كل الآفاق تؤدي إليك

By 17YASMINaA

2.2K 207 171

قالوا لك أن طرقكم لا تتلاقى وأن الحب لا يليق بنا .. وأنا أخبرك سراً " رغم البُعد الذي بيننا لا يوجد أقرب منك... More

اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اقتباس
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
اعتذار
الفصل العشرون
تنويه هام
تنويه هام ( أجمعوا هنا ضروري )
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
اقتباس
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين
تنوية هام

الفصل الخامس

48 8 3
By 17YASMINaA

أتخاف من تلك الساحرة يا صغير !
تحدث آدم بجملته بحنق ثم أكمل بجدية والرضى يتشكل على وجهه كلما اهتز رأس الصغير آدم بالرغم من عدم فهمه :
من اليوم ستخترق كل القواعد فكيف تحترم القواعد وعمك آدم سُفيان !
رفع يد الصغير أمامه وبدأ يعد على أصابعه وآفاق ترمقه بعدم استيعاب :
لا يوجد وقت محدد للنوم أنت حر نمّ وقتما شئت ، تناول كل الحلوى ومن يرفض أصرخ عليه وعبر عن غضبك أو تجاهله وأفعل ما يحلو لك ، من يضايقك لا تترك حقك واصفعه بقوة حتى يعود لوعيه ، ماذا أيضاً .. ذكرني بأن أعلمك استخدام السلاح ..
صاحت آفاق بغيظ وحنق من تصرفاته :
هل أنت أحمق ما الذي تخبره للصغير .. ثم أنه لا يفهم ما تقول !
أردف بحاجبين معقودين تعجباً من ضيقها :
ترجمي له إذن ..
جزت على أسنانها بغيظ تحاول التحكم وعدم الانفجار فيه ، رمقهم الصغير بملل من عدم فهمه ثم تحرك لداخل القصر حتى يبدأ شجار جديد مع عمه يامن فذلك أمتع من الجلوس معهم .
هتفت بجدية :
سأترك البيت اليوم شكراً على مساعدتك لي طوال تلك المدة .
صاح بانفعال :
ولما تتركيه هل ضايقك أحد !
هزت رأسها بنفي وردتّ بصدق :
للحق عائلتك رائعة ولم يضايقني أحد ، ولكن يجب أن أكمل حياتي وعملي بمفردي كالسابق .
ضيق حاجبيه بضيق فهي تقول الحق وبالتأكيد لن يحتجزها جواره بدون سبب :
ولكنني ما زلت أخاف عليك يا ذات الجدائل ..
ردتّ بنبرة هادئة :
لقد اقحمتك في مشاكلي وأنت غريب لا يعنيك مشاكلي .. الأفضل أن أغادر .
تمتم بجدية وضيق ظهر عليه :
أبقي اليوم فقط هنا ثم غادري غداً حتى أطمئن أن نائل أبتعد عن حياتك .
هزت رأسها بموافقة مع بسمة صغيرة تزين صغرها ثم تركته وعادت للملحق لتجهز حقائبها .
زفر آدم بضيق وكاد أن يدخل للقصر فتوقف ليجيب على ماركوس :
ماذا هناك ماركوس ؟
سأله الآخر بمزاح :
هل تشاجرت مع تلك القصيرة خاصتك ؟!
ردّ بحنق لا يعلم سببه فهو معتاد على مشاكسة ماركوس له :
لا تدعني أبدأ بشتمك يا أحمق ..
رددّ ماركوس من بين ضحكاته :
حسناً لا تكُن عنيف يا فتى .. تلك الفتاة قريبة أخيك التي يراقبها رجالي خرجت من شقتها هاربة مساء البارحة وبعدها اشتغلت النيران في شقتها .
أطلق لفظ نابي وصاح بغضب :
كيف لم نصل لذلك الحقير حتى الآن !
أجاب الآخر بتوضيح :
لأنه ليس شخص عادي يا أخي هو من المافيا وكما أخبرتني أنه يراسها بالإيطالية فهو أحد الأوغاد في إيطاليا ، ولكن لا تقلق ما زلت ابحث عنه ولن أتركه .
أغلق آدم معه وصعد لسيارته منطلقاً لبيت توبا فهو يعلم مدى انشغال أخيه في مشكلة ماسال ويريد مساعدته ولكن الوضع اختلف قليلاً بعد اختطاف توبا فهو لا يكره في حياته بمقدار من يؤذي المرأة .

