اشياء لم يحب ان تراها وهي لم تجتهد حتي تجبره لاظهارها حتي تمتم ساخر في الاخير

"تستطيعين الاحتفال اذا "

"سأفعل ،لكن بعد اطعامك كين"

نهضت لتتناول  طبق الحساء مع معلقته  ومن ثم اردفت

"سأشرف علي رعايتك شخصيا حتي تشفي بالكامل طعامك وادويتك وكل ما يخصك حتي تنتهي فترة اقامتك في المستشفي "

" ساغادر اليوم من هنا و "

قطع حديثه حين لم يستطع تحريك قدميه ولم يقلقه ان السبب ليس شللا اصابه بل تلك السلاسل الغليظة التي ربطته بالسرير

"ما هذا بحق الجحيم "

ردت عليه كلارا بهدوء هو  تمد نحو فمه المعلقة

"ما تراه عيناك ، انه ضماني حتي تزل شخصا عاقلا ومهذب ولا تتجرء علي تكرار ما فعلته البارحة ، لقد حملتني وانفتح جرحك حتي اضطرننا ليلا اعادة خياطته لك "

"كيارا  لست طفلا حتي تكبليني...."

قاطعته بهدوء لاحظ كين للتو انها تصطنعه وانها حرفيا غاضبة منه

"وانا ايضا لم اكن طفلة حين ربطني بالفراش لسبعة اشهر ان كنت تذكر "

"لكن انت كنت تحاولين الانتحار وهذا كان لمصلحتك "

"والا تظن ان حملي وانت مصاب بجرح رصاصة قطعت ثلاث من شراينك انتحارا، أرأيت  هذا ايضا لمصلحتك "

اللعنة لم يكن يظن ابدا ان قرار حملها ذاك  سيحولت حياته الي جحيم حرفي استمر  لايام تالية بذات نمط التشدد الذي سلطته عليه فقط لاخضاعه تحت سيطرتها ، اذ لم تسمح له حتي برفع يده من الفراش بدون إذن منها ،كل شيء يفعله حتي تنفسه تحت إشرافها  واجبرته علي تلقي العلاج بالمستشفى  لمدي اسبوعان لاول مرة في حياته  ولم يقوي علي الاعتراض ، ومع ذلك لن يستطيع انكار ان الامر لم يعجبه وانه لم يستغله حتي بعد تشافيه   لاستمتاع باكبر قدر من الدلال الذي تقدغه به لاطول فترة ممكنة

فتح فمه ليفسح للمعلقة مجالا حتي تفرغ ما تحمل من طعام داخل جوفه قبل ان تسحبها كلارا قائلة وهي تنظر الي الصحن الفارغ  الذي اصطف بجوار ثلاثة اخرين وما ان رأته يفتح فمه في انتظار اللقمة التالية قالت له بانهزام

"اللعنة ، فقط  لا تقل لي انك لم تشبع بعد "

هز رأسه كموافقة مجبرا اياه للصياح به

"كاااااذب ، الي متي تنوي الاكل حتي تنفحر معدتك ، انظر الي بطنك كيف أصبح منتفخا أنه الطبق السابع منذ الصباح والرابع خلال الساعة الاخيرة  ولم يتنصف النهار بعد "

صر حاجباه ليعبر عن انزعاجه السطحي

"لم اعرف ان اصابتي ستذلني لهذا الحد ، هل فقط لاني فقدت القدرة علي تحريك يداى وساقاي  وانت السبب تريدن مني ان اموت جوعا ،حسنا لا بأس فقط تذكري انني لم اطلب منك البقاء هنا والاهتمام بي لو تركت الممرضات يقمن بعملهن لما اضطررت لتحمل قسوتك علي. "

تنهدت بقوة لتنفس  عن استيائها تبا اللعين يحاول جعلها تندم  علي قرار الاعتناء به تكفيرا عن اطلاق النار عليه ، لكن بتصرفاته هذه هو حقا يدفعها لتكرار فعلتها تلك وهذه المرة بكامل قواها العقلية وعن اصرار وترصد

"حسنا ،سأجلب لك صحن اخر "

وقبل ان تنهض  صاح بها  قائلا

" اعطني بعض الماء اولا "

اعطته نظر جانبية قاتلة قبل ان تأخذ كأس الماء  وتقربه من فمه لكن الوغد تحرك فجأة ليدع الكأس يسقط عليه ويبلله ليصح بها

"كياراااا ، سيلتهب جرحي هكذا ، هيا بسرعة  ساعديني في تغير ثيابي "

يال مكره لم تكن بحاجة لدليل اكبر من هذا لتتاكد انه فعل ذلك بقصد ليصل الي غاية تعرفها جيدا والتي فضحتها نظراته المظلمة نحو شفتيها اثناء اطعامه له لكن دخول جوشوا المفاحيء خرب  جميع خططه

"مرحبا، كيف اصبحت حال مرضينا  بعد أسبوعين  "

لعنه كين  قبل ان تصيح به كلارا باستهلال

"كالحصان تماما لكنه يعاني من مشكلة صغيرة ثيابه مبللة لذا ساعد اخاك في تبديلها، بما ان يده يا حرام لم يعد يستطيع تحريكها"

هذا اخر ما قالته وقد ثبتت نظرة انتصار حرصت علي ان يراها كين  قبل ان تصفع الباب تاركة حرية لجوشوا للضحك ساخر

"تبا يا رجل لم اظنك قد تصل الي هذه المراحل يوما "

لم يتجاوب معه كين في سخريته اللذي نزع قميصه بعنف ورماه اتجاهه

"مالذي احضرك الان بحق الجحيم اليس من المفترض انك ذهبت الي مكسيكو"

"بلي لكني عدت للتو ، لاخذك معي ، لم اعد قادرا علي التغطية عليك اكثر وانت تمثل دور العاشق الولهان ، لديك زوجة لتهتم بها  ابن يحتاج رعاية ، ومنظمة لتديرها ان كنت تذكر ، انا انسان ولدي تاريخ صلاحية ، انت و ميغيل تسيئان استخدامي للغاية "

"اذهب وسألحق بك "

"لن اقع بفخك ، ستذهب معي رجل علي رجل "

"لدي اشياء لم احسمها بعد "

"مثل ماذا "

"مصالحة الكس مع رين "

"هل لعب دور مصلح اجتماعي اهم من انقاذ اخيك من الموت بسبب ضغط العمل واختلاق الاكاذيب لتبرير غايبك امام الجميع "

سأله كين ساخرا

"اين ميغيل "

جلس جوشوا علي الكرسي لينظر نحو كين المنشغل بارتداء قميص جديد  باريحية

"انه يعيش ايام مراهقته مع اختك ،اخر شهود عيان شاهدوه وهو يخرج من غرفته كان قبل اسبوع حين اراد تبديل قوائم السرير المكسور باخر  ولم يظهر مجددا للعلن منذ حينها  "

"اذا فقدت تحسنت علاقتهما كثير ، يسعدني سماع ان صوفيا اصبحت عاقلة اخيرا واختارت الاجدر بها "

رد عليه جوشوا ساخرا

"لم يكن هذا رأيك به حين  كانت مع سواريز "

"هذا لانني اخطئت التقدير حينها ظننت ان اللعينة تحبه حقا و لهذا تقاضيت عن اخلاقه الفاسدة وقررت مسيارته حتي تخطي كامل الخطوط الحمراء ،هو حتما كان ليؤذيها باستغلاله الفاحش لها واستخدامها ككرت ضغط علي اخيه وعلي انا ، كنت اجد الامر غريبا في الماضي ولا اجد تفسيرا لما يرضخ ميغيل لحقارة اخيه بهذا الشكل وبدون ادني مقاومة ليتضح في الاخير ان خوفه علي صوفيا من ان تتأذي هو السبب "

"الهذا لفقت تهمة الخيانة بحق سواريز وتركته يتعفن في السجن ، اعلم انك متورط في مسالة تهريب الخرائط تلك كين عودة ماشا للمنظمة واجبارك لصوفيا للزواج بميغيل تحت عذر سمعة العائلة والعيش معه رغما عن انفها جميعها اشيء تدلني علي ان الامر مخطط له منذ البداية ومن قبلك انت بالذات  "

انتظر جوشوا انفجار كين به لكن الاخير نظر اليه بهدوء كحال صوته واجابه بصراحة دون ادني مراوغة

"لن اكذب  ،كل ما قلته صحيح ، لقد اعدت ماشا للمنظمة بمقابل ما اخبرتني اياه عن ميغيل وعن ابتزاز اخيه له،  وايضا انا   استغليت قصة الخرائط لازيح بها سواريز عن طريق ميغيل لكن انا لم اذجه في السجن جورا ولم يكن سواريز بريئا بالكامل من تهريب تلك الخرائط ، فتلك الحادثة لم تكن الاولي في تاريخ خيانته لنا ، انا فقط كنت اتجاهل كل ما يفعله في الظلام وادعي العمي في البداية من اجل طيش شبابه وثانيا من اجل ارتباطه بصوفيا ، حتي اتي اليوم الذي ادركت فيه ان ذاك الارتباط هو الخطأ الفادح الذي سأرتكبه ان تركته يستمر  ، ليس بعد معرفتي ان اللعينة الغبية صوفيا تفعل كل ذلك لتحريك غيرة ميغيل ، وان تلك الابتسامة السعيدة ليست سوي ماكرة تحاول تثبيتها بزيف ينتهي ما ان يغلق باب غرفتها لتقضي ساعات وهي تبكي بعدها 
، والاسوء ان الوغد الاخر يحب اخاه رغم حقارته معه  الي  حد لن  يدعه يفكر حتي مجرد تفكير  في المطالبة بشيء بات من حق اخيه ، لذلك بعثت احد رجال الدولة الكبار المرشحين للرئاسة الي سواريز  وتركته يعرض له مبلغا محترما مقابل اعطائه تلك الخرائط التي ستساوي فوزه بلا شك بالانتخابات ، صحيح ان كل ما حصل من تدبيري ، لكن اختيار الخيانة من عدمه كان خياره جوشوا وهو اختاره بنفسه اتمني ان تتفهم ذلك "

