مـــــــلك روحـــــــــي

By SaraElkhshab

49.3K 1K 61

الجزء الثاني ضمن سلسلة 🔗ويثــــملهم العشــــق🔗 وحبها كترنيمة عشـــق تعزف علي أوتار قلبي، تسرقه مني والروح ت... More

المقدمة 🌼
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
أقتباس بقلبي رحيق لقائنا
11
12
13
14
15
16
17
18
20
21 و الأخير
النهاية 😘

19

1.8K 42 0
By SaraElkhshab

*اقترب منها فارس بخطوات بطيئة وصوت حذائه يضرب فوق البلاط المصقول وأكتفي بابتسامة جانبية ساخرة تحمل كل معاني الإنتصار وهمس لها قائلا:
"بس في الأخر إنتي برضه الخسرانة.......وأبن هشام الحسيني هو اللي كسب مش قولتلك اللعب معايا مش في مصلحتك أبدا بس للأسف مصدقتنيش وبعتيلي شويه كلاب يقتلوني واهو أنا قدامك واقف
علي رجلي وهفضل واقف قدامك في كل خطوة"
*همست شروق بابتسامة ساخرة وقالت:
"مسيرك تقع وقدامي مرة تصيب ومرة تخيب يابن رانيا"
"أخرسي....أنا أبن هشام الحسيني وبس حفيد جلال الحسيني أخدني أنا اللي مش دمه ولفظك إنتي اللي من دمه علشان عارف وواثق إن اللي زيك مستحيل تكون بنته"
*صرخ فارس بغضب أعمى جعل شروق ترتعد من نظراته القاسية.....فصاحت بغل:
"أنت أبن حرام ملكش أصول ولا دم لولا بيت أبويا وأخويا المغفل كنت زمانك لقيط صايع"
*رفع فارس ذراعه ليصفعها ولكن صرخة هشام جمدته عندما تفاجئ فارس بوالده يقف خلف شروق ومسدسه فى قبضته:
"بابا....أنت"
*استدارت شروق بذهول وقالت وهي ترمق أخاها
بعينين جاحظتين:
"هشام أنت كمان هنا وطارق كمان الله الله الحبايب كلهم هنا......ده أنت عامل حفلة علي شرفي بقي يافارس بيه"
"حسابك معايا أنا ياشروق طلعي ولادي بره إنتقامك ده"
*أخذت شروق نفساً عنيفاً وهي تصرخ في أخيها الذي أصبح هو الأخر من ألد أعدائها:
"أنا حسابي معاكم كلكم بس فارس بيه أبنك الكبير
هو أول حساباتي ياهشام بيه.......ولو هنتكلم عن الحساب يبقي فين بضاعتي اللي عند أبنك وعند حازم بيه..... "
*ضربت قمة رأسها متظاهرة بالنسيان وقالت ساخره:
"ااه نسيت أقصد فايز بيه سعدان"
*تجهمت ملامح هشام بقلة فهم وطارق أيضا الذي تسائل أولاً وهو ينظر لفارس:
"بضاعة إيه اللي عندك وبتتكلم عنها"
*شحبت شروق وأبتلعت ريقها الجاف وهي تلتفت حولها....فلاحظ فارس توترها فاقترب منها قليلاً وهمس بصوت مسموع للجميع:
"اقووووول ولا تقولي إنتي"
*رفعت شروق رأسها بكبرياء مزيف حتى تظهر أمام الجميع عدم خوفها ولكن بداخلها يرتعد قالت بنبرة مرتبكة ولكنها تبدو قاسية بعد أن أخذت نفساً عميقاً:
"هيروين بضاعة بملايين عايزها من أبن أخوك"
"نهارك أسود هيروين!!"
*غمغم طارق بصدمة وهو يشعر بأرتفاع ضغط الدم يضرب رأسه:
*تقدم هشام من أبنه وأمسك بياقة قميصه وهدر فيه بغضب:
"الكلام اللي بتقوله ده صح أنت عندك اللي بتقول عليه ده....أنت أكيد جري في مخك حاجه"
"بابا...أنا"
"أنت تخرس خالص..قولتلك أبعد أنت عنها وسبني
أنا أتصرف بس أنت عملت اللي في دماغك من غير حتى ماتاخد رأيي"
*ترك هشام ياقة قميص فارس بعصبية وصرخ وهو يفكر بتوتر:
"أنت اتجننت أفرض لبستك مصيبه ولا بلغت عنك عارف مصيرك كان هيكون إيه..فين الزفت ده قولي
بسرعة"
*عيناها معلقتان عليهما تنظر بحدقتيها في أرجاء المكان منتظرة إجابة فارس علي شقيقها حتى تعثر على مايخصها وينتهي هذا الكابوس المزعج ولكن يبدو أن فارس مصمم علي مايريد فكانت إجابته بأختصار:
"ملهاش عندي أي حاجه غير لما اعرف اللي أنا عايزه"
*عقدت شروق ذراعيها وقالت بصوت مضحك:
"عايز تعرف إيه غير إني حاولت أقتلك....أكيد طبعا حازم بيه قالك علي كل حاجه كنا بنخطط لها"
*إنتفض هشام في مكانه وصرخ فيها وهو يجذبها من ذراعها ويضغط بقوة حتى حاول رجالها التدخل ولكنها صاحت فيهم:
"خليكم مكانكم"
"إنتي إيه شيطانه وصل بيكي الحقد والكره للقتل
وقتل مين ولاد اخوكي....وده غير المفأجاة الجديدة
مخدرات وبلا أزرق علي دماغك ياريتك كنتي موتي وارتحنا منك"
*نفضت ذراعها من شقيقها بقوة قائلة بعنف وعينين تهدد بالإنتقام:
"مش ولادك فوق لنفسك بقى أنت مش بتخلف الأولي خانتك والتانية طمعت فيك هي وعيالها"
"اخرسي يابت........"
*صفعها هشام بقوة وأغلق فمه قبل أن يسبها ولكنها لم تستسلم ظلت تضحك باستفزاز ورفعت شعرها عن وجهها وهدرت:
"خلي أبنك يسلمني اللي عنده وأنا أوعدك هبعد عنكم نهائي"
"فارس أديها اللي عندك وخليها تغور من هنا في أي مصيبه"
*صرخ طارق علي ابن شقيقه قبل أن يتهور هشام ويرفع سلاحه........أومأ فارس برأسه لعمه موافقا فضحكت شروق ولكن ضحكتها إنقطعت عندما سألها فارس مباشرة:
"إنتي اللي سلطتي البلطجيه بتوعك يقتلوا محمد ؟"
*ساد الصمت قليلا بينهما قبل أن تمط شروق شفتها السفلي وتقول باستهزاء:
"لو ده اللي هيريحك يبقي اه أنا ع الأقل كنت هريحك من واحد يشاركك في الميراث بس يظهر إن كلكم زي القطط بسبع أرواح"
*هنا لم يعد هشام قادرا علي التحمل فجأة سحب سلاحه وصوبه ناحية رأس شروق التي أغمضت عينيها بخوف ترتجف....:
"موتك حلال أنا هخلص عليكي قبل ماتخلصي على واحد واحد من ولادي"
*هدر هشام وهو يضغط على الزناد فصرخ فارس يترجاه:
"لا يا بابا لا أرجوك.....بلاش"
*في أقل من لحظات كانت الشرطة تحاصر المكان بأكمله وتقبض علي رجلي شروق اللذان كانا يستعدان لإطلاق النيران....ولقد أطلق أحدهما طلقة بالفعل أستقرت بساق حازم الذي وقع بأرضه:
*هتف أحد الظابط المكلف بالقبض على شروق:
"هشام بيه أرجوك سيب المسدس المدام هيتقبض عليها ملوش لازمة اللي هتعمله"
*شحبت شروق وكادت أن تسقط وهي تقول بصراخ قوي حتي بح صوتها:
"أنا معملتش حاجه....هما هنا اللي عملوا فيا الفخ ده......اقبض علي ده هو هو اللي بيتاجر في المخدرات"
*أشارت لفارس الذي سحب المسدس من والده وقال بهدوء:
"خلاص يابابا كل حاجه انتهت"
ظلت شروق تصرخ بجنون وتتراجع وهي تقل ببكاء عنيف:
"هما عملوا فيا فخ علشان أقع..أنا معملتش أي حاجه ابعدوا عني"
*،لكنها توقفت فجأة وقد إنعقد حاجباها وأكتنفت ملامحها المصدومة الذهول وهي ترى والدها يخرج من داخل المقهي الداخلي برفقة أحمد الذى كان بالداخل مع زملائه من الشرطيين برغم أنه غير مكلف بتلك المهمة إلا أنه أصر على الحضور:
"بابا الحقني....الحقني شوف أبنك وحفيدك الغالي عملوا فيا إيه....الحقني ياحاج جلال هيخدوني ظلم"
*هكذا ظلت شروق تصرخ بعد أن إرتمت علي جسد والدها الذي كان يقف كجبل شامخ لايهتز ولكن بداخله سعير من النار يلهب روحه وقلبه من ألالم:
"مفيش فايده من اللي بتعمليه يامدام كل حاجة مسجلة وبصوتك واعترافك إنتي متهمة بحيازة وجلب المخدرات...."
"جدك كمان هنا !!"
*قال هشام بخفوت مندهش.....بينما أكمل الضابط
قائمة الأتهامات إلي شروق:
"ومتهمة بقتل المهندس حسام راضي والشروع فى قتل كل من فارس ومحمد الحسيني وده باعتراف منك اتفضلي معانا من فضلك"
*هتف الضابط المكلف بالقبض علي شروق التي وقفت مذهولة تشعر بأنها تنهار وقد إنتهت للأبد.......وأعين من حولها تقذفها بنظرات عاصفة تحمل الكره والتشفي وخاصة فارس الذي وقف منتصباً وفوق شفتيه ابتسامة واثقة كمن خرج
من حربه منتصراً.
* لكن يبقي أب يتمزق من أجل فلذة كبده تحترق روحه ويتألم قلبه...استدار جلال وهو يستند علي
طارق الذي وقف سريعاً بجانبه قبل أن ينهار ويقع مغشياً عليه في أرضه حتى لاترى عيناه أبنته وهي
تكبل بالأصفاد وتصرخ وهي تترجاه آلايتخلي عنها.....
*كان يدرك جيدا بأن تلك النهاية هي المتوقعة لشروق التي انتزعت قلبها منذ زمن بعيد وسكنها الشر والحقد بدلاً منه.......ولكنها ستظل قطعة من روحه تؤلمه حتي الموت.
*همس بصوت ضعيف وهو يحاول أن يتماسك بقوة:
"اتصل بالمحامي يحضر معاها ياطارق...وخليك جنبها"
*ثم هز رأسه باقرار ودمدم:
"ولاوني عارف إن مفيش فايده..ياما قولتلك يابنتي الشر آخرته شر لا حول ولا قوة إلا بالله"
*نقل حازم بسيارة إسعاف إلي أقرب مشفى وفارس أيضا الذي نزف جرحه بقوة وفقد الكثير من الدماء أما شروق فقد إنتقلت بسيارة الشرطة إلي النيابة العامة للتحقيق معها عن كل جرائمها.
****************************
بعد أسبوع
*تدهور وضع جلال الصحي قليلاً بسبب بعض الإضطرابات النفسية التي عاني منها بعد تجديد رئيس النياية حبس شروق لمدة 45 يوم علي ذمة التحقيق.....إنقطع عن الطعام و الحديث ولم يخرجه من تلك الحالة إلا عودة شمس من سفرها
ومكوثها بجانبه.
*رافق يوسف الطبيب زميله للإستفسار عن حالة الحاج جلال أنضم إليهما هشام و طارق ومحمد أيضا وقد تحدث الطبيب بوضوح بأن حالة الحاج جلال الصحية مستقرة تماماً ولكن حالته النفسية تحتاج إلى رعاية ومنع أي أخبار سيئة
تصل إليه حتى لا تتدهورصحته .
*دخلت ملك إلي غرفة فارس وهي تمسك أسفل ظهرها وبطنها منتفخة أمامها بوضوح وقد بدأ العد التنازلي لموعد وضع طفلتهما..جلست بجانب زوجها
وهمست وهي تمسك كفه بقوة:
"الدكتور خرج من عند جدو وطمن بابا"
"اهوو الحمد لله"
*أخرج فارس نفسا عميقا بارتياح...وأرجع رأسه إلي
الخلف بتعب وأرهق عاني منهما منذ مرض جده وهو يشعر بحالة من الذنب.
*ملست ملك علي جانب وجهه برقة فهربت عدة نبضات من صدره وبدأت أنفاسه تتلاحق وهي تتمتم
من بين شفتيها المضمومتين:
"حبيبي لأمتي هتفضل حاسس بالذنب جدو بنفسه قال إنه كان متوقع كده وإنك عملت الصح وكان لازم يحصل كده....يعني جدو مش زعلان منك"
*ثم أكملت ملك وهي تضع رأسها فوق صدره الذي
ينبض بقوة:
"علي فكرة ماما قالتلي إن جدو سأل عنك كذا مرة وعايز يشوفك"
"مش قادر يا ملك....مش هقدر أحط عيني في عينه وأنا كنت السبب في سجن بنته"
*قال فارس بحزن وهو يتجنب النظر إلى زوجته التي صاحت بلهفة:
"أنت كنت عايزها تموتك وتموتنا واحد واحد ده غير البلوه اللي كانت محضرها لمالك عايزه تلبسه قضية أغتصاب لولا طنط نغم وقفت ليها.
ده غير اللي عملته في ماما وجدو وفينا كلنا وتقول
أنت السبب !!"
*أمسكت ملك ذقنه برفق حتي ينظر لها وقالت برقة متوسلة أن يفهمها ويمحي عن قلبه
ذلك الشعور بالذنب:
"لو مكنتش عملت كده يمكن كانت خلصت علينا واحد واحد وأولنا جدو...وبعدين مين قالك إن جدو
زعلان منك أو بيفكر كده"
"امال تعبه ده ورفضه الأكل والكلام سببه إيه تقدري تقوليلي"
*هتف بنبرة عنيفة وقد أشتعل صدره بالحنق وتوهجت النيران في عينيه.
*التوي فم ملك الناعم بقلة حيلة وقالت وهي تقف أمامه بتعب وقد ثقلت حركتها:
"مش بنته وبرغم كل اللي عملته بنته هو زعلان بس مش علشان أنت السبب علشان هي السبب وكل ده بسبب حقدها....وبرغم كل اللي عملته في ماما وفي خالو هشام بس هما كمان زعلانين عشانها في الأول والأخير هي منهم"
*دق باب غرفة فارس وأطلت مني برأسها وقالت لملك:
"ملك خدي تليفونك كان بره وهنا بنت عمك اتصلت كذا مرة"
*ضربت ملك على رأسها تغمغم:
"هنا نسيت....أنا هطلع أكلمها"
*وأشارت لمني بحركة من عينها أن تتحدث مع فارس العنيد...خرجت ملك ودلفت مني وعندما أغلقت ملك باب الغرفة خلفها ضحكت مني ضحكة واسعة سعيدة وكأنها لم تضحك من قبل وأحاطت يداها بوجه فارس وقالت بسعادة بعد أطمئنانها علي حماها:
"لولا أبوك ماسك لساني وتعب جدك كنت مليت البيت زغاريط وفرقت الشربات كمان علشان خلصنا من العقربة دي.....أبن أبوك حسيني صحيح ياقلب
أمك"
*افترقت شفتاه هو الأخر بأبتسامة صغيرة لامعة وفرك ذقنه وهو يقل بنبرة مرحة:
"شربات إيه ياماما والله إنتي اللي شربات"
"وأنت وأخواتك روح قلبي ونور عيوني....ربنا يحفظكم ليا أنتم وأبوكم يارب"
*هتفت مني بسعادة وهي تحتضن فارس الذي يفوقها طولا....حتي أنه إنحني يحتضنها بقوة لدرجة أنه رفعها بين ذراعيه:
"بحبك يا أمي"
*دمدم وهو يقبل جبهتها ثم كفها.....فقالت مني برجاء تعلم أنه لن يخيب:
"لو بتحبني بجد أدخل أطمن علي جدك وشوفه سأل عنك كذا مرة وعمتك قالتله مش هنا بس هو
عارف إنها بتكدب.......جدك مش زعلان منك جدك زعلان من اللي عملته البومة وش الخراب يلا روح
أطمن علي جدك"
*هز فارس رأسه موافقاً قائلاً:
"حاضر يا ماما ..حاضر"
****************************
*كادت أسيل أن تصاب بالجنون وهي تحاول مرارا وتكرارا فتح باب شقة سليم بالمفتاح الذي لديها و
لكنها لم تفلح فصرخت بعنف وأخذت تضرب بقبضة يدها فوق الباب بغيظ وبعد ثوان كان الباب يفتح ويطل سليم من خلفه فرك عينيه وهتف بغضب و
هو يجذبها للداخل بعنف:
"إيه الخبط ده إنتي اتجننتي عايزهم يطلبوا الشرطة بسبب هبلك"
*جذبت أسيل ذراعها بعنف من قبضته ورفعت المفتاح أمام عينه تقل بغل:
"أنت غيرت كالون الباب المفتاح مش بيفتح معايا"
*أغلق سليم باب الشقة وهتف غاضبا :
"بطلي صريخ ووطي صوتك أنا مش مستعد أقضي الليلة في الشرطة بسبب جنانك ده"
"يطلبوا الشرطة أو الإنتربول حتي ميهمنيش رد عليا وقولي غيرت كالون الباب ليه ؟"
*دمدمت أسيل بنفس الغل والغضب....تركها سليم و
دلف إلي داخل غرفة نومه ليرتدي كنزته ولم يعيرها
أي اهتمام فدخلت خلفه ووقفت متصلبة تنتظر رده
فقال سليم ببرود:
"ايوه غيرته خلاص ارتحتي بطلي زن بقي"
*وتركها وخرج بعنف حتي أنه اصطدم بها وأكمل طريقه إلي المطبخ ليعد قهوته:
*ضغطت أسيل علي فكها السفلي بتصلب ثم تمتمت وهي تقل بصلف:
"ياتري غيرته بسبب طليقتك ولا بسبب تاني"
*همهم سليم ضاحكاً بسخرية والتفت لها يقل:
"اه علشان هنا متجيش من مصر تسرق التلفزيون ولا يمكن تاخد هدومى وتحرقها ولا حاجه"
"سليم من غير تريقه ياريت تقول السبب من غير لف و دوران"
*دمدمت أسيل بوجه غاضب حانق وهي تحاول جذب سليم من كنزته بحماقة....لكنه غضب من
طريقتها وأمسك بذراعها يلويه خلف ظهرها
فصرخت من الألم ولكنه لم يبال وهمس بجانب
أذنها ببطء وهو يشدد علي كلماته:
"إياك ترفعي إيدك عليا.....بس إنتى معذورة .. لسه متعرفيش وشي التاني يا أسيل أنا صبري قليل قوي
وعلشان ترتاحي غيرت الكالون علشان سبب تاني"
*كانت أسيل تحاول فك ذراعها فقالت بألم:
"سيب دراعي أنا حامل"
*ضغط سليم أكثر فصاحت بألم:
"سليم بقولك أنا حامل"
"ميهمنيش لأني مش عايز اللي في بطنك ده من الأساس إنتي حملتي فيه غصب عنى رغم إني حذرتك ميه مرة وقولتلك خدي موانع حمل وكنتي بتكدبي وتقولي باخد"
*ترك ذراعها وهو يدفعها بقوة بعيدا عنه....فركت معصمها وعيناها تذرف الدموع ووجهها متوهج بالاحمرار:
"قولتلك نسيت مرة واحدة أخد الحبوب أعمل إيه يعني ومين قالك إني عايزاه أنا زيك بالظبط مش عايزه عيل ياخد وقتي ويحطم أحلامي"
*رفع سليم ذراعيه بالهواء ثم أخفضهما وقال بلا أهمية:
"يبقي خلاص نزليه بسيطة"
*همست وهي تمسح دموعها بغل:
"وأموت طبعا مانت عايز تخلص مني....من السبب التاني اللي غيرت بسببه الكالون"
*قذف كوب القهوة بقوة في الحائط خلفها ليسقط متهشماً بينما هي صرخت وهرولت بعيداً مرتعبة عن عينيه التي تلمعان بالشر:
"ايوه إنتي سبب المصايب كلها....كل حاجه حصلت من تحت راسك طلقت مراتي أبني بعد عني أبويا غضب عليا ومش عايز يبص في وشي وأمي....أمي اللي عمرها ما باتت ليلة مزعلانى مشيت من هنا من غير حتى ماتسلم عليا .وكله بسبب
غبائك"
*صمتت أسيل قليلا ثم ابتسمت وهي تمسح دموعها بظهر يدها وأقتربت منه قائلة بهدوء:
"والله الحق بقي عليا دلوقتي وأنت برئ معملتش حاجه مفكرتش في كل ده وأنت في حضني نايم
فوق صدري..بتبوسني وتحضني وبتدوب وأنت معايا
وتقولي بحبك.....
معرفتش كل ده وقتها جاي دلوقتي تتكلم وتقول خربت بيتك وبعدت عنك حبيبة القلب أم أبنك"
"متجبيش سيرتها علي لسانك القذر فاهمه"
*هتف سليم بتحذير قاسي وهو يحاول صفعها ولكنها أبتعدت عنه سريعا وصرخت فيه:
"ليه يعني هي تفرق عني في إيه أنا وهي واحد ولا نسيت..ع الأقل أنا بعد مادخلت حياتي بقت الأول
والأخير مش زيها كانت حرمك المصون وحامل في أبنك وبتخونك......."
"اخرسي ياسافلة يابنت......"
*صفعها سليم بقوة جعلتها تترنح وتقع فوق الأريكة وهو يسبها وكل عضلة بجسده ترتجف من الغضب.....أزاحت شعرها من فوق وجهها ومسحت خيط الدماء السائل من زواية شفتيها ولوت شفتيها مبتسمة بتشفي وهي تقف أمامه من جديد:
"طبعا مش مصدق إنها كانت بتخونك مع حذيفة
حذيفة المصري اللي المدام كانت رايحه جايه عليه
وأنت في رحلاتك"
"قولت اخرسي"
*دمدم سليم من بين أسنانه المصطكة بغل ووجه
شاحب.....التقطت حقيبتها ونظرت إليه بحنو تقل
برقة غير مناسبة للموقف:
"فكر ليه شغلها عنده وليه كان في حفلة الشركة وليه صممت ع الطلاق فجأة....مش بعيد تلاقيه نزل وراها مصر علشان يتجوزها بعد شهور العدة ما تخلص"
*أكملت وقد أستغلت شروده وأناملها تلمس صدره:
"أنا بحبك ياسليم جدا ونفسي نعيش مع بعض ونبدأ حياتنا من جديد"
*لتخرج بعدها بهدوء تاركة سليم يقف مكانه وعيناه تدوران بكل مكان وشفتاه تهمس:
"هنا....مستحيل"
***********************
"أحمد ممكن تيجي تاخدني علشان....."
*همست ياسمين علي الهاتف بعد أكثر من أسبوعين تجاهلها أحمد فيهم ولم يسأل عنها ليس عقابا بقدر
ماكان أختباراً لها.....فقد اشتاقت برغم أنه توقع أنها لن تفعل وعندما علمت بأصابة فارس من والدتها هاتفته سريعا بلهفة......
*لهفة القلق علي شقيقها ولهفة الأشتياق إليه:
"أحمد سامعني"
"وحشتك"
*همس وهو يتنهد باشتياق...ارتبكت قليلا وأحمرت
وجنتاها ولم تجبه....فقال بجدية:
"هعدي عليكي الساعة 7 تكوني جاهزة"
*همست له بصوت ناعم:
"حاضر"
"طيب سلام دلوقتي"
*قال أحمد بعدم أهتمام.....فهتفت بلهفة سريعا:
"أحمد....."
"نعم"
*رد بعد أن أخذ نفساً عميقاً يائس من إجابتها.
*ارتبكت ياسمين قليلا....ثم قالت بهمس:
"وحشتني....وحشتني جدا"
*وأغلقت الهاتف بارتباك فوق سريرها وهي تضم ذراعيها حولها ثم دارت بفرحة وهي تبتسم وهي تهمس بأسمه.
*بينما كان يجلس احمد في مكتبه شارد وعيناها لاتفارق مخيلته الخصبة بحبها.