جالسة بداخل سيارتها ترمق الفراغ بأعين ذابلة ووجه شاحب فمنذ بضع ساعات كانت تتعرض للأذى من قِبل مختل عقلياً أشعل النيران في شقتها ليرسل بعد ذلك رسالة بضحكاته ومدحه لها على سرعتها ومهارتها في الهروب رغم شفاء قدمها حديثاً .
انطلقت بالسيارة بسرعة جنونية لعلا حزنها يحلق مع الهواء ، مر ساعة ومازالت تشعر بالضيق والمرارة في حلقها والوحدة فأخرجت هاتفها واستدارت تنطلق في طريق المزرعة .
هاتفت رهف التي أجابت تتساءل عليها بقلق :
عاملة إيه يا توبا وأنتِ فين يا بنتي اختفيتِ من المستشفى !
ردتّ بصوت متحشرج بسبب صمتها مدة طويلة :
كويسة ، ممكن أعرف عمرو في المزرعة ولا لا عشان عايزة أروح أركب قمر .
أخبرتها عن وجوده ثم أغلقت معها بعدما عجزت توبا عن سؤالها عن ثائر إن كان موجود أم لا .
بعد مدة ترجلت من السيارة بداخل المزرعة وألقت السلام على الحراس وبعض العاملين ثم اتجهت لإسطبل الخيل ولكن شوقها أخذها لمكتبه ، أثناء طريقها قابلت إحدى زملائها واحتضنها بسعادة ثم هتفت بتحذير وهي تشير على السترة الرياضية ذات الحملات الرفيعة التي ارتدتها :
كده تتعبي الجو تلج .
رمقت سروالها وسترتها بضيق فقد كانت تتجهز للذهاب للركض لولا ما حدث ، ردتّ بلامبالاة :
متقلقيش متعودة .
كادت أن تتركها وترحل فأوقفتها مرة أخرى :
لو راحة لأستاذ ثائر فهو في الإسطبل معاه ضيفة .
تركتها ورحلت فتحركت توبا بخطوات سريعة باتجاه الإسطبل وتوقفت أمامه تشاهد مساعدته لها للنزول من على الفرس وجواره صغيره يداعب مُهر صغير ، شعرت بالغضب يسير بداخلها فأعادت خصلاتها للخلف وتحركت بخطوات قوية باتجاه المسؤول عن الخيل ثم نادته وهي تعطيهم ظهرها :
عم فتحي ممكن تخرج قمر .
التفت ثائر على صوتها فهتف بانفعال :
بتعملي إيه هنا !
لم تجيبه وتصنعت عدم سماعها فجذب يدها لتستدير له متمتماً من بين أسنانه بغضب :
بتكلم بتعملي إيه هنا !
فتحت فمها بصدمة مصطنعة :
إيه ده ثائر !
نظرت على يده الممسكة بيدها وأكملت :
سيب أيدي ..
هدر بغضب :
سؤالي واضح صح ؟
ردتّ بنبرة هادئة وعيناها تطوف على وجهه تروي شوقها :
أركب قمر .. ممكن تسيب أيدي ؟
ترك يدها وأردف بجمود :
مفيش خيل هنا اسمه قمر .
عقدت حاجبيها باستغراب :
لا فيه الأدهم الغيهبي بتاعي مفيش غيره في المزرعة !
رددّ ببرود :
افتكرت لسه في واحد اشتراه من شهرين ، وجوده عامل زحمة على الفاضي وبيرفض حد يركبه.
هزت رأسها بلا بصدمة وعدم تصديق :
كداب مستحيل تبيعه أنت عارف قد إيه أنا بحبه !
رقع كتفيه مردداً ببرود وبساطة استفزتها :
عشان كده بيعته لأنه زيه زي صحبته وجوده مش مستحب هنا ..
صرخت بغضب وحزن فهي تعشق ذلك الفرس وكانت تأتي في الإجازات تمتطيه في أوقات ذهاب ثائر من المزرعة حتى لا يتضايق :
مشكلتك معايا أنا ليه تبيعه أنت عارف أنه بيخاف يتعامل مع حد غيري أنا وعم فتحي !
شعر بيد صغيره تمسك بكفه فهتف بجمود بعدما ألقى نظره على رقية الواقفة تشاهد في صمت :
أمشي يا توبا ملكيش حاجة هنا .
كاد أن يستدير فجذبت يده بقوة كنبرتها :
لو وجودي مش مستحب خاتمي بيعمل إيه هنا ؟
أشارت على خاتمه المزين بحجر الفيروز كانت أهدته إياه في يوم ميلاده ، أخفض بصره على الخاتم ثم أبعد يده عنها وأخرج الخاتم من إصبعه ووضعه بين كفها بعنف :
لا أنتِ ولا حاجتك تفرقي معايا يا توبا ..
رغم صلابة وقوة عيناها إلا أنها اهتزت للحظة كقلبها المتعب من دونه ، لمعت العبرات في عيناها مما لينّ ملامحه قليلاً واستدار يردد باقتضاب :
أتفضلي نروح مكتبي يا أنسة رقية .
رحل وتركها تنظر لأثره بحزن وغضب من خوفها فبسببه أنهت علاقتها بمنّ تحب وبقتْ تتخبط في جدران وحدتها .

