14

1.7K 46 1
                                    

*بكيت ملك بحرارة عندما اتاها صوت هشام الحزين قائلا:
_بلاش يكلمني انا ابوه أو اخوه أو الست اللي ربته واعتبرته ابنها اقنعيه يكلم جدو يا ملك....جدك
بيسأل عنكم ليل نهار وكل الحجج خلصت يابنتي.
*ظلت صامته للحظات ثم انهارت باكية:
_صدقني ياخالو فارس متغير جدااا من يوم ما جينا هنا وحياتنا كل خناق وشد يخرج من الصبح
ويرجع آخر الليل.....علشان متكلمش معاه في حاجه...ده غير عصابيته....انا بيقت اخاف منه يا خالو تخيل انا بخاف من فارس.
*تمتم هشام بتعب وهو يزفر ويجلس فوق معقد مكتبه متعب البدن والعقل معاً وهتف يقل:
_يبقا مفيش غير الحل اللي ابوكي قال عليه....لازم ترجعي وتسيبه يا ملك رجوعك لمصر هو الحل الوحيد اللي هيخلي فارس يخضع ويرجع هو كمان
وقتها هيلاقي نفسه وحده هو دلوقتي معتمد انك معاه وجنبه.....
*همست بلهفة:
_واسيبه وحده يا خالو....اسيب فارس في محنته ديه محديش فيكم متخيل لو دخل البيت في يوم ومقلنيش قدامه بيحصله ايه.....بيبقا زي المجنون مش عارف بيعمل ولا بيقول ايه.
*هتف فيها هشام بغضب:
_لازم تقوى عليه مينفعش يابنت تساعديه على اللي بيعمله ده انا ممكن اجي عندكم واعرفه اني لسه ابوه و.....
_لا لا ياخالو ارجوك....لو جيت دلوقتي ممكن تخسر فارس بجد هو بقا انسان تاني مش عارف بيعمل ايه كل تصرفاته بيقت مريبة سخط على الدنيا بحالها على الكل وأولهم نفسه.....هو فعلا في حالة
انتكاسة زي بابا ما قال وحالته بتطور كل يوم لأسوء انا خايفة عليه.
*هتفت ملك بذعر يتملك منها.... وهي تتذكر منذ يومان عندما تحول إلى شخص آخر وحش بمعنى الكلمة عندما استمع إليها وهي تتحدث مع جدهم وتوكد له بأنهم سيأتون قريبا من رحلة شهر العسل الوهمية التي اخترعها الجميع على جلال الحسيني لتهدئته من شكوكه......هائج مثل أسد مجروح يكسر ويهشم ما حوله لولا دموعها وشهقات بكائها العالية لم خضع وتراجع عن حالته الهمجية الذي
تتملك منه في الآونة الأخيرة:
*ساد صمت طويل لم تستطع ملك أن تعرف معه بماذا يفكر خالها والي أين وصلت أفكاره....وهنا تكلمت مجددا:
_انا هحاول معاه تاني يا خالو ومن ناحية تانيه محمد ومنة انت عارف تاثيرهم على فارس وان شاء الله تعدي الأزمة ديه على خير.
*هتف هشام باستياء ولقد فاض الكيل به واصبح لايتحمل هذا الضغط العصبي....يشعر بأنه سيقع في أرضه من هذا الفارس الجامح الذي لا يقدر انه هو والده من رباه وتولى أمره....والده وهو ابنه رغم أنفه وانف الجميع:
_حاولي يا ملك....حاولي بس بعدها هيكون ليا معاه تصرف تاني لازم يفوق من اللي هو فيه ده ويرجع لنفسه وبيته وحياته.....حتي لو اضطرت اتعامل معاه بالعنف وارميه في مصحة نفسية يتعالج.
_مصحة نف...نفسية.