*بعد مرور شهرين*
"الحمد لله أنا بقيت كويس وبمشي قدامك أهو"
*همس حازم وقد ارتسمت ابتسامة حنونة علي وجهه ورفع يديه ليحاوط وجهها وهو يقول:
"فلورا كفايه عياط وحزن بقي...انسى"
"أنسي إنك كنت هتموت وتضيع مني بعد ما لاقيتك ولا أنسى بنتي اللي أطلقت يوم فرحها وكسرت قلبي ومش بس كده لأ سافرت وسابتني"
*نزلت دموع فلورا بسخاء وهي تردد كلماتها وقد إنهارت كل قواها....قربها حازم منه وقبل رأسها وهو يضمها إلي صدره ليقل بصوت جاد قاطع:
"هي اختارت حياتها وإنتي لازم تختاري حياتك و
حياتك دي بقت معايا أنا...عشان كده لازم نسيب
البلد دي ونسافر في مكان محدش يعرفنا فيه"
*تنهدت فلورا من أعماق قلبها وهي تنظر إليه وأومأت
برأسها تقل:
"أنا هاروح معاك أي مكان ياحازم"
"يبقي خلاص نحضر نفسنا للسفر من بكره وعلي الأسبوع الجاي نكون راجعين علي إيطاليا ونعمل كمان شهر عسل.....علشان أقدر أعوضك عن جوازنا
اللي كان في المستشفى"
*ضحكت فلورا مبتهجة وهي تتذكر زاوجهم الذي تم بعد حادث حازم بأسبوعين وقد تفاجئت بأنه
قام بكل الترتيبات الخاصة بعقد القران بمساعدة فارس وملك أيضا وتم عقد قرانهم بالمشفى......
بحضور ملك وفارس فقط وكان الشهود علي عقد الزواج يوسف وفارس......
*أفاقت علي قبلته لكفها وهمسه الساحر لها والذي يجعل وجنتاها تتوهجان كشابة صغيرة تعشق للمرة الأولي:
"إن شاء الله اعوضك حبيبتي واخليكي سعيدة علي قد ما أقدر...فلورا إنتي خير ربنا بعته ليا وأنا
مقدرش أعيش من غيرك"
*حاوط خصرها يجذبها فوقه وعيناه تلمع بالشقاوة....حكت رأسها بخجل وانسابت من بين ذراعيه كالنسيم تقل وقد أمسكت بذقنه تداعبه
مبتسمة:
"هقوم احضرلك تتغدى بسرعة.....علشان لازم أزور ملك النهارده حبيبي"
*وتركته ينظر لها بشوق ويتأملها بعشق شديد وكأنه لم يعشق من قبل.
*******************
"وحشتني وردتي....اممم تجنن"
*تمتمت ياسمين بلهفة وهي تقبل ورد الصغيرة التي أتمت أربعين يوماً وهي تحملها بين ذراعيها برفق منبهرة بجمالها الأخاذ ونعومة بشرتها الوردية تبسمت ملك التي كانت ترتب ملابس ورد بالخزانة الوردية الصغيرة الخاصة بها.
*بعد مساعدة ياسمين التي حملت عنها ورد وظلت تدللها....ففي الآونة الأخيرة وخاصة بعد أن ولدت ورد فقد تعلقت ياسمين بالصغيرة التي تشبهها قليلاً وتوطدت علاقتها بشقيقها وزوجته كثيرا حتي أنها باتت لا تفارقهم.....
"شوفتي الدريسز والشوز دول ماما اشترتهم لورد من اوبن داي حلوين"
*هتفت ملك ضاحكة وهي تضع أمام ياسمين فساتين صغيرتها التي ابتاعتها جدتها لحفيدتها.
*مررت ياسمين أناملها فوق وجه ورد التي غفت عيناها قليلا وهمست:
"طنط شمس بتقول إن ورد فيها شبه مني وخصوصا عيونها"
*ضمت ملك شفتيها كطفلة صغيرة فرحة بدميتها الجديدة وهمست بحنو:
"قلبي....حبيبة أمها أخدت عيونك الحلوة "
ابتسمت ياسمين
لقد أصبحت تشعر بالألفة بينهم حتي عائلة شقيقها فقد تعودت عليهم وخاصة ليلي ومايا اللتان أصبحتا صديقاتها المقربات:
"الدريس ده كمان ماما لسه شارياه شافته في اوبن داي كانت فيه وعجبها جدا"
*هتفت ملك بتعب وهي تتثاءب لقد أصبحت لاتحظي بالنوم الكافي بعد ولادتها لورد....عندما كانت بمنزل عائلتها كانت والدتها تهتم بالصغيرة التي لم تكن تستطيع التعامل معها في بداية الأمر ولكنها عادت إلي منزلها بعد إلحاح فارس عليها والأن أصبحت لاتكاد تتذوق طعم النوم إلا قليلاً:
"ملك إنتي شكلك مرهقة جدا تقدري ترتاحى شويه وأنا هعقد جنب ورد"
*قدمت ياسمين عرضها بصدر رحب وهي تتكأ علي مرفقيها بجانب ورد....ابتسمت ملك وهتفت بلهفة
وكأنها كانت تنتظر المساعدة :
"ياريت ياسمينة لأحسن أنا جعانه نوم ورد بتفضل صاحية طول الليل وأول ماتنام أخوكي يصحي و
يبدأ في طلبات غريبة مكنتش أعرف إني هعيش المعاناة دي"
*غمزت لها ياسمين بشقاوة هامسة:
"بس أكيد تعب ومعاناة حلوين"
*أومأت ملك برأسها وهي تتطلع إلي صغيرتها عاقدة الحاجبين مثل والدها في نومه:
"أكيد تعب لذيذ خصوصا لما يكون حته منك ومنه
بكره إن شاء الله بعد ماتجيبي بيبي هتعرفي لذة
المعاناة دي"
*غارت عينا ياسمين بالعبرات وهمست بعجز ضعيف:
"ملك تفتكري أحمد بيحبني فعلا ؟"
*رفعت ملك حاجبيها متعجبة وجلست أمامها تقل بسخرية مرحة:
"لأ مش بيحبك خالص ولا بيغير عليكي ولا أي حاجه....إنتي عبيطة طبعا بيحبك وجداً كمان أنا
عارفه أحمد كويس دايما بيداري مشاعره وجد كده بس معاكي أنا بشوفه حاجه تانية بدليل كتب الكتاب اللي صمم عليه وحبيبي لسه تعبان"
"طيب ليه أنا مش بحس كده"
*هتفت ياسمين بوجه مغضن متجهم.....فأجابتها ملك ضاحكة :
"علشان إنتي مجنونه شويه"
"أنا يا ملك !!"
*صاحت ياسمين بفم متسع....فأكملت ملك بنفس السخرية المضحكة:
"والله شكل الجنان وراثة قوية إنتي وأخوكي فولة وأنقسمت نصين علي رأي أم صالح"
*اهتز هاتف ياسمين الذي كانت تضعه علي وضع الصامت حتي لاتقلق ورد برنينه فقفزت متلهفة
تقل بوجنتين متخضبتين:
"ده أحمد"
*وأجابته بصوت خافت رقيق:
"ايوه يا أحمد"
"إنتي فين....اتصلت بيكي كتير مكنتش بتردي ليه؟ "
تراقصت ابتسامة ناعمة فوق شفتيها برغم أسلوبه الحاد في سؤاله لها وقالت:
"أنا عند ورد وحشتني وجيت......"
*قاطعها متذمرا بغضب:
"ومقولتيش ليه ولا إنتي مش واخده بالك إني جوزك ولازم أعرف رايحه فين وجايه منين"
"أحمد أنا في بيت أخويا ليه متنرفز بالشكل ده ؟"
*سألته ياسمين بشفاه متكورة بضيق....شعرت ملك بأنها ربما تحتاج لبعض الخصوصية فحملت ورد و
خرجت من الغرفة تاركة ياسمين علي وشك البكاء
من صوت أحمد الذي وصل إلي مسامعها:
"أنا جاي اخدك حالاً في حاجه مهمة عايز أتكلم معاكي فيها"
*قال بعصبية مفرطة واضحة علي لهجته الحادة تهاوي قلب ياسمين من القلق وقوست حاجبيها منزعجة:
"أحمد ممكن أعرف مالك أنت عصبي جدا"
"يااااااااااسمين مش عايز نقاش حالاً تنزلي خمس دقايق وهكون قدام باب العمارة....بسرعة"
*صرخته باسمها جعلها ترتجف من الخوف وتشعر بشئ ما سئ قد حدث وقبل أن تجيبه كان يغلق
الهاتف في وجهها:
"أحمد"
*رددت اسمه وهي تنظر إلى هاتفها ثم لملمت أشيائها ومشطت شعرها سريعاً ثم خرجت تعتذر لملك عن رحيلها المفاجئ وخرجت لتنتظره كما أمرها وكل خلية بها ترتجف من القلق.
**************************
*تتأفف هشام من زوجته التي تلوي شفتيها بأعوجاج نظرلها وقال بحنق:
"وبعدين يعني هنفضل علي الحال ده كتير"
*وقفت مني أمامه تطوي ذراعيها فوق صدرها وهتفت بغيظ:
"نفسي أفهم ذنب العيال دول إيه في مصايب أختك واحدة قتاله قتله وجايبه بلاوي زرقه علي
دماغها واتحبست ولسه الحكم عليها إيه بقي ذنب العيال فرحهم يتأجل ليه !!"
*عقد هشام حاجبيه مجيباً بغيظ:
"علشان أبويا الراجل اللي قلبه واجعه علي بنته مش عشانها يامني واسكتي بقي وسبيني علشان اللي قاعدين مستنين"
"أنت كده كل ماتكلم معاك في حاجه تكتمني"
*دمدمت مني بغضب وهي تخرج من الغرفة وأغلقت الباب خلفها بعنف.....هز هشام رأسه قائلا:
"الصبر....الصبر من عندك يارب"
*وفي جلسة عمل بحديقة قصر الحسيني ضمت كل من الحاج جلال وأولاده هشام وطارق وشمس بصفتها أحد الشركاء بالمجموعة...............وأحفاده المسؤولين عن إدارة المجموعة فارس و محمد ومنة و مايا أيضا بصفتها عضوة في مجلس الادارة ومحامي العائلة تناقش جلال في الأرباح السنوية التي تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بفضل إدارة المجموعة الناجحة.
*وتم من خلال الأجتماع توزيع الأرباح بالتساوي بين الأعضاء المساهمين وقد
شرح فارس لجده بعض المشروعات الجديدة
التي تم الأتفاق عليها ومنها مشروع الإسكان الجديد الذي تم إرساؤه علي مجموعة الحسيني من خلال مناقصة كبيرة من قبل الدولة.
*استمر الأجتماع لمدة ساعتين في نقاش عملي بحت كانت شمس تجلس خلاله صامتة عن الحديث لعدم
معرفتها بتلك الأمور ولكن والدها صمم وأكد حضورها هذا الأجتماع:
"اسمع يا أستاذ وجدي أنا عايزك تعمل وديعة باسم ورد الحسيني بمبلغ مليون جنيه"
*نظر فارس إلي جده وقال بذهول:
"بس ياجدو ده كتير و......."
"اشششش أنا قلت ورد الحسيني حفيدتي مش بنتك"
*دمدم جلال بجدية جعلت فارس يتراجع عن أعتراضه بينما أكمل جلال قائلاً لمحاميه:
"طبعا ده غير حساب الزكاة اللي متعودين عليه"
"تمام ياحاج"
*همهم المحامي وهو يدون كل شئ:
*تنحنحت شمس ونظرت إلي والدها وهمست بخفوت تقل:
"بابا بعد أذنك ممكن أقول حاجه"
*ابتسم جلال لأبنته الحنونة وقد علم بحدسه ماستقوله ولكنه انتظر و أومأ لها برأسه:
"شروق يا بابا.....بلاش نظلمها من فضلك هي كمان ليها حق زيها زينا"
*اتسعت عينا هشام مبهوتاً بمنطقها الغير الأناني برغم أن شمس هي أكثر من أصابه الأذي من شروق وأفكارها الشيطانية وقال لوالده مؤكدا علي كلام
شقيقته:
"شمس عندها حق ياحاج"
*مسح جلال وجهه ثم خلع نظارته الطبية يجفف دموعه التي ترقرقت داخل عينيه ولكنه أخفاها ببراعة ولكن شمس الأقرب إلي قلبه شعرت به فأمسكت بيده تضغط عليها بدعم نفسي قال جلال وهو يتنفس بعمق:
"حقها محفوظ لو ربنا نجاها من حكم....."
*وقطع حديثه خوفا أن ينطقها وأكمل بحزن:
"حقها هيكون ليها يتصرف منه عليها"
"إن شاء الله خير يا بابا"
*دمدم طارق بأبتسامة عالقة فوق شفتيه وبعد إنتهاء الأجتماع وذهاب المحامي تحولت الجلسة إلي عائلية بانضمام مني ونغم أيضا أما ليلي فكانت