دي .. دي ليتا !
رددّ يامن بتوتر فزوجته الهادئة المسالمة في أقصى مراحل غضبها ، صرخت بسخرية غاضبة :
تطلع مين ست لوليتا دي يا عنيا !
أقترب منها رافعاً يده يشير لها بأن تهدأ فصرخت بجنون :
متقوليش أهدي شايفني بشد في شعري !
أكملت صراخها :
معاها تليفونك ليه ده اللي مراتك مش بمسكه ..
صرخ بانفعال فهي لا تعطيه فرصة للتحدث :
ليتا تبقى ظابط في العملية معايا ، كنت نزلت أراقب واحد وكان دخل الحمام فدخلت وراه ونسيت تليفوني في العربية .
صرخت بغيرة :
البت دي مش هتشتغل معاها تاني يا يامن فاهم ولا لا !
مسح على وجهه يحاول تمالك أعصابه فصوتهم وصل لقاطني البيت :
مينفعش مش بمزاجي دي أوامر يا ملاك .
صاحت بغضب شديد :
وأنا مراتك وبقولك يا أنا يا هي يا يامن ..
صرخ هو الآخر بانفعال :
مفيش وجه مقارنة بينكم أساساً أنت مراتي وهي مجرد زميلة !
أردفت بجمود قبل أن تتركه وتخرج من الغرفة :
قدامك تختار وطول ما أنت معاها مش هنتكلم يا يامن فاهم ..