*همهمت بتلعثم وقلبها يؤلمها ماذا لو حدث هذا الأمر وتحاول فارسها إلى مريض نفسي يخضع إلى جلسات نفسية.....لا مستحيل ستحاول ولن تتوقف حتى يخضع هو وإذا كان الثمن الابتعاد عنه:
****************************
*بعد أن انتهى هشام من محادثته الهاتفية مع ملك شعر بوخزات الألم تنخر بصدره....فتح إحد إدراج مكتبه وأخرج علبة صغيره تحتوي على أقراص القلب التي أصبح يتناولها في الأيام الأخيرة:
*طرق باب مكتبه ودلف محمد إلى الداخل بهيئته المبعثرة التي أصبح هو الآخر عليها بعد ماحدث لحية الطويلة الغير مرتبة وشعر اشعت قليلا
حلة أنيقة جدا بدون ربطة عنق وقميص مفتوح حتى منتصف صدره يظهر السلسال الفضي الطويل الملفوف حاول عنقه حرف M....برغم كل ما هو عليه إلا أنه رجل وسيم ذات هيبة:
_بابا انا لازم اسافر البحر الأحمر الليلة في كذا مشكلة في المشروع هناك لازم اروح احلها بنفسي خاصة بعد غيب فارس اللي كان ماسك المشروع ده بنفسه.
*طرق هشام بأصابعه فوق سطح المكتب ونظر إلى ابنه الثاني بحزن شديد وهتف بلا أهمية:
_سافر....بس الاول قولي اتكلمت مع اخوك ولا رفض يرد عليك.
*هز محمد راسه بنفي....وجلس مقابل والده وقال باختناق وغصة تمرر حلقه:
_اتصلت بيه كتير جدا....مش بيرد وبعد كده قفل التليفون خالص.
_طبعا مش عايز يرد....جبان هربان مننا ومن نفسه مش عايز يواجه المشكلة اسلم حل بالنسباله هو الهروب من عايلته......انا خلاص جبت أخرى من الولد ده انا عمر ايدي ماتمدت عليه ولا على حد فيكم.....بس أقسم بالله ما هيرجع غير لما امدها واعرفه انه لسه له كبير.
*صرخ هشام بصوت غاضب....قوي.....حانق صوت أرعب الجميع بخارج مكتبه وجعل الصمت المريب يعم المكان:
*ريم التي كانت تجلس بمكتب سكرتيرة هشام تنتظر إذن الدخول لعرض بعض الخطط الإعلامية عن البدء في إذاعة اعلانات تسليم المرحلة الثانية في مدينة الساحل الجديدة....تسمرت على ما تمسك به ونظرت إلى السكرتيرة التي تمتمت بقلق لأخري:
_استر يارب هشام بيه....غضبان وديه حاجه مش مبشرة بالمرة.
*همست المساعدة الأخرى بخفوت واصابعها تكتب على لوح الحاسوب:
_اووف ايه ده كل ده عشان فارس بيه مش موجود مش عريس وفي شهر عسله ده بقاله عشر ايام غايب مش عشر سنين.....انتي مسمعتيش صوت بشمهندس محمد النهارده في القسم الهندسي كأن مجلجل في الدور كله..
*كانت ريم تستمع بالا أهمية فقد تعودت من وقت تعيناها في مؤسسة ال حسيني الالتزام بالصمت وسد اذنيها عن السمع كما علمها والدها ونصحها بهذا.....وبرغم كل هذه الاحتياطات الا انه اسمه رن كنغمة هادئة وسط كل هذا النشاز ورغم عنها تلهفت إلى سماع المزيد....وقد تحقق ما تتمناه إذا همست الأول باستفسار:
_ليه حصل حاجه؟ البشمهندس محمد معروف انه مرح والضحكة من بتفارق وشه....عكس فارس بيه ياساتر يارب مش بيضحك غير في المناسبات ووقت دخول المدام عليه...
*ضحكوا الفتيات حتى تعالت ضحكاتهم قليلا فصاحت الآخري:
_شششش بس هتفضحينا.....وبعدين انتي مش عارفه البشمهندس متنرفز ليه اكيد يعني عشان حبيبة القلب في اجازة.
_ااااه قولتلي.....هييييح ياعيني علينا متجوزين ألواح تلج.
*كانت ريم تتأملهم وتشعر بانقباض شديد في صدرها....لماذا تهتم إذا كان مرتبط أو لا هذا الأمر لا يعنيها تماما.....لماذا تشعر بالغيرة ما تلك السخافة التي تفكر بها إعجابها بشخص ليس معناه التفكير فيه بهذا الشكل انها تمزح مع حالها وسينتهي هذا الأمر قريبا....استيقظت على صوت السكرتيرة وهو تقل لها:
_أنسة ريم....انسة ريم اتفضلي هشام بيه منتظرك.