"اذا فقد فعلت كل هذا من اجل صوفيا،ماذا ان لم يكن ميغيل يحبها ،كنت ستظلمه لارضاء اختك الا تعتقد ان هذه انانية منك "

تنهد كين بقوة قبل ان يجبهةبعد طول تفكير

" لا ، كان ليتعايش مع الامر  لا اظن ان هناك فردا في عائلة بيبيتشي لا يملك هذه الموهبة "

سأله جوشوا متعجبا

"اي موهبة تقصد"

"ان تعيش مع امرأة لا تحبها وتعطيها زواجا سعيدا وحياة مقبولة فقط لتحافظ علي تماسك عائلتك ، زواج الواجب هذا منتشر في مصير رجال عائلة بيبيتشي منذ الازل ، احبو امرأة وعاشوا مع اخري ،لذا يمكنك ان تحسد ميغيل جوشوا لانه ربما الشخص الوحيد بيننا الذي صادف ان زواج واجبه من ذات المرأة التي يحب ،هو ليس مضطرا لخوض صراع دائم بين عقله وقلبه ، ولا ان ترعبه عواقب اختيار سعادته التي قد تساوي انهيار الجسر الذي بينه وبين عائلته   "

"وانت هل ستختار عقلك ام قلبك ...ان اضطررت للاختيار  "

صفن في  الفراغ  بعينات متألمتان وكانه سينتزع الايجابة من روحه التي تعلمان موعد هذا الاختيار في ارض الواقع بات قريبا

"بالماضي كنت لاختار عقلي ،لكن الان لدي اكثر من حجة لاخرسه بها  وانصر  قلبي  بدلا عنهان خيرت بينكما فسأختارها جوشوا "

اوميء ليظهر تفهمه لما يقوله

"ليس لدي شك في ذلك كين ،فانت بالفعل اخترتها في الماضي وبالتأكيد ستفعل ذلك بالمستقبل ، انا لن الومك ولن اقف في طريقك  ،لكن تأكد ان رأي البقية لن يكون مثلي وسيكون شرسا الي حد سيدفعك الي مقاتلتهم لا محاولة اقناعهم ،فكن علي يقين ان اتي وقت الاختيار فسيكون المكسب والخسارة أبديان"

أجابه ساخر

"علي الأقل أنا أعرف أنني لن أعيش للأبد "
قطع حديثه لثوان قبل ان يغير الموضوع

،"يمكن العودة جوشوا  سألحق بك غدا  وانا عند كلمتي "

"لن اتركك علي مزاجك ان لم تحط طائرتك اليوم مساءا في المطار  فلن يسرك ما سأفعله  وبالمناسبة بن يقف خارجا وهو يريد الحديث اليك "

تشنجت عضلات  عنقه وجحظت عيناه بغضب جعله  يصيح به

"تبا لك ولما لم تخربني بذلك ،اعطني يدك "

اقتراب منه جوشوا ليعطيه مفتاح قائلا

"فك قيد قدمي بسرعة "

لم ينتظر جوشوا حتي يفيق من تعجبه بتقيد اللعين نفسه وهو يملك مفتاح القفل وبدأ يتسائل لم طلب مساعدته  علي  السير بعد خروجهما من الغرفة  وهو بداخلها كان  قادرة للركض في مارثون المليون ميل ويفوز بالمركز الاول  ،حتي حصل هلي جوابه البسيط ان اللعين يمثل علي كلارا اعاقته

"بحق الجحيم اين اختفت هيبتك كين ، هل تدعي المرض والعجز من اجل الحصول علي الاهتمام "

اعطاه نظرة جانبية حادة قبل يواصل سحب جوشوا خلف خلال   المرر الذي وقفت بنهاية كلارا برفقة بن منسجمين في حديث ودي انتهي باحتضانها للعين ،وهذا دفع كين للصراخ بها

"كياراااا "

لم تخفي انزعاجها وهي تلتفت نحوه قبل ان تتجاهله كليا  وتعود للحديث الي بن وهذا ادي الي سحق ذراع جوشوا الذي كان يسنده

ضحك بن بخفة وهو يبعدها عنه

"يبدو انك تمرين بايام صعبة بالفعل "

ردت عليه ساخطة

"علي دفع ثمن اخطائي رغم كل شيء اظن انه كان علي تسديد تلك الرصاصة في رأسه والتخلص منه  للابد "

صمتت في حين اقترب كين اكثر منها وبدي عازما علي افتعال شجار معها لكن بادرته قائلة

"من سمحك لك بالخروج من فراشك وكيف تفك قيدك بدون اذن مني  "

"ومالذي تفعلينه  انت هنا الم أخبرك ان تحضري لي طعاما هل معانقة هذا اهم من سد جوعي "

لم يكن يقصد الطعام بالتأكيد لكنها ادعت الغباء واقتربت منه الي حد مكنه من  رؤية السخط الذي في عينيها

"الي فراشك كين "

"كيارا.. "

قاطعته بصوت انتهي فيه  مقدار الصبر الضئيل الذي تبقي لديها

"الي فراشك .....اللعين.... بسرعة "

لعنها في سره قبل ان يوجه وحديثه نحو جوشوا الذي عبيء تعابيره شماته بحقه

"اعدني "

"تبا يعيش المرء ويري العجب احقا اقتنعت بهذه البساطة وانا كنت اضطر الي اطلاق النار عليك حتي اقنعك بالجلوس علي كرسي حتي يتم خياطة جراحك  "

اجاهله كين  ،ليطوق جوشوا  خصره وشرع في القول ساخر وهو يقلد اسلوب الحديث الي طفل

" هيا بنا نعيدك الي فراشك  كين  ،برفق حبيبي حتي  لا تؤذي يديك المصابتين ،خطوة بخطوة  ،هيا هيا  "

لم يقوي علي كتم ضحكته التي اطلقها  وهو يقوده بذات اسلوبه الساخر  نحو غرفته من جديد رغم اداركه ان جزاته في النهاية ستكون لكمة تحطم فكه حين يستفرد به وهذا ما حدث بالفعل ،لكن رغم ذلك لم تختفي بقايا إبتسامته الساخرة وهو يعود الي كلارا قائلا

"احضري له طعاما يقول انه سيموت جوعا ان لم يأكل بعد دقيقيتن ، اه كم اشعر بالراحة لوجود شخص اخيرا يأخذ حقي منه  "

"سحقا له "

لم يتوقف جوشوا للرد عليها فقط واصل مشيه بعد ان اشار لبن بالدخول

"اقترح عليك بالتجوال في حديقة المستشفي وشم بعض الهواء النقي قد يطول حديثنا انا وكين "

"منذ متي وانت تخفي  الاسرار  عني بن ،تلك العقربة اكسبتك بعض من طبعاها، اخبرني فيما تريدان الحديث  "

ربت خدها بلطف

"كلارا لقد اخبرتك اني سأقول لك لكن ليس الان  ،هيا صدقيني "

اعطته نظرة مشككة قبل ان تقول

"حسنا ،سأثق بك هذه المرة "

ضربها بخفة علي رأسها

"ثقي بي دائما ،انا لن اخونك ابدا "

هذا ما قاله  قبل ان يتركها واقفة عنده ويدخل الي الغرفة ، للتوجه كلارا بعدها   نحو المقصف .

ما ان فتح بن الباب حتي صاح به كين مكفهرا

"لولا اهتمامها بحياتك لكنت ميتا انت تعلم ذلك "

"لست الشخص الذي عليك ان تغار منه ، لقد عشت معها لاربع سنوات ولم نكن الا كاصدقاء محبين مخلصين لبعضهما ، وفر طاقتك هذه لمواجهة ريكاردو الذي كانت تراه جذابا في مرحلة ما "

يستطيع رؤية البركان الذي انفجر في عينيه وهو يصيح به

"ذاك الوغد ، الا يخجل من نفسه انها بعمر ابنته "

" تتحدث وكأن كلارا لم تكن بعمر ابنك بيتر ازدواجية المعايير في انقي صورها ، اطمئن ريكاردو ايضا لم يرها بغير انها ابنته ، لم اتي لاحدث بهذا ، اتيت بخصوص .... طبيبة كلارا"

استطاع ما قاله بن مؤخرا صرف نظر كين من تخيل  نفسه وهو يسحق رأس الاخير بمطرقة

"هل وجدتها "

"اجل ،لكن انت لم تخبرني لما تبحث عنها بعد كل هذه السنوات "

استطاع بن استشعار التردد في كين الذي اخذ وقتا حتي قرر الرد عليه

"ان تخبرني الحقيقة ، لقد ظلت تردد طوال فترة حمل كيارا وتقول انها تحمل طفلا واحد رغم انها انجبت طفلين ، لقد كذبت علي وهذا يثبت شيئا واحدا ان هناك من اشتراها  وانا اريد معرفة من دفع لها     .. "

