أرواح مشوهة | distorted souls

By the_writer_ro

107K 4.2K 10.2K

يقوم بإختطافها ثم تهديدها للقبول بالزواج منه بعدما جعلت عروسه تهرب قبل يوم واحد من الزفاف ، إعتقد أنه أمسك بز... More

المقدمة:
الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو
الفصل الثاني: خَطَر !
الفصل الثالث: عَهد..
الفصل الرابع: الظل..
الفصل الخامس: صورة..
الفصل السادس: تبادل عهود..
الفصل السابع: دماء على فستان..
الفصل الثامن: فوضى ساخط
الفصل التاسع : جولة شطرنج
الفصل العاشر: ضيف من الماضي
الفصل الحادي عشر: رائحة الموت
الفصل الثاني عشر: تسجيل دخول لساحة..
الفصل الثالث عشر: معزوفة الحرب
الفصل الرابع عشر : نصل الحقيقة
الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد
الفصل السابع عشر : ملاك حارس
الفصل الثامن عشر : وكر الشيطان
الفصل التاسع عشر : الغسق
الفصل العشرون : العتمة
الفصل الواحد و العشرون : تحت ضوء القمر
الفصل الثاني و العشرون : رسالة من جثة
الفصل الثالث و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء ١-
الفصل الرابع و العشرون : على حافة الهاوية
الفصل الخامس و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء٢-
الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء
الفصل السابع و العشرون : وحوش حول مأدبة العشاء

الفصل السادس عشر : ليلة بين النجوم

3.4K 97 445
By the_writer_ro


على غير المتوقع ، كلاهما توجه ناحية أصحاب الأسهم و هذا ما زاد من حيرتهم أكثر ، سيزار تقدم بخطوتين عن ڨيكتوريا ، لكن الأمر لم يدم طويلا بعد وقوفه خلف الكرسي يسحبه ناحيته ، مفسحا المجال لها لتجلس عليه ، بذلك أعلنت مكانها في هذا الإجتماع..

- إنها ترتدي خاتم الأفعى..

همس دييغو مبتسما ليسأله لورينزو عن معنى ذلك ، حمحم دييغو يجيبه :

- تعلم ما تفعله الأفعى حين تلقي القبض على فريستها ؟ تلتلف حولها ببطئ تشد الخناق عليها حتى تكسر عظامها و بعد ذلك تبتلعها ، هذا هو أسلوب ڨيكتوريا ، حين ترى ذلك الخاتم حول إصبع زوجة شريكك ، إعلم بأن هناك من سيقع بطريقة شنيعة..

- من الذي برفقتها ؟

- أنا أيضا لا أعرفه..

إنتقل سيزار إلى جانب دييغو ليجلس مقابلا لها ، أنزل دييغو رأسه عاضا على شفتيه محاولا كتم إبتسامته بينما لورينزو قال يحاول إستفزازها :

- أرى أنك متأنقة لهذا الإجتماع بشكل مبالغ به يا زوجة شريكي ، خاصة أنه لعمل يتعلق بالتخلي عن حصتك هنا..

- أوه يا شريك زوجي ، و هل أبدو لك أنني هنا من أجل العمل ؟

نظر لها بتوجس فهذه الأنثى لا تتوقف عن مفاجئته في كل مرة ، حمحمت السيدة كارين لتجذب إنتباه الجميع إليها ، تحدثت بلباقة مفتتحة الإجتماع ثم تابعت بهدوء و عينيها تنتقل بين الجميع :

- أشكر جميع المهتمين المتواجدون هنا ، لقد كانت عروضكم مميزة حقا لذلك تم إختياركم للجلوس على هذه الطاولة ، لكن هناك شيء أود قوله لكم ، بالنسبة لحصتي من الأسهم و التي تشكل سبعين بالمئة من إجمالي القيمة لشركة قد قمت ببيعها بالفعل !

نظر الجميع ناحيتها و الدهشة بادية على ملامحهم ، يتسألون فيما بينهم عن المشتري الذي تمكن من دفع كل هذه الأموال الطائلة ! قاطعت شيري توتر المكان بسؤالها الذي جاء بنبرة مستغربة :

- هل يمكننا معرفة هويته ؟

- إن السيدة ڨيكتوريا هي المالك الجديد لحصتي في شركة سنفوزا لطيران !

صوت صفير أصدره سيزار تابعه تصفيق حار منه ليشاركه البقية على مضض محاولين إبتلاع الصدمة ، نهضت ڨيكتوريا من مقعدها متجهة لتقف مترأسة الطاولة على الناحية الآخرى المقابلة لكارين ، رست كفيها على السطح مميلة بجسدها قليلا نحو الأمام تفرض هيمنتها عليهم ، مررت عينيها بينهم لتقول بنبرة حاسمة :

- أعلم أنه لم يكن من ضمن حسبانكم أنني سأكون المالكة الجديدة للشركة ، الجميع هنا على معرفة تامة بي ، لذلك أعرف جيدا أنه لن يتواجد منكم من يريد مشاركتي العمل ما دمت أنا لا أريده ، أليس كذلك ؟

أول من أومئ كان من يجلسون بمحاذاة مقعدها بذلك أعلنوا تخليهم عن ما يملكونه تحت هذا السقف..

ضم لورينزو ذراعيه إلى صدره يناظرها بترقب فعمله قد إنتهى هنا لكنه سيبقى ليرى كيف ستنهي هذا الأمر ، بينما سيزار كان قد وضع إتركز بذراعه على الطاولة أسند خده على كفه و على شفتيه إبتسامة مستمتعة ، إسترقت شيري نظرة إليه لتجده على تلك الحالة ما جعلها تتنهد بخفوت محافظة على وجه البوكر الذي وضعته من اجل هذا الموقف..

إبتسمت ڨيكتوريا بإتساع قائلة :

- أشعر بالرضا عندما تفهمون ما أقصد من المرة الأولى دون الحاجة لتكرار الذي لا أطيقه..

حمحمت لتستقيم بإعتدال مزيلة معالم التهديد عن ملامحها مستبدلة إياها بأخرى مستمتعة بينما تقول :

- سأشتري بقية الحصص أيضا ، و سأنقل ملكية بقيمة أربعين بالمئة إلى دييغو كاسانو..

إنتقلت الأنظار ناحية دييغو الذي لم يستوعب ما سمعه ، عيناه الجاحظة من الدهشة كانت مثبتة عليها بينما يشير إلى نفسه متسائلا :

- أنا ؟

- اجل سيد دييغو ، ستكون شريك لي في الحصص ، ليست لي معرفة واسعة في مجال النقل لذلك سأجعلك تتولى منصب الرئيس التنفيذي..

عادت إلى مكانها لتأخذ عقود البيع من الشركاء ، قدمته لدييغو حتى يقوم بتوقيعهم و كأنه هو من إشتراهم لكن المبلغ سيدفع من طرفها هي ، أمسك دييغو القلم بأنامل مرتجفة غير مصدق لما يحصل ، تركه بعد الإنتهاء من مهمته ، سحبت منه ڨيكتوريا الملفات لتمد كفها إليه بنية مصافحته على شراكتهم الجديدة ، لم يتردد و لو للحظة فما يحصل معه لضرب من الخيال..

عادت بنظرها إليهم لتردف بنبرة حادة أثارت قشعريرة كل واحد منهم :

- ما قلته الآن سيدفن في هذا المكان ، خلف هذه الجدران ، ما يجب للعامة معرفته أن دييغو كاسانو هو المالك الجديد لهذه الشركة ، من له رأي غير هذا سيعلن بذلك أنه ينتظر إستقبال باقة زهرة خانق الذئب مني..

أخذت حقيبتها لتبتعد متجهة ناحية الباب ، ما إن فتحته حتى تذكرت أمرا جعلها تلتفت إليهم مجددا لتقول بإبتسامة :

- أنتم مدعوون للحفلة التي أقيمها ليلة اليوم على شرف زفافي في قصر سالڨتور ، ستصلكم الدعوة بعد قليل ، أود رؤيتكم جميعا هناك..

قبل أن تخرج ، خطفت عينيها نظرة سريعة من سيزار الذي فهم إشارتها على الفور ، وقف من مكانه مغلقا أزرار بذلته مرسلا إبتسامة مصطنعة للجميع ليلحق بها..

لم يمر الكثير من الوقت حين فرغت القاعة من الجميع ، خرج دييغو رفقة السيدة من البوابة الخلفية لتُعلن هوية المالك الجديد لشركة..

مبعدين الأنظار عن سيزار و ڨيكتوريا اللذان خرجا من الباب الخلفي حيث كانت سيارة كلا منهما مركونة أمام الرصيف ، فتح لها المظلة ليحملها فوقها بينما تتقدم ، يحميها من قطرات المطر الخفيفة التي تتساقط..

فتحت باب السيارة لتنظر إليه حيث كان لا يزال يقف بجانبها بملابسه التي بللها المطر و إبتسامة واسعة مرتسمة على شفتيه..

- أنتَ مدعو أيضا ، لي شيء من أجلك ، لا تتأخر..

- سأكون أول الحاضرين..

وجد لورينزو بعد عودته فريق من المختصين في مجال تحضير الحفلات في القصر ، ضرب جبينه بخفة بينما يتدخل مشرفا على العمل..

إستغلت شيري إنشغال لورينزو لتشق طريقها ناحية الطابق العلوي حيث غرفتها ، باشرت في توضيب أغراضها بينما تتحدث في الهاتف مع أحدهم تقول بالإنجليزية :

- أجل سأعود للعمل ، أخبرني إذا ما كان هناك أي رحلات خاصة..