بمنزل هنا صديقتها التي تحتاج لها بالتأكيد:
"بعد إذنك يا عمتو أنا هاخد مايا ونخرج نتغدى بره"
"لأ بره إيه الغدا أم صالح بتحضره"
*صاحت مني سريعا بلهفة....فقال هشام وهو ينظر
لها بترقب:
"مني سبيهم براحتهم"
"بس ياهشام....."
"خلاص بقى يامني..."
*تمتم هشام بجدية جعلتها تصمت.....فقال جلال وهو يؤشر لهم أن يجلسوا:
"أقعد اتغدي هنا أنت ومراتك أمك عامله محشي وبط غذي البت المسلوعة دي قبل الفرح"
*شهقت مايا بفم متسع:
"أنا برضه مسلوعة ياجلجل الله يسامحك"
*نظرت مني إلي جلال بعينين متسعة سعيدة وصاحت فرحا:
"فرح أنت قلت فرح يابابا هي هانت ولا إيه"
"لا إله إلا الله ماتحطي لسانك جوه بقك شويه إنتي
مابتصدقي"
*ضحكت شمس ونغم بينما قالت مني حانقة لزوجها الذي يمنعها عن الحديث دائما:
"مش بابا اللي قال فرح ولا أنا بيتهيئلي"
"لا يا أمي قال"
*قال فارس غامزاً مني التي احضنته من الخلف تقل:
"يخليك لأمك"
*ضحك جلال ثم نظر إلي محمد ومايا الواقفين أمامه كتلاميذ ناجحين ينتظرون المكافأة فعقد جلال حاجبيه قائلا لهما:
"العيال دول لازم يتجوزوا بأسرع وقت خاصة الواد الطويل ده علشان كده خطر عليه....مالك وليلي مقدور عليهم بس دول ممكن يهربوا ويعملوا فرح
مع نفسهم.....النهارده الأربع يبقي فرحهم الخميس الجاي"
"تصدق إنك أجدع جد في الدنيا كلها"
*هتف محمد بسعادة وهو يهرول علي جده ويقبله
من قمه رأسه ثم كفيه.........وأطلقت مني زغاريدها بصخب بين الجميع.
*لتهتف نغم وهي تقف منتفضة مشيرة لشمس:
"كده مفيش وقت اتصل بقي بليلي تيجي تشوف
إيه اللي وراها.....وإنتي يامايا شوفي اللي وراكي
كده مفيش وقت الأسبوع بيجري"
*قال محمد بتفكير" بكره إن شاء الله أشوف مالك ونحدد قاعة الفندق"
"لأ سيب موضوع حجز القاعة ده عليا وهدية مني كمان"
"أنا قولت إيه من شويه ولا أنت كبرت عليا يابن
هشام"
*هتف جلال وهو ينظر لفارس بمكر....لكن محمد كان الأسرع في إجابته:
"بس ياجدو كده كتير كفايه هديتك لينا أنا ومالك
كل واحد شقة وكمان الديكور كان عليك والله كده
كتير"
*أومأ جلال برأسه وتمتم بشرود:
"أنا هعمل كده مع احفادي ولو ربنا افتكرني ده هيكون في رقبة هشام وطارق"
"بعد الشر عنك ياحبيبي"
*قالت شمس بحنو:
*نظر فارس لهاتفه وانتفض باستعجال يقل:
"بعد إذنكم استئاذن أنا علشان اتأخرت علي ملك وهي لوحدها في البيت وزمان ورد مجنناها"
"اطمن يا حبيبي ياسمين أختك عندها"
*تمتمت شمس مبتسمة بعد أن اطمئنت علي حفيدتها الغالية:
*فعقد فارس حاجبيه مبتسماً يقل:
"ياسمين"
***************************
*تنهدت هنا بألم وهي ترفع يدها إلي شعرها المشعث قليلا...وأخفضت وجهها وقالت بحيرة:
"أنا تعبانه ياليلي وحاسه إن قلبي بيوجعني كل
ماشوف أمير بعيد عنه"
"إنتي لسه بتحبي سليم يا هنا ؟"
*أتسعت عيناها ونظرت إلي ليلي بوجهها المحمر المنحنى وعلي الرغم من قلبها الذي ارتجف إلا أنها
قالت بحدة غاضبة:
"أحبه بعد كل اللي عمله فيا وخيانته ليا ده اتجوز عليا ياليلي ده غير خيانته مع غيرها وغيرها خلاص يا ليلي أنا قلبي اتقفل وبقي زي البيت المهجور اللي
كله حزن وضلمه"
*رمقت أبنها الناعس علي ساق ليلي بهدوء وقالت وهي تجفف دموعها:
"كل اللي تاعبني هو أمير خايفه أكون ظلمته"
*رفعت يداً مرتعشة إلي فمها المرتجف تريد تهدئته
وهي تحاول السيطرة على دموعها المنهمرة....ربتت
ليلي علي كفها ثم مسحت دموعها بظهر يدها تقل:
"هنا إنتي مش غلطانه في قرارك سليم كان يستاهل وإنتي مظلمتيش أمير بالعكس كنتي هتظلميه لو فضلتي مع سليم وكبر وشاف المشاكل مابينكم بتكبر.....وبعدين أكيد إنتي مش هتحرميه من سليم"
*هتفت هنا بتأكيد:
"لأ طبعا يا ليلي مستحيل أحرم أبني من أبوه و جده وجدته...المهم سبيك إنتي من كل ده وقوليلي
عامله إيه مع مالك ؟"
*قرصت هنا خد ليلي الذي توهج بحمرة الخجل و
همست مبتسمة:
"بنت إياك تزعلي أبن عمي حبيبي"
*أدارت ليلي وجهها جانبا وهي تهمس بخفوت:
"هنا في حاجه تعباني ومخوفاني جدا"
*أحست هنا بقلبها يهوي وتضاربت الأفكار برأسها خوفاً أن يكون مالك.....هزت رأسها بعنف مستحيل فهي تعرف مالك جيداً هناك فرق شاسع بينه وبين سليم وبالتأكيد لن يخطئ أبدا:
"في إيه؟ قوليلي "
*أمسكت ليلي بكف هنا وهمست تترجاها بخفوت:
"هقولك بس علشان خاطري اوعي تقولي لحد أيا كان مين عن كلامي ده....إياكى ياهنا"
*ابتلعت هنا ريقها وهتفت بغضب:
"اتكلمي في إيه وقعتي قلبي مش هقول وحياة أبني مش هفتح بقي لأي حد"
*أومأت ليلي برأسها ونظرت لها بعينين دامعتين تهمس:
"هقولك كل حاجه"
**************************
"صدقتني لما قولتلك إنها كانت بتخونك"
*همست أسيل بصوت ناعم كحية رقطاء تبخ سمها
المميت في أذنى سليم المشوه الوجه بعد أن خاض شجاراً قوياً مع حذيفة انتهي فى قسم الشرطة.
*شعور بالضيق انتابه جعله يوقفها بقوة صارخا
فيها:
"اخرسي يا أسيل...هنا مستحيل تخونني وترد الخيانة بخيانة هنا أنقي وأنضف من كده بكتير"
*دمدمت بغل:
"أُمال إيه اللي خلاه يضربك وتضربه بالشكل ده ويوصل الموضوع للشرطة أكيد في حاجه قالها خلتك......"
"أسيل قولتلك اسكتي....اخرسي بقى واطلعي بره الأوضة عايز أنام"
*رسمت ابتسامة مصطنعة تثير الأستفزاز لتقول ببرود وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بترفع:
"اوك ياسليم أنا ماشيه من البيت خالص رايحه الماركت اشتري شويه حاجات وهسيبك تفكر بهدوء
في كلامي....باي"
*تنهد سليم بتعب نفسي وجسدي وارتمي فوق الفراش وهو يتألم وشرد في ذلك اليوم الذي
تحدثت فيه أسيل عن هنا وخرج مسرعاً بجنون
ليذهب إلي ذلك الحقير.....فقد كان واثقاً بأن هنا
لم ولن تفعلها مهما ازدادت جراحها ونزفت ولكنه ليس واثقا بذلك الوغد......
*فقد تذكر نعم تذكر الحفل ونظراته التي كانت تلتهمها.....ويوم أخر تقابل حذيفة صدفة معهم في أحد المطاعم حينما دعا هنا علي العشاء ربما تلك الليلة لم تكن إلا صدفة من ترتيبه.
*حينها وصل إلي الفندق ونيران من الجحيم تشع من عينيه حاول الصعود إلي مكتبه ولكن رجال أمن
الفندق منعوه بالقوة....صرخة حذيفه أوقفت رجاله
حينما هتف فيهم:
"اتركوه"
*وبالفعل تركوه وأصبح سليم في مواجهة حذيفة وجهاً لوجه بباحة الفندق الواسعة وسط بعض النزلاء الذين أدهشهم ما يحدث:
"اتفضل ياكابتن طلبت تقابلني"
*قال حذيفة بابتسامة رزينة هادئة لاتعبر عن الغل الذي يسكنه حينما رأي من تسبب في بكائها وحزنها
يقف أمامه....أما سليم فكان كاسد هائج يبحث عن
عدو له:
"أنت ندل وحقير وابن***كانت عايز مراتي ليك
رغم إنك كنت عارف إنها ست متجوزه"
*وهجم سليم مثل الثور الهائج علي حذيفة بلكمة ردته للخلف وجعلت من يقفون من النزلاء يهتفون
بخفوت:
"اوووه"
*حاول رجال حذيفه التدخل ولكنه استوقفهم بإشارة من يده ونظر إلي سليم مبتسماً:
"وبعدين خلصت اللي عندك"
*أجابه سليم بغضب وهو يحذره بسبابته:
"أبعد عن مراتي وإلا...."
*قاطعه حذيفه تلك المرة ساخرا:
"مراتك نعم يظهر إني مسمعتش كويس"
"تمام يبقي أسمعك"
*صرخ سليم وهو ينقض علي حذيفة بلكمة أخري جعلت شفتيه تنزف....لم يستطع حذيفة منع نفسه
من ضربه بقوة برأسه الصلب وقد خلع ثوب التحضر.....ضربة قوية أصابته بدوار شديد جعله يترنح.
*بدأت صرخات النزلاء تتعالي ورجال الأمن وبعض المسؤلين عن إدارة الفندق بدأوا في تفرقة النزلاء والتدخل بين الرجلين.....حذيفة تمكن من سليم وأخذ يسدد له الضربات بقوة في وجهه:
"مبقتش مراتك فاهم....خلاص هنا اتحررت منك ومن خيانتك"
*برغم تسديد حذيفة القوي للضربات لوجه سليم إلا أنه استطاع أن يفلت منه ويسدد له ضربة قوية
في منتصف معدته:
"هنا لو مكنتش ليا مش هتكون لحد تاني عارف ليه
عشان مش هتحب حد بعدي"
"أنت أناني حقير"
*صرخ حذيفة وهو يلكمه.....فردها سليم إليه قائلا
بعنف:
"نجوم السما أقربلك منها ياكلب"
*ضحك حذيفة وهو يمسح خيط الدماء السائل من زواية فمه ورد له الضربة بقوة أسفل عينه وهتف من بين أسنانه:
"أنت متستحقش هنا أنت قذر و خاين كانت عارفه بخيانتك وكانت متحمله عارف ليه يا حقير"
*لم يرد له سليم الضربة برغم أنه كان يستطيع ولكنه ظل واقفا يتلقى ضربات حذيفه ولايشعر بها بل يشعر بألم أخر أكثر وجعاً وندماً:
"علشان بتحبك أول ماحست بمشاعري ناحيتها قدمت استقالتها وقالت لازم اتفرغ لجوزي...كنت بسمعها تقولك حبيبي وبشوف الصدق والحب في
عيونها وأنت أكبر مغفل حقير متستحقش حتي
إنها تتعب نفسها في ذكر اسمك"
*أكمل حذيفه وهو يتركه ليسقط فوق ركبتيه:
"كانت تقدر تردلك الخيانة بالخيانة بس هي أشرف وأنقى وأطهر من كده بكتير.....علشان كده أنا مش هتخلي عنها وهعوضها عن كل ساعة نزلت فيها دموعها بسببك"
*آفاق سليم من شروده علي رنين هاتفه نظر إلي الهاتف يبتسم قبل أن يجيب باشتياق:
"كنت فاكرك أنت كمان زعلان مني"
*تنهد محمد وقد حزن علي نبرة صديقه المنكسرة وأجابه بجمود رغم اشتياقه له:
"أنت حيوان وغبي وخسارة فيك المعرفة بس برضه بحبك ومقدرش استغني عنك وأتصلت أقولك فرحي أنا ومالك يوم الخميس الجاي ومحتاجك جنبي"
*ضم سليم شفته المتورمة ودمدم بحزن والدموع تكاد أن تفر من مقلتيه:
"كان نفسي أكون جنبك ياصاحبي أنت ومالك بس ماينفعش للأسف"