قاطعه بن مذهولا

"لحظة اذا ما قالته كاتالينا  صحيح كلارا انجبت طفلين بالفعل و  هل الطفل الذي جعلتها انت تقتله كان ابنها الثا ... "

قاطعه كين بسرعة

"لم اجعلها تقتل احد ، لم يكن انا بل كان لعينا اخر قلد صوتي وتركها تظن انه انا  "

اعاد بن صدمته من حيث اتت ليعقب عليه بجمود

"لاتتوقع مني تصديقك ، ان كان ما تقوله صحيحا اذا لما لم تخبر كلارا بالحقيقة وانك بري لما لا تعلمها ان انجبت توأمين "

"وهل تراني اقتل نفسي لجعلها تراني الشرير دائما ، انا فقط اردت ان احميها من الم الحقيقة ،كنت اظن ان معرفتها بان الطفل الذي قتلته يكون توأم ليون سيقتلها وتؤذيها اكثر من الماضي ، وبما انها نست  كل شيء متعلق بولادة طفلها الثاني قررت ان لا اذكره امامها وجعلها تعيش بسلام "

"سيأتي يوم ما وستتذكر  "

"اعلم لكني الان لم اعد خائفا من ذلك اليوم ان كان ما افكر به صحيحا اظن انه لم يعد هناك حاجة لاخفاء الامر عنها اكثر لكن علي ان اتأكد اولا "

صاح به بن مستنكرا

"انت تناقض نفسك ، ولم يعد بامكاني فهم وجهة نظرك "

تنهد كين بعمق بعد ان اقنع وسواسه ان التحاور افضل من استخدام لكمته التي كورها استعدادا لضربه

"حسنا  اظن ان هذا سيشرح لك اكثر مني"

نزع كين خاتمه  قبل يخرج كرت ذاكرة كان قد خبيء في تجويف صنع بين الحجر و عظم الخاتم نفسه مده له قائلا

"هل يمكنك فتح هذا شاهده جيدا بدلا عني واجب عن الاسئلة التي سأسالك اياها"

لم يتردد بن كثيرا قبل ان يضمه داخل هاتفه ويشغل   الفيديو الوحيد الذي ملئه بطول اربع ساعات لم يقدر علي كتم دموعه حبيسة داخل عينيه خلالها سوي في الدقائق الاولي ، صحيح ان كل ما قصته عليه كلارا رأه هنا لكن ايضا هناك الكثير من التفاصيل التي لم تقلها حتما ، واولها هو  انجابها لطفلين  وليس طفل واحد  الاول كان قبل وصول نيرون بدقيقة لم يكن يبكي ولم يتحرك حتي فصله نيرون عنها ومرره الي تشالز   بعد ان لفه بمنشفة ومن ثم ساعدها في ولادة الاخر والذي بدي واضحا انه حي من صوت صراخه وحركته ، لم يستطع بن اكمال مقطع اجبارها علي قتله والقي بهاتفه بعيدا يحاول استرداد انفاسه حتي يقول

"هذا فظيع "

هذا ما استطاع قوله قبل ان يلوذ بالصمت لدقائق قبل ان يساله كين  والذي لم يكن يقوي علي النظر نحو اتجاه الهاتف

"هل لاحظت شيئا بخصوص الطفلين"

رغم عدم فهمه لغاية سؤاله لكنه اجابه

" نيرون قتل الولد الذي كان يبكي وترك المولدة الاولي والتي تظهر  لي وكأنها ميتة اذ لم تتحرك ولم تبكي ايضا "

"جيد لقد لاحظت ما لاحظته انا في اخر مرة شاهدته بها ، اظن انك لاحظت ان الطفل الاول فتاة والثاني ولد    "

اوميء له ايجابا 

"اجل  انعكاسهم في المرأة اظهر اعضاء الطفلين حين وضعهما علي المنشفة ولفهما بها "

"جيدا ،وانت من تولي فحص الدي ان اي لكيارا وليون وتأكدتم من انه طفلها اليس كذلك "

"بلي لكن الي اين تريد ان تصل "

"انتظر وستري  ، عد لمشاهدة الفيديو من فضل وانظر الي مقطع طعن كيارا للطفل وتأكد لي من جنسه اولا وكيارا ذكرت لي  ان  الطفل الذي مات كان يحمل وحمة علي يده اليمين انظر ان كانت موجودة "

رغم انقباض صدره من رؤية معناة كيارا وتذكره بان كاتالينا لاقت مصير موازيا لهذا اربع مرات ،فتح الفيديو واخذ ينظر باشمئزاز الي تلك المشاهد التي خلت من الانسانية بعيون حاقدة وقلب ناغم حتي جعله سؤال كين يفيق

"ماذا رأيت "

تدارك انفعاله ولم يسمح له بالظهور الي العلن

"انت محق للطفل وحمة علي يده اليمين  كما انه ول....."

صمت لدقيقة وتعابيره الغاضبة تحولت الي الصدمة التي جعلته يصيح

"كيف يعقل هذا ، انه ولد ، ان قتل الولد فيجب ان "

اكمل له كين جملته

"ان تكون الناجية فتاة .... لكن من وصلني في سلة القش تلك ليون وليست هي ..."

"هل تلمح لي

"لم اكن املك كيارا حينها ولا شيء منها  حتي اؤكد امومتها لليون، ظننت انها ماتت لذا كنت احاول ايجاد اختها غابريلا باي ثمن ، ولم انجح في ذلك الا حين ظهرت كيارا  و اجريت التحليل.... ادركت ان هناك خطأ ما ،خصوصا بعد مشاهدتي لهذا الفيديو"

ظل بن جاحظا بصدمته التي جعلته يقف  وهويشد شعره

"هذا جنون ، هل كنت تشك في الامر منذ  سنوات "

"لا ، اردت في البداية معرفة امومة كيارا لليون فقط لطمئن ان لها اثرا في هذه الحياة  ، لكن  حين عثرت كاتالينا علي مقطع الفيديو  كاملا  واعطتني له تغير منحني الاسباب لدي فبعد ان شاهدته ادركت ان كلارا لم تقتل الطفل لتنقم مني ، وانها لم  تتفق مع تلك الطبيبة واقنعتها بطريقة ما لتخفي حقيقة ان حملها بتؤام لا يزال قائما ،عثور علي سلين  .... وتولي نيرون مهمة تهريبها ،  كل  ما حدث كان اكبر من مجرد مصادفة وهو خطة حقيرة لشخص ما اوصلها الي قتل طفل بيدها وجعلها تظن انه طفلها ، انت اخبرني لما قد يرغب شخص ما في جعلها تعاني بهذا الشكل الفظيع فقط من اجل الاستيلاء علي اموالها لما سيتكبد عناء ايهمامها بقتل طفل وتهريب اطفالها بعيدا  ، الامر كان شخصي ولا احد سيقنعني بغير ذلك مالم يعطني تفسيرا منطقي لكم القل والحقد الذي يفوح من خلف كل ما حدث معاها في الماضي  "

"لحظة دعني افهم اولا هل كنت تظن ان كلارا قتلت الطفل لتنتقم منك "

اوميء له ايجابا

"هذا ما اظهر ذاك الفيديو الذي استمر لدقيقة   كان  مقتطعا ببراعة لم تدعني اشك ولو لوهلة ان كيارا قتلت الطفل بحر ارادتها وبعدها انتحرت ،وان نيرون تمكن وبطريقة ما من تهريب الطفل الاخر وهو ليون وايصاله الي "

"نيرون هو من احضر لك ليون ؟"

"اجل ولهذا عاث في الارض فسادا بأموالي  وتحت حمايتي ولم اسأله الي ان قتلته كلارا مستغلة ذلك في صالحها "

"وكلارا ظنت انك أعطيته تلك الاموال والصلاحيات بناءا علي تنفيذه تلك الاومر "

اجابه كين ساخرا

"اريت كل شيء معد مسبقا لجعل الجميع يسيء الفهم ويتصرف بطريقة خاطئة، لهذا عدت للبحث عن الطبيبة ،اريد ان اعرف من اشتراها "

"سحقا ،لا اظن انك قادر علي ذلك ،لقد عثرت عليها لكن وهي بداخل تابوت لقد ماتت منذ عامين في حادث سيارة "

شد كين علي شعره ليعبر عن احباطه

"لابأس سأجد خيط اخر ..."

"لكن ..."

قاطعه بن قائلا  

"لكني استطعت الحصول علي بعض من المعلومات من سجلاتها المحفوظة في الدولة "

"وماهي"

صاح به كين بستهلال ليرد عليه بن

"سجل هاتفها  رسائلها قوائم مرضاها واشياء اخري لم اعتقد انها مهمة لكن بعد ما قلته سارجع كل منها علي حدي وامل ان اجد دليلا قد يساعد "

لم يسلم نظرات كين المشككة لذا اردف

"ان كان الامر يتعلق بسلامة  بكلارا فثق انني لن اخونك ابدا لن افعل اي شيء قد يؤذيها ..لكن بخصوص الفتاة هل تعرف اين هي ..."