توقفت عن الحديث حين سُحب الهاتف من أذنها فجأة ، إستدارت غاضبة لتجده أنطونيو ، أنهى المكالمة بينما يخبرها بهدوء جاف:

- يجب علينا التحدث آنسة شيري ليفانوس..

كانت تعلم أن هذه اللحظة كانت ستحين عاجلا أم آجلا ، هو هنا من أجل محاسبتها على الخطأ الذي إرتكبته بحقه و كاد يودي بحياته ، لا مفر من هذه المحادثة التي ربما ستنتهي بشكل مأساوي لأحدهما..

جلس على الأريكة لتستريح على حافة السرير مقابلة له ، معرفتها بخطورته لم يزعزع ثقتها بنفسها بينما تقابله بملامح جامدة كخاصته و ذلك لم يغب عنه ، ذلك ليس بالغريب عن شخص مثلها ، فبالنهاية هي العنقاء ، الذي يسير مافيا الخطيئة اليونانية في الخفاء منذ سنوات كان ليكون عمرها حينها بالكاد الثامنة عشر و هذا ليس هين على أي أحد..

- لماذا فعلتِ ذلك ؟

- لا أكِن ضغينة شخصية لك ، لو كنتُ أعلم بأنك قريب لورينزو لما أقدمت على فعلتي تلك..

- حسنا فهمت هذا ، لكن ما الدافع خلف ما قمتِ به ؟

محاولاتها المستميتة في إخفاء الغضب و الكراهية من عينيها كانت ناجحة فقد تمكنت من ضبط نفسها ، لكنها مكشوفة أمام قارئ لغة جسد متمرس مثله..

- لي حسابات مع زوجتك ، و أنت كنت نقطة ضعف جيدة لإستغلالها في تصفية بعض منها..

هي ليست بالشخص الضعيف ، أو من قد يترك عاطفته تتحكم في قراراته ، هو متأكد من هذا ، لو قابلها في ظروف أخرى لم يكن ليشهد على إرتكابها خطأ فادح كهذا ، إستنتج أن الشخص الوحيد الذي قد يثير جنونها هي زوجته لا غير..

نهض من مكانه يتقدم ناحيتها بخطوات بطيئة و يداه داخل جيبي بنطاله يقول :

- أتسائل حقا عن ما الذي بينك و بين زوجتي حتى يدفعك للعبث بحياة النار الباردة ، لكنني أعرف أنكِ لن تجبينني لذلك سأتركه بينكِ و بينها..

إنحنى ليقابل وجهه خاصتها بحيث لا يفصل بينهما سوى إنشات فقط ، عيناه أخبرتها بصريح العبارة أن من أمامها الآن ليس أنطونيو سالڨتور ، بل النار الباردة..

أنفاسه الحارة لفحتها حين قال بنبرة لم تعهدها منه من قبل :

- بشرط أن لا تقحمني أنا أو أليكساندرو في الأمر ، و أن لا ترتكبي في حق زوجتي فعل قد ينهي حياتها ، حينها إنسي أن الأمر يتعلق بكما ، بل يخص النار الباردة ، و أنا يا شيري لا أترك فريستي تنجو حتى لو عنى ذلك اللحاق بها إلى أسفل سابع أرض..

إستقام مبتعدا عنها هي التي لا يحرك لها جفن محافظة على برودها رغم كلماته الساخنة ، أضاف قبل خروجه من الغرفة :

- لا أكن ضغينة شخصية لكِ أيضا ، سأغض البصر عما فعلته ، بالنسبة للورينزو ، دعيه لي ، سأجعله يسامحك لذلك لا داعي لترك المنزل الآن..

ما إن أغلق الباب حتى تنهدت تستعيد أنفاسها المسلوبة بينما تنظر ناحية الباب تلعنه ، هالته تلك تجعلك تختنق دون أن يلمسك حتى ، بعد هذا الموقف ، فهمت سبب رعب أسوء الرجال منه ، من الجيد أنه ليس عدو لها فكانت لتعاني بسببه..

باشرت الشمس في الإختفاء لقُرب غروبها تعلن بذلك حلول الليل ، أي بداية الحفلة التي أشرف لورينزو على تحضيرها لآخر لحظة..

خرج أنطونيو من الحمام بعد أن أنهى إغتساله يرتدي بنطال بذلته فقط كاشفا عن جزءه الذي نقش بالوشوم أبرزها جنحاي الملاك اللذان غطا ظهره بالكامل ، يمسك بيده السليمة منشفة يجفف بها خصلات شعره المبتلة ، رفع رمديتاه لتقع عليها ما دفعه لتوقف يتأمل هيئتها..

كانت تجلس على طرف السرير بفستان زمردي كعينها من قماش الستان الفاخر ، قطع مستطيلة رفيعة عُلقت على طرف كتفيها، ضاق على جسدها حتى الأسفل حيث إنتهى بإنتفاخ بسيط عند ركبتيها ، رقبتها العارية تزينت بعقد ماسي فضي إحتوى على أحجار الزمرد النادرة بلون عينيها ، جعلت من خصلاتها بتجاعيد واسعة وصلت إلى أسفل رقبتها بقليل حيث إنسدل قرطيها الملحقين بالخاتم و السوار..

شعرت بحضوره بعدما إستفاقت من تفكيرها المطول لتنظر إليه ، بكعبها الفضي توجهت ناحيته بهدوء عكس العاصفة المحيطة بها ، سحبته معها ليقف بالقرب من السرير حيث كانت تجلس ، أخذت المنشفة من يده لتواصل هي المهمة تحت أنظاره المثبتة عليها بصمت..

وضبتها لتضعها جانبا ممسكة بعلبة الإسعافات الأولية لتتولى تضميد جرحه ، حملت قميصه الأبيض تلبسه إياه أولا مراعية إصابته ، فرغت من إغلاق أزراره لتحيط برقبته ربطة عنق سوداء ، لفتها بسهولة و بطريقة صحيحة ما جعله يتأكد أنها معتادة على ذلك..

ألبسته السترة السوداء ثم أمسكت يده تلبسه الساعة على معصمه الأيسر ، بخت من عطره على المناطق النابضة من عنقه لتكون آخر خطوة تتكفل بها لتترك مهمة الحذاء من أجله..

صعدت اناملها تعبث بخصلاته ترتبها كيفما تريد بينما تخبره بنبرة خاملة :

- الليلة مهمة لمكانتك و صورتك في هذا المجتمع ، لا تُقدم على إرتكاب أي فعل قد يفسد الأمر ، إذا ما أزعجك أي شيء فقط أخبرني و سأتولى الأمر ، سأكون كظلك طوال الوقت..

- ماذا عن أليكساندرو ؟

- لن يحضر الحفلة ، الكشف عن هويتك فقط تسبب لي في الصداع ، لا أريد وجع رأس آخر..

- هل أخبرته بهذا ؟

- أجل فعلت و لقد كان متفهم خاصة أنني وعدته أنك ستقوم بتعويضه ، سيقضي بعض الوقت في فعل ما يريد ثم سيخلد لنوم مبكرا..

- أقطعتي وعد بإسمي ؟

- أجل ، ألديك مشكلة ؟

- لما لا تفعلين أنتِ ذلك ؟

- أنا منشغلة للغاية ، خاصة هذه الفترة ، عاقبت متمرد و الآن أنا أكبح جماح آخر ، أعطي درسا لكي لا يقدم شخص على ما فعله ريكاردو ، أحاول حمايتك أنت و عائلتك ، لا وقت لي من أجل أليكساندرو..

- و كأنني أفعل ؟ ستنزل مجموعة الربيع في غضون شهرين كما أن هناك الكثير من الأمور الأخرى التي وجب علي الإهتمام بها..

- فلتعتبره من دمك أنطونيو ، إنه بمثابة إبن لك..

- لا تنسي أنكِ والدته يا ڨيكتوريا ، مهما قدمت له لن أتمكن من تعويض وجودكِ في حياته..

- تخيل أنه يتيم بحاجتك ، عندها لن تتكل على إهتمام شخص آخر به..

لا تتوقف عن إدهاشه مطلقا ، عدم معرفته ما يجول بذهنها يسلب الراحة من باله مخربا هدوء حياته ، أليس من المفترض أنها شخص حذر دائما ؟ كيف تضع حياة إبنها بين يديه ، أليس هو من ضحت بنفسها من أجله و تزوجت رجل لا تحبه ؟ عاد يسألها ما يثير إستغرابه :

- أ تثقين بي لدرجة تأمين حياة طفلكِ لدي ؟

- إجابتي لن تصدقها و أنا على علم بذلك ، لكن سأقولها رغم ذلك ، لو كان لي شك أنك ستؤذي أليكساندرو ، لما ظهرت في حياتك..

- حاولت فعل ذلك مسبقا..

- لأنك لم تكن تعلم إبن من يكون..

قطب حاجبيه بإستغراب من إجابتها ، تلك التي كلما أخبرته بشيء زادت من حيرته أكثر ، و كأنها بدل أن تجيبه ، تطلعه على أمر يدفعه لسؤال آخر..

- أليس من المفترض أن لورينزو من قام بإختطافك ؟

إبتسمت بتلك الطريقة التي يعرفها جيدا ، هناك ما هي مقبلة على قوله و لن يزيد من فضوله سوى جشعا لكنها لن ترويه مهما فعل ، إقتربت تهمس لأذنه :

- زوجي ، يجب عليك أن تعرف أن غير زواجك بي و كشف هويتك ، لا شيء حصل دون إذن مني ، يمكنك القول بأن كل ما جرى لغاية هذه اللحظة حدث لأنني أردت وقوعه لا غير..