*قبل الزفاف بيومين*
*في اجتماع هام عقدته مجموعة الحسيني برئاسة
هشام وطارق الحسيني لعقد الصفقة الهامة التي تشمل عدة مشروعات سكنية في بعض المناطق العمرانية الجديدة وقد تم الإتفاق مع بعض شركات المقاولات الهندسية وكانت إحدي تلك الشركات.... شركة مازن العدوى للمقاولات الهندسية
*والذي حضر الأجتماع بناء على دعوة خاصة
من فارس الحسيني الذي أراد وبشدة التعامل مع شركة العدوى بناء على سمعتها الطيبة التي تتمتع بها في سوق المقاولات.....
*ولحسن الحظ كان مازن قد عاد إلي مصر بعد رحلة استجمام طويلة استغرقت أكثر من شهرين
بعد تلك الظروف العصيبة التي مر بها بعد إعلان إنفصاله عن زوجته وبالتاكيد انتشر الخبر بين الأوساط الأجتماعية وعالم المال والأعمال...ولكنه يبقي مازن
العدوي صاحب السمو والكبرياء:
"يبقي كده أكيد اتفقنا ويشرفني أشتغل مع مجموعة الحسيني طبعا"
*دمدم مازن مبتسماُ وهو يقوم بتوقيع العقود المبرمة بين الطرفين بعد قراءة كافة بنود العقد .
*وقف هشام و شقيقه يصافحان مازن بامتنان فهو
شخص عصامى مجتهد ملتزم والعمل معه يعد بمثابة
ثقة والتزام حقيقي بمواعيد التسليم المحددة:
"باشمهندس مازن اتفضل معايا علي مكتبي ناخد القهوة مع بعض"
*قال فارس مبتسماً لمازن الذي هز رأسه بجدية قائلا ببعض البهجة:
"اظن نشيل الألقاب إحنا مش أول مرة نتعرف علي بعض"
"طبعا..طبعا إحنا أهل وأصدقاء"
*تمتم فارس بود وهو يفتح باب مكتبه ليتفاجئ برشا شاكر تجلس بمكتبه تتناول قهوتها وتدخن
كعادتها:
"فارس أسفه إني اقتحمت مكتبك كده بس سألت عنك السكرتيرة و....."
*تجمدت في مكانها واقفة تحدق فيه بعينين متسعتين وكأنها تجمدت مثل تمثال صنع من الشمع والأن علي وشك الإنصهار.
*حينما رفع رأسه ليتطلع إلي صاحبة الصوت المميز الناعم الذي احس من الوهلة الأولي أنه يعرفه جيدا تفاجئ بها تقف أمامه....
هو أيضا لم يكن أقل صدمة وتفاجئ بها ظل لثوان معدودة متسمرا في مكانه ينظر لها بذهول تحول فجأة إلي نظرات مبهمة لا تدل على أي شعور.
*قاطع فارس صمتهما بحاجبين معقودين قليلا وهو يقل:
"ده مكتبك تشرفي أي وقت.....إنتي بنت حلال علي فكره أنا كنت لسه هتصل بيكي"
*ثم مط شفتيه وكأنه تذكر:
"اووه اسف.....مازن نسيت أعرفك آنسة نادية شاكر
بنت شاكر بيه وهبي"
*نظرت رشا متذمرة من فارس...فقال مبتسماً بنبرة خافتة وهو يرفع حاجبه الأيمن حتي لاحظ مازن تلك المداعبة وسلاسة الحديث بينهما:
"قولتلك بفضل نادية عن رشا...أعمل إيه"
"شكرا"
*همست رشا بشفاه ملتوية يرتسم فوقها ابتسامة خافتة رقيقة.....رمق مازن وجهها المتورد وقال بجدية دون أي مرح يذكر:
"طبعا شاكر بيه وهبي غني عن التعريف وسمعته الطيبة سابقاه "
*مد يده بكبرياء وترفع شديد يردد:
"أهلا وسهلا نادية هانم"
*عقدت حاجبيها واكتنف ملامحها الهادئة البرود الثلجي وأجابته بغرور:
"أهلا بيك"
*أحس فارس بحالة من العنفوان والتوتر بين الطرفين فربت علي كتف مازن وهو يكمل التعارف:
"ده بقي ياستي....."
*قاطعته رشا قائلة بملامح أكثر جدية وبرود:
"باشمهندس مازن العدوي....طبعا غني عن التعريف"
"طيب اتفضلوا ياجماعة اقعدوا مش هنفضل واقفين كده"
*أشار لهما فارس بالجلوس وأثناء ذلك رن هاتفه وكانت والدته....استئذن منهما ودخل إلي غرفة الأجتماعات تاركاً كلا منهما ينظر إلى الأخر بجمود:
"سيجارة"
*قدم لها مازن سيجارة وهو يفتح علبة سجائره
برقي.....رفعت رأسها لتحدق به بمقلتين تتألقان بالغرور فانتفض فكه واهتز ثباته لثوان وقد تذكر
وظلا يتبادلان نظرات مبهمة قاسية قبل أن تلوي
شفتيها قائلة:
"ميرسي مش بغير"