قطع حديثه صوت صفع الباب قبل دخول كلارا الدرامي وهي تصيح بهما مكفهرة

"عما تتحدثان بحق الجحيم"

صاح به بن بهلع

"نحن كنا نتحدث عن "

استنجد بنظراته بكين لكن الاخيرة قاطعته

"  لي اربع ساعات بالخارج ولم ينتهي نقاشكما مالذي تتخطان له بحق السماء "

ارتخت تعابير كين وتنهد بن بارتياح جزئي فردها دليل علي ان لم تتنسط عليهما

"ارادت مساعدتي حتي يهرب من المستشفي "

لم يكن جوابه مقنع لكلارا  لذا انضم اليه كين

"هناك الكثير من الاشياء تنتظرني في ميكسيكو تحتاج تواجدي ، لا يمكنني البقاء هنا اكثر"

"هذا وكأنني لا احب العودة لرؤيت ابني ، تذكر انك من خطفني في البداية وجلبني الي ميناني رغم عني ،لكن هذا ايضا لا يعني قطع علاجك هنا ، انتظر حتي تشفي  تماما "

"كيارا أرجوك ...."

"سأسل الطبيب ان وافق فسنعود ابقي هنا ولا تتحرك مرة اخري  "

غادرت الغرفة تاركة لبن حرية القول

"تبا كان الامر وشيكا "

"عليك ان تكون اكثر حذرا  في الحديث عن الامر رغم كل شيء كيارا لا يحب ان تعرف ونحن ايضا لا نعرف من يقف خلف هذا ان علم ببحثك سيحاول  تضليلك ابقي الامور سرية بيننا هذه الفترة "

غادر بن  قبل وصول كلارا بقليل لتجد كين قد اعد نفسه سلفا للخروج بارتداء بعد ان جذب لحيته وبدل ثياب المستشفي ببذلة انيقة ، وقف عنده ممشوق القوام يدس يداه داخل جيب بنطالع ليثبت لها بكل وقاحة انه قام بخداعها بكل نجاح  طوال اسبوعان ظلت تعمل تحت خدمتة كجارية ظننا منها انها تحافظ علي مزاجه وتمنعه من اتخاذ قرار مغادرة المستشفي قبل اكمال علاجه ، لم يقنعها بتغمس الدور  تمثله الركيك بعدم قدرته مثلا علي تحريك يداه لتناول الطعام او تغير ثيابه وحده ، بل  اقنعها تحذير الطبيب لها انه قد يموت بالفعل ان لم يتلقي علاجه حتي اخر يوم، لكن مالم تحسب له حساب أن اللعين قد اشتراه او بالاحري هدده بقتله ان لم يقل لها بان حياته علي المحك وانها تعتمد عليها

رغم انها كادت ان تنفجر غيظا من اكتشافها الحديث هذا الا انها قررت ان تعاقبه بطريقة مختلفة غير الصراخ بوجهه او ضرب مثلا اعتمدت الصمت لم تحدث وعاملته كشبح طوال الطريق الذي  اخذاه من المستشفي وحتي الفيلا ، لم ترضخ لاي من محاولته حتي تبادله الحديث الي قال لها يأسا وهو يفتح باب السيارة

"كيارا أرجوك ،لا تفعلي هذا "

تجاهلت يده المدودة لها وسارت منكلقة نحو الباب وهو لحق بها ليفتحه

"حسنا لا تحدثيني لكن هل لي ان اطلب منك شيئا اخر ، ارجوك حاولي مع رين اظنها ستستمع اليك اكثر مني "

جاولت تخطيه لكنه صدها بيده

"أخبريني انك موافقة "

كل ما فعلته هو لكمه في مكان جرحه بقوة اجبرته علي سحب يده لثوان استغلتها في الدخول  لتجد رين في استقبالها بملامح مجعدة وعينان انهكهما البكاء

"ارجوك خذوني معك لا اريد البقاء معه اكثر "

تركتها ما  لمحت كين لتنتقل اليه في تضرعها

"كين دعه يخلي سبيلي دعه يفهم انني لا اريده ولا اطيق البقاء معه "

ظل اليكس يستمع الي كل ما قالته وهو مطئطيء الرأس جالسا علي كرسيه ، يحاول مسح الدموع التي تتدفق من عينيه قهرا  لكن بلا فائدة  ليظهر في حالة يرثي لها وربما هي المرة الاولي منذ سنوات التي يختبر فيها مساعر كريهة كهذه

"رين ،اهديء اي كان الخلاف الذي بينكما سيحل لكن ليس هكذا "

قاطعته باعصاب منهارة

"انا لا اريد حله لما لا يفهمني احد فقط فليمنحني الطلاق وانتهينا "

تبادل كين النظرات مع اليمس الذي كان يتوسله ان يفعل شيئا لقد مر اسبوعان لعينان عليه وهو يحاول اثلاح الوصع لكن كلما حاول معها ازاد الامر سوءا وتفاقم رفضها له الغير مبرر بالنسبة له

وهنا تدخلت كلارا التي نزعت يدا كين من التشبث برين وساقتها برفقتها نحوالاريكة حيث جعلتها تجلسها عليها ، قبل ان تعطها كوب ماء سكبت نصفه علي الارض من شدة ارتجاف جسمها  وانفعاله

"كل ما تريدينه سيحدث لا حاجة لان تشعري بعدم الامان هكذا

"كيارا "

حاول كين مقاطعتها لكنها صدته بنظرات محذرة قبل ان تردف

"ان اردت الطلاق ستحصلين عليه وان اردت الرحيل الي مكان في هذا العالم لن يمنعك احد اضمن ..."

"علي جثتي لن اسمح لها بالابتعاد عني ابدا "

"فقط اللعنة اصمت الا تري كيف ساءت صحتها بسببك حتي حين كانت مخطوفة لم يكن وجهها بهذا الاصفرار وعيناها مملوئتان بكل هذا الكم من الرعب ، لن تجبرها علي البقاء معك وان كان الثمن جثتك كما تقول "

تنهدت بقوة لتذهب الحدة من صوتها وهي تعاود الحديث الي رين التي هدئت قليلا تاركة مهمة اقناع اليكس بعدم اطلاق النار عليها بعد ما قالته له علي عاتق كين الذي سارع لتسريبه من المكان وجره للحديث علي انفراد

"سيحدث كل ما تريدنه فقط اخبريني مالذي جعلك مصممة علي الطلاق هكذا ، بعد كل المعاناة التي تحملتها حتي يحبك لا اظن انك ستتخلين عنه لسبب تافه كهذا اخبرني السبب الحقيقي "

انتظرت دقيقة بصمت انفقتها رين في البكاء بمرارة قبل ان تقول لها

"لن يفهمني احد  سيبدو دائما السبب غير منطقي للجميع ،لانهم يعرفون مقدار حبي له وانني يستحيل ان اكرهه في يوما ما ،مهما فعل لي "

امسكت يدا كلارا لتضغط عليهما بقوة

"اتوسل اليك اقنعي كين باخذي معكما هو الوحيد ربما بقادر علي استلالي من بين قبضت اليكس دون ان يكون ميتا ، ارجوك ساعديني   "

" فهمت انت اذا  لا اريدين الانفصال عنه ،انت تريدين الابتعاد عنه اليس كذلك ، كم من الوقت انت بحاجة اخبريني "

ترددت رين في البداية  قبل ان تقول لها

"لا اعلم ان كان وصفك دقيقا لكن اظن ان شهران كفيان بالنسبة لي حتي افكر بهدوء  في قرار الطلاق ،وارجوك لا تسأليني لما شهران بالتحديد "

لم تلح عليها كلارا اكثر وتركتها عندها قائلة

"سأفعل كل ما بوسعي ثقي في ذلك "

طرقت باب الغرفة التي احتمي فيها كين برفقة الكس قبل ان تدخل ، ليهجم عليها الاخير بسؤال

"هل قالت لك شيئا "

هزت رأسها نفيا باحباط

"كلا، لم احصل علي شيء جديد هي مصرة للغاية علي تركك والحصول علي الطلاق وهددتني انها قد تنتحر ان مكثت هنا اكثر"

"اللعنة ،مالذي فعلته حتي كرهتني هكذا "

قاطعته كلارا بسرعة

"لا هي لم تكرهك هي تحبك ولا تريدك ان تتأذي  ، لكن في ءات الوقت هي لم تعد قادرة علي العيش معك  عليك سؤال نفسك مالذي فعلته انت بحقها حتي استحالت العشرة بينكما رغم الحب الكبير اللذي لا تزال تكنه لك "

صاح بها مستنكرا

"لا شيء ، اقسم انني لم افعل شيئا ،انا حتي لا اجروء علي مضايقتها او ازعاجها بشيء "

رد عليه ساخرة 

" ها ها  ، كنت سأصدقك ان لم تقص علي قصتها معك  اللعنة عليكم انتم الرجال كم بارعون في محو اخطائكم كأن شيئا لم يكن بلا اي خجل "

ادعي كين الغباء وتجاهل المقطع الذي قصدتها به ليرد عليها اليكس

"تبا لماضي الاسود معها  انا لم اعد ذاك الحيوان بعد الان هي غيرتني بيدها ، جعلتني هذا المخلوق الذي  لا يقوي علي العيش الا قربها ، هل يعقل انها لم تغفر لي هل يعقل انها تريد الانتقام بقتلي هجرا ..."

انه يفقد عقله هذا بدي جلى في تعابيره الجاحظة  التي علقت لبعض من الوقت

"لا اظن ان لرين قلبا اسود حتي تحقد عليك كل هذه السنوات وتوهمك بالحب وهي تضمر لك الكراهية للانتقام ، عموما لا حل امامك ، اتركها تغادر برفقتنا ..."

قاطعها من فوره

"قلت لك مستحيل ..."