في صباح اليوم التالي :
استيقظ آدم على صوت هاتفه فأجاب فور رؤيته لاسم " ذات الجدائل " :
صباح الخير يا ذات الجدائل .
ردتّ بنبرة هادئة :
صباح الخير آدم أنا أمام الملحق أريد توديعك قبل أن أذهب للمشفى ثم لفندق .
أردف بضيق وهو يرتدي ملابسه على عجالة :
سأكون أمامك خلال عشر دقائق ..
ترجل على السلالم بسرعة ثم ذهب للملحق ، ناداها ينتشلها من الشرود :
ذات الجدائل .
التفتت ببسمة صغيرة :
أردت شكرك قبل أن أرحل فلا أعلم إن كنت سأراك مرة أخرى أم لا .
رددّ وهو يتحرك لسيارته :
سأنقلك للمشفى وبعد ذلك نبحث عن فندق جيد لكِ .
هتفت باعتراض :
لا سأذهب بمفردي ..
فتح باب سيارته وأشار لها بالصعود متجاهلاً اعتراضها :
هيا يا ذات الجدائل .
صعدت زافرة بتذمر هامسه بحنق :
مستبد ..
كتم ابتسامته وانطلق بجهة المشفى ، بعد مدة ترجلوا من السيارة وتحرك معها للداخل فتوقفت تسأله بتعجب :
إلى أين ؟!
ردّ ببديهية :
للداخل .
شهقت بصدمة مصطنعة مرددة بسخرية :
بجد داخل جوه مكنتش أعرف !
تمتم بهدوء :
توقفي عن الثرثرة وتحركي .
أثناء سيرهم ألقت السلام على زملائها ثم اتجهت لمكتبة فدخلت خلفها صديقتها التي رمقت آدم بتفحص وصاحت تقص عليها ما حدث في أيام غيابها :
شوفتي اللي حصل دكتور نائل قدم استقالته ومشي وباع شقته ومشي من المحافظة كلها .
أدارت عيناها على آدم تنظر له بامتنان فوجدته يعبث في الهيكل العظمي ثم ردتّ بهدوء :
أحسن راح في داهية ..
هزت الأخرى رأسها بتأييد ورمقت آدم باستغراب فهو يمسك بيد الهيكل كأنه يرقص معه :
بيعمل إيه ده !
ضحكت آفاق على أفعاله فالتفت يرمقها بتعجب من سبب ضحكها :
ماذا !
هزت رأسها بلا شيء فودعتها الأخرى وخرجت عندما ناداها طبيب آخر ، ضحكت آفاق بتعجب :
ماذا تفعل ؟!
ترك الهيكل العظمي والتفت يعبث في سماعة الكشف خاصتها :
اعبث في أغراضك ..
ضحكت على صراحته في الرد دائماً ثم رددتّ بجدية :
حان وقت عملي أذهب الآن وعُد في المساء حسناً ..
زفر بضيق واتجه للخروج فتوقف على ندائها :
آدم .
استدار ببسمة تبخرت عندما أكملت عبارتها :
السماعة ..
رمى السماعة في وجهها بحنق تحت صدمتها من فعلته وخرج يتمتم :
قصيرة .. حمقاء !
أثناء سيره في الطابق الثاني اصطدم في رجل أوقع الورق الممسك به فاعتذر آدم وهو ينخفض ليلملم الورق معه :
المعذرة ..
رفع عينه وهو يعتدل في وقفته فرأى مسدس يضعه على خصره من أسفل المعطف ، تمتم الرجل باقتضاب وبالإنجليزية :
لم يحدث شيء ..
ابتعد الرجل عنه فأكمل آدم سيره متمتماً بتعجب :
يا للعجب لما يحمل العاملين في المشفى السلاح !
استمع لصرخات عالية مع صوت طلقات نارية والممرضين والجميع يركض بهلع ، نقل بصره على رجلين ملثمين صاعدين على الدرج ويطلقوا النيران في الهواء ليخيفوا البقية فحاول أحد الأطباء تهديدهم فأطلق واحد منهم رصاصة في قدمه .
رفع الآخر على آدم السلاح يهدده بالإنجليزية بالجلوس أرضاً :
للأسفل هيا ..
أردف آدم بنبرة هادئة :
تركت بلدك وأتيت للسرقة في مصر يا للحظك التعيس يا أحمق !
بمجرد انتهائه كان يدفع يد الرجل بسرعة ومهارة وتحكم في الزر وجعله يطلق النيران على نفسه ثم وجه يده بالسلاح وأطلق على زميله  فوقع الرجل ، نظر للطبيب الذي يرمقه برعب فرددّ ببسمة صغيرة :
أهتم بالمرضى هيا ..
التفت راكضاً للأعلى بعدما ضرب على رأسه بتذكر فذات الجدائل بالتأكيد هلعت من صوت النيران ، وصل لمكتبها ودخله ولم يجدها فخرج بسرعة ينظر حوله كالمجنون :
أين أنتِ آفاق !
صرخ باسمها بصوت مرتفع وهي يركض يفتح كل الغرف :
آفاق أين أنتِ .. آفاق ..
ركض للدرج بسرعة حتى وصل للدور الأول وتوقف مخرجاً سلاحه باستعداد ثم مال قليلاً يرى الأطباء والممرضين والمرافقين للمرضى يجلسون على الأرض بخوف شديد ومن بينهم آفاق ، بمهارة استطاع حساب عددهم وتحديد أماكنهم كاد يتحرك فتوقف عندما تحدث قائدهم :
اذهب وتأكد من وجود الجميع هنا .
تحدث الرجل بقلق :
ما تفعله خطأ السيد أمرنا باختطاف الفتاة فقط .
ردّ قائدهم بخبث وهو يجذب آفاق بقوة فصرخت بتألم :
الفتاة ومعنا فلنسرق بعض الأموال ثم نرحل .
تحرك الرجل جهة السلم زافراً بضيق فصعد آدم بسرعة واقفاً جوار السلم ووضع كاتم الصوت في المسدس حتى صعد الرجل وجذبه بقوة كاتماً صوته بيده والمسدس يهدده به على رأسه هامساً بصوت منخفض :
تريد الموت بطلقة في رأسك أم في قلبك ؟
حاول الآخر التحرر منه فزمّ آدم شفتيه بتفكير :
حسناً سأختار بدلاً عنك ..
أدار رأسه بسرعة ومهارة فوقع الرجل في وقتها فاقداً للحياة ، رفع آدم غطاء الرأس المتصل بمعطفه ثم ترجل على السلالم بخطوات هادئة ووقف في مكانه السابق يأخذ نفس عميق ثم زفر بهدوء .

كيف يُقتل الخوف ؟
رددّ سؤاله بتعجب شديد فأشار سُفيان لحارسه ففتح الآخر باب سيارة ونزل منها ثلاث كلاب مفترسين ثم رددّ بجدية :
لم يأكلوا منذ أيام في انتظار تلك اللحظة .
نظر آدم لهم بريبة فأكمل الآخر :
تلك الغابة مكان المصارعة وهؤلاء أعدائك ماذا ستفعل يا آدم ؟
تمتم بقلق :
ولكنني لا أمتلك سلاح سأموت !
رددّ الآخر بهدوء :
إن استخدمت عقلك ستنجو .
أشار لحارسيه بالتقدم فتمتم آدم بخوف :
لا لا أريد اللعب .. لا أملك حتى سلاح يا رجل !
ردّ الآخر برزانة :
أنت في الغابة استخدم عقلك ولا تترك نفسك للخوف .
ارتسمت بسمة صغيرة على شفتيه ثم أكمل
إن أضفت قانون جديد لقوانينك ستنجو ..
سأله آدم باهتمام :
وما هو ؟
قانون الغاب ..
رددّ كلماته وهو يشير لرجاله بترك الكلاب تركض خلف آدم الذي ركض بسرعة بداخل الغابة يقفز من فوق هنا وهناك حتى كسر خشبة كبيرة من الشجرة وقرر استخدامها كسلاح وتسلق الشجرة بسرعة وفور اقتراب أحد الكلاب منه قفز بسرعة عليه وطعنه بالخشبة .