*جلس فارس يحدق بهما بمقلتين تفيضان بالحب امرأته الجميلة معشوقته ونبض قلبه وصغيرته الجميلة التى تزن عدة أرطال من اللحم الوردي بملامحها المنمنمة و رائحتها المسكية تسحره....ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة رزينة هادئة لاتعبر عمافي قلبه من حب واشتياق إليها . كم يشتاق لاستنشاق عبير جسدها والارتواء من رحيق شفتيها لضمها إلي صدره للالتحام معها جسداً بجسد و روحاً بروح .
*كانت تداعب صغيرتها وهي تبدل لها حفاضها وتبتسم ابتسامة واسعة كبيرة سرعان ماتضاءل حجمها وغزا الاحمرار بشرتها وهي تناظر "فارسها" المبتسم بجاذبية يراقبهما.....
"خلاص خلصنا يابابا واخدنا الشاور وغيرنا"
*تمتمت ملك وهي تضع ورد بين ذراعي فارس الذي أخذ يتأملها وعيناه تفيضان بالحنان وقلبه يرتجف وكأنه هو الذي يحملها بين كفيه.....
*ظلت ورد تنظر له وصوت غنجها الناعم يهمهم مثل عصفورة صغيرة تحرك فمها الصغير....انحني
يقبلها بهدوء ورقة ولكنها تململت بسبب لحيته الكثيفة قليلاً ولكنها لم تبك.....
"معيطتش ياملك لما بوستها"
*التفتت ملك وهي تمشط خصلات شعرها الذى استطال بشكل ملحوظ حتي خصرها:
"يظهر إنها اتعودت علي دقنك"
"روح قلبي كبرت شويه"
*غمغم فارس وهو يقبل كفها الصغير ليشهق عندما قبضت ورد علي سبابته وهي تنظر له بترقب شديد
ضحك فارس باستمتاع وهتف علي ملك بخفوت لقد أوشكت ورد علي النعاس:
"ملك بصي ماسكه صباعي إزاي"
*جثت ملك فوق ركبتيها أمامهما وظلت تتطلع بهما وهمست وهي تقبل وجهها بنعومة:
"الدكتور قال الحمد لله أعصابها قوية عملت كده مع جدو جلال وعايزه أقولك بقت نايمه في حضنه أكتر من 3 ساعات متواصلين"
"جدو فرحان بيها جدا جدا....كل مايشوفني يقولي مش عايز أشوف وشك غير ووردتي معاك"
*همس فارس مبتسماً باستمتاع وقلبه يرفرف بالفرح وصغيرته تنام بين ذراعيه.....استقامت ملك واقفة و
وأخرجت من خزانة ملابسها ثوباً للسهرة مغلف في جراب خاص وقالت:
"بابا عدي عليا النهارده قبل مايروح البيت علشان يشوف ورد....وخالو هشام بيخليني أعمله فيديو كول تقريبا كل ساعة"
*هز فارس رأسه وهو يفرك ذقنه كعادته ومرر أنامله فوق وجهها يهمس:
"وردي وش الخير"
*وحينما رفع عينيه ذهل واتسعت مقلتاه وهو يراها تنزع فستانها القطني من فوق جسدها الناعم
والذي ازدادت تضاريسه وضوحاً بعد الولادة وخاصهة ثدييها بسبب الرضاعة فكانت أمامه امرأة متكاملة الأنوثة نارية حركت كل مشاعره الرجولية بلا رحمة
وكأنها تتعمد إغرائه:
"أخيراً هعرف أقيس فستاني إيه رأيك حبيبي"
*دمدمت ملك وهي ترتدي ثوبها الخاص بحفل زفاف أخويها
ولكن فارس لم ينتبه كان شارداً بها وبجمالها:
"حبيبي إيه رأيك....سرحت في إيه؟ "
*قالت بمكر وهي تقرص خده بشقاوة.....وقف ليضع
ورد في مهدها الصغير ثم جذبها من خصرها بقوة
والتهم شفتيها بدون سابق إنذار قبلة أودع فيها كل اشتياقه وإنتظاره الأيام الفائتة دمدم بخفوت بعد أن ابتعد عنها ليترك لها حرية التنفس وهو يزيح فستانها عن كتفيها:
"هشوف الفستان بعدين وحدة وحدة علي أقل من مهلي بس دلوقتي عندي كلام مهم جداااا"
*ضحكت بميوعة وأناملها تتحسس صدره الأسمر الصلب وتمرر لسانها فوق شفتيها بإغواء وهي تشعر بأصابعه تعبث بكل ماهو ملك له:
************************
*أغلقت هنا هاتفها بعد مكالمة حذيفة بوجه متقلص بألم رمت هاتفها بغضب وهي تقل:
"أنا لازم أغير رقم تليفوني"
*دق هاتفها مرة فصاحت بعنف وهي تجيب:
"يوووه أنت عايز إيه ؟؟"
"مين ده اللي عايز منك إيه ياهنا ؟"
*همست ليلي بقلق:
*ابتلعت هنا ريقها بتوتر وقالت بالامبالاة:
"ولا حاجه يا ليلي ده واحد غبي بيتصل بيا كل شويه"
*تنفست ليلي بتوتر وقالت بنبرة متوترة:
"هنا فكرتي في اللي........"
*صرخت هنا فيها بغضب وكأنها أرادت إخراج ما بداخلها من غضب في ليلي:
"لأ لأ اللي قولتلي عليه اسمه جنان وقلة عقل ولو عملتي كده أنا بنفسي اللي هقول لمالك ووقتها هتخسري مالك للأبد يا ليلي"
"هنا لو سمحتي افهميني"
*غمغمت ليلي ببكاء ولكن هنا عادت إلي صرختها الباكية تلك المرة تهتف:
"هو ده اللي عندي ياليلي....فوقي و ارجعي لعقلك
عشان متخسريش مالك بغبائك تصبحي علي خير"
**********************
*انتفضت ملك علي صوت اهتزاز هاتف فارس تحركت من فوق صدره وإيقظته برقة تهمس له:
"فارس حبيبي تليفونك بيرن"
*انتفض بقلق يفرك عينيه وقال بلهفة وهو ينظر في ساعة هاتفه :
"الساعه اثنين ونص دي مدام ماريا"
*تمتمت ملك بوجه شاحب وهي ترفع الغطاء فوق جسدها العاري:
"خير إن شاء الله رد عليها"
*وعندما أجاب فارس علي هاتفه تفاجئ بماريا تصرخ ببكاء:
"فارس....ياسمين هربت من البيت وسابت موبيلها هنا"
*انتفض فارس من فوق الفراش صارخاً بعينين متسعتين يردد:
"هربت....ياسمين هربت"
****************************
"برجاء ربط الأحزمة والأمتناع عن التدخين إستعداداً للإقلاع....رحلة سعيدة للمسافرين علي
متن رحلتنا"
*أعلن كابتن الطائرة المتجهة من نيويورك إلي القاهرة وبدأت الطائرة في التحرك للإقلاع....جلس
في مقعده بدرجة رجال الأعمال وهو ينظر من نافذة الطائرة إلي الأضواء التي بدأت في الأختفاء
وهمس وهو يغمض عينيه متنهداً بحرارة :
"كام ساعة إن شاء الله وهكون معاكي ياحورية"