صرخت به مكفهرة

"دعني اكمل...... ، اااااه  اظن انها بحاجة لفترة نقاهة تجلس وحدها وتعيد ترتب الامور في حياتها امنحها بعض الخصوصية يا رجل "

"هذا ليس بمنطقي حياتها نحن عائلتها اطفالها كيف سترتب حياتها ان كانت ستهجرها من الاساس "

"  انا ايضا لا يبدو لي منطقيا تركها لك ولاطفالها  وهي تكن لكم كل هذا الحب ، الا اذا كانت قد عثرت علي شيء تحبه اكثر منكم او بقدر مساوي سهل عليها الاختيار  "

"استطيع ان اؤكد لك ان لا شيء في هذا العالم قد تفضله علي سوي اطفالنا ، وهي الان تنوي تركهم ايضا ، انا لا اجد تفسيرا لما تقوم به الان سوي انها جُنت "

"ها قد قلتها بنفسك الانسان منا لا يجن الا اذا تعرض لضغط فوق طاقته ، الحل هو تركه يرتاح بعيدا عن مصادر الضغط  تلك، وصدقني لن يمر الكثير من الوقت قبل تعود اليكم مجددا المرء لايعيش بدون روحه الي فترة طويلة ،وافق علي ذهابنا معنا وانا اضمن لك انها ستغير من عزمها للحصول علي الطلاق بعد فترة وسيحن قلبها لعائلتها من جديد "

لم يبدو ان الاقتناع قد وجد طريقه نحو اليكس بما قالته لذا طلبت المساعدة من كين بنظراتها التي لم تخفف فيها حدة غضبها منه

"كيارا محقة ، دعها تأتي معي واعدك اني سأحافظ عليها وستكون تحت حمايتي حتي تهديء "

ظل اليكس صامتا لفترة طويلة قبل ان يقول بانهزام

"حسنا ، ان كان هذا سيصلح الامور بيننا فانا مستعد لتحمل بعدها عني لايام "

"بل سنة "

قاطعته كلار ليصرخ بها معترضا

"اسبوعان فقط "

"بل ٦ اشهر  وهذا آخر ما عندي "

صر اليكس علي  اسنانه بحنق قبل ان يصيح

"لا تتحدثي معي وكانك تساوميني بشيء لعين  ، بعدها عنه سيقتلني حتما وانا لا ابالغ  في هذا "

التسمت بخبث قبل ان تقول له

" حسنا استطيع اقناعها بشهران  هو فترة  عادلة لها  حتي تهديء ، واعدك ان انهي كل خلاف  بينكما "

انهت حديثها بابتسامة صفراء دفعت اليكس لكلب المساعدة من كين لكن الاخير  احبطه قائلا

"حتي انا احاول اقناعها بالحديث معي منذ ساعات ولم اوفق هل تظن انني قادر علي الوساطة بينكما "

"ها ،ماذا قلت ؟"

انتظرت ايجابته التي خرجت من اعماق رفضه لها

"حسنا  ،لكن ماذا ان لم تتحسن "

اجابته بثقة عمياء

"ستتحسن اعدك "

لم تصدق كلارا قدرتها علي التغلب عليه بهذه السرعة ،لتخرج مسرعة حتي تزف الخبر لرين التي استقبلته بملاح تعيسة  عكس ما توقعت ،  ظل  طين محبوسا مع اليكس بداخل المكتب لنا يزيد عن العشرة دقائق مما اثار الشك في قلبيهنا حين خرجا معا فجأة وهذا ظهر جليا في تعابير رين المخضوضةما ان رأت اليمس يتجه صوبها ولم يتوقف الا عند قدميها إذ انحني فجأة واخذ يربط لها رباط حذائها المفكوك وهو يقول له بصوت محشرج عبيء بقصات بكائه الذي لم يسمح لها برؤيته

"اهتمي بنفسك جيدا ، وتذكري انني احبك وانني سأكون دائما في حمايتك ،وانني انتظرك  ، ومهما ابعدتنا المسافات سنبقي دائما  عائلة  "

لم تقوي رين علي ايقتف دموعها من الهطول وهي تنهض بسرعة لتعطيه ظهرها  مما جعل كيارا تحس السوء اتجاه اليكس الذي كان يموت حرفيا فقط مقابل ان تعطيه نظرة من عينيها قبل ان تغادر صوب الباب ليقول كين

"الحقي بها كيارا وساتبعكم بعد قليل "

نفذت طلبه دون مماطلة ولحقت برين التي اقامت عزاء صاخب في حديقة المنزل ،احتضتنها كلارا بصمت حتي  هدئت مع احترامها لرغبتها في عدم البوح بالسبب ، لينطلق بهما  كين بعد ان انضم اليها مباشرة صوب المطار حيث انتظرتهم طائرته الخاصة ، ترجلو ثلاثتهم وسارو ببطيء صوب الطائرة ليترك كين كيارا تصعد اولا ومن ثم وقف هو حائلا بين رين وباب الطائرة  والاي سالته بخوف ما ان لا حظت اقتراب سيارة اخري من مدرج المطار ولم تكن بحاجة للتدقيق اكثر حتي تعلم ان اللذي يقودها الكس

"ماذا هنا ... "

وقبل ان يتملكها الذعر سارع كين لتهدئتها

"لا تخافي لن يستطيع اجبارك علي البقاء معه وانا عند كلمتي ، فقط هناك شيء اخير طلب مني اعطائه فرصة حتي يقول لك ،لهذا سمحت له  بالقدوم الي هنا "

لم تطمئن نظرات رين بالكامل خصوصا بعد نزول المس من السيارة واتجاه صوبها وهناك هدوء مخيف يسيطر علي تعابيره وصوته الذي قال لها

"انا لست وحشا رين "

رغم غرابة رده لكن جزء من روحها استطاع فهم اسبابه التي جعلتها تذعر اكثر

"كين ارجوك افسح لي مجالا لادخل "

لم يتزحزح من مكانه وترك الكس يواصل في قوله

"لن اجبرك علي البقاء معي ، لكن انا ايضا لن اسمحك لك بالذهاب دون توضيح الحقيقة ، رين اخبريني هل تظنين انني وحش "

"لما تصر اللعنة فقد دعني وشأني الكس "

"اجيبني وسأدع كين يدخلك للطائرة  هل تريني وحشا "

لم تكن تملك خيارا سوى اعطائه ايجابة كرهتها حتي الموت

"اللعنة ،كلا ،لا انا لا اراك وحشا"

اعطاها ابتسامة ميتة خالية من الالوان

"اذا لم تخالين اني قد اؤذيه ، اليس من اجل هذا انت تهربين مني لحماية هذا الوغد اللعين  "

انهارت علي طولها  واخذت تشهق بصوت عالي 

"روز اللعينة لقد اوشت بي اليس كذلك "

"لا لم تفعل ، انا فقط تسألت من اللعين الذي قد تحبينه اكثر مني ومني اطفالك حتي تهجيرنا من اجله ولم اجد اجابة سوي انه طفل اخر ، انت حامل اليس كذلك لهذا تريدين الهرب لشهران حتي يستحيل علي اجهاضه لك "

صرخت به مستنكرة

"لن اسمح لك هل تسمعني ،لن اتركك تؤذيه "

صرخ بها بدوره وهو يمسك بكتفيها حتي برزت عروق رقبته

"انا لست وحشا رين ،لست وحشا حتي اقتل ابني "

"لكنك اردت فعل ذات الشيء مع جاستن وجاك ان لم اخفي الامر عنك حتي ٥اشهر  لاجبرتني علي اجهاضهما ، انا لن اسمح لهوسك بسلامتي ان يؤدي الي قتل أطفالي هل تفهم وان كان الثمن تركي لك للابد "

"لما لا تفهمين "

لامست خده المجهد لترد عليه

"بلي افهمك ، انت تموت في كل مرة تذكر فيها ما جري لي عند ولادة روزلينا وتخشي ان يتكرر ذات الشيء مرة اخري ،اعلم ان هذا هو اكبر مخاوفك وابشع كوابيسك التي تخشي حدوثها علي ارض الواقع مجددا"

ارتمي بين ذراعيها ولم يخجل من البكاء معبرا عن اختناقه

" مادمت تفهمين ،اذا لما تعاقبينني هكذا ، انا لن اتحمل خسارتك  ، لا استطيع العيش بدونك مطلقا رين لديك ثلاثة اطفال بالفعل لما تخاطرين بحياتك من اجل انجاب اخر ،لم تهدديني بخسارتك من اجل شيء تملكينه سلفا"

ضمته اليها لترد عليه مهدئه اياه

"لن تفعل ، ها قد انجبت جاك وجاستن ولم يحدث لي شيء ،وسأنجب هذا الطفل ايضا ولن يحدث لي شيء ، فقط ستكبر عائلتنا وينضم فردا جديدا نحبه ويحبنا  بعد سبعة اشهر ، لا داعي للقلق ،سيسير كل شيء علي ما يرام "

"انت لا تستطيعين ضمان ذلك "

"لا شيء مضمون في هذه الحياة، نحن معرضون للفوز و الخسارة في اي وقت وهذا ما يجعل حياتنا ذا قيمة "

ابتعدت عن حضنها ليسألها بلهفة

"لكن انت لن تهجريني صحيح ، ان وعدتك باني لم امسه انت لن تهجريني ستعودين معي لشيكاغو  "

لم يتوقف كين ليسمع ايجابتها ودخل الي الطائرة وهو يقول

"خذ امراة من الباب الكس الطائرة تريد ان الاقلاع"

سار  نحو كيارا التي كانت تتابع ما يحدث عن  بعيد

"اعتقد ان كل شيء حل بينهما الان "

وافقته سرا فلا يبدو لها مظهر العناق الحميمي بينها الان عناق امرأة تود هجر زوجها للابد ولو  كانت تريد الرحيل معهما لما تركت المضيفة تغلق باب الطائرة وهي تنظر اليه من اعلي كتف اليكس  الذي حملها واتجه بها نحو سيارته لتقلع الطائرة وهما الوحيدان علي متنها .