الفتى تأخر كثيراً .
تحدث أحد الرجال فأمره القائد وهو يحاول فتح الخزانة :
أصعد وأحضر ذلك الأحمق .
تحرك آدم بسرعة مطلقاً الرصاصات على أقرب اثنين له فأطلق واحد عليه وأختبأ آدم خلف العمود هاتفاً بحماس وصوت عالي :
أنتم هالكون يا أحبائي !
فور انتهائه كان يتحرك بسرعة ومهارة يطلق النيران على هذا وذلك فأصابه قائدهم بطلقة أصابت يده ، رفع نظره على صوت صراخ آفاق والرجل يجذبها ليهرب من المكان ومعه رجل واحد من رجاله لم يصاب مثل البقية فآدم يحرص على عدم قتلهم إلا إن لزم الأمر .
صرخ قائدهم بغضب وخوف هز نبرته :
من أنتَ يا حقير !
اتسعت ابتسامته حتى ظهرت أسنانه مائلاً برأسه قليلاً وأزال الغطاء من على رأسه مردداً بدهاء :
منْ سيقتلك بوحشية يا عزيزي ..
أطلق على قدم الرجل المتبقي فسقط صارخاً بتألم ، اقترب آدم من قائدهم وأمره بحدة :
أتركها وإلا ..
صرخ الآخر بخوف وهو يحاول فتح الباب دون أن يستدير ويده موضوعة بالسكين على رقبة آفاق :
لا تلك تخصني ..
تمتم آدم بنبرة هادئة :
أسف يا ذات الجدائل على تلك الذكرى السيئة التي ستبقى في ذاكرتك ..
بعد انتهائه أطلق على يد الرجل الممسكة بذات الجدائل فصرخت آفاق بهلع ثم أطلق على قدمه فسقط يصرخ بتألم شديد ، ركضت آفاق جهة آدم تقف خلفه بخوف شديد فأخرج هاتفه واتصل على ماضي مردداً بنبرة هادئة عكس ما مر به قبل ثواني :
كيف حالك يا أخي للعلم لقد هجم بعض الأغبياء على المشفى التي تعمل بها ذات الجدائل وكادوا يخطفوها ، فماذا فعلت أنا هاجمتهم ..
استمع لصوت ماضي الغاضب فأكمل بعبوس :
سامحك الله يا أخي وأنا من رفضت قتلهم حتى لا تحزن .. للحق قتلت واحد تقريباً !
أغلق معه واتجه للقائد يسأله بهدوء تعجبت عليه الأخرى :
من ارسلك أيها المبتدئ ؟
أطلق سباب على آدم الذي ضغط على جرح قدمه بقوة وأكمل بجمود :
أنت فتى سيء لا تعلم التحدث برقي ..
أجاب الرجل من بين صراخه :
لا أعلم اسمه أقسم لقد أخذت أوامر من رجاله أن اخطف الفتاة وأحضرها لهم .
مصمصت آفاق شفتيها بحنق :
صحيح قالوا للحرامي يحلف ..
ثم أكملت حديثها لآدم :
هيا لنذهب رجاءً لا أقدر على الوقوف أكثر .
خرجوا من المشفى وصعد لسيارته منطلقاً بها جهة القصر ثم رددّ بجدية :
لما يريد الرجال خطفك ؟
ردتّ بتوتر :
لا أعلم أنا مثلك مصدومة مما أتعرض له .
أكمل بجدية :
ستبقي في القصر أمام عيني حتى أطمئن عليك ..
تمتمت برفض :
ولكن ..
قاطعها بصرامة :
لا يوجد ولكن أنت كدتِ أن تُختطفي قبل قليل ولا أعلم من حتى !
صمت لوهلة ثم أكمل :
إن كنتِ تحتفظين بشيء لم تخبريني به قولي يا ذات الجدائل صدقيني سأحميكِ مهما كلفني الأمر .
رمقته بتردد ترى الصدق في عينه ولكنها حقاً مشتتة لا تصدق ما رأته وقتله للرجال دون أن يرفّ له جفن :
لا أخبأ عنك شيء ..
رأى توترها والكذب في عيناها فقرر عدم الضغط عليها وتركها تستريح حتى يجمع معلومات حول خاطفها .
صمتت آفاق قليلاً ثم صاحت بتذكر وقلق :
أنت مصاب يا رجل !
أزال المعطف من عليه فظهرت سترته البيضاء وأشار على يده التي مرتّ من جوارها الطلقة وخدشتها :
خدش بسيط لا تقلقي .
مدت يدها في حقيبتها وأخرجت أدوات التضميد مرددة بخوف :
سأضمدها حفاظاً عليها من التلوث .
أوقف السيارة ودعها تضمد خدشه مستغلاً الوضع وينظر لملامحها اللطيفة الهادئة ورأى الخوف يتشكل في عيناها عليه والقلق من أن يشعر بألم .
استوعب ما يفعل فأدار رأسه للجهة الأخرى يستغفر ربه موبخاً نفسه في سره :
أنت حقير يا آدم لن تتغير أبداً !