*وحينها انتفض فارس واقفاً يصرخ بعينين متسعتين من القلق:
"ياسمين هربت....هربت يا ملك"
"هربت....هربت إزاي و ليه ؟؟"
*رددت ملك هي الأخرى بوجه شاحب.... وقتها صار فارس كالمجذوب يبحث عن ملابسه بسرعة وهو
يصيح بغضب:
"وأنا اللي قولت خلاص عقلت ..ليه تعمل كده ليه ؟!"
*حاولت ملك تهدئته ولكن بداخلها كانت ترتجف خوفاً علي ياسمين الحقيقية التي باتت تعرفها عن ظهر قلب....وتساءلت بخفوت:
"هتهرب ليه ومن مين ؟..أكيد في حاجه غلط"
*حمل فارس حذائه وخرج من الغرفة يرتديه علي عجلة من أمره حتى يخرج ويبحث عن شقيقته التي صارت طفلته الثانية وكأنه بين ليلة وضحاها أصبح كوالد لها وليس مجرد أخ غير شقيق جمعهما الصدفة و الشقاء ..صار يخاف عليها من نسمات الهواء العابرة ومن لفحات الليل الحالك :
"الاقاها بس الأول وبعدين أعرف عملت كده ليه ..ملك لو حصل أي حاجه كلميني وأنا هنزل أدور عليها أشوف راحت فين لوحدها في الوقت ده"
*وقبل أن يفتح باب الشقة ليخرج أطبقت ملك فوق كتفه بقوة وهمست بدموع خائفة:
"فارس عشان خاطري لو لاقيتها إياك تتعصب عليها أو تض....."
*قطعت كلمتها عندما نظر لها نظرات تحمل الخوف والقلق الشديد:
"إياك إنتي تنطقيها ياملك مش أنا....دي أختي"
*وفتح باب شقته سريعاً ولكنه تجمد في مكانه بينما شهقت ملك مفزوعة تصرخ:
"ياااااسمين"
*حينما وجدها تجلس أمام باب الشقة تبكي بحرقة وقهر وكل خلية بجسدها ترتجف....سريعاً ودون تفكير أو حديث إنحني فارس يحملها بين ذراعيه وهو يغمغم بنبرة مختنقة خائفة:
"ياسمين إنتي كويسة.....ردي عليا حبيبتي"
*أغمضت عينيها المتورمة الجفون وهمست وهي تضع رأسها فوق صدر أخيها وقد شعرت بلهفته عليها و أحست بالأمان
يحاوطها:
"أحمد...أحمد خلاص"
*وبعدها لم تعد تشعر بأي شئ حولها وقد اغمضت جفنيها وأستسلمت لإغماءة شديدة جذبتها إلي أعماق
حالكة السواد غرقت بها.
*******************
* برطم محمد بصوت خافت وهو ينزل الدرج سريعاً وينظر في ساعة هاتفه:
"هو أحمد اتجنن عايز يتكلم ويفضفض الساعه 4 الفجر"
"محمد...أنت ياواد رايح علي فين ؟"
*نادته والدته بصوت خافت لا يكاد يسمع وقد تقابلت معه في البهو الكبير.
*قطب محمد حاجبيه وقال متعجباً:
"إنتي صاحيه ليه ياماما أحنا الفجر!!"
*تشبثت مني بذراعه وتلفتت حولها وقالت بغيظ:
"عشان أشوفك وأنت نازل تصيع هو أنت اللي فيك
فيك يابني أنت هتتجوز بعد بكره "
"لا حول ولا قوة إلا بالله"
*زفر محمد أنفاسه باختناق وأكمل:
"ياماما والله إنتي ظلماني كل الحكاية إن أحمد أتصل بيا وعايز يشوفني أنا ومالك ويتكلم معانا
إنتي بقى صاحية ليه ؟"
*نكزته والدته في كتفه الصلب وهتفت بابتسامة ملتوية:
"كنت بدي جدك علاجه والحقنة بتاعته...أقسم بالله
يامحمد ورحمة أمي وأبويا لو رايح تصيع زي عوايدك لاكون قايله لأبوك"
*قال وهو يتابع طريقه للباب دون أن ينظر خلفه:
"ماما أنا متجوز ولا نسيتي أصيع إيه بس بقولك أحمد عايز يشوفني أنا و ما......."
"هو ديل الكلب عمره يتعدل ياست مني أساليني أنا عن الرجاله أبو صالح كان كده"
*دمدمت أم صالح من خلفهما فإنتفضت مني من صوتها المبحوح وخروجها من الظلام بينما نظر لها محمد بغل يقل:
"ديل الكلب اللي هو أنا طبعاً....أنا نفسي أفهم حاجه
واحدة بس إنتي بتسمعي ولا لأ وبتنامي إمتي"
"ههه بتقول إيه ؟"
*هتفت أم صالح وهي تخرج أذنها من خلف وشاحها المنزلي.....فصاحت مني فيها بخفوت حتي لايصل صوتها إلي هشام الذي علي وشك الأستيقاظ لصلاة الفجر:
"دلوقتي مش سامعه يعني أنا وأبني بنتكلم إنتي إيه اللي حشرك ياولية....وأنت متتأخرش وخلي بالك على نفسك يلا أمشي قبل أبوك مايصحي و
يسود عيشتك"
*هز محمد رأسه بقلة حيلة وتأفف يهمس:
"استغفر الله يسود عيشتي ليه وأنا عيل هربان من المدرسة....وإنتي حسابك معايا لما أرجع"
*وخرج سريعاً وهو،يجيب مالك الذي كان قد وصل بالفعل وينتظره بالخارج بسيارته:
*برمت أم صالح شفتيها تمصمصهما بنزق وقالت
لمني التي على وشك الإنفجار بها:
"أبنك لو فضل ع الحال ده مش هينفع في جواز أسمعي كلامي ياست مني هو مش شايف أخوه الكبير عاقل وراسي إزاي"
"لا حول ولا قوة إلا بالله....وإنتي مالك إنتي وبعدين من شويه مكنتيش سامعه دلوقتي سمعتي ..بقولك إيه أبعدي عني أنا مش نقصاكي استغفر الله العظيم"
*صاحت مني غاضبة وتركت أم صالح تقف في منتصف البهو تبرطم كعادتها:
"ياختي اللي ياكل علي ضرسه ينفع نفسه وأنا ليا
فيه....أروح أكل حاجه مسكرة لأحسن قلبي هيقف عليا منهم"
"اتأخرت ليه كده يابني ؟"
*هتف مالك بتذمر قبل أن ينطلق بسيارته بعد أن صعد محمد بجانبه....هتف محمد بضيق وهو يفرك
لحيته:
"أمي عملتلي تحقيق رايح فين وهتعمل إيه فرحك بعد بكره.....وطبعا وكالعادة دخلت في الحوار..."
*أطلق مالك ضحكة مرتفعة وصاح قبل أن يكمل محمد:
"أم صالح طبعاً"
"ياساتررر دي المفروض تبقي أم أربعة وأربعين.. أم الخلول"
*دمدم محمد بحنق وهو يبتسم....ثم نظر إلي مالك الذي أخذ طريق الكورنيش متجهاً إلى منطقة
المعمورة التي يقع بداخلها شاليه العائلة:
"أنت طالع ع المعمورة ليه هو أحمد هناك ؟"
*هز مالك رأسه قائلاً:
"أيوه قالي إنه هناك"
"هو ماله في حاجه ؟!"
*تساءل محمد بقلق....فأجابه مالك وهو ينظر له بجهل معرفته السبب:
"مش عارف بس قالي زي ماقالك تمام عايز أشوفكم محتاج أتكلم معاكم......بس حاسس إن السبب ياسمين"
*ضم محمد شفتيه وهمس بخفوت:
"ربنا يستر لما نشوف"
*********************
*همست ملك بخفوت وهي تجلس بجانب ياسمين التي أغلقت عينيها واستسلمت لنوم عميق:
"خليها ترتاح دلوقتي ولما تصحي أتكلم معاها وأعرف إيه اللي حصل بينها وبين أحمد أو كلم أحمد وأعرف منه"
*مسح فارس وجهه بتعب ظهر علي تقاسيم وجهه الوسيم وهمس ويستند بظهره علي جدار الغرفة ينظر لها:
"أتصلت بيه مردش الله أعلم مش شايف التليفون ولا مش عايز يرد....وماريا متعرفش حاجه بتقولي إنها كانت مع أحمد ورجعت البيت بتعيط وقفلت عليها وفضلت تصرخ"
*تنهد بتعب وأرتخت ساقاه حتى بدأ ينزل بهما إلي الأسفل بتعب ليرتكز فوقهما وهمس:
"وووووبعدين في المشاكل اللي بتجري ورايا من مكان لمكان مبقتش عارف الاقيها منين ولا منين
"أنا تعبت والله تعبت قوي"
*أقتربت ملك منه وجلست أمامه فوق ركبتيها لتحتضن رأسه فوق صدرها و تمرر أناملها بين خصلات شعره تهمس:
"حبيبي عشان خاطري متزعلش أنا و ورد وياسمين محتاجينك....كل حاجه هتتحل إن شاء الله المهم أنت تكون بخير"
*لثم عنقها بشفتيه وهو يمرر أنفه بحنايا رقبتها الناعمة ثم أمسك بكفها وقبله وهو يقل بحنو:
"أنا متحمل عشان إنتي جنبي ومعايا القوة بتجيلي من ربنا ومن بعده منك....كل ماشوفك بتضحكي وورد بتبصلي بحس وقتها إن ربنا راضي عني و بيكأفني بس ياسمين أمانة كبيرة قوي ياملك"
"وأنت قد الأمانة وهتصونها إن شاء الله"
*تمتمت ملك وهي تبتسم....وأتسعت ابتسامتها حينما استمعت إلي بكاء ورد الناعم كعصفورة تزقزق:
"ورد هانم صحيت بدأت السلم الموسيقى بتاعها"
*وقفت لتذهب إلي ورد فوقف فارس أيضا وهو
يهمس بابتسامة هادئة:
"خليها تنام في حضني الليلة"
*خرجت ملك وهو خلفها من الغرفة وقبل أن يغلق باب الغرفة نظر إلي شقيقته التي تنام بهدوء.
*وبغرفة الصغيرة التي ارضعتها ملك وبدلت حفاضتها بمساعدة بسيطة من والدها الذي كانت تلك المساعدة تبهجه.....
كانت تفتح عينيها الواسعتين كبركتي العسل المصفي وتنظر إلي والدها الذي يضعها فوق صدره ويناغش خديها بذقنه التي يبدو أن ورد قد أعتادت عليها....فقد أصبحت ورد ممتلئة الوجنتين كثمار الخوخ الناعم حمراء شهية تغري بالتقبيل تبتسم وتداعبه بيدها وأناملها الصغيرة تتشبث بشعر لحيته:
"عجبك كده أهى مش هتنام للصبح الله يسامحك"
*تمتمت ملك بحاجبين معقودين و هى تجلس أمام زوجها الذي لايعيرها أي أهتمام وقد شردت نظراته :
"فارس متفكرش كتير....ياسمين هتبقي بخير"
وحتى تشتت تفكيره عما حدث قالت باهتمام :
"علي فكرة خالتو هتسافر مع حازم بعد فرح مايا على طول....هيروحوا إيطاليا"
*أجابها فارس وهو يفرك شعره:
"عرفت من حازم قالي هيسافروا بعد ما يحضروا معانا الفرح"
"تشربي معايا نسكافيه"
*غمغم فارس مبتسماً وهو يضع ورد التي غفت بين ذراعيه في مهدها الهزاز المزين بالألعاب....قالت ملك
بدهشة:
"دلوقتي شكل النوم طار من عينيك"
*ارتفعت عيناه نحوها وقال بنبرة متعبة من كثرة التفكير:
"مش هعرف أنام ولا أرتاح غير لما اعرف إيه اللي حصل بين ياسمين و أحمد وأطمن"
*لفت ملك ذراعيها حول خصره من الخلف ووضعت خدها فوق ظهره تهمس:
"متقلقش روحي أكيد مشكلة بسيطة وإن شاء الله تتحل استناني في البلكونة لحد ما أعمل النسكافيه وأجيلك"
*وبعد دقائق كانا يحتسيان النسكافيه بالشرفة مع البسكويت المحلي الذي تصنعه ملك بالمنزل صمت فارس للحظات ثم هتف بتفكير وكأنه تذكر:
"في حاجه نسيت أقولك عليها مازن لما كان عندنا في المجموعة بعد توقيع العقود قولت أشرب معاه قهوة في مكتبي وندردش شويه"
*ظلت ملك تستمع له ثم سألته:
"وبعدين ؟؟"
*ارتشف فارس مشروبه وقال بعدها:
"رشا كانت موجودة عندي في المكتب وقت ما مازن دخل معايا وشافت مازن وهو شافها بس حسيت بحاجه غريبة جداً"
*رفعت ملك ساقيها فوق المقعد الخيرزان وعقبت بانتباه شديد:
"حسيت بإيه....هما يعرفوا بعض"
"يظهر كده ويعرفوا بعض كمان من زمان وغير كده كل واحد فيهم اتفاجئ بالتاني وخاصة رشا لما عرفت إن مازن هيكون معانا.....حتي هو أرتبك جداً وهي كمان"
*حركت ملك مقلتيها وهتفت بفضول نسائي:
"تفتكر كان في بينهم علاقة....أقصد قصة حب مثلاً أو حاجه زي كده !"
*ضم فارس شفتيه للأمام وحك ذقنه يقل بتفكير:
"الله أعلم بس ده الظاهر....علي فكرة بنت خالتك دي ملهاش في الطيب نصيب لأن مازن حقيقي شخص جدير بالأحترام وهي إنسانة أقل حاجه تتقال عنها إنها وقحة"
*هزت ملك رأسها موافقة وقد أمتلكها الغيظ فهدرت:
"وقحة وغبية كفايه اللي عملته في خالتو أنت مشوفتش كانت بتعيط إزاي ومقهورة لما سابتها وسافرت بكل بساطة ولا كأن الست دي هي اللي ربيتها وتعبت عشانها"
*وأثناء حديثهما ارتفع صوت الحق بأذان الفجر ليردد فارس خلف المؤذن ثم وقف قائلاً:
"هدخل أخد دش وأنزل أصلي"
*تأملته بعشق ونهضت علي الفور تقل:
"وأنا كمان هدخل أخد شاور وأصلي"
*ابتسم لها وتقدم قبلها ليخرج فقالت من خلفه:
"فارس علي فكرة أنا بكره لازم أكون عند مايا من بدري....هي أساساً زعلانه مني علشان مكونتش ببات معاها وأنت بتيجي تاخدني بليل"
*هز كتفه وضحك وهو يردد:
"والله أنا مشفق علي أخويا من مايا وجنانها"
*ضربته ملك فوق كتفه وهتفت بغيظ ضاحكة:
"ده علي أساس إن أخوك سيد العاقلين أنا بقى اللي قلقانه من نسل جوز المجانين دول ربنا يستر"
**********************
*وفوق الرمال الناعمة وأمام أمواج البحر المتلاطمة بهدوء والتي تملأرائحتها أنوفهم رفع محمد رأسه للسماء التي بدأ ينشق النهار من بين ظلماتها ونفخ بتذمر:
"بقالنا أكتر من ساعة وأحنا قاعدين القعدة دي ... في إيه يابني ماتتكلم وتقول مالك ؟"
"عايز تمشي اتفضل"
*دمدم أحمد بصرامة وملامح وجهه جامدة صلبة....أرجع محمد رأسه للخلف ونظر لمالك الذي يجلس علي الطرف الأيمن بينما أحمد جالس بالمنتصف بينهما وهمس :
"مالك....إيه؟"
*أغمض مالك عينيه وهمهم بحركة شفاه مفهومة:
"أصبر"
*وفجأة وبعد ساعة ونصف من الصمت قال أحمد بنبرة هادئة عميقة:
"الحب ده أكبر ضعف ممكن يصيب الإنسان....مرض بيمشي في الدم ويضعف القلب.
*التفت محمد و مالك ينظران إليه وكان أول من عقب هو مالك قائلاً:
"حصل حاجه بينك وبين ياسمين يا أحمد"
*أعتلت شفتيه ابتسامة ساخرة ليدمدم بهمس :
"أنا قررت أسيب ياسمين"
"تسبها....!!"
*هتف كلاهما معاً بصوت واحد بدهشة..فقال محمد بنبرة غاضبة:
"تقصد تطلقها ... ولا أنت ناسي إنك كاتب كتابك عليها....وبعدين إيه اللي حصل يخليك تسبها ؟"
*مسح أحمد فوق وجهه المتصلب وقال من بين أسنانه:
"حصل حاجات كتير اتحملتها علشان حبيتها بس جت القشة اللي قطمت ضهر البعير زي مابيقولوا
الحاجه اللي لا يمكن اقبلها ولا يقبلها أي راجل علي كرامته ورجولته "
*ربت مالك علي كتفه وقد بدأت ملامح الذهول تتجلي فوق وجهه وقال:
"حاجه إيه اللي تخليك تقول كده يا أحمد أنت بتحب ياسمين وهي كمان بتحبك ده فرحكم باقي عليه أقل من شهر.....إيه الحاجه اللي تخليك تاخد قرار زي ده"
*ظل أحمد صامتاً لا يتحدث فقط يطحن أسنانه بغيظ ويمسك بقبضة يده حفنة من الرمال يقبض عليها بقوة.....أرتكز محمد فوق ركبتيه أمامه وصاح فيه بغضب:
"مهما كان السبب اللي حصل بينكم ده ميخلكش تسبها وتتخلي عنها وهي مراتك"
"أنا وهي مش مناسبين لبعض ولاعمرنا هنكون"
*هتف أحمد من بين أسنانه مقهوراً....رمقه محمد بعدم أقتناع مردداً:
"دلوقتي جاي تقول إنكم مش مناسبين لبعض بعد مابقت علي ذمة حضرتك واتحسبت عليها جوازة
أنت جري لعقلك حاجه يابني"
*زفر أحمد أنفاسه بسخط وفجأة إنقض علي محمد يمسك بكنزته وهو يصرخ فيه بجنون :
"أنت متعرفش حاجه....متعرفش أي حاجه عشان تدافع عنها دي...دي"