طبطبت على كتفه بخفة لتبتعد عنه متجهة ناحية الباب تخبره بنبرة ساخرة :

- إرتدي حذائك ريثما أعود..

يعلم جيدا أنه لن يحصل على الحقيقة ، لقد أخبرته مسبقا أنه فقد الحق في معرفة ما تخفيه حين أجبرها على الزواج ، لكنها قالت له أيضا أنه سيأتي يوما ما حيث توضع النقاط على الحروف و يكشف كل شيء ، ما عليه سوى الصبر و توخي الحذر لحين مجيئ ذلك اليوم...

خرج من الغرفة ليجدها تغلق باب غرفة الصغير ، تقدمت إليه لتحيط ذراعها بخاصته السليمة ليتجهان إلى الأسفل ، ناحية الجهة الخلفية للقصر حيث تواجدت قاعة الحفلات ، وقفا بالقرب من البوابة الرئيسية ليستقبلوا الضيوف الذين باشروا في التوافد إلى المكان..

بعد مجيئ العديد و مرور الوقت ، دلف دييغو يتبطأ ذراع ماريسا التي كانت بكامل أناقتها في فستانها الذهبي ذلك ، رحبوا بقدوم الزوجين ليشير دييغو بعيناه ناحية ڨيكتوريا ، إبتعدا قليلا عن أنطونيو الذي كان يتحدث مع فانيسا ليقول لها :

- لم تفسري لي ما حدث في الصباح..

- أوه كابو دييغو ، إنها مجرد مكافأة لك على ما قدمته لي ، أخبرتك سأجازيك عندما أنتهي من حل مشكلة زوجي ، لقد تضاعفت ثروتك الآن و أتوقع أن تحسن من أوضاع إقامتي لديك..

إبتسم ضاحكا على ما قالته ، حمحم يقول بلباقة :

- أ لديك نية في القدوم في وقت قريب ؟

- في الوقت الحالي لا ، لكن إبقى على أتم الإستعداد ، لا تعلم متى قد أطرق بابك و أتمنى أن أجده مفتوحا..

- تعلمين أنه كذلك من أجلك طوال الوقت ، إذا ما ضاقت بكِ الحياة لا تتردي في المجيئ ، تذكري أنا موجود حين يخذلك الجميع..

أرادت الرد عليه لكن قدوم أنطونيو منعها من ذلك ، إقترب منها يهمس :

- يجب علينا إفتتاح الحفل الآن..

أومئت لتلتفت إلى دييغو تخبره بإبتسامة مضمرة :

- سأتركك الآن سيد دييغو ، أتمنى أن تحضى بأمسية رائعة..

أحاطت ذراعها بخاصته ليتجها ناحية منصة القاعة ، في المرة السابقة صعدت هذه بفستان زفافها الأسود و مستسلمة لأنطونيو بعيون مدمعة ، لكن هذه المرة هو من يمشي بجانبها خاضع لأمرها بلا حول و لا قوة..

إبتسمت بخفة لتفكيرها في الأمر ، تحب حين تدور الأيام لصالحها..

ظهورهما على المنصة جذب أنظار الحضور ، بالرغم من كل شيء ، وقوفهما بجانب بعضهما البعض بتلك الهيئة جعلهما يبدوان كأنهما جزء من لوحة فنية مثالية لأبعد الحدود..

رحبوا بالحضور مجددا ليعلنوا بداية الحفلة وسط تصفيق حار من الموجودين الذين كانوا من الطبقة المخملية للمجتمع ، غير المصورين الذين أمرت ڨيكتوريا بحضورهم لكي يوثقوا تفاصيل الليلة التي ستكون بلا شك عنوان جرائد الغد..

تركوا مكانهم بعد تمنيهم أمسية طيبة للجميع ، كانت عندها نقطة إنفصالهما عن بعض ، إختارت هي التجول بين الحضور و إجراء بعض المحادثات القصيرة بينما هو فضل الجلوس على أحد الطاولات البعيدة عن الأنظار يتناول مشروبه بهدوء..

لاحظ دييغو إنفراد أنطونيو ليقترب منه حين ذهبت ماريسا من أجل الحديث مع بعض النسوة ، دفع بالكرسي ليقربه أكثر منه ثم جلس بجانبه في صمت قاطعه أنطونيو قائلا :

- لم أكن أعرف أن لزوجتي علاقة قوية بك إلى درجة إئتمانها على أليكساندرو عندك..

- يمكنك القول أننا على معرفة ببعضنا منذ سنوات قليلة..

- ڨيكتوريا ليست بالشخص الذي يثق بسهولة أو بالأحرى الذي لا يعرف للثقة معنى من الأساس..

- ليس إلى تلك الدرجة ، بما أنها واقفت على الزواج بك و تعيش معك تحت سقف واحد فهذا يعني أنها تفعل..

- لا أعتقد ذلك حقا ، هي لا تبدو من الأشخاص الذين يمكن مصادقتهم ، أقصد بالطبع أسلوبها بالإضافة إلى البرود الذي يحتل هالتها دائما ، كيف تقربت منها ؟

- ما عرفته أن ڨيكتوريا بالرغم من جنونها إلا أنها شخصية حكيمة و وجهة نظرها لطالما أثارت إهتمامي و انارت بصيرتي لأمور لم ألحظها من قبل..

- تعرفها منذ مدة ربما طويلة نوع ما و يبدو عليك الإعجاب بها ، لما لم تتقدم لطلب يدها ؟ سمعت أنها رفضت الكثير من عروض الزواج قبل إرتباطنا و لم تكن من ضمنهم..

- معرفتي بڨيكتوريا كانت بعد فترة طويلة من زواجي بماريسا ، حتى لو تعرفت عليها قبل ذلك لم أكن لأتخذ منها زوجة ، ليس لأن بها عيب ، لكنني لا أتصور أن أحب أنثى غير زوجتي..

- حبك العظيم لها واضح من عيناك..

- لكنه لا يقارن بعشقها لي..

- ا تقول أنها تحبك أكثر مما تحبها هي ؟

-و أؤكد على ذلك ، لقد تعرضت منذ سنوات لحادث تسبب في فقدان قدرتي على الإنجاب ، عندها كنت متزوج حديثا من ماريسا ، عندما علمت بخسارتي طلبت منها الإنفصال فأنا لن أستطيع منحها العائلة التي تحلم بها ، أتعلم ما الذي فعلته في اليوم التالي ؟

- حاولت الإنتحار ؟

نفى دييغو برأسه ليتابع بما جعل من أنطونيو يتجمد في مكانه بدهشة :

- لقد قامت بإستئصال رحمها حتى تمسي هي الأخرى عقيمة كحالي لكي لا أطالبها بالإنفصال و أتابع حياتي معها بدون الشعور بالنقص أو الذنب ، بررت فعلها أن صحتها لم تكن ستسمح لها بالإنجاب كونه خطر مهدد لحياتها ، ثم سألتني إذا ما كانت فعلتها تلك متهورة كثيرا ؟

-ألتمس منك العذر على قولي هذا لكن زوجتك مجنونة ! حتى لو كان جسدها لا يتقبل ذلك كانت لتبقي على رحمها على الأقل دون حمل !

- أعرف أنها مجنونة ، هكذا هن النساء حين تعشقن رجل لحد الهوس ربما ، غير ماريسا ، توجد زوجتك ڨيكتوريا..

تجعدت معالم أنطونيو مستغربا من قول دييغو الذي عاد يقول بنبرة غامضة بينما يرمق أنطونيو بحدة :

- ألم تخبرك من قبل أنها بالفعل مرتبطة ؟ ألم ترى الخاتم الزمردي المماثل للون عينيها ؟

كان سيزار يجلس على إحدى الطاولات يتناول العشاء ، أخذ شوكة أخرى من طعامه ليغمض عيناه مستمتعا بمذاقه بينما يقول :

- وقعت في حبك يا إيطاليا ، فعلا أقرب طريق لقلب الرجل معدته..

- لا أصدق أن بطنك هو ما يشغل إهتمامك بين كل هذه الفوضى..

لم يكن بحاجة ليرى حتى يعرف من تحادثه ، تجرد وجهه من أي معالم جاعل من الجمود يكسوه يدل على مدى مقته لهذه الأنثى ، فتح عيناه ببطئ يصوب ناحيتها نظرة يبث لها من خلالها كل شعور سيء يراوده إتجاهها ليجدها تجلس على الطاولة التي أمامه تقابله بحيث يبدو أنهما لا يتحدثان معا..

لم تقل نظراتها سوء عنه ، هي الأخرى لم تبخل في التعبير عن أي إحساس تشعر به لتقول :

- ما الذي جلبك إلى هنا ؟

- لقد تمت دعوتي شخصيا من صاحبة الحفلة فلا شأن لك ، بل علي توجيه السؤال لكِ ، ما الذي تفعلينه هنا ؟

إبتسمت بجانبية بينما أناملها تلمس حافة كأس مشروبها لتقول بحاجب مرفوع :

- أمتلك علاقة متينة بصديق صاحب الحفل..

- أ تقصدين لورنيزو روسو ؟

- و من غيره ؟

- إذا هذا هو صيدك الجديد ، الرئيس التنفيذي لعلامة "آنجل" للمجوهرات ، أحد أغنى رجال أعمال إيطاليا و كابو أخطر المافيات خاصتها ، إختيار موقف حقا أهنئك عليه ، إذا هل هو يعرفكِ جيدا ؟ أعلم أن رجل مضخرم لورينزو لن يكون غبي مثلي و ينخدع بحسنك و شخصيتك الزائفة..

- إنه لا يشبهك بأي شيء لذلك هو رجل..