لا دي وسعت منك !
صاحت ماسال بغضب من تصرفات ماضي بعدما دخلت غرفتها في الفندق ووجدته يجلس بأريحية في انتظارها ، نهض يجذبها للخارج مردداً بنفاذ صبر :
طول ما أنتِ نسياني مش عارف أركز في المصايب اللي نازلة علينا ..
صرخت عليه :
سيب أيدي .
تجاهلها مكملاً حديثه :
أنتِ فقدتي الذاكرة وأحنا أصلا اتجوزنا وكامل مات وخلفنا عيل صغير لمض زيك اسمه آدم .
تشتتت من ما يقوله فأدخلها سيارته وانطلق بسرعة جهة شقتهم ، صاحت بتشتت :
أي كلام أنت شكلك أتجننت بجد !
أردف بهدوء :
اتصلي عليه يمكن يرد .
لم تستطع التحدث فهي لا تجد هاتفها ولا رفاقها في العمل حتى ثائر لا تعلم مكانه فاخر ما تتذكره أنه ترك روما وذهب لمصر .
توقف أمام شقتهم وفتح باب السيارة فضمت يدها لصدرها رافضة النزول ، جذبها بالقوة تحت اعتراضها ثم فتح الشقة ودخلوا صائحاً بانفعال وهو يشير على الشقة :
أهي شقتنا ..
جذبها لغرفتهم وأكمل :
ودي أوضتنا وبرواز جوازنا أهو ..
تركت يده ونظرت حولها تشعر بالألفة هنا وكأنها تعرفها ، تركته وخرجت ترمق غرفة الاستقبال ثم اتجهت لغرفة صغيرها فوقع نظرها على صورة تجمع ثلاثتهم في يوم ميلاده ، سقطت الصورة من يدها تلاه سقوطها ساقطة للوعي بعدما شعرت بتزاحم وضجيج مزعج في رأسها وتشوش الرؤية أمامها .