_هه...اااه...اسفة سرحت شوية..
*تمتمت وهي تقف فوق كعبي حذائها المرتفعين وترتب تنورتها السوداء القصيرة....وياقة قميصها الأبيض كانت خصلات شعرها الأسود الفحمي تنساب على جانبي وجهها بنعومة وجهها منحني تنظر في التاب التي تحمله بين يدها وهي تراجع الخطط الإعلانية.....وهنا شهقت بقوة حينما اصطدمت بجدار بشرى ضخم العضلات والصلابة
وكل شيء كانت تحمله سقط فوق الأرضية الرخامية فتهشم التاب إلى أشلاء صغيرة صفحات بخوف:
_يادي المصيبة السودة....مش تفتح يا غبي يا حمار انت....
*ابتلعت ريقها بصعوبة وبقت في مكانها كصخرة لا تتزحزح فقط أنفاسها المضطربة تدل على أنها مازالت على قيد الحياة.....حينما رفعت وجهها إليه
وتفاجئت بقرب وجهه من وجهها لا يفصل بينهم الا عدة أنفاس:
_ااانا...ان...ا...ن....انا....اس..اس...فه.....يا فندم افتكرتك عامل النظافة....او البوفيه.
*ارتفع زواية شفتاه قليلا....وقال بصوت ناقوسي حاد:
_مفيش موظف أو موظفة محترمين في المجموعة ديه بتقول يا غبي يا حمار لأي شخص بداية من صاحب المجموعة إلى أصغر عامل أو عاملة في البوفيه أو النظافة أو حتى الجراچ......انتي متحولة لتحقيق يا أنسة......اسمك ايه؟
*ضمت شفتيها المكتنزتين قليلا وهتفت ببحة مميزة وهي تمنع نفسها من البكاء بشتى الطرق:
_متحولة للتحقيق ليه؟ انا قولت كلمتي من غير ما قصد وديه مش جريمة....
*لقد وقعت بين أنيابه في من لا يرحم في وقت يتسابق مع نفسه في كبح غضبه عن الجميع يكفي ماحدث مه مايا....منذ قليل قبل أن يدلف إلى مكتب والده:
_من غير ما تقصديني انا بالتحديد طبعا بس لو كان عامل نظافة أو بوفيه وايه يعني...ميضريش يتشتم
صح.....مدام عبير.
*هتف على سكرتيرة والده الخاصة والتي كانت تشاهد من بعيد ماحدث.....ركضت سريعا عليه وهمست بتلعثم:
_نع...م...نعم يا بشمهندس.
*أشار برأسه إلى الواقفه أمامه تمنع نفسها من الصراخ والبكاء وأيضا قذف الشتائم في وجهه يقل:
_المدام أو الآنسة اي كانت متحولة لتحقيق....وانا
هكتب نص التحقيق وابعته بنفسي للقسم الإداري
فاهمة.....
*رفعت ريم رأسها بخيلاء وتمتمت بقناع من الكبرياء:
_انسة ريم....يافندم...
*رمقها بسخرية ورحل من أمامها بخطوات ثابته قوية تدق الأرض بخطورة:
************************
*دقة الساعه العشرة مساء بتوقيت مدينة سيدني....ليفتح باب المنزل في موعده ويدخل بهدوء وهو مرهق لقد بدأ العمل في إحدى شركات بعض اصدقائه حتي يستعد لتأسيس عمله الخاص بسيدني.......كان المنزل يعمه الهدوء والسكينة مع إضاءة خافتة ورائحة جميلة ناعمة اكتشف انها رائحة الشموع المضيئة فوق مائدة الطعام التي أعدتها ملك باحترافية:
*ابتسم وهو ينزع ربطة عنقه بهدوء ويتطلع إلى أصناف الطعام الشهية التي يفضلها "محشي ورق العنب مع الدجاج المشوي ولا تخلي المائدة من طاجن البامية....مع طبق الحلو المفضل بالنسبة له البسبوسة بالقشطة واللوز المحمص.....التفت يبحث عنها بعينان ملهوفة مشتاقة إليها لتجذبه إليها برائحة عطرها المميز الذي يعشقه رائحة زهور الكامليا والنرجس....انفرجت شفتاه قليلا وهو يراها
تنزل من فوق الدرج وكعبي حذائها الأسود يدقان فوقه ويلتف جسدها الأبيض المرمري بثوب اسود من الستان المخملي....عاري الصدر بدون حمالات وشق طويل يكشف عن سيقانها الممشوقة كعيدان المرمر.....