كلماتها عبثت بأعصابه لذلك أزاح عيناه عن وجهها يدقق في جسدها الذي إرتدى فستان طويل باللون الأزرق الملكي بأكمام طويلة أخفت إصابة ذراعها..

- إلى ما تنظر ؟

نبرتها الساخطة أعادت عيناه لوجهها ليقول ببرود :

- لجسدك ، ليس حبا فيه ، بل أتحقق إذا ما كنتِ قد أصبتي مرة أخرى لكي أعرف إذا ما كنت قادمة من أجل طبع أخرى مطابقة على خاصتي ، لكن يبدو لي أنه لم تحظي بأخرى ، ذلك جيد من أجلي ، لأنه لو حدث العكس ، كنت سأنحر عنقك قبل أن تقتربي مني..

- إذا ما جرى لي شيء آخر بسببك ، تيقن أنك ستلقى ذات المصير..

- لا أعلم كيف كنتُ السبب في إصابتك بحيث أنني لم أقترب منكِ بأي شكل من الأشكال لغاية هذه اللحظة..

- حقا ؟ ألم تحاول قتلي مسبقا ؟

- لم أبحث عنكِ حتى لا أفعل ذلك ، لكنكِ تضعين نفسك أمامي في مواقف تجعل مني لا أطيق صبرا لرؤية روحك تغادر جسدك..

- ما الذي جلبك إلى إيطاليا ؟

- لي عمل هنا مع أنثى بالفعل ، لكنها ليست أنتِ ، رؤيتك لم تكن ضمن مخططاتي الحالية أو حتى المستقبلية ، لذلك لا تعكري مزاجي و دعيني وشأني ،
أود الإنتهاء من ما جئت من أجله و أرحل و معي ما أريده ، تخيلي أنك لم تلتقي بي مجددا منذ تلك الليلة..

- لكم أود ذلك حقا ، لكنني ببساطة لن أفعل ، الأيام بيننا..

نهضت من مكانها تجر فستانها خلفها تحت نظراته الجامدة ، هز كتفيه مستأنفا تناول طعامه بذات الحماس و كأنه لم يراها مطلقا..

حين لاحظ دييغو إختفاء ڨيكتوريا عن الوسط إلتفت بكامل جسده ناحيته بمعالم ليست بالمألوفة عليه ، لم يستغرق من أنطونيو سوى لحظات ليدرك أن دييغو قد أزاح قناعه الديبلوماسي ذلك يظهر وجهه الحقيقي المخفي ، عيناه البنية الداكنة الحارقة ثبت على رمديتا الآخر الذي يطالعه ببرود ليقول بنبرة هامسة حادة :

- معرفة أنثى عاشقة مثل ڨيكتوريا قد إرتبطت بشخص غير معشوقها تخبرني بصريح العبارة أنها تعرضت للتهديد بشيء قد تدفع حياتها ثمنا لتضمن نجاته ، قايضتها بأمر مهم للغاية مقابل الإرتباط بك..

شعرها لم يكن قصيرا منذ مدة طويلة و تزامن قصها له مع زواجها منك ، ذلك لا يخبرني سوى بأنها دموع قد هطلت من عيناها بالفعل ، ما لا يجعلني أتهور هو معرفتي أنها أخذت منك ثمن كل قطرة كنت السبب في نزولها..

لا يهمني كيف تمكنت من فعل ذلك أو دافعك منه ، لذلك سأخبرك بالآتي الذي ستحفره في عقلك من الآن فصاعدا إذا أردت النجاة مني..

ڨيكتوريا رومانو ، لا أريد منك أن تمس شعرة منها بالأذى ، ضع في حسبانك أنه يوجد خلفها من هو مستعد لحرق العالم فداء لدمعة من عينيها ، لقد نجوت بفعلتك مسبقا و لكن ليس بعد الآن..

إتقي شري سيد أنطونيو ، لستُ بالشخص الجيد حين أغضب ، بما أنك لا تعرفني فإسأل شريكك في العمل عني و سيخبرك..

ربت على كتفه في نهاية حديثه ليبتعد عنه ، قاطع ذهابه سؤال أنطونيو الذي جاء بنبرة باردة و هو يحدق في ظهر دييغو :

- إذا لما لا يفعل هو بنفسه ذلك ؟

إبتسامة جانبية غامضة رُسمت على شفتيه قبل أن يجيبه :

- صدقني لو أراد لأنهى وجودك من أساسه..

رحل تارك إياه في دوامة الأفكار التي أغرقه بداخلها ، لم يكن يعتقد أن دييغو قد يجازف بمكانته و كل ما يملكه من أجل شخص ، زاد فضوله أكثر عن طبيعة علاقته بڨيكتوريا ، لكن أكثر ما شغل باله ، من هو صاحب قلب زوجته ؟

فك ربطته ليفتح أول زرين من قميصه لشعوره بالحرارة تجتاح جسده لشدة غضبه..

رفع بصره ليجدها تقف هناك بعيدا عنه ، غيرت فستانها لآخر أسود بأكمام طويلة و شكل الصدر نصف قرص مفسحا المجال لعقد من اللؤلؤ الذي إرتدته مكان السابق ، وصل طول الفستان لحد قدميها التي إرتدت كعب أسود أيضا ، غير أن ذلك الشق الذي وصل لفوق ركبتها بقليل أفشى عن مظهر ساقيها الرشيقة..

مجرد التفكير بأن هناك فعلا من في حياتها كان يلعب بأعصابه و يتلفها ، كان يقنع نفسه بأن أليكساندرو مجرد ثمرة نزوة لها ، لكن الآن بعد تأكده من الأمر و أنها عاشقة بالفعل ، يشعر بغضب كفيل بتحطيم كل شيء يحيط به..

بخطوات واسعة توجه ناحيتها ، غير أنه توقف للحظة هامسا في أذن لورينزو بشيء قبل أن يعود إليها..

توقف أمامها لتطالعه بنظرات جامدة تسأله عن ما يريد ، إلا أنه إكتفى بمد كفه ناحيتها ، نقلت بصرها بين يده الممدومة و وجهه تحاول معرفة ما ينوي عليه لكنها لم تفلح ، وضعت كفها فوق خاصته ليشدها إليه بخفة يقودها معه إلى حلقة الرقص التي توسطت القاعة لتردك فورا غايته..

أوقفها في المنتصف ليلتفت إليها حيث يواجهها به ، لم تقدم على أي فعل فالأنظار مثبتة عليهما خاصة الكاميرات التي قد تلتقط أي حركة خاطئة ، إبتسمت بإتساع بينما تقول من بين أسنانها :

- لا تنسى أن ذراعك قد أصيب البارحة فقط !

فتح زر سترته ثم بسط يده الحرة على خصرها يقربها منه أكثر حتى إلتصقت به ، حرك شفتيه ضد أذنها هامسا :

- أتمنى أنك تجدين التانغو..

لم يمهلها وقت لتعترض حين إنطلق صوت الموسيقى في الأرجاء ، ما إن عُزفت أدرك الحضور طبيعة الرقصة التي سيفتتح بها العريس و زوجته الرقص

- لن أعيد تقطيب جرحك إذا ما تأذى..

قالت تزامن مع لمسه لرقبتها لتضع هي يدها على صدره معلنين بداية الرقصة ، لف جسدها بخفة ليرتطم ظهرها بصدره ثم أحاط خصرها بذراعه جاعل من يده الحرة تتلمس طول ذراعها لتصل إلى كفها حيث شابك أنامله بخاصتها ، أنفه شق طريقه على طول رقبتها يستنشق رائحتها الفريدة ، رسمت ساقيهما في ذات اللحظة نصف دائرة على الأرض..

حثها كفه الممسك بخاصتها على الدوران حول نفسها مبعدا إياها عنه فوقفت على بعد مسافة معتبرة منه تخبره بعينيها أنها لن تخطو ناحيته و يجب عليه هو القدوم إليها..

إبتسم بجانبة قبل أن يسد المسافة بينهما ممسكا بكفها في الهواء و هي تحيط بكتفه ، يرفعها من خصرها بحيث إبتعدت قدميها عن الأرض لتثني أحدهما جانبيا سامحة له بأن يجلها تدور حوله عدة مرات قبل أن يعيدها لمكانها ، جعلت من ساقها المثنية ترتطم بقوة على البلاط مخلفة صوت قوي تسبب فيه كعبها..

رمى كلاهما في ذات اللحظة خطوة جانبية متماثلة قبل أن يعود بها للخلف حين تركت هي مقدمة كعبها تحتك بالأرضية ، توقف ليرفعها يديرها مجددا ثم أعادها..

تحركت قدمها اليسرى للخلف في نصف دائرة كما فعل هو ثم تحركا خطوة لتثني ساقها قبل أن تعيدها للأرض بقوة ، إبتعدت عنه تاركة مسافة بينهما ليقوم بإدارتها حول نفسها قبل أن يفلتها..

عاد إليها يضع كفه على وجنتها بينما بسطت يدها على صدره ، أبتعد يدها عنه ليمسكها هو سامح لها بثني ركبتها قليلا ما جعل من جسدها ينخفض عن خاصته للحظات قبل أن يشدها إليه مجددا..

نظرت إليه مطولا ثم تركت يده كنهاية للرقصة ما جعلها تبتعد عنه قائلة :

- لا تضعني مجددا تحت الأمر الواقع..

خالف كل توقعتها حين أمسك برسغها يسحبها إليه لترتطم بصدره ، رمقته بتعجب لكنه لم يعرها إهتماما بينما يتابع الرقصة ، أجبرها على بضع خطوات مطابقة لحركة قدميه ثم رفعها مجددا يديرها لأكثر من مرة..