لم يحاول كين مجددا جرها الي حديث واخذ يضيع وقته في تحسس صدره الذي كان يؤلمه بلا شك ،فيبدو انها بالغت في ضربه هناك وبقع الدم التي التصقت بقميصه وهو يحاول اخفائها عنها  بالجاكيت خيرا دليل

بحثت في الحقيبة الصغيرة التي كانت تحملها علي علبة المسكن لتضعها امامه دون ان تحدثه . ابتسم لهابلطلف  قبل ان يقول لها

"اشكرك علي شعورك بي لكن المسكنات هذه لا تجدي نفعا معي  حتي وان اخذت العلبة باكملها فلن يحدث لي شيء سوي الم في البطن "

يبدو الالم ظاهرا في تعابير وجهه المتهنج وهذا اشعرها بالذنب اتجاه   وجعلها تتنازل عن موقفها قليلا

"هل تتألم كثيرا "

انبسطت سعادته بسماع صوتها علي ارتخاء عضلات وجهه المشدودة ليرسم لها ابتسامة رضي قبل ايجابته

"لقد تعودت كيارا ، انا اعيش بهذه الطريقة منذ سنوات ،لذا الم الرصاص بات شبيها لوخذ الدبوس بالنسبة لي لا فرق عندي صدقيني "

"هل كنت مدمن للمخدرات او ما شبه حتي باتت المسكنات ومخدر العمليات لا يجدي نفعا معك"

"كلا ، انا فقط خلقت هكذا عشت بهذه الطريقة  وسأموت بها ، لم اتمتع بهبة ان انام  من تلقاء نفسي او اخدر  كما يحصل مع البشر الطبيعيين ، ربما لان امي حين كانت حاملا بي ادمنت تعاطيها ، ورغم انني لم اضعها في دمي يوما ومع ذلك لازلت متأثر بتلك الجرعات التي اخذتها امي  وانا جنين في رحمها "

لم تخفي تأثرها الحزين علي ما قاله

"كم هو قاس ان تدفع ثمن اخطاء اشخاص اخرين لمدي حياتك  يؤسفني حقا  سماع ذلك منك كين "

انحنت لتربت علي يده كدعم منها لكنها وجدت نفسها بعد ثواني أسيرة بين ذارعيه الوغد لا يضع فرصه ابدا ويستغلها اسوء استغلال

"عانقيني هذا افضل بكثير من مجرد حديثك الي كيارا ، الافعال دائما اجمل والطف ، لا تكوني مثلهم ارجوك "

حديثه هذا جعلها تتغاضي عن عناقه لها وسؤاله بدلا عن ذلك

"مثل من "

"مثل كل البشر الذي عرفتهم في حياتي ، ان اردت دعمي عانقيني ،ان اردت التأسف علي عانقيني ، ان اشفقت علي عناقيني ،ان ارت لومي عانقيني ، وان اردت عقابي عانقيني ، انا لم احظي بهكذا دفيء طوال حياتي ، لم يعانقي احد لم يربت علي احد لم يتأسف علي حالي احد ،انا عشت وحيدا ولا اريد ان اموت وحيدا ، اريد ان اقضي اخر لحظات حياتي وانا اعانق  من أحب ،انا اريد ان تكوني اخر شخص اعناقه كيارا "

ابعدها عنه ليتاكد انها ستري ما يريد قوله تاليا في عينيه قبل ان تسمعه اذناها

"فل تكن عيناك اخر شيء  انظر اليه  ولتكن اخر كلماتي التي سأقولها ، انني احبك بلا حدود او شروط كيارا "

قضت كيارا معظم الرحلة وهي تفكر فيما قاله لها بعقل مشوش وقلب مطرب،  هذا الخليط جعلها تائهة وغير قادرة علي اليقين بقصده مما قاله  ان  كان يحبها او يستطلفها فحسب  في حين قضي هو معظم الرحلة نائما في هدوء افتقدته هي بسبب كلماته  ، حتي هبطت الطائرة قبيل غروب الشمس بقليل وتوجها معا نحو الشقة التي  ما ان فتح كين بابها حتي هجم عليه صوت ليون الذي صرخ به فرحا

"بابا لقد عدت "

"ليون "

انحني ليتقط جسده عن الارض ويحمله  بقدر كبير من السعادة التي عبرت عن نفسها في إبتسامة

"لقد اشتقت ليك كثيرا ، لما تأخرت في العودة قلت انك ستاتي بعد اسبوع فقط "

" كان هناك عمل كثير علي انجازه  "

رد عليه جوشوا الذي خرج من المطبخ ساخطا وهو يفك مأذر الطبخ

"كم بت احسدك علي هذا النوع من الاعمال الشاقة ما رأيك ان نتبادل ،ها "

صاحت به كلارا متعجبة

"وانت متي اتيت الم تكن بميامي هذا الصباح  "

"حطت طائرتي قبل ساعتين فقط ..."

قاطعه ليون الذي  قال  بلهفة ما ان لمح كلارا 

"فيونا انت ايضا عدت "

استجابت لرغبته في التحول من كين لتحمله هي  قبل ان تحضتنه  وتقلبه  باشتياقة وهو بادالها ذات الشيء 

"سأعود دائما من اجلك صغيري، لقد اشتقت اليك كثيرا   "

"وانا ايضا فيونا"

سارت به لتجلس علي الاريكة وانشغلت بتغذية شوقها له وهي تستمع الي مغامراته مع نور التي تفاجئت بوجدها في الشقة ايضا لكن عند وصولهم كانت تستعمل الحمام ، لينتظروا ثلاثتهم كين الذي ذهب برفقة جوشوا حتي عاد علي مضض بسبب عامل واحد جمع ثلاثتهم وهو الجوع  

اخذو يتأملونه وهو يعد لهم طعام للعشاء رغم اصرار كلارا لطلبه من الخارج ولا يتعب نفسه لكنه رفض اطعامهم الا من تحت يديه وعند اخر طبق وضعه علي الطاولة قال

"تناولو العشاء وانا سأستحم "

لم يهتم الطفلان كثيرا بما قاله قبل ان يغادر من المطبخ   ويتجه صوب غرفته لكن كلارا فعلت  وانتظرته حتي خرج مجددا وهو بكامل اناقته بعد ان غير ثيابه

" كين  هل انت مغادر الا  تريد الاكل برفقتنا "

اقترب ليطبع قبلة خاطفة علي شفيتها قبل ان يقول لها

"انا معزوم لتناوله في مكان اخر وقد تأخرت بالفعل ....اكملي تناول طعامك و وخذي قسطا من الراحة  برفقة الصغيرين وانا ... "

قاطعته بسرعة

"فهمت ، اذهب انا لن اعطلك "

حاول دفعه باتجاه الباب لكنه لم يتزحح   ليوضح لها قصده ،  حين لاحظ انزعاجها

"، لا تغضبي الامر ليس كما تظنين اليوم عيد ميلاد صوفيا وهي تقيم وليمة في المزرعة "

رغم ما قاله الا انها ظلت محتفظة بعبوسها  الذي لم يعجبه

"وبعد عيد الميلاد هل ستعود "

رفع ذقنها لتواجه عيناها خاصته وهو يسألها

" ما  الذي ترينه انت "

لم تجبه الا بعد ان قبلته لثوان تمكنت تشتيت تركيزه وجعلت قرار خروجه من الشقة وتركها خلفه كريها

"سأنتظرك "
             *****

ظلت صوفيا  تتأمل  مظهرها المنق وجمال فساتنها الأبيض الذي أبرز تفاصيل جسدها الرشيقة لدقائق أمام مرآة غرفتها قبل أن يقاطعها صوت ميغيل وهو يدخل عبر الباب ويده  تحمل كيسا

"هل أنت جاهزة "

التفتت نحوه بإبتسامة عذبه جعلته يتوه في تفاصيلها الجذابة للحظات قطعتها صوفيا قائلة

"أجل ،دعنا ننزل سيصل الآخرين قريبا وأريد ان أكون في استقبالهم "

خطت نحو الباب لكن كلمات ميغيل اوقفتها وهو يمد لها الكيس قائلا بارتباك واضح

"هذا لك عيد ميلاد سعيد "

مدت يدها لتلتقطه بسعادة جعلت عينيها تتوهج فرحا

"لي أنا  ، شكرا لك "

لم تضيع وقتا في تعذيب فضولها وشرعت في البحث عن ما يحويه بداخله ولم تكن سوي علبة استطاعت معرفة ما تحويه دون أن تفتحها حتي ، إنها مجوهرات ، شعرت بالحماس يقل داخلها  ما أن رأت بريق الماس الذي اعمي بصرها وقد صيغ بحرفية عالية علي شكل  عقد بتكلفة تخطت  عدة ملايين  ، لكن ما رأت    أحرف إسمها الأولي التي نقشت في نهايته نهايته طار عقلها فرحا وسعادة    ، ..... ليجعلها هذا تدرك أنه طلب خصيصا لها وأنه  أخذ عدة أشهر قبل أن يتم تسليم هذا العقد له  وهذا إن  عني شيئا فهو أن اللعين خطط لهدية عيد ميلادها قبل أن تتذكر هي بأنه قادم،  وهذا بالطبع جعلها تصيح به قائلة وهناك فيضان من للمشاعر يجرفها حتي أحتضتنه