أنت عارف أنت وحشتني قد إيه !
هتفت توبا بشوق وهي تداعب الصغير آدم بعدما أتت لتجلس معه كما طلبت ملاك منها ، رددّ الصغير من بين ضحكاته :
قد إيه ؟
وضعت يدها على فمها بتفكير ثم ردتّ بصوت منخفض قبل أن تنقض عليه تداعبه حتى ارتفع صوت ضحكاته :
قد ضحكتك الحلوة دي ..
صاح من بين ضحكاته السعيدة :
كفاية .. كفاية ..
دخل ثائر القصر ثم صعد لغرفته متجاهل وجودها فزفرت نادية بصوت مرتفع بضيق ولاحظت توبا فعلتها فرددتّ ببسمة متسعة :
تيجي نلعب بره سوى ؟
صاح بحماس :
ورفيف وكيان وزين ويونس ويوسف معانا .
ضربت كفها بكفه بحماس فنهض صارخاً بحماس وهو يركض للخارج ومعه بقية الأطفال ، ترجلت ملاك الدرج وسلمت على توبا التي هتفت بجدية :
أجي معاكي الكشف طيب طالما يامن مش رايح .
هزت رأسها برفض وردتّ بامتنان :
شكراً يا توبا رهف ورندا معايا .
خرجت توبا للحديقة بعدما ودعت ملاك وظلت تلهو مع الصغار فجعلتهم ينقسمون لفريقين ، توبا وآدم ورفيف فريق ، وكيان ويونس ويوسف وزين فريق ، ورنا كانت الحكم بعدما أقنعها عمر بصعوبة بأنها حامل ولا تستطع اللعب معهم .
صفرت رنا صارخة بصرامة غريبة وكأنها تقمصت دور الحاكم حقاً :
فريق النسر ليه ضربة جزاء .
ركض زين صوب الكرة وركلها فابتعدت توبا عن المرمى وكأنها تلتقطها حتى دخلت المرمى وحُسبت له ، صرخ الصغير بحماس وسعادة :
جون .. جووون .
جلست على الأرض وهي تضحك على سعادة الصغار حتى آدم ورفيف الذين ظلوا يتراقصون معهم ، تقدم زين منها ليصافحها كما يرى في التلفاز بعدما فاز عليها فضحكت على اندفاع بقية الصغار جهتها يحتضنوها بقوة ثم انتفضت على صوت ثائر المرتفع الغاضب :
زين .
أبتعد الصغار يرمقوا العم ثائر بتعجب وقلق طفولي فيبدو أن زين فعل شيء سيء اغضبه ، أمر زين بصرامة :
ادخل مس رقية وصلت عشان الدرس .
التفتت توبا ترمق الواقفة أمام الباب تنظر لهم بفضول ثم عادت بنظرها للصغير الذي تمتم بحزن:
بس أنا عايز ألعب شوية ..
صرخ ثائر عليه مما أبكى الصغير :
مش هكرر كلمتي مرتين يلا ..
ثم أدار نظره لبقية الأطفال وأكمل :
يوسف خد بقية أخواتك وأدخل جوه .
تحرك الصغار بحزن فهُم يريدوا اللعب ، تقدمت رنا صائحة في ثائر بحنق :
في إيه يا أستاذ ثائر بتكلم العيال كده ليه اومال لو مكنتش إصدار تركي كنت عملت فينا إيه !
تمتم من بين أسنانه بنفاذ صبر :
أدخلي يا رنا حالاً .
حاضر ..
غمغمت بكلمتها بسرعة وهي تتحرك كالصغار بحنق فهي كانت تستمتع بدور الحكم .
نهضت توبا من على الأرض تنظر حولها بتوتر فهو يرمقها بغضب دون أن يتحدث وللحق رغم غضب عيناه إلا أنها تمنت ألا تنتهي تلك اللحظة أبداً ، هتف فجأة بنبرة حادة :
أنتِ عايزة إيه ؟
رمقته بعدم فهم فانتفضت على صراخه في وجهها :
بتعملي إيه هنا ليه بتقربي من ابني وبتلفي حواليا ليه !
ردتّ تدافع عن نفسها :
ملفتش ورا حد ولا قربت منه أحنا كنا بنلعب عشان الولاد يفرحوا وآدم ميحس..
قاطعها صراخه الغاضب وهو يهزها بعنف :
دلوقتي بتقربي منه مش ده اللي رفضتي تكوني أمه من خمس سنين !
نظرت لعيناه تترجاه بأن يتركها وألا يحادثها هكذا ولكنه لم يهتم لحزنها وأكمل صراخه بصوت أعلى حتى سمع من في القصر وخرجوا يروا ماذا يحدث :
دلوقتي بتحبي العيال وعايزة تقضي وقت معاهم كان فين حبك من خمس سنين وأنت بتختاري شغلك بدل حبنا .. أنت أكتر إنسانة أنانية شوفتها في حياتي وتستاهلي اللي بيحصل لك .
لم تتمالك نفسها وبكت بصمت من ألم ذراعها ، وألم قلبها ، وألم على حزنه !
كادت نادية أن تتحرك فأوقفها أبيها يمنعها من التدخل بينهم ، أكمل ثائر صراخه الغاضب وكأنه أخيراً أخذ إذن بإخراج كل ما أرهقه طوال تلك السنوات :
طول الوقت بفكر أنا غلط في إيه معاكي طب ليه مشيتي ، كنت بستنى كل يوم ميلاد رفيف وآدم عشان أشوفك وأبقى عايز أكلمك وأرجع في كلامي لما أشوفك مش مهتمة تبصي عليا حتى لأنك مسحتيني من حياتك كأني سراب !