*هذا الثوب الرائع قد اهدائه إليها قبل زواجهم عندما عاد من رحلة باريس وقد لفت نظره بشدة وشرد وقتها بخياله وهي ترتدي وها هي ترتديه الان لتذهب بعقله إلى ما لا نهاية من العشق
خاصتنا وشعرها الأحمر الناري يتراقص حول عنقها الطويل القشدي في لفائف ناعمة:
*اقترب من الدرج ووقف أمامها بطوله الفارع يحك ذقنه كعادته ويلتهمها بنظراته الوحقه التي تعريها مما ترتدي.........احمرت وجنتيها بلون القرمزي المتوهج وهمست بنعومة:
_وحشتني حبيبي...
*وكانت تلك الكلمات البسيطة ليس إلا اشتعال ذاتي يهب في كامل جسده وقلبه....حملها كطفلته
الصغيره بين ذراعاه وفمه يلتصق بفمها المطلي بحمرة قرمزية رائعة.....تبدلوا القبلات بجنون وكل
منهم ينهال على الآخر بشغف وحينما ابتعد قليلا
حتى يسمح لها بالتقاط أنفاسها وجدت نفسها مسلتقاه فوق الاريكة المخملية بمنتصف البهو وهو يشرف عليها بجسده العريض يلهث أنفاسه بعنف أبعدته قليلا وهمست:
_عايزه ارقص معاك على الأغنية اللي بحبها فاكرها.
*حك جبهته المتعرقة بسبب سخونة جسده برغم برودة الجو والحرارة المنخفضة تحت الصفر وتمتم بهدوء:
_طبعا فاكرها.....انا منساش اي حاجه بتحبيها ملاكي.
*ابتعد عنها وذهب إلى مشغل الموسيقى يبحث عن قرص الأغنية.......ووضعها بالمشغل واقترب منها يقل مبتسم:
_تسمحيلي بالرقصة ديه مدام ملك.
*وضعت كفها المنمنم الناعم داخل كفه الكبير ووقفت تتمايل معاه ببطء شديد على أنغام الأغنية
وكلماتها المؤثرة.......
D'accord, il existait d'autres façons de se quitter
Quelques éclats de verre auraient peut-être pu nous aider
Dans ce silence amer, j'ai décidé de pardonner
Les erreurs qu'on peut faire à trop s'aimer
D'accord la petite fille en moi souvent te réclamait
Presque comme une mère, tu me bordais, me protègeais
Je t'ai volé ce sang qu'on aurait pas dû partager
A bout de mots, de rêves je vais crier
Je t'aime, je t'aime
Comme un fou comme un soldat
comme une star de cinéma
Je t'aime, je t'aime
Comme un loup, comme un roi
Comme un homme que je ne suis pas
Tu vois, je t'aime comme ça
D'accord je t'ai confié tous mes sourires, tous mes secrets
Même ceux, dont seul un frère est le gardien inavoué
Dans cette maison de pierre, Satan nous regardait danser
J'ai tant voulu la guerre de corps qui se faisaient la paix
Je t'aime, je t'aime
Comme un fou comme un soldat
comme une star de cinéma
Je t'aime, je t'aime
Comme un loup, comme un roi
Comme un homme que je ne suis pas
Tu vois, je t'aime comme ça
أحبك حسنا..كانت هناك طرق أخرى للفراق
شعاع من ذاك الزجاج قد يساعدنا في هذا الصمت الرهيب قرّرت أن أصفح عن الأخطاء التي نرتكبها عند عنفوان الحب ربما تلك الطفلة الصغيرة التي لازالت في داخلي..... أنت من أحياها....لك مني حماية أشبه بحماية الأم....اضطرت لسرقة هذا الدم الذي لا ينبغي أن نتقاسمه....في أطراف حروف الأحلام....سوف أصرخ أحبك ، أحبك كالمجنون كالجُندي كنجمة سينمائية أحبك ، أحبك كالذئب كالملك كالرجل! و أنا لست هكذا ترى، أحبك كذلك حسنا..قدمت لك كل ابتساماتي و أسراري حتى أولئك الذين لا هم لهم سوى الأخ الوحيد، الحارس الخفي هذا المنزل الحجري شاهد لنا على رقصة الشيطان أعجبتني كثيرا الحرب البادية على أجسادنا المتظاهرة بالسلام أحبك، أحبك كالمجنون كالجُندي كنجمة سينمائية أحبك، أحبك كالذّئب كالملك كالرجل! و أنا لست هكذا
ترى، أحبك كذلك.