"أنه رائع ، لم أري عقدا في حياتي بهذا الجمال ميغيل ، شكرا لك من أعماق قلبي "

استطاعت رؤيت الراحة وهي تزور عينيه وتنهيدته التي عبرت عن إزاحة توتره وخوفه من أن لا تعجبها الهدية ، ولهذا  أرادت إعطائه المزيد من السعادة عندما ناولته العقد ونزعت الذي كانت ترتديه لتأمره بالباسها الذي احضره لها  ، وقد نجحت في تحقيق ذلك ،..... لكن ما لم تتوقع حدوثه هو إخراجه من جيب سترته علبة صغيرة استل منها خاتم الماس ليست له علاقة في الشكل بالعقد الذي ترديه لتعلم أن لكل منهما غرض منفصل عن الاخر قبل أن يوضح ذلك حتي

"لقد فكرت في أن اجلب لك خاتم زواج بما أني لم أقدم لك واحد من قبل "

الدهشة التي رسمت علي تعابيرها وهي تسمع كلماته دفعته للعودة الي الدفاع مجددا

"تستطيعين رفض هذا الخاتم إن أردت ، لست مجبرة علي ارتدائه "

لم تدعه يكمل حديثه قبل ان تدع إصبعها يتسلل عبر  حلقته ليستقر هناك  وقد كان مقاسها بالضبط

"لن انزعه من إصبعى أبدا  ،سأحافظ عليه كما سأحافظ علي زواجنا ميغيل أعدك أنني لن أخلف بوعدي هذا أبدا "

تستطيع أن تري حجم الصدمة التي مر بها من ردها عليه  لكنها لم تدع له فرصة للافاقه وتشبثت بذراعه لتسحبه  برفقتها نزولا الي الردة التي كانت تعج بالخدم المتبارون في إنهاء تجهيزات العشاء قبل وصول الضيوف إلي أن  نجحو في ذلك قبيل وصول أول زائر وقد كان جوشوا برفقة ناز ما إن رأته صوفيا حتي صاحت به مستهلة

" فقط اخبرني ان اخي سيحضر "

ضربها بخفة علي شعرها

" الن تقولي لي مرحبا حتي  "

صححت خطئها بقولها مستهلة

" لقد كنت هنا قبل ساعتان لن ادعي انني متفاجئة برؤيتك  ، كما ان اليوم هو  عيد ميلادي الا يمكن التصرف معي بلطف اكبر  "

عانقها لثوان قبل ان يقول وهو يمد لها هديته

"اسف ،عيد ميلاد سعيد صوفي "

قبلت هديته بابتسامة واسعة قبل ان تأهذ ناز خيز تفكيرها وهي تتحدث اليها بعد ان سحب ميغيل جوشوا بعيدا وسأله الاخير قائلا

"اري انك تعيش اسعد ايام حياتك "

اعطي ميغيل نظرة عبارة اتجاه صوفيا قبيل ايجابته 

"اخاف ان استيقظ واجد ان كل هذا حلم وانها لم تتغير في معاملتي لهذه الدرجة "
ربت علي كتفه بقوة ثم قال

"انه الواقع ... تستحقان ان تحظيا بنهاية سعيدة "

"شكرا جوشوا ،ليس علي ما قلته لكن لتخطيك ما عرفته بشأن صوفيا مؤخرا ، اعلم ان الامر كان صعب عليك لكن ... "

قاطعه جوشوا

"انا كنت غاضبا لاخفائكم الامر عني ليس الا ،لا استطيع محسابتها علي شيء فعلته وهو بعمر الثلاثة سنوات فقط لقد كانت طفلة وانا اتفهم ذلك... تبا هذا ليس وقته دعنا فقط نخرج من هنا الهواء بالخارج عليل ولا اطيق الانتظار حتي الفسد قالب الحلوي   "

" ستقتلك صوفيا ان فعلت ذلك دائما كين يفوز باول قصمة منه ، وعليك ان تقص علي ماذا حدث مع كين  في ميامي لم تقنعني روايتك الاي قلتها لي سابقا "

غادرا المنزل  وهما يتحدثان واتجها الي حديقة المزرعة الشاسعة حيث ستقام مأدبة العشاء بمناسبة عيد ميلاد صوفيا وماهي الا دقائق محدودة حتي وصل باقي الضيوف ومن ضمنهم ريكاردو الذي كان بالكاد يستطيع تمالك  نفسه من البكاء فرحا وهو يحضر اول عيد ميلاد لابنته منذ ولادتها ، وكان اخر الحضور كين الذي اتي منفصلا عن فيرا وقد بدي التوتر بينهما واضحا خلال العشاء والحفل الذي تلاه وقد استمر حتي ساعات متأخرة من الليل قبل ان يبدأ الضيوف في المغادرة ولم يتبقي سوي كين وجوشوا اللذين مكثا مع ميغيل في اجتماع مغلق لم يستغرق الكثير من الوقت وانتهي بعد عشر دقائق فقط من انعقاده  

"الا زلت مصرا علي عدم أخبار ميغيل بما جري في ميامي "

سأل جوشوا هذا السؤال ما إن خرج برفقة كين خارج المزرعة تاركين ميغيل خلفهم

"معرفته لن تفيده بشيء حاليا ، دعه يعيش أيامه هذه في سلام لا أريد أن  أفسد عليه استرخائه  مع صوفيا "

تنهد جوشوا باقتضاب

"دائما ما تخفيان الاسرار عن بعضكما وحين تكشف أنا الوحيد الذي يدفع الثمن تحطم وجهى من اللكمات بسبب هذا الموضوع ... "

"كين  "

قاطعه صوت فيرا التي خرجت من السيارة المتجهين نحوها ليصح بها جوشوا متعجبا

"فيرا ! الم تذهبي برفقة ناز "

هزت رأسها نفيا قائلة

"لا ، كين أريد الحديث اليك "

لم ينتظر جوشوا تلقي أوامر  بالطرد وقال من تلقاء نفسه

"انا سأعود بسيارة اخري انتما عودا معا "

هذا اخر ما قاله قبل ان يختفي في موقف السيارات وهنا قال كين

"كان يمكنك انتظاري في القصر  حتي اتي اليك "

أجابت  بصوت متقطع

"لم اكن اضمن عودتك للقصر ،ربما كنت تخطط للمبيت لأيام اخرى في مكان اخر"

من إجابتها علم كين خطورة المنعطف الذي سيؤول اليه حديثهما لذا فضل ان يكون بمكان اكثر عزلة والسيارة التي أمامها كانت الخيار الأنسب لذلك لذا امرها للصعود معه وهي وافقت علي ذلك

"اصعد  الي السيارة "

ما ان اغلقت الباب حتي ساد عدم الارتياح الموقف بسبب ذاك الصمت المريب الذي ينذر بقدوم عاصفة هوجاء ستعري كل الأقنعة علي ما يبدو ،قاد السيارة حتي وصلا إلي القصر ومنه توجهها نحو الغرفة  جلس علي  الأريكة و أنتظر حتي انضمت إليه ليقول  

"أنا أسمعك فيرا "

هذا ما قاله قبل أن يلازم الصمت في إنتظار  هجوم منها  و الذي كانت تتدرب عليه  بصمت  طوال الرحلة وهي تركز علي  أظافرها التي قامت بالتهام نصفها

"أقسم أنني حاولت غض النظر  لكنى فشلت هذه المرة، أنا لم أعد أتحمل الأمر  وأصبح حمله علي عاتقي  وحدي دون رؤية اراده منك للتحسن من تلقاء نفسك منهكا ومدمرا لي ، أنا اتوسل إليك كف عن خيانتي كين "

حافظ كين علي صمته مما دفعها للنظر في عينيه  وسؤاله

" الن تكذبني الن تدافع عن وفائك لي الن تقولي لي أنتِ مخطئة وليس هناك اي شيء مما تقولينه صحيح وهو مجرد تهيئات "

رغم الدموع التي غطت عينها وتعبير الحزن العميق الذي جعله يشفق عليها لكنه قال الحقيقة

"لا ،لن أكذب وأقول أنني لم اخنكِ وأنني لست وفيّ لكِ لن أكون بهذا الجبن أبدا "

ارتفعت أصوات شهقاتها التي عبرت عن ذهولها مما قاله رغم معرفتها المسبقة به

"لا يمكنك أن تتصرف معي بكل هذا اللؤم كين ،أنا لم أفعل شيئا سوى حبك  ، لما لا تفعل المثل معي  مالذي ينقصني ها حتي تجازيني بخيانة "

" لا شيء ، أنت لا ينقصك شيء فيرا لا تلومي نفسك المشكلة بي وليس بك "

مسحت دموعها بسرعة لترسم إبتسامة شحيحة وهي يتمسك بيده

"إذا دعني أساعدك علي حلها ، أنا أحبك كين ،ولا أريد أن نجرح بعضنا هكذا ،اعلم أنك أحيانا تشعر بالملل وأنت معي لكن أنا  أستطيع أن أتغير أعدك ، فقط أقطع علاقتك بها أرجوك ، لم أعد أتحمل شم عطرها علي ثيابك او رؤيت آثار علاقتك معها علي عنقها أو  وعلي شفتيها ، هذا يعذبني كين إنه يقتلني حقا من الداخل لذا أرجوك اوقفه  "