أنهى كلماته بصوت منبوح وحزين فازداد بكائها حتى تحول لشهقات عالية ، ترك ذراعيها وكأنها لدغته للتو ينظر لبكائها بجمود خارجي .
علتّ صرخاتها بعنف وكأنها لم تبكي من قبل ، دارت حول نفسها تبحث عن أحد ترتمي عليه ليربط على ظهرها ولكن لم تجد هي وحيدة بدون شقيقتها ومكروها منّ منْ أحبته !
استمعت لكلماته الغاضبة وكأنها أسهم أصابت قلبها :
ياريت ما شوفتك ولا عرفتك حقيقي بكره اليوم اللي شوفتك فيه .
انخفض صوت بكائها قليلاً وهي تهز رأسها بلا بهستيرية ، ارتفع صوت هاتفها فأخرجته تجيب دون أن ترى الاسم فالرؤية أمامها مشوشة من الدموع .
صدع صوته البغيض الذي تعلم جيداً بأنه تم تغييره على إحدى البرامج :
أتضح أنكِ تبكي مثل البشر أيتها الفاتنة ، أردت أخبارك أن البكاء معي سيكون أكثر تشويقاً وصوت انتحابك أعلى حتى يصم الأذان !
أغلقت في وجهه رامية الهاتف بقوة فصطدم في ثائر ، صارخة بجنون وهستيرية وهي تمسك رأسها تضغط عليها بقوة :
كفاية .. كفاية ..
اقترب ثائر منها بقلق بعدما ترنحت وسقطت على الأرض تضربها بقوة وصراخها يرتفع بنحيب :
أبعد من حياتي .. كفاية ..
جلس جوارها يردد بخوف :
أهدي طيب أهدي ..
ماذا يحدث هنا !
صدع صوت آدم وهو يركض باتجاههم وخلفه آفاق التي احتضنت توبا بسرعة والأخرى لم تقاوم بل ازداد نحيبها بعنف .
صرخ ثائر على آدم بغضب :
وما دخلك !
اندفع الآخر يقف أمامه مباشرةً مردداً بغضب :
أنت آخر شخص يحدد إن كان ليّ دخل أم لا ..
صاحت آفاق بضيق :
اصمتوا رجاءً هي منهارة كلياً لا ينقصنا شجاركم !
صمت كلاهما وظلوا يرمقون توبا الباكية في حضن آفاق بل وتضمها بقوة وكأنها تعرفها منذ سنوات كثيرة ، تقدم البقية منهم ووقفوا يراقبون انهيار توبا بقلق فهي بعدما تصمت تدخل في نوبة بكائها مجدداً .
هدأت تماماً وابتعدت عن آفاق قليلاً فتمتمت آفاق بنبرتها الهادئة وهي تعدل خصلات توبا برفق :
حاسة نفسك أحسن ولا لسه ؟
رمقتها توبا بأعين دامعة ولم تستطع النطق فطاقتها انتهت كلياً ، أكملت آفاق بمرح :
أنا لو منك أكمل عياط لغاية ما أتأكد إني كويسة وأقوم أجيب المشكلة اللي مزعلاني من شعرها وأحلها .
تمتمت بصوت مبحوح :
عندك حق ..
ثم رفعت رأسها لثائر وأكملت :
أسفة على كل لحظة شوفتني وجرحتك فيها أوعدك هريحك مني .
نهضت بصعوبة تستند على آفاق ثم تركتها وتحركت بخطوات بطيئة فأوقفها صوت آدم وثائر في نفس الوقت :
إلى أين تذهبي ؟
راحة فين أنت تعبانة !
التفتت ترمقه بأعين زائغة وابتسامة متسعة مريبة ارتسمت على شفتيها :
الأحسن أنفذ قدامك يمكن ترتاح ..
لم يفهم ثائر مقصدها إلا عندما وضعت يدها للخلف وأخرجت مسدسها من أسفل معطفها الأسود ووضعته على رأسها مع اهتزاز بسمتها وارتجاف صوتها المنبوح :
هخلصك مني يا ثائر !
صدع صوت صراخ ثائر بخوف راكضاً نحوها تزامناً مع ارتفاع صوت طلقتين تلاهم سقوط توبا والدماء تُحيطها !
ولكن يوجد جسد آخر سقط على الأرض والدماء صنعت بقعة كبيرة على سترته البيضاء ، وصراخ أحد جواره يضغط على الإصابة ثم يرفع رأسه برفق ويطلب منه بأن يبقى معه .
انزلقت بسمة صغيرة على شفتاه مردداً بنبرة هادئة من بين أنفاسه اللاهثة قبل أن تنغلق عيناه كلياً ويحل الظلام :
لما البكاء يا ذات الجدائل !
ظلام ينتمي له ومهما فعل سيعود له طواعية !

اتمنى البارت يعجبكم ♥️
متنسوش الفوت والكومنت ♥️
صلوا الفجر قبل ما تناموا ♥️

Continue Reading

You'll Also Like

1.2K 168 10
"نفس الحياة المعتادة والدوامة الروتينية نفس الأحداث على نفس الوتيرة ،لكن ماذا سيحدث ان تغير كل هذا في ليلة وضحاها وانقلبت الحياة رأسا على عقب ! " _مل...
1.2M 87.3K 61
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
1.2M 59.3K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
3.9M 96.6K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...