*كانت تراقصه بكل كيانها وعشقها الأبدي الذي لن ينتهي.... ودموعها تنهمر فوق اكتافه الصلابة تتخلل نسيج قميصه القطني.......تشعر بأصابعه تنغرس بخصرها يتشبث بها كطفل صغير وحيد خائف من شيء ما......انتهت الأغنية وهو مازال يتعلق بها ويهمس بشفتاه فوق عنقها:
_بحبك ياملك....بحبك يا ملاكي.....انتي دنيتي الحلوة متبعديش عني ياملك اموت والله اموت.
*كانت تسمع نحيب صوته وبكائه الخفي ودموعه التي تبلل بشرتها وتبكي هي الأخرى خوفاً من فراق محتمل قريب....قريب جدا.
*تناولوا طعام العشاء في هدوء كان يأكل بشهية مفتوحة والابتسامة لا تفارق شفتيه....بينما هي تتطلع فيه بحنان تشبع عيناها من مراه الوسيم
ربما تكون هذه الليلة آخر لياليهم:
*وبعد العشا كان يتمدد فوق الاريكة أمام التلفاز يضع راسه فوق ساقيها ويستمتع بأناملها التي تداعب فروة راسه....ابتسم قائلا :
_الليلة ديه هتكون اول ليالينا الجميلة ملاكي.
*ملس فوق بطنها برقة ودمدم بأمل يشرق في آفاق خياله:
_يمكن كام شهر ويبقى معانا بيبي منك ومني.
*ارتعش جسدها قليلا عندما أحست باشتياقه لطفل صغير ينبت في رحمها.....ماذا سيفعل إذا اكتشف انها تتناول حبوب الوقاية من الحمل يوميا من وقت وصولهم إلى أستراليا.....لقد استغلت غيابه عن المنزل عند نزول دورتها الشهرية الأخيرة وخرجت تبتاع حبوب منع الحمل لآخذها يوميا قبل أن يعاشرها.....كيف ستنجب طفل في هذه الأوقات العصيبة التي يمران بها لاتعرف ماذا يخبي القدر لكلائهما ربما يكون انفصالهم نهاية المطاف:
_ملك سرحتي في ايه....نفسك في طفل صح انا كان نفسي اوي.
*اعتدل في جلسته واحاط وجهها بكفيه يقل بمرحه المعتاد كفارس حبيبها وليس فارس الآخر الهارب من واقعه:
_ايه رائيك لو نجيبه دلوقتي...
*ابتسمت قليلا بارتجاف تهمس:
_نجيب دلوقتي ازاي من السوبر ماركت قصدك.
_بتقلشي يابت السلحدار.....انا هقولك نجيبه ازاي.