*نهص مالك سريعاً ووقف بينهما يحاول فض ذلك الأشتباك حينما أمسك محمد بفكه بين قبضته وصاح بعنف:
"يبقي أنطق وأتكلم علشان نعرف إيه السبب ونقدر نعذرك ونديك الحق في قرارك المتخلف ده"
"أهدوا شويه ياشباب إيه أنتم هتمسكوا في بعض ولا إيه....محمد وبعدين"
*تمتم مالك بعقلانية شديدة وهو يتدخل بينهما في هدوء ثم أمسك بقبصة أحمد التي تمسك بكنزة محمد وقال بخفوت:
"أحمد أهدا كده ووحد الله أحنا جايين نتكلم مش تتخانق محمد عنده حق لازم نعرف السبب علشان نقدر نقولك رأينا بكل صراحة"
*أبتلع أحمد ريقه وأفلت من بين أصابعه كنزة محمد ثم رفع عينيه وقال بتعب:
"حقك عليا ياصاحبي أنا....."
*تشنجت ملامح محمد ولكنه عاود أتزانه سريعاً فالأمر لا يحتاج إلي التشدد ويبدو أن أحمد يعاني من أزمة شديدة جعلته يفقد هدوء أعصابه الذي يحسد عليه دائما...فقال بثقة:
"أنت تعبان ومضايق ومحتاج تتكلم وتفضفض معانا وأحنا هنا معاك عشان نسمعك لو أنت شايف إنها حاجه متتقلش يبقى وفر علي نفسك حرق الأعصاب وفكر كويس قبل ماتاخد أي قرار ممكن تندم عليه بعد كده"
"لو حاجه خاصة بينكم يبقي أحتفظ بيها لنفسك يا أحمد واتناقش فيها مع ياسمين بالعقل وحل معاها كل حاجه بس بلاش تاخد قرار وقت غضب وإنفعال"
*تمتم مالك قبل أن يؤشر إلي محمد الذي يقف متصلباً يضع كفيه في جيبي سرواله:
"يلا يا محمد أحنا هنسيبك تقعد تفكر مع نفسك وتاخد القرار السليم"
*تحرك محمد وخلفه مالك الذي ضم شفتيه مبتسماً وهز رأسه إلي احمد الواقف في مكانه يشعر بقلة الحيلة والإحتياج إلي من يسمعه:
"استنوا....هقولكم علي اللي حصل مش قادر أكتم في قلبي أكتر من كده حاسس إني هنفجر"
*هتف أحمد من خلفهما ليتوقف كلاهما ويلتفتا إليه وقد أزداد وجهه شحوباً:
***********************
وفي صباح يوم جديد
*صرخت ناريمان ثائرة من بين دموعها تقل لزوجها الذي يحاول الإتصال بأبنه مراراً وتكراراً:
"لسه تليفونه مقفول وبعدين أبني حصله إيه اتصرف يادكتور شوف أبنك حصله إيه....كان نسب منيل بستين نيلة"
*زمجر أكرم بشراسة:
"ممكن تسكتي شويه وتبطلي عياط وبعدين هو كل ما أبنك يضايق ولا يتعصب يبقي ياسمين السبب وبعدين معاكي يا ناريمان بلاش تستمري في دور ماري منيب ده"
*شهقت بعينين متسعة:
"أنا ماري منيب ليه إن شاء الله شايفني بمسك فيها ولا بقلب الشبشب كل ده عشان خايفة علي أبني و
بعدين لو مكنتش الهانم هي السبب يبقي ليه فارس هيتصل من بدري ويسأل عن أحمد ومن قبله أمها
أكيد حصل حاجه وأبني مخبيها جوه قلبه"
*صرخ أكرم باحتجاج وقد فاض به الكيل:
"أبنك مش صغير ومحدش غصب عليه في حاجه أبنك بيحبها وحتي لو حصل حاجه بينهم أي أتنين
مخطوبين ولامتجوزين بيحصل بينهم خناق ومشاكل ولا نسيتي....اسكتي بقي وسبيني أشوف البيه فين
هو في كده هو عيل علشان يغضب ويقفل تليفونه ..ده اللي في ابتدائي لسه مش هيعمل كده"
"أنت كده عمرك ماتيجي مع أبنك أبدا"
*دمدمت ناريمان بسخط وهي تدور في الغرفة بجنون القلق....حاول أكرم الإتصال مرة أخري فوجد الهاتف
يدق فزفر قائلاً:
"التليفون اتفتح"
"طيب لما يرد عليك خليني أكلمه....اطمن عليه..هو فين اسأله"
*ظلت تردد ناريمان بسرعة فأشار لها أكرم أن تصمت قليلاُ حتي جائه الرد صوت ناعس يبدو من نبرته التعب:
"ألو نعم يا بابا"
"ألو نعم يا بابا....نعم الله عليك ياسيادة المقدم أنت فين يابني إحنا هنموت عليك والكل بيسأل عنك وأنت بكل برود بتقول نعم"
*فرك أحمد عينيه بتكاسل بعد أن غفي قليلاً وقال بهدوء يعتذر:
"أنا آسف يابابا بس كنت سهران مع مالك و محمد في الشاليه والتليفون فصل شحن ومخدتش بالي غير الصبح....أسف إني قلقتكم"
*ضرب أكرم فوق فخذه قائلاً:
"أحمد حصل حاجة بينك وبين......."
*لم يكمل جملته إلا وكانت ناريمان تختطف منه الهاتف وتصيح بقلق:
"حبيبي كده برضه تقلقني عليك أنت أول مرة تعملها وتبات بره البيت...أنت فين ياقلب أمك أنت كويس
طمني عليك"
*وقف أحمد أمام النافذة المغلقة يفتحها لتضربه أشعة الشمس القوية وقد بدأ المصيفون في التوافد علي شاطيء البحر....دلف إلي الداخل متجهاً الي المطبخ وقال بهدوء:
"ماما أنا كويس مفيش داعي لكل القلق ده أنا بس كنت سهران مع الشباب في شاليه المعمورة ده كل
الموضوع"
*ضيقت ناريمان عينيها وهي تكز فوق شفتيها بغل:
"اه كويس قوي بدليل الدنيا المقلوبة عليك اتصالات من حماتك ام الهانم وفارس....أحمد حصل إيه بينك
وبين الزف.....اقصد ياسمين"
*هز أكرم رأسه بعصبية يتمتم:
"لا حول ولا قوة إلا بالله"
*ليهتف أحمد بحيرة ظهرت علي صوته المتردد:
"مفيش حاجه يا أمي مشكلة عادية زي اللي بتحصل بين أي اتنين مخطوبين....ماما بس أعمل فنجان قهوة وأرجع أكلمك"
*صرخت ناريمان:
"لأ قهوة ع الريق لأ معدتك يابني أرحم نفسك أنا عارفه إن الجوازه دي أخرتها غم وهم أقول إيه في اللي كان السبب"
*ضم أحمد شفتيه وهدر وقد بدأ ينفذ صبره:
"ماما أبوس إيدك انا مش ناقص خلاص يا أمي أرتاحي أنا هفضها"
*ضحكت ناريمان وأتسعت عيناها بذهول:
"يا الف نهار أبيض والله لأجوزك ست ستها هي من الأول مش ليك والله"
*تفاجئ أكرم برد زوجته فوقف منتفضاً وسحب الهاتف من ناريمان بشدة وقال بصوت قاطع لا جدال فيه:
"أحمد خليك مكانك أنا هجيلك دلوقتي إياك تتحرك من مكانك فاهم"
*وأغلق الهاتف سريعاً ليخرج بعدها ملابسه نظرت له ناريمان وعقدت ذراعيها أمام صدرها تهتف باعتراض:
"هاجي معاك"
*التفت لها أكرم وهو، يغلق ازرار قميصه الصيفي و ردد بعنف:
"أقعدي هنا واهدي وسبيني أتصرف علشان اللي بيحصل ده مش لعب عيال أبنك كاتب كتابه يامدام
يعني بنت الناس علي ذمته"
"يا أكرم......"
*صعقها بصرخته القوية ليسكتها:
"ناريمان خلي اليوم ده يعدي علي خير فاهمه"
*وسحب مفاتيح سيارته وهاتفه و خرج سريعاً لتضم ناريمان شفتيها بغيط وتلتقط هاتفها من فوق الطاولة وهي تردد بغيظ:
"أنا هعرف في إيه من الهانم بنت قتال القتله"
*******************
*استيقظت ياسمين بعد نوم عميق تنظر حولها تنهدت وهي تنهض من فوق الفراش لتخطو نحو المرآة وتنظر إلي وجهها الشاحب المتورم من البكاء تنهدت وهي تملس فوق وجهها:
"هنت عليك ياحبيبي"
*التفتت فجأة علي دخول ملك المفاجئ وهي تبتسم ابتسامتها المشرقة التي تزين محياها قالت ملك بتفاؤل كعادتها:
"ياسو صحيتي صباح الخير حبيبتي....عامله إيه دلوقتي"
"صباح النور يا ملك....أنا نمت كتير"
*أشارت ملك برأسها وهمهمت بمرح:
"اووواوو نمتي كتير جداً.....يلا ادخلي خدي شاور وتعالي افطري بسرعة أنا طلعتلك طقم من عندي"
*ابتسمت ياسمين بشحوب واحتضنت ملك تهمس لها:
"ميرسي ملك....أنا بحبك جدا"
*داعبت ملك خديها اللذين إنسحبت الدماء منهما وهتفت بدعابة:
"أنا بحبك أكتر قد البحر....يلا بسرعة قبل أخوكي ما يعلن غضبه علينا"
*وقبل أن تخرج ملك من باب الغرفة نادتها ياسمين تسألها:
"ملك هو فارس اتكلم مع أحمد"
*أجابتها ملك وهي تتلوي محاولة الفكاك من سؤالها:
"تعالي افطري وإنتي هتعرفي كل حاجه"
*خرجت ملك من الغرفة وهي تفكر بحزن بماذا كانت ستجيبها؟ توصل فارس بعد معاناة إلي أحمد من خلال هاتف محمد شقيقه وبعد حوار شديد اللهجة بينهما......صاح أحمد بكل غضب بأنه سيترك ياسمين لأنها لاتصلح بأن تكون زوجة له و أرسل عبر الواتس اب لفارس ماجعله يتفاجئ ويغضب بشدة:
***********************
"حضرتك بتقول إيه يابابا بعد اللي شوفته ده لسه بتدافع عنها"
*تسائل أحمد بغضب مكتوم وهو يقف منتفضاً نظر إليه كل من محمد ومالك الذي صمم أكرم علي بقائهما:
"أنت يابني مش عارف البت كانت عايشه فين وإزاي ليه بتلومها على بيئة هي اتولدت واتربيت فيها"
*هز محمد رأسه يقل:
"ده كان رأيي أنا ومالك يا عمى بس هو مصمم إنها خدعته وكانت لازم تصارحه"
*ضرب أحمد الجدار خلفه بقبضة يده بعنف وتمتم بأنفاسه التي ثقلت:
"كل واحد منكم بيتكلم كده عشان مش هو اللي جوه الموقف لو أنت ولا أنت حصلكم نفس الموقف هتكملوا"
*رد محمد دون تفكير:
"طبعا هكمل معاها ومش هحاسبها أبداً على ماضي وحياة هي ملهاش أي ذنب فيها"
*ضرب أحمد جبهته بجنون يصرخ:
"أنت هتجنني والصور اللي قولتلكم عليها"
*أجاب والده بهدوء وهو يعيد النظر إلى بعض الصور المرسلة لابنه....صور لياسمين برفقة شاب
أشقر أجنبي بأحد الملاهي الليلية بملابس فاضحة
ولكن بالنسبة للمجتمع الذي نشأت وتربت فيه فهى ملابس عادية جداً......
كانت ترقص وبالتأكيد تحتسي المشروبات الكحولية
وبعض الصور تجلس فوق ساق الشاب.......وأخري كان يقبلها:
"طلقها ياأحمد طالما مش هتقدر تعيش معاها"
*دمدم أكرم وهو يمحي الصور من هاتف أحمد الذي صاح متشنجاً:
"ده اللي هيحصل بس بعد ماتكلم مع فارس"
"يبقي إحنا ملناش لازمه هنا يلا بينا يا محمد"
*كان ذلك رد فعل مالك الذي نهض وربت فوق كتف أحمد يردد بخفوت:
"أنا معاك إن الموضوع فوق طاقتك وأي راجل مش
ممكن يتحمله خصوصا لو بيحب قوي..بس ياسمين
ظروفها وحياتها قبل ماتشوفك كان أمر واقع في مجتمع الحاجات دي فيه عادية جداً....فكر كويس
وبلاش تاخد قرار وأنت غضبان"
*وخرج كلاهما تاركين دكتور أكرم يجلس في هدوء ينظر إلى أبنه التائه بين قلبه وعقله ...قلبه الذي ينبض بعشقها وتردد نبضاته أن يتسامح و يمنحها فرصة جديدة وعقله الذي يأمره بكل صلف وكبرياء أن ينهي تلك العلاقة والله قادر على مدواة الجروح بالنسيان..
*النسيان.....وهل ماحدث ينُسى أسود أيام حياته كان هذا اليوم عندما فوجئ رسالة نصية مرسلة من رقم غريب يبدأ بكود مدينة لندن.....ببداية الأمر استغرب ولكنه فتح الملف وتفاجئ بتلك الصور وعنوان تبدو من صياغته التحدي:
"she's my love"
كان واقع المفأجاة شديداً خاصة بعدما رأته عيناه التي اتسعت بأحمرار شديد تظلله نيران تشتعل تأكد من الصور المرسلة أنها هي حبيبته التي يعشقها ابتلع ريقه وهو يرتجف ونظر إلي بعض نماذج دعوات الزفاف الذي كان ينوي أن يذهب بها إليها ومزقها بعنف وهو يلتقط أنفاسه التي تحشرجت ثم أمسك بهاتفه وبعد أن وصله صوتها الذي يعشق نبرته همس لها من بين أسنانه:
"عايز أشوفك حالاً"
***************************
*عاد الحاج رجب وهو يحمل الخبز الطازج والطعمية الساخنة ووقف بالمطبخ الصغير ليعد طعام الإفطار لأبنائه كما تعود منذ ست سنوات بعد وفاة زوجته وشريكة عمره وإحالته على المعاش.أعد الفول بالزيت الحار والبيض المسلوق لأبنته الكبري ريم التي تتبع نظام حمية غذائية......
أما الجبن الأبيض بالطماطم فكان لمحمود أبنه الثاني الذي يدرس بكلية الحقوق بالفرقة الثالثة..... أما الصغرى رضوى فهي تعشق الجبن الرومي مع البسطرمة رضوى الصغيرة التي تركتها والدتها وتوفيت قبل أن تتم عامها الثاني فهي مدللة والدها......
"يلا ياولاد الفطار جاهز.....يا أستاذ محمود.....بنت يارورو...ريمو حبييتي"
*هتف الحاج رجب وهو يرتب المائدة الصغيرة بنظام وكان أول من أتى وقبله محمود الذي جلس ونظرللمائدة وفرك كفيه بشهية:
"تسلم إيدك يابابا"
"بالهنا والشفا ياأستاذ....أنتم فين يابنات"
*صاح الحاج رجب وهو يضع إبريق الشاي الساخن فوق المائدة.......أجابت رضوى التي ركضت على والدها تحتضنه:
"صباح الخير ياوالدي العزيز بابا أنا عايزه اشتري حاجات النهارده ياريت تبحبح المصروف"
*هتفت رضوى الصغيرة بشقاوة محببة لوالدها الذي ضربها بخفة فوق رأسها وهو يبتسم ولكن الأخ الأكبر لم تعجبه تلك الدعابة السخيفة فصاح في شقيقته الصغرى بصوت خافت احتراما لوالده:
"إيه بحبح دي اتكلمي عدل"
"بابا شايف محمود"
*غمغمت رضوى بشفاه مقلوبة.....فقال والدهم وهو يجلس على رأس المائدة:
"اسمعي كلام أخوكي يا رورو هو عايز مصلحتك فين أختكم ريم إنتي يابنتي"
"ايوه ياحاج أنا جايه اهو"
*هتفت ريم وهي تخرج من الفرقة تقفز على ساقها اليمني بينما اليسري تضع فيها حذائها العالي ثم وضعت أقراطها الملونة فبدت هيئتها أنيقة مرتبة جميلة تخطف الأنظار خاصة شعرها الأسود الناعم الذي يتراقص خلفها:
"أسفة ياحاج اتأخرت عليك"
*قالت ريم وهي تجلس بجانب والدها بمكان والدتها....ربت والدها فوق كفها وقال:
"اوعوا تنسوا تسموا بسم الله ياولاد"
*وبدأوا في تناول الإفطار وكالعادة مشاحنات محمود ورضوي وضحكات والدهم أما ريم فكانت مشغولة بترتيب مواعيد السيد فارس لقد أصبحت مؤخراً مساعدته الخاصة بعد أن قدمت السيدة غادة استقالتها لتفرغ لأبنائها وقد رشحها لذلك المنصب محمد ومايا أيضا فهي مهمة صعبة للغاية وتحتاج إلى فتاة ذكية سريعة مطيعة تتحمل رب عملها سريع الغضب:
"آه بابا حضرتك متتعبش نفسك النهارده وتعمل غدا
أنا هرجع بدري المجموعة كلها أجازة النهارده نص يوم علشان فرح المهندسة مايا....."
*أخفضت صوتها قليلاً وتضائلت ابتسامتها وهي تكمل:
"وباشمهندس محمد"
"عقبالك يا أبلة"
*قالت رضوى بابتسامة واسعة وأتم الدعاء والدها بقول:
"ياااارب ياااارب"
"ريم المعلم آمين كلمني لتالت مرة أبنه نادر هيجنن عليكي يابنتي....قوليلي أقوله إيه بس إنتي رفضتي مرتين واتقدم التالتة"