توقف يضعها أرضا ، بأعين مغمضة وضع جبينه على خاصتها ليقول من بين أنفاسه الغير منتظمة :

- لم أكن لأدعك تذهبين بدون وضع نهاية جيدة لما بدأناه معا ، أنت تحفظين كل خطوة من الرقصة التي أتقنها..

-أعرف الكثير عنكَ..

صدح صوت تصفيق كبير حولهما يعلن إعجاب الحضور بالمشهد الذي دار أمامهم ، رمقته بعمق قبل أن تسأله :

- ما الذي أردتَ إثباته من هذه الرقصة ؟

فتح عيناه مبعدا جبينه عنها ، أزاح رأسه قليلا ليرى ذاك الذي يقف خلفها بيده كأس شامبانيا ، ملامحه الجامدة إختلفت عن عيناه التي تنظر ناحيته تكاد تحرقه ، إبتسم أنطونيو بتحدي بينما يضع كفه على خصرها يقربها أكثر مجيبا على سؤالها :

- أنكِ لي ، إسمي ما يلحق بإسمك لا غيري..

فصل أنطونيو التواصل البصري بينه و بين دييغو يعيد جل تركيزه لزوجته ، جالت عيون دييغو أرجاء القاعة بينما يهمس :

- من الجيد أنك لست هنا لترى هذا المنظر..

أحاطت ڨيكتوريا رقبته بكفها تغرز أظافرها هناك من تحت ياقة قميصه تخبره بنبرة لا يسمعها غيره :

- أقولها لآخر مرة ، إياك و الوقوع في حبي !

قهقه بخفة يقترب من وجهها اكثر حيث لا تفصل بينهما سوى إنشات فقط ليقول ضد شفتيها الوردية و هو يخلل أنامله بين خصلاتها :

- كل ما أعلمه أن الوقوع في حبك يُعد خسارة لي في الحرب القائمة بيننا و الخسارة شيء مضاد لقواعدي التي وضعت للحفاظ على إستقرار عالمي ، أنا لن أجازف بهذا من أجلك أنتِ خاصة ، لذلك أبشرك عزيزتي ڨيكتوريا بأن هذه الحرب لن تنتهي إلا بتوقف قلب أحدنا أو كلينا عن النبض..

تنهدت جاعلة من أنفاسها الحارة ترتطم بوجهه لتضع جبينها على كتفه هامسة ضد رقبته متسببة في بعثرة روحه :

- هذا مثير للإرتياح ، سأذهب للإطمئنان على آليكسآندرو..

- لما لا تختصري إسمه لأليكس فقط ؟ جميع الأطفال يمتلكون إسم مختصر كدلع ربما..

إبتعدت عنه خطوة بينما تبتسم ناحيته تلك الإبتسامة التي يعرفها جيدا و بات يخشى مما يحدث من بعدها ، تحركت شفتيها بإستفزاز بينما توجه ناحيته نظرة ذات معنى :

- لما لا تناديه بآندرو ؟

رحلت تاركة إياه يصارع الفوضى التي خلقتها بسبب ذكرها لإسم فقط ، تدارك نفسه ليبتعد عن الساحة مفسحا المجال لثنائيات التي شرعت في الرقص بالفعل..

راقبه دييغو إلى حين إختفى من مرمى عينيه ليقهقه ساخرا بينما يقول :

- إنها حقا لا تحب تقديم إنتقامها على طبق بارد ! تلك اللبؤة..

- أقلت شيء يا عزيزي ؟

مجيئ زوجته قاطع خلوته ، إلتفت إليها مبتسما يسألها بنبالة بينما ينحني أمامها :

- أ تسحمين لي برقصة ؟

أمسكت بيده الممدوة إليها تشده لتحيط خصره بذراعيها تخبره :

- كنت أود ذلك حقا و لكنني متعبة و أريد العودة للمنزل..

- طلباتك أوامر عزيزتي ، إسبقيني سأذهب لتوديع صاحبة الحفل..

- أنتظرك في السيارة..

خطف قبلة من شفتيها قبل أن تبتعد عنه ليقترب من ڨيكتوريا التي كانت تقف تراقب الوضع حولها ، وقف بجانبها يخبرها :

- سأذهب الآن ، أ تردينني في أمر ما ؟

- أين سيارتي ؟

- سأرسلها لك غدا صباحا ، شيء آخر ؟

- لقد عرفت سبب إختطافي من طرف أي كابو قبل أن يقدم على ذلك حتى و سمحت بحدوثه ، أنت الوحيد الذي فاجأني ، لقائي الأول بك لم يكن ضمن حساباتي ، و إلى اليوم لا أعرف السبب..

- أ تودين معرفته ؟

- و ما رأيك ؟

- أنا كأغلب من سبقني ، أردتكِ في قضية آندرو فقط ، تعلمين كم أن أمره حساس..

- و لما لم تصفح عن الأمر مسبقا ؟

- ليس لسبب وجيه ، أنا بطبعي شخص لا يود الثرثرة كثيرا ، أردت أولا إكتشاف إذا ما كان لكِ علاقة بالأمر أم لا..

لاحظت ڨيكتوريا معالم لورينزو المقتضبة بينما يرمقها بحدة تخبرها بصمت أن أمر ما قد حصل..

- سأتركك الآن سيد دييغو ، إلى لقاء آخر..

أومئ دييغو بينما رحلت رفقة لورينزو بهدوء ، شرد في ظهرها الراحل هامسا بينما يضع كفيه داخل جيبي بنطاله قبل أن يغادر :

- لم يكن ذلك لقائنا الأول يا عزيزتي ، أنا الوحيد من بين الجميع من أردت رؤيتك مرة أخرى لغرض الإطمئنان عليك و دخول حياتك بنية حمايتك ، رؤيتك بخير تجعل من قلبي يطمئن..

وضع لورينزو هاتفه أمام أنظار ڨيكتوريا يريها شاشته التي كانت تُظهر صورة جثة مشوهة تعلن أن صاحبها قد قُتل بطريقة أقل ما يُقال عنها أنها بشعة ، دققت في الصورة لتقول بإنزعاج و هي تنظر إليه ببرود :

- هذا الشيء ليس من صنعي..

- إنه أحد رجالي ، أرسلته لتقفي أثرك لكنني إستلمت جثته في ليلة اليوم الموالي لتكلفه للمهمة !

- و لما فعلت ذلك ؟ ما الذي تريده مني ؟

- الأمر بيني و بينك فما دخل الجوري الأسود به ؟ لقد تجرأ و قتل رجل تابع للمافيا خاصتي حين كان الأمر لا يعنيه ، أخبريه أنني سأغض نظري عن الأمر هذه المرة لكنني لن أفعل ذلك مجددا بل سأجعله أحد أهدافي و لن يهدأ لي بال سوى برؤية النار تبتلع جسده..

- في المقابل ، لن تُقدم على أي خطوة في أمر يعنيني خلف ظهري ، عندها أنا من سأجعلك أحد أهدافي يا سيد لورينزو ، و لتحترق إيطاليا عن بكرة أبيها ، ما حصل مجرد تحذير ، إن أردت مني شيء تعال إلي و حاول أخذه بطريقة تليق بكابو لمافيا عريقة و ليس كقاطع طرق مشرد..

تركته مبتعدة لتقف وسط القاعة بعد أن أخذت كأس مشروب ، تبحث بزمرديتيها عن أحدهم حتى سقطت داخل زرقويتاه الشاحبة ، كان يبتسم بالفعل لإدراكه أنه غايتها ، إلتفتت متجهة ناحية الشرفة و ما هي إلا لحظات حتى لحق بها..

وجدها تقف هناك حيث تمسك بيدها الحرة سور الشرفة ، بخطوات ثابتة تقدم ليقف بجانبها ينظر ناحية القمر كما تفعل هي حتى جاءه صوتها باللغة الروسية يخاطبه :

-لم يمضي يوم منذ مجيئك إلا و تركت أثرك الخاص به..

إبتسم بإتساع يغمض عيناه مستمع بلكنة صوتها المميزة ثم قال بذات اللغة :

-لا يمكنني المكوث في المنزل من غير فعل أي شيء..

- هذه أول مرة تبقى في ذات المكان لفترة طويلة ، ألست خائف من أن يتم كشف هويتك الحقيقية ؟

- أنا لن أرحل دون مبتغاي..

رفعت يدها عن السور الذي تركت فوقه كأسها ملتفتة إليه لتحثه على مواجهتها ، سلسلت أناملها بين خصلات شعره المنسدلة على جبينه ترتبها تحت أنظاره المتيقضة بإستمتاع ، فرجت شفتيها لتنطق بنبرة خاملة :

- إيڨان..

- سيدته..

بعد أن سمعت شيري هذا تركت المكان مبتعدة ، كل ما كان يدور بداخلها أنه قد سمح لها بمناداته بإسمه ذلك الذي كاد ينحر عنقها هي بسببه ، موجة ألم عصفت بقلبها المجروح ما دفعها لصعود إلى غرفتها و عدم البقاء أكثر في الحفلة..

-ما غايتك من المجيئ إلى هنا تحديدا ؟

- بعد العبث ببعض الممتلكات الخاصة بالسيد لورينزو روسو في اليونان ، أرسل لي الظل الرسالة الحمراء بإسمي لتوقف عن أفعالي هناك ، جئت لأتعرف على الشخص الذي تدخل الظل شخصيا بيني و بينه بالرغم من أن الأمر لا يعنيه..

- إذا ؟

-حين أعرف السبب سأرحل بحال سبيلي بكل هدوء..