*صرخت بضحكة رنانة عندما حملها بين ذراعاه مثل الريشة وركض بها فوق الدرج حتى وصل إلى غرفة نومهم......ووضعها فوق الفراش وقد بدأت يده في فتح سحاب ثوبها ببطء وهو يغمرها بقبلاته الجنونية....وهي تستمتع وتستجيب لجنونه
بجنون أكثر وامتع:
************************
*كانت تشعر شمس بحالة رهيبة من الملل والاكتئاب..... غياب ملك يؤثر فيها بشكل غير طبيعي حتى جو المنزل أصبح كئيب لا يحتمل مايا تعزل نفسها بغرفتها حزينة بسبب سف ملك اختها وغيابها.....وما زاد الأمر سوء سفر هنا صديقتها وابنه عمها إضافة إلى كل هذا شجارها المستمر مع محمد بدون داعي مالك وغيابه في عمله بالقاهرة واخيرا حبيبها و زوجها الذي يتاخذ دور الصامت وربما يحملها ما حدث مع ملك وفارس يتغيب عن المنزل طوال اليوم لا يعود الا بوقت متأخر من الليل:
*حتى زيارة والدها امتنعت عنها في الآونة الأخيرة حتى لا تبكي فوق صدره ويعلم ما تمر به العائلة من مشاكل وهموم....لم يتبقى لديها سوء الطفلين عبد الله و نادرة:
*حددت موعد مع الطبية النسائية الغد للفحص ربما ماتشعر به مجرد اضطرابات هرمونية نتيجة حالتها النفسية الغير مستقرة.....والان بعد أن أوصلت عبد الله إلى النادي لتدريبات السباحة وكعادة الصغير المتذمر دائما بقول:
_ماما من فضلك انا مش صغير عشان تخافي عليا وتفضلي اعقده في التدريب مستنيه.....كل اصحابي
مامتهم بيمشوا ويسبوهم حضرتك الوحيدة اللي بتفضلي تصرخي وتقولي خالي بالك يا بيدو.
*تهجم وجهها من صغيرها صاحب اللسان المنفلت وضربته بخفة فوق رأسه وهي تهتف عليه بغضب:
_انا غلطانه خليك لوحدك هنا ياناكر الجميل....انا هاخد نادرة واروح بيها كورس الرسم وانت خليك مستني هنا لوحدك.
*ابتسمت وهي تتذكر فرحة الصغير وركضه وهو يصيح :
_اخيرا بقا.....سلام يا شموستي.
*رفعت عيناها ترمق نادرة المنهمكة في اختبار المرحلة الثانية من الكورس ورسم لوحة صغيرة تعبر عن غروب الشمس في البحر......ولكنها فجأة شعرت بالغثيان وثقل قوي يهاجم رأسها ربما بسبب حرارة الجو تشعر بالاختناق.....وقفت لتترنح قليلا ولكنها تحملت حتى وصلت إلى شرفة مطلة على البحر وأسندت رأسها على حاجز الشرفة تستنشق الهواء ولكن الأمر ازداد سوء الغثيان يفتك بها كل شيء من حولها يدور ستسقط في أرضها تشعر بذلك
الان ستسقط......وبالفعل سقطت في مكانها لا تشعر بشيئا الا من أصوات تتجمع حولها وبكاء نادرة فوق
صدرها وهي تصرخ:
_ماما حبيبتى.....ماااااااااااما.
*ركض بين اورقة المشفى وكأنه في سابق للركض بعد أن اتصلت عليه نادرة صغيرته تبكي بشدة وهي تقل :
_بابا ماما وقعت واحنا في المستشفى.
*كاد أن يتوقف قلبه عليها...شمس حياته وقلبه الذي ينبض ماذا حدث لها...وبعد سؤاله في مكتب الاستعلامات استطاع الوصول إلى غرفة الفحص الشامل وهناك وجد نادرة تقف بجانب شاب ثلاثيني تبكي وعندما لمحته ركضت ترتمي فوق صدره وتشهق :
_بابا ماما جوه مع الدكتور...
*اقترب الشاب من يوسف إلى عانق طفلته يحاول تهدئتها بصوته القلق :
_متخافيش يا حبيبتي...ماما هتكون بخير ان شاء الله.....هي وقعت ازاي كانت تعبانه.
_مساء الخير يا دكتور يوسف...انا هشام صالح استاذ نادره في الكورس..
*وقف يوسف مستقيم ونظر إلى الشاب بملامح مبهمة وقال له دون أي مقدمات :
_انت الا جبت مراتي هنا...ايه الا حصلها؟
_ايوه انا دكتور في الحقيقة مدام شمس كانت مع نادرة في الكورس وفجأة وقعت....ومكنش قدامي حل غير اني اجبها على هنا.