*قال والدها بهدوء و رجاء وهو يربت فوق كفها الذي تثلج ببرودة.....بقت لفترة قصيرة.....باردة خاوية...متبلدة حتي سألها والدها بهمس:
"هه أرد أقول إيه المرادي....بس لو عايزه رأيي أنا بقول جربي ياحبيبتي مش يمكن تحبيه نادر ظابط وأبن ناس طيبين وكفايه إنهم عشره عمر"
*ابتلعت غصة استحكمت بحلقها وقلبها يحترق ولكن بدون فائدة فهو حتى لم يشعر بها لحظة واحدة وكأنها سراب.....عيناه وقلبه وعقله يعشقون مايا وستظل هي حبه الوحيد وغدا ستكون له ويكون لها...إذاّ حان غلق أبواب قلبها ووأد هذا الحب المستحيل للأبد:
"ريم في حد تاني يابنتي قوليلي"
*هزت رأسها نافية وهي تمنع دموعها من التساقط وهمست بصوت مبحوح خاضع:
"أنا موافقة يابابا.....موافقة اتخطب لنادر"
*ابتسم والدها وأحتضنها وصاح إخوتها بفرحة و
بينما هي سقطت من بين جفونها دمعة هاربة ساخنة لسعت خدها ورددت لحالها:
"باشمهندس محمد ياريم....انسي محمد اللي حبتيه
وافتكري باشمهندس محمد ومراته المهندسة مايا"
******************
*فتحت مايا باب غرفتها فصرخت مفزوعة صرخة أفزعت الجميع و أوله شمس التي أمسكت برأسها
تقل:
"مش ممكن البنت دي هتجنني لحد بكره"
*صوت أقدام راكضة فوق الدرج الداخلي للمنزل وصرخات متعالية وهتافات:
"ماما الحقيني مايا عايزه تضربني"
*ركضت نادرة تختبئ خلف شمس وهي تتشبث بملابسها...بينما حاولت مايا القفز عليها وهي تصرخ فيها:
"قولتلك الف لأ مليون مرة ولا تلبسي شوز الفرح بتاعي ولا تلمسي الفستان ومفيش فايدة فيكي
هضربك"
*وقفت شمس بينهما ونادرة تقفز ضاحكة علي وجه مايا الملطخ بالزبادي وحلقات الخيار التي تتساقط من فوقه.....وأثناء تلك المشاجرة والتي انضمت إليها سماح دلف يوسف إلي الداخل يحمل بعض الأغراض برفقة عبد الله الذي أصر أن يصطحبه والده لشراء بدلة العرس:
"مايا ممكن أعمل سندوتش جبنه"
*علق عبد الله ساخرا على مايا التي تركت نادرة التي تعلقت بوالدها تحتضنه وتقبله واتجهت راكضة في الحديقة بيجامة منزلية خلف عبد الله تصرخ فيه.....قفز عبد الله من فوق بقعة طينية يزرعها الجنايني ولكن مايا ولسوء حظها تعثرت قدماها
ببركة الطين لتقع فيها صارخة:
"يععععععععععععععععععععععععععععع"
*سريعا صف محمد سيارته أمام بوابه الفيلا وأخرج من حقيبة سيارته الخلفية بعض سلال الورد المزينة بتل ابيض ووردات صناعية بيضاء تلك السلال التي ستعلقها بنات العائلة لرمي الورود فوق العرائس والعرسان.....دخل محمد سريعاً وقد
بدأ ضيق الوقت يداهمه كانت سماح بالحديقة تساعد مايا التي تصرخ كالمجانين
تفاجئ محمد وظل يرمق تلك الملطخة بالوحل
حتى تعرف عليها من صوتها ذو النبرة الكلاسيكية الرائعة:
"اااااااع هقتلك يازززززززززفت هقتلك"
"عمتي حصل ايه ؟"
*غمغم محمد وهو يكتم ضحكته ولكنه أفلتها حينما هزت شمس رأسها ووجهها مثل الفريز الطازج من الضحك.....حملت عن محمد سلال الورد وربتت فوق كتفه تقل:
"ربنا معاك ياحبيبي"
*وصل لمايا صوت زوجها المستقبلي وهو يصيح في عبد الله بمداعبة:
"هعمل كده في عروستك يوم فرحك"
"سماح ده محمد صح.....هو صح"
*تمتمت مايا بارتباك وهي تخفي وجهها أومأت سماح برأسها وفرت هاربة قبل أن يغشي عليها من الضحك.....ارتكز محمد فوق ساقيه وملس فوق وجه مايا قائلاً:
"هو ده حمام الطين المغربي اللي بيقولوا عليه ياقلبى"
*أجابته مايا وهي تسيطر على أعصابها:
"محمد من فضلك لو عايز فرحنا يتم على خير أمشي حالاً"
*ارتفع حاجبا محمد بمكر وهز رأسه وهو يكتم ضحكته:
"مش قبل ماعمل حاجتين"
"إيه هما ؟"
*تساءلت مايا برقة وهي تزيد الطين بلة وتضع شعرها خلف أذنها بارتباك:
*أخرج محمد هاتفه والتقط صورة لمايا التي صرخت تخفي وجهها:
"لاااا بكرهك بكرهك"
*وقبل أن تهجم عليه كان هو، ينظر حوله سريعا ثم التقط شفتيها في قبلة سريعة وهمس:
"أمتى يجي بكره بقى.....هقطعك"
*ظلت في مكانها متجمدة ترمق ظهره العريض وهو، يبتعد فقالت وهي تلمس شفتاها وترتمي فوق العشب لتكتمل هيئتها:
"قلبي يارب"
*بعدحمام ساخن استغرق ساعة ونصف خرجت مايا بروب الأستحمام تجفف شعرها والتفتت إلى
والدتها التي كانت ترتب بعض الأغراض بغرفتها:
"شايفه ملك يا ماما في أخت تسيب أختها ليلة الحنة بتاعتها ده كل أصحابنا جايين والستات اللي هيعملوا الحنة.....حتى الست ليلى اتأخرت"
*جلست شمس علي الأريكة المستطيلة تدلك قدميها
وقالت بنفاذ صبر من أبنتها المتوترة أكثر من اللازم:
"قولتلك ملك أتصلت وقالت إن ياسمين عندها وفي مشكلة كبيرة بينها وبين احمد....ناريمان أكدت ده لما اتصلت بيا تقولي بسعادة إن أحمد ناوي يسيب ياسمين"
*مطت مايا شفتيها وهتفت بغيظ:
"يعني إيه يسبها إيه التخلف ده"
"عيب يامايا قولي ربنا يهديهم بلاش لسانك الطويل"
*قفزت مايا وهي تستمع لصوت صديقاتها وأفراد أسرتها والجميع يصيحون بالزغاريد ......فليلة الحنة ستقام بمنزل شمس أما ليلة الشباب والرجال ستكون برعاية الحاج جلال ووالدي العرائس والعرسان.
*أثناء ذلك تركت هنا أمير برفقة زينب حماتها سابقاً وخرجت إلي حديقة منزل عمها لتجيب على الرقم الغير معروف همست برقة:
"ألو...."
"هنا...."
*أبعدت الهاتف ونظرت إلي الرقم لتتأكد وشهقت وهي تعيده مره أخري وتهتف بارتباك:
"أنت....أنت في مصر"
*ارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة جذابة رائعة ووقف أمام النافذة المطلة علي شاطئ البحر مباشرة والهواء يداعب خصلات شعره الناعمه وقال بصوت مشتاق:
"قصدك في اسكندرية وبالتحديد في الفورسيزون ...على فكرة ألف مبروك بمناسبة فرح ولاد عمك"
*كزت هنا فوق شفتيها بغل وقالت بغيظ وهي تتلفت حولها بترقب:
"أنت بتراقبني.....أنت أكيد اتجننت من فضلك متتصلش بيا تاني وإنسي الرقم ده نهائي"
*لم تنتظر رده و قطعت الإتصال سريعاً وا أغلقت لهاتف أيضاً وقالت بنزق:
"قليل الذوق وعديم الكرامة كمان كنت ناقصاه ده كمان"
*ضغط على الهاتف حتى ابيضت مفاصله من الغيظ خللت أصابعه خصلات شعره الناعمة يفركه وتنهد وهو يفرد ذراعيه علي أخرهما ليستقبل الهواء النقي المحمل بعبق البحر وهتف قائلاً وهو يرفع رأسه ويري طيور النورس حلق بالسماء:
"حقك ياحورية ترفضي.....وحقي اتمسك بيكي لآخر نفس وأحارب الدنيا عشانك"
***************************
*لم يعقب فارس علي أي شئ فقط جلس أمام ياسمين ينظر لها وقال بعد أن أخذ نفساً عميقاً :
"عايز أعرف كل حاجه منك...حصل إيه ؟"
"أحمد قرر يسبني"
*همست ياسمين ببكاء:
"والسبب ؟"
*سألها فارس بنفس الهدوء الذي يخفى خلفه عاصفة من الغضب:
*جففت دموعها بظهر يدها وأخفضت رأسها لأسفل وقالت بخفوت دون النظر إليه:
"علاقة قديمة كانت بيني وبين صديق ليا في لندن بس هو استغل العلاقة دي لما قولتله أنا مش هتكلم معاك تاني وإني بحب خطيبي"
*أبتلع فارس ريقه ونظر إلي ملك التي تجلس بجانب ياسمين ترضع الصغيرة وقد تجهزت استعداداً للذهاب إلى منزل والدها....رمقته ملك برجاء فقال وهو يحك لحيته:
"إنتي كنتي بتتكلمي مع الحيوان ده وإنتي هنا في مصر ؟"
"أيوه"
*همست ياسمين بصوت لا يكاد يُسمع.....فصاح فارس من بين أسنانه بغيظ:
"بتقولي إيه؟"
"فارس بالراحة فزعت ورد"
*هتفت ملك متذمرة.....فقال وهو يناظرها بعنف:
"قومي أدخلي جوه ياملك....وإنتي كنتي بتكلمي الزفت ده"
"أيوه بس والله بعد كده قطعت كل صلة بيه"
*دق هاتف ياسمين فنظرت للهاتف الذي يرن بالحاح ثم أبتلعت ريقها وهي تنظر لأخيها الجالس أمامها و يرمقها هو الأخر بنظرات مبهمة:
"مين اللي بيكلمك؟"
*سألها فارس وهو يفرك كفيه و يسند ذراعيه فوق ركبتيه.....هزت ياسمين رأسها وهمست بصوت بُح من البكاء:
"دي مامت أحمد....أكيد عايزه تعرف اللي حصل بينا"
*هز فارس رأسه قليلا وقال من بين أسنانه بقوة:
"قوليلي بصراحة ومن غير كدب إنتي حصل حاجه بينك وبين الواد ده....علشان أعرف اتصرف واتفاهم مع أحمد بالعقل"
"يعني إيه؟ "
*همست ياسمين بخجل وهو تجفف دموعها المنهمرة...أخذ فارس نفساً عميقاً وصاح بغضب:
"إنتي فاهمه كويس قوي أنا قصدي إيه"
"فارس بالراحة مش كده"
*همست ملك وهي تضغط علي ذراعه حتي يهدأ وقد وضعت ورد في عربتها الصغيرة الوردية:
*ضرب علي فخذيه بقوة ووقف منتفضاً يقل لها نفاذ صبر:
"اتكلمي إنتي معاها وأعرفي منها....وقوليلي"
"لأ لأ محصلش إي حاجه والله....والله صدقني دي مجرد علاقة زي أي إتنين أصدقاء وبس"
*صرخت ياسمين منهارة وهي تقف أمام شقيقها ترتجف....احتضنتها ملك وأخذت تربت علي ظهرها وشعرها برفق وهي ترمق زوجها باستعطاف:
"امال إيه حكاية الصور الهباب اللي ...االلي حضرتك متصوراها مع الحقير ده ...."
"مجرد صور بس لكن هو عمره مالمسني أو حتى قرب مني....والله ياملك صدقيني"
*همهمت ياسمين بقلب منفطر وهي تنظر لهما خائفة مرتجفة تخشي أن يكون أحمد قد أعتقد ما أعتقده أخاها:
*قالت ملك سريعاً تبرر لياسمين موقفها:
"أنت قولت بنفسك حقير وعايز يخرب حياتها وبعدين هي كانت عايشه في لندن وأنت عارف إن ده أسلوب الحياة هناك يافارس"
"الكلام اللي بتقوليه ده يمشي علي واحدة إنجليزية متعرفش حاجه عن دينا و عقيدتنا وعاداتنا وأعتقد إن والدتها ربتها علي كده بس اللي في الصور يظهر غير كده بالمرة"
"بس إحنا منقدرش نحاسبها علي كده يافارس ولازم أحمد يفهم كده....هو يبدأ يحاسبها من بعد مابقت خطيبته اللي عمله معاها محدش يرضي بيه يعني إيه يقرر فجأة إنه يسبها عشان حته واد حقير استغل صور معاه وبعتهاله"
*صاحت ملك معترضة..فصرخ عليها فارس بغضب:
"ملك لو سمحتي متدخليش واتفضلي أدخلي جوه"
"لأ خليكي معايا"
*هتفت ياسمين وهي تمسك بيد ملك....هزت ملك رأسها بعناد:
"لأ مش هدخل ياسمين بالنسبالي زي مايا وليلي ومش هسبها....أي واحدة مننا بتغلط وأنت عارف كويس أنا أقصد إيه ولازم نسامح زي ماغيرنا بيسامح يا فارس بيه"
كانت بتلك الكلمات تقصد زواجها من فارس دون علم والدها الذي تسامح عما فعلاه وبارك علاقتهما فيما بعد.
*وأكملت ملك وهي تقف بين فارس وياسمين تهدر بلهجة معترضة:
"المفروض أنت وأحمد تصدقوا ياسمين لأن لو كان كلامها غلط وبتكدب مكنش الحيوان ده بعت الصور عشان أحمد يسبها.....لكن للأسف كل الرجاله شبه بعض وتفكيرهم سلبي وظالم"
"يا ملك أي وضع غلط ممكن يصلح بس الصور اللي شافهم أحمد صعب علي أي راجل إنه يتقبلهم وأكيد هيفهم إن حصل حاجه بي........"
*قطع فارس حديثه ونظر إلي شقيقته التي إنهارت باكية فوق صدر ملك تتمتم بقهر:
"يعني خلاص....أحمد هيسبني وأنا مظلومة والله حلفتله إني مخلصة له واني بحبه واني عمري ما عملت حاجه غلط ممكن تجرح مشاعره و رجولته"
*إنفطر قلب فارس من بكائها وضعفها الواهى وجذبها من ذراعها لتقع فوق صدره تبكي وتتشبث بقميصه:
"خلاص أهدي أنا مصدقك وواثق فيكي"
*رفعت عينيها متورمة الجفون وقالت لأخيها بابتسامة واهنة ضعيفة:
"بجد مصدقني وواثق فيا"
*ضمها فارس أكثر إلي صدره ووضع ذقنه فوق رأسها برفق وأخذ يمرر أصابعه بين خصلاتها يقل:
"مصدقك وواثق فيكي وهحميكي وهقف معاكي دايما بس المهم دلوقتي أحمد حتى لو هيسيبك يبقي يسيبك وهو عارف إنك بريئة من أي ظن غلط في دماغه....بس تخلص المناسبة اللي عندنا وبعدها هيكون في كلام بيني وبين أحمد"
*أومأت ياسمين برأسها وهي تلف ذراعيها حول خصر فارس بقوة.....ابتسم ومسح دموعها برفق
وهو يردد مبتسماً:
"دلوقتي روحي مع ملك وأفرحي معاهم بس كلمي مامتك الأول علشان قلقانه عليكي"
*************************
*إنهمكت رشا في مراجعة بعض عقود الشحنات القادمة إلي مجموعة الحسيني علي متن بعض السفن التجارية التي يمتلكها والدها.....أحتست قهوتها وقامت ببعض الإتصالات للإطمئنان على تفريغ الشاحنات بالمستوعادت....
*خلعت نظارتها الطبية وفركت عينيها المتعبة تزفر:
"الحمد لله أخيراً خلصت....أتصل بفارس أبلغه"
*نظرت في الساعة أمامها فشهقت تقل:
"يااه الساعة عشرة أنا اتأخرت جداً"
*وقفت تجمع أشيائها بحقيبتها وخرجت من مكتبها بالشركة وأثناء ركوبها المصعد دق هاتفها أخرجته ونظرت إلي هوية المتصل فأجابت وهي تبتسم:
"ايوه ماما فوزية"
*شحب وجهها فجأة وتساقطت دموعها من عينيها المتسعة وخرجت سريعاً من المصعد الذي توقف بالجراچ وهي تصرخ:
"اطلبي الإسعاف بسرعة ياماما فوزية وأنا جايه حالاً"
*صعدت إلى سيارتها وهي ترتجف وتبكي بإنهيار تردد:
"يارب أحميها....يارب هي كل حياتي يارب"

يتبع

Continue Reading

You'll Also Like

310K 12.9K 33
"لا تلومني على عشقي المجنون له، كيف تلوموني وهو نبض قلبي وروحي التي تحيا به، نعم أنا مجنونة هواه، وتحملت ما لا يتحمله بشر في حبي له، تحملت أن أجد غير...
374K 8.8K 42
هى رقيقه هاشه تعرضت للخزلان من اقرب الاشخاص اليها وجاء هو واكمل تحطيم قلبها ف اقسمت على ان تجعله يدفع ثمن تحطيم قلبها و يقدم الاعتذار لها هو قاسى وم...
5.8K 494 27
اهلا بك عزيزي القارئ اذ كنت تريد ان تذهب الي قصه حب مختلفه ومن نوع جديد وتريد الغوص في مغامرة جديده ومشوقه فامرحبا بك في روايتي « مجنونه قلبي» ففي...
3.4K 113 31
شاب عاش حياته في امريكا بسبب الماضي وهو يعاني بسبب الماضي لكن تاتي فتاة تغير حياته جميعها 🤍