سحب يده من بين اناملها غير عابه لصوت الكسر الذي دوي في قلبها وعكسته عينيها وقال بكل شفافية

"أسف لكني لا أستطيع "

"م .. ماذا  تعني ؟ ماذا تعني بأنك لا تستطيع "

أخذ نفسها عميقا قبل أن يترجم أفكاره الي كلمات حاولت أن توصلها إليها بأقل الطرق ألماً

"أنت امرأة جميلة وفاتنة لا عيب بك وهناك ألف رجل غيري يحلم أن يكون بجانبك ، أنا لا أريد ايلامك أكثر و لم أعد أستطيع الالتزام بهذا الزواج أكثر  فلا أظن انني الزوج المثالي الذي تريدينه ،لذا أنا أري أنه من الأفضل أن ننهي هذا الوهم وننفصل "

تيبست أطرافها وتوقفت أنفاسها عن الصدور بدت كلوح جليد بالكاد ميز بالحياة وقد شحب وجهها حتي تحول الي  اللون الرمادي

"ننفصل ، لا ،لما ننفصل كين ، أنا ،أنت ،لا ،أستطيع ،أنت تمزح بالتأكيد ،أنت لن تختارها علي أنت تحبني وهي مجرد نزوة ،أجل مجرد نزوة أليس كذلك ، أنت فقط غاضب مما قلته لك قبل قليل ، أنا آسفة ،لم أقصد أقسم لك أنا آسفة ،لكن لا تقل مثل هذا الكلام أرجوك  قل ان أنك لا تقصده ... كين "

اخذت تلهث بانفساها التي لم تسعف حديثها وابقائها حية في ذات الوقت ، ومع ذلك استمرت

"ارجوك ، قل لي أنك تمزح ،انك لا تتخلي عني من أجلها ،اتوسل إليك "

احتضن خديها بين كفيه ليعيد لها تركيزها المبعثر

"فيرا أنا لم أعد اليق بك ، أنا اتخلي عن اذلالك أكثر معي ، كفي عن لوم نفسك "

قاطعته بصفعها له وانفجاره به

"لست أنت من يقرر إن كنت تليق بي أم لا ،أنت حبيبي وستظل كذلك ، لن أسمح لتلك العاهرة بسرقتك مني هل تفهم"

نهض علي قدميه من فوره ليتجنب افراغ غضبه عليها لكنها امسكت بيده  وسارعت في القول

"كين أرجوك أنا أسفة،  لكن لا تهجرني ،انت حياتي ولا استطيع بدونك ، افعل ما شئت  خوني معها انا اقبل لن اعترض اقسم لك لكن فقط لا تتركني ، لا تكن قاسيا معي هكذا "

في قرار نفسه هو حقا يشعر بالذنب اتجاها فهي ظاهريا لم تسيء له حتي الان بشيء لكن ماذا يفعل ان كان قلبه ملكا لمراة غيرها وانه لم يعد قادرا علي البقاء بجانبها وترك كيارا وحدها ، قد يكون نهاية جزاء ما يفعله الان...، بخسارته لامرأة تعشقه حتي الموت مع الاخذ بعين الاعتبار موقف عائلته الذي سيكون ضده بلا شك ،.... في النهاية سيكون قتل كلارا له   او تركه وحيدا والرحيل مع ليون لكن حبه لها جعله يري الأسابيع القليلة المتبقية في اتفاقهما كنز لايقدر بثمن وأنه يستحق مقايضته بكل شيء ثمين يمتلكه وان عني ذلك اعطائه حياته لها في طبق من ذهب

"لا اريد ان اكون وقحا معك اكثر من هذا ، لكني احبها ولا اريدها ان تتألم حين تراني معك  ، قد لا يكون اعتقادي صحيحا بانها تغار علي لكن اظن ان شعورها بانها ليست الوحيدة يضايقها ولا احب رؤيتها وهي كذلك "

قطعت فيرا بكائها الخافت بصحكة عابرة جعلتها تقول ساخرة

"هل حقا تريد هجري من اجل امرأة انت لست واثق من حبها لك حتي ؟"

نهضت لتوجهه وقد تغيرت تعابيرعا المتوسلة الي اخر مكابرة تحاول ابقائها ثابته بلا تأثر

"اذهب اذا ،لن اوقفك ، اظن انك بحاجة الي صفعة من يدها حتي تقدر قيميتي ، حين تيأس منها انت تعرف اين تجدني ،تستطيع العيش معها ومضاجعتها كما تشاء لن اعترض ولن انبث بحرف فقط اعلم ودعها تعلم انني لن اتخلي عن مكانتي كزوجتك ابدا لن اترك للطلاق كلمة علي علاقتنا ، ان ارادت العيش معك فدعها تستمع بلقب العشيقة حتي تموت او يموت حبك لها وتعود الي  "

اهذت نفسا عميقا قبل ان تتبعه بتنهيدة لم تثبت صوتها المهزوز

"تستطيع ان تذهب لها ان اردت ،لا اظن ان هناك اي حديث بات عالق بيننا وتريد ان  نناقشه "

طردته ضمنيا وهو لم يعترض علي ذلك  غادر الغرفة في هدوء سامحا لها بمساحة حتي تنهار وتستوعب ما قاله باقل الاضرار الممكنة وما اغلق الباب حتي عاد وفتحه ناز التي صاحت بها بهلع

"هل عرف شيئا ،اخبريني هل شكي في جوشوا كان بمحله انه علم بكل شيء "

ضحكت بسخرية امتزجت مع تعابيرها الحزينة

"لا ،هو فقط تركني من اجل ان لا يؤذي مشاعر عاهرته "

تنهدت ناز بقوة  قبل ان تعقب

"اه تبا لقد ظظنت اننا كشفنا ، حمدلله ان الامر انتهي علي خير "
صاحت بها فيرا مكفهرة

"علي خير ، اهذا ما استطعت قوله وانا اخبرك ، انه هجرني "

"علي الاقل ليس السبب معرفته الحقيقة "

قذفت فيرا المزهرية باتجاه ناز ولم تتهتم ان ضربتها وسببت للها كدمة علي جبينها

"سحقا لك هل جننت "

صاحت بها ناز بذهول ردت عليه فيرا

"اجل انا جننت ، اسمعيني انا لم ازوجك لجوشوا من اجل ان يتركني كين في النهاية ، ان انهارت حياتي ساجعل حياتك انت ايضا تنهار،  لذا من الافضل لك ايجاد حل لمشكلتي وباسرع وقت ممكن "

ظلت ناز تبحلق في الدم المنبثق من جرح جبينها لثوان

"انا ليس لدي حل ان كان كين يحبها  لا املك وسيلة لتغير مشاعره  "

"انا  لا يهمني ان كان كين يحبها اول لا ما يهمني هو ان يعود الي في النهاية  ... "

اخذت ناز وقتا وهي تفكر فيما قالته

"ان كانت مشاعره لا تهمك اذا ، فربما حان الوقت لاستغلال ثأر عائلتك لصالحك ، اخبريهم الحقيقة ، لا اظن ان كين سيقوي علي حمايتها ان علم الجميع من تكون "

"هل تقصدين ان  علي الذهاب لعائلتي واخبارهم ان فيونا هي ذاتها كلارا التي قتلت بيتر ، كيف سيصدقوني او ان صدقوني كيف سأبرر لهم معرفتي بها ، وان من المفترض لم التقي بها في حياتي  سأكشف لا محالة "

ابتسمت لها ناز بمكر ظهر في ردها

"لست مضطرة لذلك ، وانت تملكين والدك ، اظن ان كين يبقيه بعيدا من ميكسيكو لانه الوحيد الذي رأها وتعامل معها وهو لن يسايره كما فعل جوشوا ، بمجرد ان يراها تستطيعين الاطمئنان بان رأسها سيقطع وكين سيعاقب وينفي وهنا سيأتي دورك ،انقذيه وتوددي له وكوني وسيطة خير بينه وبين عائلته ، هذا سيضمن عودته لك ممتنا و للابد "

............
نهاية البارات

ممنوع القي كلمة ( اكملي في التعليقات )
لاني حاكمل ثم حاكمل  عندي فرصة ايجازة لشهر ٩
توقعاتكم للقادم وما تنسو التصويت
وكل عام وانتم بخير للما قرأ المعايدة تبعي في صفحتي ،ولو ما كنت متابعني ياريت تتابعني 🥺

Love you

 

 

 

 

Continue Reading

You'll Also Like

291K 4.4K 24
فتاة تبحث عن عمل.... بعد فتره واخيرآ عثرت على عمل ولكنه سيكون صعب جدا بالنسبة لفتاه مثلي ولكنهم بحاجه للمال... ومن أجل والدها أيضا.. كان العمل هو م...
929K 25.4K 47
" اشش " عـاد يهمس لـهـا فـ حاولت أن تصمت و نظرت اليـه فـ عـاد يـرفـع يده يمسح خديها مـن الدموع و قـال " توقفِ عـن البكاء ، لـن يفيدكِ " انزل يده ع...
56.8K 2K 24
هو سيد عالمه لا يغفر و يتحكم بكل من حوله بكل قسوة و لا مكان في عالمه للضعف و المشاعر و إن أخطأت فقد إنتهيت فهو الملقب بالعقرب .. إلا أن يلتقي بها تلك...
3K 155 11
الكثير من الناس يعتقدون أن الحب من أول نظره مثل الخرافات لكنه حقيقي تماماً ، منذ أن رأيتها أدركت أنها تؤام روحي و يجب أن تكون ملكً لي فقط. حصلت علي...