*هز يوسف راسه بجمود وقد تشنج جسده العريض وقال بصوته الرزين:
_شكرا لحضرتك مستر هشام...عن اذنك ادخل اطمن على زوجتي...
*همهم هشام من خلف يوسف وهو مبتسم :
_انا منتظر هنا مع نادرة عشان اطمن على مدام شمس....اقصد مستني حضرتك.
*زم شفتيه بغضب وبرغم قلقه الشديد عليها الا ان ملامحه تهجمت بالغضب وشعر بالغيرة تأكله:
*وبالغرفة وقفت شمس تغلق أزرار بلوزتها وتغلق سحاب تنورتها وهي مازالت تترنح قليلا.........ثم جلست أمام الطبيب وهمست :
_ممكن اعرف ايه سبب الدوخة والصداع ده يادكتور ده غير معدتي....وترجيع اي حاجه بأكلها أو اشربها.
*ابتسم الطبيب بقلق طفيف وسألها :
_مدام شمس ممكن اعرف الأول سن حضرتك.
*رمقت الطبيب باستغراب وهزت اكتافها قائله:
اربع وأربعين سنه يا دكتور ايه علاقة سني بالدوخة والصداع ده.
*تنهد الطبيب وهو يمط شفتاه وقال...من الكشف المبدئ اتضح انك مركبة وسيلة لمنع حدوث حمل.
*هزت شمس رأسها وهي لاتزال غير مدركة ماذا يحدث لها...ليكمل الطبيب بجدية تقلق :
_بس يظهر أن الوسيلة ديه مقدريتش تمنع حدوث الحمل......مدام شمس حضرتك حامل في سبع أسابيع تقريبا وده اقدر احدده بالضبط بعد التحليل و الأشعة.
*ابتلعت ريقها وهي تحرك اهدابها الطويلة بتوتر ملحوظ.....و بذهول حدقت بالطبيب الصامت ينتظر تقبلها للأمر......ولا إراديا منها احنت رأسها تنظر من بين غيمة دموعها إلى بطنها المسطح وهمست وهي تملس فوقها:
_ايه ؟ انا حامل...حامل ازاي.....في السن ده.
*وفجأة التفتت شمس والطبيب معا على صيحت يوسف المتفاجئ:
_حامل؟؟مش ممكن.
****************************
*خرجت من حمام الغرفة ترتدي روب الاستحمام الوردي وتجفف شعرها بمنشفة صغيره....وعندما أزاحت المنشفة وجدته يجلس فوق الفراش المبعثر من ليلة حميمية هادئة جمعتهم منذ قليلا:
*تشنجت عضلات ظهره العاري حينما هتفت باسمه:
_حبيبي الحمام جاهز.
*لم يجيبها ظل على وضعه صامت يوليها ظهره وحينما لمست ظهره العاري.....ارتجف بوضوح شعرت به نظرت بجانبه فأوجدت إحدى قمصانها
البيبي دول قليلة الحياء كما يطلق عليها بجانبه
فأرفعت رأسها سريعا إلى خزانة الملابس الخاصة بها وهنا جفت الدماء في عروقها وتجمدت....فارس
عثر على حبوب مانع الحمل بين ملابسها الداخلية
*ازدردت لعابها هامسة بنعومة:
_فارس حبيبي....في حاجه؟
*صرخة قوية فلتت من بين شفتيها حينما التفت إليها وبكل قوته صفعها فوق وجهها صفعة أدارت وجهها للجهة الأخرى وجعلت خط رقيق من الدماء يسيل من زواية شفتيها.........ليزمجر بشراسة وغضب وهو يحرك علبة الشرائط الكرتونية صارخاً بجنون:
_ايه ده؟ ايه ده يا ملك يا ملاكي ياحب عمري.
_اتكلمي....
*ارتعشت وبقت منخفضة الوجه لا تقوي إلى النظر إليه فقط شفتيها ترتجف بألم ودموعها تتساقط منها بهطول.....ولكنه ازداد شراسة عندما امسك بذراعها بقوة المتها مقربا اياها من جسده بقوة وعيونه تبرق بخطر مميت وصرخ من بين أسنانه
المصتكه:
_انطقي....ولا تحبي اقولك انا ايه ده يمكن فاكره انها حبوب لصداع.....ديه حبوب منع الحمل اشتريتها من هنا خرجتي من ورايا وروحتي الصيدلية القريبة من هنا واشتريتها....علشان مش عايزه عيال مني يا ملك...مش عايزه تجيبي عيال
من ابن فهد ورانيا.