- ماذا إذا قلتُ لكَ أنك لن تنال ما تريده ؟

- لستُ بالشخص الذي يسمح بمرور موقف كهذا بصمت ، لي حق لأعرف لما هددني الظل من أجله بالرغم من أنني كنتُ أؤدي عملي فقط..

- لقد أرسل لك خطاب مسبقا أن تتوقف عن ما تفعله ، لكنك لم تنصت إليه ما دفعه للخيار الثاني..

- لقد كانت مهمة عادية روتينية بالنسبة لي ، وصلتني أماكن و علي تخريبها فقمت بذلك على أكمل وجه ، لم يتدخل الظل يوما في أي من أعمالي مسبقا ، لما الآن ؟

- لا يُسمح لك التدخل في قرار يتخذه الظل ، إن كلمته هي الآمر الناهي هنا ، إذا أراد حدوث شيء من عدمه ، سيقع ما يريده فقط..

- لست أعترض على أي أمر قام به ، أود معرف السبب فقط..

- إذا لما قتلت أحد رجاله ثم أرسلت جثته مع وردة من الجوري الأسود ؟

- لقد كان يتعقبك ، لذلك أنهيت حياته..

- ماذا عن الوردة ؟

- أخبرتك ، لا يسعني جعل اليوم يمر دون ترك لمستي عليه..

- إيڨان..

إمتدت إحدى يديها للكأس تحتضنه بشدة قبل أن ينكسر و تنتشر شظاياه مخلفة جرح في باطن كفها ، عادت كفها الجريحة إلى وجهه حيث سارت أناملها بخفة بين تفاصيله ترسم خيوط رفيعة من دمها هناك بين تهمس :

- نظرا لإتمامك المهمات التي كفلتك بها على أكمل وجه ، يود الظل أن يهديك أسطول السيارات الخاص بريكاردو تعويضا على سيارتك التي إنفجرت ، كما أنه سيجعل من نقود ريكاريدو المخزنة في البنوك الأروبية تصب في حسابك ، ألا يعد هذا كافيا لكَ ؟

سارت أنامله فوق السور تلتقط بعض من قطع زجاج الكأس المنكسر ليمسك بها متسببا في جرح يده هو الآخر ليتلمس بدمه طرف وجنته يطبع دماءه هناك يجيبها بنبرة مختلة :

- لا تفهميني بشكل خاطئ ، أنا لستُ أعلن تمردي عليك أو على الظل ، لا أزال قيد إمرتك وقتما و حيثما تريدين إلا أنني غير متقبل أن يحظى السيد روسو بالأفضلية..

طبع قبلة رقيقة على ظاهر يدها الجريحة ثم نظر إليها مجددا متابعا حديثه :

- أنا جشع يا سيدتي و لا أستطيع أن أرى شخص لديه شيء ليس بحوزتي ، أفعل ما في وسعي حينها لسلبه من صاحبه و إمتلاكه حتى لو كان الثمن سفك الدماء و حرق الأرض..

فهمت أنها الشيء الذي يقصده ، لا يريدها أن تبقى بجانب لورينزو بسبب الظل و سيفعل ما في وسعه ليحظى بها ، لقد أعلن لتوه نيته الصريحة في حرب ضده و الغاية هي..

- أنظر ، أنا كغيري ، لي ثمن أدفعه لظل حتى يلبي طلباتي..

- لكنك همزة الوصل بيننا و بينه ، ما يجعلك مميزة و مثيرة للإهتمام..

راقبت ظهره الراحل بشرود تحلل كلماته ، لقد تأكدت أنه مختل بعد هذه المحادثة و ليس بالمجنون فحسب ، تنهدت بعمق تلتفت مجددا ناحية البدر المنقشع أمامها في منظر يسلب الأنفاس..

- إنها تعلم بشأن آندرو..

تحدث أنطونيو إلى لورينزو الواقف بجانبه مخرجا إياه من شروده ، نظر لورينزو إليه ثم تنهد قائلا :

- لن أستغرب شيء منها بعد الآن ، أتعلم بطبيعة علاقتك به ؟

أومئ أنطونيو على مضض و يشد على يده التي يخيفها داخل جيب بنطاله بقوة حتى إبيضت محاولا التحكم في غضبه ، هز لورينزو كتفيه بغير مبالاة ، فالأمر حقا لا يهمه الآن ، ما يشغل تفكيره هو الجوري الأسود..

خرجت من الحمام ترتدي ملابس نوم خفيفة بينما تمسك المنشفة تجفف شعرها الناري كالنظرة التي تحتل عينيها الآن تهمس بحقد :

- لن أدع الأمر يمر على خير..

قاطع سيرها ذلك السهم الذي إخترق الحائط بجانبها لا يفصل بينها و بين وجهها سوى إنش فقط ، صرخت موسعة عينيها لهول الصدمة فقد كاد السهم يقتلها ، تردد على مسمعها صوت غير مألوف بالنسبة لها :

- إياك و مجرد التفكير في أذيتها !

إحتل الغضب الساخط وجهها فمن هذا الذي تجرأ على محاولة قتلها و تهديدها ، إستدارت بسرعة ناحيتها لكن لم تلبث لحظة حتى بهتت معالم وجهها ، عادت خطوة للخلف تستند بظهرها على الحائط بينما تنظر إليه بغير تصديق ، من بين شفتيها المترجفة تلفظت بإسمه :

- اليكسآندرو؟!

كان يقف عند عتبة الباب يحمل قوس والدته على كتفه موجها سهمه ناحيتها ، تقدم نحو الداخل يغلق الباب بقدمه و عيناه الغاضبة لم تتزحزح عن خاصتها المدهوشة بينما يخاطبها بغل :

- لقد مررت لكِ نظراتك الحاقدة لي و حتى أنني سأتغاضى على كونك السبب الرئيسي في إصابة والدي ، لكنني لن أسمح لكِ بمس شعرة من أمي ! أقسم أنني سأجعل روحك تغادر جثتك إذا ما وقع مكروه لها !

- أنتَ..

بتر حديثها بإلقاء سهم آخر ناحيتها بإتجاه جانب رأسها ما تسبب في جرح صغير لأذنها ، رفعت أناملها تتلمس قطرات الدماء الصغيرة المتسربة من الجرح ليتابع حديثه مهددا :

- فليكن هذا إثبات لكِ على جدية ما قلتُه..

قهقه بخفة منزلا القوس عن مرمى عينيها ، رفع حاجبه ثم قال بسخرية :

- لن تستطيعي أن تفعلي شيء لي لأن والدتي حينها ستنفيك من على الأرض..

- أنتَ لستَ أبكم..

- بل لم أعد كذلك ، و بذكر هذا الأمر ، تفوهي بكلمة عنه لأمي او لأي شخص آخر و أعدكِ أنك لن تبصري الحياة مجددا ، إتفقنا ؟

لم تجبه فقد كانت لا تزال تحاول تجرع صدمتها ما جعل من صبره ينفذ ليرفع القوس مجددا ناحيتها هاتفا :

- إتفقنا ؟!

إنتفض جسدها مجفلا من صراخه لتؤمى ناحيته عدة مرات ، إبتسم بخفة يقترب منها لتنكمش أكثر ضد الحائط ، أخذ السهمين لينظر إليها قبل أن يغادر :

- فتاة مطيعة ، أتمنى لكِ أحلام سعيدة..

ما إن أوصد الباب خلفه حتى سقطت على ركبتيها تمسك بوجهها بين كفيها غير مستوعبة لما جرى منذ لحظات ، ذلك الطفل صاحب الوجه البريئ إتضح أنه مختل كوالدته ! لعنت حظها الذي ورطها مع تلك الأنثى و طفلها المعتوه !

فرغت من روتينها الليلي لتلقي نظرة أخيرة على نفسها في المرآة قبل أن تخرج للغرفة ، وجدت زوجها يجلس على الكرسي في الشرفة بينما يشرب نبيذه بهدوء تام يدل على أنه يفكر في أمر ما جعله بعديا عن واقعه..

إبتسمت بشماتة مستمتعة أنها سلبت النوم من جفنه بذكرها لإسم فقط ، إندفعت تحت اللحاف تدفئ نفسها لتقول لظهره الذي يقابلها هامسة قبل أن تغفو:

- ستعلم كل شيء لاحقا ، لكن لا ضرر من الإستمتاع بإغضاتك قبل ذلك..

كان في طريقه للعودة إلى منزله لكنه توقف فجأة حينما سمع صوت صادر من المطبخ ، سحب مسدسه من ظهره ليتقدم بحذر و خفة ناحية مصدره ، دلف إلى المكان ليجد شيري تجلس أمام الطاولة بينما تمسك بقنينة مشروب بين يديها ترتشف منها بشراهة..

أراد ترك المكان لكنه لم يستطع ، تنهد بقلة حيلة يجر خطواته ليجلس مقابل لها ، شعرت بوجود غيرها لترفع عينيها ناحيته ، تجعدت ملامحها بحزن لتباشر دموعها في السقوط بغزارة ، قالت من بين شهقاتها الصاخبة :

- أنا حقا لم أكن أعرف أنه قريبك ، لو كنتُ أعلم لما فكرت في أذيته مطلقا ! أنت تدرك بأنني لن أقدم على فعل أي شيء قد يجرحك ، أنت الشخص الوحيد الذي إنتبه لوجودي و إلتفت لي يسألني عن حالي يومها ..

لو أنك لم ضمني إلى صدرك و تخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام لتأخذني تحت جناحك تلك الليلة ، لم أكن لأنجو من بعد ما جرى !

كيف أؤذي من يمثل العالم بالنسبة لي ؟ أنت ببساطة كل ما أملكه يا زو ، ليس لي في هذه الحياة سواك و فكرة أنك لم تعد ترغب بي كجزء من عائلتك تقتلني !

أنا حقا أود الموت لأنني فعلت بك هذا ، أخبرني بما أقوم به حتى تغفر لي ذنبي حتى لو أخبرتني أن أنتحر سأفعل ، المهم أن تسامحني ، أتوسل إليك !

فقدت وعيها ليسقط رأسها ناحية الطاولة ، لكن كفه الذي إمتد فجأة منعها من الإرتطام بذلك السطح الخشن لتقع على باطن يده بدل من ذلك..

تأملها لبرهة تمردت خلالها إحدى عينيه بذرفها دمعة خائنة إنزلقت على خده ليقوم بمحو أثرها بسرعة ، إستقام يقترب منها ليحملها بين ذراعيه حتى يأخذها إلى غرفتها ، وضعها على سريرها يلفها بالغطاء جيدا ، طبع قبلة عميقة على جبينها قبل أن يبتعد هامسا :

- لقد أمسيت صغيرتي منذ تلك الليلة ، و كيف لأب أن لا يرغب من إبنته أن تكون جزء من عائلته ؟ أنا غاضب منكِ و أقوم بمعاقبتك فقط ، توقفي عن الحديث عن الموت ، إذا ما حصل لكِ شيء سأفقد عقلي..

تسربت أشعة الشمس عبر النوافذ منيرة أرفف تلك المكتبة حيث كان لورينزو يتجول بين ثناياها ، و بعد بحث طويل ، حطت يده على أحد الكتب ليسحبها من بين البقية ثم فتحه على صفحة المقدمة يقرأه..

وقفت خلفه تنظر إليه ، لم يكن يرتدي بذلة رسمية كالعادة ، بل بدى كرجل عادي ببنطال جينز يعلوه قميص و حذاء رياضي أبيض مع معطف طويل ازرق ، رفع خصلاته إلى الأعلى جاعل من ملامح وجهه ظاهرة أكثر..

حرك نظاراته الطبية يرفعها قليلا حين مالت لإنحناء رقبته بسبب قرائته لتبتسم بخفة على مظهره المثير للإعجاب ، إقتربت منه لتقف بجانبه ، لم يكن في حاجة إلى الإلتفات إليها فقد علم من تكون من عطرها الذي إنتشر فور دخولها للمكان..

- كيف علمتي أنك ستجدينني هنا ؟

سألها بينما يقلب صفحة أخرى من الكتاب ، إلتفتت إليه تعيد أحد خصلاتها السوداء القصيرة إلى الخلف تجيبه :

- أنت معتاد على الخروج لإقتناء كتاب جديد قبل أي إجتماع لأعضاء الطاولة..

- و لما أنتِ هنا ؟

وضعت وردة الجوري البيضاء فوق صفحة الكتاب ، أعاد ما كان بين يديه لمكانه ممسكا بالذي أعطته إياه ، رفع تلك الوردة يسألها بنظراته التي تطالب بتفسير :

- إنني أعرض عليك الصلح ، فليحل السلام في علاقتنا مجددا..

- ما الذي تريدينه تحديدا يا ڨيكتوريا ؟

- لقد أخبرتك بالفعل ، وضع علاقتنا المتوتر بات يزعجني حقا ، لذلك أود أن تعود المياه إلى مجاريها بيننا..

- إلى أي وضع تحديدا ؟

- كما كانت علاقتنا قبل زواجي من أنطونيو ، لقد كانت جيدة حقا ، ألا توافقني الرأي ؟

- لقد كانت بالفعل ، لكن لا أعتقد أنه من الممكن أن تعود..

- و ما المانع من ذلك ؟

- شيري..

- و ما بها ؟ ألا تريد أن تكون على علاقة جيدة معي ؟

- لم تخبرني بأمر كهذا ، لكن وضع علاقتكما متأزم لأسباب ترفض كليكما الإفصاح عنها ، بسبب عداوتكما أصيب أنطونيو ، سيحصل مستقبلا تصادم بينكما بلا شك و سينجم عنه كارثة أخرى ، لا أعرف ما قد يقع لكن في حربك معها ، لن أتخلى عن شيري و سأدافع عنها ضدك إذا ما حاولتي أذيتها..

- لا تقلق بهذا الشأن ، لدي موعد معها بعد إنتهائي من الحديث معك و أنوي الخروج منه بقرار يرضي الجميع ، فلنقل أنني أريد أن يزول التوتر الذي تشهده علاقاتنا ، خاصة لكوننا نعيش تحت سقف واحد..

- أحقا تريدين ذلك ؟

- أجل! و لإثبات نيتي أحضرت لك أحد الكتب الذي بلا شك سيعجبك..

سحبت الكتاب من حقيبتها تهديده إليه ، أخذه من بين يديها يقلبه ليسألها بتعجب :

- إنه أحد مؤلفات نيجرو ألبيستي !

- و نسخة أصلية أيضا ، لا تعلم كم كان الحصول عليها صعب نوع ما ، لكن لا بأس فكم من إينزو لدي !

قالت بحماس لينظر إليها مستغربا قبل أن تفلت قهقهة صغيرة من بين شفتيه ، ربتت على كتفه تقول له :

- سأذهب الآن ، بشأن الإجتماع ، لك كامل الحرية في تقسيم مناطق ريكاردو كما تريد ، بشأن رجاله فهم تحت إمرتك بعد الآن ، أما الأسلحة فإن الظل لا يريد منحها لأي شخص بما أنها أحد غنائمه من ريكاردو..

راقبها تذهب إلى أن إختفى أثرها ثم أعاد ببصره إلى الكتاب الذي بين يديه ، ورده إتصال ليجيب عليه يخبر الطرف الآخر بأنه قادم ليترك المكتبة فورا..

دلفت شيري إلى الوقع الذي أرسلته لها ڨيكتوريا مسبقا ، كان المكان عبارة عن مقهى راقي يقع في منطقة معروفة لا يرتداه سوى أفراد الطبقة المخملية..

كان المكان يخلو من البشر بإستناء ڨيكتوريا التي كانت تجلس بالفعل على طاولة توسطت المساحة ، نزعت معطفها الأسود ثم تقدمت أكثر لتجلس أمامها و هي تنظر إليها بجمود..

تأملتها ڨيكتوريا قليلا ، إرتدت غريمتها فستان رمادي قصير فوق رفقة بوت عالي الرقبة من الدان الأسود رفعت شعرها ناحية الأعلى على شكل ذيل حصان ، لقد كانت متأنقة بالفعل ما جعل من ڨيكتوريا تبتسم بخفوت..

كانت شيري أيضا تجول بعينيها على هيئة فيكتوريا ، فقد إرتدت بذلة سوداء مع قميص أسود و كعب بذات اللون ، كسر سوادها أحمر الشفاه ذو اللون النبيذي الذي أبرز حدود شفتيها بدقة..

- تليق بك الذبة ، هذه أول مرة أراها عليكِ..

- لا أرتديها سوى حين العمل..

وضعت ڨيكتوريا ركبة فوق الأخرى لتتابع بحاجب مرفوع و هي تنظر إلى شيري :

- سأدخل في صلب الموضوع ، أريد توضيح الأمور بيننا لهذا دعوتكِ للمجيئ ، سأمنحك خيارين لا ثالث لهما..

- أنا أستمع..

مدت ڨيكتوريا يدها إلى الأمام تشير ناحية الوردة البيضاء الموضوعة أمام شيري لتقول :

- الأول ، إما أن تختاري الوردة البيضاء النقية و نحظى بحديث عميق أثناء جولة على طاولة الشطرنج التي أمامها..

أزاحت يدها ناحية وردة الجوري البيضاء المتسخة ببقع حمراء متابعة حديثها :

- أو تختاري الأخرى الملطخة بالدماء و تجهزين نفسك لإستقبال باقة من زهرة خانق الذئب ، تعلمين ما سيحصل لكِ حين تستلمين هذه الباقة مني فلا حاجة لشرح..

- ما الذي تقصدينه بحديث عميق ؟

- أعني أننا سنخوض حوار على شكل أسئلة و أجوبة ، تسألينني ما تردين و أعطيك إجابة صريحة تخلو من الكذب كما ستفعلين في المقابل..

اعادت فيكتوريا يديها لحضنها ترمق شيري ببرود مضيفة :

- لكِ حرية الإختيار..

غرقت شيري بين أفكارها ، إذا ما إختارت النقية ، سيكون هناك عهد يجبرها على قول الحقيقة ، و هناك أمر اليكسآندرو الذي ظهر فجأة غير علاقتها المعقدة بسيزار ، و إذا ما إختارت الأخرى ستتورط مع ڨيكتوريا أكثر ، كلا الخيارين جحيم بالنسبة لها ، لكن يجب عليها حسم قرارها..

حول تلك الطاولة ، إجتمع أخطر الشخصيات التي يعرفها العالم المظلم ، عشرة أسماء تمثل عشر بلدان من مختلف بقاع العالم..

لم تكن القرابة القاسم المشترك بينهم ، لكن ما يجمعهم في ذات المجلس هو قسم الدماء الذي تعهد به كل واحد منهم عند توقيعه على ورقة الإتحاد بدمائه و الوشم الذي كان برمز إغريقي يعني " الإتحاد " منقوش على جلدهم..

لم يطلقوا على العلاقة التي تجمعهم إسم ، ليتكفل غيرهم بذلك تحت مسمى " حلف الطاولة "

كحلف الناتو و الإتحاد الأوروبي ، إن تعرضت أحد البلدان التي تمتلك شارة العضوية لإعتداء خارجي ، فبذلك أعلنت الحرب على جميع أفراد الإتحاد ، و هذا هو الحال معهم..

الغاية من إقامة هذا الحلف كان تقوية نفوذهم بالإنخراط مع زعماء من خارج حدود أرضهم ..

حين تحل كارثة تتعلق بعالمهم ، يلتقون لمناقشة موضوعها و التوصل لحل يرضي جميع الأطراف ، على عكس المعتاد حيث يتم إعتماد تصويت الأغلبية ، جميع الأعضاء يتمتعون بحق الفيتو ، إذا رُفع إعترض على قرار معين فلن يتم تطبيقه مهما حصل..

و إن تمرد أحدهم ، فذلك يعني أن قد حفر قبره بنفسه لأن البقية لن يتركوه إلا و رأسه مفصول عن جسده ليتقاسموا غلته فيما بينهم بعدها مهما ذلك الشخص..
أصحاب اللحظة يمكنهم أن يصبحوا أعداء اللحظة الموالية دون أن يرف لهم جفن ، و من يعصي الأمر يتلقى ذات مصير المتمرد..

هذا ما يتضمنه العقد الذي بينهم ، يجمع بين جنتك و جحيمك في آن واحد ، يصلك صديقك الذي يمكن ان يمسي ذات يوم قاتلك ، ببساطة كان قانونه واضح ، إما أبيض أو أسود ، لا وجود لرمادي في القاموس..

كانت القواعد صارمة تضمن العدل و المساواة بين جميع الأطراف حتى لا يحصل ما يحمد عقباه كالذي وقع قبل قرابة الثلاث عقود ، جاعل من بلد كامل تمحى من الطاولة لغير عودة..

يمنع توريث المقعد لخليفة الذي يجلس عليه ، لا يصل لهذا المكان سوى من يستحقه بشهادة و موافقة أصحاب الحلف..

كان لورينزو هو من يمثل إيطاليا بالرغم من أن أباه يوناني و يعتبر الوريث الشرعي لمافيا الخطيئة اليونانية ، كان هذا ليكون سبب رفض الأعضاء له ، لكنه أثبت أحقيته حين أمسك بزمام كل ما يحصل في كل شبر من هذه الأرض..

و لأنها بلده ، كان هو المستضيف هذه المرة في أحد الأماكن السرية التي تخصه ، كان قد حضر لهذا منذ سقوط ريكاردو لكون الإجتماع يتم في الأثناء التي لا يزال العالم يتجرع صدمتها..

كانت كلمة الإفتتاحية من نصيبه ، جال بعيناه بين جميع الذين يجلسون معه حول الطاولة المستديرة ليقول بلغة الإنجليزية ميزتها لكنته الخاصة :

- سبب إجتماعنا اليوم واضح ، مناطق ريكاردو..

- لنجعل الأمر سهل ، كل شخص منا في أرضه رقعة يمتلكها ريكاردو ، فهي من نصيبه ، أجزم أنه يوجد في كل بلد مكان يخصه..

تحدثت تلك الأنثى التي تمثل إسبانيا ، نظر إليها لورينزو بنظرات متأملة ، كانت أنثى في نهاية العشرينيات من عمرها ، بشعر بني فاتح قليلا رفعته على شكل ذيل حصان ، عينيها الخضراء الفاتحة مالت للإصفرار كالعشب الميت ، يعلوها حاجبان محتدان كرموشها الثخينة ، أنف صغير شامخ و شفتين باللون الزهري ، فكها حاد بشكل مثالي أبرز جمالها أكثر ،ما كان يميزها هي حبيبات النمش المنتشرة على أنفها و وجنتيها..

- لقد فكرت في ذات الشيء ، هل يمتلك شخص آخر رأي مخالف ؟

قال لورينزو يوافقها تحت نظراتها الغامضة التي تكاد تخترقه ، رفع الجميع يده يعلنون موافقتهم على هذا الإقتراح ، كان الحديث هذه المرة من الجانب الروسي الذي سأل :

- ماذا عن ثروته ؟

- من أنهى ريكاردو هو الظل و الغنائم من نصيبه ، هو من سيقرر كيف سيتعامل معها ، في الواقع لم يتبقى شيء يذكر لكونه كان يضع أغلب ما يملكه بإسم زوجته..

علق الأمريكي على جواب لورينزو :

- حتى الأسلحة ؟

- أجل ، سنرى لاحقا إذا ما كان سيحتفظ بها أو يهديها لزبائنه كعادته..

أخذ الكتاب الذي أهدته ڨيكتوريا مسبقا من جانبه ليضعه على الطاولة ، سحب من بين الصفحات أكثر من فاصلة كتب رُسم على ظهر ظهرا علم بلد مختلف ، نهض من مكانه ليعطي كل واحدة لشخص الذي تنتمي إليه ، بإستنثاءه فقد كان عددها تسعة فقط ، عاد لمجلسه يخاطبهم :

- إنها عبارة عن إحداثيات كل الأماكن التي تعود لريكاردو..

تحدث الجانب الياباني هذه المرة يسأله :

- ماذا عنك ؟

- أخبرتكم مسبقا ، جل ثروته في البلاد بإسم زوجته و هذا يتضمن أماكنه أيضا ، لا بأس فقد حصلت على رجاله عوضا عن ذلك..

بعد مدة إنتهى الإجتماع ليودعوا بعضهم قبل أن يرحلوا واحد تلوى الأخر لم يتبقى سوى لورينزو و تلك الإسبانية التي لا تزال تنظر إليه بطريقة لم يفهمها ، وقف لورينزو من مكانه ثم حمحم قائلا :

- هل لديكِ شيء آخر زعيمة ؟

إبتسمت بإتساع لتنهض من مقعدها ، كانت ترتدي بوت عالي الرقبة مع بنطال و معطف وصل طوله لمنتصف فخذها باللون الأسود ، زُين بنقوش ذهبية عند كتفيها و صدرها ، إقتربت منه لتقف أمامه مباشرة تسأله :

- ألن تأخذني إليه ؟

عقد لورينزو حاجبيه بإستغراب يسألها بحيرة :

- من الذي تقصدينه يا آنسة ؟

- إبن عمتك..

حافظ على تعابيره الجامدة أمام عينيها الفضولية ، هذه المرة الثانية التي يقابل فيها أنثى تعلم بشأن حقيقة علاقته بأنطونيو ، كليهما بذات الخطورة و هذا ما أرهقه ، لاحظت سكونه لتقهقه بخفة أضافت :

- يبدو أنك لم تتعرف علي بعد رغم أنك تفعل ، ربما لأنك تطلق علي لقب آخر و أنت لا تعرف أنني هي..

- و ما هو ؟

- الأنثى الغامضة ربما ؟

راقبت دهشته التي كانت واضحة على عيناه و هي تزيح ربطة شعرها لتتركه ينسدل حتى منتصف ظهرها ، أعادت أحد خصلاتها خلف أذنها سامحة بظهور قرطها الذهبي الذي إتخذ شكل المستطيل لتتابع حديثها :

- أجل أنا هي أنثاه الغامضة كما تدعوني ، و الآن أريد رؤية الرجل الذي جئت من أجله..

=======

يُتبع..

رأيكم ؟

توقعاتكم ؟

أحم🌚

أعرف أنني تأخرت جدا جدا في نشر الفصل🌚💔

و اقدم خالص إعتذاري..

لكن حقا كنت مشغولة بالدراسة لذلك قمت بتعويضكم بدل من ذلك برواية كبرياء الحب😭

حسنا لنعود لرواية🌚

أنطونيو ؟

ڨيكتوريا ؟

لورينزو ؟

شيري ؟

إيفان ؟

دييغو ؟

أليكساندرو ؟

حسنا أعرف أنكم لم تتوقعوا كل هذا خاصة من دييغو و سيزار و أليكساندرو..

أليكساندرو يمكنه الكلام و ڨيكتوريا لا تعلم !😭

ما هدفه من ذلك يا ترى ؟

دييغو يعرف ڨيكتوريا من قبل و هي لا تعلم !😭

حتى أنه يعلم من يكون الرجل الذي تعشق !😭

ما الذي يخفيه دييغو بشأن هذا ؟

سيزار ليس الظل كم إعتقد الجميع و ليس بالشخص الكيوت العاقل😭

ما الذي ينوي عليه ؟

ما علاقة أنطونيو بآندرو ؟

لماذا كان السبب الرئيسي لإختطاف ڨيكتوريا هو آندرو ؟

ما طبيعة تورطها في قضيته ؟

ڨيكتوريا قد تصالحت مع لورينزو و أنطونيو تحت سيطرتها لم يتبقى لها سوى شيري..

فهل شيري ستختار الوردة النقية أم الملوثة ؟

ما رأيكم بنظام حلف الطاولة ؟

و أخيرا ظهرت الأنثى الغامضة لتزيل الإبهام عن صورتها..

ترى كيف هي علاقتها بأنطونيو ؟

إلى اللقاء في الفصل القادم..😄❤️

Continue Reading

You'll Also Like

356K 16.2K 23
صهباءً مُتمردة كاملة ، وَ اصهبً ناقص . اغفر على روحكَ السلام ، واعتقني من الجحيَم كـُن لي قبوً لـَ سُري ، وساكونَ لكَ حُره ، جبـَرُ عضيم ، لـسردابً ع...
946K 63.8K 27
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
293K 16.6K 33
أوَ تَعلم كَم كُنتُ أكرَهُك ؟ والآن بِتَ مني قِطعةً لا تُزاح . مُراهقة عانت بسبب ظُلم أهل نوعاً ما وتَحكُم أبن عَمها بيها ، مُراهقة غلطت بحياتها وأدر...
110K 8.4K 18
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......