*ضحك بهستيريا ضحكات رنانة موجعة حزينة ضحكات تتسم بالبكاء وهمس امام وجهها الذي تلون في الحال ببقعة حمراء تزين خدها وجانب شق شفتيها:
_ليه يا ملك ؟ ليه عملتلك ايه ؟خايفة يكون لكي ابن أو بنت جدهم وجدتهم مجرمين وخاينين ولا يكون لهم اب مجنون....مختل هه قولي ياملك جوبيني يا حبيبتي....ليه بتعملي فيا كده انتي روحي كل حاجه حلوة في حياتي.....ليه مش بتحافظي على الإنسان اللي محسسك إنك أهم حد في حياته.... يا ملاكي.
*هزها بقوه لتتطاير دموعها على وجنتيها وهمست بصوت مبحوح متقطع من البكاء:
_انا عملت كده عشانك....
_عشاني....والله لا فيكي الخير كتر الف خيرك عشان توفري فلوسي ولا عشان الدوشة وكده ولا لاه استنى يمكن عشان انا قولتلك مش عايز اجيب منك عيال.....علشان بكرهك يا ملك.
*صرخ عليها بشراسة وهو مازال يهزها بقوة.
*ابتلعت ريقها و شحب وجهها وهي تخبره بتهدج:
_لا مش كده مش علشان كل الكلام اللي قولته ده ولا عشان ابوك فهد وامك رانيا ولا علشان انت مختل كل ده غلط يافارس غلط...علشان مش عايزه ابننا أو بنتنا يجوا على الدنيا يلقوا ابوهم هربان من بلده وعايلته.....يلقوا ابوهم ضعيف ساخط على نفسه وعلى عايلته اللي هو منهم وهما منه انا معرفش لك غير اي واحد بس هو هشام الحسيني وأم ربيتك وكانت احن عليك من ولادها هي مني وجد انت بتعذبه دلوقتي بغيابك عنه هو جلال الحسيني.....جدو لو حصله اي حاجه مش انا وبس العايلة كلها هتحملك المسؤولية يافارس هتكون انت السبب.......ضعفك وهروبك هما السبب فاهم هما السبب.
*اخرسي بقا....اخرسي مش عايز اسمع صوتك اخرسي....مش عايز اقتلك ولا أقتل حبك....اخرسي يا ملك اخرسي.
*بقا يصرخ عليها وهو يقبض بيده على عنقها الذي كان يلتهمه منذ قليل وعلامات عشقه واضحة كوضوح الشمس فوق بشرتها....كاد أن يخنقها وهو يرى وجهه رانيا في وجهها وهي تضحك باستفزاز
مميت وتصرخ بوجهه:
_اقتلها يافارسَ...اقتلها زي ماهو قتلني....انت مجرم
زيه انت ابنه انسلخت منه....اقتلها يافارسَ....
*صرخ وهو يدفعها بكل قوته فوق الفراش:
_اخرسي يا خاينه....اخرسي يارانيا أخرسي.
*بقت تتشبث بشرشف الفراش وهي تلتقط أنفاسها
بصعوبة وتسعل من الاختناق لقد كاد أن يقتلها...... يقتلها هي أم يقتل شبح رانيا الخائنة أمه.....كانت
تستنشق الهواء بطلوع الروح وتبكي بحرقة ولم تشعر بشيء إلا من غلق باب المنزل بقوة وصوت محرك السيارة وهي تخرج من مرآب المنزل جلست تستعيد توازنها وتسيطر على جسدها المرتجف: *وبعد قليلا كانت تخرج من المنزل تحمل حقيبة ملابس صغيرة وتصعد الي التاكسي الذي استدعته بالهاتف قائلة بالإنجليزية بصوت باكي :
_المطار من فضلك....بسرعة.

مـــــــلك روحـــــــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن